اليوم : 27 - 9 - 1998م
الوقت : 30 : 11 مساءا
ماذا حدث للآخرين في الحانة ؟؟ ... أتمنى أن يجدوا مخرجا من هذه المأساة , آخر ما اذكره في الحانة أنني كنت أحمل بعض الكؤوس من على طاولة مارك ثم حدث ما حدث , نظرت إلى قلادتي التي أهداها لي خطيبي قبل أن يسافر وقرأت الكلمات المكتوبة عليها (( سيندي .... لن أنساك أبدا )) .
كم هو محظوظ خطيبي فقد سافر قبل أسبوع إلى خارج المدينة بغرض العمل ... أتمنى أن لا يكون قد سمع بما حدث لمدينة الراكون ويتهور ويأتي إلى هنا .
حال المدينة ينحدر من سيء لأسوء , شاهدت بعض المروحيات تحوم فوق المدينة .... ربما تكون المساندة .... ولكن .... أي مساندة أمام هذا الحشد الكبير من المتحولون , المدينة أصبحت مدينة أشباح الداخل , إليها مفقود والخارج منها مولود .
قادتني قدماي إلى مكان أحبه كثيرا .... إلى المطعم المجاور لحديقة الحيوانات حيث اعتدت الذهاب مع خطيبي إلى هناك , لفتت انتباهي ورقة صغيرة معلقة على خريطة المدينة الموجودة بجانب حديقة الحيوانات .
(( إلى أي شخص مازال حيا في مدينة الراكون .... فريق الإنقاذ في طريقه إلى المدينة .... مكان الالتقاء الساحة الأمامية لحديقة الحيوانات ))
جيد فريق الإنقاذ قادم إلى المدينة .... أعتقد بأن فرصتي للنجاة هي الذهاب إلى هناك .... يجب أن اعبر حديقة الحيوانات .
لدي شعور سيء حيال ذلك .... ولكن يجب أن اذهب .... هذه هي فرصتي للنجاة . داخل حديقة الحيوانات , كان المكان هادئ جدا على عكس المدينة التي تعج بالمتحولين .
جميع الأقفاص مفتوحة ... وبعضها محطمة .... يبدو أن الحيوانات هي الأخرى تفكر في الهروب من المدينة .
مشيت في ممرات الحديقة وفجأة سمعت صوتا غريبا وكأن شيئا ضخما قادما من الخلف .... نظرت خالفي حيث مصدر الصوت .... وليتني لم انظر .... رأيت ذلك الفيل الودود قد تحول إلى فيل متوحش يركض في أرجاء الحديقة ويحطم كل ما يعترض طريقه .
ركضت بكل قدرتي وطاقتي وصوت خطوات الفيل تتناغم مع صوت دقات قلبي حتى وصلت أخيرا إلى البوابة المؤدية إلى الساحة الأمامية للحديقة .... كاد الفيل أن يمسك بي بخرطومه الطويل ولكن طلقة رصاص مرت من أمامي أبطأت حركته قليلا وتبعتها طلقات أخرى أوقفت الفيل عن الحركة .
؟؟؟ : بسرعة إلى المقطورة !!!
أخيرا .... جاءت المساندة في وقتها ... أربعة رجال وقفوا أمام الفيل وبدأوا بإطلاق النار عليه ... ولكن الفيل كان قويا جدا فقد استخدم خرطومه الطويل على احدهم وقدمه الساحقة على الآخر وتمكن منهم جميعا وعاد مرة أخرى للحاق بي .
ركبت المقطورة واختبأت فيها حتى يذهب الفيل .... يبدو أن هناك شيء آخر لفت انتباه الفيل .... وصرف نظره عني .
اتجهت إلى مقطورة القيادة وقمت بتشغيلها وبدأت تتحرك إلى مكان الالتقاء المكتوب في الورقة .
أشعر بالنعاس ... أريد أن استرخي قليلا .... ولكن لا .... ليس الآن .... فمازال المكان خطيرا .
توقفت المقطورة فجأة وكأنها ارتطمت بمقطورة أخرى , توقفت في المكان الصحيح ..... ولكن .... التوقيت كان خاطئا ..... لقد وجدت المروحة التي ستنقذني ... ولكنها مدمرة كليا ... لا اعتقد بأنني محظوظة ... ولكن لا ... مازال أمامي فرصة أخرى .... الجميع لديهم فرصة أخرى .
يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع