ولكن روبرت جريفز امير الشعراء الانجليز اهتدى الى تفسير لهذه الاساطير واستراح اليه. ففي مقدمة كتابه ((الاسطورة الاغريقيه)): ان الاغريق كانوا جماعة من الحشاشين العباقرة.وان هذه ((التحولات الهائله)) من الانسان الى الحيوان الى النبات لايمكن ان تأتي الا اذا كان الانسان قد تعاطى نباتات الهلوسه..ولاتفسير غير ذلك. ففي الاساطير اليونانيه نجد الالهة تسكن الجبال وهي في نفس الوقت في حجم الجبل..ثم اذا هي في حجم كف اليد..ثم تصبح بعد ذلك امواجا وسحبا وطيورا واغناما..ومئات الاشكال والاحجام.وكل ذلك ليس الا نوعا من الحشيش. وقد اهتدى روبرت جريفز الى النباتات المخدرة والمهلوسة التي كان يتعاطاها الاغريق على ايام الشاعر الاعمى هوميروس الذي الف كل قصص الملاحم الاغريقيه وراح يرويها للشعب الاغريقي وللانسانيه فكان هو نفسه اكبر مصدر للحشيش الفني من خمسة وعشرين قرانا!
وليس هذا الا واحد من تفسيرات كثيرة لاساطير الاغريق. وهو تفسير سهل ولكنه ليس مريحا, لم يعد بعد مقنعا. فالحشيش اكثر انتشارا اليوم مما كان ايام الاغريق, ولم يسفر هذا الحشيش عن مثل هذه الملاحم العظيمه,ولا عن مثل معانيها الباقيه..
واذا اعتمدنا على هذا التفسير, فاننا لانستطيع ان نفسر به اساطير الفراعنه وبابل وأشور والتيبت والهند والمكسيك وبيرو ولا كل اساطير جزر المحيط الهادي!
ولان هذه نظرية لشاعر كبير فهي لذلك تستحق الاهتمام والمناقشه.
أعود الى كتاب ميشيل جال ((اسرار الف ليلة وليله)) الذي خصص صفحات عديده للملك سليمان-وكثيرا جدا من الكتب اليهوديه ودور النشر اليهوديه تريد ان تستدرجك دائما الى ان التوراة هي الكتاب الاوحد, وان سليمان هو الحكيم الفريد في جميع العصور.
والمعنى الذي يلح على اليهود:هو ان اليهود هم مصدر الحكمة القديمة والجديده.ولهذا فأنا اعذر الذين يخشون ان يسيطر هذا المعنى على اقلام الباحثين عن الاسرار القديمة وأرى ان الحق مع هؤلاء الخائفين على الحضارة الفرعونيه والحضارة العربيه ايضا ولهذا يجب ان ننبه انفسنا الى ذلك حتى لانقع في المصيده..
ولذلك فميشيل جال, شأن الكثير من الباحثين, يقوم برصف الطرق وتزيينها وتجميلها حتى يدخل بك في حضرة الملك سليمان بين رجاله وطيوره وحيواناته وجنه..
ولكن رغم هذا الاستدراج المستمر, فأن هؤلاء الباحثين انفسهم يؤكدون ان الحكمة كالشمس الدفء..نستهدي بها, وننتهي اليها ونتجاوزها..انها تنير لكل الناس,وليس لواحد من الناس, ايا كان هذا الواحد..
أن ميشيل جال, وهو احدث الذين كتبوا عن الاسرار القديمه يقول: ان هذه السجاجيد العجميه التي انتشرت في قصص ((الف ليلة وليله)) ليست كلها مصنوعة في ارض فارس ولا مفروشة في بيوت عربيه..ان خيوط السجاجيد قد هبطت من السماء على ايدي كائنات اعقل منا ثم تركوا شيئا منها او من ذكراها في اماكن كثيرة من العالم..وتركوها بصورة مثيرة لخيال الانسان..كانهم يعلمون ذلك..وكان ذلك نوع من التحدي له..ولاشيء يلهب مشاعر الانسان وقدراته وكرامته مثل ان يجد نفسه في حالة من التحدي.. وهذا الانسان يتحدى من لايعرف..ولم يتوقف عن التحدي..يكفي ان يقال له: أن كائنا عاقلا جدا جاء اليك في سفينة فضاء ثم ترك لك هذه الرساله..ثم اذا الانسان يقلب هذه الرسالة فيجد ان بعض حروفها قد تساقطت بمرور الزمن, ثم انها ليست مكتوبة بلغة واضحه..او بلغة يعرفها..هذا ماحدث للانسان في العصر الحديث..فهو في كل مكان يجد حرفا وكلمة سقطت من هذه الرسالة الواحدة في اماكن كثيرة من العالم..
ويقول جال ايضا: ان الرسالة التي بدأت كلماتها في منطقة اهرامات الجيزة وانتهت عند اهرامات المكسيك..هذه الرسالة لغز الحضارة الانسانيه كلها..ولذلك فنحن عندما نعيد التفكير في كل شئ فنحن نستأنف حمل السلاح والدخول في معركة اسمها: من الذي كان هنا وفعل هذا وتركه لنا ويستعجلنا الرد على هذه الالغاز..
ان ميشيل جال قد حدد معالم التحديات التي واجهت الانسان لكي يفهم هذه الالغاز المبعثرة في اماكن كثيرة من كوكب الارض..وهو وان يريد ان ينتهي الى التوراة واليهود فانه لايستطع ذلك دائما..فقد كانت هناك حضارات اخرى قبل سليمان سوف تكون حضارات اخرى بعدنا ايضا. فمن يدري ان نهاية هذه الحضارة ستكون انفجارا ذريا يقضي على الارض كلها. وقد حدث ذلك عدة مرات. وظهر آدم عليه السلام ومن بعده نوح ولوط. والعلم الحديث يؤكد لنا انه لو حدث شئ بعد ذلك فان الانفجارات الذرية ستقضي على كل شئ الا الخنازير..فهي وحدها التي لاتقتلها الاشعاعات الذريه..
ويتساءل العلماء: هل حدث ذلك قبل ام تحولت هذه الخنازير الى كائنات تمشي على رجلين..واستغرق ذلك ملايين السنين او كانت التحولات سريعة جدا واستغرق ذلك الوف او مئات السنين..وبذلك لايكون الانسان اصله قردا وانما اصله خنزير!!
":" الى الامام ..
