بسم الله...الحمد لله...و الصلاة و السلام على رسول الله....
ربي اشرح لي صدري و يسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي....
السلام عليك...
اولا اود ان اطلب منك طلبا...و هو ان تقرا كلامي جيدا و تحاول فهمه كماهو لانك في السابق اسات فهم كلامي و كلام غيري و اتهمتني باطلا بما لم اقل..لذا ادعوك ان تتريّث...
ثانيا اتمنى مني و منك ان تكون غايتنا الوصول الى الحق لا الانتصار لانفسنا و قناعاتنا...
اما بعد....
اولا ساجيبك..سبب تحريم الخمر ان مضارّه اكثر من منافعه..لذلك حرمه الله كما ورد في قوله...
....قل فيهما ثم كبير و منافع للناس و اثمهما اكبر من نفعهما.....
ثانيا ذكرت باب سدّ الذرائع
اؤكد لك اني لا انكره
بل اعتبره من اهم اصول التشريع
لكن
لنتّفق اولا
اليس الله هو المشرع لهذا الدين...و اهل العلم هم نقلة له كما جائت به الرسل عن رب العزة.
و بالتالي لا يحل لرسول ان يغير في دين الله و شرع الله شيئا لا بزياده و لا نقصان
كما لا يحل لاحد من اهل العلم ان يغير فيما جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم لا بزياده و لا نقصان.
هنا اؤكد على نقطه اني لا عني بكلامي اجتهاد العالم في حدود النصوص الشرعيه و انما اقصد الاحكام التي يُصدرها و الفتاوى بلا نصوص...و انت اقررت بان لا نص في حرمة السياقة او ركوب الدابة...
اسالك بالله
الم يقل الله تعالى
اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا
الم ينتهي التشريع...الم يبين الله ما هو حلال و ماهو حرام
الم يعلم الله وسائل الحلال فاحلها و رغّب فيها و وسائل الحرام فحرمها و نهانا عنها
الم يعلم الله ان في اخر الزمان ستزيد الفتن و تكثر المفاسد...ايُعقل انه ترك في شرعه ثغرة ينفذ منها الناس الى الحرام....و وسائل الحرام...
الحمد لله انه لم يفعل...
اذا كيف ناتي ونقول ان ما شرّع الله انه حلال...انما هو حرام...هل يعقل هذا...
هنا اؤكد ثانيةًعلى نقطه اني لا عني بكلامي اجتهاد العالم في حدود النصوص الشرعيه و انما اقصد الاحكام التي يُصدرها و الفتاوى بلا نصوص...و انت اقررت بان لا نص في حرمة السياقة او ركوب الدابة...
يقول ابن القيم (إعلام الموقعين 3/173): "لما كانت المقاصد لا يتوصل إليها إلا بأسباب وطرق تفضي إليها؛ كانت طرقها وأسبابها تابعة لها معتبرة بها، فوسائل المحرَّمات، والمعاصي في كراهتها، والمنع منها، بحسب إفضائها إلى غاياتها، وارتباطها بها، ووسائل الطاعات والقربات في محبتها والإذن فيها بحسب إفضائها إلى غاياتها، فوسيلة المقصود تابعة للمقصود، وكلاهما مقصود، لكنه مقصود قصد الغايات، وهي مقصودة قصد الوسائل، فإذا حرم الرب تعالى شيئاً وله طرق ووسائل تفضي إليها، فإنه يحرمها، ويمنع منها؛ تحقيقاً لتحريمه، وتثبيتاً له، ومنعاً أن يقرب حماه، ولو أباح الوسائل المفضية والذرائع المفضية إليه لكان ذلك نقضاً للتحريم، وإغراءً للنفوس به،
وحكمته تعالى تأبى ذلك كل الإباء " اهـ
ذهب جمهور العلماء إلى العمل بسد الذرائع فيما يفضي إلى الحرام
غالباً،
وإن كان لا يُقطع بإفضائه إليه؛ استشهاداً بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الخلوة بالمرأة الأجنبية، وبنهيه عن الدخول على المغيبات، وعن سفر المرأة بلا محرم، فهذه الصورة لا تفضي إلى الحرام والمفسدة قطعاً، وإنما تفضي إلى الحرام في الغالب، فاعتُبِر، وإن كانت أحياناً لا تقع بها فتنة ولا فاحشة.
ثم وقع
خلافهم فيما دون ذلك مما تردد فيه الأمر: هل يفضي إلى الحرام أم لا؟ أو تساوى فيه الاحتمالان؟ فمنهم من يعمل القاعدة فيه، ومنهم من لا يعملها.
ومهما يكن؛ فهو من مورد الاجتهاد الذي تختلف فيه المدارك والأفهام، وتتباين فيه الأقوال، فلا تثريب ولا تشديد ما دام أنَّ المجتهد قد اجتهد وسعه، وأعمل فكره، وراعى المقاصد، ووازن بين المصالح والمفاسد
إنَّ الذريعة التي يجب أن تُسد هي الخطوة القريبة التي تفضي إلى المنكر يقيناً أو في غلبة الظن، أما الخطوات البعيدة التي بينها وبين الحرام خطوات أدنى فتحريمها بحجة سد الذرائع هي نفسها ذريعة إلى التشديد والتضييق يجب أن تُسد؛
فمثلاً: يحرم الإسلام من الاختلاط ما هو مظنة المزاحمة والخلوة؛ لكن لا يجوز بحال أن نحرِّم على الناس أن يمشوا جميعاً ـ رجالاً ونساء ـ في طريق واحد، أو نحرم عليهم مجرد الاجتماع في مكان واحد يحويهم جميعاً...
والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينع النساء من المرور بطريق يمر به الرجال، وإنما أمرهن بالبعد عن مزاحمتهم؛ منعاً من تماس الأجساد، فقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ـ لما خرج الرجال والنساء من مسجده جميعاً: "لا تُحقِقن الطريق، ولكن عليكن بحافة الطريق". فهو ـ كما ترى ـ تجنب للمزاحمة والاختلاط الذي يفضي إلى الفتنة، لا تجنبٌ لمشي الرجال والنساء في طريق واحد
و هذا ردي على سؤالك في المره السابقه و كنت تركت الرد لما رايته من سوء فهمك لكلامي و تسرعك في الاجابة..لذا اكرر التماسي بان تفهم كلامي جيدا و توليه اهتمامك كما افعل انا بكلامك....
وأما الذرائع الضعيفة والتهمة البعيدة، فلا ينبغي أن تُعمل فيها القاعدة فتُسدُّ؛
لأنَّ العبرة بالغالب، وهي في الغالب لا تُفضي إلى المنكر، فمنعها ضربٌ من التضييق، وإفراطٌ في أعمال (سد الذرائع).
بالتالي من يحدد ان كانت المفسده غلبت على الشئ ليُحرّم ام لا..?
لا احد سوى الله..
اما العلماء فعملهم في سد الذرائع انما هو فيما تيقنوا بانه مُفض الى حرام لا محالة... كأن يسب المرأ الاصنام عند من يُعلم من حاله انه يسب الله...فهنا يقينا سيُفضي سبّه للاصنام الى سب الله تعالى..
اما فيما غلب عليه احد الامرين اما المصلحه او المفسده فليس لهم ان يطلقوا فيه حكما بحِلٍّ او حرمة غير الذي اطلقه الله..
و لكن يمكنهم القول بان الشئ الفلاني
حرام اذا أُستعمل لغايه حرام...و حلال اذا أُستعمل لغاية حلال...و يكون هذا من باب الاسباب تاخذ حكم الغايات و ليس باب سد الذرائع..
هنا اسالك..هل يمكن ان تؤكد لي يقينا كل امراة اذا ساقت السيارة...سياقتها هذه ستُفضي الى حرام...?
هنا لا يستحق الامر ان اكون من سكان السعوديه لاعلم بان هذا مستحيل...فحالكم ليس اتعس من حال الغرب و الكثير من بلاد المسلمين..و مع ذلك السياقه لم تبلغ هذا الحدّ..
اخيرا...
يرى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله انه اذا ازدحمت مصلحة مع مفسدة فالواجب الموازنة بين المصلحة والمفسدة ، فإن كانت المصلحة أفضل من جهة ثوابها وصلاحها للمكلف وجب اختيارها وإهمال المفسدة الناتجة عنها ، وهذا ما يسمى أيضا بفتح الذرائع ، بل ذكر شيخ الإسلام : أن الأمر
إذا حُرّم سداً للذريعة وعارضته مصلحة راجحة فإنه يباح للمصلحة الراجحة. أما إذا كانت المفسدة راجحة على المصلحة من جانب الإثم ومن جانب أثرها على المكلف فالواجب إهمال المصلحة وسد ذريعة المفسدة .
مثال...
قد تكون احدى النساء في حاجه مستعجلة الى الذهاب الى المستشفى و ليس معها الا النساء...ايهما اولى حسب كلام شيخ الاسلام..سياقة السيارة ام استدعاء سيارة اجرة...الجواب واضح..
اسالك الان
هل يمكن للمراة ان تقود السيارة اذا توفّر فيها هذا الشرط في ظل قانون يمنعها مطلقا...
اليس الاولى ترك حرية تبني الراي الشرعي الخاص ما دام القول بسد الذرائع في هذا الامر خلافيا...
هل سبق و ان تم فرض مذهب معين و قول احد العلماء في مساله فقهيه بواسطة قانون يفرضه الحاكم...و هل يُعقل هذا..?
اخيرا سيدي..تجرد من الهوى و انت تقرا كلماتي...و اطلب اليك مرة اخرى ان تعيد قراءتها لتفهمها جيدا....
مسالة اخرى..انا لم اتطرق الى نوايا العلماء او مدى علمهم...لا يهمني ذلك...
لا يُعرف الحق بالرجال..انما الرجال يعرفون بالحق..
كذلك ارجو الاجابه عن اسألتي كما اجبت انا عن اسالتك ولم اتجاهله
سلام...
بعض هذا الكلام تم اقتباسه من بعض المقالات.