قد تُعين أخا لك على تجاوز محنة تعترضه أو سلوك غير لائق علق بشخصيته..
قد تُصلح فاسدا، تُصوّب مخطئا، تقود أعمى وترشده الطريق بإذن الله وقدرته لكن..
هكذا نتمنى ان نكون للأخرين , وأن يكون الأخرين هكذا لنا
ماذا إن تحرك ذلك الوحشُ القابع بداخلك (الأمّار بالسوء) فأفسد صفاء ذهنك، وعبث بالأسلاك وبلوحات المفاتيح.. حتى فسُدت أخلاقك، وساءت أفعالك ولم يعد القبيح عندك قبيحا، ولا المحظور صار لديك محذورا..
لا أظن ان من تسوء افعاله ويستسلم للنفس الأمارة بالسوء , لا يرى القبيح قبيحاً , ولكنه لا يعترف بذالك القبح لأنه يحب ذالك القبح
ويكون المحذور هو المرغوب لهذه النوعية من البشر
ثم تنبري مقاتلا مجاهدا نفسك، لكن.. دون جدوى. ذلك اللعين قوي يجيد التخريب والإفساد حقا !
لا يا أخي ذالك اللعين ليس بقوي بل نحن الضعفاء
لو تأملت معي لتجدنّ الأمر أشبه بتمزق فرامل شاحنة ضخمة تهوي بها حمولتها - التي هي جزء منها- إلى الهاوية.. كذلك تجرنا أنفسنا - التي هي نحن - من نواصينا إلى.. المحرقة !
هي كذالك وقد أجدت التشبيه
ولكن الغريب اننا مع علمنا بأننا نسقط بذالك المستنقع العفن أو ذالك الجحيم لا نطلب النجاة منه بل نستمتع بذالك
وكما يقول المثل القط يحب خناقه ^_^
وهذا سفه وغياب فادح للعقل.. يشبه الجنون أو هو جنون ولكننا لا ندري..
صدقت هو جنون لا يرضى بذالك سوى فاقد العقل
هو الجنو الذي يسعى له البعض , ولا اظن انهم لا يدرون
بل يعلمون ويظنون ان هناك وقت للتراجع وكأنهم يعلمون الغيب ومتى يكون يوم الرحيل
ألم يقل الله - تعالى جدّه - عن الكفار (موتى) وهم بيننا أحياء يمشون مرحين ؟ إن المفاهيم التي تعارف عليها البشر ليست هي الحق بالضرورة.. فالله أعلم، والله أحكم..
وقد قال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) الأنعام 36.
فكذلك العقل نعمة.. ولكن أين مظاهر هذه النعمة في حياة البشر اليوم ؟ وربما أذهب الله عقل الفتى بالكلية إذا لم يعد له داع !!
يا أخي نعمة العقل هي كسائر النعم , يستغلها البعض بما يغضب الله للأسف
حينها قد يفقد هذه النعمه لأنه لا يستحقها اسأل الله العافية
ألا ترى إلى المجنون.. هل يملك من تصرفه شيئا ؟
ذالك المجنون الذي لم يسعى للجنون بنفسه , لا يملك من تصرفه شيئا
ولكن من يسعى للجنون وهو يعلم انه جنون ويستمتع بهذا الجنون , يملك ان يترك هذا الجنون ولكنه لا يفعل
تخيل.. أن تقودك أهوال الحياة إلى القمة.. أعني قمة اللامنطق، ثم تهوي على أم رأسك إلى مستنقعات آسنة من الجنون، مترامية الأطراف.. حيث لا عقل !
هل تملك حينها أن تقرر ؟ أن تستحسن أو تستشنع ؟ هل تملك الحذر من المحذور وفعل المأمور وتقبل المقدور ؟ هل تملك أن تبقى متأنقا عزيز الشأن ؟ هل يمكنك حينها أن تختار الأفضل لنفسك فضلا عن غيرك ؟ كلا.. لقد تقطعت الفرامل.. ولم يعد بينك وبين هذا العقل خيط تمسكه به.. إنه يهوي ويهذي ويتدحرج في غيابات الظلام.. بلا نهاية..
إن كان هو الجنون الذي لا مفر منه بالتأكد حينها لا نملك من امرنا شيئا
ولكن ان كان نوع اخر من الجنون إخترناه بأنفسنا , مازلنا نملك ذاك القرار ولكننا ربما نكون أضعف من أن نقرر
هل فكرت في هذا ؟ أن يسلبك الله نعمة العقل بالكلية.. نسأل الله العافية..
نعم فكرت بهذا وقد كان مرعبا حين افكر به
انظر لهم في الشارع.. حفاة، عراة، منكوشي الشعر واللحية.. ينظرون لك نظرات زائغة، متجهمة تارة، وتارة أخرى باسمة.. ولعل الواحد منهم يراك نعجة تنظر له بتوجس أو قطعة بطيخ.. من يدري ؟
اسأل الله أن يثبت عقولنا , وأن لا نفقد هذه النعمة
أعرف يقينا أنك لا تتمنى خوض هذه التجربة حتى ترى العالم بذلك المنظار الغريب.. ولا ألومك صراحة !
بالتأكيد ومن يتمنى ذالك ^_^
ولكنه أمر مفزع غاية الفزع.. تخيل كيف سيراك الناس، ماذا سيقولون عنك ؟ ماذا عن أهلك ؟ ماذا عن علمك وثقافتك وعملك وأحلامك ومشاريع إصلاحاتك التي لا تنتهي ؟ وقد انتهت الآن..
هل أدركت هذا الهول ؟ إنه رعب تقطع الفرامل..
رعب.. الجنون !
رعب وأي رعب مجرد التفكير به لا يحتمل
اسأل الله ان لا تتقطع فراملنا
شكراً لك أخي موضوع رائع جداً
ويثير التساؤل