• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 16 إلى 30 من 48

    الموضوع: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°

    1. #16
      التسجيل
      05-02-2005
      الدولة
      الكويت
      المشاركات
      128
      المواضيع
      41
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°



      7- باب في اليقين والتوكل

      قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا‏:‏ هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً‏}‏ ‏(‏‏(‏الأحزاب ‏:‏ 22‏)‏‏)‏ وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل‏.‏ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوءٌ واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم‏}‏ ‏(‏‏(‏آل عمران ‏:‏ 173‏:‏ 174‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وتوكل على الحي الذي لا يموت‏}‏ ‏(‏‏(‏الفرقان ‏:‏ 58‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وعلى الله فليتوكل المؤمنون‏}‏ ‏(‏‏(‏إبراهيم ‏:‏11‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏فإذا عزمت فتوكل على الله‏}‏ ‏(‏‏(‏آل عمران ‏:‏159‏)‏‏)‏‏.‏ والآيات في الأمر بالتوكل كثيرة معلومة‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ومن يتوكل على الله فهو حسبه‏}‏ ‏(‏‏(‏ الطلاق ‏:‏3‏)‏‏)‏ أي‏:‏ كافية‏:‏ وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون‏}‏ ‏(‏‏(‏الأنفال ‏:‏ 2‏)‏‏)‏ والآيات في فضل التوكل كثيرة معروفة‏ . وأما الأحاديث :


      74 فَالأوَّلَ : عَن ابْن عَبَّاسٍ رضي اللَّهُ عنهما قال : قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم : « عُرضَت عليَّ الأمَمُ ، فَرَأيْت النَّبِيَّ وَمعَه الرُّهيْطُ والنَّبِيَّ ومَعهُ الرَّجُل وَالرَّجُلانِ ، وَالنَّبِيَّ وليْسَ مَعهُ أحدٌ إذ رُفِعَ لِى سوادٌ عظيمٌ فظننتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي ، فَقِيلَ لِى: هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم فقيل لى انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي : هَذه أُمَّتُكَ ، ومعَهُمْ سبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنَّة بِغَيْرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ » ثُمَّ نَهَض فَدَخَلَ منْزِلَهُ ، فَخَاض النَّاسُ في أُولَئِكَ الَّذينَ يدْخُلُون الْجنَّةَ بِغَيْرِ حسابٍ وَلا عذابٍ ، فَقَالَ بعْضهُمْ : فَلَعَلَّهُمْ الَّذينَ صَحِبُوا رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، وقَال بعْضهُم : فَلعَلَّهُمْ الَّذينَ وُلِدُوا في الإسْلامِ ، فَلَمْ يُشْرِكُوا باللَّه شيئاً وذَكَروا أشْياء فَخرجَ عَلَيْهمْ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَقَالَ : « مَا الَّذي تَخُوضونَ فِيهِ ؟ » فَأخْبَرُوهُ فَقَالَ : « هُمْ الَّذِينَ لا يرقُونَ، وَلا يَسْتَرْقُونَ ، وَلاَ يَتَطيَّرُون ، وَعَلَى ربِّهمْ يتَوكَّلُونَ » فقَامَ عُكَّاشةُ بنُ مُحْصِن فَقَالَ : ادْعُ اللَّه أنْ يجْعَلَني مِنْهُمْ ، فَقَالَ : « أنْت مِنْهُمْ » ثُمَّ قَام رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ : ادْعُ اللَّه أنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فقال : «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ » متفقٌ عليه .

      « الرُّهَيْطُ بِضمِّ الرَّاء : تَصغيرِ رَهْط ، وهُم دُونَ عشرةِ أنْفُس . « والأفُقُ » : النَّاحِيةُ والْجانِب . « وعُكاشَةُ » بِضَمِّ الْعيْن وتَشْديد الْكافِ وَبِتَخْفيفها ، والتَّشْديدُ أفْصحُ .

      75 الثَّانِي : عَنْ ابْن عبَّاس رضي اللَّه عنهما أيْضاً أَنَّ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ يقُولُ : «اللَّهُم لَكَ أسْلَمْتُ وبِكَ آمنْتُ ، وعليكَ توَكَّلْتُ ، وإلَيكَ أنَبْتُ ، وبِكَ خاصَمْتُ . اللَّهمَّ أعُوذُ بِعِزَّتِكَ ، لا إلَه إلاَّ أنْتَ أنْ تُضِلَّنِي أنْت الْحيُّ الَّذي لا تمُوتُ ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يمُوتُونَ» متفقٌ عليه .

      وَهَذا لَفْظُ مُسْلِمٍ وَاخْتَصرهُ الْبُخَارِيُ .

      76 الثَّالِثُ : عن ابْنِ عَبَّاس رضي اللَّه عنهما أيضاً قال : «حسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الْوكِيلُ قَالَهَا إبْراهِيمُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم حينَ أُلْقِى في النَّارِ ، وَقالهَا مُحمَّدٌ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم حيِنَ قَالُوا: «إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيماناً وقَالُوا : حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوكِيلُ » رواه البخارى.

      وفي رواية له عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما قال : « كَانَ آخِرَ قَوْل إبْراهِيمَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم حِينَ ألْقِي في النَّارِ « حسْبي اللَّهُ وَنِعمَ الْوَكِيلُ » .

      77 الرَّابعُ : عَن أبي هُرَيْرةَ رضي اللَّه عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أقْوَامٌ أفْئِدتُهُمْ مِثْلُ أفئدة الطَّيْرِ » رواه مسلم .

      قيل معْنَاهُ مُتوَكِّلُون ، وقِيلَ قُلُوبُهُمْ رقِيقةٌ .

      78 الْخَامِسُ : عنْ جَابِرٍ رضي اللَّهُ عنه أَنَّهُ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قِبَلَ نَجْدٍ فَلَمَّا قَفَل رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَفَل مَعهُمْ ، فأدْركتْهُمُ الْقائِلَةُ في وادٍ كَثِيرِ الْعضَاهِ ، فَنَزَلَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، وتَفَرَّقَ النَّاسُ يسْتظلُّونَ بالشجر ، ونَزَلَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم تَحْتَ سمُرَةٍ ، فَعَلَّقَ بِهَا سيْفَه ، ونِمْنَا نوْمةً ، فإذا رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يدْعونَا ، وإِذَا عِنْدَهُ أعْرابِيُّ فقَالَ : « إنَّ هَذَا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سيْفي وأَنَا نَائِمٌ ، فاسْتيقَظتُ وَهُو في يدِهِ صَلْتاً ، قالَ : مَنْ يَمْنَعُكَ منِّي ؟ قُلْتُ : اللَّه ثَلاثاً » وَلَمْ يُعاقِبْهُ وَجَلَسَ . متفقٌ عليه .

      وفي رواية : قَالَ جابِرٌ : كُنَّا مع رسول اللِّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بذاتِ الرِّقاعِ ، فإذَا أتينا على شَجرةٍ ظليلة تركْنَاهَا لرسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فَجاء رجُلٌ من الْمُشْرِكِين ، وسيف رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مُعَلَّقٌ بالشَّجرةِ ، فاخْترطهُ فقال : تَخَافُنِي ؟ قَالَ : « لا » قَالَ : فمَنْ يمْنَعُكَ مِنِّي ؟ قال: «اللَّه».

      وفي رواية أبي بكرٍ الإِسماعيلي في صحيحِهِ : قال منْ يمْنعُكَ مِنِّي ؟ قَالَ : « اللَّهُ » قال: فسقَطَ السَّيْفُ مِنْ يدِهِ ، فأخذ رسَول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم السَّيْفَ فَقال : « منْ يمنعُكَ مِنِّي ؟ » فَقال : كُن خَيْرَ آخِذٍ ، فَقَالَ : « تَشهدُ أنْ لا إلَه إلا اللَّهُ ، وأنِّي رسولُ اللَّه ؟ » قال : لا، ولكِنِّي أعاهِدُك أن لا أقَاتِلَكَ ، ولا أكُونَ مع قوم يقاتلونك ، فَخلَّى سبِيلهُ ، فَأتى أصحابَه فقَالَ : جِئتكُمْ مِنْ عِندِ خيرِ النَّاسِ .

      قَولُهُ : « قَفَل » أيْ : رجع . و « الْعِضَاهُ » الشَّجر الذي لَه شَوْك . و «السَّمُرةُ » بِفَتْحِ السينِ وضمِّ الْميمِ : الشَّجَرةُ مِن الطَّلْحِ ، وهِي الْعِظَام منْ شَجرِ الْعِضاهِ . و « اخْترطَ السَّيْف » أي : سلَّهُ وهُو في يدِهِ . « صلتاً » أيْ : مسْلُولاً ، وهُو بِفْتح الصادِ وضمِّها .

      79 السادِسُ : عنْ عمرَ رضي اللَّهُ عنه قال : سمعْتُ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ: « لَوْ أنَّكم تتوكَّلونَ على اللَّهِ حقَّ تَوكُّلِهِ لرزَقكُم كَما يرزُقُ الطَّيْرَ ، تَغْدُو خِماصاً وترُوحُ بِطَاناً» رواه الترمذي ، وقال : حديثٌ حسنٌ .

      معْناهُ تَذْهَبُ أوَّلَ النَّهَارِ خِماصاً : أي ضَامِرةَ الْبُطونِ مِنَ الْجُوعِ ، وترْجِعُ آخِرَ النَّهَارِ بِطَاناً : أيْ مُمْتَلِئةَ الْبُطُونِ .

      80 السَّابِعُ : عن أبي عِمَارةَ الْبراءِ بْنِ عازِبٍ رضي اللَّه عنهما قال : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « يا فُلان إذَا أَويْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُل : اللَّهمَّ أسْلَمْتُ نفْسي إلَيْكَ ، ووجَّهْتُ وجْهِي إِلَيْكَ ، وفَوَّضْتُ أمري إِلَيْكَ ، وألْجأْتُ ظهْرِي إلَيْكَ . رغْبَة ورهْبةً إلَيْكَ ، لا ملجَأَ ولا منْجى مِنْكَ إلاَّ إلَيْكَ ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذي أنْزَلْتَ، وبنبيِّك الَّذي أرْسلتَ ، فَإِنَّكَ إنْ مِتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مِتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ ، وإنْ أصْبحْتَ أصَبْتَ خيْراً » متفقٌ عليه .

      وفي رواية في الصَّحيحين عن الْبرَاء قال : قال لي رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إذَا أتَيْتَ مضجعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ للصَّلاَةِ ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأيْمَنِ وقُلْ : وذَكَر نحْوَه ثُمَّ قَالَ وَاجْعَلْهُنَّ آخرَ ما تَقُولُ » .

      81 الثَّامِنُ : عنْ أبي بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي اللَّه عنه عبدِ اللَّه بنِ عثمانَ بنِ عامِرِ بنِ عُمَرَ ابن كعب بن سعد بْنِ تَيْمِ بْن مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْن لُؤيِّ بْنِ غَالِب الْقُرَشِيِّ التَّيْمِيِّ رضي اللَّه عنه وهُو وأبُوهُ وَأُمَّهُ صحابَةٌ ، رضي اللَّه عنهم قال : نظرتُ إلى أقْدَامِ المُشْرِكِينَ ونَحنُ في الْغَارِ وهُمْ علَى رؤوسنا فقلتُ : يا رسولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أحَدَهمْ نَظرَ تَحتَ قَدميْهِ لأبصرَنا فقال: « مَا ظَنُّك يا أبا بكرٍ باثْنْينِ اللَّهُ ثالثُِهْما » متفقٌ عليه .

      82 التَّاسِعُ : عَنْ أُمِّ المُؤمِنِينَ أُمِّ سلَمَةَ ، واسمُهَا هِنْدُ بنْتُ أبي أُمَيَّةَ حُذَيْفةَ المخزومية رضي اللَّهُ عنها أن النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ إذَا خَرجَ مِنْ بيْتِهِ قالَ : « بسم اللَّهِ، توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ أنْ أَضِلَّ أو أُضَلَّ ، أَوْ أَزِلَّ أوْ أُزلَّ ، أوْ أظلِمَ أوْ أُظلَم ، أوْ أَجْهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ » حديثٌ صحيحٌ رواه أبو داود والتِّرمذيُّ وَغيْرُهُمَا بِأسانِيدَ صحيحةٍ . قالَ التِّرْمذي : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ ، وهذا لَفظُ أبي داودَ .

      83 الْعَاشِرُ : عنْ أنسٍ رضيَ اللَّهُ عنه قال : قال : رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَنْ قَالَ يعنِي إذا خَرَج مِنْ بيْتِهِ : بِسْم اللَّهِ توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، ولا حوْلَ ولا قُوةَ إلاَّ بِاللَّهِ ، يقالُ لهُ هُديتَ وَكُفِيت ووُقِيتَ ، وتنحَّى عنه الشَّيْطَانُ » رواه أبو داودَ والترمذيُّ ، والنِّسائِيُّ وغيرُهمِ : وقال الترمذيُّ : حديثٌ حسنٌ ، زاد أبو داود : « فيقول : يعْنِي الشَّيْطَانَ لِشَيْطانٍ آخر : كيْفَ لك بِرجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفي وَوُقِى»؟ .

      84 وَعنْ أنَسٍ رضي اللَّهُ عنه قال : كَان أخوانِ عَلَى عهْدِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، وكَانَ أَحدُهُما يأْتِي النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، والآخَرُ يحْتَرِفُ ، فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أخَاهُ للنبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقال : « لَعلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ » رواه التِّرْمذيُّ بإسناد صحيح على شرط مسلمٍ .

      « يحْترِفُ » : يكْتَسِب ويَتَسبَّبُ .

    2. #17
      التسجيل
      05-02-2005
      الدولة
      الكويت
      المشاركات
      128
      المواضيع
      41
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°



      8- باب الاستقامة

      قال الله تعالى‏:‏‏{‏فاستقم كما أمرت‏}‏ ‏(‏‏(‏هود ‏:‏ 112‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم‏}‏ ‏(‏‏(‏فصلت ‏:‏ 30، 32‏)‏‏)‏ وقال تعالى ‏{‏ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاءً بما كانوا يعملون‏}‏ ‏(‏‏(‏ الأحقاف ‏:‏ 13،14‏)‏‏)‏‏.‏


      85 وَعَنْ أبي عمرو ، وقيل أبي عمْرة سُفْيانَ بنِ عبد اللَّه رضي اللَّه عنه قال: قُلْتُ : يا رسول اللَّهِ قُلْ لِي في الإِسلامِ قَولاً لا أَسْأَلُ عنْه أَحداً غيْركَ . قال: « قُلْ : آمَنْت باللَّهِ: ثُمَّ اسْتَقِمْ » رواه مسلم .

      86 وعنْ أبي هُريْرة رضي اللَّه عنه : قال قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « قَارِبُوا وسدِّدُوا ، واعْلَمُوا أَنَّه لَنْ ينْجُو أحدٌ منْكُمْ بعملهِ » قَالوا : ولا أنْت يَا رسُولَ اللَّه؟ قال : « ولا أَنَا إلا أنْ يتَغَمَّدني اللَّه برَحْمةٍ منْه وَفضْلٍ » رواه مسلم .

      و « الْمُقارَبةُ » : الْقَصْدُ الَّذي لا غلُوَّ فيه ولا تقْصيرَ . و « السَّدادُ » : الاسْتقَامةُ وَالإِصابةُ ، و « يتَغَمَّدني » يُلْبسُني ويَسْتُرني .

      قالَ الْعُلَمَاءُ : معنَى الاستقَامَةِ : لُزومُ طَاعِة اللَّهِ تَعالى ، قالُوا : وَهِي مِنْ جوامِعِ الْكلِم، وهِيَ نظام الأمُورِ ، وباللَّه التَّوفيق .


    3. #18
      التسجيل
      26-06-2004
      المشاركات
      99
      المواضيع
      21
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°

      جزاك الله خيراً
      http://atqw.hostrim.com/aljwal.htm
      الشرح الفقهي المصور :: التواقيع الدعوية :: بحوث علمية :: أفكار دعوية :: موسوعة السيرة النبوية :: قصص الأنبياء :: الأربعين النووية :: المكتبة الإسلامية::زاد الـداعـيـة :: البطاقات الدعوية :: الفلاشات الدعوية::رسائل دعوية :: الجوال الإسلامي :: الباوربوينت الدعوي :: الفيديو الدعوي:: الرسائل الدعوية:: لخلفيات الدعوية :: العلماء وطلبة العلم ::


    4. #19
      التسجيل
      05-02-2005
      الدولة
      الكويت
      المشاركات
      128
      المواضيع
      41
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°




      9- باب في التفَكُّر في عظيم مخلوقات الله تعالى
      وفناء الدنيا وأهوال الأخرة



      قال اللَّه تعالى : { إنَّمَا أعِظُكُمْ بِوَاحدةٍ أنْ تقُوموا للَّهِ مَثْنَى وفُرادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا } [سبأَ 46 ] وقال تعالى : { إنَّ في خَلْقِ السَّمواتِ والأرْضِ واخْتلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرونَ اللَّه قِياماً وَقُعُوداً وعَلَى جُنُوبِهمْ ويَتَفَكَّرون في خَلْق السَّمواتِ وَالأرْضِ ربَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطلاً سُبْحَانَك } الآيـــــات [ آل عمران 190 ، 191 ] .وقال تعالى : { أفلا ينْظُرونَ إلَى الإِبلِ كِيْفَ خُلِقَتْ وإلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعتْ وإلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبتْ وَإَلى الأرضِ كيْفَ سُطِحتْ فَذَكِّرْ إنما أنْتَ مُذَكِّرٌ } [ الغاشية : 17 ، 21]. وقال تعالى : { أفلَمْ يَسيروا في الأرْضِ فَيَنْظُروا } [ محمد : 10 ] . الآية والآيات في الباب كثيرةٌ . ومِنْ الأحَاديث الحديث السَّابق : « الْكَيِّس مَنْ دَانَ نَفْسَه » .


    5. #20
      التسجيل
      05-02-2005
      الدولة
      الكويت
      المشاركات
      128
      المواضيع
      41
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°



      10- باب في المبادرة إلى الخيرات ، وحثَّ من توجَّه لخير
      على الإِقبال عليه بالجدِّ من غير تردَّد


      قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فاستبقوا الخيرات‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة ‏:‏148‏)‏‏)‏ ‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين‏}‏ ‏(‏‏(‏آل عمران ‏:‏133‏)‏‏)‏‏.‏ وأما الأحاديث‏:‏

      87 فالأوَّل : عَنْ أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: « بادِروا بالأعْمالِ الصَّالِحةِ ، فستكونُ فِتَنٌ كقطَعِ اللَّيلِ الْمُظْلمِ يُصبحُ الرجُلُ مُؤمناً ويُمْسِي كافراً ، ويُمسِي مُؤْمناً ويُصبحُ كافراً ، يبيع دينه بعَرَضٍ من الدُّنْيا» رواه مسلم .

      88 الثَّاني: عنْ أبي سِرْوَعَةَ بكسرِ السين المهملةِ وفتحها عُقبةَ بنِ الْحارِثِ رضي اللَّه عنه قال: صليت وراءَ النَبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بالمدِينةِ الْعصْرَ ، فسلَّم ثُمَّ قَامَ مُسْرعاً فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إلى بعض حُجَرِ نسائِهِ ، فَفَزعَ النَّاس من سرعَتهِ ، فخرج عَليهمْ ، فرأى أنَّهُمْ قدْ عَجِبوا منْ سُرْعتِه ، قالَ : «ذكرت شيئاً من تبْرٍ عندَنا ، فكرِهْتُ أن يحبسَنِي ، فأمرْتُ بقسْمتِه» رواه البخاري .

      وفي رواية له: كنْتُ خلَّفْتُ في الْبيتِ تِبراً من الصَّدقةِ ، فكرِهْتُ أنْ أُبَيِّتَه» . «التِّبْر» قطع ذهبٍ أوْ فضَّةٍ .

      89 الثَّالث: عن جابر رضي اللَّهُ عنه قال: قال رجلٌ للنبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يومَ أُحُدٍ: أرأيتَ إنْ قُتلتُ فأينَ أَنَا ؟ قال : «في الْجنَّةِ » فألْقى تَمراتٍ كنَّ في يَدِهِ ، ثُمَّ قاتل حتَّى قُتلَ. متفقٌ عليه .

      90 الرابع: عن أبي هُريرةَ رضي اللَّهُ عنه قال: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فقال: يا رسولَ اللَّهِ، أيُّ الصَّدقةِ أعْظمُ أجْراً ؟ قال: «أنْ تَصَدَّقَ وأنْت صحيحٌ شَحيحٌ تَخْشى الْفقرَ، وتأْمُلُ الْغنى، ولا تُمْهِلْ حتَّى إذا بلَغتِ الْحلُقُومَ. قُلت: لفُلانٍ كذا ولفلانٍ كَذَا، وقَدْ كان لفُلان » متفقٌ عليه .

      « الْحلْقُوم » : مجرى النَّفسِ . و « الْمريءُ » : مجرى الطَّعامِ والشَّرابِ .

      91 الخامس: عن أنس رضي اللَّه عنه ، أَنَّ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَخذَ سيْفاً يوم أُحدٍ فقَالَ: « مَنْ يأْخُذُ منِّي هَذا ؟ فبسطُوا أَيدِيهُم ، كُلُّ إنْسانٍ منهمْ يقُول : أَنا أَنا . قَالَ: «فمنْ يأَخُذُهُ بحقِه ؟ فَأَحْجمِ الْقومُ ، فقال أَبُو دجانة رضي اللَّه عنه : أَنا آخُذه بحقِّهِ ، فأَخَذهُ ففَلق بِهِ هَام الْمُشْرِكينَ». رواه مسلم .

      اسم أبي دجانة : سماكُ بْنُ خرسة . قولُهُ : «أَحجم الْقوم» : أي توقَّفُوا . و «فَلق بِهِ» : أَي شَق «هام الْمشرِكين» : أَيْ رؤوسهُمْ .

      92 السَّادس: عن الزُّبيْرِ بنِ عديِّ قال: أَتَيْنَا أَنس بن مالكٍ رضي اللَّه عنه فشَكوْنا إليهِ ما نلْقى من الْحَجَّاجِ. فقال: «اصْبِروا فإِنه لا يأْتي زمانٌ إلاَّ والَّذي بعْده شَرٌ منه حتَّى تلقَوا ربَّكُمْ » سمعتُه منْ نبيِّكُمْ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . رواه البخاري .

      93 السَّابع: عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أَن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: « بادروا بالأَعْمال سبعاً، هل تَنتَظرونَ إلاَّ فقراً مُنسياً، أَوْ غنيٌ مُطْغياً، أَوْ مرضاً مُفسداً، أَو هرماً مُفْنداً أَو موتاً مُجهزاً أَوِ الدَّجَّال فشرُّ غَائب يُنتَظر، أَوِ السَّاعة فالسَّاعةُ أَدْهى وأَمر،» . رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
      ( ضعيف جدّاً ) .
      [ فيه : محرر بن هاورن ، وهو متروك الحديث ] .


      94 الثامن: عنه أَن رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال يوم خيْبر: «لأعطِينَّ هذِهِ الراية رجُلا يُحبُّ اللَّه ورسُوله، يفتَح اللَّه عَلَى يديهِ» قال عمر رضي اللَّهُ عنه: ما أَحببْت الإِمارة إلاَّ يومئذٍ فتساورْتُ لهَا رجَاءَ أَنْ أُدْعى لهَا، فدعا رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عليَ بن أبي طالب، رضي اللَّه عنه، فأَعْطَاه إِيَّاها، وقالَ: «امش ولا تلْتَفتْ حتَّى يَفتح اللَّه عليكَ» فَسار عليٌّ شيئاً، ثُمَّ وقف ولم يلْتفتْ، فصرخ: يا رسول اللَّه، على ماذَا أُقاتل النَّاس؟ قال: «قاتلْهُمْ حتَّى يشْهدوا أَنْ لا إله إلاَّ اللَّه، وأَنَّ مُحمَّداً رسول اللَّه، فَإِذا فعلوا ذلك فقدْ منعوا منْك دماءَهُمْ وأَموالهُمْ إلاَّ بحَقِّها، وحِسابُهُمْ على اللَّهِ» رواه مسلم

      «فَتَساورْت» هو بالسِّين المهملة: أَيْ وثبت مُتطلِّعاً.




    6. #21
      التسجيل
      05-02-2005
      الدولة
      الكويت
      المشاركات
      128
      المواضيع
      41
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°


      11 - باب في المجاهدة

      قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين‏}‏ ‏(‏‏(‏العنكبوت‏:‏29‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين‏}‏ ‏(‏‏(‏الحجر‏:‏99‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره‏}‏ ‏(‏‏(‏الزلزلة‏:‏7‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً‏}‏ ‏(‏‏(‏المزمل‏:‏ 20‏)‏‏)‏‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏ 273‏)‏‏)‏ والآيات في الباب كثيرة معلومة‏.‏

      وأما الأحاديث‏:‏


      95 فالأَول: عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه. قال قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «إِنَّ اللَّه تعالى قال: منْ عادى لي وليًّاً. فقدْ آذنتهُ بالْحرْب. وما تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ: وما يَزالُ عبدي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ به، وبَصره الذي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ التي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ التي يمْشِي بها، وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه» رواه البخاري.

      «آذنتُهُ» أَعلَمْتُه بِأَنِّي محارب لَهُ «استعاذنِي» رُوى بالنون وبالباءِ.

      96 الثاني: عن أَنس رضي اللَّه عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فيمَا يرْوِيهِ عنْ ربهِ عزَّ وجَلَّ قال: «إِذَا تقرب الْعبْدُ إِليَّ شِبْراً تَقرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِراعاً، وإِذَا تقرَّب إِلَيَّ ذراعاً تقرَّبْتُ منه باعاً، وإِذا أَتانِي يَمْشِي أَتيْتُهُ هرْوَلَة» رواه البخاري.

      97 الثالث: عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «نِعْمتانِ مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» رواه مسلم.

      98 الرابع: عن عائشة رضي اللَّه عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كَان يقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تتَفطَرَ قَدمَاهُ، فَقُلْتُ لَهُ، لِمْ تصنعُ هذا يا رسولَ اللَّهِ، وقدْ غفَرَ اللَّه لَكَ مَا تقدَّمَ مِنْ ذَنبِكَ وما تأخَّرَ؟ قال: «أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أكُونَ عبْداً شكُوراً؟» متفقٌ عليه. هذا لفظ البخاري، ونحوه في الصحيحين من رواية المُغيرة بن شُعْبَةَ.

      99 الخامس: عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: «كان رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذَا دَخَلَ الْعشْرُ أحيا اللَّيْلَ، وأيقظ أهْلهْ، وجدَّ وشَدَّ المِئْزَرَ» متفقٌ عليه.

      والمراد: الْعشْرُ الأواخِرُ من شهر رمضان: «وَالمِئْزَر»: الإِزارُ وهُو كِنايَةٌ عن اعْتِزَال النِّساءِ، وقِيلَ: المُرادُ تشْمِيرهُ للعِبادَةِ. يُقالُ: شَددْتُ لِهذا الأمرِ مِئْزَرِي، أيْ: تشمرتُ وَتَفَرَّغتُ لَهُ.

      100 السادس: عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «المُؤمِن الْقَوِيُّ خيرٌ وَأَحبُّ إِلى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خيْرٌ. احْرِصْ عَلَى مَا ينْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجَزْ. وإنْ أصابَك شيءٌ فلاَ تقلْ: لَوْ أَنِّي فَعلْتُ كانَ كَذَا وَكذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قدَّرَ اللَّهُ، ومَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان». رواه مسلم.

      101 السابع: عنه أَنَّ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: «حُجِبتِ النَّارُ بِالشَّهَواتِ، وحُجِبتْ الْجَنَّةُ بَالمكَارِهِ» متفقٌ عليه.

      وفي رواية لمسلم: «حُفَّت» بَدلَ «حُجِبتْ» وهو بمعناهُ: أيْ: بينهُ وبيْنَهَا هَذا الحجابُ، فإذا فعلَهُ دخَلها.

      102 الثامن: عن أبي عبد اللَّه حُذَيْفةَ بن اليمانِ، رضي اللَّهُ عنهما، قال: صَلَّيْتُ مع النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ذَاتَ ليَْلَةٍ، فَافَتَتَحَ الْبقرة، فقُلْت يرْكَعُ عِندَ المائة، ثُمَّ مضى، فَقُلْت يُصلِّي بِهَا في رَكْعةٍ، فَمَضَى.

      فَقُلْت يَرْكَع بهَا، ثمَّ افْتتَح النِّسَاءَ، فَقَرأَهَا، ثمَّ افْتتح آلَ عِمْرانَ فَقَرَأَهَا، يَقْرُأُ مُتَرَسِّلاً إذَا مرَّ بِآيَةٍ فِيها تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وإِذَا مَرَّ بِسْؤالٍ سَأل، وإذَا مَرَّ بِتَعَوذٍ تَعَوَّذَ، ثم ركع فَجعل يقُول: «سُبحانَ رَبِّيَ الْعظِيمِ» فَكَانَ ركُوعُه نحْوا مِنْ قِيامِهِ ثُمَّ قَالَ: «سمِع اللَّهُ لِمن حمِدَه، ربَّنا لك الْحمدُ» ثُم قَام قِياماً طوِيلاً قَريباً مِمَّا ركَع، ثُمَّ سَجَدَ فَقالَ: «سبحان رَبِّيَ الأعلَى» فَكَانَ سُجُوده قَرِيباً مِنْ قِيامِهِ». رواه مسلم.

      103 التاسع: عن ابن مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: صلَّيْت مع النَبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لَيلَةً، فَأَطَالَ الْقِيامَ حتَّى هممْتُ أَنْ أجْلِسَ وَأدعَهُ. متفقٌ عليه.

      104 العاشر: عن أنس رضي اللَّه عنه عن رسولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: «يتْبعُ الميْتَ ثلاثَةٌ: أهلُهُ ومالُه وعمَلُه، فيرْجِع اثنانِ ويبْقَى واحِدٌ: يرجعُ أهلُهُ ومالُهُ، ويبقَى عملُهُ» متفقٌ عليه.

      105 الحادي عشر: عن ابن مسعودٍ رضيَ اللَّهُ عنه قال: قال النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «الجنة أقَربُ إلى أَحدِكُم مِنْ شِراكِ نَعْلِهِ والنَّارُ مِثْلُ ذلِكَ» رواه البخاري.

      106 الثاني عشر: عن أبي فِراس رَبِيعةَ بنِ كَعْبٍ الأسْلَمِيِّ خادِم رسولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، ومِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ رضي اللَّهُ عنه قال: كُنْتُ أبيتُ مع رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فآتِيهِ بِوَضوئِهِ، وحاجتِهِ فقال: «سلْني» فقُلْت: أسْألُكَ مُرافَقَتَكَ في الجنَّةِ. فقالَ: «أوَ غَيْرَ ذلِك؟» قُلْت: أسْألُكَ مُرافَقَتَكَ في الجنَّةِ. فقالَ: «أوَ غَيْرَ ذلِك ؟» قُلْت: هو ذَاك. قال: «فأَعِنِّي على نَفْسِكَ بِكَثْرةِ السجُودِ» رواه مسلم.

      107 الثالث عشر: عن أبي عبد اللَّه ويُقَالُ: أبُو عبْدِ الرَّحمنِ ثَوْبانَ موْلى رسولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: سمِعْتُ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول: عليكَ بِكَثْرةِ السُّجُودِ، فإِنَّك لَنْ تَسْجُد للَّهِ سجْدةً إلاَّ رفَعكَ اللَّهُ بِهَا درجةً، وحطَّ عنْكَ بِهَا خَطِيئَةً» رواه مسلم.

      108 الرابع عشر: عن أبي صَفْوانَ عبدِ اللَّه بن بُسْرٍ الأسلَمِيِّ، رضي اللَّه عنه، قال: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ مَن طالَ عمُرُه وَحَسُنَ عملُه» رواه الترمذي، وقال حديثٌ حسنٌ.

      «بُسْر»: بضم الباءِ وبالسين المهملة.

      109 الخامس عشر: عن أنسٍ رضي اللَّه عنه، قال: غَاب عمِّي أَنَسُ بنُ النَّضْرِ رضي اللَّهُ عنه، عن قِتالِ بدرٍ، فقال: يا رسولَ اللَّه غِبْت عن أوَّلِ قِتالٍ قَاتلْتَ المُشرِكِينَ، لَئِنِ اللَّهُ أشْهَدَنِي قتالَ المشركين لَيُرِيَنَّ اللَّهُ ما أصنعُ، فلما كانَ يومُ أُحدٍ انْكشَفَ المُسْلِمُون فقال: اللَّهُمَّ أعْتَذِرُ إليْكَ مِمَّا صنَع هَؤُلاءِ يَعْني أصْحَابَه وأبرأُ إلَيْكَ مِمَّا صنعَ هَؤُلاَءِ يعني المُشْرِكِينَ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَاسْتَقْبَلَهُ سعْدُ بْنُ مُعاذٍ، فَقالَ: يا سعْدُ بْنَ معُاذٍ الْجنَّةُ ورَبِّ الكعْبةِ، إِنِى أجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ. قال سعْدٌ: فَمَا اسْتَطعْتُ يا رسول اللَّه ماصنَعَ، قَالَ أنسٌ: فَوجدْنَا بِهِ بِضْعاً وثمانِينَ ضَرْبةً بِالسَّيفِ، أوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ، أو رمْيةً بِسهْمٍ، ووجدْناهُ قَد قُتِلَ وَمثَّلَ بِهِ المُشرِكُونَ فَما عرفَهُ أَحدٌ إِلاَّ أُخْتُهُ بِبنَانِهِ. قال أنسٌ: كُنَّا نَرى أوْ نَظُنُّ أنَّ هَذِهِ الآيَة نزلَتْ فيهِ وَفِي أشْباهِهِ: [مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صدقُوا ما عَاهَدُوا اللَّه علَيهِ] [الأحزاب: 23] إلى آخرها. متفقٌ عليه.

      قوله: «لَيُريَنَّ اللَّهُ» رُوى بضم الياءِ وكسر الراءِ، أي لَيُظْهِرنَّ اللَّهُ ذَلِكَ لِلنَّاسِ، ورُوِى بفتحهما، ومعناه ظاهر، واللَّه أعلم.

      110 السادس عشر: عن أبي مسعود عُقْبَةَ بن عمروٍ الأنصاريِّ البدريِّ رضي اللَّهُ عنه قال: لمَّا نَزَلَتْ آيةُ الصَّدقَةِ كُنَّا نُحَامِلُ عَلَى ظُهُورِنا. فَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ كَثِيرٍ فَقَالُوا: مُراءٍ، وجاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ فقالُوا: إنَّ اللَّه لَغَنِيٌّ عَنْ صاعِ هَذَا، فَنَزَلَتْ {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إلاَّ جُهْدَهُمْ} [التوبة 79] الآية. متفقٌ عليه.

      «ونُحَامِلُ» بضم النون، وبالحاءِ المهملة: أَيْ يَحْمِلُ أَحَدُنَا على ظَهْرِهِ بِالأجْرَةِ، وَيَتَصَدَّقُ بها.

      111 السابَع عشر: عن سعيدِ بنِ عبدِ العزيزِ، عن رَبيعةَ بنِ يزيدَ، عن أَبِي إدريس الخَوْلاَنيِّ، عن أَبِي ذَرٍّ جُنْدُبِ بنِ جُنَادَةَ، رضي اللَّهُ عنه، عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فيما يَرْوِى عَنِ اللَّهِ تباركَ وتعالى أنه قال: «يا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً فَلاَ تَظالمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُم ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُوني أهْدكُمْ، يَا عِبَادي كُلُّكُمْ جائعٌ إِلاَّ منْ أطعمتُه، فاسْتطْعموني أطعمْكم، يا عبادي كلكم عَارٍ إلاَّ مِنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُوني أكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً، فَاسْتَغْفِرُوني أغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّوني، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُوني، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أوَّلَكُمْ وآخِركُمْ، وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أتقَى قلبِ رجلٍ واحدٍ منكم ما زادَ ذلكَ فِي مُلكي شيئاً، يا عِبَادِي لو أَنَّ أوَّلكم وآخرَكُم وإنسَكُم وجنكُمْ كَانوا عَلَى أفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئاً، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِركُمْ وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا فِي صَعيدٍ وَاحدٍ، فَسألُوني فَأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسانٍ مَسْألَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلاَّ كَمَا َيَنْقُصُ المِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يَا عِبَادِي إنَّما هِيَ أعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً فَلْيَحْمِدِ اللَّه، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إلاَّ نَفْسَهُ».

      قَالَ سعيدٌ: كان أبو إدريس إذا حدَّثَ بهذا الحديث جَثَا عَلَى رُكبتيه. رواه مسلم. وروينا عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه اللَّه قال: ليس لأهل الشام حديث أشرف من هذا الحديث.


    7. #22
      التسجيل
      05-02-2005
      الدولة
      الكويت
      المشاركات
      128
      المواضيع
      41
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°


      12- باب الحثِّ على الازدياد من الخير في أواخر العمر
      قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير‏}‏ ‏(‏‏(‏فاطر‏:‏ 37‏)‏‏)‏ قال ابن عباس، والمحققون معناه‏:‏ أو لم نعمركم ستين سنة‏؟‏ ويؤيده الحديث الذي سنذكره إن شاء الله تعالى، وقيل‏:‏ معناه ثماني عشرة سنة‏.‏ وقيل‏:‏ أربعين سنة قاله الحسن والكلبي ومسروق، ونقل عن ابن عباس أيضاً‏.‏ ونقلوا‏:‏ إن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تقرغ للعبادة‏.‏
      ‏(‏‏(‏وقيل‏:‏ هو البلوغ‏)‏‏)‏‏.‏
      وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وجاءكم النذير‏}‏ قال ابن عباس والجمهور‏:‏ هو النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وقيل‏:‏ الشيب‏.‏ قاله عكرمة، وابن عيينة، وغيرهما‏.‏ والله أعلم‏.‏
      112 وأمَّا الأحاديث فالأوَّل : عن أَبِي هريرة رضي اللَّه عنه ، عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : «أعْذَرَ اللَّهُ إلى امْرِىءٍ أخَّرَ أجلَه حتى بلَغَ سِتِّينَ سنةً » رواه البخارى.
      قال العلماءُ معناه : لَمْ يتْركْ لَه عُذْراً إذ أمْهَلَهُ هذِهِ المُدَّةَ . يُقال : أعْذَرَ الرَّجُلُ إذا بلغَ الغاية في الْعُذْرِ .
      113 الثانى : عن ابن عباس ، رضي اللَّه عنهما ، قال : كان عمر رضي اللَّه عنه يُدْخِلُنى مَع أشْياخ بْدرٍ ، فَكأنَّ بعْضَهُمْ وجدَ فِي نفسه فقال : لِمَ يَدْخُلُ هَذِا معنا ولنَا أبْنَاء مِثْلُه ،؟ فقال عمرُ : إِنَّهُ من حيْثُ علِمْتُمْ ، فدَعَانى ذاتَ يَوْمٍ فَأدْخلَنى معهُمْ ، فما رأَيْتُ أنَّه دعانى يوْمئِذٍ إِلاَّ لِيُرِيهُمْ قال : ما تقولون في قول اللَّه تعالى : { إذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والْفَتْحُ} [الفتح : 1 ] فقال بَعضُهُمْ : أمِرْنَا نَحْمَدُ اللَّهَ ونَسْتَغْفِره إذَا نَصرنَا وفَتَحَ علَيْنَا . وسكَتَ بعضهُمْ فلم يقُلْ شيئاً فقال لى : أكَذلك تقول يا ابنَ عباس ؟ فقلت : لا . قال فما تقول ؟ قلت : هُو أجلُ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، أعْلمَه له قال : { إذا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ والْفتحُ} وذلك علامة أجلِك { فَسَبِّحْ بِحمْدِ رَبِّكَ واسْتغْفِرْهُ إِنَّه كانَ تَوَّاباً} [ الفتح : 3 ] فقال عمر رضي اللَّه عنه : ما أعْلَم منها إلاَّ ما تَقُول . رواه البخارى .
      114 الثالث : عن عائشةَ رضي اللَّه عنها قالت : ما صَلَّى رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم صلاةً بعْد أَنْ نزَلَتْ علَيْهِ { إذَا جَاءَ نصْرُ اللِّهِ والْفَتْحُ } إلاَّ يقول فيها : « سُبْحانك ربَّنَا وبِحمْدِكَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لى » متفقٌ عليه .
      وفي رواية الصحيحين عنها : كان رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُكْثِر أنْ يَقُول فِي ركُوعِه وسُجُودِهِ : « سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ ربَّنَا وَبحمْدِكَ ، اللَّهمَّ اغْفِرْ لي » يتأوَّل الْقُرْآن .
      معنى : « يتأوَّل الْقُرُآنَ » أيْ : يعْمل مَا أُمِرَ بِهِ في الْقُــرآنِ في قولِهِ تعالى : {فَسبِّحْ بِحمْدِ ربِّكَ واستَغْفِرْهُ } .
      وفي رواية لمسلم : كان رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُكْثِرُ أنْ يَقولَ قبْلَ أَنْ يَمُوتَ : «سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحْمدِكَ ، أسْتَغْفِركَ وأتُوبُ إلَيْكَ » . قالت عائشةُ : قلت : يا رسولَ اللَّه ما هذِهِ الكلِمَاتُ الَّتي أرَاكَ أحْدثْتَها تَقولها ؟ قــال : « جُعِلَتْ لِي علامةٌ في أمَّتي إذا رَأيتُها قُلتُها {إذَا جَاءَ نَصْرُ اللِّهِ والْفَتْحُ } إلى آخر السورة».
      وفي رواية له : كان رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ : « سُبْحانَ اللَّهِ وبحَمْدِهِ . أسْتَغْفِرُ اللَّه وَأَتُوبُ إلَيْه » . قالت : قلت : يا رسولَ اللَّه ، أَرَاكَ تُكْثِرُ مِنْ قَوْل : سُبْحَانَ اللَّهِ وبحمْدِهِ ، أسْتغْفِر اللَّه وأتُوبُ إليْهِ ؟ فقال : « أخْبرني ربِّي أنِّي سَأرَى علاَمَةً فِي أُمَّتي فَإِذَا رأيْتُها أكْثَرْتُ مِن قَوْلِ : سُبْحانَ اللَّهِ وبحَمْدِهِ ، أسْتَغْفِرُ اللَّه وَأتُوبُ إلَيْهِ : فَقَدْ رَأَيْتُها: {إذَا جَاءَ نَصْرُ اللِّهِ والْفَتْحُ } فَتْحُ مَكَّةَ ، { ورأيْتَ النَّاس يدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أفْوَاجًا ، فَسبحْ بحمْدِ ربِّكَ واسْتَغفِرْهُ إنَّهُ كانَ توَّاباً } .
      115 الرابع : عن أنسٍ رضي اللَّهُ عنه قال : إنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ تَابعَ الوحْيَ على رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَبْلَ وَفَاتِهِ ، حتَّى تُوُفِّى أكْثَرَ مَا كَانَ الْوَحْيُ . متفقٌ عليه .
      116 الخامس : عن جابر رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « يُبْعثُ كُلُّ عبْدٍ على ما مَاتَ علَيْهِ »

    8. #23
      التسجيل
      05-02-2005
      الدولة
      الكويت
      المشاركات
      128
      المواضيع
      41
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°



      12- باب الحثِّ على الازدياد من الخير في أواخر العمر

      قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير‏}‏ ‏(‏‏(‏فاطر‏:‏ 37‏)‏‏)‏ قال ابن عباس، والمحققون معناه‏:‏ أو لم نعمركم ستين سنة‏؟‏ ويؤيده الحديث الذي سنذكره إن شاء الله تعالى، وقيل‏:‏ معناه ثماني عشرة سنة‏.‏ وقيل‏:‏ أربعين سنة قاله الحسن والكلبي ومسروق، ونقل عن ابن عباس أيضاً‏.‏ ونقلوا‏:‏ إن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تقرغ للعبادة‏.‏

      ‏(‏‏(‏وقيل‏:‏ هو البلوغ‏)‏‏)‏‏.‏

      وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وجاءكم النذير‏}‏ قال ابن عباس والجمهور‏:‏ هو النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وقيل‏:‏ الشيب‏.‏ قاله عكرمة، وابن عيينة، وغيرهما‏.‏ والله أعلم‏.‏

      112 وأمَّا الأحاديث فالأوَّل : عن أَبِي هريرة رضي اللَّه عنه ، عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : «أعْذَرَ اللَّهُ إلى امْرِىءٍ أخَّرَ أجلَه حتى بلَغَ سِتِّينَ سنةً » رواه البخارى.

      قال العلماءُ معناه : لَمْ يتْركْ لَه عُذْراً إذ أمْهَلَهُ هذِهِ المُدَّةَ . يُقال : أعْذَرَ الرَّجُلُ إذا بلغَ الغاية في الْعُذْرِ .

      113 الثانى : عن ابن عباس ، رضي اللَّه عنهما ، قال : كان عمر رضي اللَّه عنه يُدْخِلُنى مَع أشْياخ بْدرٍ ، فَكأنَّ بعْضَهُمْ وجدَ فِي نفسه فقال : لِمَ يَدْخُلُ هَذِا معنا ولنَا أبْنَاء مِثْلُه ،؟ فقال عمرُ : إِنَّهُ من حيْثُ علِمْتُمْ ، فدَعَانى ذاتَ يَوْمٍ فَأدْخلَنى معهُمْ ، فما رأَيْتُ أنَّه دعانى يوْمئِذٍ إِلاَّ لِيُرِيهُمْ قال : ما تقولون في قول اللَّه تعالى : { إذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والْفَتْحُ} [الفتح : 1 ] فقال بَعضُهُمْ : أمِرْنَا نَحْمَدُ اللَّهَ ونَسْتَغْفِره إذَا نَصرنَا وفَتَحَ علَيْنَا . وسكَتَ بعضهُمْ فلم يقُلْ شيئاً فقال لى : أكَذلك تقول يا ابنَ عباس ؟ فقلت : لا . قال فما تقول ؟ قلت : هُو أجلُ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، أعْلمَه له قال : { إذا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ والْفتحُ} وذلك علامة أجلِك { فَسَبِّحْ بِحمْدِ رَبِّكَ واسْتغْفِرْهُ إِنَّه كانَ تَوَّاباً} [ الفتح : 3 ] فقال عمر رضي اللَّه عنه : ما أعْلَم منها إلاَّ ما تَقُول . رواه البخارى .

      114 الثالث : عن عائشةَ رضي اللَّه عنها قالت : ما صَلَّى رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم صلاةً بعْد أَنْ نزَلَتْ علَيْهِ { إذَا جَاءَ نصْرُ اللِّهِ والْفَتْحُ } إلاَّ يقول فيها : « سُبْحانك ربَّنَا وبِحمْدِكَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لى » متفقٌ عليه .

      وفي رواية الصحيحين عنها : كان رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُكْثِر أنْ يَقُول فِي ركُوعِه وسُجُودِهِ : « سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ ربَّنَا وَبحمْدِكَ ، اللَّهمَّ اغْفِرْ لي » يتأوَّل الْقُرْآن .

      معنى : « يتأوَّل الْقُرُآنَ » أيْ : يعْمل مَا أُمِرَ بِهِ في الْقُــرآنِ في قولِهِ تعالى : {فَسبِّحْ بِحمْدِ ربِّكَ واستَغْفِرْهُ } .

      وفي رواية لمسلم : كان رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُكْثِرُ أنْ يَقولَ قبْلَ أَنْ يَمُوتَ : «سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحْمدِكَ ، أسْتَغْفِركَ وأتُوبُ إلَيْكَ » . قالت عائشةُ : قلت : يا رسولَ اللَّه ما هذِهِ الكلِمَاتُ الَّتي أرَاكَ أحْدثْتَها تَقولها ؟ قــال : « جُعِلَتْ لِي علامةٌ في أمَّتي إذا رَأيتُها قُلتُها {إذَا جَاءَ نَصْرُ اللِّهِ والْفَتْحُ } إلى آخر السورة».

      وفي رواية له : كان رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ : « سُبْحانَ اللَّهِ وبحَمْدِهِ . أسْتَغْفِرُ اللَّه وَأَتُوبُ إلَيْه » . قالت : قلت : يا رسولَ اللَّه ، أَرَاكَ تُكْثِرُ مِنْ قَوْل : سُبْحَانَ اللَّهِ وبحمْدِهِ ، أسْتغْفِر اللَّه وأتُوبُ إليْهِ ؟ فقال : « أخْبرني ربِّي أنِّي سَأرَى علاَمَةً فِي أُمَّتي فَإِذَا رأيْتُها أكْثَرْتُ مِن قَوْلِ : سُبْحانَ اللَّهِ وبحَمْدِهِ ، أسْتَغْفِرُ اللَّه وَأتُوبُ إلَيْهِ : فَقَدْ رَأَيْتُها: {إذَا جَاءَ نَصْرُ اللِّهِ والْفَتْحُ } فَتْحُ مَكَّةَ ، { ورأيْتَ النَّاس يدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أفْوَاجًا ، فَسبحْ بحمْدِ ربِّكَ واسْتَغفِرْهُ إنَّهُ كانَ توَّاباً } .

      115 الرابع : عن أنسٍ رضي اللَّهُ عنه قال : إنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ تَابعَ الوحْيَ على رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَبْلَ وَفَاتِهِ ، حتَّى تُوُفِّى أكْثَرَ مَا كَانَ الْوَحْيُ . متفقٌ عليه .

      116 الخامس : عن جابر رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « يُبْعثُ كُلُّ عبْدٍ على ما مَاتَ علَيْهِ »


    9. #24
      التسجيل
      02-06-2005
      الدولة
      ][In your dreams][
      المشاركات
      5,462
      المواضيع
      143
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°

      مشكوووووووووووووور اخوي على الموضوع وجزاك الله خيرا ودخلك الجنه

    10. #25
      التسجيل
      26-04-2005
      الدولة
      جدة
      المشاركات
      119
      المواضيع
      21
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°

      مشكوووووووووووووور اخوي على الموضوع وجزاك الله خيرا ودخلك الجنه

    11. #26
      التسجيل
      05-02-2005
      الدولة
      الكويت
      المشاركات
      128
      المواضيع
      41
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°



      13- باب بيان كثرة طرق الخير‏.‏

      قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة 215‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وما تفعلوا من خير يعلمه الله‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏ 197‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره‏}‏ ‏(‏‏(‏الزلزلة‏:‏ 7‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏من عمل صالحاً فلنفسه‏}‏ ‏(‏‏(‏الجاثية 15‏)‏‏)‏ والآيات في الباب كثيرة

      وأما الأحاديث فكثيرة جداً، وهي غير منحصرة، فنذكر طرفاً منها‏:‏

      117- الأول‏:‏ عن أبي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله، أي الأعمال أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الإيمان بالله، والجهاد في سبيله‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ أي الرقاب أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أنفسها عند أهلها، وأكثرها ثمناً‏"‏ قلت‏:‏ فإن لم أفعل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏تعين صانعاً أو تصنع لأخرق‏"‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل‏؟‏ قال‏:‏ تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

      ‏‏الصانع‏ ‏ بالصاد المهملة هذا هو المشهور، وروي ‏ ‏ضائعاً‏ ‏ بالمعجمة‏:‏ أي ذا ضياع من فقر أو عيال، ونحو ذلك ‏ ‏والأخرق‏ ‏‏:‏ الذي لايتقن ما يحاول فعله‏ ‏

      118- الثاني‏:‏ عن أبي ذر أيضاً رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهى عن المنكر صدقة، ويجزيء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم.

      السلامى‏ ‏ بضم السين المهملة وتخفيف اللام وفتح الميم‏:‏ المفصل ‏

      119- الثالث عنه قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوىء أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      120- الرابع عنه‏:‏ أن ناساً قالوا‏:‏ يارسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم قال‏:‏ ‏"‏ أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به‏:‏ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة قالوا‏:‏ يارسول الله أيأتى أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏ أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر‏؟‏ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      الدثور‏ بالثاء المثلثة‏:‏ الأموال، واحدها‏:‏ دثر‏ ‏

      121-الخامس‏:‏ عنه قال لي النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طليق‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      122- السادس ‏:‏ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس‏:‏ تعدل بين الأثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

      ورواه مسلم أيضاً من رواية عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائه مفصل، فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله واستغفر الله، وعزل حجراً عن طريق الناس أو شوكة أو عظماً عن طريق الناس، أو أمر بمعروف أو نهى عن المنكر، عدد الستين والثلاثمائة، فإنه يمسي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار‏"‏‏.‏

      132- السابع‏:‏ عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

      ‏النزل‏ ‏‏:‏ القوت والرزق وما يهيأ للضيف ‏

      124- الثامن‏:‏ عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

      ‏قال الجوهري‏:‏ الفرسن من البعير‏:‏ كالحافر من الدابة، قال‏:‏ وربما استعير في الشاة ‏

      125- التاسع‏:‏ عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة‏:‏ فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

      البضع‏ ‏ من ثلاثة إلى تسعةٍ‏ ‏ بكسر الباء وقد تفتح‏.‏ ‏ ‏ والشعبة‏ ‏‏:‏ القطعة ‏

      126- العاشر‏:‏ عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ بينما رجل يمشى بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل‏:‏ لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ منى، فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه، حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له‏"‏ قالوا ‏:‏ يارسول الله إن لنا في البهائم أجراً‏؟‏ فقال‏:‏ في كل كبدٍ رطبة أجر‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

      ‏وفي رواية للبخاري‏:‏ ‏ ‏ فشكر الله فغفر له، فأدخله الجنة‏ ‏‏.‏ وفي رواية لهما‏:‏‏ بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها فاستقت له به، فسقته فغفر لها به‏ ‏‏.‏ ‏

      ‏الموق‏ ‏‏:‏ الخف‏.‏‏ ‏ ويطيف‏ ‏‏:‏ يدور حول ركية‏ ‏ وهي البئر‏. ‏


      127- الحادي عشر‏:‏ عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذى المسلمين‏"‏‏.‏‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      وفي رواية‏:‏ ‏ ‏ مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال‏:‏ والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنة‏ ‏‏.‏

      وفي رواية لهما‏:‏ ‏ ‏ بينما رجل يمشى بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخره فشكره الله له، فغفر له‏ .‏

      128- الثاني عشر‏:‏ عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة، فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصا فقد لغا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      129- الثالث عشر‏:‏ عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ إذا توضأ العبد المسلم، أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      130- الرابع عشر‏:‏ عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      131- الخامس عشر‏:‏ عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      123- السادس عشر‏:‏ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من صلى البردين دخل الجنة‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

      ‏‏البردان‏ ‏ ‏:‏ الصبح والعصر ‏ ‏

      133- السابع عشر‏:‏ عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏‏"‏ إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

      134- الثامن عشر‏:‏ عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ كل معروف صدقة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري، ورواه مسلم من رواية حذيفة رضي الله عنه‏)‏‏)‏‏.‏

      135- التاسع عشر‏:‏ عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏.‏ ‏)‏‏)‏ وفي رواية له‏:‏ ‏"‏ فلا يغرس المسلم غرساً، فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏


      وفي رواية له‏:‏ ‏"‏ لا يغرس مسلم غرساً، ولا يزرع زرعاً، فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شىء إلا كانت له صدقة‏"‏ وروياه جميعاً من رواية أنس رضي الله عنه‏.‏

      ‏‏قوله‏:‏ ‏ ‏ يرزؤه‏ ‏ أي ينقصه


      136- العشرون‏:‏ عنه قال‏:‏ أراد بنو سلمة أن ينقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم‏:‏ ‏"‏ إنه قد بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد‏؟‏‏"‏ فقالوا‏:‏ نعم يارسول الله قد أردنا ذلك، فقال‏:‏‏"‏بني سلمة دياركم؛ تكتب آثاركم ‎، دياركم، تكتب آثاركم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      ‏وفي رواية‏:‏ ‏ ‏ إن بكل خطوة درجة‏ ‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏‏(‏ورواه البخاري أيضاً بمعناه من رواية أنس رضي الله عنه ‏)‏‏)‏‏.‏ ‏

      ‏و‏ ‏بنو سلمة‏ ‏ بكسر اللام‏:‏ قبيلة معروفة من الأنصار رضي الله عنهم، و‏ ‏آثارهم‏ ‏ خطاهم.‏ ‏


      137- الحادي والعشرون‏:‏ عن أبي المنذر أبي بن كعب رضي الله عنه قال‏:‏ كان رجل لا أعلم رجلاً أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة فقيل له، أو فقلت له‏:‏ لو اشتريت حماراً تركبه في الظلماء، وفي الرمضاء، فقال‏:‏ ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قد جمع الله لك ذلك كله‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      ‏وفي رواية‏:‏ ‏ ‏إن لك ما احتسبت‏ ‏‏.‏ ‏ ‏الرمضاء‏ ‏ ‏:‏ الأرض التي أصابها الحر الشديد ‏


      138- الثاني والعشرون‏:‏ عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

      ‏‏ ‏المنيحة‏ ‏‏.‏ أن يعطية إياها ليأكل لبنها ثم يردها إليه‏ ‏

      139- الثالث والعشرون‏:‏ عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ اتقوا النار ولو بشق تمرةٍ‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

      وفي رواية لهما عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، ينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبةٍ‏"‏‏.‏

      140- الرابع والعشرون‏:‏ عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      ‏‏و‏ ‏الأكلة‏ ‏ بفتح الهمزة‏:‏ وهي الغدوة أو العشوة‏‏


      141- الخامس والعشرون‏:‏ عن أبي موس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏على كل مسلم صدقة‏"‏ قال ‏:‏ أرأيت إن لم يجد‏؟‏ قال‏:‏ أرأيت إن لم يستطع‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يعين ذا الحاجة الملهوف‏"‏ قال‏:‏ أرأيت إن لم يستطع‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يأمر بالمعروف أو الخير‏"‏ قال ‏:‏ أرأيت إن لم يفعل‏؟‏ قال‏:‏ يمسك عن الشر فإنها صدقة‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏


    12. #27
      التسجيل
      05-02-2005
      الدولة
      الكويت
      المشاركات
      128
      المواضيع
      41
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°



      14- باب الاقتصاد في الطاعة

      قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى‏}‏ ‏(‏‏(‏طه‏:‏1‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة ‏:‏ 185‏)‏‏)‏‏.‏

      142- وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال‏:‏ من هذه‏؟‏ قالت‏:‏ هذه فلانة تذكر من صلاتها قال‏:‏ ‏"‏ مه عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا‏"‏ وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

      ‏‏مه‏ ‏ كلمة نهي وزجر‏.‏ ومعنى ‏‏ ‏ ‏لايمل الله‏ ‏ أي ‏:‏ لا يقطع ثوابه عنكم وجزاء أعمالكم، ويعاملكم معاملة المال حتى تملو فتتركوا، فينبغي لكم أن تأخذو ما تطيقون الدوام عليه ليدوم ثوابه لكم وفضله عليكم ‏

      143- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا‏:‏ أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له تقدم من ذنبه وما تأخر‏.‏ قال أحدهم‏:‏ أما أنا فأصلي الليل أبداً وقال الآخر‏:‏ وأنا أصوم الدهر أبداً ولا أفطر، وقال الآخر‏:‏ وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال‏:‏ ‏"‏أنتم الذين قلتم كذا وكذا‏؟‏‏!‏ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

      144- وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏هلك المتنطعون‏"‏ قالها ثلاثاً ‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏

      ‏‏‏ ‏المتنطعون‏ ‏‏:‏ المتعمقون المشددون في غير موضع التشديد‏ ‏

      145- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ إن الدين يسر، ولن يشاد الدين إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

      وفي رواية له ‏:‏ ‏ ‏سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، القصد القصد تبلغوا‏ ‏‏.‏

      ‏قوله‏:‏‏ ‏الدين‏ ‏ هو مرفوع على ما لم يسم فاعله‏.‏ وروي منصوباً وروي‏:‏ ‏ ‏ لن يشاد الدين أحد‏ ‏ ‏.‏ وقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏ ‏إلا غلبه‏ ‏ ‏:‏ أي ‏ ‏ غلبه الدين وعجز ذلك المشاد عن مقاومة الدين لكثرة طرقه‏.‏ ‏ ‏والغدوة‏ ‏‏:‏ سير أول النهار ‏ ‏والروحة‏ ‏ آخر النهار‏.‏ ‏ ‏والدلجة‏ ‏ ‏:‏ آخر الليل‏.‏ وهذا استعارة وتمثيل،و معناه‏:‏ استعينوا على طاعة الله عز وجل بالأعمال في وقت نشاطكم ، وفراغ قلوبكم بحيث تستلذون العبادة ولا تسأمون، وتبلغون مقصودكم، كما أن المسافر الحاذق يسير في هذه الأوقات ويستريح هو ودابته في غيرها، فيصل المقصود بغير تعب، والله أعلم .‏ ‏


      146- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال‏:‏ ‏"‏ما هذا الحبل‏"‏ قالوا ‏:‏ هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت به‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ حلوه، ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

      147- وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ إذا نعس أحدكم وهو يصلي، فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب ويستغفر فيسب نفسه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

      148- وعن أبي عبد الله جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال‏:‏ ‏"‏كنت أصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات، فكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      ‏‏قوله‏:‏ قصداً ‏:‏ أي بين الطول والقصر

      149- وعن أبي جحيفة وهب بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبى الدرداء ، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة فقال‏:‏ ما شأنك قالت‏:‏ أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدراداء فصنع له طعاماً، فقال له‏:‏ كل فإنى صائم، قال‏:‏ ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال له‏:‏ نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال له ‏:‏ نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان‏:‏ قم الآن‏:‏ فصليا جميعاً، فقال له سلمان‏:‏ إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذى حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏صدق سلمان‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

      150- وعن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال‏:‏ أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أني أقول‏:‏ والله لأصومن النهار، ولأقومن الليل ماعشت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ أنت الذي تقول ذلك‏؟‏ فقلت له‏:‏ قد قلته بأبى أنت وأمى يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏‏"‏فإنك لا تستطيع ذلك؛ فصم وأفطر، ونم وقم، وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر‏"‏ قلت‏:‏ فإنى أطيق أفضل من ذلك قال‏:‏ فصم يوما وأفطر يومين، قلت‏:‏ فإنى أطيق أفضل من ذلك، قال‏:‏ ‏"‏فصم يوماً وأفطر يوماً، فذلك صيام داود صلى الله عليه وسلم، وهو أعدل الصيام‏"‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏وهو أفضل الصيام‏"‏ فقلت ‏:‏ فإني أطيق أفضل من ذلك‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا أفضل من ذلك‏"‏ ولأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أهلي وما لي‏.‏

      وفي رواية‏:‏ ‏"‏ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل‏؟‏‏"‏ قلت ‏:‏ بلى يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏فلا تفعل‏:‏ صم وأفطر ، ونم وقم فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينيك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً، وإن لزورك عليك حقاً، وإن بحسبك أن تصوم في كل شهر ثلاثة أيام ، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر‏"‏ فشددت فشدد علي، قلت‏:‏ يا رسول الله إني أجد قوة، قال‏:‏ ‏"‏صم صيام نبي الله داود ولا تزد عليه‏"‏ قلت‏:‏ وما كان صيام داود‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نصف الدهر‏"‏ فكان عبد الله يقول بعدما كبر‏:‏ يا ليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

      وفي رواية‏:‏ ‏"‏ ألم أخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليلةٍ‏؟‏‍‍‍‍‍‍‏"‏ فقلت‏:‏ بلى يا رسول الله، ولم أرد بذلك إلا الخير قال‏:‏ ‏"‏فصم صوم نبي الله داود، فإنه كان أعبد الناس، واقرأِ القرآن كل شهرٍ‏"‏ قلت‏:‏ يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فاقرأه في كل عشرين‏"‏ قلت‏:‏ يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فاقرأه في كل عشر‏"‏ قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك‏"‏‏.‏ فشددت فشدد علي ، وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر‏"‏ قال‏:‏ فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

      وفي رواية‏:‏ ‏"‏ وإن لولدك عليك حقاً‏"‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏ لا صام من صام الأبد‏"‏ ثلاثاً‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏أحب الصيام إلى الله تعالى صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله تعالى صلاة داود‏:‏ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وكان يصوم يوما ويفطر يوماً، ولا يفر إذا لاقى‏"‏‏.‏

      وفي رواية‏:‏ أنكحني أبي امرأة ذات حسب، وكان يتعاهد كنته-أي ‏:‏ امرأة ولده- فيسألها عن بعلها، فتقول له ‏:‏ نعم الرجل من رجل لم ييطأ لنا فراشاً ولم يفتش لنا كنفاً منذ أتيناه‏.‏ فلما طال ذلك عليه ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏القنى به‏"‏ فلقيته بعد ذلك فقال‏:‏ ‏"‏كيف تصوم‏؟‏‏"‏ قلت كل يوم، قال‏:‏ ‏"‏وكيف تختم‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ كل ليلةٍ، وذكر نحون ما سبق ، وكان يقرأ على بعض أهله السبع الذي يقرؤه، يعرضه من النهار ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياماً وأحصى وصام مثلهن كراهية أن يترك شيئاً فارق عليه النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

      كل هذه الروايات صحيحة معظمها في الصحيحين وقليل منها في أحدهما‏.‏ ‏.‏

      151- وعن أبي ربعي حنظلة بن الربيع الأسيدى الكاتب أحد كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لقيني أبو بكر رضي الله عنه فقال‏:‏ كيف أنت يا حنظلة‏؟‏ قلت‏:‏ نافق حنظلة‏؟‏ قلت‏:‏ نافق حنظلة ‍‍‏(‏ قال‏:‏ سبحان الله ما تقول‏؟‏ ‏(‏ قلت‏:‏ نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً‏.‏ قال أبو بكر رضي الله عنه ‏:‏ فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقلت‏:‏ نافق حنظلة يا رسول الله ‏(‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏وما ذاك‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي العين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً‏.‏ فقال رسول الله 0‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة‏"‏ ثلاث مرات، ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      ‏قوله‏:‏ ‏ ‏ربعي‏ ‏ بكسر الراء‏.‏ ‏ ‏والأسيدي‏ ‏ بضم الهمزة وفتح السين وبعدها ياء مكسورة مشددة، وقوله‏:‏‏ ‏عافسنا‏ ‏ هو بالعين والسين المهملتين، أي ‏:‏عالجنا ولاعبنا‏.‏ ‏ ‏والضيعات‏ ‏ ‏:‏المعايش ‏

      152- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم، فسأل عنه فقالوا‏:‏ أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يقعد، ولا يستظل ولا يتكلم، ويصوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏





      يقدم لكم خدمة البحث في موسوعة ضخمة من الأحاديث النبوية ,
      وكـذلك " خلاصـة درجة الحـديث " حسب حكـم المُحَدِث عليه.

    13. #28
      التسجيل
      05-02-2005
      الدولة
      الكويت
      المشاركات
      128
      المواضيع
      41
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°


      15- باب المحافظة على الأعمال

      قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم‏}‏ ‏(‏‏(‏الحديد ‏:‏ 16‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها‏}‏ ‏(‏‏(‏الحديد ‏:‏ 27‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا‏}‏ ‏(‏‏(‏النحل‏:‏ 92‏)‏‏)‏، وقال تعالى ‏:‏‏{‏واعبد ربك حتى يأتيك اليقين‏}‏ ‏(‏‏(‏الحجر‏:‏99‏)‏‏)‏‏.‏

      وأما الأحاديث ؛فمنها حديث عائشة‏:‏ وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه‏.‏ وقد سبق في الباب قبله ‏.‏‏.‏

      153- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من نام عن حزبه من الليل، أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      154- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا عبد الله لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

      155- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏





      يقدم لكم خدمة البحث في موسوعة ضخمة من الأحاديث النبوية ,
      وكـذلك " خلاصـة درجة الحـديث " حسب حكـم المُحَدِث عليه.

    14. #29
      التسجيل
      02-06-2005
      المشاركات
      109
      المواضيع
      14
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°

      جزاك الله خير أخي مجاهد النفس وكثر الله من أمثالك

    15. #30
      التسجيل
      05-02-2005
      الدولة
      الكويت
      المشاركات
      128
      المواضيع
      41
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: °° نزهة المشتاقين في رياض الصالحين °°



      16- باب الأمر بالمحافظة على السنة وآدابهـا


      قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا‏}‏ ‏(‏‏(‏الحشر‏:‏7‏)‏‏)‏، وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏وما ينطق عن الهوى‏.‏ إن هو إلا وحي يوحى‏}‏ ‏(‏‏(‏النجم‏:‏ 3،4‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم‏}‏ ‏(‏‏(‏آل عمران ‏:‏ 31‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر‏}‏ ‏(‏‏(‏الأحزاب‏:‏ 21‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً‏}‏ ‏(‏‏(‏النساء‏:‏65‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول‏}‏ ‏(‏‏(‏النساء‏:‏59‏)‏‏)‏، قال العلماء‏:‏ معناه إلى الكتاب والسنة‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏من يطع الرسول فقد أطاع الله‏}‏ ‏(‏‏(‏النساء ‏:‏ 80‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم‏}‏ ‏(‏‏(‏الشورى‏:‏52‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم‏}‏ ‏(‏‏(‏النور‏:‏63‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة‏}‏ ‏(‏‏(‏الأحزاب ‏:‏34‏)‏‏)‏ والآيات في الباب كثيرة‏.‏ وأما الأحاديث‏:‏

      156- فالأول ‏:‏ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏دعوني ماتركتكم‏:‏ إنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم ، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

      157- الثاني‏:‏ عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا‏:‏ يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً‏.‏ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود، والترمذي وقال ‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

      ‏‏النواجذ‏ بالذال المعجمة‏:‏ الأنياب، وقيل‏:‏ الأضراس‏ ‏

      158- الثالث‏:‏ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ‏"‏ ‏.‏ قيل‏:‏ ومن يأبى يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏ من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

      159- الرابع‏:‏ عن أبي مسلم، وقيل ‏:‏ أبي إياس سلمة بن عمرو بن الأكوع رضي الله عنه ، أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال‏:‏ ‏"‏كل بيمينك‏"‏ قال‏:‏ لا أستطيع‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ لا استطعت‏"‏ ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه ‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      160- الخامس‏:‏ عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

      وفي رواية لمسلم‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح ،حتى إذا رأى أنا قد عقلنا عنه ثم خرج يوما، فقام حتى كاد أن يكبر، فرأى رجلاً بادياً صدره فقال‏:‏ ‏"‏ عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم‏"‏‏.‏

      161- السادس‏:‏ عن أبي موسى رضي الله عنه قال‏:‏ احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فلما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنهم قال ‏"‏إن هذه النار عدو لكم، فإذا نمتم فاطفئوها عنكم‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

      162- السابع‏:‏ عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة، قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا‏.‏ وأصاب طائفة منها أخرى ، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ‏.‏ فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه بما بعثنى الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏‏‏ ‏ فقه‏ ‏ بضم القاف على المشهور، وقيل‏:‏ بكسرها، أي‏:‏ صار فقيهاً‏. ‏

      163- الثامن‏:‏ عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تفلتون من يدي‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      ‏الجنادب‏ ‏ ‏:‏ نحو الجراد والفراش، هذا هو المعروف الذي يقع في النار‏.‏ و‏ ‏الحجز‏ ‏ ‏:‏ جمع حجزة، وهي معقد الإزار والسراويل ‏

      164- التاسع‏:‏ عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال‏:‏ ‏"‏إنكم لا تدرون في أيها البركة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

      وفي رواية له‏:‏ ‏"‏ إذا وقعت لقمة أحدكم ‏.‏ فليأخذها فليمط ماكان بها من أذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة‏"‏‏.‏

      وفي رواية له‏:‏ ‏"‏إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ، فليأكلها، ولا يدعها للشيطان‏"‏‏.‏

      165- العاشر‏:‏ عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال‏:‏ قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال‏:‏ ‏"‏يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله تعالى حفاة عراة غرلاً ‏{‏كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين‏}‏ ‏(‏‏(‏الأنبياء‏:‏ 103‏)‏‏)‏ ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم ، صلى الله عليه وسلم، ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي ، فيؤخذ بهم ذات الشمال؛ فأقول‏:‏ يارب أصحابي؛ فيقال‏:‏ إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح‏:‏ ‏{‏وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏ العزيز الحكيم‏}‏ ‏)‏ ‏(‏‏(‏المائدة ‏:‏ 117،118‏)‏ℏ)‏ فيقال لي ‏:‏ إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏ ‏‏‏ ‏غرلاً‏ ‏ أي‏:‏ غير مختونين‏ ‏

      166- الحادي عشر‏:‏ عن أبي سعيد عبد الله بن مغفل، رضي الله عنه ، قال‏:‏ نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم عن الخذف وقال‏:‏ ‏"‏إنه لا يقتل الصيد، ولا ينكأ العدو، وإنه يفقأ العين، ويكسر السن‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

      ‏وفي روايةℏ:‏ أن قريبا لابن مغفل خذف ؛ فنهاه وقال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف وقال‏:‏ ‏ ‏إنها لا تصيد صيداً‏ ‏ ثم عاد فقال‏:‏ أحدثك أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نهى عنه ، ثم عدت تخذف ‏؟‏‏!‏ لا أكلمك أبداً

      167- وعن عابس بن ربيعة قال‏:‏ رأيت عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، يقبل الحجر -يعنى الأسود- ويقول‏:‏إني أعلم أنك حجر ما تنفع ولا تضر، ولوا أني رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقبلك ما قبلتك‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏





      يقدم لكم خدمة البحث في موسوعة ضخمة من الأحاديث النبوية ,
      وكـذلك " خلاصـة درجة الحـديث " حسب حكـم المُحَدِث عليه.

    صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •