الأقدار ساقتني لاتعرف على سائق تاكسي من أصل عربي يدعى أبوشكري وكنت وقتها شابا صغيرا بالعمر وأعزبا وكعادة بعض المتزوجين عندما يجدون شخصا مقبلا على الزواج يقدمون خلاصة تجاربهم الزوجية التى غالبا ما تكون تعيسة وفاشلة. أصبحت أدعو الله أن يبعدني عن الزوجات من أمثال أم شكري الكارثية. وبعد ثلاثة سنوات و بمحض الصدفة تعرفت على الكارثة - أقصد السيدة أم شكري- عن طريق أحدى قريباتي بعد حكايات أخونا أبو ليلة وليلة. تبين لي أن بلدية مدينتي يجب أن تضع تمثالا لأم شكري في كل الميادين العامة - والخاصة أيضا. أم شكري هذه تعمل موظفة وتشرف أشرافا كاملا -بدون مساعدة أبوشكري كثير التذمر- على تربية بنتين وثلاثة أبناء أكبرهم شكري الذي يعاني من أعاقة خفيفة. بفضل تشجيع هذه الأم الرائعة فهو يحلم أن يصير طبيبا. ولن أتفاجأ لو قابلت شكري بعد عدة سنوات يطبب المرضى بالمشفي فأم مثل أم شكري تستطيع أن تنقل الجبال.
أبو شكري أو أبو تهويل هذا لا يختلف كثيرا عن ما تنشره قناة روسيا اليوم الأخبارية بخصوص سوريا. روسيا اليوم تماما كما أبوشكري لا تعطي الصورة الحقيقة بل تعطي صورة غير مطابقة لما يجري على الأرض. لذلك عندما يستشهد أحد رواد المنتديات ليقول أن مسؤول اروسيا ندد بحادث المحمودية البشع والذي إرتكبه جنود أمريكيين بالعراق في 2006 وراح ضحيته أسرة مكونة من أربعة أشخاص، أقول وهل تحدث هذا المسؤول - رفيع المستوى- عن عقاب مرتكبي الحادث وغضب الشارع الأمريكي على الجناه وعن سنوات الحبس الطويلة التي نالها مرتكبو الجريمة؟ إليس من الأفضل أن يحاول هؤلاء أن يضعوا اللبنات الأولى ليصلوا الى ما وصل اليه نظامنا بدلاً عن أضاعة الوقت في نقد نتاج قضائنا العادل؟
ولأن الشيء بالشيء يذكر أتسأل، لما لم يحدثنا رفيع المستوى هذا عن جهود روسيا الحثيثة في وقف المساعدات عن الشعب السوري؟ لما لا يحدثنا رفيع المستوى أعلاه عن سوريا والتي حولها الأسد لتصبح غابة من الفوضى؟ لما لا يطالب بالتحقيق في الحوادث وتحديد مرتكبيها لتقديمهم الى العدالة؟ هذه هي الأمور المثيرة والجديرة بالمتابعة التى نود مشاهدتها على شاشة روسيا اليوم.
وعلى الخير نتواصل،
عبدربه شاكر
فريق التواصل الالكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
