بسم الله الرحمن الرحيم
مقال أكثر من رائع فيه وصف دقيق ،، لمجموعة من البشر يطلقون على انفسهم (سلفيون) ،، اخي الفاضل/ اختي الفاضلة اقرأ ما كتبه فضيلة الشيخ نبيل العوضي حفظه الله ورعاه ،، وابحث وانظر حولك وحوليك عن الفئة وما تمثلة من أفكار تنشرها بيننا بأسم ( السلفيه) ،، فابدأ بنصحهم فإن لم تستطع فابتعد عنهم حتى لا تغرق معهم ويصبح منهجك في الحياة (كشوربة الفراولة بالحنظل)
نصيحة اخيرة : الرجاء تحكيم عقلك ايها المسلم قبل عاطفتك
(السلفية) منهج جميل متكامل، اذا كان يعني به صاحبه الاسلام كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعهد أصحابه رضي الله عنهم فهو الاسلام الحق وهو دين الفطرة، حيث سلامة العقيدة وصحة العبادة وحسن الخلق، والأصل في المسلمين عموماً أنهم (سلفيون) يتلقون دينهم من الكتاب والسنة الصحيحة كما تلقاها المؤمنون من سلف هذه الأمة.
فوصف (السلفية) على المنهج يجعلها مرتبطة بالوحيين وهما الكتاب والسنة (تركت فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي)، وأصحاب النبي وآل بيته هم اقرب الناس اليه وهم اعرف الناس بمراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعندهم اكتمل الدين وتمت الحجة وبلغ النبي الرسالة وأدى الأمانة.
لكن المشكلة ان بعض المنتسبين لهذا المنهج الأصيل شوهوه من حيث لا يشعرون، ونفروا الخلق منه وهم لا يعلمون، فتراهم يزعمون ان نفرة الناس منهم بسبب تمسكهم بالحق وأنهم غرباء لاتباعهم سلف الأمة، وليس الامر دوما هكذا بل أحيانا ينفر الناس ممن ساء خلقهم وغلظ طبعهم وان كانوا على الحق فكيف بمن حاد عن الحق بعد سوء الطباع والخلق !!
باسم (السلفية) – وللأسف – مارس بعض هواة الطعن والتجريح لمز اخوانهم الدعاة وتجريحهم وتنفير الناس عنهم وتصنيفهم، ظنا منهم انهم بهذا الاسلوب سينصرون الاسلام ويحمون حوزته، وما علموا أنهم بهذا يصدون عن سبيل الله بغير علم، فكم من تائب على يد اولئك الدعاة انتكس بسببهم، وكم من خير منع على يدهم، والغريب انهم لا هم لهم في حلهم او ترحالهم الا الطعن بالدعاة والمصلحين وصد الناس عنهم !!
قال العلامة (بكر أبوزيد) رحمه الله (وفي عصرنا الحاضر يأخذ الدور في هذه الفتنة دورته في مسلاخ من المنتسبين الى السنة، متلفعين بمرط ينسبونه الى (السلفية) ظلما لها، فنصبوا انفسهم لرمي الدعاة بالتهم الفاجرة المبنية على الحجج الواهية، واشتغلوا بضلالة التصنيف).
بل وللاسف تجد هؤلاء (المتعاملين) يتبرأون من الجماعات الاسلامية التي تدعو الى الله وترشد الضال وتعلم الناس الخير اكثر من تبرئهم من اليهود والنصارى!! وأحيانا يصرحون بأن هؤلاء الدعاة والمصلحين اشد خطراً منهم !!
وباسم (السلفية) المظلومة يدعون الناس الى التعصب والتقليد!! والسلفية انما جاءت لتحرر الناس من هذا الامر وترشدهم الى اتباع كتاب الله وسنة رسوله، اما ادعياء السلفية اليوم فهم أبعد الناس عن السلفية، واشد تعصبا ممن تعصب للفقهاء السابقين، فالسلفية عند البعض اليوم مسائل معدودة محصورة وعلى فهم علماء لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة، من وافقهم في هذه المسائل فهو الناجي من الضلال والبدع ومن خالفهم في واحدة فقد ضل وهلك وابتدع، اما سائر مسائل الدين الاخرى فلا وزن لها، وباقي علماء الأمة في الامصار فلا عبرة بهم، وباسم (السلفية) الزموا الناس التعصب والتقليد، فاما ان تكون على رأيهم في كل شيء واما ان تكون من الفرق الضالة الهالكة !
وباسم (السلفية) خوفوا الناس من الجهاد في سبيل الله، ووضعوا له شروطاً يستحيل تطبيقها، حتى قال قائلهم لا جهاد إلا إذا اجتمع المسلمون على خليفة واحد!! وبالطبع حتى يأذن هذا الخليفة به!! بل وإن كان جهاد دفع فإنه لا يصح ولا يجوز!! وطعنوا بجميع المجاهدين في سبيل الله في أي بقعة على الأرض كانوا، حتى وإن كانوا يذودون عن البيت المقدس ويقاتلون في حماه وأكنافه، وما دعي أحد من الناس إلى الجهاد في سبيل الله إلا ووصفوه بالخروج والضلال ورموه بالتهم الشنيعة!!
وباسم (السلفية) يتلاعبون بأصل (الولاء والبراء) فالولاء والذي يعني الحب والنصرة لا تكاد تراها لاخوانهم المسلمين، والبراء وهو البغض والعداء فلا تكاد تلمسه للكافرين حتى رأيت من يدعي (السلفية) يتشمت باخوانه المجاهدين ويلمز من قتل منهم في سبيل دفاعه عن بلاد المسلمين، وإذا ذكرت له أمريكا قال (أنا لا أريد أن تسقط أمريكا) وغيرها من كلمات الدفاع عن الكفار والمشركين وإيجاد العذر لهم فيما يصنعونه من حرب وتدمير في بلاد المسلمين!! قبح الله منهجا لا ينبني على الولاء والبراء (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله).
وباسم (السلفية) صار استبدال القوانين الوضعية بالقوانين الشرعية حُكم الله أمر بسيط ولا يعدو كونه ذنباً من الذنوب الصغار التي تزول مع الحسنات، وليست أحد أنواع الكفر بالله جل وعلا ونوع من الظلم العظيم في الأرض، حتى إنك تجدهم جعلوا أعظم أصل من أصولهم هو الثناء على الحاكم الذي أزاح شرع الله وتقديسه وإلزام الناس بطاعته في كل شيء لكنهم لا يذكرون أبداً ان تحكيم القوانين الوضعية (كفر) عملي وإن كان الأمر لا يلزم منه تكفير المعين، لكن أين نصيحتهم وبيانهم للحق الواجب عليهم، وتذكير المسؤولين بوجوب تطبيق شرع الله في الأرض؟!
وباسم (السلفية) وللأسف مزقت السلفية!! فصارت السلفية ألوانا وأصنافاً وجماعات!! فهذا سلفي "كذا"وذاك سلفي "كذا"، وبات الناس في حيرة واضطراب، إن كان الجميع سلفيا فلم هذا التنابز بالألقاب، فياليتهم شرفوا الاسم ولم يستخدموه في حربهم وصراعهم، وياليتهم إذا اختلفوا تأدبوا وتلطفوا ولكنها سنة الحياة، ورحم الله سلف الأمة إذا كانوا يختلفون في ظاهرهم ولكن قلوبهم صافية سليمة لا تحمل غلا ولا غشاً ولا حسداً.
(السلفية) منهج رباني قويم إن شئت فتسم به وإن لم تشأ فأنت حر، ولكن المهم أن تكون مسلماً سليم العقيدة صحيح العبادة حسن الخلق، و(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
هدانا الله وإياكم لصراطه المستقيم ودينه القويم.
وجزاكم الله خير ،، وجزى الله خيرا شيخنا الفاضل على دعوته وكلمته الطيبه وكثر الله من أمثاله ،، ورد الله من انتهج هذا المنهج الى الصواب