صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 71

الموضوع: قصة طويلة لكنها رااائعة

  1. #16
    التسجيل
    01-07-2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    64

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    الجزء الثاني عشر( قلب و عقل )


    ألقت غادة نظرة مطولة في المرآة..و تمتمت:ممــم المكياج..الفستان..آه و شعري..نعم كل شيء ممتاز كم أنا رائعة..
    أطلقت غادة ضحكة قصيرة..بينما ارتفع صوت جرس الهاتف فجأة..فرفعت غادة سماعة الهاتف في حركة لا إرادية..
    عندها جاءها صوت عادل يقول:السلام عليك و رحمة الله..
    -و عليك السلام..عادل؟؟..عجباً هذه المرة الثانية التي تتصل علي فيها اليوم..
    -اشتاقت أذني لسماح صوتك..و أبت عيني إلا أن تراك..
    -و ماذا عن قلبك؟؟
    -إنه ينبض باسمك...و ينشر حبك في أرجاء جسدي..لقد أرغمني على المجيء رغم أشغالي الكثيرة..
    تلعثمت غادة و هتفت:
    -أتعني أنك قادم يا عادل؟؟
    -بل أنا أمام منزلك..ما رأيك في المفاجأة؟؟
    -...
    -غادة..ما الأمر؟؟
    -لا لا شيء..يا لها من مفاجأة رائعة..سأنزل لأفتح لك..
    أغلقت غادة سماعة الهاتف و قد بدا عليها القلق..و ألقت نظرة سريعة على ساعتها و هتفت:أتمنى أن لا يطيل الجلوس..حتى ألحق بموعدي مع ربيع..
    أسرعت غادة تنزل الدرج..و أخيراً اتجهت إلى فناء المنزل الخارجي و فتحت الباب لربيع و قد تصنعت ابتسامة على ثغرها..ثم قالت:أهلاً بفارسي..
    دلف عادل وهو يرسم ابتسامة عذبة..و ما أن رأى غادة حتى تعلق بصره بها..و تسمرت أطرافه للحظات..مما جعل غادة تلوح بيدها أمامه قائلة:عادل هل أنت بخير؟
    أيقظ سؤال غادة عادل من شروده فأجاب قائلاً:يبدو أن فارسك قد أسر..
    سألته في تعجب:و من يجرأ على أسره؟؟
    أجابها:جمالك..سحرك..بريقك..
    أشاحت غادة بوجهها خجلاً و هي تعقب:أنت دوماً هكذا..أميرتك تدعوك للدخول..
    أجابها و قد اتسعت ابتسامته:أنا في طوع أميرتي حتى تدخل القفص..
    التفتت إليه و سألته في دلال:و ماذا سيحدث بعد أن تدخل القفص؟؟
    أطلق عادل ضحكة قصيرة و قال:يبدو أنني سأظل في طوعها أبد الدهر..
    ضحكت غادة بدورها..و اصطحبت خطيبها إلى الداخل..
    جلس عادل على مقعد وثير..و جلست غادة بجواره..
    ظل عادل يحدثها عن رحلته..و مغامرته..بينما اكتفت غادة بهز رأسها إيجاباً بين الحين و الآخر..كما أنها كنت تختلس النظر لساعتها كلما تمكنت من ذلك..حتى باغتها عادل بسؤال:
    غادة ما بك ؟؟هل تسمعينني؟؟
    -غادة؟
    -نــ..نعم نعم عادل..
    -ما الذي يشغلك..
    -لا شيء سواك..لكن..
    -ما الأمر؟؟
    -كنت أنوي أن أذهب لزيارة إحدى صديقاتي..لا يهم..هل تسمح لي سأذهب لأخبرها بعدم حضوري..
    -كلا لا تفعلي..فلقد تذكرت عملاً مهماً علي القيام به..
    -كلا عادل أبقى أرجوك..أستطيع زيارتها في يوم آخر
    -صدقيني..لدي كثير من الأعمال..أذهبي و قضي وقتاً ممتعاً..
    -عادل..لا أدري ماذا أقول؟
    ابتسم عادل و اقترب من غادة و أخرج علبة صغيرة من جيبه..ثم فتحها أمام غادة و هو يقول:
    قولي..قبلت هديتك يا عادل..
    ألقت غادة نظرة مطولة على العقد الماسي الذي كان يتوسط العلبة..و بدت على وجهها علامات الذهول..
    ضحك عادل و أخرج العقد من علبته معقباً:ما رأيك أن تزيني به عنقك قبل ذهابك إلى صديقتك..استديري سألبسك إياه..
    -صديقتي...؟؟
    -استديري يا غادة..هيا ..
    استدارت غادة ببطء...و هي تشعر أنها ليست بحال جيدة..و بينما كان عادل يقلدها العقد..تجمعت عبرات في حلقها..و دارت أحاديث في خلدها..آه يا عادل..ليتك تعرف من تكون صديقتي المزعزمة..ماذا ستفعل لو علمت أنك تزينني لربيع...أشعر بالاختناق...تلك الأفكار تقتلني ببطء..تشنقني..
    تلمست غادة العقد بأطراف أصابعها..تسارعت أنفاسها..بينما اكتسى و جهها بملامح الحزن..و الهم..
    -غادة..ألم يعجبك العقد..؟
    تنبهت غادة لحالها فالتفتت إلى عادل و قد رسمت ابتسامة على وجهها و عقبت:
    -يا إلهي يا عادل إنه رائع...أنت تحرجني دوماً بكرمك...
    -لقد حصلت على ما أريد..إنها تلك الابتسامة..فهي أغلى من كنوز الدنيا..سأذهب الآن يا غادة..
    -سأرافقك إلى الباب..
    -كلا لا تفعلي أذهبي و أنهي أمورك حتى لا تتأخري على صديقتك..
    لم تجادله غادة..فقد شعرت أن قدميها لا تقوى على حملها..فقالت:
    -إلى اللقاء يا عادل..
    غادر عادل..و بقيت غادة..تسمرت للحظات...ثم ارتمت على أحد المقاعد و قد سمحت لدموعها بالهطول..و من بين حزنها همست:أنت لا تستحق ذلك يا عادل..أنت أنبل رجل رأيته في حياتي..ما ذنبك؟..كل ما فعلته أنك أحببتني..أما أنا..
    بترت غادة عبارتها..عادت تتلمس العقد ..و أغمضت عيناها في استسلام..و بدأت تستمع إلى ذلك الصراع الذي قد نشب في أعماقها..
    صراع بين قلبها..و عقلها..
    فقد صرخ هذا الأخير في أعماقها قائلاً:غادة..ألا يكفي أن عادلاً يحبك..؟
    أجاب القلب:ربما كان يحبها لكنها تهوى ربيع..تعشقه...تذوب في أعماقه اسألني أنا؟
    -و ما أدراك أيها القلب؟..غادة أنصتي لي..ما تفعلينه ليس عرفاً في مجتمعك..و لا أخلاقك...ما يدريك أي شخص بات ربيع؟..أتلقي بنفسك في فخ الماضي..
    -إنها تفعل ذلك..من أجل حبها..من أجل بقائها..من أجل حياتها..
    -و ماذا عن مستقبلك يا غادة..هل ستدعيه أسيراً لما تسمينه حب..ما عاد لربيع مكان في قلبك...كل ما في الأمر أنك تشعرين بانجذاب نحو ماض بات واقع..
    -كف عن ذلك أيها العقل..أنا قلبها..إنها ما زالت تحب ربيعا..مازلت نبضاتي تنطق باسمه..
    -إذن أجبني..هل هناك مكان للعادل فيك..
    -ربما..لست أدري..فحب ربيع قد طغى على خلجاتي و حجب عني الشعور بأي حب آخر..
    -فكري يا غادة...لا تحطمي حياتك من أجل رغبات..
    -لا تسمعي كلامه يا غادة..أنت تحبين ربيعاً دون شك..هيا اخلعي هذا الطوق من عنقك..لا تجعلي خطوبتك لعادل تقيدك..
    هتف لسان غادة بدوره قائلاً:نعم..لا بد أن أرى ربيع..لا بد أن أسقي ظمأ ثلاث سنوات..لا بد أن أطفأ نار الشوق التي تشتعل بداخلي..
    أمسكت غادة بعقدها..و أزاحته عن عنقها..و ألقت نظرة عليه و هو بين يديها..ثم قالت:اعذرني يا عادل..فما يشعر به قلبي.. أقوى بكثير مما يفكر فيه عقلي..



    ******************************
    .
    .

    .

  2. #17
    التسجيل
    01-07-2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    64

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    الجزء الثالث عشر :

    وقفت غادة على حافة الشارع أمام مجمع تجاري ضخم بعد أن صرفت سائقها .. والتصقت عباءتها بجسدها بسبب الرياح الشديدة التي أخذت تهب دون توقف ..وقفت غادة على حافة الشارع أمام مجمع تجاري ضخم بعد أن صرفت سائقها .. والتصقت عباءتها بجسدها بسبب الرياح الشديدة التي أخذت تهب دون توقف ..

    شعرت بالقشعريرة والوحدة ... وسرى البرد في جسدها فقف شعرها .. وراحت تدعك ذراعها بكفها بغية نشر الدفء الذي غادرها قبل لحظات ..

    راحت عيناها تجوبان بين السيارات باحثة عنه بلهفة .. وقلبها يتسارع لحظة بعد لحظة .. لم تكن تدري ماهو شعورها بالضبط .. هل هو قلق أم شوق .. أم خوف أم سعادة ..

    وأقبلت من بعيد سيارة فخمة فتعلقت عيناها بها شاعرة بقوة أنها تقله بداخلها .. وبهرت كشافات السيارة بصرها حين توجهت إليها مباشرة .. وتوقفت بمحاذاتها .. وقد أطل من نافذتها شاب غريب عنها .. لكنه في غاية الوسامة ..

    نظرت إليه في حيرة .. فابتسم وقال :
    - ما بك ؟؟ هيا اصعدي يا غادة ..
    وحين سمعت اسمها تيقنت من شخصه الذي لم تعرفه بسبب عملية التجميل .. فراحت تنظر إليه وقد تسلل إليها شعور بالرهبة والخيبة معا .. رهبة من شكله الجديد الذي أوحى لها بأنها ستركب مع رجل لا تعرفه .. وخيبة أمل كان يراودها بأن ترى ذلك الوجه القديم الأثير الذي أحبته .. وعرفت حينها أنها لن تراه إلا في خيالها وذكرياتها ..

    دارت كل تلك الأفكار في ذهنها بسرعة البرق مع دورانها هي حول السيارة لتركب من الجهة الأخرى ..
    وانطلقت السيارة فورا براكبيها المتيمين .. فتتابعت الذكريات في ذهنيهما مراجعين كل المواقف القديمة والهمسات واللمسات التي حدثت في نفس هذا المكان ..

    اختطفت غادة نظرة إلى وجه ربيع .. فوجدته مبتسما ينظر أمامه نظرة حالمة .. حاولت تجاهله قليلا لتختبر نفسها .. لكنها لم تستطع أن تتمالك نفسها أكثر فراحت تتأمله وقد أخرست المشاعر المتضاربة لسانها ..

    قال دون أن يلتفت إليها :
    - اكشفي وجهك .. اشتقت إليه كثيرا ..
    أزاحت الغطاء عن وجهها بتلقائية من اعتاد ذلك .. فاختلس نظرة .. ثم أوقف السيارة جانبا وعاد ينظر اليها بإمعان ..

    مضت لحظات وكل منهما لا يزيح عينه عن الآخر .. ثم قال ربيع :
    - كما أنت .. جميلة ونضرة .. وكأن السنوات الثلاث لم تزد على عمرك شيئا ..
    - أما أنت فشخص آخر تماما ..
    خرج صوتها مبحوحا ومتعبا .. فأجفل ربيع لدى سماعه وقال :
    - ما بك ؟؟ هل أنت مريضة ؟؟
    قالت في هيام وبدت كالنائمة وهي تتكلم :
    - أنا مريضة بحبك .. لقد أتعبتني المشاعر المتناقضة .. ولم أعد أستطيع النوم بهدوء منذ أن عدت الى حياتي ..
    - إذن فأنا أستحق العقاب .. لما فعلته بغادة العمر ..
    عادا للصمت ثانية .. فامتدت يده تحاول الإمساك بها .. عندها دق قلبها كطبول الحرب وأسرعت تقول :
    - أين كنت تنوي أخذي ؟؟
    ارتدت يده .. وقال ببرود :
    - هل تريدين أن تعرفي ؟؟
    - بالتأكيد ..
    - إلى دار الأحلام ..
    - أتقصد المطعم إياه ..
    - أجل ..
    - يااااااااااااه .. أتصدق أنني لم أزره طيلة الأعوام الثلاث ..
    - حقا ؟؟ لماذا ؟؟
    - تجنبت ذكراك .. كنت أهرب من خيالك طيلة الوقت .. لكنه رغم ذلك ألح في الالتصاق بي .. ولم يفارقني للحظة ..
    - ............ وما الذي يذكرك بي ؟؟
    - انطلق وسأخبرك في الطريق ..
    عاد ربيع يقود سيارته .. بينما حكت له غادة عن الثوب المحترق والشريط .. ونغمات البيانو .. واللوحات التي رسمتها له .......... وتدفق حديثها العذب دون توقف .. وربيع في غاية الطرب كأنما يستمع إلى معزوفة رقراقة من معزوفات بيتهوفن أو موزارت ..

    وحين وصلا الى المطعم هبطت غادة من السيارة بسرعة .. وشملت المطعم بنظراتها كأنها تريد احتضانه بين جوانحها .. فلهذا المكان الذي جمعهما كثيرا مكانة خاصة في قلبها ..

    واختار ربيع إحدى الزوايا المنعزلة في قسم العائلات .. وطلب بعض الحواجز الخشبية ذات العجلات لحجب المكان عن الأنظار .. كما طلب البوظة الفاخرة التي يقدمها ذلك المطعم .. ثم عاد أدراجه إلى غزالته فوجدها شاردة الذهن ..
    - فيم تفكرين ؟؟
    - أنت تعلم ..
    اتكأ بمرفقيه على الطاولة وقرب وجهه من وجهها والتقت نظراتهما ثانية .. ثم همس :
    - لا أعلم .. ولكنني أتمنى ألا تفكري بغيري طيلة حياتك .. أتمنى أن تكوني لي وحدي ..
    ثم ارتد إلى الوراء وأطرق بحزن قائلا :
    - رغم أنني أعلم أن ذلك مستحيل ..
    صمتت غادة وعيناها تجوبان في وجهه الحزين .. وراحت تفكر في كلماته التي تقطر ولها وأسى ..
    أي حال يعيش هذان التعسان ؟؟ لم يبقي كل منهما للآخر هذا الكم من الإخلاص والعشق رغم تفريق القدر بينهما .. ؟؟ ثم لم يجتمعا وكل منهما موقن بأنه لم يعد للآخر كما كان ؟؟ لم يعذبان نفسهما وبعضهما .. ويجددان الألم .. وينكآ الجراح ؟؟

    تساقطت الدمعات من عينيها من جراء هذه الخواطر .. فتنبه لها ربيع .. وتأثر بشدة لرؤية دموعها .. وتمتم :
    - آسف .. أأثرت أشجانك ؟؟
    لم تجبه غادة بل أستمرت في البكاء .. وبدأت تشهق .. اصطرع الألم والحب والقلق في قلبها .. تذكرت عادل ووفاءه وكرمه .. تذكرت نظراته الهائمة وهداياه الثمينة .. رأته أمامها ينظر في خيبة .. خيبة رجل وثق بحية رقطاء مثلها ..

    ثم عادت تنظر إلى ربيع ومحياه الوسيم .. وحيويته الحارقة .. ومرحه الدائم .. هاهو أمامها الآن .. طوع أمرها وبين يديها .. لطالما مدت يديها إلى طيفه لتكتشف أنه سراب .. مجرد سراب .. لكنه هذه المرة حقيقة جلية واضحة .. لم تكن تتصور أنه يوم أن يكون حقيقة .. سيكون حقيقة مرة .. مرة للغاية ..

    شعرت بيده تلامس يدها مواسية .. فسرى في موضع لمسته مثل عمود النار اللاهب .. وانتفض جسدها كمن مسه تيار كهربي .. فرفع ربيع يده بذهول .. ثم أرخى عينيه وقال :
    - لم أكن أريد للقائنا أن يكون مؤلما لك ..
    همست :
    - يبدو أنه لن يكون إلا كذلك ..
    - لماذا ؟؟ ألم تعودي تحبينني يا غادة ؟؟ ظننتك متلهفة لرؤيتي ..
    - أنا كذلك لكن ..
    - ماذا ؟؟
    - وضعنا غير طبيعي ..
    - وهل بإمكاننا أن نصححه ؟؟
    - لست أدري ..
    تنهدت بقوة ورددت كلماتها ثانية .. ثم عادت لشرودها ..
    ووصلت البوظة .. فأخذا يأكلانها بصمت .. لكن ربيع أبى إلا أن يشيع جو المرح ثانية .. فأخذ يحكي لها حكايات رائعة أنستها أحزانها .. ولم يهدأ باله إلا عندما رآها تضحك من أعماقها .. وتكاد تستلقي على ظهرها من شدة الضحك .. .. حينها أخذ ينظر إليها بإعجاب وحب .. كم تضج بالحياة وعنفوان الشباب .. كم تزهر عمره وتغسل قلبه من كل هم .. غادة هي غادة التي أحبها منذ زمن .. رفض أن يصدق أنها باتت لغيره فقال :
    - غادة ..
    - نعم ..
    - أنت لي ..
    تصاعدت الدماء إلى وجهها الفاتن وقالت دون شعور :
    - أجل ..
    - للأبد ..
    - للأبد ..
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    .
    .

    .

  3. #18
    التسجيل
    01-07-2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    64

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    الجزء الرابع عشر(صدمة)

    علت صرخة قوية في غرفة غادة..ثم تبدد صدها..تتالت أنفاس غادة في عجل..و فتح باب غرفتها على مصراعيه لتدخل رهف و والدتها..فاقتربت الأم الحنونة من ابنتها و احتضنتها..بينما سألت رهف أختها و كل ملامح و جهها تنطق بالقلق:غادة هل أنت بخير؟..ما بك؟ ..لما كنت تصرخين..؟
    نظرت غادة إلى رهف و أجابتها عبر أنفاسها المتتالية:لا شيء يا رهف لا شيء..
    سألت الأم بدورها ابنتها :هل أنت متأكدة يا حبيبتي..؟
    رسمت غادة ابتسامة صفراء و عقبت:أنا بخير يا أمي..صدقيني..
    عقبت رهف بدورها:لا تقلقي يا أمي ستكون بخير..بإذن الله..سأبقى عندها...أذهبي و اخلدي للنوم..
    رسمت والدة غادة قبلة على جبين ابنتها الأثيرة..و غادرت الغرفة بعد أن أوصتهما أن يتدثرا جيداً...فالجو كان بارداً..و الأمطار تهطل بغزارة في الخارج..
    خيم الصمت للحظات...لكن سؤال رهف بدد هدوء الغرفة حيث قالت:لا تظني أنك أطفأت تساؤلاتي بإجابتك تلك..
    تنهدت غادة و أجابت:
    - كان مجرد كابوس يا رهف..
    -و إلى متى ستتكرر الكوابيس؟؟
    -لست أدري؟..اسأليها علها تجيبك..
    -غادة هل تخفين علي شيئاً ما..؟
    -رهف كل ما في الأمر أنني أشعر بالضيق هذه الأيام..
    -لقد تجمعت الذنوب على قلبك حتى أشعرتك بالضيق..إلى متى يا غادة؟!..البيانو..الأغاني..الفساتين العارية..كلها تكبلك بالسلاسل..لتلقي بك في العذاب..
    -أنا فتاة عصرية يا رهف..
    -هل الحضارة و العصرية فيما ما تفعلين!..كفي عن ذلك يا غادة لا تختفي حول أقنعة زائفة..
    -رهف..أنت لا تعلمين شيئاً..كل ما في الأمر أنني مشغولة الفكر..
    -بم يا غادة؟..بالمستقبل..؟أي مستقبل ستجنين و أنت على هذه الحال؟؟
    هتفت غادة قائلة:
    -كفي يا رهف..اهتمي بشؤونك..
    -أنا قلقة عليك يا غادة.
    -أرجو أن لا تنسي أنك مريضة بالقلب..و أن قلبك بحاجة للعناية أكثر مني..هلا تركتني..أريد أن أنام..
    شحب وجه رهف فجأة..فسحبت آثار الهزيمة خلفها و مضت لتغادر الغرفة في صمت..
    مسحت غادة شعرها بيديها لتطرد بقايا أفكار عالقة..و من ثم ألقت نظرة على باب غرفتها و تمتمت في صمت:آسفة رهف..أنت من أجبرني على ذلك..
    التقطت غادة علبة دواء كانت بجوارها..و تناولت منها حبة مهدئة..و همست في أسى:إلى متى ستظل تلك الأفكار تلاحقني؟..إلى متى سيظل حب ربيع يعذبني؟..إلى متى سيظل ذلك الشعور بالذنب يطوقني؟..إلى متى سأظل أطعن عادلاً في ظهره؟..و كأنني في دوامة...ليس لها إلا مخرجين...عادل...أو ربيع...
    أمسكت غادة برأسها بقوة..و هزته في عنف و هي تردد:يا إلهي..ما الذي دهاني؟..لقد انتهى بي الأمر إلى الحبوب المهدئة..و الأقراص المنومة..علي أن أتخذ قراراً..و بأسرع وقت....
    تنهدت غادة في عمق و أكملت :لقد مضى أسبوع على لقاءي بربيع..و في كل يوم كنت أزداد لهفة لسماع صوته..لرؤيته..و بالمقابل أزداد آسى و ألم على نفسي..و على عادل..بل حتى على ربيع...
    التقطت غادة علبة أخرى من المضمدة المجاورة لسريرها..و تناولت قرصاً آخر و هي تتمتم:النوم هو الحل الوحيد للهروب من أرض الواقع...
    ثم ألقت برأسها على وسادتها..و استسلمت للنوم...
    تتالت الساعات..و جاء وقت الظهيرة بشمسه القوية التي تسللت أشعتها إلى غرفة غادة..و أجبرتها على الاستيقاظ..تثاءبت غادة..و مطت شفتيها في ملل..ثم أسرعت تغسل وجهها و تبدل ثوبها..فوقت الغداء بات وشيكاً..
    وضعت غادة بعضاً من المساحيق على وجهها لتخفي آثر الإرهاق المحفورة في أركانه..و هذبت شعرها..و ما أن همت أن تغادر غرفتها حتى علا صوت الهاتف..أقبلت غادة إليه..و رفعت السماعة ..و قالت بصوت بارد:ألو..
    -السلام عليك يا غادتي..ما به صوتك؟
    -و عليك السلام..لا شيء لكنني لم أنم جيداً البارحة..
    -غادة..أود أن أزورك اليوم..فأنا..
    -عادل أرجوك فأنا متعبة بعض الشيء..هلا زرتني في يوم آخر..
    -غادة أصدقيني القول..ما بك؟..فكلما اتصل عليك أجدك نائمة..أو متعبة..و حتى لو كلمتك فإنك تدوماً تسرحين بذهنك ..هل هناك ما يقلقك..
    -..................
    غادة؟
    -نعم عادل..هل قلت شيئاً..
    -أ رأيت..أنت لست طبيعية..يبدو لي و كأنك تتهربين مني..
    -لا تقل هذا يا عادل..أنا مشغولة فقط بامتحاناتي..
    -بودي أن أصدقك....قلبي يقول غير ذلك..
    -دعك من قلبك..و اسمع كلام غادتك..
    -ليس أمامي خيار آخر..
    -سأتصل بك لا حقاً..
    -لقد سمعت هذه الكلمة مراراً لكنني أنا من يتصل دائماً..
    -عادل..أرجوك..
    -حسناً..حسناً اعتني بنفسك..
    -إلى اللقاء..
    -إلى اللقاء..
    أقفلت غادة الخط و تنهدت بقوة و همست لنفسها: متى سأرسم نهاية لكل هذا؟.. متى؟
    اتجهت غادة إلى باب غرفتها و ما أن فتحت بابها حتى سمعت صوت رهف تجادل والدتها بشأن العريس المتقدم لها..رهف ترجو أمها أن تغير مفاهيمها من أجلها..و والدتها تصر على رأيها..فما كان من غادة إلا أن عادت أدراجها و قد تركت باب غرفتها مفتوحاً...فلقد ملت من سماع تلك الأسطوانة يومياً..و بات تكررها أمراً مألوفاً بالنسبة لها..فاقتربت من هاتفها و تطلعت إليه في وله و هي تردد:لقد اشتقت إليه..هو الوحيد القادر على رسم الابتسامة على ثغري..
    رفعت غادة سماعة الهاتف و ضربت أصابعها الأرقام في عجل..و كادت تعتصر السماعة عندما جاءها صوته قائلاً:غادة..حبي كيف حالك؟؟
    تبسمت غادة و كأن المياه قد عادت إلى وجهها الشاحب و قالت:بخير ما دمت بخير..لكن شوقي إليك أتعبني..ألن نلتقي ثانية..
    -أحلم بذلك..متى تريدين أن يكون اللقاء؟
    -سأرتب ذلك ثم أخبرك..ربيع..كيف حال حبنا..؟
    -إنه يزداد صلابة مع الأيام..
    -ألن تشغلك الأيام عني؟
    -كيف لها أن تنسيني حياتي..غادة أنا أحبك..أحبك..أحبك...
    ضحكت غادة في دلال و عقبت:إلى اللقاء الآن يا حبي..
    -كلا غادة لا تنهي المكالمة...
    -لا أستطيع أن أطيل..إلى اللقاء يا ربيع..
    -إلى اللقاء يا زهرتي الرائعة.
    أقفلت غادة السماعة و ارتسمت عليها علامات الفرح و السرور..و ارتمت على سريرها و هي تتمتم في و له:إنه يحبني..
    >>غادة من ربيع؟؟<<
    اعتدلت غادة على سريرها..و ألقت نظرة إلى مصدر الصوت الذي لم يكون سوى رهف التي اقتربت في عصبية و هي تكرر:هذا الاسم..هل هو خطيبك السابق؟
    ذهلت غادة من وقع المفاجأة..و تبخرت الكلمات على أطراف لسانها..بينما عادت رهف تكرر:غادة أ هو خطيبك السابق..؟
    تلعثمت غادة و أجابت:اخفضي صوتك ستسمعنا أمي يا رهف..و مع آخر حروفها جرت غادة نحو الباب و أغلقته بإحكام و من ثم تسندت عليه و أكملت:رهف الأمر ليس كما تظنين؟
    رمقتها رهف بنظرات استنكار و أكملت:ليس كما أظن...هل هو خطيبك السابق أم لا..؟
    -.................
    -غادة أجيبيني..
    -بلى هو..
    -لقد طفح الكيل يا غادة..خفت أن تسمعنا أمي و نسيت من يراك لحظة بلحظة؟..ما عدت أفهمك..
    هتفت غادة:يكفي رهف..هذه حياتي..
    -حياتك ليست ملكاً لك و حدك..إنها متعلقة بسمعتنا و مصيرنا..
    -أنا أحادثه فقط لا أكثر..
    ازدادت عصبية رهف و هي تقول:فقط..كم أنا محظوظة بأنك أختي..
    هتفت غادة بدورها :رهف ليس ذنبي أنك لم تتزوجي إلى الآن فلا تحطمي حياتي بغيرتك..
    تسارعت أنفاس رهف في استنكار و عقبت:ما الذي تقولينه؟
    -نعم أنت غاضبة لأنني جذابة و الكل يحبني و يهواني..أنت قلتها يوماً يا رهف..
    -لقد كنت في حالة غضب و ضعف فحسب..
    -بل أنت كذلك..يوماً ما ستفعلين ستمسكين بسماعة الهاتف في سبيل أن تجدي من يسقيك جرعات من الحب..
    صرخت رهف قائلة:اصمتي يا غادة..اصمتي..
    لكن صوتها بدأ يذهب شيئاً..فشيئاً..و بدت على وجهها ملامح التعب...مما جعل غادة تقترب من أختها و هي تسأل في قلق:رهف..هل أنت بخير؟..رهف..
    لكن رهف لم تجبها..بل انهارت تماماً..و وقعت على الأرض..لتصرخ غادة بجل صوتها:
    رهف أختي ماذا حل بك؟ ...
    *************************************
    .
    .

    .

  4. #19
    التسجيل
    01-07-2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    64

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    الى هنا وسأكمل في وقت آخر

    ولكنني يهمني رأيكم
    هل هي جيدة
    أم لاتستحق
    الإكمال
    .
    .

    .

  5. #20
    الصورة الرمزية SAD ANGEL
    SAD ANGEL غير متصل عضوه مميزه في منتدى النثر
    التسجيل
    25-10-2004
    الدولة
    حدائق بابل المعلقة / في سوريا
    المشاركات
    174

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    بصراحة القصة رائعة

    مشكور أخوي والله يعطيك العافية على النقل لأنه القصة طويلة جدا لكنها تستاهل النقل
    بتمنى ما تتأخر علينا لأنه القصة روعة وأحداثها حزينة لكنها حلوة وبكل جزء تصير أحداث جديدة
    يالله ناطرين البقية ما تتأخر علينا!!!!!
    والله يعطيك العافية مرة ثانية
    الملاك الحزين

    صلي على النبي ثلاث مرات كلما قرأت هذه :
    اللهم صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم...

  6. #21
    التسجيل
    30-08-2004
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    36

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    القصة روعة

    وننتظر التكملة على احر من الجمر
    save water........







  7. #22
    التسجيل
    04-07-2005
    المشاركات
    56

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    مشكور اخوي واوووووووووووو على القصة انتظر الجزء السابع انشاء الله بالطريق

  8. #23
    التسجيل
    01-07-2005
    المشاركات
    134

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    القصة تشوق.... وناطرة الباقي.
    لا تطول علي.
    شكرا.

  9. #24
    التسجيل
    01-07-2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    64

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    الاخوة sad -angel

    وwater-angel
    و عاشقة برشلونة
    و ftm-ftm
    اشكركم على المرووور
    بالنسبة لعاشقة برشلونة كيف تنتظرين الجزء السابع
    لقد انزلته منذ مدة
    والآن انتظروا بعض التكملة
    وشكرا
    .
    .

    .

  10. #25
    التسجيل
    01-07-2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    64

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    الجزء الخامس عشر : لحظة صفاء </B>
    صوت مخطط القلب يقطع الصمت في كل ثانية .. كما يقطع الخط الأحمر ذو المنحنيات الشاشة السوداء المخيفة .. تلك الشاشة التي لطالما أعلنت وفاة البعض وأنذرت بقرب أجل البعض الآخر .. تلك القطعة كالحة اللون التي تبقى العيون متعلقة بها رغما عنها .. تتطلع في قلق .. فتبتسم حينا وترتاع أحيانا ..

    بحثت غادة بين سطور المنحنيات عن مشاعر أختها .. فلم تنبئها بشيء .. يا لهذه الأجهزة الجافة .. ألا يستطيع هذا الجهاز أن يفهم أن القلب ليس مجرد عضلة تنبض بإيقاع مدروس و منتظم ؟؟
    ألا يمكنه أن يعي يوما أن هذا المكان مخزن لضمائر البشر وأحلامهم وأحاديثهم السرية .. مجلس لأحبائهم .. ومرتع لمعاناتهم .. وحافظ لأسرارهم ....... أوااااه أيها القلب .. بقدر ما نحبك ونعلي مكانتك بقدر ما تعذبنا وتحيل حياتنا جحيما ..

    استطالت اللحظات .. ورهف في غيبوبة تبدو بلا نهاية .. مل الجميع الانتظار .. وتكاثرت الأسئلة .. وازدحمت الاستفهامات .. وكل ذلك يرد عليه الطبيب بإيماءة غاية في الاختصار .. لا يفهم منها شيء ..

    رهف في غيبوبة ........ ترى أي شيء ترى الآن في مخيلتها .. وبأي شيء تفكر ؟؟ أم أنها لا تعي شيئا .. وتسبح في بحر من العدم ..

    كانت أم غادة تنظر إليها بريبة مشوبة بالتأنيب .. وكلما التقت نظراتها تراجعت الذكريات بغادة إلى لحظة سقوط رهف بين يديها .. لقد دب الرعب في كل خلية من جسمها .. وظنت لوهلة أن شقيقتها الحبيبة قد فارقت الحياة .. وسرعان ما ظهرت أمها نتيجة لصراخها الهستيري .. وكادت غادة أن تفقد الاثنين معا بسبب عدم تماسكها ..
    وحين نقلت رهف إلى المشفى ألحت أم غادة على سؤالها عما دار بينهما من حوار ... وكانت الورطة شديدة التعقيد هذه المرة .. لكن غادة خرجت منها بحل سهل ومقنع جدا .. لقد ألقت بالسبب على آخر ما سمعته من حوار بين رهف ووالدتها .. انه العريس يا أمي ... لقد أثرت حفيظتها بما يكفي .. وقتلت آمالها برفضك ..

    يا لهول ما أفعل .. لم أكن أعلم بأني دنيئة لهذه الدرجة ... ألا يكفي أن ألقي بالتبعات على غيري حتى أضيف إلى هذا الإثم إشعار والدتي بالذنب بدل رعايتها والتخفيف عنها ؟؟

    تعاقبت الساعات .. فطلبت أم غادة منها أن تعود للمنزل .. بينما تبقى هي كمرافق .. وولت غادة .. تجر أذيال الخيبة والقلق ..

    واحتواها البيت وحدها .. فاحتضنت وسادتها .. وأخذت تبكي بحرقة .. لقد باتت تكره نفسها .. فكل يوم تتكشف لها حقارتها وشر دخيلتها .. كل يوم تخطو نحو الرذيلة خطوات واسعة .. ترى كم بقي لتصبح في عداد الشياطين ؟؟ وهل لمثلها أوبة ؟؟

    مرت عدة أيام .. علمت فيها غادة أن شقيقتها دخلت في غيبوبة بسبب مرض القلب .. ولا يعلم أحد متى ستصحو ... إن كان هناك أمل في صحوتها ..

    وأصيبت غادة من جراء ذلك بحالة اكتئاب مزمن ... وازداد تناولها للحبوب المهدئة ... وظهرت الهالات السوداء حول عينيها إضافة إلى هزالها الشديد ... مما أثر على فقر الدم .. فأصبحت تتكرر عليها الاغماءات .. وصار الدوار ملازما لها ...
    وصفها عادل بأنها أصبحت خيالا ... وبأنه يخشى ألا يجدها يوما ... وقد بلغ قلقه عليها أقصى درجاته ... وبات الشك يراوده ...
    أما ربيع .. فقد كان أنسها الوحيد .. وملاذها من هذا الحال المزري .. كانت تشكو له كل شيء .. لكنه لم يروي ظمأها بالرغم من ذلك ... لأنها كانت تبحث عمن يكشف لها حقيقتها ويعرفها بنفسها أكثر .. لا عمن يستر عيوبها .. ويغطيها إلى أجل ..
    وازداد الغم وتكالب عليها الهم ... فقالت لنفسها : لماذا أهرع دائما لربيع وأشكو إليه .. بينما يكون حديثي مع عادل سطحيا بعيدا عن أعماقي ودواخلي ؟؟
    بدا لها كأن مصباحا أضيء في ذهنها .. فهي لم تفكر في ذلك من قبل ..
    أسرعت إلى الهاتف .. ورفعت السماعة ضاغطة على رقم عادل بيد مسرعة مرتجفة :
    - آلو ..
    - مرحبا عادل ..
    - وعليكم السلام .. هذه تحيتنا ... غادة غير معقول ..
    - لماذا ؟؟ أليس من حقي أن أتصل بك ؟؟
    - لم أقصد هذا .. لكن المرات التي تتصلي بها علي تعد على الأصابع .. إن هذا يوم السعد بلا شك ..
    ضحكت مجاملة .. خفق قلبها .وهي تستعيد قرارها .. وتلعثمت في محاولتها للبدء ..
    - ما بك يا عزيزتي .. أما زلت حزينة من أجل رهف ؟؟
    - ايييييه يا عادل .. وهل يمكنني نسيانها ؟؟
    - هوني عليك .. فلو كانت مستيقظة لما رضيت بما تفعلينه بنفسك ..
    بدأت الدموع بأداء مهمتها اليومية.. واهتز صوت غادة وهي تقول :
    - أخشى بأنها لن تسامحني حينها .. صدقني أعتقد بأنها ستكون سعيدة بحالي هذا ..
    - ما هذا الذي تقولينه ؟؟ غادة حبيبتي لا تجعلي الأحداث ت ..
    - أرجوك أن تسمعني حتى النهاية يا عادل ..
    - أمرك .. تفضلي يا غالية ..
    - عادل أنا .. أنا .. أنا السبب .. فيما حدث لرهف ..
    - ............ أسمعك ..
    - أجل .. أنا السبب .. لقد جرت بيننا مشادة كلامية ... بدأت أتهمها بأنها تغار مني ... ولم يحتمل قلبها الضعيف هذه الاتهامات القاسية .. فسقطت حالا .. عادل .. أشعر بأنني أسوأ انسانة في الوجود .. ليتك تعرفني على حقيقتي .. حتى أنت كنت دائما أخطئ بحقك .. أرجوك أن تسامحني .. عدني بأنك ستسامحني مهما فعلت .. عادل .......... أنا أحبك ..
    في هذه اللحظة .. وبينما يمارس عادل دور المستمع الصامت .. انغرست هذه الكلمة في قلب غادة بعنف .. ووجدت نفسها تستنكر ما قالته ....... ماذا .؟؟ أحبه ؟؟ بأي درجة من الصدق قلت هذه الكلمة ؟؟
    لم تستطع أن تكذب نفسها .. أو تجد مبررا لما قالته سوى ما وصلت إليه من صفاء مشاعرها وانقشاع بعض ما اختفى عنها من أحاسيس ..
    والتقطت أذناها كلمات عادل المواسية بينما كانت تفكر في هذا الأمر ..
    - أتعرفين .. هذه أول مرة أراك فيها في لحظة ضعف .. حبيبتي .. هل تسمحين لي بزيارتك الآن ؟؟ فلدي ما أقوله لك .. وأفضل أن يكون وجها لوجه ..
    هتفت من بين دموعها :
    - أجل عادل .. تعال .. أنا بحاجة إليك .. كن بجانبي ..
    وطار عادل إليها .. وفي لمح البصر وجد نفسه أمام باب المنزل الموحش يدق الجرس ........
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    .
    .

    .

  11. #26
    التسجيل
    01-07-2005
    المشاركات
    134

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    وين الباقي ؟؟؟
    بسرعة ابي اعرف شنو صار
    غادة اذا ما صارت خوش بنية بالنهاية>>>>
    راح ادعي عليه.
    وشكرا على القصة وايد تشوق

  12. #27
    التسجيل
    01-07-2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    64

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    الجزء السادس عشر(صراحة)

    تنهد عادل ثم عاد ينظر إلى غادة في حزن جامح..تنهد ثانية و قال:
    -يا إلهي يا غادة...هل نظرت إلى وجهك الشاحب في المرآة؟..أنت تعذبين نفسك بيدك..بأفكارك..
    تنهدت بدورها و قالت:
    -كلما أتذكر أنني السبب في دخول رهف المستشفى أشعر أنني سأجن..أشعر أنني زففتها إلى الموت بيدي..
    -لا تقولي ذلك..رهف في غيبوبة فحسب..
    -ما الفرق بين وضعها..و بين الموت؟
    -الأمل يا غادة..ستفيق من غيبوبتها بإذن الله و تعود إليكم..
    -متى؟....متى؟..
    و مع آخر حروفها أخذت غادة تبكي بحرقة...اقترب منها عادل و حاول تهدئتها قائلاً:
    -غادة..كل شيء مكتوب قبل أن نأتي إلى هذا العالم...إنه القدر..و لا نملك حياله غير الرضا و التسليم..كفكفي دموعك..فهي لن تفيد..ادعي لها في كل أحوالك..في جلوسك و وقوفك...في صلاتك و خلوتك..إنها الآن في أقصى الحاجة إليك...إلى إحساسك بها..و حبك لها..و خوفك عليها...لعلها تشعر دون أن تعي..لعلها تسمع دون أن تفيق..كوني بجوارها دوماً بقلبك و دعائك..كفى دموعاً بالله عليك..ارحمي هاتين العينين..
    حاولت غادة أن تتماسك..و شعرت ببعض الأمان..لقد طمأنها كلام عادل..و أثار فيها الشجون..همست لنفسها:معك حق يا عادل أنها لعبة القدر..ربيع...و عادل...أحدهما يؤنس قلبي..و الآخر يطمئن روحي...أي منهما الواقع..و أي منهما الخيال..من هو الذي أحب؟؟...عادل الحنون...أم ربيع العاشق...
    -غادة؟....إلى أين ذهبت..
    تنبهت غادة إلى صوت عادل و تمتمت:لا شيء..
    -أ ما زلت تفكرين بها؟
    -عادل...أتعدني أن تصدقني القول؟
    -و متى كذبت عليك يا غادة؟!
    -من أنا..؟
    -أنت غادة..
    -و من تكون غادة؟
    -غادة ماذا دهاك ؟...كفي عن الألغاز..
    -هل أنا سيئة ؟.. قاسية؟...بلا مشاعر؟
    -ما الذي يجعلك تقولين ذلك؟
    -أجبني يا عادل.. لماذا تظنني أقول ذلك؟
    -سأكون صريحاً معك...منذ عودتي من السفر و أنا أشعر بمدى تغيرك..تخالجني الريبة في تصرفاتك..تتهربين من النظر إلي...تسرحين...و تتململين أحياناً من حضوري..و كأنني بت شخصاً بارد الملامح في حياتك...تذكرينني بالأيام الأولى من خطبتنا...غادة هل نضب حبك نحوي..
    -كلا يا عادل..
    -هل ازداد؟
    -.............
    -غادة هل تحبين شخصـ...
    نظرت غادة بحركة حادة إلى عادل و قالت:ماذا قلت؟
    تلعثم عادل و أجاب:
    -لست أدري ماذا دهاني..أعوذ بالله من الشيطان الرجيم...أنا آسف يا غادة..اغفري لي...لقد أتعبني التفكير أنا أيضاً..ابتعادك عني مؤخراً و طريقة تعاملك أشعلت الصراع في أعماقي..تساءلت كثيراً عن ما أصابك نحوي..و لم أجد تفسيراً سوى..أعوذ بالله من الشيطان الرجيم...
    -أنت لا تثق بي...فكيف لنا أن نكون زوجين؟
    تنبهت غادة لعبارتها تلك و تساءلت في أعماقها:لماذا أبحث عن ثقته و أنا..لماذا أنا قلقة بشأن ذلك..أتراني أحبه؟
    انتزعها صوت عادل الذي أجابها قائلاً:
    -نحن زوجان بالفعل..غادة أنا أخشى أن أفقدك ..كما أن للثقة حدود..فإن زادت باتت تفريط..و إن قلت عن حدها المعقول تحولت إلى شك..غادة المسألة متعلقة بقلبي أنا..لا أكثر..
    شعرت غادة ببعض الضيق..لقد ظهرت لها حقيقتها جلية واضحة..و هذا ما أربكها و جعلها تقول و قد همت بالمغادرة:
    -أكاد أختنق يا عادل..سأذهب إلى غرفتي..أريد أن أعزف على البيانو..فذلك سيريحني..قليلاً..
    -لكني لا أنوي أن غادر..
    -عادل أرجوك..
    -غادة هذا ليس عدلاً..كلما ناقشتك في أمر ما فررت هاربة..
    -عادل دعني وشأني أشعر بصداع يفتت رأسي..
    -غادة أرجوك..لطالما أجبت رغباتك..من حقي أن تطيعيني و لو مرة أنسيت إنني زوجك...إن كنت تغضبين من أفكاري فأثبت لها خطأها..
    نظرت غادة إلى عيني عادل..فرأت تلك النظرات القلقة..المهتمة التي لم تكن قد رأتها قط في عيني ربيع..تلك النظرات جذبتها في صمت و جعلتها تجلس مستسلمة مستمعة..عندها أكمل عادل:
    -غادة لم أكن صريحاً معك قبلاً كما سأكون صريحاً معك الآن..
    -أنا أستمع..
    -غادة..ما تشعرين به من هم و ضيق ليس بسبب ما حدث لرهف فقط..
    -لماذا أشعر بالضيق إذن..أه صحيح ربما أحب شخصاً آخر..
    لقد رمت غادة بهذه العبارة حتى تخرج كل ما في أعماق عادل من شكوك و ظنون نحوها..لكنه خيب ظنها بإجابته حيث قال:أخطأت يا فتاة...لم أعني ذلك..غادة حجابك.. عزفك على البيانو..شغفك بالتصوير..و الموسيقى...ألا تظنين أن لها أي تأثير فيما تشعرين به حالياً..
    تنهدت غادة و همست لنفسها..يبدو أنه سيمطرني بالنصائح هو الآخر..أيريد أن يلعب دور رهف..آه يا رهف..
    تنهدت غادة ثانية و أجابت في جفاف:
    -عادل صوت البيانو يطربني..ينسيني همومي..
    -بدليل تلك العينين التي يبدو أنهما لم تذوقا طعم النوم الهانئ منذ أيام..غادتي..هل جربت قراءة القران في أعماق الليل..أعلم أنك تملكين صوتاً عذباً..فهلا رتلت به القرآن..غادة جربي قراءته و لو مرة..ستشعرين بشيء عجيب ينساب في أعماقك...ستنامين قريرة العين...عندها ستندمين على اللحظات التي قضيتها أمام البيانو..
    -أتناقض نفسك... أنت أحببتني و أنا هكذا يا عادل..
    -غادة أنا لم أحببك لتصرفاتك أو لجمالك..لقد أحببت روحك..غادة أنا مسئول عنك..و قلق عليك..
    -فلتهتم إذن ب...
    بترت غادة عبارتها فجأة...و تذكرت رهف.. همست لنفسها هي الأخرى كانت تقول أنها قلقة علي...هل أنا على خطأ و الكل على صواب..كلا الكل يفعل مثلي..صديقاتي..المجتمع المحيط بي..المذيعات..المشهورين..أنا على صواب..آه يا رهف..اشتقت لنصائحك المملة..
    نظر إليها عادل متأسفاً و قال:
    -لا بأس يا غادة..أنا ذاهب..
    -انتظر يا عادل..هل لك أن تأخذيني إلى رهف..أريد أن أكون بجوارها كما قلت لي..
    ابتسم عادل و قال :سأنتظرك في السيارة....
    أعدت غادة نفسها و مضت بسرعة إلى عادل..و ما أن رأى ذلك الأخير حجابها حتى تنهد قائلاً:غادة..
    أجابته على عجل:أنا أحتاج إلى بعض الوقت يا عادل..
    أدار عادل المحرك و مضى نحو المستشفى..خيم الصمت ثقيلاً على السيارة..حتى وصل الاثنان إلى المستشفى..عندها قالت غادة لعادل:عادل لقد ارتحت بالحديث إليك..
    -حقاً..أم أنك تجاملينني..
    -ما حاجتي للمجاملة..عادل هل ستظل تحبني..
    -بالطبع..
    -مهما فعلت...
    نظر إليها عادل ملياً ثم ابتسم و أجابها وهو يغادر:مهما فعلت..
    ظلت غادة ترقب سيارته التي اختفت تماماً بين الزحام ثم اتجهت نحو غرفة أختها..و ما أن وصلتها حتى فتحت الباب بهدوء...كانت والدة غادة نائمة على كرسي بعيد عن سرير رهف..فاقتربت غادة من رهف..تأملتها..و تمتمت :كم أنت صفراء يا رهف و شاحبة..
    أمسكت غادة كف أختها و قبلتها..و عادت تتمتم :هل تسمعينني يا رهف..أنا آسفة..رهف أفيقي بالله عليك..أمي نذرت إن استيقظت من غيبوبتك ستزوجك لمن تختارين..هل أنت سعيدة..رهف أنا بحاجة إليك..شاجريني..أنبيني..أمطريني بنصائحك التي لا تنتهي..لكن لا تتركيني وحدي...سأكون طوع أمرك..رهن إشارتك..رهف أنت عمري..و ساعدي..ربما كنا مختلفتين لكن دمنا واحد..أرى في ملامحك شيئاً مني..أرجوك أفيقي..
    شعرت غادة بيد تربت على كتفها فالتفتت لصاحبتها..فإذا هي والدتها ..
    سألتها غادة قائلة:أمي لماذا لا تجيب؟اشتقت لسماع صوتها..
    احتضنت الأم ابنتها و همست:ادعي لها يا غادة..ادعي لها يا حبيبتي..

    ************************************
    .
    .

    .

  13. #28
    التسجيل
    01-07-2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    64

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    الجزء السابع عشر : عودة وقرار .. </B>
    في تلك الليلة استحضرت غادة كلمات عادل في ذهنها كلمة كلمة .. كانت تشعر بغرابتها وتميزها .. لم يسبق لأحد أن أراح قلبها بكلماته كما فعل عادل اليوم ...
    تململت غادة في فراشها .. كم أصبحت تكره وقت النوم وتتمنى ألا ينتهي النهار أبدا ..
    وضعت كفها أسفل خدها وأخذت تحاول جاهدة أن تنام بلا فائدة .. أغمضت عينيها فرأت هذه العبارة مكتوبة بكلمات مضيئة :
    هل جربت قراءة القران في أعماق الليل ؟؟
    وسرعان ما وجدت نفسها تنهض من سريرها لتتناول المصحف المغبر وتفتحه بشكل عشوائي ..
    نظرت إليه بوجل ... وارتسم على محياها الحزن والشوق .. أخذت نفسا عميقا ثم قرأت :
    ( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ) </B>
    واختنق صوتها بالبكاء ........ فأغلقت المصحف ووضعت يديها على وجهها تبكي أيامها .. تبكي آلامها .. وتبكي مصيرها ...
    ووجدت لسانها يخاطب ربها من بين الدموع بصوت مرتجف :
    - يا رب .. يا ربي اني أسرفت كثيرا .. كثيرا جدا .. يا رب .. أكنت تخاطبني بكلماتك ؟؟ أشئت أن أفتح هذه الصفحة بالذات لأتلقى رسالتك ؟؟ أجل أجل .. الهي .. اني المعنية .. اني أنا المعرضة عن ذكرك .. أنا العمياء .. لالا بل أنا البصيرة بفسقي .. كل شيء واضح أمامي .. رزقتني العقل المفكر والإرادة والعلم .. ووضعت في طريقي أناسا ينصحونني ويبصروني بما أغلق عيني عنه .. لكنني أعرضت عن كل ذلك .. فابتليت بضنك العيش .. فهل تقبل يا رب توبتي ؟؟ هل تقبل أوبتي ورجعتي ؟؟ هل تنظر إلى بعدما أغضبتك كثيرا ولم أبالي ؟؟ أم ستحشرني عمياء كما قلت لي قبل قليل ؟؟ هل ستحفظني وترعاني ؟؟ أم ستنساني ؟؟ يا رب لا تنساني .. أرجوك .. ماذا أفعل بدونك ؟؟ والى من تكلني ؟؟ رب أنت اللطيف فالطف بحالي .. أنت المنقذ فأنقذني من تخبطي .. أنقذني من عنائي وحيرتي .. ألهمني الصواب وجنبني الزلل .. بين لي طريقي .. أأختار ربيع ؟؟ أم عادل ؟؟ ربيع أم عادل يا رب ؟؟ يا رب ..
    وتطاولت بها اللحظات .. ما بين تفكير ودعاء وبكاء .. ما بين ندم وعزم على اتخاذ القرار ..
    تذكرت رهف ورقدتها المجهولة .. ترى لو كانت مكانها ماذا ستفعل .. وما الذي سيحدث من حولها ؟؟
    من سيكون الأسبق للاطمئنان عليها ؟؟ ومن سيلازمها ويلهج لسانه بشفائها ؟؟ من يحبها أكثر ؟؟

    شقشقة العصافير تتعالى بالخارج وضوء فجري خافت قد بدأ يتسرب .. يا الهي هل نامت حقا ..؟؟

    رن هاتفها المحمول .. نظرت بقلق إلى شاشته .. انه ربيع .. هل تتجاهله ؟؟ إنها لم تتخذ قرارها بعد .. لكن قلبها غلبها فالتقطت الهاتف بسرعة من يخاف أن يتوقف رنينه وضغطت الزر الأخضر ..

    - آلو ..
    - صباح الورد الجوري ..
    - ربيع ..
    - هل كنت تفكرين بي ؟؟
    - ربيع .. اسمعني ..
    - بل أنت اسمعيني .. أشتقت اليك .. لم أعد أتحمل غيابك .. أرجوك أن توافقي على التقاءنا ثانية .. ارفقي بساكن قلبك .. أم أن ساكنه قد غادره ؟؟
    - لا .. لم يغادر .. لقد تغلغلت جذوره في أعماقه حتى باتت تؤلمه وتدميه ..
    - ألهذه الدرجة حبي يعذبك ؟؟
    - بل انه يقتلني كل يوم ألف مرة .. لذلك .. أعتزم على ..
    - لا تقولي بأنك ستتركينني .. هذا يعني نفيي إلى عالم موحش .. عالم خرب كئيب .. أنت من تضفين على حياتي الجمال والعذوبة والرقة .. أنت بمثابة الماء الذي يجري على الصحراء فيجعلها حديقة غناء .. أنت عمري يا غادة ..
    ترقرقت العبرات في مقلتيها .. وقالت :
    - لماذا أسأت الظن ؟؟ لم يكن هذا مقصدي يا ربيع الحياة .. أنا إن كنت ماء حياتك .. فأنت الهواء الذي أتنفسه .. لكنني لا أستطيع تجاهل نداء العقل .. صبرا يا ربيع .. لا تفهمني خطأ .. كل ما أريده منك أن تتوقف عن محادثتي حتى أتصل أنا بك .. وعندها سأشرح لك كل شيء .. والآن أرجوك أن تنهي المكالمة ..
    - هل بيننا أسرار ؟؟
    - لا .. قلت بأني سأخبرك .. لكن في الوقت المناسب .. رجاء ..
    - حسنا .. كما تشائين .. ثقي بأنني سأنتظر مكالمتك اليوم قبل الغد ... لا تطيلي عذابي ..
    - لا .. لن أرتاح طالما تتعذب أنت .. لذلك سأعجل قدر استطاعتي ..
    - إلى اللقاء ..
    - مع السلامة ..

    وفي المساء .. اتصلت غادة بعادل وطلبت منه المجيء لأمر هام ... ثم أغلقت السماعة .. واحتوت نفسها بذراعيها بينما راحت دموعها تهمي ... كما لم تفعل من قبل ..

    .
    .

    .

  14. #29
    التسجيل
    01-07-2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    64

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    الجزء الثامن عشر (اعتراف)
    تعلق بصر غادة بعادل الذي كان يجلس أمامها و كأنها تراه للمرة الأولى...مما جعل عادل يسأل غادة في استنكار:
    -لماذا تنظرين إلي هكذا؟..هل أنا وسيم إلى هذه الدرجة..
    تنبهت غادة لحالها فأشاحت ببصرها و لم تجب..فعقب عادل قائلاً:
    -أ تعلمين تبدين اليوم أفضل من البارحة بكثير..
    ابتسمت غادة ابتسامة صفراء و عقبت قائلة:
    -ذلك لأنني استمعت إلى نصيحتك..
    -حقا.. لا أصدق..أخيراً يا غادة...الحمد لله..الحمد لله..
    نظرت إليه غادة بنظرات حزينة..و تساءلت في أعماقها..هل أخبره؟..هل أحطم سعادته؟..كلا لا أستطيع..إنني لا أستطيع..علي أن أنهي الأمر..لقد اتخذت قراري .. من حقه أن يعلم..مهما كان ذلك صعباً..أو مستحيلاً..من حقه أن يعلم..لن أتراجع..نعم لن أتراجع...
    جذبها صوت عادل نحو الواقع قائلاً:غادة فيم سرحت؟
    -عادل..أريد أن أطلب منك طلباً...
    -طلباتك أوامر ..ماذا تريدين مني يا أميرتي؟
    -عادل أرجوك..كف عن تلك الكلمات فأنا لا أستحقها..
    -كيف لي أن أكف؟!..أنت حبي..و زوجتي..أنت سعادتي و مستقبلي..بل حياتي بأسرها...باختصار أنت كل شيء..
    تطلعت غادة إلى وجهه و أجابت بصوت مخنوق:أنت مخطئ...أنا لا شيء..
    -لماذا تقولين ذلك..غادة لم أعهدك هكذا..ما الأمر؟
    انطلقت دموع غادة غزيرة..لقد حاولت أن تبقيها حبيسة المقل لكن بلا جدوى..عندها اقترب منها عادل و همس لها قائلاً:غادتي..لا تبكي..أرجوك لا تبكي...غادة دموعك تهزني..
    صرخت غادة من بين دموعها قائلة:بل أنا من يرجوك يا عادل...أطلق سراحي..
    -أطلق سراحك؟!..
    ارتفع صوت غادة أكثر و هي تقول:
    -نعم يا عادل..أرجوك طلقني...
    نظر إليها عادل كالمصعوق و تراجع قائلاً:أ هذا طلبك؟
    شعرت غادة أن الكلمات تحتضر في جوفها فما كان منها إلا أنها أومأت برأسها إيجاباً..
    وضع عادل رأسه بين كفيه و هو يتمتم:لماذا؟..ماذا فعلت حتى تطلبي مني المستحيل؟
    استجمعت غادة بعض قواها..بينما ظلت دموعها تهطل في غزارة و هي تقول:العيب فيني و ليس فيك..أنت أنبل رجل عرفته في عالمي..حنانك كان يدثرني...طيبتك..معدنك..عادل..أي فتاة في العالم تحلم بفارس مثلك..لكنني لا أستحقك..
    التفت إليها عادل في حركة حادة و قال:أقبلك بكل عيوبك..
    صرخت غادة قائلة:عادل..ألا تفهم..أريدك أن تطلق سراحي..
    صرخ عادل بدوره قائلاً:هكذا بكل سهولة..ماذا عن أحلامنا..عن خططنا..عن عائلتنا؟!
    -أحلامنا لم تعد واحده يا عادل...كل منا عليه أن يمضي في سبيل..
    -غادة... كنت أراك تتغيرين..تبتعدين..كنت أشعر بك تذبلين بين أناملي.. و لكن لم يخطر ببالي أن أفقدك نهائياً..أ ما عاد لي مكان في قلبك..؟
    -.................................
    اقترب منها عادل أكثر و كرر عليها سؤاله..لكنها لم تجبه..فأمسك كتفيها بكفيه و صرخ فيها مكرراً:
    -أ ما عاد لي مكان في قلبك..هل انتهى كل شيء..؟
    لكن غادة لم تجب بل مررت كفيها على و جنتيها لتمسح دموعاً أبت أن تجف..
    فكرر عادل سؤاله مرة أخرى..عندها تطلعت إليه و قد استجمعت كل قوتها و أجابته في حزم:نعم يا عادل..لم يعد هناك مكان لك في قلبي..كف عن تعذيبي..أعطني حريتي..
    تراجع عادل في صمت و قد اكتست ملامحه بالذهول و هو يردد:مستحيل..
    عقبت غادة في أسى:إنها الأقدار يا عادل..كل شيء مكتوب قبل أن نكون في هذا العالم..أنسيت؟!..لا شيء مستحيل..
    شعر عادل بنفسه يتهاوى..فتطلع إليها..و هو يتمتم:
    -أنت لست غادة بالتأكيد..
    -و من سأكون غيرها..للأسف ما أنا إلا هي..
    أسند عادل ظهره إلى الجدار..و ظل يرمقها بنظرات مطولة..بينما أشاحت غادة بصرها بعيداً لعلها تهرب من نظراته المتسائلة..والمصدومة.. و عندما شعرت بعدم جدوى ذلك عقبت و هي تهم بمغادرة الغرفة قائلة:عادل..سأذهب الآن و أنا على يقين أنك ستعطيني ما طلبت..
    لكن يده أمسكت معصمها بقوة..فالتفتت إليه في حركة حادة و هي تهتف قائلة:عادل ماذا دهاك؟
    أجابها عادل بلهجة لم تعهدها:ستذهبين معي..
    هتفت غادة في ذعر:إلى أين ؟
    أجابها بنفس لهجته السابقة:إلى بيتنا..أ نسيت أنني زوجك..و لي حق الطاعة عليك..
    حركت غادة رأسها في ذهول و هي تتمتم:أجننت..؟
    لكن عادلا أجابها في حزم:أين عباءتك؟
    نظرت غادة إليه...لقد بدا جاداً جداً ..و لأبعد الحدود..عندها حاولت أن تخلص يدها من قبضته و هي تصرخ قائلة:لا يحق لك أن تأخذني إلى أي مكان..
    عندها صرخ فيها بدوره:أنا أنقذك من نفسك يا غادة..أنت لا تعين ما طلبته..
    -بلا أعي..عادل أنا لست مجنونة..
    -أعطني سبباً مقنعاً لأعطيك ما تريدين..
    -أنا لأحبك يا عادل..
    -أنت كاذبة..
    -أنا لا أحبك..
    -أنت كاذبة...
    -لا أحبك ..لا أحبك..دعني فأنا أحب شخصاً آخر..
    تنبهت غادة إلى كلماتها التي أفلتتها من بين شفتيها..بينما تسمر عادل في مكانه بلا حراك و هو يتمتم:هل تعنين ما قلته..؟
    تلعثمت غادة...و تراجعت حتى استندت على الحائط..فاقترب منها عادل و هو يكرر سؤاله بصوت غاضب...فتسارعت أنفاسها..و همست لنفسها لن أتراجع ..نعم لن أتراجع..كفاني تعذيباً لنفسي..كفاني أرقاً.... أغمضت عينيها فهي لا تريد أن ترى تعابير وجهه و أجابت بحزم:نعم أنا أحب شخصاً آخر..
    تراجع عادل بضع خطوات..عندها فتحت غادة عينيها لتراه..لقد بدا لها شخصاً آخر لا تعرفه..نظر إليها عادل نظرة نارية و سألها:منذ متى...؟
    تجمدت الكلمات على أطراف لسانها فأعاد عليها سؤاله في عصبية لم تعدها :منذ متى..؟
    أجابته و قد عاودت دموعها الهطول:منذ أن عدت من سفرك الأخير..
    -من هو؟
    -...................
    -قلت لك من هو يا غادة..؟
    -أتعدني أنك لن ترتكب أية حماقة...
    -أتهتمين لأمري؟..لا أظن ذلك..انطقي ...من هو يا غادة..؟
    -عادل أرجوك..
    -أ كاد أفقد صبري...من هو..؟
    -إنه....إنه خطيبي السابق..ربيع..لقد اتصل بي منذ مدة و...
    بترت غادة عبارتها بسرعة...بينما مرر عادل يده على رأسه في عصبية و هو يتمتم:خونتي يا غادة..هكذا بكل بساطة..
    أشاحت غادة ببصرها..بينما ابتسم عادل وسط عصبيته ساخراً و هو يقول:يا لي من مغفل؟..كان علي أن أتنبه لتلك النظرة التي بدت على وجهك عندما أخبرتك بشأن أفكاري...يا لي من مغفل إذ أحببتك يوماً..لقد خنتني يا غادة..
    عقبت غادة في حزن:عادل..اســ...
    صرخ فيها عادل قائلا:يكفي يا غادة..ماذا ستقولين لي..؟بماذا ستبررين موقفك؟..أنت لا تملكين عذراً واحداً..
    ثم رمقها بنظرة مطولة و عقب:معك حق نحن لا نناسب بعضنا البتة..
    -.................
    -لم تبكين يا آنسة..يا محترمة..يا وفية..لم تبكين..يا إلهي هل آذيت مشاعرك؟..أنسيت أنك أنت من خنتني لا أنا؟
    -............................
    -كفي عن دموع التماسيح تلك..
    -.............................
    -قلت لك كف عن البكاء..ألا تسمعين..لا أريد أن أسمع صوتك
    -...............................
    -كف يا غادة..
    و مع حروف كلماته تلك ارتفعت يده لتصفع غادة لكنها تراجعت بسرعة...
    فتمتمت غادة قائلة:لك أن تضربني يا عادل..لك أن تقول ما شئت..فذنبي و ذنبك هو الحب..
    -و هل تركت لي شيئاً حتى أقوله..لقد صدمتني..أطلقت علي رصاصة محكمة...دمرتني..حسبي الله و نعم الوكيل فيك..أعطيتك كل شيء..كل ما أملك..و في النهاية كان جزائي السم الذي زرعته بيدك في أحشائي..قطعت كل ما بيننا..و أحرقت كل جميل في علاقتنا...لقد انتهى كل شيء.
    نظر عادل إليها نظرة الوداع...و مضى مغادراً..تجمدت غادة في مكانها للحظات..و من ثم أسرعت تركض خلفه ..حتى وصلت فناء منزلهم..صرخت باسمه لكنه لم يجبها..صرخت باسمه مرات متتالية فتوقف و لم ينظر إليها..عندها اقتربت منه ..و أخرجت من جيبها العقد الماسي الذي قدمه لها و مدت به يدها و هي تقول:أنا لا أستحقه يا عادل..خذه.
    نظر عادل إلى العقد ملياً ثم أشاح بوجهه قائلاً:عندما قدمته لك لم أفكر إن كنت تستحقينه أم لا..لقد قدمته لك لأنني كنت أحبك..
    -إذن خذه..فأنت لم تعد تحبني..
    التفت عادل إليها بحركة حادة..و أجابها بصوت بارد:أنت طالق يا غادة..
    ***********************************
    .
    .

    .

  15. #30
    التسجيل
    01-07-2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    64

    مشاركة: قصة طويلة لكنها رااائعة

    الجزء التاسع عشر : هذا هو الواقع ..
    ظلت غادة تنظر إلى الباب حيث كان يقف عادل .. هذه هي آخر مرة تراه فيها ..
    ترددت كلمة ( أنت طالق ) في أذنها فأغمضت عينيها بألم .. يا الهي لماذا تسمع هذه الكلمة البغيضة مرتين ولما تصبح زوجة حقيقية بعد ؟؟

    استدارت ببطء .. وأخذت تصعد السلالم .. كاسفة البال .. منكسة الرأس .. مكسورة الخاطر .. وعند المدخل استندت بيدها إلى قائم البوابة .. ونظرت إلى موضع قدميها .. يحق لها ألا تنظر إلا إلى هناك .. كيف سيتسنى لها أن ترفع رأسها ثانية بعد كل ما فعلته ..
    سقطت دمعتان .. فسارعت بمسحهما وهي تردد لنفسها :
    - لماذا أبكي ؟؟ أليس هذا ما أردته ؟؟
    التفتت إلى الخلف .. وقالت :
    - هل أبكيه ؟؟
    شعرت برغبة جامحة لكي تركض خلفه .. ترتمي في أحضانه وتقول : أنا آسفة .. عد إلى ..
    عادل .. أي إنسان أنت ؟؟
    خيل إليها أنها ترى طيفه .. فبدت على وجهها ملامح العطف والحنين .. مدت يدها إلى فمها تكتم شهقة خفيفة .. لماذا تشعر نحوه بهذا الانشداد ؟؟
    صرخت وهي تهز رأسها بعنف ..
    - الممنوع مرغوب .. هذا كل شيء .. كل شيء ..
    وأخذت تركض ناحية غرفتها وهي تردد هذه الكلمات بصوت يقطعه البكاء كل حين ..
    وحالما وصلت لحظتها والدتها فتبعتها بانزعاج وخوف .. ودخلت حجرتها وهي تقول :
    - ما بك يا ابنتي ؟؟ أفزعتني ..
    استدارت غادة وارتمت في أحضان أمها .. وأفرغت كل الشحنات المتراكمة على كتف هذه الوالدة الطيبة .. التي ما زادت على قولها وهي تربت على ظهر ابنتها :
    - اهدئي يا ابنتي .. كل ما فوق التراب تراب ..
    - أمي ..
    - نعم يا حبيبتي ..
    ابتعدت غادة عن أمها خطوات قليلة ثم قالت دون أن تنظر إليها :
    - لقد انفصلت عن عادل ..
    حملقت أمها فيها بذهول .. وألجمتها المفاجأة فبقيت صامتة لحظات وقد اتسعت عيناها إلى أقصى حد ..
    - ماذا تقولين ؟؟ ل .. لكن .. لماذا ؟؟
    - ....................
    - لا حول ولا قوة إلا بالله .. كلما ظننت بأنني قد اطمأننت عليك وعلى مستقبلك تعودي فتفجعينني وترجعي الهم إلي ..
    - ظننتك ستواسيني ..
    - كيف أواسيك وأنا لا أعرف السبب .. أووووه يا ابنتي .. لابد أنك محسودة ..
    لم تكن غادة ترغب بالمناقشة .. فكررت مستسلمة :
    - أجل .. أظن ذلك ..
    أمالت الأم رأسها بأسى وهي تقول :
    - كيف أستطيع مساعدتك ؟؟
    - لا تفعلي شيئا يا أمي .. ثقي بأن غادة ستعود إلى نضارتها في غضون أيام .. وسوف تطمئنين حينها علي ولن تسعك الدنيا من السعادة ..
    نظرت الأم إليها بشك وقالت :
    - ولماذا أنت واثقة ؟؟
    ارتبكت غادة فقالت بسرعة :
    - أشعر بذلك ..
    تنهدت الأم ثم استدارت وهي تضرب كفا بكف وتحوقل وتنعي حظها .. ثم خرجت وكلماتها ما زالت ترن في أذن غادة وهي تقول :
    - ما هذا الهم ؟؟ الولد تفصلني عنه آلاف الكيلومترات .. يعيش في غربة ويرفض الزواج .. والبنت الكبرى في غيبوبة ولا أحد يعلم مصيرها إلا الله .. أما الصغرى فحزينة دائما وكلما خطبت انفصلت عن خطيبها .. الجميع يذبل أمامي وأنا لا أملك شيئا .. رحمتك يا رب .. اللهم لا اعتراض .. اللهم لا اعتراض ..

    احتضنت غادة وسادتها وهي تشيع أمها بنظراتها المتأسفة على هذه الانسانة البائسة الضعيفة .. كم يؤلمها أن تكون سببا في شقاء من تفانت في تدليلها وخدمتها ..
    وأمام هذه الخواطر عاهدت نفسها أن تسعد أمها بأسرع وقت ممكن .. والى الأبد ..

    دارت الأفكار بها حتى توقفت عند عادل مجددا .. فاسودت الدنيا أمامها ثانية .. لقد انتهى كل شيء .. أليس هذا ما سعت إليه بنفسها ؟؟ لكن أنى للقلب أن يعي منطق العقل .. انه يسير خلف عواطفه فقط ..
    عواطف ؟؟ أي عواطف ؟؟ هل تكن شيئا لعادل ؟؟
    أمسكت رأسها بتذمر وهي تقول بصوت مرتفع :
    - أووووووووووووووووووووووه ... يكفي .. يكفي ..
    ثم فتحت عينيها والتقطت جوالها .. وراحت تتحسسه بحب وهي تقول : ليس في قلبي سوى رجل واحد .. ولن يسعدني سواه ... ربيع .. الآن يمكنني أن ألقاك .. بكل حرية ..
    عجلت بطلب رقمه .. لكن ما إن سمعت صوت الرنين حتى انقطع الاتصال .. وأعطاها جوالها نغمة الانشغال ..
    عاودت الاتصال .. فوجدت هاتفه مغلق .. ماذا حدث ؟؟ هل انتهى الشحن ؟؟
    هزت كتفيها وقالت : ربما ..

    ارتمت على فراشها بإعياء .. فإذا بطيف عادل يهاجمها بشراسة .. نهضت فزعة .. وأحضرت ورقة وقلما .. وقد قررت أن تكتب له رسالة .. عل ذلك يخفف عنها .. ويكون لها عذرا عنده .. من يدري ؟؟
    لكن ما إن خطت الاستفتاح حتى رن جوالها .. فقفزت إليه وخفق قلبها حين رأت رقم ربيع ..
    - مرحبا ..
    - أهلا ..
    - هل اتصلت ؟؟
    - أجل .. لكن ..
    - أعرف .. أعرف .. لقد كنت مشغولا لذلك أغلقته أنا آسف ..
    - ربيع ..
    - ما أجمل الاسم من فمك ..
    - ربيع لسوف يتحقق أملك باللقاء ..
    صرخ ربيع بفرح :
    - حقا ؟؟
    ابتسمت غادة بدلال وقالت :
    - أجل .. ألم أعدك بذلك ؟؟
    - متى وأين ؟؟ اليوم ؟؟ في أي ساعة ؟؟
    - ههههههههههه .. تمهل .. أنا لم أقل اليوم ..
    - آآآه .. لقد أتعبتني يا غادة .. ولم أعد أطيق الانتظار لحظة واحدة ..
    - حسنا يا عزيزي .. لك أن تختار تفاصيل اللقاء كما تشاء ..
    - عجبا ؟؟
    - ماذا ؟؟
    - ثمة شيء قد تغير صحيح ؟؟
    - أنت ذكي دائما .. لكنني لن أخبرك حتى نلتقي ..
    - لنلتقي اليوم إذن .. في ذات المكان .. ما رأيك ؟؟
    - أوووه .. ذلك لن ينفع فيجب أن أزور رهف اليوم ..
    - وما أدراها عنك .. إنها نائمة ولن تعرف من زارها ومن لم يزرها ..
    - ربيع كيف تقول هذا ؟؟
    - حسنا حسنا .. لنلتقي غدا ..
    - موافقة ..
    - هه .. لحظة لحظة .. أجل سآتي الآن ..
    - ماذا تقول ؟؟
    - كنت أكلم صديقي .. يجب أن أذهب الآن .. سأكلمك ثانية حينما أتفرغ .. إلى اللقاء ..
    - إلى اللقاء ..

    أغلقت السماعة .. ونظرت أمامها .. لتجد الورقة مشرعة تدعوها لكتابة الرسالة .. فما لبثت أن تساقطت دمعاتها .. وهي تمسك بالقلم ..


    هـل تـكـتـبـهـا ؟؟
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    .
    .

    .

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •