نعم ايها الاخوة, اِنَّهَا بَلِيَّةُ هَذَا الْعَصْرِ الَّذِي شَاعَ فِيهِ الظُّلْمُ مِنْ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ ظَلَمُوا اللهَ اَوّلاً بِشِرْكِهِمْ قَبْلَ اَنْ يَظْلِمُوا النَّاسَ وَيَرْحَمُوا مُجْرِمِيهِمْ وَلَايَرْحَمُوا ضَحَايَاهُمْ, نعم اخي, وَشَاعَ فِيهِ الْكَذِبُ اَيْضاً, وَشَاعَتْ فِيهِ التَّفْسِيرَاتُ الَّتِي تَتَّبِعُ الْهَوَى, وَلَاتَتَّبِعُ الْمَنْطِقَ وَالْعَقْلَ اَبَداً اِلَّا بِمَكَايِيلَ ظَالِمَةٍ! تُلْغِي الْعَقْلَ وَالْمَنْطِقَ مَعاً! بَلْ اِنَّ كُلَّ مَايَصْدُرُ عَنِ الْعَقْلِ وَالْمَنْطِقِ, فَاِنَّ الصُّلْبَانَ الْخَوَنَةَ يَعْتَبِرُونَهُ هَرْطَقَةً وَتَجْدِيفاً اِذَا كَانَ يُخَالِفُ هَوَاهُمْ وَلَا يَخْدُمُ وَلَايَشْفِي غِلَّهُمْ وَحِقْدَهُمْ عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِين (وَاَعْنِي بِهِمُ الْمُتَصَهْيِنِينَ فَقَطْ, وَلَااَعْنِي فِي جَمِيعِ مُشَارَكَاتِي الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى الْمُنْصِفِينَ الْعَادِلِينَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ فِيهِمْ{وَمِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ اُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ(وَلَوْ كَانَ دِينُهُمْ لَيْسَ الدِّينَ الَّذِي نَزَلَ عَلَى مُوسَى وَعِيسَى, وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّهُمْ مُنْصِفُونَ عَادِلُونَ بِدَلِيلِ هَذِهِ الْآيَة, وَلَقَدْ كَانَ النَّجَاشِيُّ يَضَعُ عَلَى صَدْرِهِ صَلِيباً, وَمَعَ ذَلِكَ كَانَ عَادِلاً مُنْصِفاً وَقِيلَ اِنَّهُ قَدْ اَسْلَمَ رَحِمَهُ الله) نعم اخي نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ مُسْتَضْعَفُون, نَحْنُ مُذْنِبُون, نَحْنُ خَاطِئُون, نَحْنُ نُؤْذِي رَسُولَ الله! كَيْفَ ذَلِك؟ نعم اخي, اَلْآَنَ مَثَلاً فِي طَرْطُوس, يُوجَدُ اَزْمَةُ سَكَن؟ بِسَبَبِ اِخْوَانِنَا الَّذِينَ جَاؤُوا هَارِبِينَ اِلَى طَرْطٌوسَ بَعِيداً عَنِ الْمَشَاكِلِ وَالْمَصَائِب, وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنْ كَثِيراً مِنْ اَهْلِ طَرْطُوسَ السُّنَّة وَالنُّصَيْرِيِّينَ وَالشِّيعَةَ وَالْمَسِيحِيِّينَ بَجِمِيعِ طَوَائِفِهِمْ وَقَلِيلاً مِنَ الْيَهُودِ اَيْضاً, مَدُّوا لَهُمْ يَدَ الْمَعُونَة, وَلَكِنْ مَازَالَ هُنَاكَ مَعَ الْاَسَفِ, مَنْ يَسْتَغِلُّ حَاجَاتِ النَّاس, فَالسِّلْعَةُ مَثَلاً اِذَا كَانَتْ تُسَاوِي اَلْفاً, صَارَتْ تُسَاوِي عَشْرَةَ آَلَافٍ بَعْدَ قُدُومِهِمْ, نعم اخي فَاَيْنَ نَحْنُ مِنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ عليهِ الصلاةُ وَالسلامُ الَّذِي يَقُولُ عَنْهُ اَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ كُنَّا فِي سَفَر, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام[مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ زَادٍ(وَكَلِمَةُ (فَضْلُ) هُنَا بِمَعْنَى زِيَادَة[فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ, وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ(وَكَلِمَةُ (ظَهْرٍ) هُنَا بِمَعْنَى الْحَيَوَانِ كَالنَّاقَةِ اَوِ الْجَمَلِ اَوِ الْبَغْلِ اَوِ سَيَّارَةً لَيْسَ بِحَاجَةٍ اِلَيْهَا يَتَصَدَّقُ بِهَا اَوْ يُؤَجِّرُهَا اَوْ يَبِيعُهَا بِسِعْرٍ مَعْقُولٍ رَحِيمٍ غَيْرِ فَاحِشٍ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَجِدَ الْفَقِيرُ عَمَلاً بِوَاسِطَتِهَا يَكْسَبُ مِنْهُ لُقْمَةَ عَيْشِهِ اِلَى غَيْرِ ذَلِك[فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَاظَهْرَ لَهُ( ثُمَّ يَقُولُ اَبُو سَعِيد:حَتَّى عَدَّدَ اَشْيَاءَ كَثِيرَةً عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, وَحَتَّى قُلْنَا اَنَّهُ لَايَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ اَنْ يَتَمَلَّكَ فَوْقَ حَاجَتِهِ( لِمَاذَا يَارَسُولَ اللهِ تَخُصُّ الْاَشْعَرِيِّينَ بِاَنَّهُمْ مِنْكَ وَاَنْتَ مِنْهُمْ؟ وَمَااَعْظَمَ هَذِهِ الْخُصُوصِيَّةَ الشَّرِيفَةَ لَهُمْ! وَانْتَبِهُوا اَيُّهَا الْاِخْوَة, لَيْسَ عَمُودُ الْاَمْرِ فِي هَذَا الدِّينِ بِكَثْرَةِ النَّوَافِلِ مِنْ صَلَاةٍ اَوْ صَوْمٍ اَوْ عُمْرَةٍ اَوْ حَجٍّ, بَلْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَسْتَشْعِرُوا هَذِهِ الْمَعَانِيَ الرَّاقِيَةَ اَوّلاً فِي نَافِلَةِ الزَّكَاةِ وَفَرِيضَتِهَا؟ لِاَنَّ بِهَا يَظْهَرُ اِيمَانُكُمْ عَلَى حَقِيقَتِهِ, فَلَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[ اِنَّ الْاَشْعَرِيِّينَ اِذَا كَانُوا فِي السَّفَرِ(اَيْ كَانُوا مُسَافِرِينَ[ ثُمَّ اَرْمَلُوا فِي الْحَضَرِ(اَيْ صَارُوا فُقَرَاءَ بَعْدَ قُدُومِهِمْ مِنَ السَّفَرِ بَعْضُهُمْ يَمْلِكُ وَبَعْضُهُمْ لَايَمْلِكُ شَيْئاً مِنْ قُوتِ يَوْمِهِ, فَمَاذَا يَفْعَلُونَ مِنْ اَجْلِ مَنْ لَايَمْلِك[جَعَلُوا مَاعِنْدَهُمْ فِي وِعَاءٍ وَاحِدٍ, وَاقْتَسَمُوهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ,[فَاَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي(نعم اخي هَذَا هُوَ عَمُودُ الْاَمْرِ فِي هَذَا الدِّينِ الْعَظِيمِ اِذَا اَرَدْنَا اَنْ نُحِبَّ رَسُولَ اللهِ حَقّاً, بَلْ اِذَا اَرَدْنَا اَلَّا نُؤْذِيَ رَسُولَ الله؟ وَهُوَ اَنْ نَتَعَاوَنَ, وَاَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً, اَلَا يَتَاَذَّى رَسُولُ اللهِ وَنَحْنُ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ, وَبَعْضُ النَّاسِ حَوْلَ الْمَسْجِدِ, رُبَّمَا يُدَخِّنُونَ, وَيَاْكُلُونَ, وَيَشْرَبُونَ, وَيُثَرْثِرُونَ, وَلَايُصَلُّونَ الْجُمُعَةَ, وَلَايَسْتَمِعُونَ اِلَى خُطْبَتَيْهَا اِلَّا بِآَذَانٍ صَمَّاء؟ اَلَا يُؤْذِي ذَلِكَ رَسُولَ الله؟ بَلَى, نعم اخي فَنَحْنُ نَؤْذِي رَسُولَ اللهِ سَوَاءً عَلِمْنَا اَوْ جَهِلْنَا, فَحِينَمَا يُعْتَدَى عَلَى الضَّعِيفِ, فَنَحْنُ نُؤْذِي رَسُولَ الله, وَحِينَمَا يُرِيقُ بَعْضُنَا دِمَاءَ بَعْضٍ, فَاِنَّنَا نُؤْذِي رَسُولَ الله, حِينَمَا يَشْتُمُ بَعْضُنَا بَعْضاً,نُؤْذِي رَسُولَ الله, حِينَمَا لَانَنْشُرُ الْخَيْرَ وَالْمَحَبَّةَ وَالْاَمْنَ وَالْاَمَانَ بَيْنَ النَّاسِ, فَاِنَّنَا نُؤْذِي رَسُولَ اللهِ, حِينَمَا نُتْخَمُ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَاللّبَاسِ وَالدَّوَاءِ وَالسَّكَنِ وَالْمَرْكُوبِ وَغَيْرُنَا بِحَاجَةٍ اِلَى لُقْمَةِ الْعَيْشِ, نُؤْذِي رَسُولَ الله, نَعَمْ نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْاَسَفِ, نُؤْذِي اللَهَ وَرَسُولَهُ وَاَزْوَاجَ رَسُولِهِ وَصَحَابَتَهُ وَآَلَ بَيْتِهِ قَبْلَ اَنْ يُؤْذِيَهُمْ اَحْفَادُ الْقُرُودِ الْيَهُودِ وَالصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ الْخَوَنَة, بَلْ نَحْنُ اَشَدُّ اِيذَاءً لَهُمْ مِنْهُمْ, نعم اخي, اَلْمَحَبَّةُ الْعَاطِفِيَّةُ مَطْلُوبَةٌ لِلهِ وَالرَّسُولِ وَالْاَهْلِ وَالْآلِ وَالْاَصْحَاب, لَكِنْ لَابُدَّ لِهَذِهِ الْمَحَبَّةِ اَنْ تَقْتَرِنَ بِالْقُدْوَة, وَمَحَبَّةُ رَسُولِ اللهِ لَاتَكُونُ بِالْاَنَاشِيدِ وَالْمَدَائِحِ وَالضَّرْبِ عَلَى الدُّفِّ بِخُزَعْبَلَاتِ الشِّيعَةِ وَالْمُتَصَوِّفَةِ الشِّرْكِيَّةِ وَهَرْطَقَاتِهِمْ وَتَجْدِيفِهِمْ وَشَطَحَاتِهِمْ وَلَطْمِيَّاتِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى اللهِ بِمَا لَايَعْلَمُون, فَلَابُدَّ لِهَذِهِ الْمَحَبَّةِ اَنْ تَقْتَرِنَ بِتَنْفِيذِ اَوَامِرِ اللهِ وَرَسُولِهِ, وَاَوَّلُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى{قُلْ اِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ, فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ(فَاِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فِعْلاً وَحَقِيقَةً, فَاتَّبِعُوا رَسُولَ اللهِ فِي سُنَّتِهِ, وَاَخْلَاقِهِ, وَسِيرَتِهِ, وَفِي مَحَبَّتِهِ لِلْاِنْسَانِيَّة, وَلَقَدِ اشْتُهِرَ رَسُولُ اللهِ عِنْدَ الْمُنْصِفِينَ الْمَسِيحِيِّينَ بِالْعَدَالَةِ وَلَوْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ بِاَنَّهُ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ الله!َ بَلْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاَنَّهُ كَانَ اِنْسَاناً عَظِيماً بِاَخْلَاقِهِ بِكُلِّ مَالَهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنْ مَعْنَى! بَلْ اِنَّنِي مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ, سَمِعْتُ بَعْضَ هَؤُلَاءِ الْمَسِيحِيِّينَ الْكُرَمَاءِ يُنَادِي وَلَدَهُ بِمُحَمَّد! اَيْ اَنَّهُ سَمَّى وَلَدَهُ مُحَمَّد! نعم اخي وَهُنَاكَ مَسِيحِيٌّ آَخَرُ اَيْضاً سَمَّى وَلَدَهُ عُمَرَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ قَدَّسُوا شَخْصِيَّةَ مُحَمَّدٍ تَقْدِيساً غَيْرَ اَعْمَى, بِمَعْنَى اَنَّهُ تَقْدِيسٌ لَايَصِلُ اِلَى دَرَجَةِ الْاُلُوهِيَّة, نعم اخي وَكَذَلِكَ عَرَفَ هَؤُلَاءِ الْمَسِيحِيُّونَ الْكُرَمَاءُ لِعُمَرَ حَقَّهُ فِي الْوَقْتِ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ لَهُ الشِّيعَةُ ذَرَّةً مِنْ هَذَا الْحَقِّ مَعَ اَنَّهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هُوَ زَوْجُ ابْنَةِ الْاِمَامِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَام, نعم اخي لَقَدْ عَرَفَ هَؤُلَاءِ الْمَسِيحِيُّونَ الْمُنْصِفُونَ لِعُمَرَ حَقَّهُ! حِينَمَا تَسَابَقَ ابْنُ الْوَالِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ, وَالَّذِي كَانَ وَالِياً عَلَى مِصْرَ, فَتَسَابَقَ ابْنُهُ الْمُسْلِمُ, مَعَ رَجُلٍ شَابٍّ قِبْطِيٍّ مَسِيحِيّ, فَسَبَقَ الْمَسِيحِيُّ ابْنَ الْوَالِي الْمُسْلِمَ, فَمَاذَا فَعَلَ ابْنُ الْوَالِي الْمُعْتَزُّ بِسُلْطَانِ اَبِيه؟ ضَرَبَ الْمَسِيحِيَّ وَقَالَ لَهُ اَتَسْبِقُنِي وَاَنَا ابْنُ الْاَكْرَمِين(وَيَعْنِي بِالْاَكْرَمِينَ اَجْدَادَهُ( اَوِ الْاَكْرَمَيْنِ(وَيَعْنِي بِهِمَا اَبَاهُ وَاُمَّهُ( فَحَمَلَهَا هَذَا الْمَسِيحِيُّ اِلَى مَرْكَزِ الْعَدَالَةِ وَالْاِنْصَاف, نَعَمْ حَمَلَهَا فِي مَوْسِمِ الْحَجِّ اِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, فَقَالَ: يَااَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ, يَامَنْ خَلَّصْتُمُونَا مِنْ ظُلْمِ الْكَاثُولِيكِ, رَجَائِي اَنْ اَكْمِلُوا مَعْرُوفَكُمْ مَعَنَا! فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَاخَطْبُكَ يَاهَذَا؟ فَقَالَ اِنَّ ابْنَ وَالِيكَ وَاَنَا قِبْطِيٌّ مَسِيحِيٌّ ضَرَبَنِي؟ لِاَنِّي سَبَقْتُهُ, فَمَاذَا فَعَلَ عُمَرُ؟ هَلْ قَالَ لَهُ نَحْنُ الْآَنَ مَشْغُولُونَ بِالْاَهَمِّ وَهُوَ مَوْسِمُ الْحَجِّ, فَهَلْ تُرِيدُ اَنْ تُشْغِلَنَا بِهَذِهِ الْاَشْيَاءِ التَّافِهَةِ مِنَ الْمُشَاكَسَاتِ الَّتِي تَحْصَلُ بَيْنَ الْاَطْفَال؟ هَلْ قَالَ لَهُ هَذَا تَصَرُّفٌ فَرْدِيّ؟ هَلْ قَالَ لَهُ اِفْعَلْ مَابَدَا لَكَ, وَلَايَهُمُّنَا اَنْ تَذْهَبَ وَتُشْعِلَ نَارَ الطَّائِفِيَّةِ الْبَغِيضَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمَسِيحِيِّينَ, فَلَنْ يَصِلَ اِنْسَانٌ اِلَى حَقّهِ مِنْكُمْ وَمِنَّا اِلَّا بَعْدَ اَنْ يَخْرُجَ الْمَهْدِيُّ مِنَ السِّرْدَاب, هَلْ قَالَ لَهُ ذَلِكَ اَيُّهَا الْمِلِيشِيَّاتُ الطَّائِفِيَّةُ الشِّيعِيَّةُ الْبَغِيضَةُ اَنْتُمْ وَ زَعِيمُكُمْ بَشَّار؟ هَلْ قَالَ لَهُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَسِيحِيُّ اَنْ تَنْتَظِرَنِي حَتَّى اَخْرُجَ مِنْ سِرْدَابِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ لِاَقْضِيَ لَكَ حَقَّك؟ هَلْ مَاتَفْعَلُونَهُ مِنْ مَذَابِحَ طَائِفِيَّةٍ يَنْدَى لَهَا جَبِينُ الْاِنْسَانِيَّةِ؟ وَهَلْ مَايَجْرِي مِنْ ذَبْحٍ لِلسُّورِيِّينَ فِي بِلَادِ الشَّامِ وَفِي بِلَادِ الصَّلِيبِيِّينَ هُوَ تَصَرُّفٌ فَرْدِيٌّ اَيُّهَا الْاَوْغَاد؟ اَمَا عَلِمْتُمْ اَنَّ عَرْشَ الرَّحْمَنِ يَهْتَزُّ لِلْمَظْلُومِ وَلَوْ كَانَ غَيْرَ مُسْلِم! فَمَا بَالُكُمْ بِهَزَّتِهِ الْمُزَلْزِلَةِ عَلَى الظَّالِمِينَ اِذَا كَانَ الْمَظْلُومُ مُسْلِماً.. نعم اخي لَمْ يَكْتَفِ عُمَرُ بِاسْتِدْعَاءِ ابْنِ الْوَالِي, بَلِ اسْتَدْعَاهُ هُوَ وَاَبَاهُ فِي مَوْسِمِ الْحَجِّ, فَاَقَرَّ ابْنُ الْوَالِي الْمُسْلِمُ, بِاَنَّهُ ضَرَبَ الْقِبْطِيَّ الْمَسِيحِيَّ, فَقَالَ عُمَرُ لِلْمَسِيحِيّ: خُذِ السَّوْطَ, وَاضْرِبْ بِهِ ابْنَ الْاَكْرَمَيْنِ الْمُسْلِمَ الَّذِي يَعْتَزُّ بِسُلْطَانِ اَبِيهِ وَاُمِّهِ! فَضَرَبَهُ حَتَّى شَفَى نَفْسَهُ مِنْهُ! فَقَالَ عُمَرُ لِلْمَسِيحِيِّ: هَلَّا جَعَلْتَ الضَّرْبَةَ عَلَى صَلْعَةِ اَبِيه! فَقَالَ الْمَسِيحِيُّ: يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين, اِنَّ اَبَاهُ لَمْ يَضْرِبْنِي(اِسْتَمِعْ يَامَنْ تَعْتَزُّ بِاَنَّكَ ابْنُ فُلَانٍ مِنَ الْوُزَرَاءِ اَوِ الْحُكَّامِ وَتَعْتَدِي عَلَى النَّاس, اِسْتَمِعْ يَاابْنَ الْوَزِيرِ, مَاذَا قَالَ الْمُنْصِفُ الْعَادِلُ عُمَر( لَوْلَا اَبُوهُ مَاضَرَبَك, وَلَوْلَا عِزَّتُهُ بِاَبِيهِ مَاضَرَبَك, وَلَوْلَا عِزَّةُ قَوْمِ مُوسَى بِفِرْعَوْنَ وَاُلُوهِيَّتِهِ الزَّائِفَةِ, وَلَوْلَا عِزَّةُ قَوْمِ عِيسَى بِاُلُوهِيَّتِهِ الزَّائِفَةِ, وَلَوْلَا عِزَّةُ الشِّيعَةِ بِعَلِيٍّ وَالْحُسَيْنِ وَفَاطِمَةَ وَاُلُوهِيَّتِهِمُ الزَّائِفَةِ جَمِيعاً,وَلَوْلَا عِزَّةُ الْبُوذِيِّينَ وَاَمْثَالِهِمْ مِنَ الْهِنْدُوسِ وَالدُّرُوزِ بِمَا يَعْبُدُونَهُ مِنَ الْآَلِهَةِ الْمُزَيَّفَةِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْبَقَرِ وَالْفِئْرَانِ وَالصَّرَاصِيرِ وَالْحَشَرَاتِ وَالْفُرُوجِ مَاظَلَمُوا النَّاسَ وَمَاذَبَحُوهُمْ, وَاَمَّا نَحْنُ فَنَعْتَزُّ بِعِزَّةِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الَّذِي لَايَظْلِمُ النَّاسَ مِثْقَالَ ذَرَّة, وَالَّذِي يَهْتَزُّ عَرْشُهُ مِنْ اَجْلِ الْمَظْلُومِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ! وَلِذَلِكَ نَحْنُ لَانَظْلِمُ النَّاس, وَلَانَذْبَحُهُمْ, وَلَانَقْتَلُهُمْ عَلَى الْهَوِيَّةِ, وَلَانَقْتُلُ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ اِلَّا بِالْحَقّ, نعم اخي وَهُنَا هَذِهِ الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا عُمَر! وَهُوَ اَوَّلُ مَنْ قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ الَّتِي مَاتَزَالُ اَصْدَاؤُهَا اِلَى يَوْمِنَا هَذَا! وَهِيَ قَوْلُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَتَى تَعَبَّدْتُّمُ النَّاسَ وَقَدْ وَلَدَتْهُمْ اُمَّهَاتُهُمْ اَحْرَاراً(وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهَا بِكَلِمَةِ اسْتَعْبَدْتُّمْ, وَلَكِنَّ الرِّوَايَةَ الْاَصَحَّ هِيَ تَعَبَّدْتُّمْ, نعم اخي وَلَمْ يَقُلْ عُمَرُ مَتَى تَعَبَّدْتُّمُ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ وَلَدَتْهُمْ اُمَّهَاتُهُمْ اَحْرَاراً, وَاِنَّمَا قَالَ مَتَى تَعَبَّدْتُّمُ النَّاسَ وَهَذَا قِبْطِيٌّ مَسِيحِيٌّ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ كَمَا اَنَّ الْمُسْلِمَ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ اَيْضاً, وَلِذَلِكَ الْمُنْصِفُونَ الْمَسِيحِيُّونَ وَبَعْضُ الْيَهُودِ يَعْرِفُونَ لِكُلِّ اِنْسَانٍ قَدْرَهُ وَلَوْ كَانَ يُخَالِفُهُمْ فِي الدِّينِ وَالِاعْتِقَاد.. نعم اخي اِنَّهَا الْاِنْسَانِيَّةُ الرَّاقِيَةُ الّتِي جَاءَتْ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَبْنِيَ لَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تَهْدِمَ, نعم اخي هَذِهِ الْاِنْسَانِيَّةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي جَاءَتْ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَرْحَمَ لَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تَقْسُوَ, نعم اخي هَذِهِ الْاِنْسَانِيَّةُ الْعُظْمَى الَّتِي تَمَثّلَتْ فِي شَخْصِيَّةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ مِنْ اَمْثَالِ عُمَرَ وَغَيْرِهِ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ, فَصَلَاةً وَسَلَاماً دَائِمَيْنِ عَلَيْكَ يَارَسُولَ اللهِ, وَعَلَى هَذَا الْجِيلِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالْاَهْلِ وَالْآلِ وَالذُّرِّيَّةِ الَّذِي رَبَّيْتَهُ, فَلَقَدْ كَانَ يَحْمِلُ الْعَدَالَةَ وَالْاِحْسَانَ لِلنَّاسِ جَمِيعاً, اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ. حَمْداً لِلهِ, وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ, وَبَعْدُ اَيُّهَا الْاِخْوَة, نُتَابِعُ حَدِيثَنَا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِاَحْكَامِ الزَّكَاةِ, وَهِيَ رُكْنٌ عَظِيمٌ مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَام, وقُلْنَا اِنَّ الْاِنْسَانَ الْمُزَكِّي, لَايَجُوزُ اَنْ يُعْطِيَ الزَّكَاةَ, لَا لِاُصُولِهِ, وَلَا لِفُرُوعِهِ, وَكَذَلِكَ لَايَجُوزُ اَنْ يُعْطِيَ الزَّكَاةَ لِمَنْ هُوَ مُلْزَمٌ بِالْاِنْفَاقِ عَلَيْهِمْ, فَهَلْ يَجُوزُ اَنْ يُعْطِيَ الزَّكَاةَ لِزَوْجَتِهِ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لَايَجُوزُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ مُلْزَمٌ بِالْاِنْفَاقِ عَلَيْهَا, نعم اخي, وَنَاْتِي الْآنَ اِلَى الْعَكْسِ, وَهُوَ السُّؤَالُ التَّالِي؟ هَلْ يَجُوزُ لِلْمَرْاَةِ اَنْ تُعْطِيَ زَكَاتَهَا لِزَوْجِهَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: هُنَا وَقَعَ خِلَافٌ بَيْنَ الْفُقًهَاء, فَاَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللهُ وَمَنْ نَحَا نَحْوَهُ قَالُوا: لَايَجُوز! وَنَقُولُ لِاَبُو حَنِيفَة: لِمَاذَا لَايَجُوز؟ قَالَ: لِاَنَّهَا حِينَمَا تُعْطِي الزَّكَاةَ لِزَوْجِهَا, فَاِنَّ مَنْفَعَةَ هَذِهِ الزَّكَاةِ سَتَعُودُ اِلَيْهَا وَعَلَيْهَا, نَعَمْ اَخِي, وَاَمَّا غَيْرُ اَبُو حَنِيفَةَ مِنَ الْفُقَهَاءِ, فَاَجَازُوا ذَلِكَ, وَاحْتَجُّوا بِزَيْنَبَ امْرَاَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ, حِينَمَا جَاءَتْ اِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلمَ وَقَالَتْ يَارَسُولَ الله؟ اِنَّ زَوْجِي عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ, فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ, فَهَلْ يَجُوزُ لِي اَنْ اَتَصَدَّقَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ تَصَدَّقِي عَلَيْهِ(اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام) وَنَقُولُ لِاَبُو حَنِيفَة؟ مَارَاْيُكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي احْتَجَّ بِهِ عَلَيْكَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاء؟ قَالَ اَبُو حَنِيفَة لَاحُجَّةَ لَهُمْ دَامِغَة, بَلْ هِيَ حُجَّةٌ ضَعِيفَة؟ لِاَنَّ الْمَقْصُودَ بِالصَّدَقَةِ هُنَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ, هِيَ صَدَقَةُ التَّطَوُّعِ, بِمَعْنَى اَنَّ اَبَا حَنِيفَةَ, حَمَلَ مَعْنَى الصَّدَقَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ الَّتِي لَيْسَتْ فَرِيضَةً فِي شَرْعِ الله, وَنَقُولُ لِجُمْهُورِ الْفُقَهَاء: مَارَاْيُكُمْ فِيمَا قَالَهُ اَبُو حَنِيفَة؟ قَالُوا: حَتَّى وَلَوْ عَادَ نَفْعُ هَذِهِ الصَّدَقَةِ اِلَى اَوْ عَلَى الزَّوْجَةِ الْمُتَصَدِّقَةِ عَلَى زَوْجِهَا, فَاِنَّ حُجَّةَ اَبُو حَنِيفَةَ ضَعِيفَةٌ اَيْضاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ كَلِمَةَ الصَّدَقَةِ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي احْتَجَجْنَا بِهِ, تَشْمَلُ كُلَّ اَنْوَاعِ الصَّدَقَةِ الْمَفْرُوضَةِ وَغَيْرِ الْمَفْرُوضَة, وَلِذَلِكَ يَجُوزُ لِلْمَرْاَةِ اَنْ تَتَصَدَّقَ عَلَى زَوْجِهَا مِنَ الصَّدَقَةِ الْمَفْرُوضَةِ وَغَيْرِ الْمَفْرُوضَةِ عَلَى رَاْيِ هَؤُلَاءِ الْجُمْهُورِ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَبِهِ نُفْتِي! اِلَّا اِذَا تَسَبَّبَتْ هَذِهِ الصَّدَقَةُ مِنَ الْمَرْاَةِ عَلَى زَوْجِهَا بِفَسَادِ اَخْلَاقِهِ وَاِضْرَابِهِ عَنِ الْعَمَلِ وَاعْتِمَادِهِ عَلَى مَاتَجُودُ بِهِ عَلَيْهِ زَوْجَتُهُ وَالنَّاسُ مِنَ الصَّدَقَة, فَهُنَا نُفْتِي بِرَاْيِ اَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللهُ؟ لِاَنَّهُ مُلْزَمٌ شَرْعاً بِالْاِنْفَاقِ عَلَيْهَا وَعَلَى اَوْلَادِهَا رَغْماً عَنْهُ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ زَوْجَتُهُ تَمْلِكُ{الْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةَ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْاَنْعَامِ وَالْحَرْثِ(وَمَااِلَى{ذَلِكَ (مِنْ{مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا(وَمَعَ ذَلِكَ فَهِيَ لَيْسَتْ مُلْزَمَةً شَرْعاً بِالْاِنْفَاقِ عَلَيْهِ وَلَا عَلَى اَوْلَادِهَا مِنْهُ اِلَّا تَطَوُّعاً غَيْرَ مُلْزِمٍ لَهَا وَعَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهَا وَرَغْبَةٍ وَمِنْ دُونِ ضَغْطٍ مِنْ اَحَدٍ عَلَيْهَا بِسَيْفِ الْخَجَلِ وَالْحَيَاء بِدَلِيل{فَاِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئَا(فَهَلْ تَجِدُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ دِيناً اَعْظَمَ مِنْ هَذَا الدِّينِ اَعْطَى الْمَرْاَةَ حُقُوقَهَا وَلَوْ كَانَتْ غَنِيَّةً وَلَيْسَتْ بِحَاجَةٍ اِلَى مَعُونَةٍ مِنْ اَحَد؟ فَمَا بَالُكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اِذَا كَانَتْ فَقِيرَة؟ وَمَا بَالُ الْحَاقِدِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ يَنْهَقُونَ كَالْحَمِيرِ لَيْلَ نَهَارَ مُطَالِبِينَ بِحُقُوقِ الْمَرْاَةِ وَحُقُوقِ الْاِنْسَان! وَمَاهِيَ فِي حَقِيقَتِهَا اِلَّا حِبْرٌ عَلَى وَرَقٍ بِالنِّسْبَةِ لِغَيْرِ اِنْسَانِهِمْ! وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ, اَنَّهُمْ سَيُقِيمُونَ الدُّنْيَا وَلَنْ يُقْعِدُوهَا اِذَا بَلَغَ عَدَدُ الْقَتْلَى مِنَ الْكِلَابِ الْمُدَلَّلَةِ مِعْشَارَ مَابَلَغَهُ مِنْ قَتْلَى الشَّعْبِ السُّورِي! وَسَتَضُجُّ جَمْعِيَّاتُ الرِّفْقِ بِالْحَيَوَانِ ضَجِيجاً لَنْ نَسْمَعَهُ اَبَداً عَلَى قَتْلَى الشَّعْبِ السُّورِي وَلَوْ كَانُوا بِالْمِلْيَارَاتِ! فَهَلْ يَجِدُونَ تِلْكَ الْحُقُوقَ الَّتِي اَعْطَاهَا الْاِسْلَامُ وَحْدَهُ لِلْمَرْاَةِ مَسْطُورَةً فِي اَنَاجِيلِهِمُ الْاَرْبَعَةِ بُولُس وَمُرْقُس وَلُوقَا وَمَتَّى؟ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْخَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ؟ لِاَنَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ الْمَرْاَةَ شَيْطَاناً لَامَفَرَّ مِنْهُ, نَعَمْ اَخِي, وَاَضْرِبُ لَكَ مِثَالاً آخَر: فَمَثَلاً لَكَ اَخٌ عَاجِزٌ مَشْلُولٌ, اَنْتَ مَسْؤُولٌ عَنِ الْاِنْفَاقِ عَلَيْهِ, بِمَعْنَى اَنَّكَ مُلْزَمٌ بِالْاِنْفَاقِ عَلَيْهِ, فَهَذَا لَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَنْ تُعْطِيَهُ الزَّكَاة, نَعَمْ اَخِي, وَاَضْرِبُ لَكَ مِثَالاً آخَر: فَمَثَلاً لَكَ اَخٌ اَنْتَ لَسْتَ مُلْزَماً بِالْاِنْفَاقِ عَلَيْهِ, بِمَعْنَى اَنَّهُ مُتَزَوِّجٌ وَلَهُ اَوْلَاد, وَلَكِنَّ دَخْلَهُ لَايَكْفِيهِ, فَهَلْ يَجُوزُ اَنْ تُعْطِيَهُ الزَّكَاة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ نَعَمْ, بَلْ هِيَ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ لِلرَّحِمِ فِي آنٍ وَاحِدٍ, وَلَكَ ثَوَابٌ وَاَجْرٌ مُضَاعَفٌ جِدّاً عِنْدَ اللهِ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ؟ لِاَنَّهَا صَدَقَةُ الزَّكَاةِ وَصِلَةٌ تَصِلُ بِهَا قَرِيبَكَ اَيْضاً وَهُوَ اَخُوكَ هَذَا ؟ لِاَنَّهُ مِنْ اَرْحَامِك... نَعَمْ اَخِي. بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَطْلُبُ فِيهِ شَرْحاً وَلَوْ مُخْتَصَراً لِقَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ(وَقَدْ تَكَلَّمْنَا سَابِقاً عَنِ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِين, وَنَاْتِي الْآنَ مِنْ اَجْلِ الْكَلَامِ عَلَى {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا(وَهُمُ الْجُبَاةُ الَّذِينَ كَانُوا يُحَصِّلُونَ الزَّكَاة؟ لِاَنَّ الزَّكَاةَ فِي دَوْلَةِ الْاِسْلَامِ, تُحَصَّلُ مِمَّنْ تَجِبُ عَلَيْهِمُ الزَّكَاة, فَكَانَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ, يُرْسِلُ بَعْضَ اَصْحَابِهِ اِلَى الْاَقَالِيمِ وَاِلَى الْبِلَادِ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُحَصِّلُوا الزَّكَاة, وَكَذَلِكَ فِي عَهْدِ اَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا, فَكَانَتْ تُؤْخَذُ الزَّكَاةُ مِنْ اَصْحَابِهَا سَوَاءً كَانَتِ الْاَمْوَالُ بَاطِنَةً اَوْ ظَاهِرَة, نَعَمْ اَخِي, وَالْاَمْوَالُ الظَّاهِرَةُ هِيَ الثّمَارُ مَثَلاً وَالْاِبِلُ وَالْغَنَمُ وَالْمَاعِزُ اِلَى غَيْرِ ذَلِك فَهَذِهِ تُسَمَّى اَمْوَالاً ظَاهِرَة؟ لِاَنَّهَا ظَاهِرَةٌ لِلْعَيَانِ اَمَامَ اَعْيُنِ النَّاس, وَاَمَّا الْاَمْوَالُ الْبَاطِنَةُ, فَهِيَ الْاَمْوَالُ النَّقْدِيَّةُ الَّتِي يُبْطِنُهَا؟ بِمَعْنَى يُخْفِيهَا اَصْحَابُهَا عَنْ اَعْيُنِ النَّاسِ, فَهَذِهِ تُسَمَّى اَمْوَالاً بَاطِنَة, نَعَمْ اَخِي, وَفِي عَهْدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, كَانَ يُحَصِّلُ الزَّكَاةَ مِنَ الْاَمْوَالِ الظَّاهِرَةِ, وَاَمَّا الْاَمْوَالُ الْبَاطِنَةُ, فَيَدَعُ اَمْرَهَا اِلَى اَصْحَابِهَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله؟ فَلَمَّا سَئِلَ عَنْ ذَلِكَ؟ قَال: هَؤُلَاءِ اِذَا لَمْ يَرْغَبُوا وَلَمْ يُرِيدُوا اَنْ يَدْفَعُوا الزَّكَاةَ, فَسَيَحْتَجُّونَ بِاَنَّهُمْ لَيْسَ عِنْدَهُمْ اَمْوَالٌ بَاطِنَة, وَهَذَا الِاحْتِجَاجُ مِنْ قَوْلِهِمْ لَايَعْلَمُ صِدْقَهُ مِنْ كَذِبِهِ اِلَّا الله, فَاِذَا اَرَادُوا اَنْ يُزَكُّوا بِاِيمَانٍ صَادِقٍ مِنْ دُونِ حَسِيبٍ وَلَا رَقِيبٍ اِلَّا اللهَ عَلَيْهِمْ, فَاِنَّهُمْ يُزَكُّونَ سَوَاءً زَكُّوا بِاَنْفُسِهِمْ اَوْ بِوَاسِطَةِ غَيْرِهِمْ مِنْ اَمْوَالِهِمُ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ مَعاً. نعم اخي, فَهَؤُلَاءِ الْجُبَاةُ الَّذِينَ يَقُومُونَ بِتَحْصِيلِ الزَّكَاةِ, فَاِذَا كَانَتِ الدَّوْلَةُ تُعْطِيهِمْ رَوَاتِبَ عَلَى ذَلِكَ اَوْ اُجْرَةً عَلَى هَذَا التَّحْصِيلِ, فَلَايَجُوزُ لَهُمْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ يَاْخُذُوا مِنْ اَمْوَالِ الزَّكَاة, وَاَمَّا اِذَا كَانُوا لَايَاْخُذُونَ اَجْراً عَلَى هَذَا التَّحْصِيلِ, فَيَجُوزُ لَهُمْ اَنْ يَاْخُذُوا مِنْ اَمْوَالِ الزَّكَاةِ وَلَوْ كَانُوا اَغْنِيَاءَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ يَاْخُذُونَ مِنَ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ كَاُجْرَةٍ لَهُمْ؟ لِاَنَّ مَنْ قَامَ بِعَمَلٍ فَاِنَّهُ يَسْتَحِقُّ اُجْرَةً عَلَيْهِ وَلَوْ مِنْ مَالِ الزَّكَاةِ سَوَاءً كَانَ غَنِيّاً اَوْ كَانَ فَقِيراً. نَعَمْ اَخِي ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى:{اِنِّمَا الصَّدَقَاتُ{لِلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ(نَعَمْ اَخِي وَالْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ هُمْ صِنْفَان: اِمَّا اَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ غَيْرَ مُسْلِمِينَ وَلَكِنَّ الْمُسْلِمِينَ يَخَافُونَ مِنْ قُوَّتِهِمْ وَمِنْ سَطْوَتِهِمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ يُعْطَوْنَ مِنَ الزَّكَاةِ دَرْءاً لِلْمَفْسَدَةِ, اَوْ اَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ اُنَاساً دَخَلُوا الْاِسْلَامَ حَدِيثاً وَانْفَصَلُوا عَنْ اَهْلِيهِمْ, فَهَؤُلَاءِ يُعْطَوْنَ مِنَ الزَّكَاةِ اَيْضاً تَاْلِيفاً لِقُلُوبِهِمْ وَقُلُوبِ غَيْرِهِمْ مِنْ اَهْلِيهِمْ اَوْ غَيْرِ اَهْلِيهِمْ حَتَّى يَتَشَجَّعُوا عَلَى الدُّخُولِ فِي الْاِسْلَامِ كَمَا دَخَلَ اَبْنَاؤُهُمْ. نَعَمْ اَخِي وَ فِي عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَمْ يُعْطِ الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ هَذَا السَّهْمَ وَهُمُ الَّذِينَ يُرَادُ مِنْ اِعْطَائِهِمُ اتِّقَاءً لِشَرِّهِمْ لِمَاذَا؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُ لَمْ يُعَطّلْ حُكْمَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَاِنَّمَا قَالَ مَايَلِي: اَلْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ كَانُوا يُعْطَوْنَ خَوْفاً مِنْهُمْ حَتَّى لَايَعْتَدُوا عَلَى الْاِسْلَامِ وَدَرْءاً لِمَفْسَدَتِهِمْ, وَالْآنَ وَقَدْ اَصْبَحَ الْاِسْلَامُ لَهُ دَوْلَةٌ قَوِيَّةٌ يُخَافُ مِنْهَا وَلَايُخَافُ عَلَيْهَا, فَهَؤُلَاءِ لَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ نُعْطِيَهُمْ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ الزَّكَاةِ اِلَّا مَنْ دَخَلَ الْاِسْلَامَ مِنْهُمْ مُخْتَاراً وَلَامَالَ لَهُ, فَهَذَا يُعْطَى تَثْبِيتاً لِاِيمَانِهِ وَاِسْلَامِه, نَعَمْ اَخِي, وَلِذَلِكَ حِينَمَا كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَازِناً عَلَى بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ فِي عَهْدِ اَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, وَكَانَ اَبُو بَكْرٍ يُعْطِي هَؤُلَاءِ الطُّلَقَاءَ الَّذِينَ يُرِيدُ اَنْ يُثَبِّتَ اِيمَانَهُمْ وَيُقَوِّيَهُ اَكْثَرَ بِالْعَطَايَا, فَكَتَبَ اَبُو بَكْرٍ اِلَى عُمَرَ اَنْ يُعْطِيَ اَبَا سُفْيَانَ وَفُلَاناً وَفُلَاناً مِنَ النَّاسِ مِنْ اَمْوَالِ الزَّكَاةِ, فَلَمَّا وَصَلَ الْكِتَابُ اِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, رَفَضَ اَنْ يُعْطِيَهُمْ وَقَالَ لِاَبُو سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ: كُنَّا نُعْطِيكُمْ ذَلِكَ خَشْيَةً مِنْكُمْ, وَاَمَّا الْآَنَ, فَاِمَّا الْبَقَاءُ عَلَى الْاِسْلَامِ, وَاِمَّا السَّيْفُ, بِمَعْنَى اَنَّ مَنِ ارْتَدَّ مِنْكُمْ عَنِ الْاِسْلَامِ, فَعُقُوبَتُهُ الْقَتْلُ, نَعَمْ اَخِي, وَهُنَا يَنْتَقِدُ النُّقَّادُ عُمَرَ فِي هَذِهِ الْقَضِيَّة! فَكَيْفَ يُعَطّلُ سَهْمَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ مَعَ اَنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الزَّكَاةِ الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِاِخْرَاجِهَا فِي سُورَةِ التَّوْبَة؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء: هُوَ لَمْ يُعَطّلْ كُلَّ السَّهْمِ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِاِخْرَاجِهِ لِلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ, وَاِنَّمَا عَطَّلَهُ بِالنِّسْبَةِ لِلَّذِينَ كَانُوا يُعْطَوْنَ الزَّكَاةَ خَوْفاً مِنْهُمْ حِينَمَا كَانَتْ دَوْلَةُ الْاِسْلَامِ ضَعِيفَة, وَلَكِنَّهُ اَيْضاً لَمْ يُعَطّلْهُ عَلَى هَؤُلَاءِ بِالْكُلّيَّةِ وَلَمْ يَحْرِمْ مِنْهُ الَّذِينَ كَانَ يُرَادُ مِنْ اِعْطَائِهِمْ تَقْوِيَةَ اِيمَانِهِمْ وَتَثْبِيتَ قُلُوبِهِمْ وَالرَّاْفَةَ بِحَالِ مَنْ لَامَالَ لَهُ مِنْهُمْ, وَرُبَّمَا ظَنَّ عُمَرُ اَنَّ اَبَا بَكْرٍ كَانَ يُعْطِي اَبَا سُفْيَانَ وَاَمْثَالَهُ خَوْفاً مِنْهُمْ لَا لِتَاْلِيفِ قُلُوبِهِمْ وَلِذَلِكَ اسْتَشَاطَ بِغَضَبِهِ عَلَيْهِمْ وَاللهُ اَعْلَم, نعم اخي, ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{اِنَّمَا الصَّدَقَاتُ{فِي الرِّقَاب( نعم اخي, وَالرِّقَابُ هُمُ الْعَبِيدُ الْاَرِقَّاء, فَهَؤُلَاءِ يُشْتَرَوْنَ مِنْ مَالِ الزَّكَاةِ وَيُعْطَوْنَ حُرِّيَّتَهُمْ, نعم اخي, وَنَحْنُ نَقْرَاُ فِي الْقُرْآنِ قَوْلَهُ تَعَالَى{تَحْرِيرُ رَقَبَة} وَنَقْرَاُ اَيْضاً قَوْلَهُ تَعَالَى{فَكُّ رَقَبَة} فَمَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي{فَكُّ رَقَبَةٍ(بِمَعْنَى اَنْ يَشْتَرِكَ عِدَّةُ اَشْخَاصٍ فِي اَنْ يَشْتَرُوا فَتىً (عَبْداً(مِنَ الْفِتْيَانِ(الْعَبِيدِ( اَوْ فَتَاةً(اَمَةً(مِنَ الْفَتَيَاتِ(الْاِمَاءِ( الْمَمْلُوكَاتِ فَيُعْطُونَهُمَا بَعْدَ ذَلِكَ حُرِّيَّتَهُمَا, وَهَؤُلَاءِ الْاَشْخَاصُ الْمُشْتَرِكُونَ مَدَحَهُمُ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ فِي سُورَةِ الْبَلَدِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ, وَمَااَدْرَاكَ مَاالْعَقَبَة, فَكُّ رَقَبَةٍ( اِلَى اَنْ خَتَمَ سُبْحَانَهُ عَلَى مَدِيحِهِمْ بِقَوْلِهِ{اُولَئِكَ اَصْحَابُ الْمَيْمَنَة(نعم اخي, فَاِذَا كَانَ فَكُّ الرَّقَبَةِ وَهُوَ اَنْ يَشْتَرِيَ عِدَّةُ اَشْخَاصٍ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُعْتِقُوا رَقَبَةً لَهُ هَذِهِ الْفَضِيلَة, فَمِنْ بَابِ اَوْلَى{تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ(اَيْضاً, وَهُوَ اَنْ يَنْفَرِدَ الشَّخْصُ فِي عِتْقِ هَذِهِ الرَّقَبَةِ كَمَا مَدَحَ اللهُ بِذَلِكَ اَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{فَاَمَّا مَنْ اَعْطَى وَاتَّقَى(اَيْ اَعْطَى الْفِتْيَانَ الْعَبِيدَ وَالْفَتَيَاتِ الْاِمَاءِ حُرِّيَّتَهُمْ بَعْدَ اَنِ اشْتَرَاهُمْ{وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى, فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(نعم اخي, وَفِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى, صَارَتِ الزَّكَاةُ تَكْفِي كُلَّ الْفُقَرَاءِ وَكُلَّ الْمُحْتَاجِين, فَكَانَ الْغَنِيُّ يَخْرُجُ وَيَقُولُ يَاعِبَادَ اللهِ! تَعَالَوْا خُذُوا مِنِّي الزَكَاةَ تَبْرِئَةً لِذِمَّتِي, فَلَايَجِدُ اَحَداً مِنْهُمْ يَاْخُذُ الزَّكَاة, وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى شَيْئَيْن: اَلشَّيْءُ الْاَوَّلُ: اَنَّ الْاَغْنِيَاءَ مِنْ اَصْحَابِ الْاَمْوَالِ كَانُوا يَقُومُونَ بِفَرِيضَةِ الزَّكَاةِ حَقَّ الْقِيَام (وَلَيْسَ كَمَا يُقَالُ اَنَّهُمْ يُعْطُونَ مِنَ الْجَمَلِ اُذُنَهُ فَقَطْ( وَاِنَّمَا يَقُومُونَ بِهَا حَقَّ الْقِيَامِ وَلَوْ اَنَّهُمْ مَهْمَا فَعَلُوا فَلَنْ يَسْتَطِيعُوا اَنْ يَتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَكِنَّ اللهَ شَكَرَ لَهُمْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ(نعم اخي وَالشَّيْءُ الثَّانِي: اَنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى عِفَّةِ الْمُجْتَمَعِ الْاِسْلَامِيّ(بِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي لَوْ اَرَدْتَّ فِي اَيَّامِنَا اَنْ تُخْرِجَ زَكَاةَ اَمْوَالِكَ, وَقُلْتَ تَعَالَوْا اَيُّهَا النَّاس خُذُوا مِنِّي الزَّكَاةَ تَبْرِئَةً لِذِمَّتِي, فَمَنْ سَيَاْتِي مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاس اَخِي؟ طَبْعاً سَيَاْتِي مَاهَبَّ وَدَبَّ زُرَافَاتٍ وَوُحْدَاناً مِنَ الْمُحْتَاجِينَ (وَمِنْ غَيْرِ الْمُحْتَاجِينَ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ رَسُولُ الله[مَنْ سَاَلَ اَمْوَالَ النَّاسِ تَكَثُّراً(مِنْ اَجْلِ اَنْ يُكْثِرَ اَمْوَالَهُ[فَاِنَّمَا يَسْاَلُ جَمْراً مِنْ جَهَنَّمَ(لِيُحْرِقَ بِهَا نَفْسَهُ وَمَنْ اَعْطَاهُ اَيْضاً مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَغْنِيَاءِ مِنْ اَصْحَابِ التَّوْزِيعِ الْعَشْوَائِيِّ لِلزَّكَاةِ وَالصَّدَقَة وَيَقِفُوا جَمِيعاً بِاَخْمَصِ اَقْدَامِهِمْ عَلَى جَمْرَتَيْنِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ تَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُمْ, بَلْ جِمَارٍ بِعَدَدِ مَااَكَلُوا مِنَ الْمَالِ الْحَرَامِ اَوْ خَانُوا الْاَمَانَةَ فِي تَوْزِيعِ الْمَالِ اَوِ اسْتِلَامِهِ وَلَوْ كَانَ مَالاً حَلَالاً وَهَذَا اَخَفُّ عَذَابٍ لِاَهْلِ النَّار[فَمَنْ شَاءَ فَلْيَسْتَقِلَّ, وَمَنْ شَاءَ فَلْيَسْتَكْثِرْ(مِنْ هَذِهِ الْاَمْوَالِ الْحَرَام, اَوْ مِنْ خِيَانَةِ الْاَمَانَةِ فِي عُمُومِ الْمَالِ حَلَالاً كَانَ اَوْ حَرَاماً, فَكُلَّمَا جَمَعَ اَمْوَالاً حَرَاماً مِنْ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ الَّتِي مَاهُوَ بِحَاجَةٍ اِلَيْهَا, جَمَعَتْ لَهُ جَهَنَّمُ* وَلِلْخَائِنِ الْغَنِيِّ اَوِ الْفَقِيرِ الَّذِي اَعْطَاهُ اَيْضاً *مِنْ جَمَرَاتِهَا بِعَدَدِ مَاجَمَعَ مِنَ الْمَالِ الْحَرَامِ كَثِيراً كَانَ اَوْ قَلِيلاً, وَاَمَّا اِذَا سَاَلَ النَّاسَ وَهُوَ بِحَاجَةٍ فِعْلاً, فَهَذَا لَااِثْمَ عَلَيْهِ عِنْدَ اللهِ, وَلَاعَذَابَ عَلَيْهِ وَلَا عَلَى مَنْ اَعْطَاه, لَكِنْ عَلَيْهِ اِنْ كَانَ قَادِراً بِبَدَنِهِ وَصِحَّتِهِ وَعَافِيَتِهِ, اَلَّا يَسْتَهْتِرَ فِي الْبَحْثِ عَنْ عَمَلٍ شَرِيفٍ يَكْسَبُ مِنْهُ قُوتَ يَوْمِه( فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الرُّقِيِّ الَّذِي وَصَلَ اِلَيْهِ الْمُجْتَمَعُ الْاِسْلَامِيُّ فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى, حِينَمَا كَتَبَ لَهُ وَالِيهِ عَلَى اِفْرِيقِيَّا قَائِلاً: مَاذَا نَفْعَلُ الْآَنَ يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين؟ فَلَقَدْ كَفَيْنَا الْمُحْتَاجِينَ, وَلَقَدْ قَضَيْنَا دُيُونَ الْمَدِينِينَ, وَمَازَالَ مَعَنَا اَمْوَالٌ كَثِيرَة(نعم اخي, وَهَذَا يَدُلُّنَا كَذَلِكَ عَلَى اَمَانَةِ هَؤُلَاءِ الْوُلَاةِ عَلَى اِفْرِيقِيَّا وَعَلَى غَيْرِهَا, فَلَوْ كَانُوا لُصُوصاً وَحَرَامِيَّةً, لَنَهَبُوا هَذِهِ الْاَمْوَالَ الْكَثِيرَةَ بِالتَّشْبِيحِ وَالسَّرِقَةِ وَالْعَيَاذُ بِالله( نعم اخي, فَكَتَبَ اِلَيْهِ اَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ رَدّاً عَلَى كِتَابِهِ: جَزَاكَ اللهُ خَيْراً عَلَى اَمَانَتِكَ وَعَدَمِ خِيَانَتِكَ, فَاِذَا فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ وَبَقِيَ مَعَكَ اَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ, فَاشْتَرِ بِهَا فِتْيَاناً(عَبِيداً اَرِقَّاءَ(وَاَعْتِقْهُمْ(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْمَعْنَى الِاْسْلَامِيِّ الْاِنْسَانِيِّ الْحَضَارِيِّ الرَّائِعِ لِلزَّكَاةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَفِي الرِّقَاب(نعم اخي, ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ{اِنَّمَا الصَّدَقَاتُ{وَالْغَارِمِين(بِمَعْنَى اِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْغَارِمِينَ اَيْضاً كَمَا لِلرِّقَابِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْاَصْنَافِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْآيَة, نعم اخي, وَالْغَارِمُونَ هُمُ الَّذِينَ لَزِمَتْهُمُ الدُّيُونُ الْمَشْرُوعَة, فَهَؤُلَاءِ لَهُمْ اَيْضاً نَصِيبٌ مِنْ سَهْمِ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ, بِدَلِيلِ هَذِهِ الْآيَة, كَاِنْسَانٍ عَلَيْهِ دَيْنٌ مَثَلاً, وَمَا اَسْرَفَ, وَمَابَذَّرَ تَبْذِيرَ الشَّيَاطِينِ بِهَذَا الدَّيْنِ, وَاِنَّمَا اسْتَدَانَهُ مِنْ اَجْلِ حَاجَتِهِ وَضَرُورِيَّاتِهِ, وَلَمْ يَشْتَرِ بِهِ مُحَرَّماً مِنْ خَمْرٍ اَوْ مُخَدِّرَاتٍ اَوْ دُخَانٍ اَوْ تُنْبَاكٍ ثُمَّ تَاْتِي اَخِي لِتَقْضِيَ عَنْهُ الدَّيْنَ بِزَكَاةِ اَمْوَالِكَ, فَهَذَا مُسَاعَدَةٌ لَهُ مِنْكَ عَلَى الْمُنْكَرِ, وَ اَنْتُمَا فِي الْاِثْمِ سَوَاءٌ عِنْدَ اللهِ وَالْعَيَاذُ بِالله, نَعَمْ اَخِي الْمَدِين, يَحْرُمُ عَلَيْكَ شَرْعاً, اَنْ تَعِيشَ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْكَمَالِيَّاتِ اَبَداً, وَعَلَيْكَ اَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ضَرُورِيَّاتِكَ فَقَطْ؟ لِتَجْمَعَ بَقِيَّةَ اَمْوَالِكَ فِي الْحَصَّالَة(اَلْقُجَّة( اَوْ فِي الْبُنُوكِ غَيْرِ الرِّبَوِيَّةِ؟ لتَقْضِيَ الدَّيْنَ الَّذِي عَلَيْكَ لِصَاحِبِ الْحَقِّ الَّذِي اَعْطَاكَ اِيَّاهُ, وَاِلَّا فَاِنَّ اللهَ لَنْ يَغْفِرَ لَكَ هَذَا الدَّيْنَ اَبَداً وَلَوْ كَانَتْ نِهَايَتُكَ شَهِيداً فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يُسَامِحَكَ صَاحِبُ الْحَقِّ بَعْدَ مَوْتِكَ مِنْ قَلْبِهِ وَيُسْقِطَهُ عَنْكَ وَيَدْعُوَ لَكَ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ, وَاِلَّا فَاِنَّ عَلَى وَرَثَتِكَ اَنْ يَقُومُوا بِقَضَاءِ دَيْنِكَ عَنْكَ فَوْراً غَيْرَ مُضَارٍّ لَهُمْ هَذَا الدَّيْنُ, وَلَايُعْلِنُ اِفْلَاسَهُمْ, وَلَايَتْرُكُهُمْ فُقَرَاءَ يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ, بَلْ يَتْرُكُهُمْ اَغْنِيَاءَ فِي حُدُودِ الْمَعْقُولِ وَالْمَعْرُوفِ, اَوْ يَقُومَ اَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْاَغْنِيَاءِ بِتَخْصِيصِ سَهْمٍ مِنَ الزَّكَاةِ لَكَ مِنْ اَجْلِ قَضَاءِ دَيْنِكَ عَنْكَ, وَاِلَّا فَاِنَّكَ سَتَبْقَى مَحْبُوساً عَنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ حَتَّى يُقْضَى دَيْنُكَ عَنْكَ, وَعَلَى الدُّوَلِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ, اَنْ تُخَصِّصَ بُنُوكاً خَاصَّةً؟ لِتُشَجِّعَ النَّاسَ الْمَدِينِينَ عَلَى اِيدَاعِ اَمْوَالِهِمْ فِيهَا؟ مِنْ اَجْلِ حِفْظِهَا لِاَصْحَابِ الْحُقُوقِ عَلَيْهِمْ وَضَمَانِهَا لَهُمْ, وَعَلَى هَذِهِ الْبُنُوكِ, اَنْ تَعْرِضَ عَلَى النَّاسِ الْعَرْضَ التَّالِي: وَهُوَ اَنَّهُمْ اِذَا اَوْدَعُوا مَثَلاً ثَلَاثَةَ اَرْبَاعِ الْمَبْلَغِ الْمَطْلُوبِ الَّذِي عَلَيْهِمْ لِاَصْحابِ الْحُقُوقِ, فَاِنَّنَا نَحْنُ اَصْحَابَ الْبُنُوكِ, سَنُسَاعِدُكُمْ بِالرُّبْعِ الْبَاقِي, وَسَنُخَصِّصُ لَكُمْ سَهْماً مِنَ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ؟ مِنْ اَجْلِ قَضَاءِ الْمَبْلَغِ الْمَطْلُوبِ كَامِلاً عَنْكُمْ بِشَرْطِ: اَلَّا يَكُونَ ذَلِكَ حِيلَةً مُحَرَّمَةً مِنْ اَجْلِ الْوُصُولِ اِلَى التَّعَامُلِ بِالرِّبَا, بَلْ عَلَى الْعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ, اَنْ يَجِدُوا لِهَذِهِ الْبُنُوكِ حِيلَةً مَشْرُوعَةً؟ مِنْ اَجْلِ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ مِنَ اللهِ عَلَى الْاَغْنِيَاءِ لِصَالِحِ الْغَارِمِين, وَبِاِمْكَانِهِمْ اَنْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِكُلِّ سُهُولَةٍ؟ لِاَنَّ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ شَعْرَةً كَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة, وَبِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ اَخَذَ اَمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ اَدَاءَهَا(فَاِذَا قَامَ بِاِيدَاعِهَا فِي هَذِهِ الْبُنُوكِ بِاسْمِ اَصْحَابِ الْحُقُوقِ عَلَيْهِ لَا بِاسْمِهِ هُوَ, فَهَذَا اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى اَنَّهُ يُرِيدُ اَدَاءَهَا, وَلِذَلِكَ[اَدَّاهَا اللهُ عَنْهُ(بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى اَدَّاهَا عَنْهُ بِمَا فَرَضَ لَهُ مِنْ سَهْمِ الزَّكَاةِ الْخَاصِّ بِالْغَارِمِين[وَمَنْ اَخَذَهَا يُرِيدُ اِتْلَافَهَا, اَتْلَفَهُ الله(اَيْ اَتْلَفَ لَهُ صِحَّتَهُ, وَسَلَّطَ عَلَيْهِ الْاَمْرَاضَ, وَلَوَّعَهُ بِهَا, كَمَا لَوَّعَ اَصْحَابَ الْحُقُوقِ عَلَى حَقِّهِمْ عَلَيْه, فَاَرْجُو اَنْ تَدْرُسُوا هَذَا الْكَلَامَ الَّذِي اَقُولُهُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ جَيِّداً قَبْلَ تَفْعِيلِهِ, نعم اخي, ثُمَّ يَقُولُ اللهُ بَعْدَ ذَلِكَ{اِنَّمَا الصَّدَقَاتُ{فِي سَبِيلِ الله( نَعَمْ اَخِي جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ, حَمَلُوا سَبِيلَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى مَعْنىً خَاصٍّ: وَهُوَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَايَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ مِنْ تَجْهِيزِ الْغُزَاةِ وَالْمُجَاهِدِين, وَبَعْضُهُمْ: عَمَّمَ سَبِيلَ اللهِ عَلَى مَعْنىً عَامٍّ: وَهُوَ كُلُّ الطُّرُق ِالْمُؤَدِّيَةِ اِلَى الْخَيْر, لَكِنَّ الْمَعْنَى الْاَوَّلَ هُوَ الْمُرَادُ وَهُوَ الَّذِي نَمِيلُ اِلَيْهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ حِينَمَا قَالَ{فِي سَبِيلِ الله( ذَكَرَ قَبْلَهَا الْفُقَرَاءَ وَالْمَسَاكِينَ وَكَذَا وَكَذَا بَعْدَهَا اَيْضاً مِنَ الْاَصْنَافِ الثَّمَانِيَة, فَانْتَظَمَ سُبْحَانَهُ جَمِيعَ اَنْوَاعِ الْمُحْتَاجِينَ فِي الْمُجْتَمَعِ فِي سِلْكِ هَذِهِ الْآيَة, فَلَا دَاعِيَ اَنْ نُعَمِّمَ كَلِمَةَ{فِي سَبِيلِ الله(وَاِنَّمَا تُخَصَّصُ لِمَنْ؟ لِلْمُجَاهِدِين, نعم اخي,هَلْ يَجُوزُ شَرْعاً اَنْ نُعْطِيَ الزَّكَاةَ مِنْ اَجْلِ بِنَاءِ الْمَسَاجِد؟ وَالْجَوَابُ اَنَّ الَّذِينَ قَالُوا{فِي سَبِيلِ الله(يُقْتَصَرُ بِهَا عَلَى الْجِهَادِ قَالُوا: لَايَجُوزُ اَنْ تُدْفَعَ الزَّكَاةُ لِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ, وَاَمَّا الَّذِينَ عَمَّمُوا الْآيَةَ عَلَى جَمِيعِ وُجُوهِ الْخَيْرِ فَقَالُوا: بَلْ يَجُوزُ وَلِمَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ اَجْراً وَثَوَاباً عَظِيماً عِنْدَ اللهِ فِي قَوْلِهِ{اِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر(نعم اخي, وَلَنْ تَكْتَمِلَ عِمَارَةُ مَسَاجِدِ اللهِ مَهْمَا دَفَعْتَ مِنَ الْاَمْوَال ِاِلَّا بِدُرُوسِ الْعِلْمِ وَالْعُلَمَاء, نعم اخي, وَبَعْضُهُمْ وَفَّقَ بَيْنَ الرَّاْيَيْنِ؟ وَهُمَا الرَّاْيُ الْمُخَصِّصُ, وَالرَّاْيُ الْمُعَمِّمُ, وَقَالُوا: اِذَا كَانَتِ الْقَرْيَةُ مُحْتَاجَةً اِلَى هَذَا الْجَامِعِ, فَلَامَانِعَ اَنْ يُعْطَى مِنَ الزَّكَاةِ مِنْ اَجْلِ بِنَائِهِ, وَاَمَّا اِذَا كَانَتِ الْقَرْيَةُ فِيهَا جَامِعٌ يَسَعُ النَّاسَ ثُمَّ اَرَادُوا بِنَاءَ مَسْجِدٍ آخَرَ لَاحَاجَةَ لَهُمْ اِلَيْهِ, فَعِنْدَ ذَلِكَ لَايَجُوزُ اَنْ يُعْطَى هَؤُلَاءِ مِنْ اَمْوَالِ الزَّكَاة, نعم اخي, ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ بَعْدَ ذَلِك{اِنَّمَا الصَّدَقَاتُ{وَابْنِ السَّبِيل(اَيْ اِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِابْنِ السَّبِيلِ اَيْضاً, وَسُبْحَانَ الله! فَاِنَّ الْاِسْلَامَ لَمْ يَنْسَ اَحَداً مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُحْتَاجِين, نعم اخي, وَابْنُ السَّبِيلِ: هُوَ الضَّيْفُ الَّذِي يَزُورُكَ فِي بَيْتِك[وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ فَلْيُكْرِمْ[زَوْرَهُ( وَهُوَ ضَيْفُهُ الَّذِي يَزُورُهُ سَوَاءً كَانَ مِنْ اَرْحَامِهِ اَوْ مِنْ جِيرَانِهِ الْاَرْحَامِ اَوِ الْغُرَبَاءِ اَوْ غَيْرِهِمْ, فَاِنَّ اِكْرَامَهُمْ عِنْدَ اللهِ هُوَ بِمَثَابَةِ الصَّدَقَةِ عَلَيْهِمْ سَوَاءً كَانَتْ هَذِهِ الصَّدَقَةُ مِنَ الطَّعَامِ اَوِ الشرابِ اوِ اللباسِ او الدواءِ اوِ الاموالِ النَّقْدِيَّةِ وَحَتَّى الْمَاعُونُ الَّذِي تُعِيرُهُ لِجَارِكَ اَوْ ضَيْفِكَ فَاِنَّهُ يَدْخُلُ فِي هَذِهِ الصَّدَقَةِ اَيْضاً, نعم اخي, وَابْنُ السَّبِيلِ هُوَ اَيْضاً الْمُسَافِرُ الْمُنْقَطِعُ عَنْ بَلَدِهِ, وَالسَّبِيلُ هُوَ الطَّرِيق, وَسُمِّيَ ابْنَ السَّبِيلِ؟ لِاَنَّهُ رُبَّمَا لَايُوجَدُ مَعَهُ مَالٌ لِيَنَامَ فِي الْفَنَادِقِ اَوْ غَيْرِهَا مِنَ الْمَسَاجِدِ الَّتِي يُغْلِقُونَهَا بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَيَمْنَعُونَ النَّاسَ مِنَ الْمَبِيتِ فِيهَا غَالِباً اِلَّا لِمَنْ كَانَ مُعْتَكِفاً, وَمَعَ الْاَسَفِ, فَاِنَّ اَكْثَرَ الدُّوَلِ الْاِسْلَامِيَّةِ فِي اَيَّامِنَا, يَمْنَعُونَ الِاعْتِكَافَ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ, بِمَا يَقُومُونَ بِهِ مِنْ اِغْلَاقٍ لِلْمَسَاجِدِ بَعْدَ صَلَاةِ الِعْشَاء, وَرُبَّمَا لَايَجِدُ ابْنُ السَّبِيلِ هَذَا مَكَاناً يُؤْوِيهِ مَعَ هَؤُلَاءِ الْمُعْتَكِفِين, وَرُبَّمَا يَجِدُ مَكَاناً يُؤْوِيهِ مَعَهُمْ وَلَايَجِدُ طَعَاماً يَكْفِيهِ وَيَكْفِيهِمْ, وَرُبَّمَا لَايَجِدُ عِنْدَهُمْ كَسْرَةً مِنَ الْخُبْزِ, وَرُبَّمَا لَايَسْمَحُونَ لَهُ بِالْمَبِيتِ وَالنَّوْمِ وَالطَّعَامِ مَعَهُمْ, فَيَبْقَى مُلَازِماً لِلطَّرِيقِ, وَلِذَلِكَ سُمِّيَ ابْنَ الطَّرِيقِ وَهِيَ السَّبِيل, وَلِذَلِكَ فَاِنَّ ابْنَ السَّبِيلِ هَذَا, يُعْطَى مِنَ الزَّكَاةِ وَلَوْ كَانَ فِي بَلَدِهِ غَنِيّاً ؟لِاَنَّهُ رُبَّمَا لَايَسْتَطِيعُ الْوُصُولَ لِاَمْوَالِهِ اِلَّا بَعْدَ جَهْدٍ جَهِيدٍ قَدْ يَقْضِي عَلَى حَيَاتِهِ اِنْ بَقِيَ بِلَاطَعَامٍ وَلَاشَرَابٍ وَلَامَبِيتٍ دَافِىءٍ يَحْمِيهِ مِنْ خَطَرِ الْبَرْدِ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَ مَرِيضاً لَايَتَحَمَّلُ الْجُوعَ كَمَرْضَى السُّكَّرِيِّ وَالضَّغْطِ مَثَلاً, نعم اخي, فَاِذَا اُعْطِيَ مِنْ هَذِهِ الزَّكَاةِ, ثُمَّ رَجَعَ اِلَى بَلَدِهِ, وَتَمَكَّنَ مِنَ الْوُصُولِ اِلَى اَمْوَالِهِ, فَهَلْ عَلَيْهِ اَنْ يُعِيدَ مَااَخَذَهُ مِنَ الزَّكَاة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَخِي: اَنَّ الْعُلَمَاءَ انْقَسَمُوا اِلَى رَاْيَيْن: اَمَّا الرَّاْيُ الْاَوَّلُ فَيَقُولُ: لَيْسَ عَلَيْهِ ذَلِكَ؟ لِاَنَّهُ حِينَمَا اَخَذَهَا, اَخَذَهَا وَهُوَ مُحْتَاجٌ اِلَيْهَا, كَالْفَقِيرِ الَّذِي يَاْخُذُ الزَّكَاةَ وَهُوَ مُحْتَاجٌ اِلَيْهَا, فَلَوْ اَنَّ هذا الْفَقِيرَ اغْتَنَى بَعْدَ اَنْ اَخَذَ الزَّكَاةَ, فَمَثَلاً كَانَ فَقِيراً, فَمَاتَ اِنْسَانٌ مَا مِنْ قَرَابَتِهِ رُبَّمَا كَانَ بَخِيلاً عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ, فَوَرِثَهُ هَذَا الْفَقِيرُ بَعْدَ مَوْتِهِ, فَصَارَ هَذَا الْفَقِيرُ بَعْدَ ذَلِكَ غَنِيّاً, فَهَلْ نَاْمُرُ هَذَا الْفَقِيرَ اَنْ يَرُدَّ مَا اَخَذَهُ مِنَ الزَّكَاة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لَا عَلَى رَاْيِ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاء, نعم اخي, وَاَمَّا الرَّاْيُ الثَّانِي: فَاِنَّهُ يَتَمَشَّى مَعَ عَصْرِنَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْمُوَاصَلَاتِ بِمَا فِيهَا مِنْ تَبَادُل ِالْمُعَامَلَاتِ الْمَالِيَّةِ وَالْحَوَّالَاتِ وَغَيْرِهَا بَيْنَ النَّاسِ, صَارَتْ مُؤَمَّنَةً وَهَيِّنَةً وَسَهْلَة, وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مِنَ الِاحْتِيَاطِ عَلَى ابْنِ السَّبِيلِ, اَنَّهُ اِذَا اَخَذَ مِنْ هَذِهِ الزَّكَاةِ, ثُمَّ بَعْدَ اَنْ يَصِلَ اِلَى بَلَدِهِ وَيَتَمَكَّنَ مِنَ الْوُصُولِ اِلَى اَمْوَالِهِ, فَاِنَّهُ يُرْسِلُ عِوَضاً عَنْهَا, وَهَذَا يَكُونُ اَحْوَطَ لِهَذَا الْاَمْرِ ؟ مِنْ اَجْلِ تَبْرِئَةِ ذِمَّتِهِ عِنْدَ اللهِ, بِالْخُرُوجِ مِنْ خِلَافِ الْعُلَمَاءِ, وَالْعَمَلِ بِالرَّاْيِ الثَّانِي الَّذِي يُلْزِمُهُ بِرَدِّ مَااَخَذَهُ مِنْ اَمْوَالِ الزَّكَاةِ اِذَا اغْتَنَى فِي بَلَدِهِ ؟ لِاَنَّ هُنَاكَ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَالْجَوْعَى وَالْعَطْشَى وَالْعُرْيَانِينَ وَالْمَقْرُورِينَ, الَّذِينَ يَرْتَجِفُونَ مِنَ الْبَرْدِ وَالْمَرَضِ وَالْحُمَّى, وَالْمَرْضَى الْمُحْتَاجِينَ اِلَى عَمَلِيَّاتٍ جِرَاحِيَّةٍ مُكْلِفَةٍ اَيْضاً وَمَااَكْثَرَ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً فِي اَيَّامِنَا, نعم اخي, ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {فَرِيضَةً مِنَ الله(نعم اخي, هَذَا الْفَرْضُ مِنْ اَرْكانِ الْاِسْلَامِ الَّذِي اَلْزَمَنَا سُبْحَانَهُ بِهِ, وَهَذَا التَّقْدِيرُ الَّذِي قَدَّرَهُ سُبْحَانَهُ لِاَنْصِبَةِ الزَّكَاةِ وَمُسْتَحِقِّيهَا{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرَا(وَهَذِهِ الْمَصَارِفُ مِنْ اَجْلِ الْجِهَادِ وَغَيْرِهِ مِنْ وُجُوهِ الْبِرِّ وَالْاِحْسَانِ وَالْخَيْرِ الَّتِي تُصْرَفُ مِنْ اَجْلِهَا الزَّكَاةُ, هِيَ جَمِيعاً{فَرِيضَةً مِنَ اللهِ, وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيم(نعم ايها الاخوة, وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُو, لَوْ اَنَّ الْاَغْنِيَاءَ زَكَّوْا اَمْوَالَهُمْ بِدِقَّةٍ, وَلَوْ اَنَّ هَؤُلَاءِ الْفُقَرَاءَ لَايَاْخُذُونَ مِنَ الزَّكَاةِ اِلَّا اِذَا كَانُوا مُحْتَاجِينَ فِعْلاً, لِاَنَّكَ اَخِي حِينَمَا تَاْخُذُ وَاَنْتَ غَيْرُ مُحْتَاجٍ, فَاِنَّكَ تُعَطِّلُ عَلَى الْفَقِيرِ وَالْمِسْكِينِ وَالْمُحْتَاجِينَ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللهُ فِي الْآيَةِ, حُقُوقَهُمْ جَمِيعاً, نعم اخي, وَلَوْ اَنَّ هَؤُلَاءِ النَّاسِ كَذَلِكَ, كَانُوا يَتَّصِفُونَ بِالْعِفَّةِ, كَمَا كَانَ الْمُجْتَمَعُ فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, لَكَفَتِ الزَّكَاةُ النَّاسَ جَمِيعاً, لَكِنْ مَاذَا يَحْدُثُ الْآن؟ يَحْدُثُ مَعَ الْاَسَفِ: اَنَّ اَكْثرَ الْاَغْنِيَاءِ فِي اَيَّامِنَا, لَايَكُونُونَ دَقِيقِينَ فِي اِخْرَاجِ الزَّكَاةِ, بَلْ يُوَزِّعُونَهَا تَوْزِيعاً عَشْوَائِيّاً خَبْطَ عَشْوَاءَ كَيْفَمَا اتَّفق[وَلَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(وَسَيَبْقَى مَحْبُوساً عَنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ؟ حَتَّى يَسْاَلَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ مَالِه؟ ِمنْ اَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَ اَنْفَقَهُ(وَهَلْ اَنْفَقَهُ خَبْطَ عَشْوَاءَ عَلَى الْمُحْتَاجِينَ وَعَلَى غَيْرِ الْمُحْتَاجِينَ اَيْضاً؟ لِيَاْخُذَهَا مَنْ يَسْتَحِقُّهَا وَمَنْ لَايَسْتَحِقُّهَا اَيْضاً؟ وَرُبَّمَا اَخَذَهَا وَاَنْفَقَهَا فِي الْمَعَاصِي وَعَلَى الْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالدُّخَانِ وَالتُّنْبَاكِ وَالْمُعَسَّلِ وَالْعَيَاذُ بِالله, اِيَّاكَ اَخِي الْغَنِيُّ الْخَائِنُ لِلْاَمَانَةِ, اَنْ تَظُنَّ اَنَّكَ سَتُفْلِتُ مِنْ قَبْضَةِ اللهِ مَهْمَا طَالَ الزَّمَانُ اِذَا اَعْطَيْتَ اَمْوَالَكَ اِلَى مَنْ لَايَسْتَحِقُّهَا اَوْ اِلَى مَنْ يُنْفِقُهَا عَلَى مَاحَرَّمَهُ اللهُ, وَاِيَّاكَ اَيُّهَا الْفَقِيرُ الْخَائِنُ لِاَمَانَةِ هَذِهِ الزَّكَاةِ بِمَا تَصْرِفُهُ مِنْهَا عَلَى مَاحَرَّمَهُ اللهُ مِنَ التَّدْخِينِ وَغَيْرِهِ, اَنْ تَظُنَّ اَنَّكَ سَتُفْلِتُ مِنَ قَبْضَةِ الْمُسَاءَلَةِ الْقَانُونِيَّةِ عَلَى كُلِّ دِرْهَمٍ اَوْ لَيْرَةٍ تَكْسَبُهَا اَوْ تُنْفِقُهَا, عَفْواً اَخِي اَقْصِدُ الْمُسَاءَلَةَ الرَّبَّانِيَّةَ فِي قَانُونٍ رَبَّانِيٍّ خَاصٍّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ كَالْقَوَانِينِ الْوَضْعِيَّةِ, بَلْ{تَرَى الْمُجْرِمِينَ(مِنَ الْفُقَرَاءِ الْمُتَعَجْرِفِينَ وَالْاَغْنِيَاءِ{ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِهَذَا الْكِتَابِ لَايُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَاكَبِيرَةً اِلَّا اَحْصَاهَا, وَوَجَدُوا مَاعَمِلُوا حَاضِراً, وَلَايَظْلِمُ رَبُّكَ اَحَدَا( اَعَاذَنَا اللهُ تَعَالَى مِنْ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ, وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا جَمِيعاً طَاعَتَنَا وَزَكَاةَ اَمْوَالِنَا فِيمَا يُرْضِيهِ, وَبَارَكَ فِيمَنْ يُزَكِّي, وَبَارَكَ فِيمَنْ يَاْخُذُ وَهُوَ مُحْتَاجٌ اِلَى الزَّكَاةِ فِعْلاً وَلَايُنْفِقُهَا اِلَّا فِيمَا شَرَعَهُ اللهُ, وَبَارَكَ اَيْضاً سُبْحَانَهُ فِيمَنْ لَاتَسْمَحُ لَهُ عِزَّةُ نَفْسِهِ اَنْ يَاْخُذَ مِنَ الزَّكَاةِ اِلَّا اِذَا كَانَ مُحْتَاجاً فِعْلاً اِلَيْهَا هُوَ وَاَوْلَادُهُ وَزَوْجَتُه, نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة, اِنِّي دَاعِيَةٌ فَاَمِّنُوا, اَللَّهُمَّ طَهِّرْ قُلُوبَنَا مِنَ الْحِقْدِ وَالْحَسَدِ وَالضَّغَائِن, اَللَّهُمَّ اجْمَعْنَا عَلَى كِتَابِكَ الْكَرِيمِ, وَعَلَى سُنَّةِ نَبِيِّكَ الْعَظِيم, اَللَّهُمَّ انْصُرِ الْحَقَّ وَاَهْلَهُ, وَاهْزُمِ الْبَاطِلَ وَجُنْدَهُ, مَنْ اَرَادَنَا وَاَرَادَ دِينَنَا وَنَبِيَّنَا وَاُمَّتَنَا وَبِلَادَنَا وَاَوْطَانَنَا بِخَيْرٍ, فَاجْعَلِ الْخَيْرَ عَلَى يَدَيْهِ, وَمَنْ اَرَادَ غَيْرَ ذَلِكَ, فَخُذْهُ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِر, اَللَّهُمَّ نَفّثْ كَرْبَنَا وَفَرِّجْهُ, وَيَسِّرْ اَمْرَنَا, وَاشْرَحْ صُدُورَنَا, وَاجْمَعْ فِيمَا بَيْنَنَا عَلَى حُبِّكَ وَحُبِّ نَبِيِّكَ يَارَبَّ الْعَالَمِين, اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَوَالِدِي وَالِدِينَا وَلِمَشَايِخِنَا وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا وَلِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الْاَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْاَمْوَاتِ وَلِلْقَائِمِينَ عَلَى الْمُنْتَدَيَاتِ وَلِكُلِّ فَاعِلِ خَيْر, عِبَادَ الله{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى, وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون(اَللَّهُمَّ لَاعِلْمَ لَنَا اِلَّا مَاعَلَّمْتَنَا, سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ,اَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْت, اَسْتَغْفِرُكَ وَاَتُوبُ اِلَيْك, وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله غصون, وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين