الحب الخالد
قالوا عنه الحب الأسمى والأكثر نقاوة في العالم , فعندما تسأل أي شخص عن ذلك سيقول لك بأنه ليس هناك حب أعظم من هذا . كان يحبها ويكن له خالص الاحترام وكانت هي تبادله نفس الشعور . حب ُ لا يمكن أن تقتله أو تمحوه الأزمان . كالجبل الشاهق لا تهزه الرياح .
" أحبك من كل قلبي " قال الفتى منهياً المكالمة و هو يخرج من سيارته إلى مقصده . كان ذلك في أول أيام الشتاء في تلك المدينة الصغيرة التي كانت الثلوج تضفي لها سحراً مميزاً وخلاباً أشبه ما تكون بقطعة بيضاء تلمع في وسط الليل الدامس . دخل الفتى إلى متجر الهدايا . كان المتجر بالكاد يسع لسبعة أشخاص مجتمعين ومع تلك الإضاءة الخافتة التي أعطت المكان جواً رومانسياً .
قال للبائع : " أعطني تلك الساعة من فضلك " لم يتردد كثيراً في الاختيار لأن اختياره لم يكن عبثاً حيث أنه يتذكر حفل تخرجه من الجامعة جيداً عندما تلقى منها تلك الساعة التي تشبه لحد بعيد هذه التي بيده . " ستكون مفاجئة حفل ميلاد رائعة!" قالها حينها مخاطباً نفسه .
بعدها مباشرةً أتجه إلى المطعم الذي سوف يقام فيه الحفل , وهو في طريقه كان يذكر المدعوين إلى الحفل عن طريق الاتصال بهم . والده , أخوته , أصدقائه , و أقاربه .
خرجت المرأة المحتفل بها بعدنا سلمت التقارير إلى رئيستها متجهه إلى بيتها لكن لحظة انتهاء دوامها تلقت مكالمة غيرت خططها . " لا تحملي عبء عشاء اليوم ما رأيك بأن تأتي للعشاء الليلة ؟ " قال الفتى من خلال الهاتف أجابته بالإيجاب وهي ناسية تماماً بأن اليوم يوافق يوم ميلادها . أغلقت الهاتف بعدما سمعت كلماته القائلة " أحبك من كل قلبي " .
وصل الفتى إلى مطعم الصدفة القرمزية ليتأكد من إعدادات الحفل النهائية , المطعم الأفضل لدي كثير من أهل المدينة بطلته الاستثنائية والمميزة على البحر بحيث تشعر وكأنك تطفو فوق سطح الماء و ضوء القمر يشق طريقه من خلالك .
عندما ضربت عقارب الساعة الثامنة و أربع وثلاثون دقيقة وصلت المحتفل بها إلى المطعم وفي لحظة دخولها سمعت صوت جماعي
"مـــفــاجــئــة!"
دخلت بتلك الضحكات متفاجئة بما رأته . " كل عام وأنتي بخير! " , " تمنياتي إلى المائة سنة و أكثر! " , " أتمنى أن تنال الحفلة على استحسانك " عبارات سمعتها من هنا و هناك لحظة استقبال المدعوين لها بينما كانت تبتسم إليه وأعينها موجهه نحوه وكأنها تقول له " شكراً من كل قلبي!" .
حان وقت توزيع الهدايا بعدما تم إطفاء الشموع وتناول العشاء , كان الفتى أول من جاء ليقدم الهدايا إليها .. قبل يدها ورأسها و قال بينما هو يسلم الهدية :
" كل عام وأنتي بخير يا أمي "
بقلم/ إبراهيم عبد الله