اليوم التالي
كان يوماً جميلاً، كان مليء بالبحيويه، مليء برائحة العطر و المحبة ، مليء بالسعادة.....
أشعر بذلك، فأنا دائماً أنظر إلى اليوم بأنه يوم جديد، يوم نسينا فيه ما فات، و طٌوت تلك الصفحات القديمة التي كانت مليئة بالأحقاد و الكره و الشر، التي أماتت الورود بهجتها و أملها في الحياة......
نعم هكذا أنا أرى الأيام الجديدة
و لكن هل هذه مجرد نظرات الفتيات في الأيام الجديدة؟
هل هي بهجة أسعد نفسي بها فقط؟
***************
دعينا إلى بيت السفينة
ابنة صديقة أمي تزوجت أبن أحد العائلات المرموقة،
و كانت عائلة هذه الفتاة لا تقل عن تلك العائلة في مستوى الغنى ، و كانت تمتلك تلك الفتاة جمالاً جذاب و فصحةً في الكلام و ذكاء كالداهية و مستواها التعليمي جامعي و عملها ممتاز و كانت تعيش في دلال كل ما تتمناه لابد أن يتحقق
و هذا ما جعل تلك العائلة أن تتقدم لخطبتها لأبنهم
***************
كانت سعادتي كبيرة، لأول مرة أذهب إلى حفل زفاف من هذا النوع الغريب ....
في مكانٍ كبير و عجيب
من أفخم القاعات
و كنت قد قمت بخياطة ثوب للمناسبات
إن وجد مناسبة
فنحن نادراً ما نذهب إلى حفلات الزفاف إلا للأقرباء جداً
أخذت الثوب و أنا في قمة السعادة
و أخيراً سأرتدي هذا الثوب
كان لون الثوب مثل لون البحر
أزرق غريب لم يكن مثل اللون الأزرق المعتاد
و كان مموجاً
وهذا ما زاد سعادتي أنا و البحر و احد
أو كأنني أتيه من بحراً من البحور
ربما من بحر الخيال
رحت أدور بالثوب الجميل الذي لطالما انتظرت ارتدائه
صحيح أنها لم تكن مده طويلة في انتظاره
ولكن هذا طبعي
و بعد أن انتهيت من كل شيء و لم يبقى سوى الاستعداد لذهاب، تذكرت الطفلة
فبداء ألمي ، لا أستطيع تحمل الأمر المؤلم
لما ، لما نقتل البراءة و هي أفضل ما بالوجود
هي روعة الحياة و سعادتها
و أمل المستقبل
****************
و في الطريق
سئلت أمي:
أنا: أمي لماذا نحن نذهب إلى هذه الحفلة
ألستِ تكرهين الذهاب إلى حفلات الزواج؟.
أمي : بلى ، و لكن هذه المرة زواج أبنت صديقتي التي قدمت إلي الكثير من الخدمات، و قد ترجتني الذهاب إلى حفلة زفاف ابنتها، و دعتكِ معي لأنها تحبك.
أنا: حتى أنا أحبها كثيراً ، و لطالما تمنيت رؤية ابنتها.
و لا زلنا نسير في الطريق
ثم حل بنا الصمت قليلاً ، فسئلت أمي :
أنا: أمي ، هل حقاً ما سمعت عن ذلك المكان؟
أمي: هل عرفتي ؟، نعم صحيح، و لكنهم يقولون أنهم حلوا المشكلة، و لم يعد ما كان يحدث قبل ثلاث سنوات من الذهاب دون الرجعة.
سكت أنا و لم أقل شيءً
هناك أحساس كبير انتابني
لا أعرف هل هو خوف أم من كثرة التفكير أم ماذا
قبل ساعات كنت في غاية السعادة ما الذي حل بي
**************
و في المكان خلعت أنا و أمي العباءة و أعطيناه مسؤلة الأمانات ، و استقبلتنا صديقة أمي أم العروس و رحبت بنا ،
و جعلتنا نجلس في مكاناً مناسب حتى نستطيع رؤية العروس و هي تدخل حتى تجلس مكانها
كانت القاعة كبيرة جداً و ذات فخامة، و الناس يبدو عليهم أنهم من كبار العائلات،
*************
لم يمر و قتً طويلاً إذ و بي أشعر بشيءً غريب
الدنيا أصبحت كالبحر تتمايل يميناً و يساراً
و أسمع صوت عمق البحر و لم أعد أسمع شيءً سواه
أرى العالم و كأنه داخل البحر
أصبح رأسي يؤلمني
و ضعة يدي على جانباً من رأسي
ثم أصبحت أسمع أصواتً غريبة
صوت صدى صراخ
ثم صوت بكاء طفل يبكي بشدة
بل و كأنه يستنجد
و ظل الصوت بكاءٌ و صراخ ضحكات شر أطلاق رصاص
أصوات كثيرة تأتي من بعيد و تقترب رويداً رويدا
و أصبح يعلوا و يعلوا
لم أعد أحتمل الصوت
أزداد ألم رأسي، لم أعد أعرف ماذا أفعل
قمت من مكاني لكي أذهب إلى مكانً أرتاح فيه
لكن المكان ليس متزناً، أو ربما أنا
أنا لم أعد أستطيع الثبات في خطواتي
-آه ماذا جرى لي
لقد كنت بخير قبل ذلك.
أصبحت أمشي بتباطؤ
حتى لا أسقط أو اصطدم بأحد
و بالرغم أن ثوبي طويل
إلا أني استطعت أن أتحكم به
أرفعه قليلاً بشكلٍ عشوائي
أصبحت في غير و عيي
و أخيراً خرجت من مكان الاحتفال
و ذهبت إلى مكان لا أدري كيف و صلت إليه
اتكأت على الجدر و سقط جالسه
الألم يزداد و صوت الصراخ و البكاء و الضحكات و الإطلاق و الخصام و ...........أصواتٌ كثيرة تداخل
و صوت عمق البحر
بسبب ألم رأسي أصبحت أبكي
شعرت أنني سأموت بسبب هذا الألم الغريب
و فجأة
توقف الألم
إذ و أرى فتى يقف على بعدٍ مني بقليل يمسك بشيءٍ غريب
ذهبت إليه
سألته:
أنا: هل أنت من أهل الحفل ؟
لم يرد علي ، كان فقط ممسك بالشيء الغريب
و ينظر إليه
و عندما نظرت إلى الشيء الذي ينظر إليه و جدته خاتما
خاتماً ثميناً جداً
من الذهب الأبيض و به حجراً كريماً جذاب
أنا: الخاتم رائع جداً، لمن هو؟
لم يرد بعد ، أنه غريب الأطوار
نظرته إلى الخاتم و صمته أخافني
فتراجعت قليلاً
قد يكون؟؟؟
إذ و لم أشعر سوى بشيءٍ غريب يضربني على رأسي
و يغمى علي.....
****************
و بعد فتره.....
فتحت عيني في مكاناً غريب
أنا: أين أنا ؟؟
نظرت حولي
غرفةٌ كبيرةٌ جداً
المكان حالك الظلة
الصمت يحل المكان
فشهقت من الخوف
- لا ،أنا في .....
يتبع