40 ألف قرية باكستانية تنتظر الكهرباء من الشمس
لايزال أكثر من أربعين ألف قرية باكستانية تعاني من فقدان خدمة الكهرباء، لعدم قدرة الحكومة على إيصال شبكة الكهرباء الرسمية، مما دفع أهالي هذه القرى إلى البحث عن مصدر بديل للكهرباء مثل الطاقة الشمسية.
وتقدر مصادر لجنة تطوير مصادر الطاقة البديلة في باكستان التي تأسست عام 2003 للتعامل مع هذه المعضلة، أن غالبية القرى غير المخدومة بشبكة الكهرباء تحتاج إلى ثلاثين سنة على الأقل حتى تصل لها الخدمة. وذلك حسب معدل اتساع خدمة الشبكة البطيء، الأمر الذي يعني بقاء ما يقارب نصف عدد السكان -أي خمسة وسبعين مليون نسمة- بلا كهرباء ثلاثة عقود قادمة، وبالتالي الاتجاه نحو مزيد من التخلف والأمية، وهو أمر يثير قلق الحكومة التي بادرت إلى البحث عن حلول بديلة ولو مؤقتة.
وتقدر الحكومة تكاليف تزويد القرية الواحدة بالكهرباء عبر الطاقة الشمسية بـ58 ألف دولار تقريبا، تتفاوت من قرية لأخرى حسب إجمالي عدد المنازل فيها.
والمأمول من مشروع الطاقة البديلة هذا إيصال خدمة الكهرباء إلى القرى البعيدة والنائية، لتشغيل مصابيح الإنارة ومراوح التهوية في المنازل، بالإضافة إلى إضاءة المسجد الواحد بمصباحين لا تزيد قدرة الواحد منهما عن 100 وات، وتشغيل جهازي كمبيوتر في المدرسة الواحدة.
تجربة أولى
هذا وقد رأى مشروع الطاقة البديلة النور في شهر مايو/أيار الماضي، مع تزويد أول قريتين وهما "ناريان" و"خوريان" اللتان تبعدان 50 كيلومترا عن العاصمة إسلام آباد، بوحدات توليد الطاقة الشمسية التي علت أسطح المنازل الطينية، وسط فرحة غامرة بين أهالي القريتين الذين أصبح بمقدورهم اقتناء جهاز تلفاز، وهو هدف تسعى إليه الحكومة لربط سكان القرى النائية بما يحدث في البلاد من تطورات سياسية وتوجيهات صحية وسكانية وغير ذلك.
وتبلغ تكلفة وحدة توليد الطاقة الشمسية للمنزل الواحد 30 ألف روبية أي ما يعادل 500 دولار، وتتكفل بعض البنوك بتقديم قروض لأصحاب المنازل، وتعطيهم فرصة لتسديد المبلغ على مدى طويل، بحيث لا تتجاوز قيمة المبلغ الذي يدفعه صاحب المنزل شهريا دولارين.
وبينما يثقل كاهل الحكومة الباكستانية الاعتماد على استيراد البترول لتوليد الطاقة الكهربائية، فإنها تتجه إلى مصادر الطاقة البديلة التي لم تعد مقصورة فقط على الطاقة الشمسية، بل تعدتها إلى محاولة استثمار قوة الرياح في هذا المجال، وتشير الدراسات إلى أن منطقة كجرات تعتبر الأصلح لتنفيذ هذا المشروع، حيث تجري فيها الرياح بسرعة تبلغ ضعف المعدل المطلوب لتشغيل التوربينات الهوائية، ومن المأمول أن تولد باكستان عام 2030 طاقة كهربائية تصل 9700 ميغاوات بالاعتماد على قوة الرياح.
وسيخضع مشروع قريتي ناريان وخوريان للمراقبة المكثفة والتقييم المستمر قبل نقل الفكرة بنفس التفاصيل إلى قرى أخرى تنتظر أن تنعم بنعمة الكهرباء لكسر ظلمة الليل والتخفيف من حرارة الصيف، وقبل ذلك الاتصال بالعالم.
المصدر:الجزيرة