-
فوائد سب الحكام
لو نظرنا إخوتي نظرة واقعية متأملة في مسألة سب الحكام ونقدهم لوجدنا أن معظم هذا النقد نقد سلبي إن لم يكن ذا مردود عكسي فبالله عليكم ماذا استفدنا من آلاف الجلسات التي يعقدها الشباب ولا يكون فيها الكلام إلا فعل الرئيس الفلاني كذا وعمل كذا ولعنة الله على الرئيس الفلاني ومحق الله الرئيس الفلاني , أنا لا أقصد الدفاع عن هؤلاء الرؤساء والذين أقل ما يقال عنهم أنهم خانوا الأمة ولكن هل نفع نقدنا أو سبنا لهم شيئا ؟؟ هل غيّر واقعنا؟؟ هل تحسنت أمورنا ؟؟ هل حرر هذا النقد المسجونين ظلما ؟؟ هل شغّل العاطلين ؟؟ هل قضى على الفساد ؟؟ لا ولا وألف لا .
ولكننا في الحقيقة نخدع أنفسنا بهذا النقد فنحن بسبنا ونقدنا اللاذع لهم نوهم أنفسنا أننا قد عملنا ما علينا وأننا قد أدينا الواجب المفروض علينا وهذا هو الخلل والمردود العكسي الذي ينتج من سب الحكام فالإنسان عندما يحس بالذنب ( من جراء ما يحدث لإخواننا في كل مكان ومن الفساد المستشري في أوطاننا ) يحاول أن يتخلص من تأنيب الضمير الناتج عن هذا الذنب فيجد الحكام بكل عيوبهم وأخطائهم كبش فداء فيبدأ ينهش في لحومهم حتى تهدأ نفسه .
إخوتي إن كان همنا نقد الحكام فقط فلن ينفعنا هذا بشئ في الوقت الحاضر اللهم إلا ماكان فيه قضاء على مفسدة وهذا قليل والله بعد ذلك سيحاسب كلا على عمله فلا تقلقوا .
أما إن كان همنا هذه الأمة المنكوبة فالأمر يحتاج إلى نظرة أبعد وأعمق من ذلك , فبالله عليكم لو أننا بذلنا هذا الحماس الذي نضيعه في سب الحكام في أمور أخرى مفيدة كنقد أنفسنا وأخطائنا وكيفية معاجتها و مناقشة مصائب مجتمعاتنا وكيفية التصدي لها ومواجهتها والدعوة إلى الله لو فعلنا ذلك ألن تكون النتيجة أكثر إيجابية ألن يبدل الله حالنا ألن يبدلنا بأخيار يتولون أمرنا .
وفي الحقيقة أن اول من يستفيد من هذا النقد غير البناء هم الحكام أنفسهم فهم عنما يلاحظون كثرة النقد الغير بناء يجسون نبض الشارع ويرون أنه محتقن فيقومون بالتنفيس عن هذا الاحتقان بأمور سطحية لا تقدم ولا تؤخر (دعوة إلى محاربة الفساد وتغييرات شكلية في الوزارات ووعود كاذبة حتى يهدأ الناس ثم يعود كل شئ كما كان).
مارأيكم إخوتي أن نتعاهد في هذا المنتدى المبارك أن نناقش أخطاءنا وأخطاء مجتمعاتنا ونبحث في أسبابها و أفضل السبل لحلها ثم نعمل على توعية من حولنا بما نراه الأنسب والأصلح لحل هذه الأخطاء والمشاكل ألا توافقوني أن هذا الأمر أنسب من أن نتصيد أخطاء من ابتلينا بهم بسب ذنوبنا ( على أني لا أعارض أبدا من يقوم بنشر هذه فضائح الحكام بقصد التحذير) اللهم أعنا على إصلاح أخطائنا وبدل حالنا إلى أحسن حال .
أبدأكم إخوتي بمصيبتين أظن أنها موجودة بكثرة في مجتمعاتنا كما يراها نظري القاصر والله أعلم مع العلم أن كل العيوب التي ابتلينا بها إنما هي بسبب بعدنا عن ديننا وهذا يعني أن الحل الأول لكل مشاكلنا هو بالرجوع إلى الله عز وجل .
عدم الوعي الكامل بما يدور حولنا فدائما ما تكون نظرتنا إلى الأحداث نظرة سطحية مما ينتج عنه أن ما يصدر عنا دائما هو ردات أفعال فقط لما يصنعه أعداؤنا من أحداث لم نفكر يوما أن نصنع الحدث ونترك أعداؤنا يصطلون بنتائج هذا الحدث بل العكس يحدث دائما اعطيكم مثلا بسيطا لما أقصد مثل يتكرر بشكل دائم هذه الأيام فعادة ما تجد مجموعة م الناس يتجادلون جدالا شديدا حول من قام بتفجيرات مبنيي التجارة العالمي هل هو أسامة بن لادن أم هي مكيدة داخلية أمريكية قصدها خلق أحداث جديدة في العالم بينما أعداؤنا في نفس الوقت يجنون ثمار هذه الأحداث بغض النظر عن فاعلها فالإسلام يحارب بمستويات متقدمة من البجاحة والوقاحة لم يكن أعداؤنا ليصلوها لولا سذاجتنا وقلة وعينا وبعدنا عن الله والله أعلم
اهتما م كل إنسان بخاصة أمره دون النظر لما تحتاجه أمته منه وخاصة في هذا الوقت فلو اجرينا استبيان بين الشباب في العالم الإسلامي والذين هم عماد الأمة لو جدنا هم أكثرهم هو الحصول على وظيفة مرموقة ومكانة اجتماعية عالية ومال وفير مما يعكس استعمار رأسمالي فكري خطير يعشش في عقول شبابنا فلو ضاعت هذه الجهود الجبارة المبذولة في مصالح شخصية ضيقة فمن سينفع الأمة بعد ذلك بالله عليكم كيف لا يحركنا جلد المنصرين في غابات أفريقيا وفي جبال أفغانستان من اجل الباطل ونحن لا نتحرك لأجل الحق الذي معنا .
إخوتي ماهي أسباب انتشار هذين العيبين في مجتمعاتنا فبمعرفة أسباب هذين العيبين يمكننا والله أعلم أن نحاربهما بالقضاء على أسبابهما فالرجاء من إخوتي التفاعل مع الموضوع وأن نبدأ بنقد أنفسنا وإصلاح أخطائها ثم بعد ذلك نتجه مشكورين إلى أخطاء الآخرين فهذه دعوة لان نبدأ لإصلاح الخلل الواضح في مجتمعاتنا وما ذلك على الله بعزيز .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى