بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم وسلم على النبي الأمي الكريم
الأحبة ... زوار وأعضاء المنتدى الإسلامي ؛
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته ورضوان؛ أما بعد /
لقد كنت أوردت ردا متعلقا بموضوع الأخ " الفقير لله " والموسوم ب " هذا قبر السيدة أمينة بنت وهب أم الرسول " (صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ) ؛ ولقد كان الأخ " كابس " قد نشر صورة وادعى بأنها صورة لقبر السيدة آمنة ، ثم اُعقِبَ موضوعه برد من الأخ الفاضل "الفقير لله" كان مفاده والذي يـُفهم من معناه أن مآل والدي الرسول الأعظم هو النار ؛ وأن شرف النسب والولد لا يغني عند الله شيئا ؛ ولعلي أقتبس في هذا المقام المقطع التالي وهو من رد الأخ " الفقير لله" [فالنسب لا ينجي من عذاب الله] ؛ ولقد أورد الأخ المكرم العديد من الآيات والأحاديث لإثبات صحة قوله ؛ ويشهد الله أن ما أتى به لم يخرج عما ورد في القرآن الكريم وكتب السنة الشريفة .
ثم جاء ردي موافقا له فيما ذهب له ؛ معاتبا إياه على الخوض في مثل هذه المواضيع التي قد لايفهمها الكثير من شباب هذه الأيام ؛ كما أن هذه المواضيع مواضيع خلاف بين فرق المسلمين ؛ وحتى لو خضنا فيها فيجب إختيار اللطيف من القول والجلي من العبارة ؛ حتى لا يُحمل كلامنا ويفهم على مناحٍ غير ما نرمي له وهو توضيح الحقيقة لا غير ؛ وقد إقتصر ردي عند هذا الفهم ولم أزد عليه.
وإذ بي أفاجؤ بهجوم بعض الإخوة علي وتغليظهم القول لي ، وإتهامهم لي بتـُهَمَ يشهد الله أني بريء منها ؛ و قد إزدراني البعض الآخر بألفاظ لا تتناسب وحال مقامهم ؛ مع إحترامي الشديد لآرائهم ؛ وإنني بعون من الله وتوفيق سأرد على جميع ما ورد بالتفصيل.
**أولا :
رأيـي في صورة الأخ "كابس "/
من الواضح أن ما أراد تقديمه الأخ هو صورة خارجة عن المألوف ؛ ولا أدري كيف تطالبونه بالدليل ؛ فهو قد نقل ما رأى فقط -جازاه الله خيراً - ، ولا أدل من ذلك أنه لم يعقب صورته بأي تعليق .
**ثانيا :
إعتذار إلى الأخ في الله " كايتو " -بارك الله فيه-/
والله يا أخي لا أدري كيف أوردت اسمك بدل اسم " الفقير لله" ، فأرجو منك المعذرة والسماح ، ومعك كل الحق ، مشاركتك لم تزد عن شكر للأخ " الفقير لله " ؛ فالمعذرة مرة أخرى وجازاك الله عني خير الجزاء .
**ثالثا :
توضيح فحوى ومغزى تعليقي على موضوع الأخ "الفقير لله" /
من تمعن قليلا فيما كتبت من قبل ؛ يلاحظ جيدا أنني ما أتيت بشيء من عندي فيما يخص مصير والدي الرسول الأمين (صلى الله عليه وسلم) بل نقلته عما جاء على لسان الأخ "الفقير لله " وما كنت لأوافق الأخ " الفقير لله " لولا مجيئه بالدليل الصحيح والذي لا ريب فيه والذي هو كذلك معروف لدى الكثير من عامة المسلمين ؛ لكن إعتراضي كان على طريقة العرض وتوقيته ومدى أهميته ؛ ولا أريد الإطالة في هذا الشأن فلكل منا رأيه ؛ فإن كنت أراه أنا إجتراءً فغيري لا يراه كذلك ؟؟؟ ؛ قال الله تعالى : [ ولولا تدافع الناس ..] .
ولعلي سأكتب موضوعا يقترب في مفهومه مما كان يرمي إليه الأخ المكرم " الفقير لله " لكن بطريقة مغايرة تماما لطريقته .
**رابعا :
الرد على ما جاء في تعليق الأخ " أبو معاذ " - حفظه الله - /
أ اُخيَّ ، لقد كنت طالعت لك العديد من المواضيع الجيدة ؛ لذا فإنني فوجئت بموقفك ترى طريقة الأخ "الفقير لله " صحيحة ؛ لكن هذا يمكن تفسيره ؛ لكن ما لا يمكن تفسيره هو ظنك بي أنني قد أكون شيعيا أو صوفيا ؟؟؛ فليس في كلامي ما يمكن أن يُـنـِّمَ على أنني أنتمي لإحدى هاتين الطائفتين ؛ لكن حرصا على إجلاء الحقيقة ؛ فأنا أقولها ملئ حلقي : سني العقيدة سلفي المنهج أثري الطريقة مالكي المذهب ؛ وإعتقادي هو :
/+/لا إله إلا الله ؛ محمد رسول الله
/+/فقد إنفرد ربي بالخلق والرزق والتدبير والتربية ؛
/+/و أصدق جازما بجميع ما أمر الله ورسوله بالتصديق به [ قولو آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم ؛ لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ][البقرة136].
/+/وأعرف أن ربي أعلى بكل معنى واعتبار فهو : عالي الذات / عالي القدر والصفات / عالي القهر ؛ وهو بائن من خلقه مستوٍ على عرشه كما وصف لنا نفسه بذلك ، كما أن الإستواء معلوم والكيف مجهول ؛ والسؤال عنه بدعة .
/+/و القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ، وكلام الله لا ينفدُ ولا له منتهى .
/+/و الشرك نوعان :
1-شرك في الربوبية: وهو أن يعتقد العبد أن لله شريكا في خلق بعض المخلوقات أو تدبيرها.
2-الشرك في العبادة : وهو قسمان :
* شرك أكبر :وهو أن يصرف العبدنوعا من أنواع العبادة لغير الله ، كأن يدعو غير الله أو يرجوه أو يخافه .
* شرك أصغر :فالوسائل والطرق المفضية إلى الشرك إذا لم تبلغ رتبة العبادة كالحلف بغير الله والرياء ونحو ذلك .
/+/كما أنه علي أن أومن بجميع الأنبياء والرسل الذين ثبتت نبوتهم ورسالتهم على وجه الإجمال والتفصيل ؛ وأعتقد أن الله تعالى اختصهم بوحيه وإرساله.
°و جعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ دينه و شرعه.
°و أيدهم بالآيات الدالة على صدقهم ، وصحة ما جاءوا به .
°وأنهم أكمل الخلق علما و عملا، وأصدقهم وأبرهم و أكرمهم أخلاقا وأعمالا.
°وأن الله خصهم بفضائل ، لا يلحقهم فيها أحد ، و برَّأهم من كل خلق رذيل .
°وأنهم معصومون في كل ما يبلغونه عن الله .
°وأنه لا يستقر في خبرهم و تبليغهم إلا الحق والصواب .
°وأنه يجب الإيمان بهم كلهم ؛ وبكل ما أتوه من الله ؛ ومحبتهم وتوقيرهم وتعظيمهم .
°ونؤمن أن هذه الأمور واجبة علينا لنبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) على أكمل الوجوه وأعلاها .
°وأنه يجب معرفته ومعرفة ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا بحسب الإستطاعة ، والإيمان بذلك ، والتزامه ، والتزام طاعته في كل شيء بتصديق خبره ، وامتثال أمره ، واجتناب نهيه.
°وأنه خاتم النبيين ، لا نبي بعده ، قد نسخت شريعته جميع الشرائع ، وهي باقية إلى قيام الساعة.
°ولايتم الإيمان به حتى يعلم العبد أن جميع ما جاء به حق.
°وأنه يستحيل أن يقوم دليل عقلي و حسي أو غيرهما على خلاف ما جاء به ، بل العقل الصحيح ، والأمور الحسية الواقعة تشهد للرسول بالصدق والحق.
/+/ كما أعلم أن الواجب مني نحو أصحاب الرسول الكريم(صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأخيار الأطهار و سلم تسليما كثيراً) ، أن :
°أحبهم بحسب مراتبهم من الفضل والسبق.
°والإعتراف بفضائلهم التي فاقو فيها جميع الأمة.
°وأن أدين الله بحبهم ونشر فضائلهم.
°وأمسك عما شجر بينهم ( وهذا ما كنت أقصد بادئ ذي بدء بعدم إثارة الفتنة ، وهو الإمساك عما لا يهم عموم الأمة).
°وأن أعتقد أنهم أولى الأمة بكل خصلة حميدة ، وأسبقهم إلى كل خير ، وأبعدهم عن كل شر.
°و أنهم جميعهم عدول مرضيون.
فهل بعد هذا يزال لديك شك في مذهبي يا "أبا معاذ"؟ ، قال تعالى:[ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين][المائدة].
لكني ُأحَـيِّـيـْي فيك رصانتك و استبصارك لجواهر الأمور ، فانتباهك للخطأ الذي وقع مني في الخلط بين اسمي أخويَّ " كايتو" و"الفقير لله" إن دل على شيء فهو يدل على مدى نفاذ بصيرتك وفهمك للأمور- نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً- ، فلا يسعني إلا أن أقول لك بارك الله فيك .
**خامسا :
تعقيب و أسف على ما ورد في رد الأخ "حمد11" /
أخي الحبيب ؛ لقد حز في نفسي بالقدر الذي أثارني ، أسلوبك في الكلام عني ، لم َكل هذا الإزدراء ؟ ماالجرمُ الذي اقترفتُ؟
لكن على كل حال فواجب الأخوة يحتم علي توضيح الأمر لك ، عل وعسى تتقبل نفسك كلامي هذه المرة ، فالأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف ؛ فأصِخ لما هو آت بارك الله فيك :
***فأول الأمور : ربما أنا مخطئ ، بل مخطئ فعلا بجزمي أنهما في النار ، لكني ما قادني لذلك هو الحديث الذي أورده الأخ "الفقير لله " والذي تأكدت من صحته بنفسي ؛ ويمكنك العودة للحديث متى شئت ، لكن مع ذلك فلا أظن أن المؤمن لبد له أن يصل إلى منزلة الملائكة حتى يجزم بأصول إيمانه ؟
**وثانيها: أكرر أنني لم أفتي أنهما في النار من عدمه ، فهذا ليس موضوع إفتاء وإنما موضوع إعتقاد، ولا يبنى الإعتقاد سوى على ما ثبت من الدين بالدليل الشرعي الصحيح.
**أما ثالث الأمور: فهو عن انفجارك من الضحك بعد قراءتك لكلامي ، فاحكم بنفسك إن كان هذا من أدب الحوار أو أدب !!الكلام أو من أدب الإستماع ؛ وما تحكم به فهو الحق
**و رابعها :إن كنتَ قد أدركتَ أنني كنتُ عنيتُ "الفقيرلله" بدلا من "كايتو" ، فإنه من غير المعقول أنك لم تنتبه أنه هو الأول الذي أورد أن أبوي الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) في النار وأورد الحديث الدال على ذلك ، وماكان مني سوى موافقة له فقط ، فكيف أكون مفتيا بغير علم ويكون هو كاتب آيات وأحاديث؟ ، ويكون هو مصيبا وأكون أنا مخطئا؟ بالرغم من أنني وافقته على شيء قاله قبلي ؟؟؟؟ أليس هذا تناقضــًا ؟؟ هذا يدل على أنك لم تقرأ موضوعينا بتمعن ، بل تسرعت بالإنسياق وراء رأي شخصي محض ، هوى بك في منزلق خطير اجتمعت فيه ثلاثة أخطاء :
/1/ إزدراء أخ لك مسلم ، والتهكم به و مطالبته بالسكوت إن لم يكن أحد الملائكة .
/2/التعصب للأشخاص ، فالفكرة الواحدة لا تقبلها مني وتتقبلها بصدر رحب إن كانت من غيري .
/3/العجب والغرور المؤدي للرياء ، فقد ذكرت أن الأخ " الفقير لله " لم يورد سوى الآيات ، في إشارة واضحة إلى خلو نصي من أي شاهد من كتاب الله أو من أحاديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ، فأجيبك أنني لم أورد الآيات و الأحاديث لأن المقام لم يكن مناسبا ، فردي لم يكن مغزاه سوى القليل من العتاب والتنبيه إلى ما كنت أنا قد رأيته خطأ ً (( ولا أزال أراه كذلك )) ؛ والمسلم يحذر العجب والغرور ، ويجتهد أن لا يكونا وصفا له في حالة من الحالات ، إذ هما من أكبر العوائق عن الكمال ، ومن أعظم المهالك في الحال والمآل ، فكم من نعمة انقلبت بهما نقمة ، وكم من عِزٍّ صيراه ذُلاّ ً ، ولهذا جاء الكتاب والسنة بتحريمهما ، والتنفير والتحذير منهما ، قال عز من قائل : [وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور][الحديد] ، وقال :[يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ][الإنفطار] ، وقد قال سبحانه :[ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاًً][التوبة] .
كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):ٌ{ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه}[الطبراني وغيره ,وهو ضعيف] ؛ وقال :{إذا رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك }[أبو داود وحسنهُ] ؛
ومن أمثلة الغرور المهلك :
°اُعجب إبليس -لعنة الله عليه- بحاله ، و اغتر بنفسه و أصله فقال : "خلقتني من نار وخلقته من طين " ، فطرده الله من رحمته ومن اُنْسِ حضرة قدسه.
°اُعجبت عاد بقوتها واغترت بسلطانها ، وقالوا :"من أشد منا قوة ؟" فأذاقهم الله عذاب الخزي في الحياة الدنيا و في الآخرة .
°غفل نبي الله سليمان (عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة و السلام ) ، فقال : "لأطوفن الليلة على مائة إمرأة ، تلد كل امرأة ولدا يجاهد في سبيل الله" ، غفل فلم يقل إن شاء الله فحرمه الله سبحانه لذلك الولد.
°اُعجب أصحاب الرسول (صلى الله عليه وسلم) في حنين بكثرتهم وقالوا :"لن نغلب اليوم من قلة " فأصيبوا بهزيمة مريرة ، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، ثم ولوا مدبيرن.
و من مظاهر الغرور ما يلي :
*1/في العلم : قد يعجب المرء بعلمه ، ويغتر بكثرة معارفه فيحمله ذلك على عدم الإستزادة ، وعلى ترك الإستفادة ، أو يحمله على احتقار غيره من أهل العلم ، واستصغار سواه ، وكفى بهذا هلاكــًا له .
*2/في المال : قد يعجب المرء بوفرة ماله ، ويغتر بكثرة غرضه فيبذر ويسرف ، و يتعالى على الخلق ، ويغمط الحق فيهلك .
*3/في القوة : قد يعجب المرء بقوته ، ويغتر بعزه وسلطان ه، ويظلم ، ويقامر ويخاطر ، فيكون في ذلك هلاكه ووباله.
*4/في الشرف: قد يعجب المرء بشرفه ، ويغتر بنسبه وأصله فيقعد عن اكتساب المعالي ، ويضعف عن طلب الكمالات ، فيبطئ به عمله ، ولم يسرع به نسبه ، فيحقر ويصغر ، ويذل ويهون .
*5/في العبادة : قد يعجب المرء بعمله، ويغتر بكثرة طاعته ، فيحمله ذلك على الإدلال على ربه ، والإمتنان على مُنعمه ، فيحبط عمله ، ويهلك بعجبه ، ويشقى باغتراره.
ولنا في الحديث عن العجب واغرور وعلاجهما كلام وتتمة إن كان في العمر بقية إن شاء الله تعالى .
فيا أخي "حمد11" ، أناشدك أن تعيد ما قد كنتَ كَتَبْتَهُ في ردكَّ حتى يتبين لك خطؤك .
عسى أن يكونَ ما قلْـُتـُه ، قد بَــيَّنَ ما كنت أرمي إليه ووجهة نظري التي كنت أبغي تبيانها .
كما أحب أن أعلن أمام الجميع ؛ أنني أتوب وأستغفر ربي مما كنت قد ذهبت إليه بالجزم في عبارتي السابق إيرادها والتي كان نصها :
إقتباس:
هما في النار؛ هذا شيء معلوم ؛ لكن لا ينبغي ذكره كل حين ؛
[واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ] ؛ ربي إغفر لي وارحمني ، أنت مولاي فانصرني على القوم الكافرين؛
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه تجدوه غفورا رحيما ؛
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .