أخي الكريم
يبدو أنك لا تتقبل الرد العلمي الموثق بالأدلة وأقوال العلماء
وأراك بدأت تتهرب من الحوار في لب الموضوع !!!
فأين أدلتك واستنادك وردودك الموثقة بأقوال العلماء؟ على صحة تقسيم البدع !!
فما زلت متعلقا باجتهاد الإمام النووي
معاذ الله ان يكون عمر رضي الله عنه مبتدع فقد كان متشربا لنهج النبوة والعمل به واقرب مايكون للصواب
أحسنت ولهذا ذكرنا استحالة تفسير قوله نعمت البدعة بالبدعة الشرعية التي قال فيها عليه الصلاة والسلام: "وكل بدعة ضلالة"
لأن لصلاة القيام جماعة أصل في الدين وليست ببدعة كما ذكرت مرارًا وتكرارًا وكما نقلت لجمع من أهل العلم
وهي بهذا خارجة عن تعريف البدعة الذي أرفقته أعلاه كاملاً من كلام الإمام الشاطبي رحمه الله
أما قولك
يندرج في ليس منا الا من رد ورد عليه
هل الجميع يندرج عليهم هذا القول سوى الرسول عليه الصلاة والسلام والإمام النووي؟
ما رأيك بقول الإمام الشاطبي وقول الإمام ابن رجب رحمهما الله ؟
أولم تطالبني بذلك فيما سبق وأراك تغاضيت عنه الآن
هل ذلك لأنه لا يوافق هواك؟ خاصة وأن حوارنا عن هذا التقسيم
أخي الكريم
إن كنت تريد بعض المراجع القيمة التي رجعت إليها في ردي المتواضع
فأنا مستعد لإعطائك إياها وعلى رأسها كتاب الإعتصام للشاطبي
والحق أحق أن يتبع
خلاصة الحوار:
استدلالك بأن هناك بدعة حسنة معتمد على قول "نعمت البدعة" وهذا القول اختلف فيه أهل العلم فمنهم من قال بأنها بدعة لغوية لأن لها أصلاً من عمل الرسول عليه الصلاة والسلام وحثه على اتمام الصلاة خلف الإمام ولأنها لو لم تكن كذلك لخالفت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " وكل بدعة ضلالة" وخالفت أقوال الصحابة الكرام التي أرفقناها وبعض الأئمة وبعض العلماء الآخرين الواضحة في أن كل بدعة ضلالة.
ومنهم من قال بأنه عنى البدعة الشرعية كالإمام النووي والعز بن عبدالسلام رحمهما الله وقسمها إلى خمسة أقسام لم يرد فيها دليل عن قدوتنا وإمامنا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يذهب إليها أحد من الصحابة وقد خالفهم في ذلك غيرهم من أهل العلم وكل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله عليه الصلاة والسلام.
أدلتي:
من القرآن الكريم:
قوله تعالى:
( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاًُ )
{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا}
{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا}
من السنة النبوية:
قوله صلى الله عليه وسلم (وكل بدعة ضلالة) ولا تخصيص لها من كلام المصطفى عليه الصلاة والسلام "وليس منا إلا من رد ورد عليه" سواه بأبي هو وأمي
وقوله صلى الله عليه وسلم: { من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد } وكذلك { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد }. وقد ذكرنا المصادر سابقاً
أقوال الصحابة:
ذكرنا قول ابن عمر وابن مسعود رضي الله عنهم
وأضيف على ذلك:
ذكر ابن سعد رحمه الله بإسناده أن أبا بكر رضي الله عنه قال: "أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع، فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوِّموني" الطبقات الكبرى، 3/136
التابعين والأئمة:
ذكرنا قول الإمام مالك رحمه الله ونضيف عليه:
- كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى رجل فقال: "أما بعد، أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم، وترك ما أحدث
المحدثون بعد ما جرت به سنته" سنن أبي داود، كتاب السنة، باب لزوم السنة، 4/203، برقم 4612
وقال الحسن البصري رحمه الله: "لا يصح القول إلا بعمل، ولا يصح قول وعمل إلا بنية
، ولا يصح قول وعمل ونية إلا بالسنة"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، 1/63، برقم 18 للالكائي
وقال الإمام أحمد رحمه الله: "أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والإقتداء وترك البدع،
وكل بدعة ضلالة، وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين" شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي، 1/176
ثم من تبعهم كما ذكرت في ردودي أعلاه
وأضيف:
البدع مذمومة من وجوه:
1- قد علم بالتجارب أن العقول غير مستقلة بمصالحها دون الوحي، والابتداع مضاد لهذا العمل.
2- الشريعة جاءت كاملة، لا تحمل الزيادة ولا النقصان.
3- المبتدع معاند للشرع ومشاق له.
4- المبتدع متبع لهواه، لأن العقل إذا لم يكن متبعاً للشرع لم يبق له إلا اتِّـبَاع الهوى.
5- المبتدع قد نزل نفسه منزلة المضاهي للشارع؛ لأن الشارع وضع الشرائع وألزم المكلفين بالجري على سننها
الشاطبي في الاعتصام1/61 –70
وقد بينا سابقاً أنه رحمه الله يقول بعدم تقسيم البدع بل ذكر كلاما جميلاً يقبله العقل والنقل
ثم ما رأيك الشخصي بقول الشيخ التويجري؟ أولا يتناسب مع الفطرة السليمة؟
كذلك لم ترد على استفساري السابق عن ضابط تقسيم البدع ! وأظن أن الإمام الشاطبي قد أجاد حينما قال:
هذا التقسيم أمر مخترع لا يدل عليه دليل شرعي، بل هو في نفسه متدافع؛ لأن من حقيقة البدعة أن لا يدل عليها دليل شرعي: لا من نصوص الشرع ولا من قواعده، إذ لو كان هناك ما يدل من الشرع على وجوبٍ، أو ندبٍ، أو إباحةٍ؛ لما كان ثم بدعة، ولكان العمل داخلاً في عموم الأعمال المأمور بها، أو المخير فيها، فالجمع بين كون تلك الأشياء بدعاً، وبين كون الأدلة تدل على وجوبها، أو ندبها، أو إباحتها جمع بين متنافيين. أما المكروه منها والمحرم فمسلَّمٌ من جهة كونها بدعاً لا من جهةٍ أخرى
وأرجو منك إعادة قراءة قول الإمام الشاطبي رحمه الله بتمعن وتركيز
وناقشني في هذه النقاط إن كنت تريد الحق ولا تشعب الموضوع
وراجع ردي السابق للتذكير
هذا والله ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل