يا أختي: أوصيك كُل الحُرص بالحذر من المعاصي، و الاجتهاد في طاعة الله
يا سبحان الله تخافين من أهلك ولا تخافين من الله ،قال الله(فَلَا تَخَافُوهُم وَ خَافُونِ إن كُنتُم مُؤمِنِيِنَ)
أين حق الله أين حق ملك الملوك وأنتي في كُل طرفة عين تغدين في نعمة و مننه في أهلكِ وأقاربك وجيرانك لو شاء الله عز وجل بهذا البيت الذي تستظلين بسقفه أن يطبق عليكِ السقف لأطبق بين عشية وضحاها، رفع الله عنك السقف و حفظك قائمتاً وقاعدتاً و نائمة، من هذا الرب الذي أنعم عليك وأوجدك من العدم، تستكثرين منه ترك المعاصي وفعل الأوامر، حاولي لا تقولين ما أقدر ..
تداركي نفسك
و والله إن لم تتداركِ نفسك بالجد والاجتهاد في طاعة الله لتبكين بكا ء الندم والألم ساعتاً لا ينفع فيها الألم والندم ..
قال الله (وَيَومَ نُسَيِّرُ الجِبَالَ وَتَرَى الأَرضَ بَارِزةً وَحَشَرنَهُم فَلَم نُغَادِر منهُم أَحَدَاً (47)وَعُرِضُواْ عَلَى رَبِّكَ صَّفاً لَّقَد جِئتُمُونَا كَمَا خَلَقنَكُم أَوَّلَ مَرَّةِ بل زَعَمتُم أَلََّن نَََّجعَلَ لَكُم مّوعِدًا (48)وَوُضِعَ الكِتَابُ فَتَرَى المُجرِمِيِنَ مُشفِقيِنَ مِِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيلتَنَا مَالِ هَذَا الكِتَبِ لاَ يُغَادِرُ صَغيِرَةً وَلَاَ كَبِيرَةً إِلَّآ أَحصَاهَا وَوَجدُوا مَا عَمِِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَدَاً)
وقال في حال أهل المعاصي والكبائر (حَتِّى إِذَا جَآءُوها فُتِحَت أَبوَبُهَا)أي جهنم
( وَقَالَ لَُهُم خَزَنَتُهآ أَلَم يَأتِكُم رُسُلٌٌ مِّنكُم يَتلُونَ عَلَيكُم ءَايَتِ رَبِّكُم وَينذِرُونَكُم لِقَآءَ يَومِكُم هّذَا)
فإقرائي جوابهم (قَالُواْ بَلَى)
وانظري ما قيل لهم (قِيلَ ادخُلُواْ أَبَوابَ جَهَنَّمَ خَلِدِينَ فِيهَا).
فاجتهدي يا أختي وسارعي بالتوبة.. قبل الموت . حتى لا تكوني من أهل النار _ أعاذنا الله وإياك منها_
قال سُبحانه:
(إِلَّا مَن تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فأولئك يُبَدِّلُ اللهُ سَيِئَاتِهِم حَسَناتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيماً)
وأما حكم الخروج معه فلا شك في تحريمه والأدلة كثيرة جداً
1_قال سبحانه : {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } (33)
الأصل لزوم النساء البيوت، لقول الله تعالى:]وَقرْنَ في بيُوتِكنَّ[ [الأحزاب:33].
فهو عزيمة شرعية في حقهن، وخروجهن من البيوت رخصة لا تكون إلا لضرورة أو حاجة.
ولهذا جاء بعدها: ]ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى[ أي: لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية .
ولا شك أنّ في خروجك لمقابلة الرجل معصية لأمر الله سبحانه
2_جائت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تباعيه عللى الإسلام , فقال : " أُبايعك على أن لا تُشركي بالله , ولا تسرقي , ولا تزني , ولا تقتلي وَلَدَكِ , ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك , ولا تَنُوحيولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى" [صحيح] , فقرن التبرج بأكبر الكبائر المهلكة.
3_قال رسول الله r :" صنفان من أهل النارلم أَرَهُمَا : قوم معهم سِياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس , ونساء كاسيات عاريات , مُمِيلاتٌ مائلات , رؤوسهن كأسنمة البُخْتِ المائلة , لا يدخلن الجنة , ولا يجدن ريحها , وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" .[ مسلم ]
4_رُوِيَ عن النبي r أنه قال : "مَثَلُ الرافلةِ في الزينة في غير ِ أهلِها , كمثل ظُلْمَةٍ يومَ القيامة , لا نورَ لها"
وقالr: "لم تظهر الفاحشة في قومٍ قَطُّحتى يُعْلِنوا بها إلا فشا فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكن في أسلافهم الذين مَضَوْا" [صحيح]
فيا أختي المسلمة :
هلا تَدَبَّرْتِ قولَ رسول الله _ r _ : "نَحِّ الأذى عن طريق المسلمين " ؟ . [صحيح]
فإذا كانت إماطةُ الأذى عن الطريق من شُعب الإيمان التي أَمر بها رسولُ الله r, فأيُّهما أَشَدُّ أذًى : شوكةٌ أو حَجَرٌ في الطريق , أم فتنة تُفْسِدُ القلوبَ , وتَعْصِفُ بالعقول , وتُشِيعُ الفاحشةَ في الذين آمنوا ؟
إنه ما من شابٍّ مسلمٍ يبُتلَىَ مِنْكِ اليومَ بفتنةٍ تَصْرِفُهُ عن ذكر الله, وَتصُدُّه عن صراطه المستقيم, كان بُوسعك أن تجعليه في مَأْمَنٍ منها, إلا أعقبكِ منها غدًا نكالٌ من الله عظيم.
بادري إلى طاعة ربك عز وجل, ودَعي عنكِ انتقادَ الناس ولَوْمَهم, فإن حساب الله غدًا أَشَدُّ وأعظم.
تَرَفَّعِي عن طلب مرضاتهم ومداهنتهم , فإن التساميَ إلى مَرْضَاةِ الله أسعدُ لكِوأسلم , قال رسول الله r: " من التمس رضا الله بِسَخَطِ الناسِ , كفاه الله مؤنة الناس , ومن التمس رضا الناسِ بِسَخَطِ الله , وَكَلَه الله إلى الناس " . [صحيح]
ويجب على العبد أن يُفْرِدَ الله بالخشية والتقوى , قال تعالى:{فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} (44) سورة المائدة , وقال جلا وعلا: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}(40) سورة البقرة , وقال سبحانه: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} (56) سورة المدثر.
وإرضاء المخلوق لا مقدور ولا مأمور , أما إرضاء الخالق فمقدور ومأمور , قال الإمام الشافعي رحمه الله: (( رِضَى الناسِ غايةٌ لا تُدْرَكُ , فعليك بالأمر الذي يُصْلِحُكَ فالزمْهُ , ودع ما سواه فلا تُعَانِهِ )) , وقد ضمن الله للمتقين أن يجعل لهم مخرجًا مما يضيق على الناس , وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون , قال عز وجل: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ(3)} سورة الطلاق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته