لا أعتقد رواية ، لماذا ؟ لأن الحكام العرب معروفين بقمعهم اللامنهجي وتربينا ونحن صغار بأن الكلام في السياسة جريمة ، وأتحدث هنا عن جميع الحكام بلا إستثناء الخليج وغيره .
ها أنت قلتها بنفسك ، حضارات ، بمعنى أن العروبة ليست بأساس ، ذكرني كلامك بالقومية العربية ، ليس هذا إتهاماً لكن يذهب كلامكما في نفس المسار ، لذلك أتى الإسلام عزيزي ، تذكر مقولة نحن أعزنا الله بالإسلام .
حديث العرق دساس سنده ضعيف أما تفسيره فالمقصود أن يطلب الإنسان أصحاب الدين فلا يزوج بناته إلا منهم، وكذلك فلا يتزوج إلا منهنَّ، وكذلك هو لا يتزوج إلا صاحبات الدين، ويختار من الناس أصحاب الدين والمروءة لمصاهرتهم. والمقصود أن أصح أقوال الأئمة الفقهاء - عليهم جميعًا رحمة الله تعالى – في معنى كفاءة الزوج، هو ما تحقق فيه شرطان اثنان: فالشرط الأول هو الاستقامة في الدين ومعناه أن يكون الخاطب مسلمًا عدلاً غير فاسق، والشرط الثاني: السلامة من العيوب القادحة في البدن وهي التي ترجع إلى الأمور العضوية كالبرص والجنون ونحوها من الأمراض المنفرة.
بالنسبة لصفاء العرق ومزجه ، أفهم وجهة نظرك تماماً ، ببساطة لكل قبيلة أو منطقة لها عاداتها وتقاليدها وطباعها ، البدو غير أصحاب البحر ، الطباع تختلف ، أُتيحت لي في السنة الماضية أن أتعرف على الناس فعلاً من كل الأشكال والألوان والطباع والثقافات لذلك تعلمت مهما كان فإن الدين هو الشيء الأساسي لتحكم به وهذا ليس بجديد فقد سبقنا حديث الرسول الكريم " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " .
نقاء الدم العربي ليس مقياساً صحيحاً ، فالعرب منهم من عذب الصحابة ، والحبشيين من وقف بجانبهم ! هذا لا يعني بالطبيعة إغفال دور العربي المساعد في نشر الإسلام والجهاد بفضل من الله .
لا تنس من إستعان به الرسول الكريم في حفر الخندق كان من فارس ، وتركيا الذين كانو في مكان الروم قبل ذلك هم أول من وقف بجانب سوريا ، الحبشة وقد أسلفت لك ماذا فعلو ، أما الأمازيغ فهل يكفيك أن تتذكر أن طارق بن زياد خرج منهم والعراق هو من أنجب لنا صلاح الدين الأيوبي .فهناك تمازج مع الفرس المجوس.. وتمازج مع الروم والبيزنطة.. وتمازج مع الحبشة والامازيغ (ولكل شعب إحترامة وتقديرة ).. وتمازج مع الروس، والفرنجة وآسيا البوذيّة.. إلخ..
فلا عجب أن تتأثر "أطراف العروبة" بما نوّه به الرسول الكريم صلة الله عليه وسلم..
فنتيجة لذلك تظهر الخيانة والدساسة والعمالة والهجانة والإرتزاق واللصوصيّة والعموليّة والطائفيّة..
بدأً من تدمير مكتبة دار الحكمة في بغداد بسبب خيانة الروافض من شيعة علي رضي الله عنه، وإنتهاءاً بتخاذل ملوك الطوائف في الأندلس وسقوط غرناطة..
وإلى اليوم دول شمال غرب أفريقيا العربيّة تعاني من "التأورب" المستهجن.. وشمال الخليج من "التأيرن" المقيت..
الرسول الكريم قالها صراحة بأنه لا فضل لعربي على أعجمي .
أما بخصوص الروافض وأهل البدع والأوثان فهم بلا شك أعداء الإسلام ويجب أن يتم التعامل معهم بلا هوادة.
أتمنى أن تكون الصورة قد وضحت قليلا ً ، مسألة التعميم خاطئة ففي كل بلد تجد الجيد والسيء ، ثم أي عرب بشبه الجزيرة الآن تتحدث عنهم ، ببساطة شديدة تستطيع أن تفرق بين العربي والمتعرب ، بنظرة بسيطة تستطيع أن ترى غالبية الخليج يغلب عليهم ملامح أهل الهند ، باكستان والبعض الآخر يتسم بملامح الصين ودول شرق آسيا بالإضافة إلى أفريقيا ، هذا أكيد لا يُعيبهم في شيئ والمقياس الأول والأخير هو الإسلام ، لكن ها نحن نعيش معهم بدون أي مشكلة واختلطنا معاهم وأصبحنا أهلاً لهم كما أصبحو أهلاً لنا .ما بقى إلا عرب شبة الجزيرة ورحمتهم بشعوبهم وعروبتهم (الملابس خير دليل) وحفاظهم على مقدّسات الإسلام وصيغت عقيدته السليمة..
أخواني.. أحبتي.. لا أرد أن أبدوا هنا عنصري.. لكن أجد في ذلك حقيقة..
حتى الملابس التي تتحدث عنها ليس إن كانو يلبسونها فهي ليست من صناعة أيديهم ! تخيل دول بكاملها لم تخرج واحدة منها بنوعية ملابس عربية تحاكي ما يصنعه الغرب لها !
ذكرني رد كرازان وردك ببعض المناوشات التي كانت تحدث بين الحضر والبدو.
ماذا كان المقياس أيام الخلافة ، الإسلام ، لذلك لو طبق في الخليج أو غيرها لرجعنا لسابق عهدنا .وأجد لو أن دول الخليج حكمة الوطن العربي.. كما كان في أيام الخلافة.. لأصبح الوطن العربي أكثر قوة وحماية وسلطاناً وعظمة..
والعكس صحيح يا عزيزي ، لم تخذل مصر أو المغرب الكويت في محنتها في حرب الخليج وشاركت بأبنائها ولا يوجد أغلى أن يضحى المرء بأبنائه هكذا يجب أن يكون المسلمين في تداعي باق الأعضاء بالسهر والحمى .شاهدوا ماذا تصنع الحكومات الخليجيةّ في مصر والمغرب وغيرها من بنيانٍ وإعمارٍ للبنى التحتيّة..
ومساهمة في إرتقاء الإعلام والثقافة..
من جائزة القرآن الكريم إلى بناء المستشفيات والمدارس..
بينما الحكام في بعض البلادين.. يعيشون بصيغات أوروبيّة غربيّة مستهجنة.. ولا يكترثون لشعوبهم.. للأسف..
تابعت بعض مناظرات الرؤساء المصريين المرشحين وسُأل أحدهم ، هل تنوي إقامة علاقة مع إيران ؟ فأجاب بنعم ، فسأله وإن إعتدت على دولة خليجية ما موقفك ؟ أجاب بدون تردد بأنه سوف يقف ضد إيران ويحارب إلى جنب الدولة الخليجية .
الآن سوف أتحدث عن بعض عيوب الدول العربية بلا إستثناء .
على الرغم من العديد من المشاريع الخيرية الإسلامية والتي يسمح بها حكام العرب بسخاء ،
تجد على النقيض ما فعل الحاكم العربي بمظاهر الإسلام وعقيدته ..
يكفيك أن تمر على شواطئ بعض الدول المُطلة على الخليج العربي لتؤذي عينك بما أنتجته أهداف السياحة بنائمات على البطون ليكتسبن سُمرة شمس العروبة .
يكفيك أن تقضي يوماً بين السياح في كبائن دولة خليجية تطل على البحر الأحمر لتجد عالم السياح المخالف للعروبة والتي لا يجرؤ أن تدخلها هيئة الأمر بالمعروف .
يمكنك أن تتفرج على بعض الأفلام العربية والتي أنتجت فاهيم خاطئة نتيجة لما يسمى بالإبداع وحماية مروجات هَز الوسط اللاتي إفتتحن مدارس لتعليم الرقص للأجانب لتعريف العالم بخيبة العرب.
يمكنك المرور ببعض الدول على البحر المتوسط لتكتشف أنه أصبح نسخة مقدلة من فرنسا ،
كل تلك المساوئ المُوجزة أتت بمباركة حكام العرب من الخليج للمحيط ، وهناك من رضي بها من الشعب وهناك من يعترض عليها لكن لا يستطيع أن يجهر بقوة إعتراضه ، لماذا ، ببساطة ووضوح للقمع المعروف لدى الحكام العرب .
هل تستطيع أن تبررسكوت حكام الخليج على ضلوعها في غزو العراق ودعم الغزو الأميريكي الذي إنطلق من القواعد الموجودة على أرض الخليج ، لماذا لم نسمع هدير الشعوب الخليجية التي تنعم برحمة حكامها في الذود عن مئات الألوف من المسلمين الذين قُتلو بنيران الطائرات التي إنطلقت من على أراضيهم ، الإجابة هي القمع يا عزيزي ، هل تذكر مفتي لدولة خليجية كبيرة خرج لينهى المتظاهرين الذين سولت لهم أنفسهم لمساندة مسلمي فلسطين وأن تلك المظاهرات تُلهي عن ذكر الله ؟ وواضح بالطبع الخوف من أن التعبير بالرأي يهدد ولاة الأمر فيقفلون الباب تماماً صحيحاً كان أم خاطئاً .
ماذا يفعل حاكم الدولة الخليجة الذي يستضيف اليهود بدولته ويرعى مكتب الأعمال لديهم هناك ومصالح تجارية ويعلو وجهه إبتسامة كبيرة عند إستضافته ليفني اليهودية ثم يخرج ليهاج اليهود ويدافع عن حقوق الشعوب ؟
جميع الحكام العرب لم يحافظو على الأصالة العربية أو الإسلامية حتى ، وكانو ولا زالو رهن القوى الغربية ويحاولون أن يستوردو ثقافاتهم بكل الطرق ، الخليج بشكل عام أتيح له الفرصة الأكبر ليكون منارة وأندلس ثانية لكن النتيجة ؟ إزدهار صوري وتخوف من أي حرب جديدة بسبب جيوش الخليج البلاستيكية " الله يمسيك بالخير أبو وضحى "،
بالطبع أستثني الحكام الذين أفرزتهم الثورات العربية والذين نرجو فيهم خيراً إن شاء الله .
نعم هناك محاسن لا نستطيع أن ننكرها ، لكن الحكام لما يحافظو على مبادئ وتعاليم الإٍسلام ، سلوكهم يذكرني بالمعتزلة ، فالمرأة تصلي وتختم صلاتها ثم تذهب لتزني فهذا مفصولٌ عن ذاك ، شعائر الإسلام شيئ والدنيا شيئ آخر .
آمين هذا هو الغاية والحلم .الله يوحّد العرب والمسلمين..
والله يجعل العرق العربي هو "الدسيس" في الخير ونشر الخير.. ولا أن يكون غيره الدسيس في الشر ونشر الشر.. اللهم آمين..
بس عموماً، أعتقد هذا كله تقدير من الله عزوجل.. بل هو قدر من الله تعالى.. وما علينا إلا الصبر والإحتساب..
الله ينصر المسلمين في كل مكان يا رب..
نعم هو قدر وإبتلاء من الله إضافة إلى الصبر يجب أن نغير في أنفسنا حتى يغير الله ما بنا ويرفع الإبتلاء .
(وإن أخطأت، فلتصحِّحوني، وأعتذر مقدَّماً).
على راسي أخوي رواية أنت والعديد من الأحباء هنا .