أخذت هند تهز جسد ابيها البارد كقطعة من الثلج وهي تنتحب وتقول :
- لا يا والدي لا تمت ارجوك وتتركنا كما فعلت امي .
اما اخوها فارس فأخذ ينظر لاخته مشدوها للحضات حتى استوعب ان ابوه قد فارق الحياة وشاركها البكاء وهو يدفن
وجهه في ثياب والدة عسى ان تبعث دموعه الحارة الحياة من جديد في الجسد الميت .
نظرت لهم في حزن وقلبي يعتصر من الالم وقمت وامسكت بيد هند التي قاومت في شدة وصرخت :
- لا اتركني لا اريد ان افارق ابي .
اوقفتها في قوة وقلت لها في تصميم :
- هند اسمعيني انتي كبيرة الآن ويجب عليك ان تتماسكي اكراما لاخيك الصغير .
سالت دموعها على خديها في صمت واحتضنت فارس وقالت له :
- هيا يا فارس لا تبكي هل تتذكر وصية ابي ا ن نضل اقوياء مهما حدث.
مسح فارس دموعه ونظر لاخته وقال :
- لقد رحل الجميع عنا يا هند ابي وامي وابنة خالي دعاء لم يبق لنا احد .
اسرعت وقلت لهم في حنان :
- وهل نسيتوا صديقكم عادل , انا لن اترككم سوف تكونوا ابنائي من اليوم .
وامرت هند ان تصحب اخيها الى الباص وتخلد الى النوم .
وانشغلت بحفر قبر للجثة ودفنتها بعد قراءة آيات من القران الكريم .
استلقيت على صف من الكراسي في الباص واخذت افكر في خطوتي التالية.
عمق الصحراء الكبرى ربما يكون المكان المناسب لبدء حياة جديدة حيث لم تصل السحب النووية بعد الى هناك
ولا اضن انها قادرة اصلا على قطع هذه المسافات الطويلة لتحجب السماء في تلك البقعة من العالم .
لا بد اني سوف اجد هناك بشر هربوا مثلي من الدمار الذي عم العالم .
ولم ادري متى استغرقت في النوم لاني استيقضت على صوت هند وهو تقول :
- عادل ان فارس جائع جدا ونحن لم نعد نملك اي طعام الآن .
نهضت في قوة وقلت لها :
- لا يمكن ان نظل فترة طويلة هنا , هيا استعدوا لبدء الرحلة .
وغادرنا الباص واتجهنا نحو الجنوب بعد ان خف معدل سقوط الثلج .
كنا نشعر بجوع شديد واخذت انظر يمنا ويسارا ربما اجد شيئا يسد رمقنا .
وسمعت ذلك الصوت المميز ينبعث من مكان قريب واتجهت اليه .
لا اكاد اصدق عيني هل هذه حقيقة انه حصان ابيض بلجامة وسرجة يحاول نبش الارض بحثا عن الاعشاب .
اقتربت منة في خفة حتى لا يجفل ويهرب مني وليست لدي القدرة على مطاردته .
احس بحركتي وحاول الهرب ولكني قفزت وامسكت باللجام وانقاد لي بسهولة .
فرح الاطفال كثير فلقد وجدنا وسيلة تخفف عنا تعب المسير , واركبتهم عليه واخذت امشي ممسكا باللجام.
وبعد مسيرة ساعة كاملة احسست بالتعب وتوقفنا لاخذ قسط من الراحة .
لا زلنا جياع وهذه مشكلة كبيرة في هذا الجو البارد .
وفجأة سمعنا الزمجرة المخيفة ورأينا كلبا كبيرا يتجة نحونا في سرعة واتجة حيث تقف هند على مرتفع صغير .
وبكل الوحشية اطبق على العنق الصغير ومزقة وسالت الدماء بقوة .