صفحة 11 من 13 الأولىالأولى ... 678910111213 الأخيرةالأخيرة
النتائج 151 إلى 165 من 183

الموضوع: بلا اتجاه

  1. #151
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    الفصل الحادي والعشرون


    خرج من مكتب أبيه محتملا ً أحمالا ً ينوء بها عقله، كان أبوه قد جلا كل شيء أمام عينيه، قد رصف العثار التي تخدد طريقه، علمه أشياء كثيرة... صدمه... وبقوة... بالحقيقة، كشف له أوهامه وهواجسه.



    قصد غرفته وهو يفكر بصورة سعد التي صارت مشروخة الآن في ذهنه، سعد الذي كان كاملا ً في عينيه يتبدى الآن ناقصا ً، مهزوزا ً... سعد الذي كان في نظره مستغنيا ً عن البشر، يتبدى الآن محتاجا ً إليه هو ليغذي رغبة حقيرة وشهوة مريضة.



    أهذا أنت يا سعد؟ أهذا أنت فعلا ً؟ هل كنت مخدوعا ً بك إلى هذه الدرجة؟ هل كنت تعبث بي طوال الوقت؟ هل تؤمن بكل ما أخبرتني به حقا ً؟ هل أحببت حقا ً في طفولتك؟ ما أخبرتني به هناك على الشاطئ أحقيقة هو أم خيال؟ لا... لا... حقيقة... ما زالت نبرات صوتك وأنت تحكي لي تتردد في أذني، لا يمكن أن يكون كل ذلك كذبا ً... لقد لمست الألم حقا ً في تلك الليلة على الشاطئ.



    ولكن لا... الليلة تعلمت أشياء كثيرة، لقد فتح لي والدي فتحا ً جديدا ً، لقد نقل لي معرفة جديدة، لا... لا يمكن أن أثق بعاطفتي بعد اليوم، ربما أنت ممثل يا سعد، ربما أنت مثل هؤلاء الذين يبكونني أحيانا ً في الأفلام، ربما أنت ممثل وأنا وحدي جمهورك... لا لست وحدي ربما هناك مئات تخدعهم وتحكي لهم كل يوم قصة حبك... ربما لست المخدوع الوحيد في حياتك... ربما أنا آتي في نهاية صف طويل.



    وتبدى له في هذيانه صف طويل يقف أمامه في بيداء قاحلة، وسعد يتبدى في نهاية الصف يسحب أيديهم واحد بعد الآخر ليؤدي أمامهم الدور الذي يجيده، نفض رأسه بقوة وقال لنفسه ولكن ما الذي يجعل أبي على حق في كل ما قاله؟ هو لم يلتق بسعد؟ لم يره؟ هل يعقل أن يعرف كل شيء عنه من بضعة ورقات ومن كلامي أنا؟ مستحيل... لا يمكن... حتى المحللين النفسيين يحتاجون إلى رؤية المريض، الجلوس معه، السماع منه، لا... أبي استخدم العقل بإفراط في قياس كل شيء يختص بسعد، أبي عامله بعقلية رياضية لا تقبل إلا البراهين والإثباتات، ولكن لم َ؟ هل هو يغار منه؟



    يغار من سعد؟ ربما... الأب يسعد بأن يعتبره أبنائه قدوة لهم، أن يكون هو صانعهم، معلمهم، ربما غار أبي من علاقتي بسعد فقلله في عيني... نعم... أليس ما فعله أبي مشابه لما فعله معي سعد في طريق النهضة؟ أبي استعرض علي ثقافته وعلمه... كلاهما فعل بي ذلك... كلاهما جذب ضعفي بقوته... ولكن لا... ما هذه السخافة؟ حديث أبي منطقي... لم يجاوز المنطق أبدا ً... ولكن ما يدريني؟ أنا كنت منهار نفسيا ً أمامه فتقبلت كل ما قاله بسهولة، لم أناقشه في شيء، كما أفعل مع سعد، أصمت وأتقبل كل شيء ثم عندما أنفرد أبدأ بالاستسقاء فكريا ً... آه... آه... خلاص... خلاص، ما بي أفكر... تعبت... أبي أنام.



    طيب... لحظة... لحظة... ليه ما أرتب أفكاري وأطلع بنتيجة، ليه ما أركز في الأحداث وأحاول استنتج منها رأي خاص بي، ليس رأي سعد، ولا رأي أبي، وإنما رأيي أنا، حمد... طيب... ممتاز... من أين أبدأ؟



    ما أدري... ترتيب الأفكار صعب جدا ً، فكل شيء يفر من ذاكرتي؟ هل أبدأ بعلاقتي مع سعد من البداية؟ أم أبدأ بكلام أبي وأراجعه بهدوء وأقارنه بسعد كما عايشته؟ نعم... هذا أسهل وأسلم.



    هل سعد مغرور فعلا ً؟ ربما هناك جزء من الغرور في أفعاله وأقواله وخاصة رده المتعالي على القراء، ولكن لو كان مغرورا ً لما أعترف بأن فتاة أفضل منه، أليس هو خالد؟ ألم يقل بأن خالد يمثله؟ وخالد يقر بأن نورا أفضل منه، خالد هرب من قوة نورا وسيطرتها، فر من هزيمته أمامها، فكيف يقبل سعد إذا كان مغرورا ً أن يقر بأن فتاة تفضله وتتفوق عليه؟ مستحيل... إذن الغرور لا يفسر كل شيء؟ هل العُجب بالنفس يفسره كما قال أبي؟



    سعد معجب بنفسه... نعم، ممكن أن يكون ذلك صحيحا ً؟ ولكن هل هذا كافي ليخبرني بأسراره الخاصة؟ لا... لا يمكن، وخاصة أن مثل هذه الأسرار قد تقلل قيمته في نظري، ما أخبرني به سعد ليس دلالة على العجب بالنفس بل هو دلالة على الانكسار والضعف.



    إذن كيف نظر أبي للموضوع؟ أوجد أمامه قطع متناثرة وقام بتركيبها فقط؟ نعم... صحيح... لو أحضرت سعد إلى أبي وأجلسته معه لساعة كاملة، هل كان أبي سيقول الذي قاله؟ هل كان سيستنتج الذي استنتجه؟ لا أظن.



    عدت من جديد للتخبط، لا يوجد مقياس... لا أدري بكلام من آخذ؟ بكلام أبي، بكلام سعد، لا أدري... بدأت أشك في كل شيء، لا حول ولا قوة إلا بالله... من جديد... من جديد، ركز يا حمد، ركز.



    لأبدأ بالأسئلة المهمة، كيف أخبرني سعد بحكاية حبه ولم َ؟ هل وجد في شبه من أخيه بدر؟ أبي نفى هذا ودلل على أن سعد عرض علي الانضمام إلى كتابة الرواية بدون حتى أن يراني، طيب... أبوي نظر للموضوع بشكل عام بدون ما ينتبه للتطور الزمني للعلاقة، صح... صح، ممتاز... هذه نقطة مهمة، أبي أغفل التطور الزمني لعلاقتي بسعد، علاقتي بسعد ما كانت في يوم وليلة، بل مرت بمراحل عدة، التطور الزمني مهم جدا ً، لأن المشاعر تتغير خلاله.



    التطور الزمني للعلاقة... ممتاز، طيب من جديد... في البداية تعرف علي سعد بالرسالة التي أرسلتها له، هذه الرسالة ربما داعبت غروره، هنا يكون كلام أبي في هذه النقطة صحيح، ثم التقيت بسعد للمرة الأولى كان لقاء ً عاديا ً، لم َ طلب مني السفر للقائه؟ لا يوجد شيء يدل على أن سعد حاول إبهاري في تلك الرحلة، إذن لا يمكن أن يكون عجبه بنفسه هو السبب، ما السبب يا ترى؟ لأكمل... ثم ماذا؟ لقاء طريق النهضة... اها... ما تفسير ذلك؟ هل كان يحاول استعراض معارفه أمامي؟ ولكن لم َ لم يفعل ذلك عندما كنت عنده هناك في الشرقية؟ لم َ أحتاج إلى أن يأتي هنا ويقطع هذه المسافة؟ نعم... أبي لم يفسر ما الذي يأتي بسعد للرياض؟ هل غاب عنه هذا؟ أم أنه تجاهله لأنه لم يجد له تفسيرا ً؟ حسنا ً... لأعد من جديد للخط، لم َ جاء سعد ولم َ قال ما قاله في طريق النهضة؟ هل العجب كاف ٍ كتفسير؟ مستحيل... هناك شيء مفقود... لأكمل ما الذي دعاه لأخباري بحبه؟ ربما يكون بدأ يرى في أخيه بدر مع الوقت... لا يلزم أن يكون أحس بذلك من البداية، ربما بدأت علاقتنا بغرور منه، ثم بدأ ينظر لي كصديق، ثم كأخ بديل لأخيه الذي مات.



    آه... يا ربي وش هالحوسة؟ أبي أنام... تعبت... تعبت، أف... ليكن سعد ملاكا ً، ليكن شيطانا ً، لم َ أشغل نفسي بهذا كله؟ أتحدى أن يكون سعد يفكر بي الآن ولو للحظة؟ لم َ أشغل نفسي بهذا؟ سبحان الله... أتعب نفسي بلا فائدة... سأنام الآن... سأتوقف عن التفكير، تكفي هذه السخافة، هذه المهزلة، الحمد لله... كأنه لا يوجد إلا سعد في دنياي، الحق على أبي أصلا ً، لم فرغ نفسه وضيع ليلة كاملة ليقرأ سعد ويفسره لي؟ كأني إذا فهمت سعد حلت مشاكلي، وصرت أفضل، بدلا ً من أنشغل بسعد علي أن أنشغل بنفسي، سبحان الله... كم الأوقات التي أصرفها في التفكير بالآخرين؟ ماذا قالوا؟ ولم َ قالوا؟ وأحاول تفسير ذلك بجهد وتعب؟ لم َ؟ لم َ لا أنشغل بنفسي؟ أصلحها وأرتقي بها؟ طيب خلاص... خلاص... لا تفتح قصة ثانية، نم الحين وأذكر الله... لا تفكر بشيء.



    ولكن كيف ما أفكر بشيء؟ لازم أفكر... المخ ما يكون فاضي، طيب فكر بشيء غير هالدوشة، أممممممم، فكر... فكر بالبر، يا سلام... تخيل رمل... صعيد من الرمل، وأنا مستلقي عليه، مغمض العينين، والرياح تهب خفيفة لتذرو علي بعض الرمال، صمت تام يعم الكون، بجانبي شجرة عرفج صغيرة، في أصلها ثقب صغير، الآن تخرج سحلية رأسها منه بحذر وتتلفت، هذا هو عالمها البسيط، رمل وشجرة العرفج والطيور، هي تخاف من الطيور ومن الحيوانات الأقوى والأكبر، وتفر منها بالغريزة، لا تحاول دراسة نفسيات الطيور، ولا يهمها التطور الزمني في علاقتها بالضب، لا يهمها أي شيء غير قوت يومها، أما هذه العلاقات المعقدة فلا تهمها، آآآآآ... انتبه لا ترجع للدوشة من جديد، خلك في دربك، ايوه... السحلية تطلع من الجحر الذي في أصل العرفج، ثم تنزلق على الرمال بحركتها المتمايلة الناعمة، تترك أثرا ً صغيرا ً وتغيب خلف كثيب قريب، من جديد وحيد أنا في هذا الكون، قبل قليل كانت السحلية هنا تؤنس وحدتي والآن رحلت؟ إلى أين ذهبت؟ هل ستعود؟ ربما لا، ربما يقتلها مروان كما قتل أختها العام الفائت عندما كنا في روضة ( الخفس)، مروان يكره السحالي، مروان !!! آه... أين أنت أيها العزيز؟ آآآ... لا... مهوب وقته... مروان بعدين، كمل طريقك... لا توقف... أيوه... سحلية ثانية تخرج رأسها من الجحر، ربما هي الأنثى، تنتظر ذكرها الذي خرج طلبا ً للرزق، أمممم، صحيح... السحالي لا تعمل بشكل جماعي، السحالي من المخلوقات التي يعمل كل فرد منها لوحده، هناك مخلوقات تعرف مبدأ وقيمة التعاون، مثل البشر، النمل، النحل، الضباع، وهناك مخلوقات لا يمكن أن تقوم بعمل جماعي منظم، مثل الغنم، الأبل، والسحالي... يا ليلة السحالي الطويلة ذي... الظاهر ما فيه نوم إلى الفجر، أقوم أشوف لي شيء أسويه أحسن.



    * * *


    الأحد.



    يومان... يومان الآن... عاشهما في موج محتدم... موج يعصف به في الداخل والخارج... هل هما يومان؟ لا... ربما أكثر... الآن مساء الأحد... وهجمة الموج بدأت على شاطئ منعزل... فيما بين الخميس والجمعة... هناك بدأ الموج يسحبه... وعندما فر إلى هنا... بعيدا ً عن الشاطئ... وبعيدا ً عن كل شيء... وظن أنه نجا وجلس يلعق جراحه، فاجأه موج أعتى وأشد.



    والموج يتهادى به الآن... أدرك أنه غاب وانعزل في داخله طويلا ً... طويلا ً جدا ً... وخاصة عندما وجد بريده مكتظ برسائل مجروحة ورسالة يتيمة من سعد.



    مجروحة... كأنها لم تكن... لقد فارقها مساء الأربعاء وهو يخبرها بأنه سيتغيب غدا ً أي يوم الخميس وسيكون موجودا ً الجمعة، لم يخبرها حينها أنه ذاهب للقاء سعد، سعد الذي صار اسمه بينهما ( تابو) لا يجرؤ على ذكره.



    ولكنه عاد الجمعة متعبا ً منهوكا ً... يبحث عن فراشا ً يحتضنه، فألفى الموج يترصد له وراء باب مكتب أبيه، ليكتسحه مرة أخرى مساء السبت، وهاهو في مساء الأحد ينظر إلى رسائل مجروحة التي تلونت عناوينها ( خميس بدونك)، ( الجمعة... انتظرتك)، ( أين أنت؟ سبت بلا طعم)، ( الأحد... يدي على قلبي) ورسالة سعد الوحيدة ( الفصل الأول... رأيكم؟).



    قصد الرسالة الأولى... سرح بين كلماتها الجميلة... المشكولة... بدت له كأنها ورود ملونة تتهادى على باقي أمواجه التي هدأت أخيرا ً، ثم رسالتها الثانية التي حملت عتابا ً رقيقا ً على إخلافه موعده، وانتظارها له حتى يأس منها الليل والوسن... أما الرسالة الثالثة... فكانت رسالة مرهقة متعبة... بتعبها وإرهاقها الذي أخلف سهرها في الليلة الفائتة من أجله، كما حملت الرسائل تساؤلا ً عنه وعن حاله... وأين هو؟ أما الرسالة الأخيرة... والتي يشير وقت إرسالها إلى ساعة مضت، فكانت تحمل مزيجا ً فريدا ً من العاطفة القوية، والقلق، والحيرة... كانت الرسالة تخبره أشياء أكبر... وأكثر من حروفها القليلة... كان ما بين السطور يخبره بأكثر مما قالت السطور.



    تألم لما فعله بمجروحة... هذه الطيبة، الرقيقة، التي لا تتلون، هذه البسيطة التي لا تعرف التطور التاريخي، ولا تحاول تحليل أي شيء يخصه، فتح صفحة الإرسال... وتوقف كثيرا ً أمام بياض الصفحة القوي الذي يعشي عينيه ويمنعه من الكتابة، فرت الكلمات منه كسرب آرام جفول، كتب بإرهاق ( أنا بخير... أنا آسف... سأعود لأكتب لك ِ) تأمل حروفه العجفاء... ولكنه لم يجد خيارا ً آخر فأطلقها لتهيم في الفضاء السيبري.



    تبقت رسالة سعد، أو فصله... كيف سيقرئه؟ بل كيف سيقرأ أي شيء لسعد بعد اليوم؟ كيف سيفهم ما يريد؟ كيف سيفرق بين ما هو حقيقة وبين ما هو متخيل؟ كيف سينجو إن ولج هنا من سطوة الحروف، ومن زخرفها، هل سيستطيع سعد النفاذ مرة أخرى إلى دواخله... هل سينجح مرة أخرى في خداعه؟ هل خدعه؟ آه.



    فتح الرسالة وترك الفصل ينبسط أمامه، سيسكر الآن... هو متأكد من هذا، سيسقيه سعد من رحيق حروفه حتى يتعتعه الثمل، سحب نفسا ً باردا ً عميقا ً إلى جوفه وبدأ يقرأ.



    * * *


    (



    ... كنت أضحك من أعماقي عندما تحاول خالتي العجوز تقليد حركات أخوتي لتوصل لي أمرا ً تريد قوله...



    ... لم أفهم نقصي إلا بعدما تعلمت القراءة وصرت أتحير أمام ألفاظ ( قال)، ( صرخ)، ( همس) في عالمي الصامت...



    ... النظرة، اللمسة، والحرف، هذه مكونات لغتي التي تبدو لي كافية جدا ً...



    ... كنت أتكور في حضنها، أدفن رأسي في صدرها الذي أنهكته السنون والأطفال الذين تعاقبوا عليه، هناك كنت أنسى العالم كله...



    ... كانت قصة طويلة، مضحكة، ومتعبة، تصور ومعرفة معنى كلمة ضوضاء، كانت الكلمة تبدو لي جميلة الشكل، خلطت في البداية بينها وبين الوضوء لوجود تشابه في الحروف، ثم ظننت عندما عرفت أنها تربط بالأصوات أنها صوت الماء المتساقط من المتوضئ، هاهاه...



    ... كنت متسائلة، ولذلك عندما كتبت لي اسمها على ورقة ( حفيف)، أعجبني رسمه كثيرا ً، سألتها عن معناه فهزت كتفيها بمعنى أنها لا تعرف، فيما بعد علمت أنه اسم لصوت، هههههه، يا لحظي الرديء...



    ... أحببت خطها الجميل، تساءلت أي قلب يمكن أن يوشي الصفحة هكذا، كنت أمضي بين الصفحات المليئة بالهذر عندما توقفت عند ورقتها، رائعة... جميلة، لا بد أن أعرف من هي...



    ... كتبت لي اسمها ( منى)، ضحكت بقوة حالما قرأته، أشارت لي متسائلة عن سبب هذا الضحك الغريب، كتبت لها كنت أخشى أن يلقي بي حظي كالعادة إلى فتاة اسمها ذو معنى صوتي، ( رنين) مثلا ً...



    )



    * * *


    انتهى الفصل... هكذا... فعلها سعد مرة أخرى، سحبه من جديد إلى عالم صامت يموج بكل شيء، عالم من الألوان والروائح، عالم ذو ملمس، عالم جميل... تمنى أن لو منحه سعد أكثر، لو أنه وسع له في السرد ليعيش أكثر مع هذه الفتاة الجميلة، الحية، هذه الفتاة التي تكاد تقفز من النص بقوتها، بروعتها، بروحها... أحبها... لا غرابة في ذلك كما أحب خالد من قبلها.



    تذكر فتاة مجروحة الكئيبة، فجرت مقارنة سريعة في ذهنه، أحس بعدها بالألم... هكذا هي الحياة دوما ً... مجروحة الطاهرة، البريئة، تتراجع وتهزم أمام سعد القوي، سعد ذو الأقنعة والوجوه العديدة.



    كيف يفعلها؟ تساءل حمد؟ كيف ينظر سعد دوما ً للأشياء من الزاوية الأجمل؟ كيف تكون لديه أفضل زاوية للصورة الواحدة التي نرقبها كلنا؟ كيف يفهم القارئ، فيمنحه ما يريد؟



    غادر الجهاز... بل الغرفة كلها، بل المنزل بأسره، وجعل يتقلب في الشوارع المظلمة، يحمل معه كلمات سعد، وبقايا من حروف مجروحة، مجروحة التي ستجرح غدا ً عندما يجتمعون، ربما جرحت الآن وهي تقرأ فصل سعد بين يديها، ربما ستنطوي في ظلام الليل، وهي تحدق في حروفه وحروفها، تخيل دمعة تنفك من إسار أهدابها الجارحة لتحط على خدها، أحس بكراهية في صدره لسعد، لقوته، لحروفه، لفصله.



    عاد إلى المنزل عندما لفظته الطرق، عاد والموج يهدر ولكنه هذه المرة ويا للعجب كان موجه هو.



    * * *





  2. #152
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه


    الاثنين/ مساء ً.



    وردوه جميعا ً... جاء هو... وجاءت هي... وجاء ( الليل)، تبادلوا التحايا وكلمات البداية اللطيفة، وقليل من الضحكات، ثم قال سعد:



    قلم: بسم الله الرحمن الرحيم.



    قلم: ناقشنا في الأسبوع الفائت، الفصل الذي كتبته أختنا مجروحة، وكان لي بعض الانتقادات والملاحظات، وكنت قد وعدتكم بفصل أرسلته لكم بالأمس، وسنفسح النقاش حوله اليوم حتى نصل إلى صيغة مناسبة للفصل الأول.



    قلم: الآن لنبدأ بالأكبر سنا ً، الليل عطنا رأيك في الفصل.



    الليل: أنا منب أكبر واحد، أنا أصغركم، أكبرنا ضوء، عمره أربعين وعنده بنتين وولد وأسم حرمته مزنة.



    ضوء: ههههههه، الله يقلعك فضحتني.



    قلم: ههههههه، الليل وش أنا قايل لك؟ ما قلت لك لا تشرب عصير تفاح على الريق؟ لا حول... تجي هنا مخبط.



    قلم: المهم... عطنا رأيك الله يصلحك ولا تضيع وقتنا.



    الليل: الحقيقة الفصل منتاز وما عليه خلاف اعجبني كثير.



    قلم: عندك انتقادات؟ ملاحظات.



    الليل: لا والله التسذب خيبة وبعدين انت ما عقبك ما شاء الله عليك



    قلم: الله يخليك.



    قلم: مجروحة... ضوء... آرائكم.



    مجروحة: لو سمحتوا لي، أنا قريت الفصل وكان جميل، يعطيك العافية، ملاحظاتي بسيطة وهي:



    مجروحة: أولا ً البنت حاسة كلامها أكبر من عمرها يعني أحس أنها تتفلسف كثير وهي يعني المفروض تكون بنت عادية.



    مجروحة: ثانيا ً: البنت طريقتها في الكتابة غريبة، يعني ما هو أسلوب بنت، واضح أنه أسلوب ولد.



    مجروحة: أيضا ً البنت أعطتنا في هذا الفصل تفاصيل كثيرة عن حياتها وهذا يتوه القارئ، يعني أنا لما خلصت من قراءة الفصل نسيت نص الأشياء الموجودة فيه.



    مجروحة: لاحظت أنه الفتاة متقبلة لعلتها، يعني بالعكس تسخر منها وتضحك منها، ما أدري أنت ككاتب متصور الآلام الإنسانية سهلة لدرجة أنه الواحد يسخر منها.



    مجروحة: هناك أيضا ً بعض الأخطاء الإملائية بس مو مهم ممكن تصحح بواسطة الوورد.



    مجروحة: بس هذي ملاحظاتي.



    قلم: مشكورة أختي مجروحة على صراحتك الجميلة جدا ً.



    قلم: بالنسبة للملاحظة الأولى وهي أن البنت أكبر من عمرها، البنت في الخامسة والعشرين، ولاحظي أختي أنها مثقفة لأنه الحروف هي وسيلتها في الاتصال بالعالم، أما إذا كنت ِ أختي لا تستطيعين تصور فتاة لها هذه القدرة فأنت فتاة وأنت ِ أدرى.



    قلم: بالنسبة لأسلوب البنت وأسلوب الولد أتمنى أنك تزودينا أختي مجروحة بالمقياس الذي تستخدمينه للحصول على جنس كاتب السطور.



    قلم: بالنسبة لأن التفاصيل تتوه القارئ، فهذا شيء غريب لأنه من الأفضل أن يخرج القارئ بمجموعة كبيرة من التفاصيل عن الأبطال والقصة من أنه يخرج بمجموعة من التأوهات والمونولوج الداخلي الممل.



    قلم: بالنسبة للآلام الإنسانية التي يبدو أنه لديك خبرة كبيرة جدا ً فيها، الحقيقة لا أجد صعوبة في فهم أنه الإنسان يمكن أن يتقبل ما خلقه الله به، وأنه لا يقضي طول عمره يصرخ لأن الله خلقه أصم.



    قلم: أما بالنسبة للأخطاء الإملائية والتي بينت لنا أنك ِ خبيرة جدا ً في الوورد، فيمكنك تعديلها بكل البساطة التي تقبلنا بها فصلك الحافل بها بالإضافة إلى الأخطاء المنطقية والأسلوبية والنحوية.



    قلم: جميل... والآن دورك أخي ضوء.



    مجروحة: لحظة... ممكن تحترم نفسك وتتكلم معنا بأسلوب أفضل من هذا؟



    قلم: أي أسلوب؟ أنت ِ أبديت ملاحظات وأنا رددت عليها بما يناسبها... لا يلزم أن تعجبك ِ ردودي.



    مجروحة: هذي سخافة، أنت شايف نفسك على أيش... أبي أفهم؟



    قلم: الحقيقة لا أريد أن أتكلم عن السخافة، خاصة بعد ملاحظاتك الأخيرة.



    الليل: يا اخوان وسعوا صدوركم الموضوع ما يستاهل.



    مجروحة: تافه، كيف يسمح لنفسه يعاملنا بالطريقة هذي، يعني لازم يعجبنا أي شيء يكتبه... أنتم شايفين كيف يعاملنا؟



    قلم: لو سمحتي أختي لو ظننت ِ أننا هنا جالسين في قعدة حريم فأنت ِ مخطئة... وبعدين بلاش أسلوب الاستعداء هذا... يعاملنا؟ لا تحطين الأخوان في النص.



    مجروحة: أنا الغلطانة أصلا ً اللي باقية هنا.



    ثم في لحظة غادرت... وبقيت كلماتها هناك تواجه الجميع.



    * * * * * * * * *

  3. #153
    التسجيل
    29-04-2003
    الدولة
    Jordan
    المشاركات
    527

    مشاركة: بلا اتجاه

    الله يسلم هالأدين ويبارك فيك

    سلام
    رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا


    كن مع الله ولا تبالي

    لاإله إلا الله محمد رسول الله


    أنا على موعد مع الموت متى؟ وأين؟؟

    The Fury

  4. #154
    التسجيل
    03-07-2005
    المشاركات
    12

    مشاركة: بلا اتجاه

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..



    قراءات في سطور



    بلأ اتجــ ه ـــا ..



    عبر ترنحات تلك الثرثره الفكريه التي شهدها شارع النهضة ذات يوم

    أرى اليوم أمواج خنقها الانحدار بلا قرار لأفكار أقل ما يقال في حقها

    مبعثره لموج الفكر ..

    و كان صاحبها حمد

    لتكتمل بحيرة و اندهاش كل قارئ لأسطر ذاك الجزء

    الذي مزج القهر

    و الحيرة

    و التقلب ..



    حمد

    مالذي كتبه الدهر على جبينه لتتقلب الحياة به من الهدوء إلى عواصف هادئه لم تفحص عن فحواها بعد ..

    ذاك الضياع الفكري على مراسي سر سعد

    و تحليل أبيه

    و السحليه ( حقيقه ما موقعها من الاعراب رغم التبريد الذي أضفته على تلك السطور أم أن وحدتها في ذاك المكان كوحدة حمد بين أبيه و سعد )

    ماذا سيكون بعد الرد المقتول في احرف مجروحه ؟؟

    اهي بدايات النهايات

    أم الأمن مازال مستتبا ؟

    و الروايه هل ستكتمل ؟

    أم أن رفض مجروحه سيقتل الحلم و هو في المهد ؟



    سعد

    مالذي يخفيه عبر ردهات زمنه المخفي ؟

    أعتقد لن يكون لرد مجروحة أي أثر إن كان الأغلب قد أعطى الموافقة للبدأ

    جزء جميل بحق كان يحمل الضد لذاك الجزء الذي رسمته مجروحه

    كان مفرحا مسرورا لعكس ذاك الذي حمل الحزن والألم ..



    مجروحه

    أول المعارضات و موج معاكس اكتسح الوضع الذي أظن أن سعد ظن أنه يسير لرؤيته التي يريدها ..





    تحياتي

    فارسة القلم
    عندما تسكن الأخلاق أقلامنا
    و يسكت الحياء جنوننا
    حينها فقط نفخر بحروف كلمــــــــاتنا ...

    << أنا في كل يومٍ أودع راحلاً كريماً يحملُ قطعةً من نفسي , و حزمة من ذكرياتي ,وماالحياةإلامجموع الذكريات >>

  5. #155
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    The Fury



    أهلا ً وسهلا ً... مرور كريم.

  6. #156
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    فارسة القلم



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    أهلا ً وسهلا ً... زيارة كريمة وقراءة جميلة.



    حمد المشتت كما نحن، يحاول كما نحن الوصول إلى مستقر له، الغريب أني ألاحظ من حولي بعض من يمرون بما يمر به حمد حتى في أبسط الأشياء والقرارات.



    سعد ومجروحة، هل تظنين أن بإمكان البقية السير رغم معارضات مجروحة؟ الفصل القادم يحمل بعض الأجوبة.



    مرور كريم.



    دمت ِ بخير.



  7. #157
    الصورة الرمزية Scare_shade
    Scare_shade غير متصل O؛°‘¨ Don't Forget .. I Am With You ¨‘°؛O
    صاحب أفضل موضوع في الترفيهي
    التسجيل
    22-03-2005
    الدولة
    Every Where
    المشاركات
    1,567

    مشاركة: بلا اتجاه

    والله قصة عظيمة

    الصراحة أنا كنت متابعها من زمان

    وقريت كل فصل باهتمام

    وهذا من أسلوبك الجميل في الطرح

    بس ياخوي نبي قصة كاملة

    مب ناقصة
    Use Firefox


  8. #158
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    BLOOOOOOSHE

    أهلا ً وسهلا ً بك أخي.

    القصة أنا أكتب كل فصل منها ثم أضعه، وبالمناسبة هي شارفت على النهاية.

    شكرا ً لمرورك ودمت بخير.

  9. #159
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    الفصل الثاني والعشرون



    كيف حدث هذا كله؟



    سيبقى هذا السؤال في بال حمد لعدة أيام، ثم سيزوره من وقت إلى آخر، ربما سيزوره حال الندم، حال الألم، حال الفقد، سيزوره في كل ضيق كنموذج لما يمكن أن تسوء إليه الأمور، ودوما ً ستكر عليه الأسئلة التي بلا أجوبة... أو التي ترفض الأجوبة وتنفر منها.



    كيف يحدث هذا بسرعة؟ كيف تتقلص المسافات والأزمنة في الحب والكره؟ كيف يمكن لكلمة... لنظرة... أن تدمر عالما ً ظننا ديمومته؟ كيف لها أن تنفذ إذ تنفذ إلى الأعماق لتزرع بذورا ً... ما تلبث بعد حين أن تستطيل أفرعها وتنتج ثمارها المرة.



    بإمكان حمد أن يكرر الأسئلة إلى الأبد، بإمكانه أن يحملها معه في كل مكان، ولكن لا يمكنه أبدا ً الخروج بأجوبة تريح باله وقلبه، كل ما سيحصل عليه هو سلاسل لا متناهية من الجمل والكلمات الوصفية، التأملية، أما الأجوبة... فما أصعب صناعة الأجوبة.



    كان حمد متعب الذهن ليلتها، ربما هذا هو التفسير، ليس التفسير الوحيد قطعا ً، ولكنه تفسير من عدة تفاسير، كان متعبا ً من التفكير، كان متعبا ً من الصمت فظن أن الكلام ربما يخلصه، كان متألما ً للحال التي آل إليها حتى أنه لم يحتمل فترك كل ما يموج في دواخله، يتبدى على السطح ليجرف أشياء عدة.



    فرت مجروحة ليلتها بالجراح والألم، وبقي الكلام بين الثلاثة الذين بقوا يتخبط ذبيحا ً، حتى استأذن الليل وولى ليفرد لحمد وسعد المساحة التي لا يريدها أحد.



    كان سعد في مزاج متعكر، هل هاجمها؟ ربما قليلا ً، هل تحدث عن الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات النقد وأساليبه، ربما كثيرا ً، حينها كان حمد قد استثقل دثار الصمت، فنحاه ببطء.



    * * *



    الاثنين/ عودا ً لما كان.

    ...

    ..

    .



    سعد: يعني سبحان الله لازم الواحد يرضي الجميع، ولا يقول رأيه بحيادية.



    حمد: ما أحد منعك تقول رأيك ولكن بأسلوب أما الهجوم فهذا مهوب رأي.



    سعد: هجوم؟ أي هجوم؟ هي اللي هاجمتني... أنا كل اللي سويته هو إني رديت على هجومها... يعني الغلط غلطها هي يا أستاذ.



    حمد: غلطها هي؟ هذي مشكلة اللي ما يرى إلا نفسه، هل حاولت أنك تعتبر أفكارها نقد مهوب هجوم وترد عليها بأسلوب وأدب مثل ما فعلت هي في الأسبوع الماضي؟



    سعد: أسلوب وأدب ما شاء الله... وأنا وين فيه جاوزت الأسلوب والأدب؟



    حمد: ردك هذا وش معناه؟



    (( قلم: أما بالنسبة للأخطاء الإملائية والتي بينت لنا أنك ِ خبيرة جدا ً في الوورد، فيمكنك تعديلها بكل البساطة التي تقبلنا بها فصلك الحافل بها بالإضافة إلى الأخطاء المنطقية والأسلوبية والنحوية))



    سعد: لا يا شيخ؟ أجل وش معنى كلامها هي؟



    (( مجروحة: هناك أيضا ً بعض الأخطاء الإملائية بس مو مهم ممكن تصحح بواسطة الوورد))



    سعد: هل في هذا أدب أو ذوق؟ وإلا هجوم صبياني لمجرد أني نقدت أسلوبها في الفصل الفائت.



    حمد: كلامها عادي قالت إن عندك أخطاء وإنه يمكن نصححها بالوورد... كفرت يعني؟ وإلا أنت تبي كل الناس تصفق لك وتمدحك بس؟



    سعد: لا تصفقون لي ولا تمدحوني، ولكن ردها هذا كان رد لئيم تقصد من ورائه إني مبتدأ حتى إني أحتاج إلى الوورد ليصحح لي، هي بس حبت تنتقم من ردي عليها الأسبوع اللي فات، عموما ً أثبت إني قلت شيء خطأ في نقدي لها الأسبوع اللي فات وأنا أعتبر نفسي خطأ.



    حمد: وأثبت أنت إنها قالت شي خطأ في نقدها لط اليوم.



    حمد: لط = لك.



    سعد: شوف يا بابا لما تجي تقول لي



    (( ما أدري أنت ككاتب متصور الآلام الإنسانية سهلة لدرجة أنه الواحد يسخر منها))



    سعد: فهي هنا تعنيني أنا... تهاجمني أنا... لأنه عقلها الصغير يصور لها إني أنا تهجمت عليها الأسبوع الفائت وهي تحاول ترد لي الهجوم.



    سعد: وبالمناسبة هذي ليست مشكلتها وحدها... بل هي مشكلة الكثيرين أن النقد لديهم نقد كلي، فأي نقد يطلق على جزئية منهم ينصرف ذهنهم إلى الكل.



    حمد: هذا اللي أنت جيد فيه، الفلسفة بس، لكن ما عندك رد مقنع.



    سعد: أقول تيس يقول أحلبه... أنت وش فيك اليوم؟ رد مقنع على ايش؟ على تفاهتها؟ للأسف توقعتك أذكى من كذا يا حمد.



    حمد: أنا أحاول أفهم اللي صار اليوم، لكن الظاهر أنت مبسوط برحيل البنت لأن هذا يترك الساحة كاملة تتصرف فيها بكيفك؟



    سعد: أي ساحة؟ ووش هو اللي بكيفي؟ أنت وش تبي بالضبط؟



    حمد: يعني بكل بساطة أنت يا سعد تعمدت اليوم تطفش البنت عشان تقدر تكتب الرواية براحتك وعلى كيفك، أصلا ً أنت متضايق من الأسبوع اللي راح لأنها سبقتك في كتابة الفصل.



    حمد: كما إنك ما تحب أحد يشاركك في الكتابة أو يعطيك رأيه في أي شيء، كل شيء لازم يكون كما تريده أنت.



    سعد: وش ذا السخافات؟ لو كنت أبي أطفشها ليش جبتها من البداية؟



    حمد: عشان تستعرض نفسك أمامنا وترضي غرورك بانبهارنا بك وبقدراتك، ولكنك تجننت لأن مجروحة عارضتك، وكان يمكن تتجنن لو أنا أو الليل عارضك.



    سعد: أنت صادق بكلامك هذا و إلا تمزح معي؟



    حمد: للأسف أنا كنت أتساءل من البداية على أي أساس اخترتني لهالمجموعة بدون حتى ما تقرأ لي شيء وبدون ما تعرف مستواي في الكتابة، لكن الآن فهمت أنه أنا والليل ومجروحة كنا مجرد أدوات لإشباع غرورك.



    سعد: حمد... أنا أقدر أرد عليك ولكن أظن إنك في حالة غير طبيعية الآن ولذلك سأتجاوز ما قلته، لكن تأكد إني أبناقشك فيه بعدين.



    حمد: غرورك يفسر كل شيء يا سعد ولا تزعل من هذا الشيء، كل الأشياء اللي حيرتني، كلامك في طريق النهضة، اختيارك لي في هذي المجموعة، تعاملك المتعجرف مع القراء، حتى قصة الحب اللي أخبرتني فيها، كل شيء يشير لغرورك اللي ما أدري وين بيوصلك.

    ...

    ..

    .



    ( قلم بلا اتجاه) قام بتسجيل خروج.



    * * *



    ثم مضى زمن...



    ((



    العزيز حمد



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    أعلم أنك الآن بعيد جدا ً، وأعلم أنك ربما لن تقرأ هذه الرسالة إلا عندما تعود من سفرك، الذي أدعو الله أن يحقق لك فيه مقاصدك، وأن يعيدك لنا سالما ً غانما ً.



    عندما نهضت اليوم في الصباح أحسست بأني سأفتقد شيئا ً جميلا ً في حياتي ابتداء من اليوم، رسائلك ووجودك.



    لم َ أكتب لك؟؟؟ وأنا أعلم أن هذه الرسالة ستبدو لك بايتة عندما تعود وتقرأها، ولكني أريد أن أفعل ذلك، أن أكتب لك، أن أتخيل أنك مازلت موجودا ً وأني سأفتح بريدي ضحى الغد لأجد رسالة منك تتصدرها عبارتك الشهيرة ( أسعدتي صباحا ً آنستي).



    تدري؟؟؟ هههههههههه !!! أنت الوحيد في العالم اللي يقول لي آنستي، فأنا في نظر الآخرين إما فاطمة، أو فطوم، أو فاتيما كما تنطقها ( مريم) الفليبينية التي تعمل معي، أو بنت، أو هيه، أو أخت، أو فتاة الأحلام، وهذا هو اللقب الذي تلقبني به أختي سراب، ودعني أؤكد لك أنه ليس خطابا ً وديا ً أبدا ً.



    آنستي، أحببتها منك وصارت لي لقبا ً أفخر به، تدري يا حمد أحيانا ً أفكر بحالي قبل لقاءك؟ كيف كنت أقضي وقتي على المسينجر؟ لا أصدق الآن الساعات التي كنت أقضيها في الهذر مع صديقاتي، لا أصدق مقدار الكلام والمواضيع التي كنا نتحدث عنها، بينما أحس بجفاف تام عندما أريد الكتابة لك، لأني أريد اختيار موضوع يهمك ويعجبك.



    تصدق؟؟؟ للحظات تخيلت أنك فعلا ً موجود وأنك سترد على رسالتي غدا ً، سبحان الله، هل تعلم ما تفسير هذا يا حمد؟ ما تفسير أن يكون هناك شخص قريب منا جدا ً حتى أننا نحس بوجوده حتى ولو كان غائبا ً.



    سأفعل الآن ما تعودت على فعله، سأحكي لك كيف كان يومي.



    نهضت في الصباح كالعادة، وفعلت كل الطقوس التي أخبرتك بها مئات المرات، ثم أوصلني أبي إلى عملي كالعادة، طبعا ً ظللت أتأمل السيارات طوال الطريق، وأصوغ قصة لكل وجه، حركة، لوحة أراها، عندما أكون في السيارة الساكنة، الصامتة، لا أفعل شيئا ً غير التأمل في المناظر التي تمر بي.



    وصلت إلى البوابة التي تفتح آليا ً، وصفت لك شعور الدخول إلى المكان البارد، لفحة الهواء البارد التي تخترق حتى غطاء وجهي لتنفذ هناك إلى أقصى أعماقي، تلك اللفحة التي أعشقها رغم كل شيء.



    ثم الرواق الطويل الذي صرت تحفظه من كثرة ما وصفته لك، ولوحة الإعلانات على اليسار، والنبتة الاستوائية التي أكاد أقسم أنها مزيفة على اليمين، ثم الدرج حيث أصعد إلى الطابق الثاني والغرفة الثالثة على اليسار.



    طبعا ً كالعادة عندما أدخل أجد زميلاتي س وت وج وقد سبقنني، أتمنى أن أصل إلى المكتب ولو مرة واحدة وأجده خاليا ً، أتمنى أن أكون الأولى في الوصول إلى هنا ولو لمرة واحدة، ولكن هذه حكاية طويلة.



    طبعا ً لا يمكنك أبدا ً أن تدرك كيف يمر الوقت هنا، لا أبطأ ولا أضجر ولا أكثر إثارة للملل من هذه الغرفة ومن هاته الزميلات، فـ ( س) لا تزال تتحدث عن زوجها وطفلها، أريد أن أفهم فقط كيف يمكن لها أن تجد كل هذه التفاصيل في حياتها، صدقني يا حمد عندما تعود من سفرك بإذن الله فإن التفاصيل التي ستعلق في ذهنك من هذه الرحلة كلها لن تساوي تفاصيل يوم واحد من أيام الأخت س.



    تخيل !!! اليوم كانت تحكي لنا حكاية طويلة جدا ً ذات تفريعات كثيرة وتفاصيل مطولة عن خاتم أهداها إياه زوجها، سبحان الله !!! ألا يمكن لزوجها أن يذهب إلى أي محل ويشتري خاتم كما يفعل خلق الله؟؟؟ بالطبع لا فــ ( س هانم) تجعل من الحكاية ( ثلاثية سيد الخواتم) ومن زوجها ( فيغو مورتينسون) ذاته.



    الله لا يؤاخذنا !!! أما الأخت ( ت) فلازالت تستعرض ملابسها وماكياجها، أريد أن أفهم !!! بالله عليكم !!! ليشرح لي أحد هذا ثم ليقتلني بعدها، من أين تأتي هذه الأخت بالطاقة والقدرة والرغبة على النهوض في كل صباح واختيار تنورة وبلوزة وحقيبة وكنادر مختلفة في كل يوم، ثم وضع ( فل مايك أب) قبل الحضور للعمل؟؟؟ لازالت في النساء من يثرن عجبي !!!



    لا تظن أني أغار منها، لا والله فهي رغم البهرجة التي تقوم بها سيئة الذوق ولا تجيد اختيار ملابسها ولا وضع ماكياجها بالشكل الصحيح، لا أظن أن أحدا ً سيضع توليفة شدو وروج أسوأ منها.



    تبقى الحبوبة ( ج) فهي الوحيدة التي تبعث الأنس في تلك الغرفة الكئيبة، بضحكتها العالية تلك، التي تسارع بكتمها بيدها البدينة وهي تقول ( يا خزياه !!! لا يسمعوني الرجال) أو بأكياس الـ ( إم أند إمز) وحلويات السنكرس والجالاكسي التي تملأ حقيبتها، التي تشبه حقيبة طفلة بحق.



    لا أستطيع منع نفسي من الضحك في كل مرة تضع فيها يديها حول خصرها، وهي تقول ( يا ربيه والله إني دابة شوي)، يا حبي لها، رغم أنها أكبرنا سنا ً ولكنها طيبة القلب والروح.



    المسكينة علمت قبل فترة أنها تعاني من مشاكل مع زوجها، طبعا ً لم أستطع معرفة كنه هذه المشاكل، فهي لا تخبرنا بذلك ولا تتكلم حول الموضوع، ولكن ( س) السوسة سمعت طرفا ً من مكالمة هاتفية لها مع زوجها، ويبدو أنها كانت تهدده بترك المنزل والذهاب إلى أهلها، ما أدري ماذا حل بهذا العالم؟ لا ريب أن رجلها بلا قلب حتى يستطيع إيذاء طفلة مثل هذه، والله العظيم أن الدنيا تسود في وجهي إذا جاءت متكدرة في الصباح، كأن أحدا ً كان يصيح فيها طوال الطريق، أو عندما تعود من دورة المياه وأعرف من عينيها الحمراوين أنها كانت تبكي هناك.



    لا أريد أن أتشبه بـ ( س هانم) وأحول يومي إلى ألف ليلة وليلة، أو عفوا ً إلى ألف حكاية وحكاية في يوم وليلة، تصدق؟؟؟ هذا يصلح عنوان قصة، لا تسرقه واللي يخليك بأستخدمه بعدين.



    عدت من العمل متعبة جدا ً، وكما تعرف لا غنى عن نوم العصر، تصدق؟؟؟ لا أذكر متى آخر مرة كنت فيها متيقظة عصرا ً، صرت أنام العصر حتى في إجازة نهاية الأسبوع، صار النوم عملا ً لا إراديا ً.



    وكالعادة أوقظتني أمي لصلاة المغرب، فنهضت متثاقلة وأنا أشعر بأن رأسي بوزن حجر ضخم، فترة المغرب هي فترة عدم التوازن لي، التي أحاول فيها أن أجد نفسي بمساعدة كوب كبير من القهوة السادة.



    بعد صلاة العشاء جاءت الفترة التي أدعوها بالملل الأعظم، تصفحت مجلة قديمة، قلبت في التلفاز، تجولت في الانترنت قليلا ً، تشاجرت مع أختي قليلا ً، أشياء كثيرة أفعلها بلا معنى، أحس بأن الليل طويل جدا ً، لم أتعود على النوم باكرا ً، ولكني أيضا ً لم أتعود على إشغال نفسي بشيء، بدأت أحن لأيام الدراسة والمذاكرة التي لا تحلو إلا ليلا ً، وذلك الرعب المعوي الذي يجتاحني في ليالي الامتحانات، آه سقى الله تلك الأيام.



    مازلت أتحدث لك، رغم يقيني أنك لن تقرأ هذا إلا بعد مدة طويلة، ولكني أحس بأن هذا جميل، ها هي ليلة من حياتي أضعها كاملة بين يديك، ستمضي هذه الليلة بالنسبة لي، وستأتي بعدها ليالي عديدة، ولكن بالنسبة لك يمكن أن تحتفظ بهذه الليلة كما كتبتها أنا، أتمنى أن أقرأ بدوري بعض أيامك ولياليك.



    لم أتعب من الكتابة لك، ولكني أظن أنك تعبت من القراءة لي، أنت لازلت تعبا ً من أثر السفر أذهب لتنام الآن، وستكون هناك رسائل أخرى بإذن الله، وداعا ً الآن، سأتفرغ للملل.



    تصبح على خير.



    ))



    * * *



    نحن فقط من نتساءل ما الذي حدث؟ حمد لا يبدو أنه يتساءل بتاتا ً عن أي شيء، يبدو أن أيام التساؤلات والقلق ولت بالنسبة له، وبقيت له الآن أيامه التي يقطعها مع مجروحة أو فاطمة كما أخبرته باسمها فيما بعد.



    خلفت له تلك الليلة العاصفة مع سعد قطيعة وأياما ً وليالي من التساؤلات، كانت تساؤلات كثيرة ومجنونة، ولكن بمرور الوقت وغياب سعد الكامل، وحلول مجروحة في محله بدأت تلك التساؤلات تخفت بقوة حتى صارت ذكرى عارضة في هذه الأيام الأخيرة من العطلة الصيفية التي بدت له أطول من المعتاد.



    كانت تلك الليلة فيصلا ً، فسعد لم يظهر بعدها، لا في المسينجر ولا برسالة، لم يتصل به هاتفيا ً، لم يسمع أي شيء عنه من ذلك اليوم، كأنما هو اختفى تماما ً، كان حمد يعلم بأنه موجود من مشاركاته التي يراها من وقت إلى آخر في المنتدى، ولكنه لم يحاول الاحتكاك به، أو التعامل معه، أو الرد عليه، وذلك قبل أن يهجر المنتدى إلى منتدى آخر بناء على دعوة من فاطمة.



    كان المنتدى الجديد منتدى ناشئا ً قليل الأعضاء، أكثر مواضيعه منهوبة من منتديات أخرى، أو مواضيع مكررة ومملة، ولكن حمد بدا سعيدا ً لأن كل أعضاء المنتدى بدوا طبيعيين، حمقاء قليلا ً بما يريح أعصابه بعد كل تلك المعاناة مع الأذكياء والنابهين، ثم إن مجروحة معه هنا وهذا يكفي.



    كان حمد لأول مرة متشوقا ً لبدء الدراسة، كان متحمسا ً لإصلاح علاقته بمروان، أن يقص حكايته مع سعد على مسامعه، كان يتخيل ابتسامة مروان التي تعني ( هماي قايل لك) عندما ينهي القصة وهو يقول بخبث ومداهنة ( والله يا ليتني سمعت كلامك من البداية يا مروان كان أرتاح قلبي ولا دخلت في هالمعمعة)، ويتخيل مروان وهو يحاول إخفاء انتشائه بعودة الابن الضال إلى مرابع القبيلة.



    كانت أيام الصيف قد بدأت بالنفاذ، واقترب فصل الربيع أم هو الخريف؟ الحقيقة أن تلك الفصول الأربعة التي درسها في كتاب العلوم للصف الأول، والتي لازال يتذكر الصور المعبرة عنها، صورة المرج التي تعبر عن الربيع، والشتاء الذي صور ثلوجا ً تغطي الأشجار، وصورة أوراق الشجر الحمراء المتساقطة التي كانت تشير إلى الخريف، وصورة الشمس اللاهبة التي تعني الصيف بدت بلا معنى عندما كبر، لا أحد يستطيع التمييز إلا بين فصلي الصيف والشتاء، أم الربيع والخريف فهما مضمحلان ومختلطان تماما ً، ثم أينها الثلوج وأينها المروج الخضراء؟ ليتهم درسونا واقعنا.



    بالنسبة له لا أهمية لذلك كله، المهم أن الصيف سينقضي وسيعودون من جديد إلى البر، إلى مخيمهم، ستعود تلك الليالي التي يضحكون فيها بعمق، تلك الليالي التي يحمل لهم فيها الهواء رائحة النباتات أنضجتها الشمس ورواها المطر، وسيعود هو إلى جذع الشجرة الذي يحبه كثيرا ً، سيعود ليحكي له حكايات الصيف التي أحتبسها في صدره طويلا ً.



    سيحكي حكاية ذلك الذي كان يوما ً محور أفكاره ومالئ دنياه بأقواله وأفعاله، وكيف صار اليوم طللا ً باليا ً، سيحكي للجذع حكاية التي صارت الآن ملح لياليه، حكاية التي علمته جمال الأشياء الصغيرة، ذلك الجذع... موعود بحكايات شتى.



    سؤال واحد فقط، وحكاية واحدة لم تنتهي بعد، كجمرة دفنت على عجل، كانت الحكاية مجروحة وأما السؤال فكان... وماذا بعد؟



    * * * * * * * * *





  10. #160
    التسجيل
    29-04-2003
    الدولة
    Jordan
    المشاركات
    527

    مشاركة: بلا اتجاه

    السلام عليك أخي انا راحل

    سلمت يداك على الفصل الجديد مع العلم أن آخر فصلين لم أقرأهم بعد ولكن انا متابع وسأقرهم عن قريب إن شاءالله

    سلامي لك...
    رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا


    كن مع الله ولا تبالي

    لاإله إلا الله محمد رسول الله


    أنا على موعد مع الموت متى؟ وأين؟؟

    The Fury

  11. #161
    التسجيل
    03-07-2005
    المشاركات
    12

    مشاركة: بلا اتجاه

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..



    قراءات في سطور رواية

    بلا اتجــــ ه ــــا



    سعد

    شمعت أشعلت دون انذار لتنطفأ بنفس السرعه ..

    كلمات الوالد و مواجهة حمد لسعد أحرقت آخر الاسرار لتتوضح تلك الحقائق مخفية في نفسية سعد أمام حمد ..

    لا أعرف أيكون حقا الأمر كما أفصح عنه الوالد لابنه ؟

    و رد فعل سعد تدليلا على صحته

    أيكون ذلك الانقطاع بلا عوده ؟

    أم ان الامرلم ينتهي بعد في علاقة سعد وحمد



    كم أحمد مر في حياة سعد؟

    و كم أحمد سيكون الدور عليه ؟؟



    مروان

    أتشرق شمس صداقتهم من جديد باعتبارأنها الصداقه التي لا تعوض

    أيوافق على اعادة المياه الى مجاريها

    أم أن ذاك الجرح و الشرخ في جدار صداقتهما أكبر من العفو و التسامح ..



    مجروحه

    أتعرف حقا هدفها مما تفعله برسائلها لحمد ؟

    من السبب بذاك الاهتمام برسم تضاريس يومها

    أيكون السبب أنها وجدت في حمد المستمع الذي لم تقابله في حياتها

    أم أن الأمر لا يتعدى أخبار صديق لصديقه؟؟!

    أهناك ما يخفيه القلب بلا احساس بمكنونه



    حمد

    لم تعد هناك هالة حول ذاك المسمى بسعد فقد استبانت حقيقته بتلك المواجهه

    و بدأت الحياة تعود لسابقها

    و أولها التفكير باعادة صداقة مروان .. هل ينجح ؟ بلا آثر لجرح الماضي

    مجروحه .. بداية لمرحله لم يجربها من قبل بطريقة أعمق و بارتباط اقوى

    مالذي ستنتهي عليه هذه الصداقه ؟

    أهو الصراحة الواقعية ؟

    أم العيش على أحلام من سراب ؟





    أو ربمــــــــــــــــــــــــا

    هو هدوء يلتمسه القارئ طافيا على مراسي السطور

    يخفي رياحا عاتية و عواصف هوجاء

    لن يسلم منها أحد !!





    الليل

    هل انتهت حكايته أم ان الزمن كفيل بعودته ؟





    تحياتي

    فارسة القلم
    عندما تسكن الأخلاق أقلامنا
    و يسكت الحياء جنوننا
    حينها فقط نفخر بحروف كلمــــــــاتنا ...

    << أنا في كل يومٍ أودع راحلاً كريماً يحملُ قطعةً من نفسي , و حزمة من ذكرياتي ,وماالحياةإلامجموع الذكريات >>

  12. #162
    التسجيل
    17-10-2005
    المشاركات
    37

    مشاركة: بلا اتجاه

    مشكور اخي بارك الله فيك

  13. #163
    التسجيل
    18-06-2004
    الدولة
    *Q8*
    المشاركات
    127

    مشاركة: بلا اتجاه

    TT____TT متى التكملة اخ بلا اتجاة؟

    ومشكووور
    ...Art Is a Long Dream Under a Short Deadline...

  14. #164
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    The Fury



    السلام عليكم



    هاهو الفصل الأخير بين يديكم أتمنى أن تقرأ الفصول كلها، وأن تنال رضاك وإعجابك... دمت بخير.



  15. #165
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    فارسة القلم



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    أهلا ً وسهلا ً... مرور كريم.



    ها هي تساؤلات وتساؤلات... وها هي النهاية بين يديك ِ اليوم... فهل تجدين الأجوبة؟

    دمت ِ بخير


صفحة 11 من 13 الأولىالأولى ... 678910111213 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •