الذكرى الثالثة عشر : حادثة والتر
مرت بضعة اشهر بسرعة كبيرة ... اعتقد ان السبب هو رحيل ماري بارويز وعودتها الى انجلترا ... فقد تم فصلها من الجامعة بسبب تغيبها المستمر عن المحاضرات ... شعرنا جميعا براحة كبيرة عند رحيلها .
كنت وقتها في المنزل ورن جرس الهاتف ....
جورج : مرحبا
؟؟؟ : هل هذا منزل السيد جورج ؟؟
صوت امرأة
جورج : اجل
المرأة : زوجتك هورنغ في المستشفى نتوقع وانها ستلد الان
جورج : ماذا !!!! ولكنها في الشهر السابع ؟؟
المرأة : يجب ان تحضر حالا
جورج : حسنا حسنا انا قادم
اغلقت السماعة واخذت مفاتيح السيارة وانطلقت مسرعا نحو المستشفى . وفي طريقي الى المستشفى مررت من فوق الجسر ولاحظت ان سياج الجسر محطم , خرجت من السيارة ووقفت امام السياج المحطم ونظرت الى البحيرة ولمحت اضاء تغوص في وسط البحيرة , علمت انها سيارة قد سقطت من فوق الجسر الى البحيرة
ماذا افعل الان ؟؟ هل اتصل بالشرطة ؟؟ ام انزل وانقذ الشخص قبل ان يغرق ؟؟ . بعد بضع ثوان من التفكير قفزت الى البحيرة وغطست حتى وصلت الى السيارة وبالتحديد الى نافذة السائق .
لا مستحيل ..... انه والتر ويبدو انه فاقد الوعي حاولت بكل ما اوتيت من قوة لفتح الباب ولكنه كان عالقا . اخذت اطرق النافذة بقوة حتى انكسرت واخرجت والتر من السيارة وسبحت بسرعة لاعود الى السطح مرة اخرى حتى نجحت .
سحبت والتر الى اليابسة ومددته على الارض . كان ينزف بغزارة اثر جرحا عميقا في جنبه الايمن , نزعت قميصي وضغطت على الجرح ليقف النزيف
؟؟؟ : هل يوجد احدا هناك !!!!!!
سمعت صوتا قادم من اعلى الجسر .
جورج : نحن هنا بالاسفل .... احتاج لمساعدتك !!!!
نزل الرجل الواقف على الجسر الينا وساعدني على حمل والتر ووضعه في سيارتي
الرجل : ماذا حدث ؟؟؟
جورج : لا اعلم لقد كنت مارا من هنا ووجدته في البحيرة
الرجل : يجب ان تسرع
جورج : شكرا لك
انطلقت بسرعة البرق نحو المستشفى ووالتر لم يحرك ساكنا حتى وصلنا اخيرا الى المستشفى , خرجت من السيارة واتجهت الى المقعد الخلفي حيث كان والتر ممدا وحملته ووضعت يده حول عنقي ودخلت الى المستشفى
الممرضة : احضروا نقالة بسرعة !!!! ..... ماذا حدث
جورج : لقد تعرض لحادث
جاءت الممرضة الاخرى وهي تدفع نقالة ووضعت والتر عليها واتجهت الممرضة الى غرفة الطوارئ , حاولت اللحاق به لكن الممرضة منعتني
الممرضة : سيدي انتظر هنا قليلا
جورج : ولكن انه صديقي
الممرضة : اعلم ولكن وجودك معه الان لن يفيده ارجوك انتظر هنا
كل هذه الاحداث نسيت امر زوجتي هورنغ فركضت مسرعا نحو المصعد وصعدت الى الدور الثاني وسألت الممرضة في قسم الاستقبال
جورج : اين اجد السيدة هورنغ ياماتي ؟؟
الممرضة : السيدة هورنغ لقد انجبت طفلا للتو .... انها الان في الغرفة رقم 209
ركضت في ممرات المستشفى بحثا عن الغرفة 209 حتى وجدتها ... طرقت الباب ثم فتحته قليلا
جورج : هورنغ ؟؟؟
الممرضة : سيد جورج .... واخيرا اتيت
دخلت الى الغرفة وكانت هورنغ ممدة على السرير وتحمل طفلا صغيرا
جورج : هورنغ هل انتي بخير ؟؟
هورنغ : انه صبي
جورج : دعيني اراه
حملت الطفل الصغير بين ذراعي .... كم هو جميل ويشبه امه كثيرا
الممرضة : ماذا ستسميانه ؟؟
هورنغ : سأترك الخيار لوالده
جورج : سأسميه اليكس
هورنغ : اليكس ... اسم جميل
جورج : انه اسم جدي .... والد امي
اعدت اليكس الى احضان امه
جورج : يجب ان اذهب
هورنغ : ولكن الى اين ؟؟
جورج : ساخبرك لاحقا
خرجت من الغرفة ونزلت الى غرفة الطوارئ
الممرضة : جورج يحتاج والتر الى نقل دم حالا
جورج : فصيلة دمي O+
الممرضة : جيد .... اتبعني
دخلت الممرضة الى غرفة الطوارئ وتبعتها , كان والتر ممدا على السرير والممرضة الاخرى تخيط جرحه العميق
الممرضة : جورج تمدد على السرير سوف نسحب منك الدم
تمددت على السرير المجاور لوالتر ثم جاءت الممرضة ووضعت الابرة في عروقي وبدأ الدم يتدفق نحو الزجاجة حتى امتلأت
الممرضة : حسنا سيد جورج ... انتظر بالخارج
جورج : وماذا عن والتر ؟؟؟
الممرضة : لا تقلق لقد ضمدنا الجرح لكنه يحتاج الى نقل دم
خرجت من غرفة الطوارئ وانتظرت ما يقارب النصف ساعة حتى خرجت الممرضة مرة اخرى
جورج : كيف حال والتر ؟؟
الممرضة : حالته الان مستقرة
جورج : جيد .... هل يمكنني الدخول ؟؟
الممرضة : ليس الان .... فهو مازال فاقدا للوعي
جورج : بالمناسبة لم اعرف اسمك بعد ؟؟
الممرضة : اسمي مونيكا
جروج : تشرفت بمعرفتك مونيكا وشكرا لكي على رعاية والتر
لقد شعرت بالطمئنينة الان زوجتي وابني بخير ووالتر ايضا بخير , لقد كانت ليلة صعبة جدا لكنها مرت بسلام , لقد خفت كثيرا هذه الليلة , لقد خفت ان افقد احدا اخر بعدما فقدت امي .
يتـــــــــــ
ــــــــــــبع