أعربت الولايات المتحدة عن دعمها للهجوم الإثيوبي على قوات المحاكم الإسلامية في الصومال، وطلبت في الوقت نفسه من أديس أبابا إبداء ضبط النفس كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.
يأتي ذلك في حين قرر مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ اليوم الثلاثاء بخصوص الصراع في الصومال بعد أسبوع من المعارك الطاحنة بين قوات المحاكم الإسلامية والقوات الإثيوبية التي تساند الحكومة الانتقالية الصومالية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن المجلس سيستمع إلى تقرير من فرانسوا لونزني فال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الخاص إلى الصومال. وتعقد الجلسة بناء على طلب مندوب قطر ناصر عبد العزيز الناصر الرئيس الحالي للمجلس
في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة في الصومال بأن القوات الإثيوبية سيطرت على بلدة جلاقسي على بعد 130 كلم شمال العاصمة مقديشو. بعد أن أعلنت في وقت سابق أنها سيطرت على مدينتي دينسور (120 كلم جنوب غرب مدينة بيداوا مقر الحكومة الانتقالية) وبورهاكبو (60 كلم جنوب شرق بيداوا) وبوليبردي وسط البلاد.
وكان سفير الصومال في أديس أبابا عبد الكريم فرح قال إن القوات المسلحة الإثيوبية وقوات الحكومة الصومالية الانتقالية أصبحت على بعد مائة كيلومتر عن العاصمة مقديشو.
وفي وقت سابق أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الحكومة الانتقالية والإثيوبية قطعتا نحو أربعين كلم في طريقها نحو العاصمة مقديشو بعد إحكام سيطرتها على مدينة بلدوين. ودعت الحكومة الانتقالية قوات المحاكم الإسلامية إلى الاستسلام وعرضت عليها العفو.
وفي خضم المعارك المتواصلة أطلقت طائرتان إثيوبيتان صواريخا على عناصر من قوات المحاكم الإسلامية أثناء تراجعهم. وأفاد مراسل الجزيرة بأن خمسة من جنود المحاكم قتلوا في الغارة الإثيوبية التي استهدفت قرية ليغو الواقعة على بعد مائة كيلومتر جنوب غرب مقديشو
.
خطوة تكتيكية
من جانبه قال رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم الإسلامية شيخ شريف شيخ أحمد إن انسحاب قوات المحاكم من دينسور وبورهاكبو هو خطوة تكتيكية ضمن إستراتيجية جديدة لصد القوات الحكومية والإثيوبية.
وأكد شيخ شريف في مؤتمر صحفي أن المحاكم مستعدة لحرب طويلة، ودعا الشعب الصومالي إلى التكاتف لصد العدوان الإثيوبي، مستنكرا الصمت الدولي إزاء ما يحدث من غزو إثيوبي سافر للصومال.
وأقر شيخ شريف في مقابلة مع الجزيرة أن المحاكم لا تملك المعدات الثقيلة لمواجهة القوات الإثيوبية، لكنها لديها خطط جديدة لصدها، مؤكدا أن المحاكم لن تنهزم أمام القوات الإثيوبية التي لن تستطيع أن تقوم بأكثر مما قامت به إلى حد الآن.
ونفى شيخ شريف أن تكون هناك قوات إريترية تقاتل إلى جانب قوات المحاكم، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المحاكم تواجه جنودا إثيوبيين فقط وأنه لا يوجد جنود صوماليون في المواجهة.
بالمقابل قال رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي إن القوات الإثيوبية وقوات الحكومة الانتقالية "وجهت ضربة قوية" لما سماها القوات الإرهابية الدولية في محيط بيداوا.
وقال زيناوي في تصريح صحفي في أديس أبابا إن قوات المحاكم الإسلامية باتت "خارج اللعبة تماما"، لافتا إلى أن "وسط الصومال بات خاليا في شكل كامل من القوات الإسلامية ولم تعد بيداوا مهددة". وأضاف أن المعارك أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن ألف قتيل وأكثر من ثلاثة آلاف جريح منذ العشرين من ديسمبر/كانون الأول.
وتابع أن هدف إثيوبيا ليس "تحرير" المدن التي تسيطر عليها المحاكم، مؤكدا أنه ليس في نية القوات الإثيوبية مهاجمة مقديشو
.
الانسحاب فورا
في غضون ذلك دعت منظمة المؤتمر الإسلامي القوات الإثيوبية إلى الانسحاب فورا من الصومال محذرة من خطر اشتعال منطقة القرن الأفريقي كلها.
وناشد الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو في بيان جميع الأطراف الصومالية، وخاصة زعماء مختلف الفئات، وكافة البلدان المجاورة للصومال، التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس والمسؤولية.
بدوره قال مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأفريقي إن المنظمة تعترف بـ"حق إثيوبيا في الدفاع عن النفس"، بعد يومين من إعلان أديس أبابا تدخلها عسكريا في الصومال لدعم الحكومة الانتقالية في هذا البلد.
وقال باتريك مازيمهاكا نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الاتحاد الأفريقي يعترف بأن إثيوبيا مهددة من المحاكم الإسلامية ونحن نقر بحقها في الدفاع عن النفس".