واشنطن تنتقد التغطية الإعلامية لمحاكمة صدام
الرئيس العراقي المخلوع ومعاونوه أكدوا تعرضهم للتعذيب (الفرنسية
أعربت الإدارة الأميركية عن استيائها تجاه تغطية وسائل الإعلام لمحاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسبعة من معاونيه بقضية الدجيل.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك أن وسائل الإعلام من صحف ومحطات فضائية، ركزت خلال جلسات المحاكمة السبع على دفاع صدام ومعاونيه عن أنفسهم.
ووصف مكورماك دفاع المتهمين بأنه "أكاذيب واتهامات لتحويل الأنظار عن القضية الحقيقية". وطالب الصحف بتخصيص صفحات أكثر والفضائيات بوقت أطول لتناول إفادات الشهود، ووصف ما سماه معاناة ضحايا صدام حسين.
وقال المتحدث الأميركي عن الرئيس المخلوع إنه "أحد المجرمين الأكثر عنفا في هذا القرن وأي قرن آخر".
جدل بالمحكمة
جاء ذلك بعد أن شهدت جلسة أمس الخميس الجدل المعتاد بين صدام حسين ومعاونيه وهيئة المحكمة والادعاء. وقد اتهم صدام الأميركيين "بالكذب" عندما نفوا تعرضه للتعذيب, كما كذبوا بشأن حيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل حسب قوله.
وضرب صدام مثالا على ظروف الاعتقال إبان الاحتلال وظروف الاعتقال إبان حكمه. وقال إن تبرع النساء بالذهب حسبما قال الشاهد, أثناء الاعتقال، يثبت أنهن كان معهن المال، أما الاحتلال الأميركي فأخذ كل شيء منه بما فيه ساعة أهدتها له إحدى بناته، كما سرق ماله.
وأضاف أنه لا يبالي إن كان يحاكمه شيمون بيريز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي أو الرئيس الأميركي جورج بوش. وهزأ صدام من أناس حضروا جلسة المحاكمة متفرجين، وقال عنهم رئيس الاستخبارات السابق برزان التكريتي إنهم ضحكوا أثناء الجلسة. وقال صدام لبرزان"دع القرود يضحكون، إن الأسد لا يهمه أن تضحك القرود على الشجرة, هذه فقاعات".
واتهم طه ياسين رمضان نائب الرئيس السابق وبرزان التكريتي القوات الأميركية بتعذيبهما بالضرب المبرح أثناء التحقيق. وقال رمضان إنه كان يذهب إلى غرفة التحقيق زحفا. كما هدد التكريتي بعدم حضور المتهمين للجلسات إذا ما استمر قطع بث مداخلاتهم خلال البث التلفزيوني

التكريتي هدد بمقاطعة الجلسات القادمة
أقوال الشهود
وقرر رئيس هيئة المحكمة زركار محمد أمين تأجيل القضية إلى الرابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني المقبل. جاء ذلك بعد أن استمعت المحكمة لإفادات عدد من الشهود ضد المتهمين الذين حاولوا مع فريق الدفاع تفنيد شهاداتهم
ومثل أمام هيئة المحكمة شاهدان بالجلسة الصباحية الأولى، وقد استمعت لشهادة مطولة من أحد الشهود في الجلسة الثانية التي قال فيها إن أخاه قتل يوم محاولة اغتيال صدام.
وأضاف الشاهد أنه اعتقل وأفراد أسرته فترة طويلة بسجن أبو غريب ثم تم ترحيلهم إلى الصحراء بمدينة السماوة جنوبي العراق.
كما استعرض الصعوبات الصحية والنفسية التي مر بها المعتقلون، واتهم صدام حسين وبرزان التكريتي ورمضان ورئيس محكمة الثورة السابق عواد البندر، بقتل إخوانه الستة.
ورد صدام بأن مذكرة رفعت إليه بشأنهم جاء فيها أن المحكومين بالإعدام لم ينفذ بهم الحكم وربما كان ذلك سهوا. وأكد أنه أمر بإطلاقهم جميعا.
وكان وزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي أول من استجوب الشاهد، وقال لهيئة المحكمة إن الوفيات التي قال الشاهد إنها حدثت بالصحراء جنوب العراق، لا تتعلق بتهم الإبادة الجماعية المرفوعة ضد صدام.
أما المحامي خليل الدليمي فقال إن شهادات الشهود لم تتضمن أي إدانة لموكليه. وأضاف أن هيئة الدفاع لاحظت اختلاف الشهادة وارتباك الشهود عندما يناقش الدفاع إفاداتهم.
كما تدخل باقي فريق الدفاع وقالوا إن الشهود يحظون برعاية المحكمة ولذلك فإن شهاداتهم محل شك، لأن تقديم المحكمة الأموال والإقامة والرعاية الصحية لهم يجعلهم عرضة لأمور التلقين.