... و ( الإرهاب ) أيضا .. هو جزء من هذا الدين ، و أمر قد أمر الله به عباده المؤمنين !
( و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم ) ، فقد أمر الله عباده المؤمنين بإرهاب من يعادي الله و يعادي المؤمنين ، و إرعابهم و تخويفهم و بث الفزع في قلوبهم و نفوسهم ، بكل الطرق و الأدوات الممكنة لخلع قلوبهم من شدة الهلع و التخويف و الرعب !
هذه ليست شراسة في التفكير .. !
و إنما ..
اقتضى الله عز و جل أن يجعل الحرب سجال بين الحق و الباطل إلى أن تقوم الساعة ، و جعل المواجهة بينهما حتمية و متوجبة ، فلابد من العداوة بين الحق و الباطل و بين الإيمان و الكفر ، و بين المؤمنين و الكافرين ، و جعل الله ذلك الفيصل ( الولاء و البراء ) بين الإيمان و الكفر معلما من معالم هذا الدين ، و هذه الرسالة : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ) ، ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) ، ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم و الذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم و مما تعبدون من دون الله كفرنا بكم و بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده )
هذا الفيصل ، الذي جعله الله للتفرقة بين المؤمنين و الكافرين ، و بين دعاة الإيمان حقا و صدقا ، و دعاته زورا و بهتانا ، يكشف و يؤكد تلك الحقيقة البديهية لدى أهل الإيمان ، و هي بغض الكفر و أهله و منابذتهم العداء ، و إرهابهم و الغارة عليهم و قتالهم ، و ( قاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله ) ، ( فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ) ، و الآيات في القتال و مقاتلة الكافرين أهل الحرب كثيرة .
إذا استوعبت العقول تلك المبادئ ، الولاء و البراء ، حتمية المواجهة بين الإيمان و الكفر ، وجوب الجهاد و مقاتلة الكفر و أهله ، سيعلم العقلاء دون غيرهم موقع ( إرهاب الكافرين ) من هذا الدين ، و لا يكونوا كالذين ينعقون بما يملى عليهم من قبل أسيادهم و أعدائهم ، و يعتبرون إرهاب الكافرين إرهابا تعافيه نفوس الطاهرين ، بينما لا يحركون ساكنا إذا قتّل النساء و الأطفال الأبرياء في بلدان المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها ، تحت شعار ( الحرب ضد الإرهاب ) ، فلا يكاد يمر يوما إلا و أسفك دم امرئ مسلم بلا ذنب إلا كونه مسلما ، و دون أن تحرك البشرية رايات عدالتها الخفاقة و تهتف بشعاراتها الفضفاضة بحماية الإنسانية و حقوق الإنسان .. مادام الضحية هم المسلمون.
أما الإشكال الذي أثير من قبل ، حول قتال نساء و أطفال العدو الكافر ، فقد فند من قبل .. فإن ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم في الأحاديث الصحيحة أنه أنكر على قتل النساء و الصبيان في الحروب .. فهل ينطبق هذا على نساء و أطفال الشعب الإسرائيلي البريء مثلا ، الذي يعاني ما يعانيه من إرهاب الفلسطينيين المتوحشين في أراضيهم المحتلة بعملياتهم الفدائية ؟! ، أو غيرهم من أمم الكفر في بقاع الأرض ؟
ليستمع ذوو الألباب إلى ما رواه البخاري عن الصعب بن جثامة ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين فيصاب من نسائهم و ذراريهم فقال صلى الله عليه و سلم : ( هم منهم ) . و إن كان الأولى عدم قتل الأطفال .. إلا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أباح قتالهم إن كانوا وسط صفوف العدو .. و من يزعم غير ذلك و يعارض برأيه قول رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و للإمام الشافعي ( الإرهابي ) كلام نفيس حول هذا الأمر أورده في ( الرسالة ) - صفحة 297 - بعدما أورد حديث النبي صلى الله عليه و سلم بالنهي عن قتل النساء و الأطفال في الحروب ، ثم إيراده حديث الصعب بن جثامة الذي ذكرته و فيه ( هم منهم ) ، فقال - رضي الله عنه - : ( و لم نعلمه صلى الله عليه و سلم رخص في قتل النساء و الولدان ثم نهى عنه . و معنى نهيه عندنا - و الله أعلم - عن قتل النساء و الولدان : أن يقصدهم بقتل ، و هم يعرفون متميزين ممن أمر بقتله منهم . و معنى قوله ( هم منهم ) أنهم يجمعون خصلتين : أن ليس لهم حكم الإيمان الذي يمنع به الدم ، و لا حكم دار الإيمان الذي يمنه به الإغارة على الدار . و إذ أباح رسول الله صلى الله عليه و سلم البيات و الإغارة على الدار فأغار على بين المصطلق غارين : فالعلم يحيط أن البيات و الإغارة إذا حل بإحلال رسول الله لم يمتنع أحد بيّت أو أغار من أن يصيب النساء و الولدان ، فيسقط المأثم فيهم و الكفارة و العقل و القود عن من أصابهم ، إذ يبيح أن يبيت و يغير ، و ليست لهم حرمة الإسلام . و لا يكون قتلهم عامدا لهم متميزين عارفا بهم ) ،انتهى كلامه الرائع - رحمه الله و رضي عنه - الذي يبين مدى ما أوتي من دقة في العلم و الفقه و الاستنباط .
و قد قال إرهابي أخر و هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، في المجلد العشرين في الفتاوى : ( و إن كان قتل من لم يقاتل من النساء و الصبيان و غيرهم حراما ، فمتى احتيج إلى قتال قد يعمهم مثل : الرمي بالمنجنيق ، و التبييت بالليل ، جاز ذلك كما جاءت فيها السنة في حصار الطائف و رميهم بالمنجنيق ، و في أهل الدار من المشركين يبيتون ، و هو دفع لفساد الفتنة - أيضا - بقتل من لا يجوز قصد قتله . ) انتهى .
يا لها من أمة إرهابية منذ سالف عصرها ، و يا له من دين أنتج هؤلاء الإرهابيين .. و لكنهم كانوا رجالا .. !
............
هذا إرهابنا .. الذي نفتخر به ، و الذي نتقرب إلى الله به ، بطاعته و طاعة نبيه صلى الله عليه و سلم ، و هذا إرهابهم .. و هذه ضحاياهم و الدماء تشهد بيننا و بينهم .. و حسبنا الله و نعم الوكيل .
:غضب: :غضب: :غضب: