• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 46 إلى 60 من 84

    الموضوع: مقالات نسيم الصمادي

    1. #46
      التسجيل
      28-02-2012
      المشاركات
      95
      المواضيع
      40
      شكر / اعجاب مشاركة

      Arrow اخلع نظارتك لترى العالم بوضوح

      اخلع نظارتك لترى العالم بوضوح




      ربما تكون هذه نظرة جديدة في القيادة الاستراتيجية والاقتصاد الكلي وإدارة المستقبل، وهي نظرة طبيعية وتلقائية وسهلة لأنها منبثقة من ضرورة خلع النظارات المكبرة التي نحاول أن نرى العالم من خلالها لكي ندرك الخطير ونرى البعيد ونفهم الغامض.

      اليابان التي بهرت العالم بآلاتها الدقيقة لم تتنبأ بزلزال الـ8.9 درجات ولم تستعد له، وقبل الزلزال وتوابعه من تسونامي وتسرب إشعاعي فوجئت مراكز التنبؤ والاستخبارات بثورات تونس ومصر واليمن وليبيا، وظن الجميع أن نتائجها ستكون متشابهة ومحسومة لأن ما حدث في دولة يتكرر بنسخ كربوني دقيق لا شك فيه.

      وقبل الزلازل الجيولوجية والسياسية، كانت هناك براكين طبيعية، وانهيارات اقتصادية فاجأت العالم، بل إن بعضها فاجأ أصحابه وذويه، وكل من يعنيه الأمر ومن لا يعنيه، فقد كنا نرى أن فوز رئيس أمريكي من أصل أفريقي ضرب من المستحيل، وأن انضمام اليونان إلى الاتحاد الأوروبي وحرمان تركيا من هذا الشرف غير الرفيع هو في مصلحة الأولى وضد مصلحة الثانية. وعندما تبينا أن العكس هو الصحيح، أدركنا أن التاريخ ليس فقط لا يعيد نفسه، بل يغيِّر رأيه في اللحظة الأخيرة إذا ما أحس بأن هناك من يحاول أن يصنعه أو يتلاعب به، أو يتنبأ بأي مستقبل كان يجب أن يخضع لآليات الأسواق أو يفسره من خلال أحد نماذج الاقتصاد الرياضي.

      يرى "دانييل بوروس" في كتابه "النظرة الثاقبة" أن قراءة اتجاهات المستقبل ورؤية الفرص الكامنة فيه هي مهارة يمكن التدرب عليها وإتقانها، لكن مهارة التنبؤ بتداعيات المستقبل ليست مستحيلة فقط، بل هي غير ضرورية. مكمن التناقض في نظرية "بوروس" هو الشروط التي وضعها لتفعيل خطوات قراءة المستقبل وأولها أن نعرف أين ننظر، وكيف ننظر، فلو كشفت مؤشرات الخطر عن نفسها، ولو أعربت حالات الغموض عن تداعياتها لهان الأمر، وأصبحت إدارة المستقبل عملية آلية، لكن ذلك ليس كذلك.

      على مستوى القطاع العام هناك من يرى أن جزيرة كانت صغيرة ودولة كانت فقيرة مثل "سنغافورة" استطاعت تحقيق أعلى مستوى دخل في العالم بفعل آليات التنبؤ والتخطيط. وعلى مستوى القطاع الخاص هناك من ينظر إلى عودة شركة "أبل" من حافة الإفلاس لتصبح أكبر شركة غير بترولية تملك أصولاً في العالم كنموذج للتخطيط التنبؤي، وهذه أيضًا قراءة خاطئة لحركة الأسواق وآليات النمو.

      ارتبطت عودة "أبل" إلى القمة بعودة "ستيف جوبز" إلى القيادة، وقامت التجربة السنغافورية على الفعل لا على التنبؤ. ومن الواضح لمن يترك الواقع يتحدث عن نفسه ولا ينظر إليه بنظارة سوداء أو بيضاء، أن التجربتين متشابهتان لأنهما توظفان نموذج النمو الطبيعي والحيوي للإنسان والأسواق، فما عليك إلا أن تضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتترك الحركة تدور والحياة تحدث.

      يرى أشياع مدرسة اقتصاد السوق أن على الحكومات أن تتنحى جانبًا وتترك الأسواق والشفافية واليد الخفية تلعب دورها. ويرى أشياع المدرسة السلوكية أن على الحكومات أن تحشر أنفها في الأسواق من حين إلى آخر لتعيد الأمور إلى نصابها، وتمنع سلوك القطيع المريع من تخريب العالم، لكن الرأيين يحتملان الخطأ والصواب. فالأسواق لا تنحرف عن مسارها إلا إذا قادها الشخص الخطأ كما حدث في "إنرون" و"ليمان براذرز" و"تونس" و"مصر" و"اليمن" و"ليبيا". وتدخلات الإصلاح والجراحات التشريعية والمالية الحكومية لن تؤتي ثمارها ما لم يؤدها الشخص الصحيح، في التوقيت الصحيح، وللغاية الصحيحة، وهذا هو محور نظرية "التمتين" التي يغضب الكثيرون عندما أقول إنها ليست مجرد نافذة لرؤية العالم، بل هي مدخل لتغييره أيضًا.

      نسيم الصمـادي


    2. #47
      التسجيل
      28-02-2012
      المشاركات
      95
      المواضيع
      40
      شكر / اعجاب مشاركة

      "بيتر بافيت" يخرج من جلباب أبيه

      "بيتر بافيت" يخرج من جلباب أبيه
      نعم للتميز، لا للامتيازات
      عندما نسمع اسم "بافيت" يتبادر إلى أذهاننا النجاح والشهرة والثروة وشركة "يوركشاير هاثاوي" الاستثمارية العملاقة. هذه كلها إنجازات "وارين بافيت" الذي يحتل المرتبة الثالثة بين أغنياء العالم. وعندما نسمع اسم "بيتر بافيت" الابن سنتخيل شابًا يسكن أرقى القصور، ويقود أحدث الطائرات، ويسهر مع أجمل الفاتنات، ويغرق في الترف والملذات، لأنه وريث عائلة "بافيت" ومؤسساتها التي ناهز مؤسسها الثمانين من العمر.




      لكن الأمر ليس كذلك. إذ يرى الأب وابنه والمراقبون أن الثروة الحقيقية التي تركها بافيت العجوز لابنه ليست المليارات وأسهم الشركات وأرقى الشهادات، على الرغم من أن "بيتر" قد تخرج في جامعة "ستانفورد" العريقة. وهو يرى أن أعظم ما ورثه عن أبيه هو قيم الخير والجمال والعطاء والعمل والتقشف والتفكير المستقل والإصرار على عدم التمتع بأية امتيازات عائلية أو مالية أو اجتماعية أو شخصية لم يحققها بنفسه.


      في كتابه الجديد يقول "بيتر" إن أعظم درس تعلمه من والده هو أن أي والدين يتمتعان بشيء من الحكمة سيعلمان أبناءهما كيف يتمسكون بالقيم، دون أن يوفروا لهم كل ما يريدون. صدر كتاب "بافيت" الابن بعنوان: "الحياة هي ما تنجزه أنت: كيف تشق طريقك بنفسك وتحقق ذاتك"، وفيه يصف كيف عاش حياة طبيعية، وأنه لم يحرم إلا من الدلال والامتيازات التي كانت كفيلة بتدمير شخصيته وتحويله من عائل إلى عالة.


      يقول "بافيت" المؤلف: "من يولدون وفي أفواههم ملاعق من فضة، قد يولدون أيضًا وفي ظهورهم خناجر من ذهب. هؤلاء يبدون للآخرين أقوياء وأثرياء وسعداء وأذكياء، مع أنهم في الواقع ضعفاء وأشقياء وأغبياء. فالذين لا يصنعون مجدهم يعيشون حياة غير حياتهم، لأن الذين يحصلون على الامتيازات والمنح – حتى وإن كانت مشروعة – يفقدون احترامهم لذواتهم. فكونك الوريث الشرعي لأحد الأثرياء، أو الابن الأكبر لأحد الرؤساء، قد يخدعك فتأخذ ما تريد، دون أن تعمل أو تجيد أو تعطي أو تفيد."


      بعد تخرج "بيتر" رفض دخول عالم المال. وعاش في ستوديو في كاليفورنيا يتسع بالكاد لآلاته الموسيقية، ولذلك عمل لدى إحدى المحطات التلفزيونية. وعندما استعان به أبوه، تطوع للعمل في مؤسساته الخيرية ولصالح جمعيات حماية البيئة. وكان يتجول مع فرقة موسيقية ويعزف البيانو ويلقي المحاضرات محذرًا من ثقافة الاستهلاك التي تدمر البيئة والقيم ولا تضيف قيمة.


      يؤكد "بيتر بافيت" مثل والده أن الرخاء والمتع والأموال إلى زوال، أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. فالقيم هي العملة الوحيدة التي تزيد ولا تنقص كلما استثمرناها وتعلمناها وعلمناها للآخرين.



      نسيم الصمادي


    3. #48
      هــمـسـة غير متصل عضو مميز
      رايق
       
      التسجيل
      23-03-2007
      الدولة
      أطير بين الحروف
      المشاركات
      2,799
      المواضيع
      202
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: اخلع نظارتك لترى العالم بوضوح

      نعم كم نحن بحاجة لخلع نظاراتنا لنرى العالم بجماله أو بحقيقته
      أو على الأقل تغييرها لنراه من الزاوية الصحيحة
      شكرا لك على المقال الرائع
      جزاك الله خيرا

    4. #49
      التسجيل
      28-02-2012
      المشاركات
      95
      المواضيع
      40
      شكر / اعجاب مشاركة

      بقرة "تويوتا" وذيلها الطويل؟

      بقرة "تويوتا" وذيلها الطويل؟
      إذا وقعت بقرتك في حفرة وعجزت عن إخراجها، فقد تضطر إلى إحضار مقاول أو خبير ليساعدك في إنقاذها. ومن المؤكد أن 80% من الخبراء يستخدمون منهجية موحدة ومعروفة وشائعة في عمليات الإنقاذ وإدارة الأزمات تتكون من الخطوات الثلاث التالية:

      أولاً: أخرِج البقرة من الحفرة بأقل قدر ممكن من الخسائر؛
      ثانيًا: اعرف كيف وقعت البقرة في الحفرة؛
      ثالثًا: امنع سقوط المزيد من البقر في المزيد من الحفر.

      للوهلة الأولى تبدو الخطوات السابقة منطقية وكافية، لكنها ليست كذلك. فمسألة سقوط البقر في الحفر أكثر تعقيدًا مما نظن. فالبقر ليس متشابهًا، وكذلك الحفر. وحتى إن تشابه البقر وتساوت الحفر، فهناك خطوات أخرى يجب إضافتها إلى منظومة الإنقاذ وعمليات الجودة والتحسين المستمر، لتصبح المنهجية كما يلي:

      أولاً: اكتشف سقوط البقرة في الحفرة فورًا؛
      ثانيًا: أخرِج البقرة من الحفرة بسرعة؛
      ثالثًا: اعرف كيف ولماذا وقعت البقرة في الحفرة، فربما ألقت بنفسها نكاية بك؛
      رابعًا: امنع سقوط المزيد من البقر في المزيد من الحفر؛
      خامسًا: تأكد من خلو الأماكن والأسواق والطرق من الحفر؛
      سادسًا: تأكد أن لكل بقرة من بقراتك ملامح واضحة، وذيلاً طويلاً وقويًا.

      لقد سقطت بقرة "تويوتا" الضخمة في أكبر حفرة صناعية في العالم. ولن يكون إخراجها سهلاً كما يتمنى شركاؤها وموردوها وعملاؤها وإدارتها أيضًا؛ وهذه بعض الأسباب:
      ألمانيا تصنع أجود سيارة، وإيطاليا تصنع أسرع سيارة، وأمريكا تصنع أوسع سيارة، والسويد تصنع آمن سيارة، والصين والهند تصنعان أرخص سيارة؛ فما الذي تصنعه اليابان؟ اليابان – بقيادة "تويوتا" – تصنع أكبر عدد من السيارات العادية والهجينة! لكن السيارات الهجينة وعلى رأسها السيارة الجميلة "بريوس" أصيبت بنكسة الأعطال والعيوب التي أوجبت استدعاءها من الأسواق وإعادة تأهيلها.

      سقطت "تويوتا" في حفر عميقة فصار انتشالها صعبًا: فهي ثقيلة وضخمة باعتبارها أكبر شركة سيارات في العالم، وحركتها بطيئة وملامحها غير واضحة، وذيلها أطول من اللازم حتى كاد أن يلتف حول رقبتها. في عام 2000، أي قبل عقد من الزمن، أنتجت 5 ملايين سيارة، وفي العام الماضي أنتجت 9 ملايين. وخلال العقد الماضي أسست 17 مصنعًا جديدًا في آسيا وأوروبا واستراليا وأمريكا، وأصيبت بالغرور لأنها صارت الشركة الأولى وصار هدفها أن تصبح الأكبر لا الأفضل.

      بعدما أصيبت "تويوتا" بالغرور لم تعد تسمع الشكاوى الخافتة، ولم تعد ترى إشارات الخطر الضعيفة. فيجب أن تكون المشكلة كبيرة وضخمة بحجم "تويوتا" لكي تعترف بوجودها، وهذه واحدة فقط من مشكلات الضخامة والحجم. مشكلة سرعة النمو هي المشكلة التي ورطت أمريكا في ويلات غرورها، وهي سبب سقوط شركات "إنرون" و "وورلد كوم" و "إيه آي جي" والبنوك الأمريكية والسويسرية والعالمية العملاقة، وهي سبب تراجع اليابان، وسقوط "هتلر"، وغياب أمجاد الرومان واليونان.

      الحجم والسرعة يؤديان إلى التعقيد؛ والتعقيد يجبرنا على وضع معايير ورسم عمليات، ثم يسوقنا إلى التقنين والتنميط. فعندما برزت مشكلة بدالات التسارع في سيارات "تويوتا" مثلاً، تبين أن الشركة استخدمت نفس الطراز في ثمانية أنواع من السيارات. فالتنميط أدى إلى تخفيض التكاليف وزيادة الأرباح، ولكن عندما وقعت الكارثة، وسقطت "البقرة في الحفرة" كان لا بد من سحب كل السيارات من الأسواق.

      لقد سقطت إدارة "تويوتا" في حب نفسها؛ وصارت مغرمة بتطبيق نظريات "كايزن" وبالتحسين المستمر وحلقات الجودة، وخطوط الإنتاج والتصنيع النمطية والخطية السريعة، واعتقدت أنها كافية لاستمرار دوران العجلة. فلم يعد مهندسو الخطوط الأمامية، والتصميم والإنتاج يجرؤون على نقل الأخبار السيئة للسيد "تويودا الابن" الرئيس الحالي للشركة خوفًا من غضبه، وحتى لا يتم خدش حياء النظام العالمي المثالي؛ دون الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يوجد نظام إدارة مثالي وخالي تمامًا من الثقوب والعيوب.

      لا أحد يعرف متى ستخرج بقرة "تويوتا" من الحفرة، ولكن ما نعرفه جميعًا الآن هو أنه لا يكفي عندما تتخصص في صناعة السيارات، أن تعرف كيف تصنع أفضل المحركات، وكيف تجعل العجلات تدور بأعلى السرعات؛ يجب أن تعرف أيضًا كيف تصنع أفضل "البريكات" والكوابح، وأفضل نظم الإنذار المبكر. عندما تصنع أنعم وأجمل سيارة في العالم، يجب أن تمهد كل الطرق وتزيل كل الحفر والمطبات من طريقها.

      نسيم الصمادي


    5. #50
      التسجيل
      28-02-2012
      المشاركات
      95
      المواضيع
      40
      شكر / اعجاب مشاركة

      رسالة "التمتين" إلى كل الناس..

      رسالة "التمتين" إلى كل الناس..




      جربوا النمو و التطوير .. لا التغيير

      هذا مقال في غاية الأهمية.. أرجو مشاركة كل أصدقائكم به، ولفت نظر الجميع إليه..

      استكملت الشهر الماضي (مارس 2012) العناصر الأساسية لنظريتي الخاصة بالتنمية البشرية والتي أطلقت عليها عام 2007 نظرية التمتين. فبعد خمسة أعوام من الأبحاث والدراسات والقراءات المركزة، والتفكير العميق في هذه النظرية التي أرى فيها حلاً لمعظم مشكلاتنا الإدارية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية والنفسية، استطعت أن أثبت صحة النظرية، وأساسها العلمي، وأن أضعها موضع التطبيق.

      فما هي قصة التمتين؟ ولماذا يجب أن نمارسه ونطبقه في كل مناحي حياتنا؟
      عملت عام 1977 في معهد الإدارة العامة في "الرياض"، فبدأت علاقتي بالإدارة والتدريب والتنمية البشرية. وعلى مدى 35 عامًا عكفت على القراءة والبحث والترجمة والتأليف؛ وفي عام 1990 أصبحت مديرًا لمركز تدريب في "جدة"، واستمرت علاقتي بالتنمية البشرية والتدريب منذ ذلك الحين. وكان مما لاحظته عبر مسيرتي البحثية والمهنية أن قلة من برامج التدريب ومحاولات تغيير سلوك الناس تلاقي نجاحًا، في حين يمنى معظمها بالفشل. وكنت دائمًا أسأل: لماذا؟

      شاركت متدربًا في عشرات البرامج وورش العمل، ولم أتغير. وقدمت مئات برامج التدريب وورش العمل في عشر دول عربية، وأعترف بكل شجاعة أنني أثرت في كثيرين، لكنني لم أغير أحدًا. وعندما يخاطبني بعض الأصدقاء والعملاء والزملاء ويعترفون بأنني دفعتهم إلى اتخاذ قرارات مصيرية في حياتهم لأنهم تغيروا، أقول لهم بكل أمانة، بأن ما حدث هو تأثر وتطوير واستثمار لقدرات وملكات ونقاط قوة كانت موجودة وكامنة لديهم، وليس تغييرًا في السلوك كما يدعي المدربون والأخصائيون في مجالات الموارد البشرية وعلم النفس والتعليم.

      اسألوا خبراء التغيير والإبداع والجودة والقيادة أنفسهم: ماذا غيرتم في أنفسكم؟ والإجابة دائمًا لا شيء، أو لنقل: أقل من القليل. فلا يستطيع أحد أن يدعي أنه غيّر أو تغير. لكن هذا لا يعني أن التغيير مستحيل. التغيير ممكن في النفس البشرية الداخلية تفسيرًا لقوله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم." وهذا دليل على أن التغيير صعب، ولكنه ممكن. فقد أثبت العلم من خلال تصوير المخ أن أي تغيير في السلوك يلزمه أو يزامنه تغيير داخلي في خلايا المخ. وتغيير المخ يحدث كل لحظة عبر عمليات النمو والنضج والتطور، ولكنه مكلف ماديًا ونفسيًا، ويمكن أن يتحقق بالصدمات المفاجئة، والإفادة الراجعة المتواصلة، والاستبصار والفهم العميق المفاجئ، والنظر للأمور من زوايا متبدلة ومعاكسة. ولذا، فإن ما نستثمره في التدريب والتعليم والإعلام لتغيير السلوكيات والاتجاهات، يحدث تغييرات طفيفة، ولكن تكاليفه مخيفة.

      لقد طورت ما أطلقت عليه حتى الآن (سلم التغيير المتدرج)، وهو سلم تصاعدي لصعوبات التغيير يشبه هرم "ماسلو" ويشبه قوس قزح في تدرجه وتركيز ألوانه. ووفقًا لمعطيات السلم فإن التغيير يتدرج لدى كل الناس في صعوبته نزولاً من الأسهل إلى الأصعب. فتغيير المعارف والمعلومات سهل، يليه إمكانية تحسين المهارات، يتبعه في الصعوبة تبديل العادات، ثم استبدال وإحلال القيم، حتى نصل إلى المواهب التي يمكن تطويرها دون تغييرها، أما الدوافع الذاتية والداخلية فتغييرها شبه مستحيل، ولا يتم إلا داخل المخ، ويحتاج لأوقات طويلة واستثمارات علمية ومالية وبشرية هائلة.

      مع اكتشاف منهجية التمتين أدركت أننا لسنا بحاجة إلى تغيير كبير. وفي بعض الشخصيات وفي كثير من الحالات لا نحتاج أن نغير أحدًا. والسبب أن كلاً منا ميسر لما خلق له. ولأن قيمة كل امرئ ما يحسنه. كما أن لكل منا بصمة ذكائه الخاصة مثل بصمة يديه وبصمة عينيه. والسؤال هنا: لماذا نغير ما خلقه الله مختلفًا؟

      لقد خلقنا الله مختلفين. والتغيير من خلال التعليم والتدريب المتشابه يخلق التماثل والتشابه. وهذا ما ينتج طلابًا وموظفين ومديرين ضعفاء وعاديين ومتشابهين. المطلوب هو أن نحافظ على الاختلاف والتنوع والتفرد والتجدد والتعدد من خلال تمتين نقاط القوة المختلفة في كل منا، بدلاً من العزف على أوتار التشابه الضعيفة.

      ما أراه طبقًا لنظرية التمتين الجديدة، هو أن الاختلاف أغنى وأثرى وأعلى وأعمق من التشابه. ولهذا قلت: "لماذا نبحث عن المفقود ونترك الموجود؟" فما دام لكل منا سمته وبصمته وقوته، فلماذا نعيد خلق الذي قد كاد يكتمل؟ هذا فضلاً عن أن التغيير والتطوير والتدريب والتجريب لم ولن يحقق النتائج المرجوة مقارنة بالتكاليف


    6. #51
      التسجيل
      28-02-2012
      المشاركات
      95
      المواضيع
      40
      شكر / اعجاب مشاركة

      Arrow كيف خانت العولمة نفسها


      وضعت الصدمة المالية العالمية علامات استفهام كبيرة حول العولمة وحول مدى فعالية الحكومات الإلكترونية أيضًا. فرغم الانتشار الهائل للإنترنت وبزوغ تطبيقات عملاقة في القطاع الخاص مثل "جوجل" و"تويتر" و"يوتيوب" و"فيسبوك"، فإن الإدارة الحكومية لم تتخلص من عقمها. فقد نجح "باراك أوباما" في توظيف الإنترنت في جمع التبرعات وإدارة حملته الانتخابية عام 2008، ولم ينجح في توظيفها في إدارته لحكومته وفي مواجهة الأزمة الاقتصادية.


      يحتاج النمو الاقتصادي الحيوي إلى آليات عضوية وغير مفتعلة، وإلى سياسات حيوية تقوم على الابتكار والتجريب والتكيف مع البيئة المحيطة ثم تغييرها. لكن التنمية الطبيعية تتعارض مع سياسات ومسكنات المدى القصير التي تعمد إليها الحكومات لزيادة شعبيتها بسرعة تضمن استمرارها، بغض النظر عن نتائجها السلبية على المدى الطويل.


      يطلق الدكتور "جوزيف شومبيتر" على التنمية الاقتصادية ذات المنظور المستقبلي مصطلح "الهدم الخلاق"؛ وقد تزامن هذا المفهوم مع الحكومة الإلكترونية ونظرية إعادة اختراع الحكومة في تسعينات القرن الماضي، إلا إنه لم يحقق أهدافه لأن تطبيقاته كانت تحتم زوال صناعات كاملة ودخول صناعات أخرى، وسقوط شركات ودخول شركات أخرى، والتضحية بملايين الوظائف، لخلق فرص عمل ووظائف جديدة، وهذا ما ترهبه الحكومات لأن "الإلكتروقراطية" – أي البيروقراطية الإلكترونية – قصيرة النظر بطبيعتها أيضًا، لأنها تفضل النتائج السريعة كذلك.


      المفارقة هنا هو ذلك التأثير المتبادل بين الإنترنت والعولمة. فقد ساعدت الإنترنت على انتشار العولمة، التي أجبرت الحكومات على نشر الإنترنت بالمقابل، فكانت الإدارة الحكومية نفسها أول الضحايا. فالدول التي تعولمت أولاً تمارس الديمقراطية محليًا وتخطب ود الناخبين محليًا، ثم تعود وتتقوقع داخل حدودها من خلال السياسات الحمائية التي تحول دون اندماجها بالأسواق الخارجة عن نطاق تكتلاتها، وكأنها تعتذر عن الخطأ قبل أن ترتكبه.


      نجحت بعض تجارب الحكومة الإلكترونية في دول العالم الأول مثل فنلندا وأمريكا وبريطانيا وأستراليا، وفي بعض دول العالم الثاني مثل الهند والبرازيل واستونيا، لكنها لم تتخلص من عيوبها تمامًا. فقد ظلت السياسة تسبق الاقتصاد وتضع مصلحة الحكومة المحلية قبل المصالح العالمية والبيئية، وعندما حدثت الكوارث غير المتوقعة من بركان آيسلندا إلى زلزال هاييتي وطوفان باكستان، عجزت العولمة عن الاستجابة لنداءات الإغاثة، حيث فشلت في تقدير حجم كل كارثة حتى بعد وقوعها. وما زالت المشكلة قائمة؛ كلما زادت سرعة الإنترنت وكثافة المعلومات، أقامت الدول مزيدًا من السدود وفرضت القيود، فتكون النتيجة فوزًا محدودًا على المدى القصير، وخسارة فادحة على المدى الطويل، فتلجأ الحكومات إلى الاستدانة وفرض المزيد من الضرائب لتعويض خسائرها والوفاء بالتزاماتها. وهكذا صحت مقولة أن العولمة أجبرت الدول المتقدمة على فرض ضرائب أوروبية وأمريكية (مرتفعة) وتقديم خدمات إفريقية (فقيرة ومنخفضة)، فحققت عكس ما جاءت تبشر به؛ وهكذا خانت العولمة نفسها، وتخلت عن عالمها.


      نسيم الصمادي


    7. #52
      ام ابـراهيم غير متصل
      عضوة خيالية
      اصلي
       
      التسجيل
      13-01-2011
      الدولة
      بيت الله
      المشاركات
      3,294
      المواضيع
      212
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: كيف خانت العولمة نفسها

      العولمة و التنمية ليست سوى حبر على ورق
      و كلام في مؤتمرات الإقتصادية
      لا نلاحظ جهود لتجاوز الأزمة الإقتصادية و الذي زاد الطين بلة هو الإنقلاب السياسي الحاصل بالدول الربيع العربي
      و هذا الربيع يبشر بصيف جاف
      فلقد تفاقمت البطالة عنا و لا يوجد حلول
      و إن دخلت و إشتغلت تلاحظ إستغلال تام للموظفين و هضم حقوقهم .
      و كما تفاقمت عنا الأسعار بشكل رهيب
      تدري أصبحنا نقول { مدام البيض, وسي الفلفل } من غلائهم.
      الله يكون في عوننا .
      المهم يجب أن نفرق بين العولمة و التكنولوجيا
      التكنولوجيا خدمت العولمة لكن العولمة لم تخدم التكنولوجيا و لم تخدم لا التنمية الإقتصادية و لا التنمية البشرية .
      تدري يجب أن يتفق العالم بأكمله ليجد حل لمسألة القروض يجب أن تكون نسبة الفائدة صفر.
      و هكذا سيزدهر الإقتصاد مع إخراج الزكاة لكي تتقلص الفجوة بين الفقراء و الأغنياء
      و إلا في غضون عشر سنوات سيتطور الامر و نصبح نرى في عالم طبقتين فقط { الفقراء و الأغنياء}.

    8. #53
      التسجيل
      28-02-2012
      المشاركات
      95
      المواضيع
      40
      شكر / اعجاب مشاركة

      Arrow بين فيلم "الحافة" وسفن الحرية

      بين فيلم "الحافة" وسفن الحرية



      في أحد برامجي التدريبية حول القيادة، أستخدم دائمًا فيلم "الحافة" (The Edge) لتوضيح كيف يؤدي نمونا من الداخل إلى صمودنا النفسي وتصاعد إحساسنا وموقفنا القيادي إلى مستوى الأزمة. وأقترح على القراء الكرام أن يشاهدوا هذا الفيلم لأن فيه درسًا عظيمًا لكل قائد في كل مجال من مجالات الحياة.

      "الحافة" ليس فيلمًا جديدًا، فقد مر على إنتاجه أكثر من عقد من الزمن، ومع ذلك فإنني أتذكره كلما شاهدت حدثًا عالميًا يستدعي موقفًا شجاعًا وأداء إنسانيًا مرتكزًا على المبادئ. الفيلم بطولة "أنتوني هوبكنز" و"أليك بالدوين"، وهو يروي قصة ثلاثة رجال يواجهون الموت بعد أن سقطت طائرتهم الصغيرة في غابات سيبيريا النائية. وكان عليهم أن يصارعوا البرد والجوع وأن يواجهوا دبًا بريًا شرسًا ظل يقتفي أثرهم ويهاجمهم بلا هوادة.

      لم ينج من الثلاثة سوى رجل واحد، هو الوحيد الذي امتلك الشجاعة ليعلو بذاته فوق الأزمة ويرتقي ذروة السمو الأخلاقي. وعلى الرغم مما واجهوه من أخطار، فإنه لم يلجأ إلى ردود الأفعال ولم يسمح لغريزته بتوجيه سلوكه. لقد استجاب للموقف وتصرف بوعي واضعًا الفعل الإيجابي قبل الهروب السلبي.

      كان "تشارلز" البطل الذي لعب دوره الممثل المخضرم "أنتوني هوبكنز" مؤمنًا بأنه يستطيع النجاة وقتل الدب لأن أطفال قبائل الماساي يقتلون الأسود بالرماح. وما يستطيع فعله رجل ما، في زمان ما ومكان ما، نستطيع كلنا فعله. لقد ظل أحد الرجلين المهزومين داخليًا يسأل: هل تصدق أنك تستطيع أن تصنع من الثلج نارًا؟ وأنك تستطيع النجاة والنجاح إذا كان لديك هدف تعيش من أجله؟!

      يؤكد الفيلم أننا نستطيع تغيير أي موقف نمر به، على الرغم من أن معظم الناس ينتظرون حلولاً خارجية لمشكلاتهم الداخلية. أحد الرجلين المهزومين أسره الخوف ورفض فكرة المقاومة، وقال لـ"تشارلز": "لم أعرف إنسانًا واحدًا استطاع تغيير حياته. وإذا كنت تظن أنك تستطيع تغيير الواقع فستكون أول من يفعل ذلك." وهذا تفكير سلبي طبعًا لأن الناجحين والمتميزين والقياديين يغيرون حياتهم كل يوم. وحتى لو لم يسبق لإنسان ما، في مكان ما، تغيير مجرى حياته، فلماذا لا تحاول أنت؟!

      في نهاية الفيلم جاء الصحفيون وسألوا "تشارلز" بعدما حقق إرادته ونجا بنفسه: "كيف مات رفيقاك؟" فأجاب: "ماتا ليحافظا على حياتي. ولهذا الجواب معنيان متناقضان: الأول أنهما ضحيا بحياتيهما دفاعًا عني (وهذا ما لم يحدث). والثاني أنهما ماتا خجلاً وجبنًا عندما استسلما للدب ولم يدافعا عن حياتيهما فشبع الدب من أكلهما وتركني وشأني؛ حيث كان علي أن أتسامى وأرتقي إلى مستوى الحدث وأملأ الفراغ وأقود نفسي بنفسي."

      لكن "تشارلز" وهو يتسامي إلى هذا المستوى من الأداء البشري لم يسمح لنفسه بأن يغتاب زميليه، فقدم جوابًا يحتمل المعنيين. ومن الغباء أن يقول غير ذلك، وهو لا يملك دليلاً يؤيد شهادته ضد ميتين. لكنه قاد نفسه وخاض المعركة وحقق هدفه دون أن يتخلى عن مبادئه، فقد رفض أن يقايض مبادئه بفرص النجاة، ورفض أن يبيع صديقيه لكي يشتري نفسه.

      يولد القادة في الزمان والمكان المناسبين. ينمون من الداخل ويتطورون مع الأزمات ويضعون الفعل في مواجهة اللافعل، ومهما تكالبت عليهم الظروف وهاجمتهم الدببة، فإنهم يتمسكون بالأمل والمبادئ والقوة دون أن يقايضوا حاجاتهم الصغيرة بغاياتهم الكبيرة، كما حدث عندما هاجم الدب الإسرائيلي سفن الحرية التركية المتوجهة إلى غزة. لقد تنازلت الإدارة الأمريكية عن مبادئها في سبيل غايات انتخابية قصيرة النظر وقصيرة الأجل. فمن الواضح أن الصامتين والهاربين أمام الدب الكاسر بحاجة لأن يشاهدوا فيلم "الحافة" مرة أخرى.


      نسيم الصمادي


    9. #54
      التسجيل
      28-02-2012
      المشاركات
      95
      المواضيع
      40
      شكر / اعجاب مشاركة

      بالإغريقي "فاكي لاكي"

      بالإغريقي "فاكي لاكي"







      احتدمت أزمة الاقتصاد العالمي في صيف عام 2008، وهو نفس العام الذي تهرب فيه خمسة ملايين يوناني من دفع الضرائب. كل يوناني يحقق دخلاً تهرب من الضرائب تقريبًا، لأن عدد سكان هذه الدولة المنهارة اقتصاديًا لا يتجاوز 12 مليونًا.


      عندما أُمزج الفلسفة بعلم النفس أقول بأن الإنسان نتاج أفكاره العاقلة ورغباته الجاهلة. فإذا غلب عقله جسده صار جمادًا، وإذا غلب جسمه عقله صار حيوانًا، وإذا وازن بين عقله وجسده بقي إنسانًا. لكننا كثيرًا ما ننسى الفلسفة والمنطق والسلوك، ونتشبث بالتاريخ والجغرافيا.

      هبت أوروبا بخزائنها وخبرائها لتنقذ اليونان دون جدوى. فالإغريق يفضلون الموت إفلاسًا على دفع الضرائب، أو الاستماع لأوامر "أنجيلا ميركل" توجَه لحكومتهم غير الرشيدة، التي أُجبرت على تخفيض الرواتب والمعاشات، وتقليص الإنفاق، فكانت النتيجة مزيدًا من العاطلين والمفلسين.

      لقد عزا المحللون أسباب سقوط اليونان إلى سلوك شعبها اللاأخلاقي الذي يتهرب من دفع الضرائب. لكن الحقيقة أن عدم دفع الضرائب هو أحد أعراض الفساد.
      يبلغ عجز الميزانية اليونانية 33%، أي نفس حجم "اقتصاد الظل" الذي يشل حركة النمو ويشتت الدخل القومي. ولم تكن اليونان بحاجة لأكثر من 30 مليار يورو كل عام لكي تنجو من أزمتها المتفاقمة. لو صدق اليوناني مع نفسه، وتحلت حكومته بالشفافية، وتخلى برلمانه عن مصالحه الشخصية، لما وقعت الواقعة. يكفي اليوناني أن يكون صادقًا، ليعيش سعيدًا وكريمًا، دون الحاجة إلى "فاكي لاكي" التي تعني التعامل التجاري دون فواتير، وبلا سندات قبض، أو نظم معلومات دقيقة، توثق الحقيقة (يعني من تحت الطاولة). لكنه يكسر كل مبادىء إدارة المستقبل، ويتجاهل أهم مبدأ إنساني في القيادة، وهو "قانون المزرعة". فلكي تحصد يجب أن تزرع، ولكي تسكن يجب أن تبني، ولكي تأخذ يجب أن تعطي.

      لجأت حكومة اليونان – بأوامر أوروبية – إلى فرض المزيد من القوانين؛ مع أنها لا تكفي كما يؤكد جدهم "أرسطو". التشريعات مهما كانت مفصلة، والحوافز مهما كانت ذكية، ليست بديلاً للحكمة والرؤية والقيادة الشجاعة. الأخلاق طبقًا "لأرسطو" هي فعل اجتماعي إيجابي؛ أي ما ينبغي تعلّمه لنتميز في عملنا ونعيش سعداء ومستقلين. ففي حياتنا اليومية نحتاج إلى قيم الولاء، والشجاعة، والثقة، والنزاهة؛ أي الفضائل و "الأخلاق العليا" بلغة أرسطو.

      استخدمت "أثينا" المعاصرة طائرات الهيلوكابتر لتصوير البيوت التي تضم حمامات سباحة، لتراجع ثروات هؤلاء الأثرياء غير الشرفاء، الذين يتهربون من مسؤوليتهم الاجتماعية ومن مواطنتهم وواجباتهم. وكأنهم لا يدركون أن الخدمات العامة، والأمن الوطني والاجتماعي، والدفاع المدني، والخدمات الصحية، والثقافة والفن، والملاحة والسياحة، تحتاج إلى تمويل حكومي، وأن ما لا تدفعه بيدك اليمنى، ستدفعه بيديك الاثنتين على شكل خدمات غائبة وفرص ضائعة.

      بعد 30 سنة من التحاقها بالفضاء الأوروبي، ها هي اليونان تغرق في فسادها، فلا تنجو منه لا جزرها ولا أساطيلها، ولا تشفع لها فلسفتها ولا تاريخها، ولا يكفيها لا عنبها ولا زيتونها؛ بل وتكاد تغرق معها أوروبا كلها، خاصة دول الجنوب التي انضمت بعدها بخمس سنوات، فلا يشفع لها اليورو، ولن ينفعها سوى ما ينفع الناس، ويمكث في الأرض؛ أي قيم الحرية والحق، والخير والأخلاق، والعمل والإنجاز.


      نسيم الصمادي



    10. #55
      الصورة الرمزية chris
      chris غير متصل مراقب منتديات رزدنت إيفيل
      ومراقب المنتدى العام
      التسجيل
      13-11-2001
      الدولة
      jordan
      المشاركات
      13,402
      المواضيع
      1188
      شكر / اعجاب مشاركة

      Thumbs up احم احم



      سبحان الله
      مهما حاولوا ان يبنوا من قيم اقتصادية و برمجة معاصرة للاقتصادات
      الا انهم في نفس الوقت يصنعوا حفرة و ثقبا ً يبتلعهم باسرع مما بنوا اقتصاداتهم
      فهم كالذي يبني منزلهم فوق لوح خشب وكلما بنى وزاد انحنى الخشب وفي النهاية وبلمح البصر ينهار البناء كله

      انها العولمة و الحرية التجارية المطلقة التي جعلت الجشعين مثالا ً و رمزا ً و المتهربين من الحقوق ذكاء ً و اسلوبا ً
      ولكها باطار قانوني بحت فهذا هو القانون التجاري الحر الذي يجعل الغني يزيد غنى و الفقير يزيد فقر

      ومع ظهور طبقة السياسين التجار و احتلال التجار و الشركات لممرات السلطة اصبح كل شيء يصدر مقابل ثمن وبكم يساوي
      بينما يجب ان تكون اروقة و ممرات السياسة و القيادة بين العاقلين و اصحاب الثقة و الرؤيا

      شكرا على المقالة الرائعة






      سلام chris
      chris
      المحب للغير .................

    11. #56
      التسجيل
      28-02-2012
      المشاركات
      95
      المواضيع
      40
      شكر / اعجاب مشاركة

      حبر على ورق

      حبر على ورق




      ستخوض شركة "شعاع" على مدى الشهور القادمة معركة شرسة للدفاع عن حقوقها ثانيًا، والدفاع عن الإنسان العربي والعالمي وحقوقه وقيمه وقيمته أولاً. وليسمح لنا القراء الكرام في هذه المرحلة أن نعفي أنفسنا من ذكر الأسماء بالتصريح أو بالتلميح، لأن كثيرًا من الحقائق ما زالت تتكشف يومًا بعد آخر، وليس أخلاقيًا ولا عمليًا أيضًا أن نستبق الأحداث. فما سأتحدث عنه في هذا المقال هو طرح علمي لظاهرة في غاية الخطورة، بدأت تسلبنا إنسانيتنا وقيمنا وديننا ومعنى وجودنا، وهي الآن أمام القضاء العادل.

      اكتشفنا أن بعض المؤلفين قد اقتطعوا أجزاءً من كتبنا وخلاصاتنا ونشروها في عدد من كتبهم. وعندما بدأنا نحقق وندقق فيما حدث، اكتشفنا كارثة أخلاقية تحيق بمجتمعنا المنهك، والذي يحاول النهوض كالعنقاء من تحت رماد الفساد، بسبب شراء ذمم العباد.
      لقد تبين أن المؤلفين والناشرين اللذين انتهكا حقوقنا الفكرية لم يؤلفا ولم يولفا تلك الكتب معًا، ولم يبذلا جهدًا متقاربًا أو متناسبًا. فقد ألف أحدهما الكتب، ونقل من مصادرنا كما شاء له ضميره وطمعه، ثم لحق به صديقه أو راعيه، ليضع اسمه على الكتب – بعد سنوات – وبعد صدور عدة طبعات، لأن اسم الراعي أشهر، وانتشاره أكبر. أي أن المؤلف المشهور باع اسمه للناشر، وللمؤلف الأقل شهرة، باسم التأليف والفكر والتربية والتعليم والتدريب والتهليب والإبداع والإمتاع.

      في الربع الأخير من القرن الماضي، لبست الرأسمالية العالمية عباءة جديدة. فقد باعت حكومة "نيكسون" وبعدها حكومة "رونالد ريجان" روحها، وتبعتها حكومة "مارجريت تاتشر" في "بريطانيا"، حين تنازل دهاقنة الرأسمالية عن دور الحكومة والمجتمع، وسمحوا للسوق بآلياته ونظرياته المادية بأن تقود وتسود. "نيكسون" حوّل اقتصاد العالم من إنتاجي إلى ورقي، و"ريجان" و"تاتشر" بالغا في الخصخصة فتحولت إلى لغوصة. ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، صار كل شيء جاهزًا للبيع، يحمل سعرًا، بغض النظر عن معناه ومحتواه ومغزاه.

      ففي أسواق العالم اليوم يمكنك شراء لوحة السيارة التي تحمل رقم (1) بخمسة ملايين دولار، لأنك إنسان آخر موديل، وليس لك مثيل. كما يمكنك شراء روح إنسان لكي يقاتل بدلاً منك، وجسد إنسان لكي يستسلم لجسدك، ومعنى إنسان لكي تصنع معنى لك، وقلم إنسان لكي يكتب نيابة عنك، مع إنك لا تملك قلمًا. فالقلم قيمة يساوي ما يخرج منه، وليس ما يدفع له أو فيه. فالقلم الذهب لا يكتب أفضل من قلم البلاستيك، إلا إذا حمله وخط به كاتب مبدع. وعندما بدأت إحدى المدارس الأمريكية تدفع لطلابها دولارين مقابل كل كتاب يقرؤونه، بدأ التلاميذ فعلاً يقرؤون ويتسابقون في إحصاء الكتب التي قرؤوها والدولارات التي جمعوها. فقد فقدت القراءة معناها وقيمتها، وتحولت من وسيلة إلى غاية لا قيمة لها، حتى لو انطوت على شيء من الفهم والتحصيل.

      في أسواق اليوم صار كل شيء معروضًا للبيع. فقد كسرت ساق ملك "أسبانيا" الأسبوع الماضي وهو يصطاد الفيلة في مجاهل "أفريقيا". احتجت جمعيات الرفق بالحيوان وبعض منظمات المجتمع المدني في "أسبانيا" عندما علموا أن الملك العجوز كان يدفع عشرة آلاف يورو مقابل كل فيل أفريقي يطلق عليه النار. وهذه هي المأساة من وجهة نظري.

      فقد صار من حق القادرين أن يضعوا سعرًا على ما تزينه لهم شهواتهم، فعندما نطلق النار على فيل ويكون ثمن الرصاصة عشرة آلاف يورو، يصبح من حق المليونير أن يقتل مائة فيل دفعة واحدة. وعندما يضع المؤلف الذي لم يؤلف اسمه على كل كتاب يريد، يصبح بإمكانه تأليف ألف كتاب كل يوم. ولا فرق هنا بين أن تكون مؤلفًا افتراضيًا تعمل من مكتب مكيف في برج تجاري فاخر، وبين أن تكون طبالاً لراقصة تبيع إيقاعات جسدها في ملهى ليلي شهير. فهذه سلعة وتلك سلعة أخرى، ما دام الكل يطبل والجمهور يسمع ويدفع.

      هناك قيم وأشياء لا يمكن شراؤها بالمال. فوضع سعر لكل شيء يكرس ثقافة عدم المساواة، ويحول الفساد إلى نمط حياة. وقد يبدو هذا الخراب مقبولاً لمن يملك الذهب ويضع القواعد الذهبية لأسواق العالم اللا أخلاقية، ولكن هذه الأسواق ستدمر نفسها من الداخل بفعل آلياتها المتناقضة والمتضاربة. فالنتيجة الحتمية هي أن يصبح كل إنسان يساوي تمامًا ما يمكنه فقط أن يشتريه. وما دام يستطيع أن يشتري الشهادة دون العلم، والمنصب دون الاحترام، والسمعة دون الشرف، والترف دون السعادة، فإنه يصبح هو وأمواله وكتبه وشهاداته مجرد ورق، أو حبر على ورق.

      في قصيدة "لا تصالح" يقول "أمل دنقل":

      (لا تصالحْ! ولو منحوك الذهب
      أترى حين أفقأ عينيك، ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
      هل ترى؟
      هي أشياء لا تشترى..)

      هناك قيم لا يمكن أن تباع، لأنها لا يمكن أن تشترى بالذهب. فمرتزقة شركة "بلاك ووتر" الذين يقاتلون في صف من يدفع أكثر، يَقتلون ويُقتلون، يسفكون الدماء، وتسيل دماؤهم أيضًا. ولكنهم ليسوا أبطالاً. بل تبقى حروبهم وقيمهم مثل قيمة المؤلفين المزيفين، مجرد.. نعم مجرد (حبر على ورق).

      نسيم الصمادي



    12. #57
      التسجيل
      28-02-2012
      المشاركات
      95
      المواضيع
      40
      شكر / اعجاب مشاركة

      Arrow أطرف استقالة وظيفية في التاريخ

      أطرف استقالة وظيفية في التاريخ
      قبل يوم 10 أغسطس 2010 لم يكن العالم قد سمع بالمضيف الجوي "ستيفن سلاتر" الذي كان يعمل في شركة "جت بلو". وفجأة أصبح الرجل حديث وسائل الإعلام، ومعشوق المدونين والمراسلين الصحفيين. ثم تحولت حكايته إلى حالة دراسية يجب تحليلها، وهو يخضع الآن للتحقيق وسيمثل أمام القضاء عما قريب؛ إذ يعتبره نصف القراء بطلاً يستحق التقدير، ويعتبره نصفهم الآخر مجرمًا معتوهًا.


      كان "ستيفن" يقوم على خدمة الركاب في رحلة طيران عادية، وعند هبوط الطائرة تدخل بحكم واجبه الوظيفي ليمنع راكبة من إنزال متعلقاتها من خزانة الأمتعة قبل توقف محركات الطائرة؛ وبلا مبالاة سحبت الراكبة حقيبتها بقوة فخبطته في رأسه وأدمته. ويبدو أن المضيف ذا الخبرة الطويلة كان يعاني من ضغوط نفسيه، لأن ردود أفعاله تجاوزت كل الحدود. فأسرع باتجاه ثلاجة الطائرة وسحب نوعًا يحبه من المشروبات، ثم اندفع وفتح باب الطوارىء، وانزلق خارجًا بطريقة استعراضية، مهرولاً على مدرج المطار وكأنه أحد أبطال "هوليوود"؛ معلنًا عن تقديم استقالته بطريقة دراماتيكية تندر مشاهدتها في غير الأفلام الأمريكية.


      بعض الخبراء اعتبروا "سلاتر" بطلاً مبررين موقفهم بأن للصبر حدود؛ فهو يعاني من الضغوط وازدحام الطائرات وطول ساعات العمل، بالإضافة إلى التصرفات غير الحضارية للركاب غير الملتزمين، خاصة وأن الراكبة التي ضربته رفضت الاعتذار. يرى هذا الفريق بأن بعض العملاء ينتهزون المنافسة بين الشركات وحرصها على تقديم خدمة رائعة ومعاملة العميل كملك، فيتمادون في طلباتهم ويبالغون في توقعاتهم حتى صار العميل طفلاً مدللاً، وصار الموظف خادمًا ذليلاً. ومع احتدام الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار الطاقة، عمدت الشركات إلى تقليص أعداد موظفيها وتكاليف خدماتها، فزادت ساعات العمل وأثقلت كواهل طواقم الخدمة التي تتعامل مع الركاب مباشرة.


      بالمقابل، يرى أخصائيو التسويق والعلاقات العامة أن ما فعله "سلاتر" يعتبر ضربًا من الجنون، لأنه تعامل مع الراكبة بعصبية، وعرض حياته وحياة الآخرين للخطر. فضلاً عن أن المسافرين يعانون هم أيضًا من مشكلات التفتيش والأمن ومن عدم الاستقرار الوظيفي وضغوط الحياة بسبب الأزمة الاقتصادية. كما أن آداب التعامل ومعايير الخدمة المتميزة تجبرنا على رفع شعار: "العميل دائمًا على حق، حتى وإن كان على باطل." حتى العميل المخطىء نعامله باحترام يعكس جوهر قيمنا وثقافتنا وجوهر خدماتنا.


      أما خبراء الموارد البشرية، فيرون أن "سلاتر" ارتكب جريمة في حق نفسه وشركته وعملائها الذين وثقوا فيها، ولا بد أن ينال جزاءه. وحتى لو برأته المحكمة فلن يبرؤه رؤساؤه الذين يعتبرون فعلته استقالة علنية يستحيل الرجوع فيها. ورغم هذه المحاججة إلا أن المدونين والموظفين المتعبين ما زالوا يرفعون شعار: "أطلقوا سراح ستيفن" على "فيس بوك" وغيره من المنتديات والمواقع الإلكترونية الصاخبة.
      نسيم الصمادي


    13. #58
      التسجيل
      28-02-2012
      المشاركات
      95
      المواضيع
      40
      شكر / اعجاب مشاركة

      Arrow مشكلات التراخيص و الشهادات المعتمدة

      مشكلات التراخيص و الشهادات المعتمدة







      هناك أنواع من الحريات: حرية العقيدة وحرية التعبير والتفكير والسفر وغيرها. وهناك أنواع من الحقوق: الحق في المواطنة والتعلم والعمل والحب والأمل وغيرها من حقوق الإنسان. وأضافت أمريكا حقوقًا أخرى لا غاية لها سوى البيع والربح.







      هناك الحق في الحصول على (جرين كارد) بعد إقامة 5 سنوات، والحق في دخول السحب على الهجرة لأمريكا مقابل 50 دولارًا، والحق في أن تستخدم الكمبيوتر بعد الحصول على شهادة ICDL، بشرط شراء رخصة من ميكروسوفت، وتدخل الجامعة برخصة التوفل، وتدير مشروعًا بشهادة PMP، وتصبح محاسبًا بشهادة CPA، وخبير بورصات بشهادة CFA، ومدير بشهادة MBA.







      من المؤكد أن الترخيص ضروري لكثير من المهن، فلا أحد يسكن عمارة لم يصممها مهندس، أو يسافر في طيارة يقودها طيار هاو، أو يخضع لعملية جراحية لا يجريها جراح. لكن حمى الترخيص طالت كل شيء، حتى وصلت نسبة المرخصين إلى 40% من العاملين في أمريكا، بعد أن كانت 5% في القرن الماضي. وما زالت هذه النسبة حول 13% في دول أخرى مثل بريطانيا واليابان.







      في أمريكا لا تستطيع العمل حلاقا دون ترخيص، وتحتاج لحوالي 750 ساعة تدريب لتمارس وظيفة "مانيكير". ولا تمارس أعمال الديكور قبل دراسة الألوان والحصول على رخصة، حتى لو كنت مهندس تصميم داخلي. حتى دفن الموتى يحتاج لترخيص، لأن المرحوم لن يرتاح في قبره ما لم تخرج جنازته على يد جنائزي معتمد!







      لكن رغم ترخيص كل أطباء أمريكا، بقي 20 مليون أمريكي دون رعاية صحية، ورغم ترخيص كل محاسبي أمريكا، بقيت مشكلات التزوير والتلاعب في ميزانيات الشركات ظاهرة شائعة، ورغم ترخيص كل خبراء البورصة، انهارت أسواق المال وأفلست الأعمال. فما فائدة كل هذه التراخيص ما دامت آثارها سلبية؟! فمن أبرز سلبيات التراخيص؛ تضخم حجم الحكومة الأمريكية بعدما وجدت هيئات لا تفعل شيئًا سوى الترخيص للآخرين، مع أنها غير مرخصة؛ وتفاقمت ظاهرة البطالة وحرمت الموهوبين من ابتكار مشروعات جديدة لأنهم غير مرخصين.







      وفي الدول العربية بدأنا نرخص كل شيء. فلا أحد يغني أو يمثل أو يرسم أو يكتب مقالاً دون ترخيص. وجاءت ظاهرة المدرب المعتمد في كل شيء. فهناك مدرب معتمد في البرمجة اللغوية، وممارس معتمد في بطاقات الأداء ومهارات الاتصال، ومع زيادة أعداد المدربين المعتمدين، وأعداد الخريجين على أيدي هؤلاء الممارسين العامين، زادت البطالة، وانخفضت الإنتاجية.







      التخبيص لغة، هو خلط الحابل بالنابل، والخبيص هو "الهريس" وأي شيء اختلط بعضه ببعض. وما نراه في أسواق الشهادات المعتمدة، ودورات الممارس العام، هو "هريس" و"خبيص". والنتيجة؟ كل يرخص ويعتمد ويدرب ويخرب على هواه! وكل يخبص و يغني على ليلاه!







      نسيم الصمادي




    14. #59
      التسجيل
      28-02-2012
      المشاركات
      95
      المواضيع
      40
      شكر / اعجاب مشاركة

      Arrow ورحل "غاندي الإدارة"

      ورحل "غاندي الإدارة"


      سي كيه" هكذا كان العالم يناديه. إنه البروفسور "سي كيه براهالاد" أعظم حكماء الإدارة في القرن 21. وأنا من أطلق عليه "غاندي الإدارة"، وقد اختارته مجلة "فورتشن" وجامعة "هارفارد" كأعظم مفكر إداري في عامي: 2008 و2009.
      نشرنا خلاصة كتاب "سي كيه" الشهير في شهر ديسمبر من عام 1994 وكان بعنوان: "التنافس على المستقبل". لخصت هذا الكتاب بنفسي قبل 16 عامًا بعدما تأكدت أنه نتاج أحد أعظم العقول في التفكير الاستراتيجي في العالم.
      كثيرون لا يعرفون "سي كيه"، ولكن دعاة العولمة ومنظري الاقتصاد والأعمال، وطلاب الفكر الاستراتيجي الأصيل يعرفونه جيدًا. فحين حل "سي كيه" في المرتبة الأولى كمفكر عالمي، جاء "بيل جيتس" في المرتبة السابعة، و"جاك وولش" في المرتبة 20، و"ستيفين كوفي" في المرتبة 29.
      درس "سي كيه" الفيزياء في الهند، وحصل على الدكتوراه من جامعة "هارفارد" وشغل منصب كبير أساتذة الأعمال في جامعة "ميتشجن". وقد أحدثت نظريته الاستراتيجية الأولى "الجدارات المحورية" دويًا هائلاً في أواخر القرن الماضي. ويكفي أن نعرف أن نظرية "استراتيجية السوق الأزرق" قامت على أكتاف "سي كيه" معتمدةً على الرؤية الجديدة التي صاغها في "استراتيجية الجدارات المحورية".
      كان الراحل "سي كيه" إنسانًا بسيطًا وشديد الإخلاص للهند. وفي توجهه لمساعدة اقتصاد بلاده على النهوض ركز في طروحاته على "الحوكمة الحكيمة" والمعايير الأخلاقية السامية ناقلاً معظم مبادئ "غاندي" إلى كتبه ومقالاته واستشاراته ومحاضراته. ولكي ندرك سر عظمته وكيف غيرت نظريته العالم فور تطبيقها على أرض الواقع، نقول بأنه كان يبتسم دائمًا عندما يقول: "اتسم القرن العشرون بالديمقراطية السياسية ويجب أن يتسم القرن 21 بالديمقراطية الاقتصادية، أو "دمقرطة التجارة العالمية"."
      في كتابه الأخير "الثروة في قاع الهرم" طرح "سي كيه" نظرية "العولمة العكسية". ومن خلال فكرة "الابتكار العكسي" لقن "سي كيه" مفكري الغرب درسًا في أخلاقيات العولمة. ومع الانهيار المتعدد الجنسيات وسقوط الكبار عام 2008 تبين أن رؤيته يمكن أن تنقذ العالم من الانهيار. فلو حدث أن انهارت أسواق الصين والهند بعد انهيار أوروبا وأمريكا، فسوف تحيق الكارثة بالجميع.
      رأى "سي كيه" أن الثروة الحقيقية والتنمية المستدامة ستنبع من أسفل الهرم. ففي حين يعيش 5 مليارات من الفقراء في قاع الهرم، هناك مليار واحد من الأغنياء الذين فشلوا في إدارة ثروات العالم وصنعوا الانهيار وسقطوا من على قمة الهرم. ومن خلال "الابتكار المعاكس" و"الابتكار المشترك" نادى "سي كيه" بضرورة ابتكار منتجات وسلع تتوجه أولاً إلى المليارات الخمسة في قاع الهرم، ثم يتم تصديرها إلى المليار الغني على قمة الهرم. أي أن يتم الابتكار والإنتاج بجهد مشترك بين الفقراء والأغنياء، على أن يتم التسويق للفقراء قبل الأغنياء.
      منطلق نظرة ونظرية "سي كيه" يختلف تمامًا عن دعوات أشياع العولمة والتعهدية الذين توجهوا للأسواق الفقيرة ليجنوا مميزات العمالة الرخيصة. لقد نادى بـ "الابتكار المعاكس" داعيًا العالم إلى إنتاج سلع رخيصة ومتقشفة يستخدمها الأغنياء كما يستخدمها الفقراء على حد سواء. لماذا؟ لأنه تنبأ بانهيار الاقتصاد العالمي وتراجُع القدرة الشرائية للجميع، وتأكد من استحالة التنمية المستدامة وإنقاذ الأرض من شرور الاستهلاك المفرط إلا إذا تحققت المساواة والعدالة وحدث اللقاء في منتصف الطريق؛ حيث يلتقي الشرق بالغرب والشمال بالجنوب في نقطة التوازن الطبيعي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والديمقراطي في منتصف الهرم.
      ويمكن تلخيص ما تعلمناه من "سي كيه" فيما يلي:
      - كيف نتنافس على الفرص لا على الحصص.
      - كيف نفوز بقوة الهوية والشخصية المؤسسية والمعايير الأخلاقية.
      - كيف نبني المستقبل ونصنعه، بدلاً من أن نراقبه لنواكبه.
      - كيف نقرأ مؤشرات الانهيار قبل أن يحدث الدمار.
      - كيف نخدم الفقراء ونسعدهم ونحولهم إلى عملاء مستقبليين دائمين، ونربح.
      - كيف يحل التكامل والتواصل والتفاعل محل التنافس والطمع والجشع.
      - كيف يجذب الأغنياء الفقراء، ليصعد العالم - على أكتاف الفقراء - من سفح الهرم إلى قمته.



      نسيم الصمادي



    15. #60
      Heartbeat غير متصل .° σαςђ₡ °.
      0
       
      التسجيل
      24-07-2010
      الدولة
      .•°Kuwaitـﬗـالكويت°•.
      المشاركات
      6,925
      المواضيع
      290
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: ورحل "غاندي الإدارة"


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

      شكراً لك على نقل هذا المقال
      مع اني لا اعرف الرجل ولم اسمع عنه إلا الأن
      ولكن دعني ابرر لنفسي بأني لست ضليع في علم الإقتصاد ولا بـ رجال الإقتصاد

    صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

    المواضيع المتشابهه

    1. الجانب الأسود للأعمال الخضراء
      بواسطة : ranasamaha , في التحليلات السياسية
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 21-03-2012, 08:59 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •