بين "لأن" و"لكن"
اسْتوقفتني
بعد ما حدث
بعدة أيام ..
اسْتوقفتني
أعرف يقينا
أنها من فعلت ..
فجعلتني
أرٍْجعُ خطوة
للوراء .
عيناها
- الطائران المغردان -
لم يحطا رحالهما
على عينيّ ..
كانت تتجنب النظر ..
قامت بشرح
ما حدث ..
ولما حدث ..
من عينها قرأت ظنها
أنها قامت
بالبيان الحكيم
أنها سدت
كل ثغرات الفضاء .
لها لم أسمع ..
ليس بدافع الكِبْر
أو الغضب
لكن بدافع الذهول ..
فكيف يتفق الأمران
تمزيقها لشعوري
ومراعاتها له
فهل يفيد
المقتول عطشاً
شربة الماء ؟!
كيف يتفق
أن تكون
من يطلب
لي العفو
وهي ذاتها الجلاد ؟!
لست أنسى ..
هجرها لي
عاجزاً
كدمية فقدت
من يحركها
فأخذت تتخبط
لتثير سخرية المارة ..
لم يسترها
الخفاء .
لست أنسى ..
غيابها عني
فمع غيابها
فقدت الجاذبية
وفقدت نفسي ..
واهناً كنتُ
يتلاعب بي
- كيفما أراد -
الهواء .
لست أنسى ..
أيام لا نهاية لها
ضمتها الحيرة ..
كيف تركتني
محكوماً علي
بالجفاء .
محكوماً ..
لم يعرف
ذنبه ..
لكنه عرف
الجزاء .
لكني - مع كُلِّ -
لا أحمل ضغينة ..
وهذا لأمر مؤسف ..
فمن أحب حقاً
لا يمكنه الكره ..
وإن شاء .
بيد أني
لا أعرف
كيف أبغض
فكيف
تكون هي الأولى
وهي من هي !
مشكلتي
أنني
لست مُقْنِعاً
في العداء .
طيري لم يعد
ذات الطير ..
فلأتركها
تحلق بعيداً
بحرية ..
فلست بمزاحم لها
في السماء .
سأحط أنا ..
على الأرض ..
ولن أبارحها ..
فيكفيني الذكرى
والحزن ..
واستضافتي لنفسي
كل يوم
في المساء .
مثلما جاءتَ
ذهبتَ ..
لتتركني
من جديد ..
لكنها لم تخبرني
إن كان مسموحاً
لي الآن
بالبكاء !
كالعادة أعود بمشاركة أكثر تواضعاً .. يبدو أن المرء بدء يفقد ما لم يكن يملكه!






























!



!
- وبعض الظروف الشخصية هي ما تحول .