قد يبدو العنوان غريباً اليوم ولكن لو نجحت القاعدة في إنتاج وترويج أفلام كرتون موجهة للأطفال بهدف إغراء صغار المسلمين للقيام بأعمال عنف مسلحة، فسيكون العنوان بعد عشرون عاماً عادياً بل وعناوين أخرى كثيرة مثل "شاب يقتل سائق سيارة مرسيدس" أو "شاب يفجر صيدلية لأنها لا تبيع عقاقير غير إسلامية" أو "شاب يعتدي على فتاه مسلمة لأنها حصلت على درجة الدكتوراه من جامعه غربية".
اليوم وبعد فشل القاعدة في استقطاب الشباب العربي الذي أصيب بحمى المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية وموضة تغيير أنظمه الحكم بالهتاف، اتجه التنظيم للأطفال. فنجد حركة الشباب الصومالية تجند أطفالاً لا يتعدون الثامنة من العمر، وتخدعهم بهدايا مثل الهواتف النقالة للانضمام إلى صفوف المجاهدين. كما ونجد شخصاً مثل أبو ليث اليمني يعلن عن إنتاج أفلام كرتون مثل فيلم "القاعدة في جزيرة العرب" والذي يناقش كيف أن الشباب المسلم يخذل الدين والرسول "صلعم" بعدم قتل الآخرين غير المسلمين.
يشير علماء الاجتماع إلى أن الأطفال صفحة بيضاء نرسم عليها، نحن الكبار، الخطوط الأولى التي ستؤثر في حياتهم المستقبلية. فالطفل يحاكي والديه وأفراد أسرته وأبطال أفلام الكرتون، ومن هنا تنتج خطورة أفلام الكرتون التي تسعى القاعدة لإنتاجها. فبدل إن يشاهد الصغار قصص الدب اللطيف الذي يسعي لإسعاد من حوله ونشر قيم التعاطف مع الأخر أو أفلام كرتون تحكي قصص أنبياء مثل سيدنا نوح الذي بني الفلك لينجي البشر والحيوانات من الموت بالطوفان تسعى القاعدة لإنتاج أفلام كرتون تعلم الأطفال كيفيه القضاء علي العباد بطوفان التعصب والتشدد الناتج عن فهم قاصر ومشوه لدين الإسلام وللأديان الأخرى. إذا نجحت هوليود القاعدة فالجيل القادم من الشباب المسلم سيكون اشد خطرا علي الدين من أي عدو خارجي لان الرسالة الواضحة التي سيحملها هؤلاء هو القتل والدمار والخراب وان نصرة الله ورسوله لا تتم إلا بقتل كل من لا يتبع القاعدة.
اعتقد إن العالم العربي والإسلامي يجب إن يبحث بأكثر تدقيق في إجابة اسئلة جوهرية مثل هل هناك جهات تسعي لتشويه صورة الإسلام والمسلمين؟ وإذا كانت هناك جهات تسعى لتشويه الإسلام فهل هي خارجية أم داخلية؟ وأي هذه الجهات اشد فتكا بالدين؟ وكيف يجب التعامل معها؟ هل بالعنف؟ أم بطرق لا تخالف تعاليم الإسلام ؟
صفاء العشري
القيادة المركزية الأمريكية