اخي الغالي )(FanTasy)(
اخي ننتظر رد الاخ حسام حربى على مقالته تلك
وتعليقا ًعلى ما قاله
هذا النوع من التبرير سائد فى الثقافات المتدينة فقط عملاً بِحِكَم من قبيل “الخيرة فيما اختاره الله” رغم تناقضها مع القرآن نفسه والقائل بأن الإنسان يُبتلى بالشر والخير ويُبتلى أحياناً بما لا يصبر عليه ا
اخي هذا ليس تبرير انما حقيقة اننا كبشر فهمنا قاصر وقد قرات كل مقالتك وانت بنفسك تحدثت ان الانسان يجد الاعذار لنفسه ليبرر عدم وصوله الى هدف ما
وهذا ليس عيب بالعكس هذا يسمى تكيف مع الواقع ومحاولة لتحويل المصيبة او الكارثة الى عنصر ايجابي لتستمر الحياة
للاسف اجد ان مقالتك لا هدف لها حقيقي لانك هنا تعلق وتسخر من هذا التفائل و االتكييف فماذا تريد
ان يصاب الانسان بالتعاسة ويبقى يعيش المه ويبكي ويصرخ او ان يرمي نفسه من فوق جسر لينتحر .... ؟
للاسف ان كل تلك الدراسات توضح امرا ص ولكنها تغفل ان اي كائن حيث يحاول ان يتكيف مع وضعه الجديد وهذه ميزة خلقها الله واوجدها في كل المخلوقات و البشر كذلك لكي تستمر الحياة و الانسان بسبب وجود العقل الذي يميزه عن غيره من المخلوقات فانه يحول الامر الى فكرة ايجابية او على الاقل يضع تبرير يدفعه الى المضي في حياته وكان ما اصابه لا شيء
ولكنه ان كان مؤمنا ً بقضاء الله وقدره فانه سوف يفوض الامر الى الله وحكمته في مجريات الامور وان ما جرى انما امر الله وتقديره لك
بل القران علمنا ان كل شيء يحصل بامر الله ومشيئته وان هذه الدنيا مقر امتحان و ابتلى وصبر
بل للاسف انت المتناقض هنا يا اخي
اتعلم كيف ....
لقد قلت ( يُبتلى بالشر والخير ويُبتلى أحياناً بما لا يصبر عليه )
لانك لو سئلت نفسك لما ابتلى الله هذا الانسان بقطع قدمه مثلا ً لعرفت ان سوف تقول انه امر الله وقضائه لهدف وامر قدره الله لي
وهو لا يناقض تلك الكلمة التي قلتها “الخيرة فيما اختاره الله”
بل توافقها كليا ً
كيف ذلك سوف اضع لك قصة طيبة
يحكى ان ملكا كان لديه وزير حكيم ... وكان هذا الوزير كلما المت مصيبة بالملك او المملكة يهون على ملكه ويقول له لعله
خير يامولاي ... فلا أحد يعرف ما هو مقدر له مما تحمله الايام لنا ! قد نراه شراً ويكون الخير فيه , وقد نرى الخير في سبيل آخر ويكون الشر فيه .
الى ان جاء يوم وضاق الملك ذرعا من كلمة وزيره والتي هي (لعله خير ) حيث كان الملك ينظف سيفه و اذا به يقطع اصبعا من أصابع يديه , فجاء وزيره يزوره ويطمئن عليه وقال له لابأس عليك يا مولاي و (لعله خير لك ) ! ... فـ ثار غضب الملك وقال له أمجنون انت ؟؟ وأين الخير بأن يقطع اصبعي !؟
فـ أمر بـ سجن وزيره .. فـ قال الوزير والجنود يذهبون به الى السجن : (لعله خير ) !!
بعد مدة كان الملك في رحلة صيد واذ بـ قبيلة بدائية تمسك بـ الملك وتذهب به مكبلا الى حيث تقيم ,, حيث أرادوا ان يقدموه (قربانا ) لـ آلهتهم .. !
فـ اعدوا النار لكي يحرقوا هذا الملك , و أحكموا وثاقه .. واذ بهم يرون ان ( اصبعه مقطوعة ) ولا يصلح لئن يكون قرباناً فـ أطلقوا سراحه . !
وهو في طريق عودته عرف ان قطع اصبعه كان ( خيراً ) له , و تذكر كلمة وزيره (لعله خير ) .. فـ عاد الى مملكته وأطلق سراح وزيره واعتذر منه , وحكى له ما جرى معه في رحلته وقال له اما الخير الذي أصابني من قطع اصبعي فـ عرفته ..
فـما الخير الذي أصابك من سجني لك ؟
ضحك الوزير .. ! وقال : لو لم تسجني يا مولاي , لكنت معك في رحلتك هذه ولـ أخذوني عوضاً عنك قربانا .
قال تعالى {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
نعم وانتم لا تعلمون فالبشر لديهم فهم قاصر لاسباب منع الشيء الفلاني من الوصول اليه نعم بسبب فهمنا القاصر قد نحاول ان نجد المبررات ولكننا ان فكرنا بالامر فان هناك حكمة لا يعلمها الا الله وقد ياتي وقت وندرك تلك الحكمة
وقال تعالى {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
الله اكبر ما اعظم كلام الله نعم قد اكره ان لا احصل على هذا الامر او ذاك وقد يبتليني الله بشر او بخير واحاول ان ابرر لنفسي هذا الامر وللاسف فاما ان اسخط بعدها او اكون من الناقمين
والمجتمعات المدينة كما تقول يا اخي هي تلك المجتمعات التي تؤمن بالله ايمانا ً راسخا وان كل شيء من عند الله وان كل شيء لهدف وقدر و حكمة
اخي لا يوجد اي تناقض في القران بل القران علمنا ان كل شيء يحصل بامر الله ومشيئته وان هذه الدنيا مقر امتحان و ابتلى وصبر
قهذه سعادتنا وهكذا نتكيف
فالمجتمعات الغير متدينة المادية التي لا تؤمن بالله بل وحتى تنكر وجوده تجدها تحاول ان يتكيف افرادها بتلك الفكرة التي طرحتها
بينما الذي يؤمن بالله فانه يعلم بان هناك حكمة وان اي ابتلىء من الله يكون له سبب
اما عقوبة رادعة لمسيء
او رفع للدرجات لمؤمن
او محو للخطايا
والحمد لله رب العالمين
سلام