تعتبر الكتب السماوية سابقة للإكتشافات الغربية في كشف الغموض لمسائل علمية عدة ، لايزال العلم يجهد في إكتشافها.
ومن هنا فإن التعمق في التاريخ المصري القديم واستشفافه من مختلف مصادره بالمقارنة والمطابقة ، فإن الموضوع المطروح بالتساؤل عن أبوة "توت عنخ أمون" وشجرة عائلته ، فإن الوقائع والدلائل تدل على أن الملك الشاب صاحب القناع الذهبي هو ابن "أخناتون" من زوجته الثانية "نفرتيتي" ، التي هي من عامة الشعب ، ومن أصول أجنبية يونانية أو فلسطينية.
وقد كانت "نفرتيتي" الجميلة تلك ، الزوجة الثانية للفرعون "أمنحتب" الثالث التي أسكنها في قصر كبير خاص بعيداً عن زوجته الأولى ، ومنحها رعاية مميزة وحياة باذخة لتعلقه الشديد بها .
وكان والدها من المهندسين الأجانب المقربين إلى الفرعون الذي كان يهوى بناء المعابد والقصور والتماثيل ويستورد معظم موادها من بلاد اليونان وبلاد الشام مستعيناً بمهندسيها .
وكانت مصر في تلك الفترة موقعاً لهجرة المهندسين والعمال وتجار الرخام والأخشاب من اليونان وإيطاليا وفلسطين ولبنان وسوريا لكثرة أعمال البناء فيها التي تتطلب مهارة عالية ودقة في البناء برع فيها أبناء الجاليات الذين استعان بهم الفرعون "أمنحتب".
و"نفرتيتي" كانت إبنة لأحد تجارالرخام ومواد البناء الأغنياء ، المقربين من الفرعون الذي أعجب بجمالها وتزوجها بالإضافة لزوجته الأولى "موتمويا" أو "تي" إختصاراً.
وقد دخل "أخناتون" الذي كان يدعى "يوسي" من بلاد فلسطين في خدمة الملك كعبد رقيق وهو صغير لم يتعد العاشرة من عمره للإعتناء بحدائق سيده الجديد . ثم ترق في الخدمة إلى أن أضحى وزيراً للزراعة والتموين في عهده . وكان مقرباً جداً من الفرعون بحيث سماه خليفته قبل وفاته وأشركه في الحكم بتوصية من زوجته "نفرتيتي" التي تزوجت منه عقب وفاة "أمنحوتب" قطعاً للطريق على الوزير الوثني "خير خيرو رع أي" الذي كان يتقرب بالزواج منها طمعاً في الكرسي الملكي ، ولكنها تزوجت من "يوسي" الذي أحبته لجماله الآخاذ ، كما يدل عليه أسمه بمعنى الفائق الوصف ، كوارثة للعرش لإعطائه شرعية الحكم بوصفها زوجته .
إنتقل الفرعون الجديد وزوجته "نفرتيتي" إلى تل العمارنة وبنى معبداً للإله الواحد الأحد إله قرص الشمس وخالقه وأطلق على نفسه إسم أخناتون ، أي العبد الخانع للإله القوى الذي ليس كمثله شيء .
إلا أن الوزير "خيرو رع آي" لم يكن راضياً عن فقدانه الزوجة الجميلة والمُلك ، فبدأ يثير القلاقل والإضطرابات في أنحاء البلاد ويحرض ضد "أخناتون" المهرطق التي جاء بديانة جديدة غير معترف بها ، خاصة وأنه ليس مصرياً اصيلاً وكذلك زوجته التي تنتمي لأم من أصول أجنبية يحتمل أنها يونانية أو فلسطينية.
كان الخطر عظيماً والطفل "توت عنخ أمون" ابن "أخناتون" في السنة الأولى من عمره عندما أشركه والده في الحكم والعرش لإعطائه صفة الشرعية لخلافته .
وقد صدق حدس أخناتون إذ توفى وولده "توت" في الثالثة من العمر، فحكمت "نفرتيتي" معه إلى أن أصبح في التاسعة من عمره عندما أقيمت له الإحتفالات الإمبراطورية ليتولى عرش مصر ، إلا أن المنية قد وافته بالقتل غيلة من قبل غريمه "خيرو رع" الذي تزوج من أرملته "عنخ إسن أمون" وحكم مصر بالشراكة معها بعد أن تزوجها وحقق حلمه بالعرش لسنوات عدة حيث شرع بتخريب كل المعابد التي بناها "أخناتون" وإزالة أسمه ماأمكن من التاريخ المصري بعد محوه من السجلات الرسمية وكل المنحوتات والمعابد والجدران ، كما الإنتقام من "نفرتيتي" حيث رفض إقامة جنازة ملكية لها بعد وفاتها ، بل ورفض دفنها بجانب جثمان زوجها ونقلها بعيداً في موقع لم يتم التوصل إليه حتى الآن .
وقد خلفه "حور محب" الوزير الآخر "لتوت عنخ أمون" ليتابع نفس طريقة سلفه بإعادة إحياء الوثنية ومحي أثار "أخناتون" الفرعون الموحد .
وعليه فإن "توت عنخ أمون" هو ابن "أخناتون" من زوجته الجميلة "نفرتيتي" .