بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ
الـــــدرس الـــــعاشـر
وجوب التوبة وفضلها ([1])
قال الله تعالى : { وَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّها الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ([2]).
وقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا } ([3]).
عن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة " رواه مسلم([4]).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة " متفق عليه([5]).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب ( أي: عابد من عباد بني إسرائيل ) فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة ؟ فقال : لا . فقتله فكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم ، فقال : إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟ فقال : نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة ؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء . فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيراً قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم ( أي : حكما ) فقال : قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة " متفق عليه([6]).
وفي رواية في الصحيح : " فأوحى الله تعالى إلى هذه (يعني: الأرض) أن تباعدي وإلى هذه أن تقربي ".
الشرح:
التوبة من أحب الأعمال إلى الله تعالى وهي سبب للفلاح في الدنيا والآخرة ، أمر الله بها المؤمنين ورغبهم فيها لسعة فضله وحلمه ورحمته ، ويفرح بها من غناه عنهم ، ويقبلها منهم من جميع الذنوب مهما عظمت .
الفوائد:
- وجوب التوبة إلى الله في كل وقت .
- فضل التوبة إلى الله حيث إنها سبب للفلاح والله يفرح بها .
- أنها تصح من جميع الذنوب مهما عظمت .
- سعة رحمة الله وفضله حيث إنه يقبل توبة التائبين مهما عظمت ذنوبهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) انظر: الآداب الشرعية 1/55، مختصر منهاج القاصدين 251، مدارج السالكين لابن القيم 1/222، جامع العلوم والحكم: حديث 18.
([2]) سورة النور، آية : 31.
([3]) سورة التحريم، آية: 8.
([4]) م 2702، د 1515 .
([5]) خ 11/102 (6309)، م 2747.
([6]) خ 6/512 (3470)، م 2766.
... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...
... أَخُوكُمْ الْمُحِبُّ لَكُمْ فِى اللَّه ...