بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد نبي المرحمة والملحمة البشير النذير وعلى آله وصحبه الذين جاهدوا لعز دينهم فكانوا خير نصير وبعد:
مدينة المساجد والمآذن, مدينة العلم والجهاد, مدينة العزة والكرامة, تلك هي الفلوجة..
المدينة التي رفضت الاحتلال والمهانه في زمناً ذُل فيه الجميع إلا قلة رفضت الخنوع والإنبطاح, تلك البقعة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 96 كم مربع اصبحت كابوساً يطارد الأمريكان أينما حلّوا وأتذكر خبر قد قرأته بالأمس وعنوانه (صدمة أمريكا.. قتال طالبان الجديدة على طريقة 'الفلوجة')
خريطة العراق
جامع وسط الفلوجه (مدينة المساجد)
كانت الفلوجة قلعة مقاومة استعصت على الغزاة و كبدتهم خسائر لم يألفوها, التاريخ يفخر بتلك المدن التي صمدت بوجه المد الصليبي البربري الغاشم, تلك المدن بقيت ذكراها تنير الطريق لكل من يريد ان يبقى تاريخه ناصع نقياً غير ملوث بعار العمالة للمحتل..
الهدف من الموضوع تسليط الضوء على معارك الفلوجه وبشائع جرائم الاحتلال الصليبي في المدينة, ولكن قبل الخوض في ذلك, لماذا تم إستهداف الفلوجه تحديداً بكل تلك الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً كماً ونوعاً عن غيرها من المدن!؟
بعد سقوط النظام البعثي في نيسان/أبريل 2003 ظهر جورج بوش في وسائل الإعلام واعلن ان الحرب للإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين قد انتهت, ولم يدرك ما كان يُعد له
سقوط تمثال صدام
في ذلك الوقت الحرب الحقيقة لم تكن قد بدأت بعد, فالمجاهون يتوافدون إلى أرض الرافدين وأغلب فصائل المقاومة مازالت في طور التشكيل وقلة من الفصائل نشئت قبيل الغزو الأمريكي..
وأيضاً بعد سقوط النظام عمّت الفوضى واعمال السلب والنهب والحروب الطائفية في كثير من مدن العراق إلا الفلوجه, لم يطالها الكثير من التخريب وذلك للتركيبة السكانية لأهلها حيث كان معظمهم مسلمين سنه تربطهم رابطة عقائدية قوية, ولم تحدث أي حرب طائفية في المدينة وهذا ما كان يغيض ويخيف الأمريكان..
في الحقيقة إن الفلوجة - ومنذ سقوط بغداد - لم تسلم زمامها لقوات التحالف، بل كانت عصيّة عليهم؛ فقد اعترف احد القادة الأمريكان أن منطقة الفلوجة ليست تحت السيطرة الكاملة للقوات الأمريكية، وأنها من المدن العراقية التي لازالت لاتريد التكيف مع الوضع الجديد..
رجال المقاومة في حي الجولان في الفلوجه
ومن الأسباب كذلك او المبرارات ان صح التعبير, حادثة مقتل اربعة من مرتزقة شركة بلاك ووتر الأمريكية وتعليق جثثهم على جسر المدينة في نهاية مارس 2004, كان من الممكن أن يمر حادث مقتل المرتزقة مثل كثير من الحوادث التي يتعرض لها الأمريكان كل يوم, لكن لأن الكامرات كانت هناك, ولأن وسائل الإعلام العالمية بثت الصور, فلم تستطع وسائل الإعلام الأمريكية أن تتجاهلها, لذلك كان الخبر الرئيسي في نشرات أخبار المحطات الأمريكية في ذلك اليوم..
احدى جثث مرتزقة بلاك ووتر
حين ذلك اعترفت الادارة الامريكية بأن خطر قد بدء ومن الضروري التخلص منه قبل ثورانه, فسارعت بالإعلان عن عملية "الرد الساحق" التي تستهدف قلب المقاومة النابض (الفلوجة) معقل المجاهدين من كل مكان.
http://www.youtube.com/watch?v=aENP5qlO5js
جانب من عمليات المجاهدين قبل ملحمة الفلوجه الأولى وحادثة مقتل مرتزقة بلا ووتر
* الإستعدادات والزحف الصليبي صوب الفلوجه:
أخذت الإستعدادات شكلاً من الحرب النفسية حيث تناقلت وسائل الإعلام حشود وإستعدادات الجيش الأمريكي والجيش العراقي وتعمدوا بث تلك الصور لترهيب المجاهدين وسكان الفلوجه والمناطق السنية الأخرى, كذلك قاموا بإلقاء منشورات تحض على الاستسلام وتحمل عبارات مثل: "استسلم فأنت محاصر" و "إذا كنت إرهابياً عليك الحذر، فآخر يوم في حياتك كان يوم أمس"، إضافة إلى بث المقابلات مع القادة العسكريين وهم يتوعدون بتدمير الخصم بجانب استعراض الآلة العسكرية الأمريكية،, وتم حصار المدينة وإغلاقها تمهيداً لإقتحامها..
يقدر عدد جنود المارينز المشاركين قرابة 2.200 جندي مدعومين بقوات عراقية اخرى.
صليب معلق على مدرعة امريكية
وأما المجاهدين فلم يملكوا قوة الأمريكان المادية والإعلامية فكانت إستعدادهم على نحو مختلف, كانوا على علم بقرب المواجهة فالاستعداد الإيماني والإكثار من الدعاء والإستعداد المادي بأسلحتهم البدائية البسيطة مثل رشاش الكلاشنكوف بأنواعه, البى كي سي, مدافع الهاون, قذائف RPG-7, صواريخ C5K وابابيل وطارق والرعد وغراد وغيرها, و زرع العبوات في الطرقات ونشر الكمائن وتوحيد الصفوف تحت قيادة عبدالله الجنابي وعمر حديد(رحمه الله).
* معركة الفلوجة الأولى:
في 5 أبريل/نيسان 2004 بدأ هجوم القوات الأمريكية والحرس الوطني العراقي مدعومة بمجموعات كبيرة من فيالق بدر الشيعية والبيشمركة الكردية على الفلوجة..
بدأ الهجوم بإستخدام الطائرات المروحية الأمريكية (الاباتشي) بقصف شديد طال أهدافاً مدنية، ومحاولة اقتحام اطراف المدينة وقد اسقط المجاهدون في الأيام الأولى للغزو العديد من طائرات الاباتشي وتحطمت اسطورتها في سماء الفلوجه مما دعا القوات الأمريكية بإستبدالها بالطائرات المقاتلة F-16 ذات القدرة التدميرية الهائلة من ارتفاعات شاهقة, ومن الصعب ان تتمكن المقاومة من اصطياد تلك الطائرات التي تملك هامشاً كبيراً من المناورة..
طائرة مقاتلة من نوع F-16
وخلال الثلاثة أسابيع التي أعقبت الخامس من أبريل، شهدت المنطقة معارك ضارية استبسل فيها المقاومون إلى درجة أبهرت القوات الأمريكية, ونقلت صحيفة نييورك تايمز عن مقدم أمريكي قوله: الكثير من هؤلاء الرجال كان لديهم رغبة شديدة في القتال، من الأجدر وصفهم بأنهم مقاتلون انتحاريون، وقالت الصحيفة إن جنود البحرية قاتلوا من بيت لبيت ومن مدخل إلى مدخل، وحاولوا صد نيران الرشاشات، ووابل الصواريخ، ويقول العريف توم كونروي: لقد ضربونا بكل شيء كان لديهم, وتضيف الصحيفة: إن القتال داخل وحول الفلوجة كان أشبه بنوع من حروب المدن لم يعرفه جنود البحرية إلا في الأفلام..
جنود المارينز في شوارع الفلوجه
جنود المارينز في شوارع الفلوجه
في المقابل قام المجاهدون في العراق بضرب الصليبين اينما كانوا وبمختلف الوسائل, ثأراً لإخوانهم في الفلوجه, كما سارع المجاهون في الحبانية, أبي غريب والرمادي بضرب الخطوط الخلفية للقوات الأمريكية المحاصرة للفلوجه, فيما كان الأبطال بالمدينة يذيقون العدو الموت بألوانه وأشكاله ويدمرون أسطورتهم المزعومة..
وبعد قرابة الشهر الكامل من القتال والثبات الذي سطر فيه مُجاهدي الفلوجه أروع ملاحم البطولة والفداء في وجه أعتى قوة عسكرية شهدها التاريخ البشري كله, اتى حكم الله بإعزاز دينه بأنصاره الموحدين, وإذلال أمريكا وكسر شوكتها وإسقاط هيبتها, وزلزلة كيد الأحزاب..
وكان يوم السبت الموافق 2004/5/1 يوماً من أيام الله الخالده, اعز الله فيه الإسلام وأهله واذل الكفر وأذنابه وانسحب من بقي حياً من الأمريكان يجرون أذيال الخيبة, وأصبحت الفلوجه مقبرة للغزاة..
الفلوجه مقبرة الأمريكان
آليات امريكية تحترق
مدرعة امريكية تحترق
طائرة عمودية محطمة
مجموعة من رجال المقاومة
آلية امريكية تُركت لنيران المقاومة
القوات الأمريكية وهي مدحورة من المقاومة
جندي امريكي مقتول
الفلوجه تتكلم
فرسان الفلوجه وهم بين حصادهم
أعطت المعركة الأولى في الفلوجة دروساً عبر نصرها الذي تحقق, والذي أذهل العالم!!, كيف أن مدينة صغيرة كسرت هيبة جيوش الاحتلال وفي مقدّمتهم الجيش الأمريكي..
وتعد معركة الفلوجة لغزاً عسكرياً معقداً يحيّر المحللين العسكريين الماديين الذين لم يدركوا ان الله مولى المؤمنين وأن الكافرين لا مولى لهم..
لقد دخلت الفلوجة بعد المعركة الأولى السجل العسكري الأمريكي على أنها رمز المقاومة في العراق وأنها المدينة التي هزمت الجيش الأمريكي أقوى جيوش العالم, وأنها المدينة التي حطمت المشروع الأمريكي في العراق والمنطقة, كما أنها المدينة التي دقت المسمار الكبير في نعش الإمبراطورية الأمريكية, وهي المدينة التي أذلت بوش ورجاله وبالتالي لا بد من الانتقام من الفلوجة وأهلها بل وحتى من بيوتها وشوارعها وأحجارها ومياه نهر الفرات الذي يمر من حدودها الغربية.
* مابين ملحمة الفلوجه الأولى والثانية:
امتدت هذه الفترة قرابة الستة شهور, وكانت من أحلك الأوقات وأطولها بالنسبة للولايات المتحدة، وعاشتها الإدارة الأمريكية واليمين المسيحي المتطرف في جحيم وكوابيس، وقلق على كرامتهم التي مرغتها في الوحل هذه المدينة الصغيرة..
ولم تنعم الفلوجه بالأمن خلال هذه الفترة حيث كان القصف الأمريكي يومي بالطائرات والمدفعية محاولة لإضعاف البنية التحتية للمجاهدين, وحصار مستمر من قبل أمريكا وحكومة علاوي لقطع إمدادات المجاهدين, إضافة لحشد القطاعات والقيام بدفع العملاء إلى المدينة كل ذلك من أجل التأثير على معنويات أهل الفلوجه..
واما المجاهدين فكانوا يعدون العدة لعملية امريكية اخرى مرتقبة, فحصنوا المدينة وشنوا عدة هجمات ضد القوات الأمريكية..
وقد ضاعفت القوات الأمريكية عددها إلى قرابة 7 اضعاف عن معركة الفلوجه الأولى, وأصبح عددها لا يقل عن 16.000 جندي ويصل إلى 20.000 جندي في بعض المصادر, بالإضافة إلى قرابة 5.000 من العملاء البشمركة والرافضة, مقابل ذلك فإن عدد المجاهدين من المقاومة العراقية بكافة فصائلها لا يتجاوز 3000 مقاتل.
* معركة الفلوجه الثانية:
كانت حرب إنتقام أكثر من كونها للسيطرة, حيث تنطلق قوات الاحتلال الأمريكية من خلال استهدافها للفلوجة إلى الثأر لكبرياء العسكرية الأمريكية المهزومة والمهانة في مستنقع الفلوجه..
ووصفت الحرب على لسان احد قادة الجيش الأمريكي بأنها أشرس معركة منذ الحرب العالمية الثانية, ووصفت كذلك بالحرب الكونية لكثافة الذخائر المستخدمة, وقد علم الأمريكان ان لا سبيل لدخول الفلوجه إلا بالقصف الجوي المتواصل وباستخدام أسلحة فتاكة غير تقليدية, لذلك حاولت قوات الإحتلال ابعاد وسائل الإعلام المرئية عن ساحة المعركة حتى تتحكم بصياغة وترويج الأكاذيب الإعلامية التي تناسبها حول طبيعة ما يجري هناك..
في يوم الاثنين الموافق 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 بدأ هجوم القوات الصليبية تحت جنح الظلام بقيام الطيران الأميركي بدك المدينة دكاً عشوائياً لم يميز بين المحاربين والمدنيين وبين المستشفيات والخنادق مستخدمين مختلف الطائرات العمـودية والمقاتلة (F16,F18) من الجو, ورافق ذلك هجوم بري واسع النطاق قام به مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) على المدينة مدعومياً بالدبابات والمدافع الثقيلة والصواريخ من البر
قصف امريكي متواصل على المدينة
وقد ثبت المجاهدون وتصدوا بصمود واستبسال للزحف,وكبدوا العدو خسائر كبيرة في الأرواح والآليات..
المقاومة في الفلوجه
استمرت القوات الأمريكية في تطوير وتيرة هذا الهجوم وتصعيده حتى وصل إلى ذروة الوحشية والهمجية بكل ما تضمنته معنى الوحشية والهمجية, حيث استخدمت أنواع الأسلحة المحرمة دولياً, من فسفور أبيض, قنابل عنقودية, غازات كيماوية وغيرها من الأسلحة الغريبة التي تذيب جسم الإنسان إلى العظم ولا يبقى إلا الملابس التي كان يرتديها وستشاهدون ذلك بوضوح في الفلم الوثائقي المدرج في اخر الموضوع, وكذلك تم إستخدام اليورانيوم المنضب وهذا ما يعاني منه سكان الفلوجه اليوم, التشوهات الخلقية التي تحدث للمواليد الجدد في الفلوجه اليوم سببها الرئيسي اليورانيوم..
وبعد قرابة سنة من هذه العملية بثت وكالة انباء ايطالية تقريرا في 9 نوفمبر 2005 وجاء فيه ان المارينز استعملوا قنابل MK-77 الشبيهة بالنابالم بالإضافة إلى الفسفور الأبيض والتي تعتبران من الأسلحة المحرمة عالميا حسب قرارات معاهدات حظر استعمال الأسلحة الكيماوية..
القوات الأميركية استخدمت الفوسفور الأبيض بهجومها على الفلوجة عام 2004 (رويترز-أرشيف)
لقد أهلك الأمريكان الحرث والنسل في المدينة حتى الحيوانات والنباتات لم تسلم من بطشهم, ودنسوا بيوت الرحمن ورسموا صلبانهم على كتاب الله, وانتهكوا جميع ما كانوا يدّعونه بحقوق الإنسان, وهذه ديمقراطيتهم المزعومة التي لازال البعض مخدوعاً بها..
إستنادا إلى تقارير القوات الأمريكية فإن أكثر من نصف البيوت في الفلوجة والتي ويقدر عددها 39,000 منزل من 50.000 منزل قد تعرضت إلى أضرار واستناداً على تقارير من شبكة ان بي سي (NBC) الاخبارية فان 9000 منزل قد دمر..
كما ان جميع البنى الارتكازية الخدمية بالمدينة قد دُمرت من محطات مياه ومنظومات كهرباء وهواتف أرضية ومستشفيات ومراكز طبية، حتى بيوت الله المساجد لم تسلم من قصفهم فقد بلغ عدد المساجد المدمره حوالي 80 مسجد, وهذه الطريقة الأمريكية في تحرير الشعوب..
جندي امريكي يجهز على جريح في المسجد
مخيم في بغداد يأوي لاجئين فروا من الفلوجة
احد المدنين من ضحايا الاحتلال
طفل فقد والده في إحدى الغارات الأمريكية
المواد الكيميائيه الموجوده في قنابلهم تهاجم الخلايا الحيه فقط
( لاحظوا إختفاء اللحم بالكامل بينما الأحذية و الملابس كما هي لم يصبها حتى خدش )
عمليات دفن قتلى الغارات الجوية الأمريكية على مدينة الفلوجة
صليب على كتاب الله
علوج يدنسون بيت الله
طال الدمار مساجد الفلوجة
صورة الفلوجة بالأقمار الصناعية بعد الدمار الهائل الذي أحرق أكثر من نصف المدينه
لقد أزاحت العمليات البربرية التي تعرضت لها الفلوجة آخر الأقنعة التي تخفي الوجه الحقيقي للامبريالية الأمريكية التي طالما بشّرت الإنسانية بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والرفاه الاجتماعي! ونصبت نفسها شرطيا في العالم يعمل على نشر "المثال الأمريكي" وتعميمه في كافة أرجاء المعمورة. فما جرى في الفلوجة يفوق الوصف من حيث البشاعة والروح العنصرية والانتقامية, حتى أن بعض الملاحظين وصف ما جرى بأنه عملية تطهير عرقي بأتم معنى الكلمة. وهذا الوصف له ما يبرره باعتبار أن طغمة بوش صنفت الفلوجة "مدينة سنية ومتمردة" يجب "تأديبها" حتى تكون عبرة لغيرها من المناطق المشتعلة في وجه الاحتلال وهي كثيرة..
وإلى جانب العمليات العسكرية المباشرة ضد الشعب العراقي الصامد تخوض زمرة بوش حربا أخرى لا تقل قذارة وشراسة. إنها الحرب الأيديولوجية والسياسية التي تحاول من خلالها تصوير تورطها في العراق على كونه "حرب على الإرهاب" من أجل "حماية العالم المتمدن والمتحضر من الإرهابيين". وفي سبيل زرع هذه الفكرة في أذهان الناس جندت كل ما لديها من آلة إعلامية ضخمة لتقف إلى جانب الآلة العسكرية. ومثلما رأينا الكاميرا على فوهة الدبابة وفوق الزناد في الهجوم على الفلوجة، رأينا هجوما بالأفكار والصور متزامنا مع الهجوم بالقنابل والصواريخ. القنابل تقتل الأجساد والإيديولوجيا تسمم العقول. ولا غرابة أن نسمع بعض أذيال الامبريالية ممّن يدعون التقدمية يجاهرون بدعمهم للولايات المتحدة في حربها على العراق بدعوى أن هذا البلد أصبح "ملاذا للإرهابيين وعاصمة للإرهاب الدولي". ولا يخجلون من الادعاء بأن انتصار المقاومة في العراق سيكون بمثابة الكارثة على العالم. لأن
ذلك يعني انتصار "الإسلاميين المتشددين" الذين سيحكمون العراق بنظام إسلامي متشدد وسيجعلون من هذا البلد مركزا ينطلقون منه لنشر أفكارهم الظلامية لتعم كافة بلدان المنطقة إلخ… وعلى هذا الأساس فهم يرون أنه من الأفضل أن يبقى الاحتلال في العراق إلى حين القضاء على الفصائل الإسلامية المتشددة!!
معركة الفلوجة بشهادة جميع الأطراف هي معركة العراق ومعركة التاريخ الذي تغير بعدها. فالتاريخ الذي كان يخطط بوش لصناعته في العراق والمنطقة مستخدماً أقوي جيوش العالم، أُحبط ودُمِّر وتغير علي مداخل الفلوجة، وعاشت الولايات المتحدة الهزيمة منذ تلك المعركة في نيسان/أبريل 2004 ولا زالت وستظل تعيشها حتي تخرج بجيوشها مهزومة من العراق، وربما ستظل تعيشها لعقود يمكن أن تؤدي كما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق زبيغنيو
بريجنسكي في كتابه الفرصة الثانية الذي صدر في آذار/مارس 2007 إلي نهاية المشروع الامبراطوري الأمريكي في المنطقة .
هذا فلم وثائقي نشرته قناة راي (Rai) الإيطالية عن مجازر الفلوجه والجرائم بحق المسلمين بالصوت والصورة واعترافات بعض جنود المارينز باستخدام الأسلحة الكيماوية والفسفور الأبيض.. (وشهد شاهد من أهلها ).
<<الفيلم فيه موسيقى ونساء>>
- حجم الفلم 35 ميجابايت ومدته 22 دقيقة ومترجم إلى اللغة العربية,الإنجليزية والإيطالية.
تحميل النسخة العربية:
http://www.rainews24.rai.it/ran24/in...ujah_ARABO.wmv
تحميل النسخة الانكليزية:
http://www.rainews24.rai.it/ran24/in...llujah_ING.wmv
تحميل النسخة الإيطالية:
http://www.rainews24.rai.it/ran24/in...llujah_ITA.wmv
وهنا الفلم مترجم للعربية ومجزء إلى ثلاثة اجزاء على اليوتيوب
الجزء الأول
http://www.youtube.com/watch?v=4p7H6OYk6hs
الجزء الثاني
http://www.youtube.com/watch?v=JLpxh...eature=related
الجزء الثالث
http://www.youtube.com/watch?v=jRLah...eature=related
من تأليف الاعلامي المعروف احمد منصور, مقدم البرنامج الشھيــر (بلا حدود) على قناة الجزيـرة القطريـة, يكشف بعض تفاصيـل وخفايـا معركة الفلوجة الأولى في أبريل/نيسان من 2004 التي تابعها وغطاها من الميدان
http://www.4shared.com/file/93468189..._-_______.html
وأخيراً المصادر حول ملاحم الفلوجه على الإنترنت شحيحة جداً للتّعتيم الإعلامي المفروض عليها, وهذا الموضوع من إجتهادي مع بعض الإقتباسات من موضوعات اخرى, فإن أصبت فبتوفيق منه سبحانه وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.