مفكرة الإسلام: لا زالت هجمات 11 سبتمبر 2001 تلقي بظلالها على الحياة الأمريكية، وبرغم كثرة الألغاز التي تحيط بهذه الهجمات إلا أن أحد أكثر الألغاز غموضًا هو الحديث عن الطائرة الرابعة والتي تحمل الرحلة رقم 93؛ أين كانت وجهتها ومن أسقطها، وللإجابة على السؤال الأخير ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في عددها اليوم السبت نقلاً عن تقرير لجنة التحقيقات في هجمات سبتمبر أن خاطفي طائرة الرحلة 93 هم الذين بادروا إلى تحطيمها قبيل ثوان من اقتحام الركاب لكابينة القيادة.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن التصور السابق للحادث كان أن الركاب استطاعوا التغلب على الخاطفين والسيطرة على الطائرة، قبيل تحطمها في بنسلفانيا.
وأفاد تقرير اللجنة أن ثورة الركاب بدأت الساعة 9.57 صباحًا يوم 11/9 بالتوقيت المحلي، أي بعد 30 دقيقة من نجاح المنفذين الأربعة في السيطرة على البوينج 757، التي كانت محملة بحوالي 11 ألف طن جالون من وقود الطائرات.
وفيما حاول الركاب اقتحام كابينة القيادة، عمد قائد المنفذين زياد جراح إلى تحريك الطائرة يمينًا ويسارًا في محاولة لإفقاد الركاب توازنهم، ثم طلب من أحد معاونيه إغلاق باب كابينة القيادة.
وبعد خمس ثوان، سأل جراح أحد معاونيه: 'هل هذا كل شيء؟ هل سنحطم الطائرة؟'، ورد الآخر: 'لا، ليس بعد عندما يقتحموا كابينة القيادة سنحطم الطائرة'.
وبعد ذلك، استأنف جراح تحريك الطائرة لأعلى وأسفل. فيما سُمع أحد الركاب يقول: ' في الكابينة، إذا لم نفعل [نقتحمها] سنموت'.
وبعد 16 ثانية، صرخ أحد الركاب قائلاً: 'لنتحرك', وكان جراح قد توقف عن مناوراته العنيفة بالطائرة الساعة 10.01 صباحا وقال: 'الله أكبر الله أكبر'.
وسأل جراح معاونًا آخر: 'هل سنسقط الطائرة؟' ورد الأخير: 'أسقطها' وفي هذه الأثناء كان الركاب يواصلون الهجوم على باب كابينة القيادة في محاولة لتحطيمه، وحوالي الساعة 10.02.23، صرخ أحد المنفذين أسقطها، أسقطها'.
واستنتج تقرير لجنة 11/9 أن خاطفي الطائرة كانوا يسيطرون عليها، غير أن الركاب كانوا على بعد ثوان من التغلب عليهم'.
وفيما بدأت الطائرة تسقط، قام أحد المنفذين بإدارة عجلة القيادة بعنف إلى اليمين، فانقلبت الطائرة في الجو، وصرخ آخر: 'الله أعظم، الله أعظم'.
وبالفعل تحطمت الطائرة في حقل خال في بنسلفانيا، بعد طيران استمر 20 دقيقة من واشنطن العاصمة.
وقال تقرير 11/9: إن خاطفي الطائرة كانوا يخططون لضربها في البيت الأبيض أو الكابيتول هول.
وكان أحد ركاب الطائرة، تود بريمر، قد علم من خلال اتصال هاتفي بتليفون الطائرة بمكتب التحقيقات الفيدرالية بانفجارات نيويورك وواشنطن، كما علم بذلك ركاب آخرين عند إجراء اتصالات بأقاربهم، مما دفعهم للهجوم على الخاطفين، في محاولة لإنقاذ حياتهم'،،