سالم جوهر أبرز الغائبين في الموسم الجديد يؤكد ل (الرياضية)
- فكرة تنظيم مهرجان الاعتزال قائمة وتحتاج إلى ترتيبات خاصة!
- مليون ونصف المليون دفعها العين لعجمان نصيبي منها ثلاثمائة وخمسون ألف !!
- قلبي دائماً مع العين..وابتعادي لا يؤثر..ومضاعفة الجهد بوابة النجاح
- رشحتني الصحافة السودانية سفيراً للنوايا الحسنة والهلال أهداني العضوية الفخرية!
حاوره : صلاح سليمان
يعتبر سالم جوهر الشهير ب (الدوس) كابتن فريق العين الأول لكرة القدم السابق هو أبرز النجوم الغائبين من الفرقة العيناوية ابتداء من الموسم الجديد بعد أن أعلن اعتزاله اللعب نهائياً في نهاية الموسم الماضي وتسلمه كأس رئيس الدولة كآخر بطولة يحققها مع الفريق البنفسجي.
ويغيب الجوهر بعد مشوار حافل بالنجاح امتد لخمسة عشر موسماً ساهم خلالها في تحقيق أربعة عشر بطولة من بينها ست دوري وثلاث كؤوس لمسابقة رئيس الدولة وبطولتي سوبر وكأس الاتحاد ثم بطولة أندية دول التعاون للأندية الأبطال بجانب كأس أسيا للأندية الأبطال الذي عاد به البنفسج من العاصمة التايلاندية بانكوك في عام 2003م , وهو الكأس الذي يعتبره أبناء القبيلة العيناوية الأغلى في مسيرة الزعيم ويأملون أن ينجح نجوم الفريق الأشاوس في تكرار هذا الإنجاز خاصة وأنهم سيبدؤون بعد بضعة أيام مشوارهم في مرحلة ربع النهائي من هذه البطولة القارية عندما يستضيفون فريق باس الإيراني على ملعبهم بالقطارة في الرابع عشر من سبتمبر المقبل.
اشتهر النجم العيناوي سالم جوهر بتسديداته الصاروخية بعيدة المدى ومن خلالها سجل عدداً كبيراً من الأهداف..استعان به مدربوه للعب في كل المراكز عدا مركز حارس المرمى وقد أجاد فيها جميعها وكان بمثابة الجوكر بالنسبة لمدربيه وكان ذلك واضحاً في عهد المدرب الفرنسي برونو ميتسو الذي أشركه في أكثر من مركز يوم كان الفريق العيناوي يعاني من كثرة الإصابات في صفوفه.
يمتاز سالم جوهر بروح الدعابة فهو من نوع اللاعبين الذين يضفون على التدريبات نوع من المرح الذي يخفف أعضاء الفريق الإرهاق ويزيدهم حماساً ويجدد فيهم الروح لأداء الحصص التدريبية بمعنويات عالية..ومن الممارسات الطريفة التي يقوم بها كابتن فريق العين أنه اللاعب الوحيد الذي يرتدي فانلته أثناء التدريبات ( بالمقلوب).. محبوب من جميع زملائه اللاعبين وتربطه بمعظمهم صداقة قوية.. خبرته كبيرة وهو دائم التوجيه لزملائه اللاعبين سواء كان متواجداً داخل المستطيل الأخضر أو جالساً على دكة الاحتياط.
أول أهدافه في شباك الوحدة
قبل أن ينتقل إلى صفوف فريق نادي العين كان قد صال وجال في ميادين أندية الدرجة الثانية في فترة الثمانينات وقت أن كان قائداً لفريق نادي عجمان..ولأنه لاعب يحمل جملة من المواصفات التي يتمناها كل نادٍ ويمتلك إمكانيات فنية عالية, فقد حرص نادي العين على انتقاله إلى صفوفه ودخل في مفاوضات مع ناديه لم تستغرق وقتاً طويلاً..كان ذلك في عام 1990 .. ولأن بطولة الدوري قد توقفت في ذلك الموسم بسبب حرب الخليج الثانية , فقد بدأ سالم جوهر مشواره مع العين في موسم 91/92 وكانت أول مشاركة له أمام فريق نادي الوحدة بالقطارة والتي انتهت لصالح العين بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد وكان الهدف الثالث من نصيب الجوهر. ومن يومها أصبح سالم جوهر لاعباً أساسياً في الفرقة العيناوية وظل كذلك إلى أن أعلن التوقف والاعتزال بصفة نهائية ولم يغادر التشكيلة الأساسية إلا لظروف الإصابة أو أي ظروف أخرى خارجة عن إرادته.
ولأنه يتمتع بصفات القائد المحنك , فقد حمل شارة الكابتن لفريق العين لخمسة مواسم تسلم خلالها ثماني كؤوس منها ثلاث دوري وكأسين لمسابقة كأس رئيس الدولة وكأس لكل من بطولات السوبر والتعاون والأسيوية .
مليون ونصف المليون درهم
دفعها العين لنادي عجمان
أبرم نادي العين صفقة انتقال سالم جوهر واتفق مع ناديه على القيمة التي بلغت مليون ونصف المليون درهم تسلمها نادي عجمان نظير الانتقال وكان نصيب سالم جوهر من هذا المبلغ مائتي ألف درهم. وكان هذا المبلغ يمثل أعلى رقم يدفع للاعب في ذلك الوقت. وبخلاف ما حصل عليه من نادي عجمان فقد دفع له نادي العين مبلغ مائة وخمسون ألف درهم .
مهرجان الاعتزال
في حديثي مع النجم سالم جوهر سألته فيما إذا كان في نيته تنظيم مهرجان اعتزال وما هو الموعد المقترح , فقال أن فكرة الاعتزال قائمة إلا أنها في حاجة إلى بعض الترتيبات. وأكد أنه سوف يضع الموضوع برمته أمام الإدارة العيناوية فهي التي تملك القرار وسوف تتخذ ما تراه مناسباً. وفيما يتعلق بموعد تنظيم المهرجان أوضح الجوهر أن الموعد سيتم تحديده وفقاً لظروف الفريق الأول وبرنامجه.
قلبي مع العين
قلت لسالم جوهر ما هو شعورك وأنت تبتعد عن العين في هذا الموسم بعد التواجد في صفوفه لخمسة عشر موسماً وماهي توجيهاتك ونصائحك للاعبيه؟؟
قال كابتن العين السابق: يصعب على أي شخص الابتعاد عن أي مجال مارسه في الحياة لفترة طويلة حتى أصبح عشقه الأول وملاذه الذي لا فكاك منه..وأشعر أن كرة القدم هي جزء من جسدي .. ولكن هذه سنة الحياة الدنيا..وكرة القدم وغيرها من الرياضات تعتبر من الهوايات التي تمارسها الأجيال المتعاقبة ويتوارثها جيل عن جيل.. ومهما طال عمر اللاعب في الملاعب فلابد أن يأتي يوماً ويبتعد ويترك الفرصة لغيره وهكذا تمضي الحياة..
وبصراحة أقول أنني قد شعرت بأن الحزن يعتصر قلبي وأنا أعلن عن اعتزالي وابتعادي عن زملائي في الفريق. ولكن – والحديث لسالم جوهر – سيبقى العين دائماً في قلبي وإن ابتعدت عن ممارسة الكرة مع الفريق والمشاركة معه في المنافسات المختلفة , إلا أنني سأكون دائماً قريباً من اللاعبين أشجعهم وأرفع من روحهم المعنوية وأقدم لهم النصح ما استطعت وفقاً للخبرات المتواضعة التي اكتسبتها في مشواري في ميادين الكرة.
وأضاف سالم جوهر قائلاً: صحيح أنني قد توقفت عن اللعب مع العين بصفة رسمية ولكنني لم أتخلى عن ممارسة كرة القدم في وقتي الخاص وهذا يجعلني دائماً في قلب الجو الكروي وإذا سنحت لي الفرصة وكنت موجوداً في مدينة العين فلن أتردد في التدريب مع زملائي القدامى.
مضاعفة الجهود بوابة النجاح
وقال سالم جوهر فيما يتعلق بالنصائح التي يمكنه أن يسديها إلى زملائه اللاعبين خاصة أولئك الذين ما زالوا يخطون خطواتهم الأولى في درب النجومية والشهرة : نصيحتي لكل لاعب يطمح إلى تحقيق مراميه وبلوغ أهدافه أن يضاعف من جهوده وذلك بالمواظبة على التدريبات واتباع تعليمات المدرب والابتعاد عن كل ما يدمر حياته الرياضية بإتباع السلوك القويم. وأوضح أن اللاعب في سن الشباب يحتاج إلى من يوجهه وإلى من يأخذ بيده ويوصله إلى بر الأمان ولكنه عندما يصل إلى سن 25 و26 سنة يصبح لاعباً ناضجاً عركته الملاعب ومن خلالها تجاربه يتعلم الدروس والعبر.
وأشار سالم جوهر ناصحاً زملائه اللاعبين إلى ضرورة التركيز على الجماعية في اللعب والابتعاد عن الفردية التي لا تحقق أهداف الفريق ولا تقود إلى طموحات النادي وتحقيق البطولات. وقال إن اللعب الجماعي المبني على التركيز العالي هو الذي يقود إلى النجاح.
ابتعادي لا يؤثر
عندما سألته عن مدى تأثير ابتعاده على فريق العين خاصة وأنه اللاعب صاحب الخبرة الميدانية الكبيرة الذي يجيد اللعب في أكثر من مركز قال: لا أعتقد أن ابتعادي سوف يترك أثراً في صفوف فريق العين الذي يعتبر فريقاً غنياً بلاعبيه الواعدين الذين يملكون إمكانيات فنية عالية وقادرون على الدخول بقوة في كل المنافسات والفوز بها بعد إن اكتسبوا خبرة طويلة عبر السنين الماضية. ولكن لضمان استمرار الفريق بنفس القوة لابد من تقوية دكة الاحتياط وتجهيز عدد من اللاعبين القادرين على سد النقص في أي لحظة وتعويض غياب أي لاعب لأي ظروف وهذا ما يساعد على النجاح المستمر وحصد البطولات والألقاب.
الاهتمام بالهلال والمريخ
قبل بضعة أيام عاد سالم جوهر من زيارة للسودان استغرقت ثلاثة أيام جاءت بدعوة من السفارة السودانية بأبوظبي لحضور بطولة الناشئين التي أقيمت بالعاصمة الخرطوم وضمت منتخبات من ناشيئ السودان الذين يعيشون في أرض المهجر. وكان طيران الإمارات راعياً لمنتخب ناشيئ السودان من مواليد الإمارات ووقع الاختيار على اللاعب سالم جوهر ليقف بجانبهم ممثلاً لدولة الإمارات ولأحد أبرز أنديتها وأكثرها شهرة وجماهيرية وهو نادي العين الذي لا يحتاج إلى تعريف خاصة بين جماهير الكرة السودانية.
وعن انطباعه عن زيارته للسودان قال سالم جوهر أن الشعب هناك يعشق كرة القدم إلى درجة الجنون..وهو شعب مضياف وكريم ويحمل الكثير من الصفات الحميدة.
وعندما سألته عن انطباعه عن الكرة السودانية قال: بصراحة المستوى الحالي يختلف كثيراً عن المستوى الذي عرفناه سابقاً حيث أن المستوى الفني كان أفضل بكثير في الزمن الذي مضى. وقد لمست أن كل الاهتمام ينصب على فريقي المريخ والهلال بينما اختفت سيرة الأندية الأخرى مثل الموردة والأهلي والنيل وغيرها من الأندية السودانية العريقة التي خرجت أجيالاً من اللاعبين الأفذاذ على المستوى العربي والإفريقي.
وأضاف الدوس : التركيز على الهلال والمريخ قد أثر على مستوى الكرة بالسودان وهذا يحتاج إلى وقفة للخروج من هذا المأزق!!
اختفاء بطولات الناشئين
وأضاف سالم جوهر قائلاً: بجانب انشغال الجميع بالهلال والمريخ وانقسام الجمهور بين هذين الناديين الكبيرين, فهناك أيضاً انعدام الملاعب الملائمة التي تساعد في تطور الكرة وهذا أيضاً جانب هام يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والرعاية بالإضافة إلى اختفاء بطولات ومنافسات الناشئين وانعدام فرق المراحل السنية مما يجعل فرق الكبار تمارس الكرة بدون بنية تحتية سليمة, وهذا بكل تأكيد يقتل المواهب في مهدها وقبل أن يتم اكتشافها!!
الدعم الحكومي مطلوب
وقال سالم جوهر أنه يدرك تماماً قلة الدعم المادي الحكومي قد أثر في الرياضة السودانية بشكل عام ومنها كرة القدم على وجه الخصوص وربما يكون ذلك بسبب انشغال الحكومة بالحرب الأهلية التي كانت سائدة في جنوب الوطن في السنوات الماضية. ولكن وبعد توقيع اتفاقية السلام – والحديث لسالم جوهرـ فأن من المتوقع أن تولي الحكومة السودانية اهتماماً كبيراً للرياضة من أجل تطويرها ودفعها إلى الأمام لتواكب نظيراتها في الوطن العربي والإفريقي. كما أن عائد البترول سيكون عاملاً مساعداً آخر لدفع عجلة الرياضة إلى الأمام.
النجم العيناوي سالم جوهر سفيراً للنوايا الحسنة
خلال تواجده بالسودان كان النجم العيناوي سالم جوهر محل حفاوة وتقدير من كل الرياضيين وقد سنحت له الفرصة بالتدريب مع فريق المريخ وشارك معه في تقسيمة سجل خلالها هدفين نالا إعجاب الجمهور الكبير الذي تابع التدريب كما هي عادة الجمهور السوداني الذي يحرص دائماً على متابعة التدريبات بأعداد كبيرة.
وقبل حضوره إلى الإمارات حرص سالم جوهر على زيارة مستشفى أبنعوف الطبي للأطفال ووعد المسؤولين هناك بتبرعه بمبلغ من المال لدعم المستشفى عند العودة. وسيقوم جوهر خلال هذين اليومين بتحويل مبلغ التبرع إلى القائمين على أمر المستشفى كوعدٍ قطعه على نفسه.
ولأنها كانت لفتة رائعة من هذا النجم الخلوق فقد أطلقت عليه الصحافة السودانية (سفير النوايا الحسنة). وسالم جوهر بالطبع يستحق هذا اللقب من منطلق نجوميته وانتمائه إلى أفضل الأندية الإماراتية والذي تشرف عليه قيادة واعية على رأسها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان ربان السفينة العيناوية وقائد غرفة عملياتها.
وقال سالم جوهر أن اللاعب يجب أن يكون قدوة حسنة لغيرة من الناشئين ليمضوا في طريقه ويحذوا حذوه. وأكد أنه يتمنى أن يقدم كل المساعدة التي يستطيعها إلى كل الذين يحتاجون الدعم في الدول العربية والإسلامية.
عضوية نادي الهلال
بالرغم من قصر المدة التي أمضاها في زيارته للسودان فقد حرص سالم جوهر على تسجيل زيارة نادي الهلال الند التقليدي للمريخ. وهناك أحسن المسؤولون استقباله والاحتفاء به. وقد منحته إدارة نادي الهلال العضوية الفخرية تقديراً له وحرصه على زيارة مقر النادي.