بسم الله الرحمن الرحيم
السلامُ عليكم و رحمةُ الله و بركاته
خلالَ بحثي عن مصدرٍ موثوق لِصَحَّةِ هذا المقال المزعوم ، عثرتُ على هذا الموضوع القيّم الذي يوضِّحُ و يُفَنِّدُ الأكاذيب التي وردَتْ في المقال
..
قال تعالى { يَا أيُّهَا الذينَ آمَنُوا إنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا }
لقد اطلعت على الرسالة التي يتداولها الناس والمنسوبة إلى الدكتور أمجد خان من معهد الأبحاث الطبية الأمريكية والتي يذكر فيها أن صديق له يعمل في فرنسا اكتشف أن المواد المضافة إلى الاطعمة والتي تحتوي على بعض الرموز مثل E تحتوي على مواد مصنوعة من شحم الخنزير .
و كود E هو نظام دولى لترقيم مُضافات الأغذية (بدلا من أسمائها الطويلة المُعقدة), وقد قامت بإعداده لجنة الدستور الغذائى , فقط مجموعه فرعية من هذه المضافات مسموح استخدامها فى الاتحاد الوروبى .
و يُستخدم أيضا فى دول أخرى منها : دول مجلس التعاون الخليجى و نيوزيلاند و اسرائيل و تزايد استخدامه فى شمال امريكا وخاصة كندا .
Classification by numeric range:
تقسيم المضافات الغذائية تبعا لأرقامها:
E100-E199 colours
E200-E299 preservatives
E300-E399 antioxidants and acidity regulators
E400-E499 Thickeners, stabilizers & emulsifiers
E500-E599 pH regulators and anti-caking agents
E600-E699 flavour enhancers
E900–E999 miscellaneous
E1000–E1999 additional chemicals
والذي يجب علينا نحن المسلمين أن لا نغفل عنه الحقائق التالية:
أولا: الدكتور أمجد خان شخصية مجهولة لا يعلم عنها أحد أي شيء، وخبر المجاهيل لا تقوم به حجة.
ثانيا: يدعي هذا الشخص أنه يعمل في معهد الأبحاث الطبية الامريكية، ولم نسمع بهذا المعهد على شهرة مراكز الأبحاث الأمريكية، وأظنه يقصد FDA وهي إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية ولكنه لم يعلم كيف يترجمها لإن الكاتب لا علاقة له لا بالطب ولا بالكيمياء ولا بالأغذية.
ثالثا: صديقه الذي أبلغه الخبر من فرنسا هو أكثر جهالة من الأول.
فالخبر سنده مجهول ينقل عن رجل أكثر مجهولية ، فهو ظلمات بعضها فوق بعض ، يضاف إليه التدليس في نسبة الأشخاص إلى مؤسسات وهمية لاوجود لها .
رابعا: متن هذا الخبر كله أكاذيب وخداع، فمكون الغذائي الذي يرمز إليه بحرف E هو نسبة إلى أوربا Europe و قد تم اختصار اسماء بعض المواد حتى يسهل كتابة كل المكونات الغذائية.
وقد بدأت كتابة هذه المختصرات من منتصف ثمانينيات القرن العشرين وتقريبا عام 1986، فهي ليست شيئا جديدا خرج من الظلام.
الكاتب المجهول يزعم على سبيل المثال أن E336 هي من شحم الخنزير بينما في الحقيقة هي رمز لمادة ملح تترات البوتاسيوم وهي مادة معروفة من القرن التاسع عشر.
و المادة E440 يزعم أيضا أنها من شحم الخنزير بينما هي مادة سكرية pectin “methylated ester of galacturonic acid” يصنع منها المربى. والمادة E100هي عبارة عن جذور الكركم الطبيعي وهو يزعم انها شحم خنزير!!
و المادة E110 التي يزعم أنها من شحم الخنزير، وهي في حقيقة الأمر ليست سوى مادة صناعية من الفحم وتستعمل كصبغة صفراء اللون.
ولا أريد أن أضيع وقتي ووقت القاريء بفضح أكاذيب كاتب المقالة المزعومة بيد أني أريد التنبيه على حالة الغلفة والجهل الذي تعيشه الأمة بحيث صارت تساق كالنعاج وراء كل ناعق .
أين غابت العقول وأين أفلت المدارك التي بنت الحضارات والأمم؟
إن انتشار مثل هذا الدجل باسم العلم بين المتدينين من ابناء هذه الامة يوضح الدور الخطير الذي يمارسه هؤلاء في تأخر الأمة وتراجعها، فهم يرضون من العلم بالقشور، وتستهويهم الخرافات المملحة ببهارات علمية خادعة ليبنوا صروحا من الغش والخداع على الأمة كي يوقفوا نهضتها ويكبحوا جماح حركات الإصلاح والنقد والمراجعة .
..