وبمرور الوقت حل الظلام على المكان ولا يزال (هادي) ماكثاً في كوخ العجوز بعد أن ساعد (ساهر) في التخلص من جسد أمه. فقال له (ساهر) ولم تبدو عليه أي من علامات الحزن لفراق والدته : هل ستظل ماكثاً هنا إلى الأبد .. ألن تفعل شيئاً؟
(هادي) : لا تقلق سأنصرف في الصباح الباكر (ساهر) : وهل ستتركني وحدي إذاً؟
(هادي) : ماذا تعني؟ (ساهر) : أقصد ... لم لا تأخذني معك؟
فرد (هادي) مندهشاً : آخذك معي ! ... إلى أين؟ ... ثم إنني عدوك فقد قتلت والدتك للتو
ورد حينها (ساهر) بنوع من اللامبالاة : لا في الحقيقة هي ليست والدتي .. إنما هي زوجة أبي الذي توفي وأنا لا أزال صغيراً فمكثت معها وقد كانت تعاملني أسوأ معاملة حتى أنني كرهتها في معظم الأوقات والواقع أنك أرحتني من قسوتها وجنونها... فهل ستسمح لي بمرافقتك إذاً؟
أجابه (هادي) : ولكني لا أدري ماهي وجهتي التالية للعثور على تلك الحمامة
(ساهر) : مممممم ... لا يهم فقد اعتدت أن تكون حياتي دائماً بلا وجهة
فرد (هادي) بتردد : حسناً ... لتكن رفيقي في رحلتي التي لا أدري متى ستنتهي.
ويمضي الوقت وتمر الساعات إلى أن يأتي النهار بنوره فيستيقظ (هادي) من نومه وينظر في الأفق البعيد مفكراً في خطوته التالية فيأتيه صوت (ساهر) من الخلف : إنني على أهبة الإستعداد
ويمضي الإثنان في طريقهما على أمل أن يدنو الأمل منهما مجدداً في إيجاد تلك الحمامة المسحورة .......... يُتبع