ولم يبقَ للنجاة مخرج ...
برد الشتاء يلف العالم من حولي
ورياحه تبعث الرهبة والخوف في نفسي
أمطاره سلوانٌ لصدري
وثلوجه تخفف من نيران قلبي
ويبقى أولئك الناس في أوكارهم ماكثون
لا ينتابهم همٌ ولا نصبٌ ولا حزن
ولا حتى شيءٌ من القلق
لأن ضميرهم بات صفرا ً
والخيانة عندهم باتت جهراً
ولم يعد هناك أية حواجز أو معوقات
لم لا !!
وعصرنا بات عصر الفساد
وزماننا بات زمان الوهن
فأين أصحاب الأمانة
أين أصحاب الضمير
لم بيقى منهم إلا القليل
وهم مدحورون أمام الكثير الكثير
يكلمك الواحد منهم بألطف من اللطف
حتى يخيّل إليك أن المثالية شعاره
والأخلاق تاجه البراق
وكلمة الحق وسامه الدائم
وما إن يدير عنك ظهره
حتى تدرك حقيقته
وتجد نفسك وقعت بالفخ ..
تقف بلا حراك
ذاهلا ً أمام خبثه
وتقول في نفسك
"هل يعقل أن هذا الكون يحوي بين جنباته بشرا ً هكذا أخلاقهم "
ولا تملك إلا أن تقول بصوت عال ٍ
لا يسمعه إلا الجدران
ولا يجيبك إلا الصدى
لا حول ولا قوة إلا بالله
مالذي أودى بالناس إلى هذا؟؟
مالذي جعل العالم بأسره ينكب على مصالحه الشخصية
جريا وراء المال
تاركاً وراءه أصحاب الحقوق
ناسياً أن هناك شيئا يسمى "الضمير "
كل أخطائه وذنوبه تندرج تحت مبرر واحد...
" المصلحة هي الأهم من كل شيء ..!!
ثم إن كل الناس يفعلون كذا ...ويتصرفون هكذا .. فما ينقصنا ؟؟؟!!!"
فساد آلت إليه البلاد والعباد
انتشر بينهم كالسرطان الخبيث
ولم يترك أحدا ً من شره
إلا قلالاً ضعافا ً لا قوة لهم ولا حول
أضحى الخبيث في هذه الأيام هو القوي المسيطر
فوق كل شيء متمركز
وأضحى الطيب صاحبا ً للعثرات والذنوب –بنظرهم-
ولم يعد هناك مبادئ للتقييم
ولا قواعد لصحة الرأي
خبيث بداخله هو الحسن بنظر الناس
وطيب بداخله هو السيئ بنظر الناس
انقلب الزمان وانقلبت معه المفاهيم
ولم يبقى للنجاة
ولا للصلاح سبيل
هداهم الله وهدانا
وعافاهم وعافانا
اللهم ...
آمـــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــن