السلام عليكم

نشر الثقافة ... حقيقة أو خرافة ؟
إنني أنبهر بما أراه في بلاد الغرب ، من علم وتقدم وتطور. فهم حقا جديرون بالملاحظة. لهم كل ما يريدون وكل ما يطلبون ، وحينما تقع مشكلة يبادرون بإصلاحها ومن ثم دراسة أسبابها لتفادي وقوعها مرة أخرى. ثم إنني ألقي نظرة على عالمنا العربي والإسلامي ، فأجد شعبا يأكل ما لا يزرع و يلبس ما لا يصنع، غارق في الأوهام وحب المسلسات ( التركية حاليا

) ، وللأسف لا يأبه بأنه مصنف ضمن قائمة "
دول عالم الثالث".
قبل مدة ، خلال المدة الدراسية ، سألت إحدى زملائي في الفصل "
هل تقرأ يا فلان ؟". وجوابه أثار دهشتي حيث قال "
نعم". فبكل فضول سألته "
ماذا تقرأ ؟". قال لي "
الجريدة". حتى لو لم يكن يقرأ كتب عادية ، أسرني أنه مطّلع على آخر أحداث العالم ، هذا ما زعمته طبعا. سألته "
ماذا تقرأ في الجريدة ؟". كان رده "
القسم الرياضي فقط".

كان علي أن أعلم ذلك من أول ، فالقليل من شباب اليوم يهتم بقضايا العالم ، الكل يريد أن يعلم آخر آخبار الرياضة و المشاكل الشخصية ولا ننسى أخبار مسلسلي "
نور" و "
سنوات الضياع".
كما ذكرت سابقا ، أنني أنبهر بكل ما أراه في الغرب ، ولكنني أيضا أغار منهم. أغضب عندما ينبغي لي أن أرضخ للأمر الواقع ، وهو أننا في آخر قطار التقدم. بل نحن لا نتقدم إلا خطوات قليلة جدا ، تكاد لا تُرى. ربما هذه المعلومة قديمة جدا ويعلمها الكثير منكم ، ولكن هناك دراسة أشارت إلى أن الإنسان العربي يقرأ فقط 6 دقائق في السنة.السؤال الذي يطرح نفسه : إن كانت الدراسة قديمة ، أما زال وضعنا كذلك ؟

نعم أعلم أن هناك مكاتب مثل "جرير" و "العبيكان"التي توفر كتب ، ولكنها محلات تجارية همها الأول والأخير كسب الربح التجاري قبل تثقيف بالناس بالعلوم المتنوعة. والأزمة هي أن القابلين على تلك المحلات لشراء كتب قليلون جدا مقارنة بحجم السكان. ألا ينبغى لنا - الذين التمسوا الثقافة - أن ننشر الوعي الثقافي بين المجتمع لكي يتطور فكريا ؟ لما لا نرى دعم للثقافة في عالمنا العربية ؟ لما لا نرى إرشاد وتوعية من المسؤولين عن هذه المسألة ؟
نحن حقا وضعنا مخزي للغاية. ولكن ، هل من حلول للمسألة ؟
في أمان الله
