الإنسان أخطر على البيئة من "تسونامي"
من آثار تسونامي
باندا آتشيه، إندونيسا (CNN) -- فيما يقوم العالم بإحياء الذكرى السنوية الأولى لكارثة المد العاتي "تسونامي"، يعمل عدد من الخبراء في مجال البيئة على جرد الأضرار البيئية الناجمة عن هذه الكارثة الطبيعية، لمقارنتها بأضرار أخرى، يلحقها البشر بالطبيعة، قد تكون أكثر إيذاء مما فعلته الطبيعة نفسها بالبشر.
وقد اتفق خبراء في "الصندوق الدولي لحماية الطبيعة" مع خبراء في منظمات بيئية أخرى، على ضرورة الالتفات إلى المخاطر التي قد تنجم عن البرامج العشوائية الجاري إعدادها حاليا لإعادة إعمار المناطق التي دمرها التسونامي، والتي بدأ تنفيذ بعضها دون تراخيص بالبناء، وبعيدا عن المخططات المدروسة لشغل المساحات.
وأعرب الخبراء عن مخاوفهم من الاستهلاك المفرط للأخشاب في عمليات البناء، وما يترتب عنه من إتلاف للغابات، بكل ما يعنيه ذلك من تدمير للتوازن البيئي الطبيعي.
وحذر الخبراء من مخاطر استهلاك الثروة السمكية التي يمكن أن تنفذ بسرعة إذا ما تم تطبيق المشاريع التي كثر الحديث عنها من قبل الدول المانحة للمساعدات، بعد أن وعدت بالتبرع بعدد أكبر من قوارب الصيد، لتشجيع أهالي المنطقة على تكثيف أنشطة صيد الأسماك، والعمل على تحويلها إلى صناعة واسعة النطاق.
وجاء في تصريح لأحد خبراء "اتحاد الحفاظ على البيئة" قوله "إن الآثار السيئة لإعادة الإعمار ستظل آثارها المحتملة متفاعلة لعشرات السنوات في المستقبل"، حسب ما ذكرت الأسوشيتد برس.
وكانت أمواج التسونامي العاتية قد دمرت قرى بأكملها، على شواطئ المحيط الهندي، وحولت المباني فيها إلى أكوام من الحجارة والخشب والحديد المتشابك بتلال من الوحل والطين، ، في حين جرف المد إلى مدينة باندا آتشيه الاندونيسية ما يزيد عن 10 ملايين مترا مكعبا من الحطام متنوع المصادر.
وأشارت تقارير أخرى إلى أن سريلانكا عاشت كابوس ارتماء 2.7 مليون مترا مكعبا من القاذورات في بحيراتها وقنواتها المائية، أي أكثر من ضعف حجم الركام الذي خلفه سقوط الأبراج في 11 سبتمبر/إيلول، وفق ما أوردته التقارير ذاتها، من باب المقارنة.
غير أن خبير البيئة كليف ولكنسون، من المعهد الأسترالي للعلوم البحرية، رأى أن النشاط البشري الذي كان يمارس على الطبيعة قبل كارثة "تسونامي"، توصل إلى إلحاق أضرار ربما أكبر، بسواحل تلك المناطق، بعد أن تم إتلاف أعداد هائلة من شجر المنغروف الاستوائي، وبعد أن تم تحطيم الصخور المرجانية بسبب اللجوء إلى الصيد بالديناميت.
وأضاف ولكنسون بأن "وسائل الإعلام تلاحق بحماس كل ما هو أعاصير و"تسونامي"، في الوقت الذي تغفل الحديث عن التدمير البطيء المزمن"، حسب رأيه.