عليك بكتاب شفاء العليل في مسائل القضاء و القدر و الحكمة و العتليل لابن القيم رحمه الله تعالى
و القدر كما قال الامام أحمد سر الله في خلقه, و هو مبني على تمام الايمان و التسليم, فنحن نؤمن بأنه الله علم و شاء ثم خلق و أمرنا بالعمل
و الحديث الجامع في هذا الباب
حديث علي رضي الله عنه اذ قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عود ينكت في الأرض ، وقال : ( ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار أو من الجنة ) . فقال رجل من القوم : ألا نتكل يا رسول الله ؟ قال : ( لا ، اعملوا فكل ميسر . ثم قرأ : { فأما من أعطى واتقى } . الآية ) .
فالذي استشكلته هو عين ما استشكله الصحابة, و هذا جواب النبي صلى الله عليه وسلم بين يديك,
و الذي اخبرنا في هذا الحديث بالقدر و مرتبة الكتابة هو الذي امرنا في ذات الحديث بالعمل
و الايمان بالقدر هو والله من أعلى مراتب الايمان
و ذلك انه لا يؤمن به الا من سلم تمام التسليم بما سبقه من أصول الايمان
فالايمان بالله عز وجل ربا يستلزم أنه علم ما كان و ما يكون و انه هو الخالق و ان كل شيء يكون فبمشيئته الكونية عز وجل
و الايمان بأنه اله قد أرسل ملائكة معها كتب الى رسل ليبلغوا شرع الله يستلزم منك ان تعمل بالشرع الذي جاء مع الرسل
و الايمان باليوم الاخر يجعلك في طمأنينة من امرك أنك لن تكون مظلوما ولو شاء ربك أن يظلمك لما جعل يوما اخرا,
لكنه عز وجل حرم الظلم على نفسه سبحانه, و جعل يوم الدين يوم جزاء على العمل و حساب
و يجب ان تعي امرا هاما و هو صغر عقولنا و ضعفها, فوالله الذي لا اله الا هو ان عقولنا لضعيفة صغيرة, و القدر امره صعب لذا قال عنه الامام احمد هو سر الله في خلقه
فأنت لا يلزمك الخوض في كيفية الجمع بين القدر و بين عدل الله و فضله, بل يلزمك الايمان به و التسليم, مع التسليم ان الله عز وجل لن يظلم احدا
و أما الخوض في الكيف في امر غيبي فممتنع على عقولنا الضعيفة
و قد سأل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت عملنا هذا على أمر قد فرغ منه أم على أمر نستقبله ؟ فقال رسول الله بل على أمر قد فرغ منه قال عمر ففيم العمل ؟ فقال رسو ل الله : كلا لا ينال إلا بعمل فقال عمر إذا نجتهد