~ لمـاذا تحــزن ~
~((لمـاذا تحــزن))~
لأنَّ صَـديـقُ العمــر تـَفـَنَّـنَ بـالـخـيــانة، لأنَّ المـالـَ
يـَتـَنـَاقـَص وتـَتـَزايـد الـديـون، لأنَّ شـبـَابـُكـ يـَشـدُّ
الـرِحـَالـَ ولــمْ تـَتـَزوّجْ بــعـد، لأنَّ الأشـواكـْ
انـغـَـرَسـتْ فـي قـلبـُكـَ وصـَرخـتَ مُـتـَآلـِّمـًا أو
مُـنـاديـًا: أاااااخ! فـَلمْ يـَستـَجـِب لكـَ أخـاك..؟؟ فـلا
تـَنـسَ أنَّ الله سـُبـحــانـه وتـعــالـى أقـرب لكـَ مـِنْ
حـَبلِ الـوريـدِ، وأنــّه يُـقلـِب الأحــوالَ مـتـى مـا
شـاء.. فـقـد جـَعـَلـَ الفقــير غنــيـًا، والغنــيّ
فقــيـراً بغمــضــةِ عـين.
~((لمـاذا تحــزن))~
اشــتــدَّ المــرض عـلـيـكـ أو فقــدت شـيء مـِنْ
جـَسـَدكـ بـسبب حـادث مـروري أو خـسـرتَ جمـيع
أمـوالكـ بالأسـهـم أو ظـلمـكـَ الـقـانـون وحـُكـِمَ
عـليـكـ أن تـُسجـن سنـيـنَ طـويلـة.. فـتـيقـَّـن أحـد
الأمريـن: أنَّ الله جــلَّ فـي عـُـلاه يبتلي المـؤمنـين بمـا هـو
خـيرٌ لـهم ويبتلـي الظالمـين العـاصين المقصريـن بمـا هـو
عقــابنٌ لـهم.
}~{فــــاصـــل}~{
~((لمـاذا تحــزن))~
سـتـقـول لـي:صـدّقـتُ أكـاذيـب الأحـلام عـلى
مضــيء السنــين..ليـت ذلكـَ اليـوم لــمْ يـَكـُن..
فقــد... عــشقتهــا كـعــشـق الـفـارس للأمــيرة..
وحــالنـا..هــي مـِنْ طـريق وأنــا لا زلـت تـاءه فـي
دروبــي.. لا عليـكـَ يـا صديـقـي، عـندمـا تـؤمـن
بالـقدر فتـوقــّع مـا يـحـزنـكـ ولـو مـرّة واحـِدة فـي
حيـاتكـ، ربـما هـيَ تـجربـة جعـلكـَ الله تخـوضهـا حتـى
تستعـد لمـا هـو أفـضل لكـ.
~((لمـاذا تحــزن))~
لا تـَكـُن مـثلـهم، فقـد أشـعلـوا تحــتَ الهـمِّ نــارآ،
ونـَمَتْ أغــصان الكــآبـة فـي وسـط ظـلام العــُزلـة،
ورقـّـصــتْ الأغــانـي الحـزيــنة قــلوبــهم،
وعـاشـوا فــتـراتٍ مـن الزمـن للخيـال منـصتيـن.. لا
المـوت جــائـز لهـم، ولا الحــياة الهـادئـة السعـيدة سـعـوا لهــا.
}~{فــــاصـــل}~{
_-*وقــفــة آخــيــرة*-_
فـي الغــالب ينـظر الإنـسان لمــن أحـسن مــنه وضعــًا
ولـم ينظــر للأســفلِ يـومـًا ليـحمد الله عــلى حــاله،
مـا هـيَ بالـنـسـبـةِ لكـ هـذهِ المــشـاهِـد: فـي
فلسطـين تـسـعى الفــتاة الصـغـيرة لتنقـذ اخــوتهـا
اليتــامــى مـِنْ الجـوع، وفـي العـراق يـنظـر الأب لأسـرته
وهـي تعــذّب أمــام عــينيـه، وفـي أفــغانستـان تتنـقـّل
العـوائل مـِنْ مكـان إلـى مكـان لتنـام آمــنة مـِنْ انهـيار
سقـف المنـزل عـلى رؤوسـهم ممـا تـنتـجـه الصـواريـخ..
(فـكم مـرّة عـليـكـ أن تحـمد الله
عـلى النعـَم التـي تـحـوط بكـ؟؟)
وأعـلم أنَّ الدنـيا مـا هـي إلا زمــن مـُحدّد، فـإجتــهد
لمـقعـدكـ الأبــدي فـي الآخـرة.
)(حـروفـي)(
،،
