- اعيش مع ماضيي - القسم الرابع
فتح عينيه ببطء برؤية غير واضحة لما هو فوقه ... احس بالاوجاع في جميع انحاء جسمه من اخمص قدميه حتى رأسه حاول ان
ينهض لكنه لم يستطع و كأن قوة مغناطيسية كانت تجذبه نحو الاسفل حتى يديه لم يستطع تحريكهما او تحريك اصابعه حتى ...
و مع التشويش فوقه مباشرة تراءى له سقفا اسمنتيا مطلي باللون الرمادي الفاقع اوحى انه ليس في ذلك المكان اللعين المملوء
بالموبوئين
كان يسمع خطوات اقدام تغدو جيئة و ذهابا ... حاول ثانية تحريك رأسه باتجاه الصوت لكنه عجز ثانية عن ذلك و ادرك انه مخدر و
تمنى الا يكون ذلك العالم المجنون هو الموجود في الغرفة ...
امل ليون بسماع شيء اخر غير خطوات الاقدام و مع الرؤية الغير واضحة التي تسوده شعر بأنه مشلول تماما و تمنى الموت على
ان يبقى هكذا
و فتح الباب فجأة ... سمعه بوضوح ثم سمع خطوات اخرى تدخل و تغلق الباب ثانية و تكلم صوت ما
" من انت ؟ ..... من سمح لك بالدخول الى هنا ؟" ....
كان صوت رجل قدر ليون انه في الاربعينيات من عمره و ارتجف في نفسه متخيلا ان ذلك هو العالم برنارد ... بعد لحظات لم يسمع
ليون اي اجابة بل كان ما سمعه تاليا مألوفا جدا كان صوت رنين في الهواء كأنه اطلاق نار من مسدس كاتم للصوت
و تأكد بعد ان سمع تأوه الرجل و سقوطه ارضا .... ادرك انه قد مات حاول ليون ثانية النهوض و تحريك اي شيء من جسمه لكن
الم التخدير كان يزداد مع كل محاولة و مع تنفسه المتسارع اغلق عينيه مستسلما و عرف انه سيكون التالي
لكن شيئا لم يحصل بعد دقائق بل كل ما سمعه هو الهدوء اولا ثم اتبعه صوت الاقدام و هي تخطو و تزداد وضوحا ثم توقفت و ساد
الهدوء ثانية و فتح ليون عينيه ثانية محاولا ملاحظة اي شيء ومعرفة ما يجري
فرأى شخصا ينظر اليه لم يتبين شيئا من ملامحه بسبب التشويش في رؤيته و حاول جاهدا فتح عينيه اكثر ليركز لكن قوته خارت
مرة اخرى و سقطت الدموع من عينيه نتيجة هذا الجهد فأغمضهما مجددا و لم يفتحهما الا بعد احساسه بيد تلامس جبهته و تبعد
شعره الطويل عن عينيه ففتح عينيه مجددا
" اللعنة مازلت لا ارى شيئا " حدث نفسه بينما تخيل ان هذه اليد اكثر نعومة من يد قاتل محترف
" امرأة ..... !!!" ..... حدث نفسه ثانية محاولا النظر باتجاه الشخص
" الامور دائما تتقلب بوجودك ليون " ............ تكلمت المرأة
" لم يجب ان توجد دائما حيثما اذهب " ....اضافت
و لم يدري ليون ما لذي يجري لكنه ايقن ان هذه المرأة تعرفه و حاول التكلم جاهدا و فتح فمه بصعوبة لكنه ايضا عجز عن قول اي
شيء بينما وضعت المرأة اصبعها على شفتيه قائلة :
" لا تجهد نفسك .... سأخرجك من هذا المكان "
و استرخى ليون بعد سماعه لكلماتها و اغلق عينيه ......
- يتبع في الفصل الاخير -