ربما انا اظن ان الجزء القادم سيكون افضل
هذا الجزء ايضا غامض لكن النقطة الرائعة فيه هي الاخير التي تنذر بوقوع حرب بين سام و جيست
كما قلت الجزء القادم اروع
انتظره بفارغ الصبر
مشطور اخي جدا جدا على المسلسل الحلو
ربما انا اظن ان الجزء القادم سيكون افضل
هذا الجزء ايضا غامض لكن النقطة الرائعة فيه هي الاخير التي تنذر بوقوع حرب بين سام و جيست
كما قلت الجزء القادم اروع
انتظره بفارغ الصبر
مشطور اخي جدا جدا على المسلسل الحلو
بعد تفكير.. هذا أفضل كتاباتي لحد الآن (الفصل التالي).. لا أعرف كنت أشعر بأقصى درجات الملل.. وبعد هذا الجزء.. شعرت براحة فورية.. وبعد قراءته.. أعجبني جداً!الفصل السادس : بداية أخرى.
__________
ثلاث طرقات متتالية. تردد صداهم عبر الغرفة الصغيرة المظلمة. التي امتلأت بالكثير من الأوراق والمذكرات المتناثرة على الأرض . وطاولة مربعة امتلأت بالأصحن الصغيرة. وبقايا طعام عليها. على الأرض.. فوق المذكرات المبعثرة. امتد ظلان طويلان. بسبب مصدر الضوء الذي كان ينبعث من حائط واحد. تلفازان. بجانب بعضهما. حاسوب. عدد من الأضواء. ومكتبة صغيرة. وقف اثنين فقط . واحدً أمام الحاسوب. واحد يشاهد التلفاز. وقد بدأت من تحت أقدامهما تلك الظلال الطويلة. كانا على ما يبدو في نفس العمر. واحدٌ بشعر أسود قصير. ملامح حادة. والآخر ذو الملامح البريئة. المرحة. وشعره الأشقر المتناثر الذي تدلى فوق عينيه. كلاهما. بشكلهما. بديا من آسيا..
تردد صدى آخر لثلاث طرقات من الباب في الزاوية المظلمة. رفع ذو الشعر الأشقر يده قائلاً "تفضل..".
فُتح الباب. رجل طويل القامة بشعر أسود أنيق وبذلة رسمية دخل عبر الباب. في يده طبقين. انعكس ضوء التلفاز بقوة على طبقيه. تقدم قليلاً ووضع الطبقين على الطاولة. تقدم إلى الفتى أسود الشعر.. كان ذاك الفتى يشاهد تسجيل فيديو لنشرة الأخبار التي عرضت جيست المزيف. التفت الرجل إلى الفتى الأشقر. الذي كان يتصفح إحدى المواقع التي تهتم بقضية جيست..
قال الرجل إلى الأشقر فالأسود "باكير.. أحمد.. ألا تظننان أنكما بالغتما باهتمامكما لهذه القضية؟" التفت كليهما إليه في نفس الوقت. قال الأشقر. باكير " لا.. الأمر غريب فعلاً.. ثلاث مجازر في نفس الوقت. الشرطة لا تملك أي فكرة عن كيف ماتوا. كلهم ماتوا جراء نوبة قلبية.. لكن كيف.. الأمر غريب.."
قال أحمد وهو يعيد التسجيل "هل يمكن أن يمتلك قوى خارقة للطبيعة.. لكن هذا غباء! لا يحدث هذا سوى في الأفلام.. لا يمكن.. " قال باكير " لكن لا يوجد تفسير آخر.. يقتلهم دون لمسهم.. دون الاقتراب منهم.. هذا مستحيل بالطبع!"
ظهرت ابتسامة على وجه أحمد.. رفع سبابته وحركها نفياً قائلاً "خطأ! نحن حتى الآن لا نعرف إن قتلهم دون لمسهم!" صاح باكير فيه وهو يقف دافعاً الكرسي خلفه " ما الذي تتحدث عنه؟! نحن نمتلك جميع أشرطة التسجيل للمجازر الثلاث! لم يظهر أي شخص في التسجيل! الحراس لم يروا شخصاً يدخل أو يخرج!"
قال أحمد مبتسماً "آها.. إذاً.. هو ليس خفياً أمام الكاميرات فقط.. حتى الأشخاص لا يرونه!" صاح باكير وبدا كما لو يجاهد نفسه حتى لا يضرب أحمد " وتقول أنني أنا من يصدق الترهات! كيف يكون متخفياً! أخبرني كيف!". أحمد. على عكس باكير بدا هادئاً ومستمتعاً بالوضع.. قال مبتسماً "هذه ليست ترهات! التكنلوجيا تتطور ومنذ زمن يتحدث العلماء عن إخفاء الأجسام لجعلها غير مرئية!" صاح باكير وقد اندفع نحو أحمد. كاد أن يخنق أحمد لولا أن الرجل أمسكه " ما الذي تقوله؟! يمكن للتكنلوجيا أيضاً أن تخترع آلة تقتل عن بعد!"
ابتسم أحمد ببطء.. قائلاً بلهجة قاطعة " لا.. لو أننا افترضنا أنها تقتل بالسكتة القلبية.. كان يمكن للأمر أن يكون صحيحاً أكثر من نظريتي.. لكن.. في بداية الجرائم.. كان القاتل يقتل بمسدس.. بالرصاص! لا أظنك تفترض أن جهاز القتل عن بعد يقتل بالرصاص.. لو أن القاتل قتل الأشخاص بالنوبة القلبية فقط.. لافترضت ذلك. لكن بما أنه بدأ جرائمه بمسدس.. فهذا مستحيل.."
صاح باكير.. بصوت حاد وعالٍ جدّاً وصدى صوته يتردد في المكان بقوة " ما الذي تتحدث عنه؟! أنت غبي أم ماذا؟! قلت أنه لا توجد آلة قتل عن بعد فكيف قتلهم بالنوبة القلبية؟!"
قال أحمد مبتسماً " يجب أن تفهم أنه لا توجد فائدة من النقاش معي! أنا المنتصر دوماً! هناك احتمالان.. آلة تقتل بالنوبة القلبية.. لكن ليس عن بعد بالطبع! أو أنه حصل على جهاز شرطة.. مولد الكهرباء.. نوبة قوية منه قد تسبب توقف القلب!"
وقف باكير وهو يلهث بقوة. أبعد يدي الرجل عنه وجلس على الكرسي.. وهو يلهث بقوة.. ثم بدا كما لو أنه استعاد طاقته.. قال مبتسماً "وكيف لك أن تثبت أنه كان يقتل بمسدس؟ تم الأعلان أن جميع الوفيات مانت جراء النوبة القلبية!"
قال أحمد واقفاً وهو يبحث خلال الأشرطة المبعثرة أمامه "هناك فائدة من كون جدّك ووالدك أفراد شرطة مشهورين! عندما ذهبت إلى هناك آخر مرة.. تذكرت أنه تم عرض شريط فيديو من كامريات مراقبة من إحدى السجون في إنجلترا.. حيث قتل أحد أفراد الشرطة هناك جميع من في الساحة ثم انتحر.. تم مسح شريط الفيديو لأسباب أمنية.. لكني وجدت نسخة في الملفات السرية في مكتب جدي.. كانت محمية.. استطعت الولوج إليها ونسخت الشريط ثم مسحت أثري.. أنت عبقري الحاسوب هنا لكن لا يعني ذلك أني جاهل بهذه الأمور!"
صرّ باكير على أسنانه. أصدر أحمد صوتاً خفيفاً وهو يلتقط شريطاً تم تعليمه بالأحمر. كتب عليه بخط غير منظم بتاتاً " التجربة الأولى-القاتل المجهول" أدخل الشريط في جهاز الفيديو. وجلس على الكرسي والتقط جهاز التحكم عن بعد وقام بتشغيل الشريط. جيسي كان ثائراً وهو يطلق النيران من سلاحه ليقضى على الجميع في الساحة. ثم وضع المسدس على مستوى رأسه.. لكن بعيداً عنه.. وأطلق النار..
ابتسم أحمد قائلاً وهو يعيد تشغيل الشريط " الحارس كان يصيح بشخص ما هناك. إن لاحظت.. وشيء آخر.. أول رصاصة.. أصابت هذا السجين.. لكن.. في نفس الوقت.. مات سجين آخر جراء رصاصة.. وإن دققت أيضاً.. جيسي كان يصوب على نفس المكان طوال الوقت.. لا يمكنني معرفة على ماذا كان يصوب لأن الشريط جانبي.. لكن يمكنني أن أثبت من الظلال أنه بقي يفرغ رصاصه على مكان واحد! بينما من كانوا عند السور وخارج الساحة أصابتهم رصاصات! هذا يعني أن شخصاً آخراً كان يطلق النار. وكان جيسي يحاول قتله!"
توقف باكير أمام التلفاز.. فاغراً فمه.. مقتنعاً بما يقوله أحمد! أدرك أن شخصاً آخراً كان يطلق الرصاص! وليس جيسي من نفذ تلك المهمة.. قال أحمد عند مقطع انتحار جيسي "شيء آخر.. هنا.. لا يوجد سبب حتى يُبعد جيسي السلاح عنه. لكن فعل. كان يصوّب سلاحه على القاتل الحقيقي..بالأحرى على رأسه.. كان يحاول قتله لا أكثر! لكن.. الرصاصة أصابته هو..". بدا كما لو أن باكير استعاد أنفاسه وأستعد للنقاش مرة أخرى "ربما ذاك الشخص متخفي! لكن.. كيف تفادى تلك الرصاصات! و كما أرى.. ذاك الشخص لا يقتل سوى القتلة! فلم يقتل جيسي؟!" وقف أحمد وجلس على الأرض يبحث بين المذكرات المتناثرة.. وهو يقول "تكنلوجيا متطورة.. طريقة متطورة.. لا بد أن تلك الطريقة تمنح مستخدمها اختفاءً مرئياً.. ومادياً أيضاً! أما جيسي.. يمكن لهذا تفسير سبب قتله!"
أخرج ملفاً .. ناوله لباكير.. الذي فتحه وتفحصه.. كان ملف قضية جيسي.. عندما تم اتهامه بالقيادة تحت تأثير الشراب وقتل طفلة في الطريق. وقد تم الإفراج عنه لدم توافر الأدلة.. قال أحمد قبل باكير " اكتشفت أنه شعر بالذنب.. قرر التعويض وتدرب في المدرسة العسكرية.. لكن لا يمكن لذلك أن يساوي حياة الطفلة بالنسبة للقاتل. أظن أن هذه كانت تجربة للتكنلوجيا التي امتلكها القاتل.. ويمكنك رؤية القليل من الجرائم لقتلة. جميعها بالمسدس. من الإنترنت! أنت تعرف بالطبع!"
بدا كما لو أن باكير يحبس أنفاسه جاهداً.. قال لأحمد بغيظ "على ما يبدو.. أننا أذكى من فريق التحقيق الخاص بجدي.. جدي سمح لنا من قبل بمساعدة فريق التحقيق في قضايا صعبة.. بما أن بعض الجرائم حدثت هنا في تركيا.. فهذا كفيل بجعلنا نفتح ملف تحقيق.." قال أحمد مبتسماً "نكلم جدي.. ونقود فريق التحقيق.. للقبض على جيست.." ابتسم أحمد ورفع قبضته أمامه.. ابتسم باكير بدوره. رفع قبضته ولامس قبضة أحمد قائلاً "نتّحد!"
______
أتمنى يعجبكم..
وشكراً..
السلام عليكم..الفصل السابع: خمسة. وثلاث ساقطون.
اعذؤني من زمان ما كملت!
لكن لاحظت أخاء غير مرغوب فيها هنا فخططت للقصة كاملة حتى لا تحدث أخطاء!
إن شاء الله كل فترة أعرض الجديد بسرعة..
عموماً جاتلي أفكار رهيبة من الأحلام خصوصاً قوانين البولترجيست!
___
تقدم أحمد وباكير في ثياب رسمية.. شعر باكير كما هو متناثر حول رأسه بطريقة غير مرتبة. أحمد الذي بدا مرتاح كان يمشي محاذياً لباكير في كل خطوة كطفل صغير خائف. أخيراً.. توقفا أمام باب خشبي بني. التفت باكير إلى أحمد. كأنه يتوقع شيئاً ما. مرت خمس ثوان قبل أن يقول أحمد "خلف الباب. يوجد ما يزيد عن الثلاثين شخصاً كانوا يحققون في قضية جيست.. مكان التحقيق معروف للجميع. تماماً ككون أمر البدء بالتحقيق مكشوف!"
قال باكير مبتسماً "أجل.. هذا غباء بكل تأكيد! جيست لن يتردد في قتلنا!"
أكمل أحمد "في بداية الأمر.. جيست يحاول تفسير كل شيء يفعله لمصلتحه الخاصة.. من بين الكثير من السجون. اختار السجن الذي يحوي شرطياً مجرماً.. كان يجب عليه الاحتفاظ بسرية المجزرة.. لا يمكنه اختلاق شيء آخر يسمح له بالقتل وجعل الأمر يبدو كحادثة.. اضطر لجعل الحادثة من طرف شرطي لا قاتل مسجون. حاول البحث عن أكثرهم دناءة.. ووجد شرطياً قاتلاً وبرر فعلته!"
" الآن.. بعد كل جرائمه.. سيبرر الأمر ببساطة أننا أشرار وأننا نؤيد القتلة! سوف يقتل كل من يعارضه. لكن لن يقول أنه يقتلنا لمجرد معارضتنا! بل لأنه يعيق (تطهيره) سوف يعامل الأمر كإعاقة التحقيق لتقديم المجرم للعدالة.. لتقديم المجرم إلى حكمه! وسوف يقتلنا"
"سوف نقوم بتغيير مقر التحقيق..لكن بداية.. كما قلت.. يوجد ثلاثون شخصاً خلف هذا الباب! لا نعرف نواياهم.. لكن أستطيع تصنيفهم لخمسة أصناف (وقام برفع كفه وأصابعه الخمسة) تباعاً..سنقوم بإسقاط تلك الأصناف.. حتى يبقى.."
"صنف.."
"خطأ! صنفان! صنف خارقي الذكاء.. أظنه لا يتضمن غيرنا.. وصنف الجديرون بالثقة!"
تنهد باكير بعمق.. ثم فكر بنفسه "كم هو غبي..". ثم رفع يده. وفتح الباب. والتفتت الرؤوس إليهم بسرعة...
***
كان سام يجلس على حاسوبه يتفحص إحدى مواقع الأخبار.. لم يكن يدرك ما المكتوب أمامه أو يدرك تلك الصور. ما يراه كانت أفكار متداخلة..
جيست هو أسامة..أسامة هو جيست.. أمر غريب.. أسامة فقد الطاقة عندما انتقلت إلي! لا يمكنني تتبعه من خلال الميتم.. جعلنا نظن أنه ميت.. كنت أنا العائق الوحيد أمامه في ذاك الظن.. لكنه قام بتزييف قواعد الطاقة حتى تتناغم مع قصته الخيالية..
أغمض سام عينيه.. يتذكر ما حدث..
دخل أسامة إليهم في قاعة الاستراحة.. مع إحدى المعلمات.. التي قالت صوت لطيف "هذا أبامة تايلر.. عاملوه بلطف.. هو طفل جديد هنا.." قال أسامة بإحراج لها "أسامة..تايلر!" ابتسمت له المعلمة بتوتر قائلة "أوسامة تايلر" فتح أسامة فمه ليصحح.. لكنه قرر تجاهل الأمر.. انطلقت ضحكات السخرية من الطلاب على اسمه.. تقدم أسامة متجاهلهم.. يبحث عن طاولة فارغة بعيدة عن الطلاب.. لم يجد أي طاولة.. سوى طاولة جلست عليها.. طاولتي.. تقدم إلي.. لم أكن أسخر منه.. كنت أفكر في القيام والتقاط سكين من المطبخ وقتل كل من يستهزء منه..
جلس بجانبي.. قال بصوت منخفض "آ.. السلام عليكم.." أنزلت يداي. التفت إليه قائلاً "ماذا؟!" بدا خجولاً من نظرات سام المستنكرة.. قال بصوت منخفض وهو يشيح بوجهه عنه "إنها تعني مرحباً في ديني.." عادت الابتسامة إلى وجهي.. وعدت أسند ظهري إلى الكرسي قائلاً "اوه.. مثير للاهتمام.. السلام آليكم.." التفت إليه أسامة قائلاً بخجل "آ.. لقد نطقت عليكم بطريقة خاطئة..و.. هي لا تعني مرحباً في جميع الأحوال.. من يبدأ بها تعني في تلك الحال مرحباً.. لكن مرحباً لمن يقولها بعده تعني وعليكم السلام.."
قطبت حاجبي.. التفت إليه.. وقلت له "آه.. لن أفهم الأمر بطريقة جيدة! لنقلها مرحباً وانتهينا!" ابتسمت له. بادرني بالابتسام.. قلت له "اسمي سام..". ابتسم لي قائلاً "اوه..مرحباً.. أدعى أسامة".. ابتسمت له..
ظهرت الابتسامة الماكرة على وجهي.. كنت عندها في الرابعة عشر و بدأت استخدامها منذ ذاك الحين.. كما لو كان يعطي بعضاً من صفاته لمن يستلطفهم " إذاً.. سمعت أنك تعرضت للاختطاف بعد حرق ميتمك.. أخبرني.. ماذا فعلوا بك؟". بدا الإرتباك على وجهه واضحاً.. أشاح بوجهه ونظر بطرف عينيه لي قائلاً "ماذا تقصد؟". قلت وأنا أعتدل في جلستي " الأكاذيب هنا تنتشر بسرعة.. و في النهاية الجميع سيلقبونك بألقاب بذيئة.. تعرف.. أغلب من يختطفون الأطفال يفعلون بهم نفس الشيء!"
بدا الغضب واضحاً على وجه أسامة. الذي قام قائلاً بغضب. كم كان يبدو مختلفاً وجريئاً.. وبريقاً في عينيه توهج بقوة. إن لم أكن مخطئاً فقد تحول أمامنا "أظنني أخطأت.. لست لطيفاً أبداً". قلت بهدوء "صدقني.. كنت أود قتلهم..". بدا أسامة متفاجئاً.. تقدم وجلس بجانبي. أكملت "في النهاية.. العالم لا يهتم لأمثالهم! انظر إليهم.. أراهن أنهم عندما يكبرون سوف يصبحون سارقين.. ربما معتدين.. أو حتى قاتلين!" قال أسامة الذي اختفى الإحارج عن وجهه واختفى الوهج من عينيه وتقدم قائلاً بجدية ومرح "لا أراهن! لكني أؤيدك.. قتلهم وهم أطفال.. قبل أن يبدؤوا بجرائمهم.. سيكون شيئاً جيداً!". ابتسمت له.. كم كنت غبياً..لم أدرك أنه كان يستغلني.. لا يجب علي أن أثق بأمثاله.. في النهاية.. كنت أنا من ربحت. ابتعد عن طريقي والجميع يظنونه ميتاً.. وأنا امتلكت طاقته.. كان صحيحاً أنه تلاعب بي عبر إطلاعي على قوانين مزيفة.. لكن في النهاية كان من الأفضل أن يظن أنني لا أعرف سوى القوانين المزيفة.. فقد كان فاشلاً في..
اعتدل سام بسرعة.. يتنفس بأقصى سرعته.. قلبه الذي كان يخفق بقوة ضد أضلعه.. يضخ الدم بسرعة عبر جسده..
ألغى قانون التنقل لأنه لم يتقنه! لم يكن بإمكانه الانتقال بسرعة.. فألغى القانون! لكن.. إن كان لا يتنقل! فاستنتاجي خاطئ! كيف انتقل من ثلاث ولايات تباعاً! لا بد أنه أتقنه! لا بد أنه خارج بريطانيا!
بدا غاضباً.. ضرب بقضبته لوحة المفاتيح بكل قوة فتحطمت إحدى الأزرار ووقعت على الأرض.. وقف ودفع الكرسي بقوة ليصطدم بالسرير. وقع كأس الماء على الأرض منكسراً لتتناثر شظاياه لتعطي منظراً خلاباً مع إنعكاس أشعة الشمس القادمة من النافذة عليها.. سام كان يتنفس بغضب.. لقد خسر.. مرة أخرى أمامه.. ذاك الحقير أسامة.. هل يمكن أن يكون قد أتقن المهارات الأخرى للطاقة؟ كان صعيفاً في استخدامها..لكن.. هل يمكن أنه اكتشف بقية القوانين؟! إن اكتفها فهو بالتأكيد يدرك أنني أشك فيه الآن.. لا بد أنه يراقبني..
قفز بسرعة نحو النافذة ونظر إلى الشارع والأشجار.. كان يتوقع أن يرى وجه أسامة البريء بين الأشجار وهو يراقبه. خياله لعب معه فقد رأى وجهه للحظة وعينيه تتوهجان بين الظلام برعب. لكنه أدرك أنه يتخيل.. التفت بغضب.. مشى بطول الغرفة بسرعة. صرخ صرخة خافتة ورمى جسده على السرير.. كان قد جرح قدمه بإحدى شظايا الكأس..
***
دخل أحمد وباكير إلى الغرفة.. تقدموا.. الجميع بدوا متفاجئين لرؤيتهم عدا والدهم. الذي كان يقف خلف مكتب ضخم وأمامه تجمعت الأوراق والتقارير. قال أحد الأشخاص الذي بدا في الأربعين بلهجة استفسار مستهزئة " هل أنتم مراهقون؟!"
رفع أحمد حاجبيه.. التفت إلى النافذة القريبة يراقب انعكاسه فيها.. التفت إلى الرجل قائلاً بلهجة مستغربة حمقاء "لا أفهم.. هل أبدو كرجل راشد؟". ضحك ذاك الرجل باستهزاء. قال باكير بسرعة "أحمد.. إنه يستهزء فقط.. لم نقابل أحداً هنا من قبل..سوى والدي.. عموماً حتى لو كنا في الثانوية.. لا نزال أذكى من جميع من في الغرفة.. لا أقصد إهانة أبي.."
كانت الغرفة كبير جداً.. امتلأت بالمكاتب الصغيرة.. بدت كقاعة أكث من كونها غرفة. في كل الغرفة لم يكن هناك سوى امرأة واحدة جالسة في الغلف وهي تضع سماعات على أذنها وصوت موسيقى مكتوم ينبعث منها. وهي تقوم بالكتابة على مجموعة أوراق.. قال أحمد وهو يراقبها "أظننا حتى الآن نملك مرشحين ليكونا من بين الثلاثة الساقطين!"
ابتسم باكير.. وهمس في أذن أحمد "التحقيق الجدي في غرفتنا!" ابتسم احمد قائلاً "أعرف.. مجرد كلام تافه.. الجدي في وقته..حسناً.. عددكم كبير هنا.. لن أتعرف سوى على من أجده يستحق التعارف.."
بدأت الهمسات تتزايد في القاعة. ومع انغلاق النوافذ. بدا صوت الهمسات عال جداً. جلس أحمد وباكير بجانب والدهما.. التقطا الأوراق قائلين "اليوم سنتفحص تقدمكم في القضية فقط.. لا غير!"
____
أتمنى يعجبكم.. يمكن كمان فصلين تبدأ المعركة الحقيقية والأحداث الرائعة في بالي ^^..
وشكراً..
بصراحة فهمها كان صعب نسبيًا ^،^"..
أحاول أقراها ببطء مرة ثانية بعد ما أعيد قراية كل الأجزاء وأرد وأنا فاهم.
فكره القصه روعه وهي تشبه death note نوعا ما
واحس ان يوغي بارد مثل برودة سام(تحليل لا اقل ولا اكثر)
لازم أغير أسلوب الكتابة.. عموماً أكتب بهذا الأسلوب لأني حعمل القصة كسيناريو لمانجا.. عموماً.. ما يهم..نكتب القصة ككقصة والمانجا نخلي السيناريو براسنابصراحة فهمها كان صعب نسبيًا ^،^"..
أحاول أقراها ببطء مرة ثانية بعد ما أعيد قراية كل الأجزاء وأرد وأنا فاهم...
من الفصل التالي..أصلاً هذا الفصل مافيه شي ينذكر..
فكره القصه روعه وهي تشبه death note نوعا ما
واحس ان يوغي بارد مثل برودة سام(تحليل لا اقل ولا اكثر)ليس فعلاً.. مجرد كون سام يحاول تطهير العالم لا يعني تشابه القصة مع ديث نوت.. يعني متسابهة قليلاً لكن في المستقبل تظهر الإختلافات الكبيرة!
عموماً أنا بارد من نفس النواحي مثله..هو ليس بارد من جميع الجهات.. دا طيب..
وشكراً..
الفصل الثامن: الدخول إلى ساحة المعركة.
خرج سام من آخر امتحان لنهاية العام.. وهو واثق من نجاحه. كل ما عليه فيعله هو استلام النتيجة بعد فترة واختيار أفضل جامعة في نظره لدخولها.
مشى بطول الطريق وهو يلتفت. بدا المكان لسبب ما أكثر تقيداً بالنظام. وصل إلى تقاطع شارعين. انتظر حتى توقفت السيارات مع الإشارة الحمراء وعبر الطريق. خلال عام سيكون العالم أكثر طهارة. شيء جيد.. لا توجد سوى عقبة واحدة في طريقي. أسامة..
توقف فجأة والتفت بسرعة للخلف. كاد يقسم أنه رأى ظلاً في يتبعه.. ربما مجرد توهمات. الظل لا يشبه ظل أسامة أبداً..
دخل إلى زقاق جانبي قذر. تقدم وأغلق عينيه. عندما فتحهما كان يقف في غرفة صغيرة ضيقة. جلس فيها رجل وهو يداعب سكيناً.. أخرج سام من حقيبته تلفازاً صغيراً نسبياً. قام بتشغليه. أخذ يشاهد نشرة أخبار بدت مسجلة. أخذ يقارن صورة الرجل في التلفاز بصورة الرجل أمامه.. مشتبه به في قضية القتل والاعتداء على خطيبته. العنوان صحيح. تقدم وتفقد الرجل. كان يشاهد تلفازه. على ما يبدو شريطاً مسجلاً. شعر سام بالاشمئزاز . على ما يبدو كاميرا مثبتة كانت تصوره بقتل ويعتدي على خطيبته. التفت إليه سام قائلاً "مثير للشفقة" لمس كتفه بسرعة.
ارتفع صياح الرجل عبر الغرفة وقفز مسرعاً يراقب سام. نظر إليه ثم إلى الشريط المسجل له. رفم سكينه محاولاً جرح سام.. الذي لم يتأذ طبعاً.. قال سام بصوت منخفض "لقد أدنتك بتهمة القتل والاعتداء.."
رفع سام يده بسرعة إلى كتف الرجل ودفع ليقع على الأرض ثم أدخل يده بسرعة إلى صدره. شعر بقلبه وأمسكه بكل قوة. ما هي لحظات حتى صرخ الرجل آخر صيحاته...
***
"جيد.. الأول!" قالها باكير وهو ينظر إلى تقريره النهائي للثانوية. التفت إلى أحمد الذي قال بضيق "سنضطر إلى إلقاء خطبة التخرج معاً!"
ضحك أحمد ضحكة قصيرة.. ثم رمى التقرير على أرض الغرفة مع بقية الأشرطة والأوراق المبعثرة. كان ضوء الشمس هو ثاني مصدر ضوء في الغرفة مع التلفاز و الحاسوب. رمى باكير نفسه على الكرسي والتفت إلى أحمد قائلاً "كما توقعت.. تقدم الشرطة في تحقيق جيست بطيء جداً"
قال أحمد مجيباً وهو يكتب شيئاً ما على مجموعة أوراق "تماماً كتقدمنا.. نظريتي خاطئة بالتأكيد.. كيف مكن لجيست الانتقال بسرعة من مكان لآخر.."
"جيست ليست مجموعة إنما شخص.. طريقة القتل المعتمدة توضح هذا.."
"لكل جهاز كهربائي بصمة واضحة.. لا أثر يدل على أن الضحايا تعرضوا لنوبة عالية من الكهرباء"
"نوبة قلبية بالتأكيد.. لكن كيف؟"
"لا يمكننا أن نعرف بسهولة.. قضية صعبة فعلاً"
"لو أمسكت القلب بقبضتك لتوقف عن النبض مما يؤدي إلى نوبة قلبية!"
"جيست ليس عادياً.. جيست.. أُخذت من كلمة جوست أي شبح..جيست يملك قدرات تفوق الطبيعة!"
"ليس شبحاً.. لكنه يملك شيئاً مميزاً.."
"وهو في بريطانيا!"
التفت بكاير إلى أحمد بسرعة.. قال بصوت منخفض ذو نبرة واحدة "كيف عرفت؟". أحمد قال مبتسماً "انظر.." ورما له الأوراق. كانت تتكلم عن حادثة موت قاتل في مطاردة سريعة على طريق سريع في لندن جراء نوبة قلبية. "كما توقعت. جيست اختار ضحية النوبة القلبية بسرعة. متناسياً كون هذه المطاردة من الأخبار العاجلة. جيست من بريطانيا..فهي من أخبار بريطانيا العاجلة!"
ابتسم باكير قائلاً "ذكي جداً.. حسناً.. إذاً.. سوف نسافر إلى بريطانيا؟"
قال أحمد "نعم.. تفقد الصفحة التالية.. لقد حددت من هم جديرون بالثقة ليكونوا ضمن فريق التحقيق. البقية. سوف نخرجهم ببساطة.."
قال باكير "حسناً.. أظن أنهم تحت تهديد جيست سينسحبون.. تم إعلان بدء التحقيق أمس.. لن نعود غداً. سوف نراسل الفضائيات لإعلان التهديد. "
"وإن لم يصدقوا ؟ إن احتاجوا لإثبات؟"
"أمثالهم ينتظرون أي حجة للانسحاب!"
"حسناً.."
بعد فترة صمت قصيرة. خالية من أي أصوات سوى صوت التلفاز المنخفض. قال باكير "إلى أي مدينة سنذهب؟"
"لندن!"
***
كان والد باكير وأحمد. سامي. جالساً على مكتبه وهو يتنهد بعمق. بينما كان الجميع يعمل بجد. كانت الضجة تملأ المكان. هذا يتكلم عبر الهاتف مع شخص يدعي أنه جيست. الآخر يسجل حالات الوفيات المتكررة. لكن بالنسبة لسامي لم يكن هناك إزعاج. هذه الأصوات على حالها منذ ساعة كاملة. اعتاد على تلك النبرة المزعجة وأصبحت نبرة الهدوء الطبيعي بالنسبة له!
فجأة. رن الهاتف النقال لسامي. أمسكه سامي وفتحه. فكّر في نفسه "باكير.. لمَ يتصل في مثل هذا الوفت؟!". أجاب عليه. لم يحفظَ بفرصة للتكلم. صاح باكير بقوة عبر الهاتف "افتح التلفاز. السي إن إن. إنه جيست!" وانقطع الخط.
فتح سامي التلفاز بسرعة. فجأة. على تلك القناة. كانت كلمة "جيست" بارزة باللغة الإنجليزية. فجأة. هدأ الجميع. وهم يراقبون التلفاز في صمت. مرت دقيقة. ثم تكلم جيست!
" أنا جيست..
لا أملك الكثير لأقوله. الشرطة التركية بدأت التحقيق في قضيتي.. طلبي الوحيد هو..
أن تتوقف!"
الهمسات تعالت في الغرفة.. الجميع متوترون.
" فرصتكم الوحيدة خلال خمس دقائق! الجميع يسلمون استقالتهم. وإلا جميع من بالغرفة..سيموتون!"
أصوات احتكاك المقاعد مع الأرضية علت. صوت خربشة الأقلام على الورق بدت واضحة. الجميع يندفعون إلى مكتب سامي و يرمون ورقة الاستقالة على المكتب!
"أربع دقائق!"
عشرة من رجال الشرطة خرجوا بعد تقديم الاستقالة. بقي أكثر من نصفهم. والجميع بتزاحمون على مكتب سامي. الذي وقف متوتراً ودقات قلبه تتسارع!
"ثلاث دقائق!"
خرج النصف! وبدأ الجميع برمي أوراق الاستقالة والخروج.
"دقيقة.."
لم يتبق سوى عشرة..
"أربع..ثلاث..اثنان..واحد!"
وقف خمسة رجال في الخلف لم يغادروا أو يكتبوا استقالتهم. وآخر من سلّم استقالته يحاول الهرب..
فجأة. حصل الغير متوقع. صاح الرجل الأخير قبل أن يخرج من الباب! وأخذ يصيح بقوة أكثر..
وقع على الأرض وهو يضع يده على صدره.. بدا كما لو أنه يختنق.. ركض سامي نحوه وانحنى إليه صائحاً "ماذا هناك؟". لم يسمع منه جواباً. صاح الرجل بقوة. وتوقفت أنفاسه..
فجأة. اختفت الكلمات من على الشاشة. كانت صورة بيضاء وصوت التشويش يملأ المكان. بدا سامي مصدوماً وهو يمسك بجثة الرجل بين يديه..
رن هاتفه. تقدم أحد الرجال الخمسة وناوله الهاتف. كان باكير!
..
كان باكير بجانب أحمد في تلك الغرفة المظلمة. ينتظرون أن يجيب والدهم عليهم. وأخيراً.. أجاب عليهم "باكير.."
قال باكير بسرعة لوالده "لم تخرج. صحيح؟".
أجابه والده بصوت هادئ متوتر "لا.. لكن.."
قال باكير بحماس مقاطعاً والده "كم بقي من الرجال معك؟"
صاح والده فيه "باكير.. لا تتكلم بهذه اللهجة! جيست قتل أحد الرجال!"
صاح أحمد وباكير في نفس الوقت "ماذا؟!" وسقط الهاتف من باكير على الأرضية وانطفأ. تبادل مع أحمد النظرات للحظة. قال أحمد بهدوء "هذا لم يكُن متوقع!"
قال باكير ودقات قلبه تتسارع " نعم.. لكن لمَ لم يقتل جميع أعضاء فريق التحقيق؟!"
"لا أعرف..حسناً.. لا نستطيع فعل شيء بخصوصه.."
"للأسف.. لنذهب إلى جدي.."
وقف باكير. ثم توقف قليلاً.. قال بهدوء "لكن الأمر غريب.. أعني.. ألن نتناقش بخصوصه؟"
- "في لندن!"
***
كان مكتب الجد مترامي الأطراف. معظمه –إن لم يكن كله- مغطى بالألواح الخشبية. مقاعد خشبية. ومكتبه الأنيق الخشبي كان يعكس ضوء شمس الغروب على وجه الجد. الذي كان يشبك أصابعه وهو يركز عينيه عليهما. باكير وأحمد. يفكر فيما قالاه. نقل مركز التحقيق إلى لندن. مع والدهم والخمسة رجال الذين أثبتوا أنهم جديرون بالبقاء في القضية..
تنهد والدهم بعمق.ثم قال وهو يراقبهم بعينين ثابتتين " الأمر جدي " قالها وهو يراقب باكير بشكل ثابت "أعني.. نقل مركز التحقيق إلى بريطانيا. جميعنا نعلم أن الأمر ليس بهذه السهولة. لن توافق شرطة بريطانيا على الأمر"
قال باكير مستهزئاً "أجل..وكأنهم يملكون سلطة.. اطرح الأمر في اجتماع الشرطة الدولية التالي (الإنتربول) وسنجبرهم على هذا.. المسؤولون هناك لا يملكون فرصة لإيجاد جيست. نحن نملك أدلة أكثر منهم على هويته. سيجبرون على الموافقة لنقل تحقيقنا هناك !"
"لا" قالها الجد بحزم "هذا خاطئ.. فكروا فليلاً.. سوف يودون معرفة من هو وراء التحقيق. أتودون أن أعطيه ملف طالبين لم يتخرجا من الجامعة بعد وأقول لهم أنهما من يمسكان التحقيق؟! هذا غير مقبول باكير. لا يمكنني فعل هذا. هذا سيعرض الشرطة التركية بأكملها للإحراج.."
باكير الذي أدرك أن جده على حق. التفت إلى أحمد. قال أحمد بصوت ثابت "إذا سنسافر وحدنا!"
"بحجة الدراسة" قالها باكير مبتسماً إلى أحمد "ونحقق هناك وحدنا ونرسل النتائج إلى مركز تحقيق سري هنا!"
"لكن الأمر خطير" قالها الجد بتوتر وقد خرج من حالة السبات تلك وأنزل يديه " أعني.. لو اكتشفت الشرطة الدولية هذا الأمر. ستكون التهم ضد دولتنا خطيرة. قد يتم اتهامنا بالخيانة!"
"جدي.." قال أحمد بهدوء "لا تقلق.. حتى لو قبضوا علينا ونحن ننقل معلومات تحقيق إلى هنا.. لن يكشفونا. لن يكون مركز التحقيق نفسه. سوف ينتقلون إلى غرفتي أنا وباكير حيث نحقق هناك. ولن تتدخل بهم. إذا تم القبض عليهم وعلينا. فلن تتهم الدولة بأكملها بالخيانة. سوف يتم القبض علينا بتلك التهمة بدلاً منهم!"
صاح الجد في أحمد "وتعرض الجميع لتهمة السجن المؤبد؟! لا أحمد..هذا غير مقبول"
"إنه الخيار الوحيد جدي.. وشيء آخر. والدي والرجال الخمسة قد وضعوا حياتهم على المحك ببقائهم بالغرفة تحت تهديد جيست.. لا أظنهم سيبالون فعلاً بعد استعدادهم للتضحية بحياتهم بالبقاء بالسجن طوال حياتهم!"
تبادل الجد النظرات معهما للحظة. وقال بسرعة كما لو كان يحاول إبعاد حشرة مزعجة عن وجهه "حسناً.. لكن كما قلت.. فقط أنتما. المعلومات ستنقل من حاسوبكما الشخصي إلى حاسوب التحقيق في غرفتكما لبقيى العناصر هنا.. وستأخذان جميل معكما!"
"لسنا أطفال جدي..لا نحتاج جميل معنا!" وتحت نظرات جده الحادة. تراجع بسرعة "لكن بعد التفكير.. لن يضرنا أخذه!"
ابتسم لهما الجد بحنان... وشعور عميق يقول له بأنه المرة التالية التي سيراهما فيها. سيكون جيست قد وصل إليهم قبله!
***
كان أحمد ينزل من سيارة الأجرة عند مكان صغير قذر. وتقدم عبره إلى زقاق ضيق جداً لم ير نهايته من مكان وقوفه. وأخذ يتقدم عبره. كان الظلام حالك هناك. حتى أنه لم يستطع رؤية أين يضع أقدامه. مرت عشر دقائق وهو يمشي. قدميه تحملانه إلى مكان ما في نهاية ذاك الزقاق..
أخيراً. بدأ الظلام يختفي. مع ظهور قرصين متوهجين في نهاية الزقاق. في ساحة كبيرة نوعاً ما. وخرج أحمد من الزقاق.
خلف القرصين المتوهجين. استقرت سيارة سوداء وقد استند عليها رجل أشقر وهو يدخن. ما إن وضع أحمد قدمه بالقرب من السيارة. حتى ارتفعت أربع مسدسات من خلفه مصوبة مباشرة نحو رأسه. قال الرجل الأشقر "من أنت؟".
"العميل" قال أحمد بهدوء. فجأة. وبنفس السرعة انخفضت المسدسات عن رأسه. وابتسم له الرجل الأشقر. قال أحمد له بهدوء "أنطوان فون.. مجرم مطلوب للعدالة. واحد من أكثر المجرمين المطلوبين في الإنتربول..تشرفت"
قال أنطوان له وهو يراقبه "عرفني بنفسك.."
"أحمد.. طالب متخرج من الجامعة حديثاً. حفيد ممثل شرطة تركيا في الإنتربول.." وما إن أنهى جملته حتى ارتفعت الأسلحة بسرعة نحو رأسه مرة أخرى.
"أحمد.." قالها فون بهدوء "إذاً..هل أتوقع أن المكان محاصر برجال الشرطة؟"
"لا.." رد أحمد عليه "لم آتي لأقبض عليك.. بل أتيت طلباً للتعاون بيني وبينك.."
رفع فون يده وحركها بإشارة غير مفهومة لتنخفض المسدسات خلف رأس أحمد "أنا أسمعك!"
" بالتأكيد أنت تعرف جيست. المبعوث المزعوم. الذي بدأ بقتل القتلة واحداً تلو الآخر.. والمجرمين أيضاً.. وبما أنني وجدتك بسهولة. فلا أظن إيجادك سيكون صعب بالنسبة له.. كل ما اطلبه هو أن تتعاون معي للقبض عليه!"
"أوه.. حسناً.. لكن الأمر لن يكون مجانياً!"
"لا..لن أدفع لك أي أجر.. مساعدتك أجرها المحفاظة على حياتك!"
"حسناً.. لكن إن تطلب الأمر معدات...."
"سأدفع لك..لا تقلق بخصوص هذا.. سوف أنقل مركز التحقيق من هنا إلى بريطانيا.. للأسف..سوف يكون تحقيقي سري. وأيضاً سوف أتورط بتهم دولية مع الإنتربول.. هناك عدد من الرجال الذين سيحققون سرياً هنا في تركيا.. وأود مجموعة كمبيوترات تضمن اتصال دائم بيننا.. وطبعاً.. أود أن تكون متطورة حيث لا يتم اعتراض المعلومات..."
"هذا سيكلفك عشرين ألف دولار.."
"تم.. أنت ورجالك ستنتقلون إلى لندن.. نحن سنسافر منفصلين. وأنتم تسافرون مع الأجهزة. سوف توصلون الأجهزة إلى العنوان التالي.."
أخرج أحمد ورقة من جيبه. وقد طبع عليها بخط واضح عنوان الشقة التي اشتراها له و لباكير هناك..
قال فون بهدوء "حسناً.. الأمر ليس بتلك الصعوبة.. أوه.. هذا المبنى راقٍ فعلاً.."
"أجل.. نحتاج إلى شقة واسعة للتحقيق.. سوف نتقابل هناك يومياً عند العصر.. إذاً..هل اتفقنا؟"
"بالتأكيد.. عموماً.. أعلم أنني أعمل من أجل حياتي.. لكن الرجال هنا سوف يكلفوني.."
"كم تحتاج؟"
" تقريباً..مئة ألف دولار"
توقف أحمد للحظة. وأخرج من جيبه دفتر شيكات وأخذ يكتب على شيك المبلغ "حسناً.. يمكنني استهلاك المبلغ من جدي... لا أظنه سيغضب..إن انتبه.." وناول الشيك لفون وهو يقول مبتسماً "أحياناً..من المفيد ان تكون من عائلة ثرية!"
***
كان سام يقفل حقيبته بعد أن انتهى –أخيراً- من توضيب حقيبته. مسح الغرفة بعينيه للمرة الأخيرة ليتأكد من أنه أخذ كل شيء.. ثم حمل الحقيبة وجرها على الأرض الخشبية لغرفته. وعلا صوت الاحتكاك في الغرفة.
كان يرتدي بذلته الزرقاء الكاحلة. وقد بدا فاتناً بها. رفع يده نحو مقبض الباب ولف يده حوله. التي شعرت بالبرود للحظة. ثم أدار الباب ودفعه لينعكس ضوء الممر على الخشب النظيف اللامع. تقدم عبر الممر ونزل السلالم. عند البهو. وقفت عائلته. أخته الصغيرة كايت كانت تبكي بصوت منخفض مكتوم..
تقدم لها. وأسند حقيبته إلى الحائط وانخفض. قال لها بصوت منخفض "قولي لي الحقيقة.. هل أنت حزينة لأنك لن ترينني كثيراً أم لأن من كان يحمل حقيبتك في طريق ذهابك وإيابك إلى المدرسة لن يكون موجوداً ؟"
ضحكت بصوت مكوم قائلة "في الحقيقة.. لا أعرف لم أبكي.."
قال لها سام بصوت منخفض مبتسم "إذا توقفي عن البكاء.. لا تفصلنا سوى لندن.. إن اشتقتي لي كثيراً هاتفيني و اطلبي مني أن آتي لزيارتك في نهاية الأسبوع.."
"حسناً.."
احتضنها سام للحظة. ثم ابتعد عنها مبتسم. وقال لها "لا تقومي بأعمال سيئة.. لا نود من جيست أن يمسككي"
ضحكت له أخته قليلاً.. ارتفع سام واحتضن والدته وودعها.. ثم صافح والده الذي بدا فخوراً به..
أمسك حقيبته. جرها حتى الباب. وفتحه ليضرب ضوء الشمس عينيه. تقدم عبر ممر الحديقة إلى سيارته السوداء. فتح الباب الخلفي ودفع حقيبته إليها. أقفل الباب وركب في مقعد السائق.
قام بتشغيل المحرك. وانطلق عبر الطريق مسرعاً.. إلى لندن!
***
تقدم باكير وأحمد أمام جميل بعد أن سلما تذاكر السفر إلى المضيفة. ومشيا عبر الممر إلى الطائرة الدافئة. قال باكير بصوت منخفض "لا أصدق أنك تعاونك مع مجرم مطلوب!"
قال أحمد دافعاً باكير إلى الأمام ليتقدم " لقد تطلب الأمر هذا..ما كنت لأستطيع أن أقوم بتهريب كمبيوتر متصل بغرفتنا لوحدي.."
قال باكير بصوت منخفض وهو يتقدم عبر كراسي الطائرة الدافئة إلى الأمام وهو يحرص على ألا يصطدم بخزائن الحقائب "لكن مجرم مطلوب..وبشكل عالمي في الإنتربول من أغلب الدول الأوربية.. الأمر مبالغ به!"
قال أحمد وقد لاحظ اقتراب جميل منهما بصوت منخفض وهو يسند رأسه على كتف باكير "حسناً..أصمت.. جميل خلفنا.. لا نود من جدي أن يعلم بالأمر قبل أن نصل إلى لندن!"
أخيراً.. وصلا إلى مكان الدرجة الأولى.. ناولا المضيفة تذاكرهما وحددت مكان جلوسهما.. من حسن حظهما كانا منزويين في مكان بعيد عن الركاب. وذلك يتضمن جميل!
استرخى باكير في المقعد المريح. وجلس أحمد بجانبه. بعد مرور ربع ساعة. أقلعت الطائرة أخيراً..
كان ضوء الشمس من فوقهم يعبر النافذة ليضرب وجه باكير مباشرة. ترددت تلك النغمة البطيئة في الأرجاء لتنبه الجميع على أنهم سيسمعون صوت الربان للمرة الخامسة على التوالي ليكرر كلامه المعتاد "بعد ساعة واحدة سوف نصل إلى مطار لندن. نرجو منكم الاستمتاع بالرحلة."
***
نصف ساعة فقط أصبحت تفصل سام عن لندن.. و ملامحه تظهر لوهلة تحت ضوء الشمس وتختفي تحت ظلال الأشجار..
الأمر مثير حقاً..العيش لوحده –أخيراً-.. سيملك الوقت الكافي بالتأكيد لبداية إصدار أحكامه على نطاق أكبر..وسيتفرغ لجيست المزيف!
***
فتح باكير باب الشقة الفسيحة. ودخلها. فعلاً إنه مبنى راقٍ.. شقة فسيحة من طابقين.. وضوء الشمس يدخل عبر النافذة الطويلة.. كان بإمكانه رؤية الجزء الشمالي من لندن من هناك. المدفئة الأنيقة. غرفة الطعام المرتبة. المطبخ اللامع النظيف..
المكان المثالي للتحقيق في قضية جيست!
***
دخل باكير شقته التي اشتراها له والده. سيسكن فيها وبعدها قد يضطر للانتقال لسكن الجامعة..
أغلق الباب خلفه. تنهد بعمق. وتقدم أغمض عينيه ورفع يديه متنهداً بقوة. وعندما فتح عينيه. رأى ظلاً طويلاً صنعه الضوء العابر من النافذة. ليظهر ظل الشبح الواقف أمام النافذة. تكلم الشبح ببطء وسام يراقب ظله..
"مرحباً جيست!"
في انتظار البقيه لا تطول