• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 16 إلى 30 من 39

    الموضوع: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

    1. #16
      التسجيل
      31-08-2005
      الدولة
      الله أعلم
      المشاركات
      463
      المواضيع
      44
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      اشكرك اختي و اهنئك على كتابة قصة كهذه
      بأسلوب جذاب كهذا
      رغم ان نهاية الجزء الأول لم تعجبني كثيرا
      و لكنني انجذبت للجزء الثاني كثيرا
      أعلم أنها كلمات قليلة لكنها كل ما يجول في خاطري
      واصلي الكتابة و لا تحرمينا
      بالتوفيق لك يا رب
      تحياتي

    2. #17
      التسجيل
      07-08-2009
      الدولة
      راكــــــــــــون سيتي
      المشاركات
      175
      المواضيع
      7
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      مشكوور اخي على القصو
      رائعة حدا

    3. #18
      التسجيل
      22-04-2009
      الدولة
      Who Knows
      المشاركات
      54
      المواضيع
      1
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      مشكوووور أخي على القصة

      أرجو كتابة التكملة في أسرع وقت

    4. #19
      الصورة الرمزية sensei
      sensei غير متصل فارسة الرسم
      الفائزة الثانية لمسابقة الأنمي
      التسجيل
      23-02-2005
      المشاركات
      1,666
      المواضيع
      67
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      ..::|| الفصل الرابع عشر ||::..
      في اليوم التالي كان قيس يشرب العصير في المدرسة وهو جالس على مقعده في الفصل فأتاه إبراهيم
      إبراهيم: ألم تتناول فطورك هذا الصباح؟
      قيس: لا
      تنهد إبراهيم ثم جلس بجواره: أخبرني ما الأمر الآن؟ أتيت متأخرًا وهذا ليس من عادتك ولم تتناول فطورك أيضًا!
      قيس: قضيت ليلتي بالدراسة، أم نسيت أن لدينا تطبيق فيزياء اليوم؟
      إبراهيم بتعجب: كل هذا الإرهاق من أجل تطبيق؟ إذًا ماذا ستفعل ليلة الامتحان؟
      قيس: لا شيء... فسأكون قد استعددت له من قبل
      إبراهيم: إذًا أخبرني... هل حصلت على ما تريده؟
      قيس: ماذا؟
      إبراهيم: عنوانها الإلكتروني
      ابتسم قيس بابتسامة عريضة وقال: أجل
      إبراهيم: حقًا!! هذا جيد... كيف حصلت عليه؟ لا أظن أن الدكاترة يملكون الحق في إعطاء عنوان أي طالب لشخص غريب!
      ابتسم قيس وقال: بل يعطون
      إبراهيم بتعجب: كيف!
      قيس: بالمال
      سكت إبراهيم قليلاً ثم قال: مستحيل... لا لا مستحيل!... لا أصدق هذا
      قيس: ما بك يا صاح؟
      إبراهيم: اشتريت بريدها بالمال!؟ أنت تعرف عنوانها لماذا لم تذهب إليها بنفسك؟
      قيس: قلت لك لا أستطيع، قد أشوه سمعتها
      إبراهيم: وأنت تخاف على سمعتها!؟ المهم أن تحصل على ما تريده... وكم دفعت إذًا؟!
      قيس: مئة ألف
      صرخ إبراهيم: مئة ألف!!
      التفت إليهم جميع الطلاب ولكن تابع إبراهيم حديثه وبصوت جهور: كل ذلك من أجل بريد إلكتروني؟! حتى وإن كنت غنيًا لا تلعب بالمال هكذا!!
      قيس: اهدأ يا فتى... أنا مرتاح هكذا فدعني أفعل ما أشاء
      إبراهيم بصوت معتدل وغاضب: تلك الفتاة سحرتك بالتأكيد
      ثم ترك الفصل فتبعه قيس وهو يناديه: إبراهيم!
      لحق به وأمسكه من معصمه وسأل: ما بك يا إبراهيم؟ لماذا كل هذا الغضب؟
      إبراهيم: ما فعلته شيء يقهر!! لم أعتد عليك ذلك!! ما الذي غيرك؟ تلك الفتاة! لو أعطيتني عنوانها لذهبت أنا وكلمتها عوضًا عنك، أو حاولت بألف وسيلة ولا يحتاج ذلك إلى إسراف هذا المبلغ الكبير من أجلها، من تكون لتدفع ذلك من أجلها؟
      قيس: لذلك دفعت المبلغ، لأعرف من تكون... ولكن لا تغضب... حدث الأمر وانتهى ولن أعيد الكرة فسامحني...
      إبراهيم: عزيزي قيس... أنا لست غاضبًا منك ولكنني متعجب من صنيعك...
      قيس: لا أعرف أنا أيضًا لماذا فعلت ذلك
      إبراهيم: وهل حدثتها؟
      قيس: ليس بعد... ولكن بريدها
      إبراهيم: ما به
      قيس: بريدها هو اسمي ومن ثم تاريخ مولد أختي شيماء!!
      إبراهيم: حقًا؟
      قيس: أجل... لذلك عندما دفعت المال لم أتحسر على ما فعلته، أشعر وكأنها تعرف شيئًا... بل تعرف كل شيء
      ابتسم له إبراهيم ولكمه بخفة على كتفه وقال: حظًا موفقًا لك
      ثم ترك إبراهيم قيس خلفه ومشي، فجرى قيس وقفز عليه وخنقه
      إبراهيم: قيس.. أرجـ...أرجوك.. أنت تخنقني!!
      قيس: هذا درس لك لكي لا توبخني مرة أخرى
      ثم نهض عن ظهره وقال: لنعد الآن إلى الفصل فلماذا تسلك ذلك الطريق؟
      إبراهيم: أعيب أن أذهب إلى دورة المياه؟
      قيس: أتيت للتو من المنزل! ألا تملكون الماء هناك؟
      إبراهيم: سأذهب لغسل وجهي فأشعر بالحر... تعلم، تكييف هذه المدرسة رائع
      قيس: أجل، أجل، أفهمك... اذهب وعد ولا تهرب من الحصة
      إبراهيم: حاضر أيها المثالي...
      عند الساعة الثانية ظهرًا خرجت شيماء من الجامعة متجهة نحو المستشفى، وأثناء قيادتها للسيارة اتصلت بزوجة والدها
      أجابت مها: السلام عليكم
      شيماء: وعليكم السلام، أحببت أن أسأل عن رقم غرفة أبي
      مها: إنه في الغرفة الثالثة عشرة في الطابق الثالث
      شيماء: شكرًا *ثلاثمائة وثلاثة عشرة...*
      وصلت شيماء المستشفى واتجهت فورًا إلى غرفة والدها، طرقت الباب ثم دخلت
      شيماء بوجه بشوش: السلام عليكم
      الجميع: وعليكِ السلام
      حمد: مرحبًا بأغلى أخت...
      ثم اقترب منها وقبلها، حمد هو أخوها من والدها، وابن مها الأكبر، يبلغ من العمر الثالثة عشرة، وتملك شيماء أيضًا منيرة في التاسعة ورقيّة في السابعة وصالح في الخامسة، وكلهم إخوة من جهة الأب... التفت إليها والدها بوجه حزين...
      فقالت له وهي مبتسمة: ما بك يا أبي؟ أتغار لأنك آخر من سأسلم عليه؟
      ثم ذهبت إلى أبيها وقبلته على رأسه وقالت: كيف حالك؟
      محمد: كيف سأكون مرتاحًا وابنتي تسكن لوحدها في المنزل؟
      مها: *لوحدها؟*
      شيماء: آسفة يا أبي، أنا السبب في الحادث أليس كذلك؟
      محمد: لا دخل لك بالأمر، إنه القدر
      شيماء: أكنت تفكر بأمري؟
      محمد: ...أ..أجل...
      شيماء: فدعني أعتذر منك -ثم قبلت رأسه مرة أخرى-
      جلست شيماء على السرير مقابلة لوالدها وقالت له: فكرت في ترك الجامعة
      الجميع: ماذا!!؟
      محمد: لن أسمح لك! أنتِ في جامعة فيرجينيا وتريدين الخروج؟
      شيماء: أريد أن أعمل، فإن لم أعمل فأنت أدرى بظروفي
      محمد: لن تحتاجي إلى المال ما دمتُ على قيد الحياة
      شيماء: مسؤوليتك انتهـ...
      قاطعها محمد وهو غاضب: ما زلت والدك وما زلت مسؤولاً عنك، وستأتين للعيش معنا في المنزل
      حمد: أصحيح هذا!؟
      شيماء: لا أستطيع
      محمد: لماذا؟
      شيماء: أنا طالبة وأحتاج إلى جو هادئ للدراسة فلا أريد أن أسمع توبيخ تلك العجوز يوميًا، ولسبب آخر، منزلي أقرب للجامعة بكثير من منزلك، لا تخف علي... أستطيع العيش بسلام، وإن خفت من شيء سآتي إليك
      مها: هل لكما أن تخبراني ما الأمر؟ أين ذهبت والدتك؟
      التفت محمد إلى الجهة الأخرى وكاد أن يبكي، لكن شيماء قالتها وبكل بساطة: توفيت والدتي منذ يومين
      مها: ماذا!؟ كيف حدث ذلك!
      شيماء: حادث مروري... على أية حال، أنا أعيش لوحدي الآن ومن الصعب أن أعيش معكم...
      محمد: افعلي ما يحلو لك لكن لا تتركي الجامعة، أنا سأرسل لك مصروفًا شهريًا... ولا أستطيع تركك لوحدك في المنزل دون رجل! هل تمانعين بأن يعيش معك عمك؟ فهو يعيش لوحده هو الآخر...
      شيماء: عم؟! أي عم؟
      محمد: عمك فيصل... أصغر إخوتي، سأحدثه بالموضوع ولكن لا أريدك أن تبقي لوحدك
      شيماء: شكرًا لك... أوه! نسيت أن أسألك، متى ستخرج من المستشفى؟
      محمد: ما بين شهر وشهر ونصف
      شيماء: هذا كثير! أعانك الله... حسنًا، أستأذنكم، أريد أن أعود للمذاكرة
      حمد: وأنا آتٍ معك
      مها ومحمد: لا
      حمد: لماذا؟ أختي تحتاج إلى رجل يقف بجانبها
      محمد: أنت الصعلوك لا تستطيع فعل شيء، وثانيًا شيماء تريد الذهاب للمذاكرة وليس للعب! وأنت لم تؤدي وظائفك بعد وعليك العودة إلى المنزل
      حمد: أرجوك، أرجوك، أرجوك، أرجوووووك!!
      شيماء: لا بأس سآخذه معي وسأعيده بعد صلاة المغرب
      مها: نخشى أن يرهقك ذلك
      شيماء: لا بأس

      ..::|| الفصل الخامس عشر ||::..
      عادت شيماء إلى المنزل وبصحبتها حمد، دخل حمد المنزل منبهر
      حمد: المنزل رائع!!
      شيماء: أتمزح؟ منزلكم أفخم
      حمد: لا، لا، كم تمنيت أن أعيش في منزل كهذا!
      شيماء: بإمكانك العيش معي إذًا
      حمد: حقًا!!
      شيماء: صدقت؟ هل والداك سيسمحان لك؟ إن وافقا فلا أملك مانعًا
      حمد: حسنًا سأفاتحهما في الموضوع
      شيماء في نفسها: *إنه جاد!*
      حمد: غير هذا سأضطر إلى تغيير المدرسة وأخيرًا
      شيماء: إذًا فهذا هو هدفك... وما بها مدرستك؟
      حمد: التعليم فيها سيء جدًا، إن وجدت أستاذًا واحدًا فقط يجيد الشرح سأعطيك كل نقودي
      شيماء: لهذه الدرجة؟
      حمد: وأكثر...
      ثم صعد الدرج وهو يسأل: أين غرفتك؟
      شيماء: سآخذك إليها
      سارت معه للأعلى ودلته على غرفتها، دخل الغرفة وزاد انبهاره
      حمد: هذه غرفة نوم أم معرض للرسم!!؟
      شيماء: أفكر أن أحولها إلى مرسم وانتقل إلى غرفة أخرى
      حمد: لا، لا... عليك أن تنامي في غرفة كهذه لتحلمي أحلام رائعة
      شيماء بصوت خافت: بل كوابيس...
      سمعها حمد وقال: كوابيس!؟ لماذا؟
      شيماء: لا شيء... فقط كنت أمزح
      ثم ذهب حمد وجلس على حاسوبها وهو يقول: إنه جديد! متى اشتريته؟
      شيماء: لم يمض شهر منذ أن اشتريته...
      حمد: هذا رائع!! هل يمكنني استخدامه؟
      شيماء بابتسامة: أجل
      فتح حمد الحاسوب وبدأ يلعب فيه، أما شيماء فاستلقت على سريرها وبدأت تذاكر
      وبعد ساعات من الصمت نطقت شيماء: حمد...
      حمد: نعم؟
      شيماء: أي نوع من الرجال عمي فيصل؟
      حمد: طيب ومرح وكثير المزاح، يحبه كل من حوله ويدلل الجميع
      شيماء: هذا جيد... وكم عمره؟
      حمد: وما أدراني؟ ربما في أواخر الثلاثين... لست متأكدًا
      أما صقر فكان يجهز حقائبه للتخييم مع أصحابه، فبدأ ينادي مي: يمامة!! تعالي يا يمامة...
      أتت مي إليه وسألت: ماذا تريد؟
      صقر: سوف أذهب مع أصحابي للتخييم على الشاطئ، وستأتين معي... فانظري إن كنتِ تريدين أخذ شيء معك إلى البحر...
      مي بفرح: سنذهب إلى البحر؟
      صقر: وماذا قلت لك للتو؟
      مي: هذا رااااائع... سأذهب وأجهز حقيبتي...
      ثم ذهبت جريًا ولكنها عادت بخطواتها مرة أخرى إليه وقالت: كم يوم سنبقى هناك؟
      صقر: أيام العطلة... يومان
      مي: رائع!!!
      ثم ذهبت مرة أخرى واتجهت نحو غرفتها، أخرجت حقيبتها ووضعت فيها ملابسها وبدلت ملابسها وارتدت شيئًا خفيفًا ثم عادت إلى صقر وهي تحمل الحقيبة وقالت وهي مبتسمة: انتهيت
      صقر: بهذه السرعة؟
      مي: أجل... لا أملك ألعابًا لآخذها معي، فاكتفيت بأخذ ملابسي...
      صقر: حسنًا إذًا -ثم حمل حقائبه وقال وهو مبتسم لها- لنذهب
      تعجبت من ابتسامه لها ولكنها فرحت ولحقته: حسنًا...
      صعدا السيارة واتجه صقر إلى الجمعية لشراء بعض الوجبات الخفيفة، كانت مي فرحة جدًا فهي لا تذهب معه إلى أي مكان وذلك خشية أن يجدوه برفقة فتاة مفقودة، فقد كانت هذه المرة الأولى التي تدخل فيه معه محلٍ ما، وغير ذلك كان يسمح لها بشراء ما تريده مما زاد ذلك من سعادتها.
      انتهيا من مشترياتهما وذهبا إلى البحر... كان أصحابه طارق وفالح وسالم ينتظرونه، فقد سبقوه إلى المكان ونصبوا الخيمة، طارق في عمر صقر وصديقه منذ المرحلة الثانوية، ويملك أربعة أبناء وأحضرهم معه، خليل في الرابعة وخالد الذي هو بعمر مي، عمره ست سنوات، وتوأمان متطابقان من البنات في السابعة وتدعيان دلال ودانة، أما فالح فهو أعزب ولم يتزوج بعد، وعمره اثنان وثلاثون عام، والأخير هو سالم البالغ من العمر الخمسة والأربعين، يملك ابنًا واحدًا في الثامنة يدعى زايد...
      انعزل الأطفال عن الشباب وذهبوا للعب سويًا، فسأل صقر أصحابه: أحظرتما جميع أبنائكما دون نسائكما! كيف ستهتمان بهم؟
      طارق: لا بأس، فهم سيهتمون بأنفسهم فليسوا صغارًا...
      فالح: ابنك في الرابعة وليس صغيرًا؟
      سالم: لحظة قليلاً! وما العيب فينا؟ لنهتم بهم ليومين هل هذا حرام؟ نساؤنا يهتمن بهم طوال العام فلنخفف عنهم العبء ليومين فقط...
      صقر: أنتَ لطيف حقًا...
      طارق: ولكنه على حق
      صقر: سكوتك أفضل إن كان أطفالك بنظرك ناضجين
      طارق: ما بك؟ كنت أمزح معكم ههههههه
      فالح: بالتأكيد تمزح، فمن المستحيل أن يرى عاقلاً ابنه قد نضج ولم يدخل المدرسة بعد
      سالم: أنت على حق
      فالح: أترككم الآن
      صقر: إلى أين؟
      فالح: أريد أن ألعب مع الأطفال
      جميعهم: هاااه!!
      صقر: دعهم لوحدهم وابقَ معنا
      فالح: أتيت لأتسلى وليس للجلوس مع الشيوخ -ثم ضحك- أنا ذاهب الآن
      ذهب إلى الأطفال وأول من نظر إليه وهو يجري نحوهم كانت مي، فعندما رأوها تلتفت إلى الوراء التفتوا فرأوه يبتسم لهم
      زايد يلوح له: مرحبًا بفالح
      ذهب إليه فالح وضربه بخفة على رأسه وقال: كم مرة قلت لك نادني بعمي فالح
      زيد: ولكنك لست عمي -وأخرج لسانه-
      فالح: يا لك من مشاغب -ثم خلع ملابسه وقال- من يريدني أن ألعبه في الماء؟
      بدأ الجميع بالقفز والإلحاح عليه إلا مي، فالتفتت إلى الجهة الأخرى وبدأت تنظر إلى البحر، فلاحظ ذلك فالح فجلس بجوارها وصمت الجميع عندما رأوه قد التفت عنهم، ثم أمسك بكتفها فالتفتت إليه، فسألها وهو مبتسم: ما بك يا يمامة لا تلعبين معنا؟
      مي: لا شيء، فقط تذكرت شيئًا...
      فالح: ما زلت صغيرة على حمل الهموم، لندخل البحر سويًا
      ثم وقف فالح ولكنها ظلّت جالسة وقالت بصوت منخفض: لون البحر اليوم بنفس لون عينيه
      لم يسمعها فالح فكان صوت الموج عالٍ فسأل: ماذا قلتِ؟
      مي وقد ضمت فخذيها إلى صدرها وقالت: متى سنجده؟
      وامتلأت عيناها بالدموع فبدأت تفركهما قبل أن تسقط دموعها، فحملها فالح وأدخلها البحر وتبعه الأطفال ودخلوا البحر خلفه... كان الأصحاب ينظرون إليه عن بعد، فقال طارق: لا داعي لإحضار مربية معنا
      سالم: مسكين فالح، متى سيتزوج؟
      صقر: لا داعي للزواج فهناك أطفال كثيرون بغير أهالٍ في الميتم
      طارق: ليس جميع الرجال مثلك، فالرجل يحتاج أيضًا إلى زوجة
      صقر: للهم والغم وزيادة المشاكل
      سالم: إن كان هذا تفكيرك فستموت قبل أن تتزوج
      صقر: أعلم ذلك...
      طارق: أنت تحتاج إلى طبيب نفسي...
      صقر: أعلم ذلك
      سالم: إن كنت تعلم فلماذا لا تذهب إلى طبيب؟
      صقر: أتريد أن يقول عني الناس مجنون؟
      طارق: ومن قال هذا؟ الجميع يراجع لدى الأطباء النفسيون
      سالم: اعترف يا طارق... أنت تراجع عند من؟
      طارق: لا أراجع عند أحد
      سالم: ولكنك قلت الجميع
      طارق: أعني الأغلبية يا غبي
      نهض صقر من مكانه فنظر إليه صاحبيه
      طارق: إلى أين؟
      صقر: لطهي الغداء
      سالم: أجل!! يا أمهر طباخ
      طارق: ليت زوجتي تجيد الطبخ مثل صقر...

      ..::|| الفصل السادس عشر ||::..
      في مستشفى حمد، كان محمد جالس لوحده لذهاب زوجته مع الأطفال إلى المنزل، فاتصل بأخيه فيصل
      أجاب فيصل بوجه بشوش: يا مرحبًا بالغالي، كيف حالك؟
      محمد: بخير والحمد لله... وماذا عنك؟
      فيصل: تعلم أنني أكره الوحدة كثيرًا فلذا أنا الآن في طريقي إلى أحد الأصحاب، مللت من الجلوس في المنزل
      محمد: أريدك أن تسدي لي خدمة
      فيصل: أأمر يا أغلى أخ...
      محمد: أنت تكره الوحدة وتريد العيش مع أحد أليس كذلك؟
      فيصل: أنت تعلم ذلك... وقلته لك أيضًا للتو للمرة المليون
      محمد: ابنتي شيماء من الزوجة السابقة تعيش لوحدها الآن لوفاة والدتها وأخشى عليها ذلك
      فيصل: لماذا لا تسكنها معك؟ أليست ابنتك؟
      محمد: أجل ولكن... لا تريد المجيء لأن والدتي تكرهها كثيرًا ولا تطيق رؤية وجهها
      فيصل: إذًا فتريدني أن أسكنها معي؟
      محمد: أرجوك وافق
      فيصل: بالتأكيد سأوافق، كيف أترك ابنة أخي تعيش لوحدها؟
      محمد: أشكرك... ولكن أفضل أن تذهب إليها لأن جامعتها أقرب من منزلها ومنزلك بعيد جدًا وكان هذا عذرًا أيضًا في عدم رغبتها في المجيء للسكن معي، ولكن سأشاورها أنا أيضًا
      فيصل: لا، لا، لا... لا داعي لمشاورتها، أنا سأذهب إليها، في أي جامعة هي؟
      محمد: فيرجينيا...
      فيصل: أوه، ابنتك فنانة إذًا... حسنًا بما أنها تسكن بالقرب من هناك فهذا يعني بأن منزلها أقرب من مكان عملي، فذهابي إليها لمصلحتي أنا أيضًا... وأخيرًا سأتعرف عليها، شكرًا لك
      محمد: أنا من عليه أن يشكرك
      فيصل: إذًا... أعطني عنوانها
      وفي منزل شيماء، كانت هي وأخوها حمد لا يزالان على نفس حالهما، شيماء تذاكر وهو يلعب على الحاسوب، فتركت شيماء ما بيدها وقالت: حمد، هل يمكنني الجلوس على الحاسوب؟ فقد مللت من الدراسة
      حمد: حسنًا...
      أغلق حمد لعبته ونهض من الكرسي، وجلست شيماء مكانه، أما هو فأمسك كتابها الذي كانت تدرس فيه وقال: سأتصفح منهجكم قليلاً، أريد معرفة ما تدرسون
      شيماء: لا بأس
      فتحت شيماء الماسنجر ووجدت إضافة جديدة، كان البريد بعنوان الغريب، فتعجبت منه ولكنها قبلت إضافته
      كان قيس في الغرفة يتحدث مع إبراهيم على الهاتف، وقد فتح الماسنجر ينتظر دخول شيماء، فكان يفعل ذلك طوال كل يوم، وما إن رأى شيماء دخلت ودّع صديقه وأغلق الهاتف وانطلق إلى الحاسوب وجلس عليه وبدأ قيس المحادثة...
      قيس: السلام عليكم
      شيماء: وعليكم السلام؟... من أنت؟
      قيس: نادِني بعبد الله، أنتِ الفنانة شيماء أليس كذلك؟
      شيماء: أجل! من أين حصلت على بريدي؟
      قيس: من دكتورك في الجامعة
      شيماء: ولماذا أردت إضافتي؟
      قيس: قرأت اللقاء الذي دار معك في المجلة، فأعجبني أسلوبك في الرسم وكيف تتقيدين برسم ذلك الفتى... وغير ذلك أعجبتني شخصيتك وأسلوبك في الإجابة عن الأسئلة التي طرحت عليك
      شيماء: ومن تكون ليعطيك الدكتور عنواني؟ أأنت صحفي أيضًا؟ أم دكتورًا في الرسم؟
      قيس: ههههه دكتور في الرسم؟ أنا لا أستطيع رسم زهرة حتى
      عندما قرأت شيماء هذه الجملة تذكرت ما قاله قيس لها عندما كانت صغيرة بعد أن أرته لوحاتها فقال "واااااو رسمك رائع... أنا لا أستطع رسم زهرة حتى"
      شيماء: -ابتسامة-
      قيس: ما سبب هذه الابتسامة؟
      شيماء: ذكرتني بقيس، ذلك الفتى، فقد قال مثل هذه الجملة تمامًا من قبل...
      قيس في نفسه: *يبدو أنني حقًا كنت أقابلها!*
      ثم كتب لها: يبدو أنه كان قريب منك كثيرًا
      شيماء: وما شأنك أنت؟ لم تخبرني، أأنت صحفي؟ لأن ليس من حق الدكتور إعطاء أحد غريب عنواني...
      قيس: لا تنسي بأنك تستطيعين أخذ ما تريدينه مقابل المال
      شيماء: ودفعت له؟! كم ريالاً؟
      قيس: لا يهم المبلغ، المهم أنني وجدت الفرصة للتحدث معك
      شيماء: وماذا ستفعل لو حجبتك الآن؟ لن تتحسر لفقد مالك؟ فإن كنت لا تملك حاجة فآسفة، لا أريد محادثة الشباب
      قيس: وماذا عنه...
      شيماء: ماذا تعني
      قيس: ألم يكن شابًا؟ كيف كنت تحادثينه؟ فقد توفي منذ عامين فقط أي كنت في الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة وتحدثين رجلاً غريبًا
      شيماء: قيس لم يكن غريبًا
      قيس: ولكن مهما كان بالنسبة لك فهو لا يقربك
      شيماء: حسنًا بإمكانك القول بأنني لا أريد مصادقة أحد غيره
      قيس: لماذا؟ فقد توفي!! هل ستبقين وحيدة للأبد! لا يستطيع الإنسان العيش منعزلاً عن البشر
      شيماء: لا دخل لك، فأنا مرتاحة هكذا
      قيس: وما السبب؟
      شيماء: لا أحد يستطيع فهمي
      قيس: إذًا كيف فهمك قيس؟
      شيماء: لأنه هو من رباني
      قيس: ولكن هناك بالتأكيد من يستطيع فهمك غيره، فمن المستحيل أن تملكين شخصية لا يتقبلها أحد
      شيماء: وإن قلت لك بلى...
      قيس: لا تكوني يائسة من الحياة فقط بسبب تجربة قصيرة ممرت بها... لا أعرف ماذا حدث لك ولكن مهما عاملك الناس بخشونة سيكون هناك صنف آخر يحبونك، كوني دائمًا على أمل في الحياة، انظري إلى الأمور بنظرة إيجابية...
      ظلت شيماء صامتة ولم تجبه وكانت تقول في نفسها: *هذا الرجل... حديثه شبيه بحديث قيس كثيرًا..!!*
      قال قيس بعد أن رآها صامتة: هل ما زلت موجودة؟
      شيماء: أجل
      قيس: أكنت تفكرين فيما قلته؟
      شيماء: بل كنت أفكر بقيس... كان يقول لي دائمًا ما قلته أنت للتو.. لم يحب الجانب السلبي في شخصيتي أبدًا... ولكن عندما أكون بجانبه لا أعرف الحزن أبدًا...
      قيس: يبدو أنك كنت تحبينه كثيرًا... حدثيني عنه، أشعر بأن طباعه وتفكيره قريبين مني كثيرًا
      شيماء: خسئت أن تكون مثله...
      قيس: لا يحق لك القول ذلك دون أن تعرفيني
      شيماء: إذًا تحدث أنت عن نفسك وأنا متأكدة بأنك لا تتصف بنصف صفاته حتى
      قيس: لا أعرف ماذا أقول عن نفسي فهذا أمر يجب أن يقوله من عاشرني، فانتظري قليلاً حتى تكتشفي صفاتي بنفسك
      شيماء: إذًا لن أقول شيئًا
      قيس: حقًا إنك جبانة!
      شيماء: ماذا تقول يا معتوه؟!
      قيس: أنتِ لا تحبين مخالطة الغير خوفًا من أن تؤذَي فتفضلين الصمت
      شيماء: هذا غير صحيح
      قيس: إذًا وما الصحيح؟
      شيماء: فقط لا أحب مخالطة البشر
      قيس: وما السبب؟
      شيماء: لا يوجد سبب معين
      قيس: لا يوجد ردة فعل دون فعل يسبقه
      شيماء: اخرس قبل أن أزيلك من قائلمتي
      قيس: أتعنين الهرب؟
      قالت شيماء بصوتٍ مسموع: تبًا
      التفت إليها حمد وسألها: ماذا هناك؟
      شيماء: لا شيء
      وظلت تحدق في الشاشة ولا تعرف كيف تجيب فكتب قيس: ما بك صامتة؟ هل هربتِ؟
      شيماء: اخرس، أنا لست جبانة لأهرب
      قيس: إذًا فلا تتهربي من أسئلتي
      شيماء: حقًا إنك فضولي... وماذا تريد أن تعرف؟
      قيس: إذًا، حدثيني عن هذا الذي يدعى بقيس بكل حواسك، كي تعرفي ما هو الشعور عندما تتحدثين عن شخص غالٍ عليك
      شيماء: حسنًا... كان شابًا متفائلاً على الرغم من قسوة حياته، لا يحب أن يمحي الابتسامة من وجهه حتى وإن كان في ضيق، فمن يرى وجهه ينسى همومه... كان طيبًا وحنونًا وشخصًا يصعب فهمه ولكنني نجحت في فهمه جيدًا... كنت سعيدة لأنني الأقرب إليه، فأظن أنني أنا الوحيدة التي رأت دموعه ورأت ابتسامته الحقيقية، وأنا أول من سمعه يضحك بشدة ويقهقه... علمت عنه الكثير... كيف يخفف عن نفسه الهموم، كيف يكافح للوصول إلى هدفه
      قيس: *هل قهقهت يومًا؟ لا أذكر أبدًا! والبكاء... لم أبكِ يومًا أمام الناس! أكانت قريبة مني لدرجة أنني جعلتها ترى دموعي وطبيعتي؟!... وكيف أخفف عن همي..! لا أظن أنها تعرف لأن من المستحيل أن أخبر أحدًا مهما كان مقربًا مني... هل أسألها؟*
      ثم سأل: وكيف يخفف عن همه؟ لفتت نظري هذه الجملة فأريد معرفة ذلك
      شيماء: بالكتابة
      قيس: *مستحيل* بالكتابة؟
      شيماء: أجل... كان إذا أحس بضيق يكتب ما في قلبه في كراسة ليفرغ فيها حزنه، على الرغم من أنه لا أحد يستطيع قراءتها، أما إن كان بجانبي فيخبرني بما يدور في خاطره، وعلمني هذه الطريقة بعد أن علم أنني لا أملك أصحابًا بالمدرسة... فكنت أكتب في الكراسة نهارًا وأخبره بما حدث ليلاً وما زلت أملك الكراسة نفسها التي أعطاني إياها
      قيس: *كل كلمة قالتها هذه الفتاة تدل على صدق كلامها*
      شيماء: إذًا أخبرني الآن كم بالمائة يشبهك قيس؟
      قيس: *100% بالتأكيد* إمممم 80%
      شيماء: تكذب حتمًا
      قيس: انظري ماذا ستخبرك الأيام
      شيماء: إذًا فهذا يعني أنك تتحداني ما إذا كنت قادرة على مصاحبتك
      قيس: بالضبط
      شيماء: حسنًا أوافق، فقط لفضولي، أود أن أرى ما إذا كان كلامك صحيح
      قيس: سترين
      صمتت شيماء قليلاً ثم كتبت: حقًا إنني غريبة فأنا لا أصادق سوى الذكور!
      قيس: ولكنك فقط صادقت قيس من قبل!
      شيماء: كان هو الأقرب والأعز ولكنني أتعالج عند طبيب نفسي منذ أن كنت في الخامسة أي أعرفه منذ ستة عشر عامًا، وهو بمثابة الصديق الآن... والآن أتيت أنت...
      قيس: ألا تريدين أن تجدي من يفهمك؟ لا يهم إن كان رجل أم امرأة...
      شيماء: أنت على حق... فلن أجد فتاة تفهمني... إذا كانت أمي رحمها الله لم تستطع فهمي
      قيس: رحمها الله! هل هي متوفاة!؟ ولكن في اللقاء قلت بأنك تعيشين معها
      شيماء: توفيت منذ يومين وعمي سيأتي للعيش معي قريبًا...
      قيس: عظم الله أجرك... لم أعلم بذلك أنا آسف
      شيماء: لا بأس...
      قيس: هل يمكنني أن أسألك سؤالاً آخرًا عن قيس؟
      شيماء: تفضل
      قيس: كيف تعرفتما على بعضيكما؟ أعني أنتِ وقيس
      شيماء: لم أذكر ذلك في اللقاء لأنه لن يصدقني أحد
      قيس: أنا أصدقك
      شيماء: من السهل قول ذلك ولكن هل حقًا ستصدقني؟
      قيس: بالتأكيد *فكلامك كله يرغمني على التصديق!*
      شيماء: عبر نافذة غرفتي
      قيس: *إذًا ما تراه أختي...*
      شيماء: أول يوم رأيته فيه كان آتٍ من النافذة ويعرف اسمي وماضيي وأشياء عني أنا لا أعرفها... فكان يراقبني منذ ولادتي وانتظرني حتى أكبر ليقابلني... بالتأكيد لن تصدق شيئًا كهذا، فلماذا سيضيع رجل حياته في مراقبة طفلة؟
      قيس: بل أصدقك
      شيماء: كاذب
      قيس: أقسم بالله إنني أصدقك...*ولكن كيف أثبت لها أنني أصدقها؟.... وجدتها!* فأنتِ رسمتِ هذا المشهد على الرغم من أنك لا تريدين أن تخبري أحد كيف التقيتما ببعضكما...
      ومن ثم أذن المغرب فقالت شيماء: علي الذهاب الآن فسأصلي ومن ثم آخذ أخي إلى منزله
      قيس: أخوك؟
      شيماء: أجل، لدي إخوة من أبي
      قيس: حسنًا إذًا.. وأنا سأذهب أيضًا...
      شيماء: متى نلتقي؟
      قيس: أنا متصل طوال اليوم ما عدا الصباح فأكون في المدرسة أو بعد الساعة الواحدة ليلاً
      شيماء: أنت ما زلت طالبًا!! ظننتك أكبر من ذلك... على أية حال إلى اللقاء
      قيس: مع السلامة
      التفتت شيماء إلى أخيها وقالت له: اذهب إلى المسجد ومن ثم تعال لأعيدك إلى منزلك
      حمد: أفففف هذا يعني أنني سأعود إلى المنزل قريبًا؟...
      شيماء: لا تتذمر وأسرع إلى الصلاة
      حمد: حسنًا

      ..::|| الفصل السابع عشر ||::..
      وعند الشاطئ كانت مي تلعب مع الأطفال وتأقلمت معهم، وفجأة نادى سالم الأطفال ليأتوا للعشاء، فجرى الأطفال نحوهم وغسلوا أيديهم عن التراب ثم توجهوا نحو الطعام. جلست مي بجوار صقر وكانت ملتصقة به كثيرًا، فتعجب من الأمر
      صقر: يمامة... ابتعدي قليلاً أنت تضايقيني هكذا
      مي: لا أريد...
      تعجب صقر ولكنه لم يقل شيئًا، أحس أنها تريد التقرب منه أكثر ولم يشأ أن يرى أصحابه جفاف تعامله معها، فأمسك بكتفها وضمها إليه ثم قال: كما تشائين، المهم أن تتناولي جيدًا
      فزاد ذلك من سعادتها وارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهها... وبعد العشاء دخل الأطفال الخيمة وناموا، أما الشباب فخرجوا ليلعبوا الورق بعد أن رأوا أن الأطفال ناموا جميعهم، ولكن لم يلاحظ أحد أن مي لم تزَل مستيقظة، فلم تستطع النوم، بقيت في مكانها لساعة كاملة تحاول النوم ولكنها لم تستطع، فخرجت إليهم... التفت إليها الجميع عند خروجها فسأل صقر: هل استيقظتِ؟
      مي: في الحقيقة أنا لم أنم...
      صقر: ولماذا؟ ها هم أصحابك ناموا جميعهم
      مي: لم أستطع النوم
      فالح: تعالي، تعالي واجلسي معنا
      مشت مي نحوهم ببطء فسحبها فالح من معصمها الأيمن وأجلسها في حضنه
      سألتهم مي: ماذا تفعلون؟
      صقر: ألا ترين؟ نلعب الورق
      فالح بعتاب: لا تكن جافًا –ثم التفت إلى مي وقال بابتسامة- هل تجيدين لعبها؟
      مي: لا...
      فالح: سأعلمك والعبي معنا
      صقر: هيه...! دعها فهي طفلة... عليها الذهاب للنوم
      فالح: لا تملك الرغبة في ذلك فدعنا نعلمها
      سالم بصوت منخفض: ستصبح اللعبة مملة
      طارق وقد غمز لسالم: أحب اللعب مع الأطفال لأضمن الفوز
      سمعتهم مي فشعرت بضيق ولكنها لم ترد عليهم بل قالت لتثبت جدارتها: علمني القوانين فأريد اللعب
      فالح: حسنًا هذا رائع
      بدأ فالح يعلم مي كيفية اللعب ولم يأخذ الشرح سوى دقيقتين ومن ثم بدؤوا اللعب
      فالح: يمامة... سأساعدك في اللعب
      طارق: لا، انتظر لـ...
      قاطعتهم مي قائلة: لا أريد، أريد اللعب بمفردي
      نظر إليها صقر بطرف عينيه ولكنها لم تلاحظ، ثم أبعد ناظريه وهو يبتسم بابتسامة غامضة... وكانت نتيجة الشوط الأول...
      سالم: مستحيل... مجرد حظ جيد
      طارق: هل ساعدتها يا فالح؟
      فالح: لا دخل لي... كيف سأساعدها وأنا ألعب ضدها
      لم تقل مي شيئًا ولم تبتسم حتى على الرغم من أنها الفائزة
      طارق: لنلعبها مرة أخرى... ربما كان حسن حظ... بل إنه حسن حظ بالتأكيد
      قال صقر بينما كان يقلب الورق وهو مبتسم دون النظر إلى أصحابه: حسنًا لنلعب مرة أخرى
      لعبوا مرة أخرى وكانت النتيجة نفسها، فواصلوا اللعب راغبين في الفوز عليها ولكن لا جدوى، لم يتمالك سالم أعصابه فكيف يخسر أمام طفلة في السادسة فنهض قائلاً: أنا ذاهب للنوم، مللت من اللعب
      طارق باستهزاء: أتستسلم أمام طفلة؟
      سالم: اخرس... ليس لهذا السبب بل بدأت أشعر بالنعاس
      ثم غادر المكان ودخل الخيمة وخلد في النوم، أما صقر فأثناء اللعب لم ينطق بكلمة ولكنه كان مبتسمًا طوال الوقت... وبعد ساعة...
      فالح: ما شاء الله، أنتِ ذكية حقًا
      مي: بل اللعبة سهلة
      طارق: حمدًا لله أن أبنائي لا يملكون عقلاً مثلك، لما شعرت أبدًا بالمتعة وأنا ألعبها بالمنزل
      ثم نظرت إلى صقر وهو يقلب الورق ووجهه مبتسمًا بنفس تلك الابتسامة الغامضة دون أن ينظم إلى حديثهم، فنهضت من مكانها وجلست بالقرب منه، فنظر إليها متعجبًا: ماذا هناك؟
      مي: ما بك... لماذا لا تنظم إلى حوارنا؟
      صقر: اكتفي بالاستماع
      سكتت مي للحظات ثم قالت: هل سنلعب مرة أخرى؟
      صقر وقد وضع الورق في العلبة: كلا، بل سنذهب للنوم
      فابتسم لها ولكن بابتسامة تختلف عن تلك الغامضة التي كانت تحير من حوله، بل كانت ابتسامة مبهجة، ثم حملها ودخل إلى الخيمة ووضعها بجانبه
      مي: هل سننام سويةً اليوم؟
      صقر:أجل...
      ابتسمت مي في وجهه بسعادة وأغمضت عينيها استعدادًا للنوم، أما قيس فقد ظل مستيقظًا طوال الليل وهو يفكر بشيماء وماضيه، كيف كانا صديقين وكيف تقول بأنه أكبر منها وهو من رباها، كانت أسئلة كثيرة تدور في ذهنه فطردت عنه النعاس، وفي اليوم التالي خرج قيس صباحًا للترويح عن نفسه، وبينما كان يسير في الزقاق اصطدم برجل
      فالتفت إليه قيس وقال: آسـ...
      ثم سكت عندما رأى أن الرجل هو نفسه سلمان، فقال له سلمان: أكمل، لماذا سكت؟
      قيس بنظرات جافة: لأنه ما دمت مصطدمًا بك فهذا يعني بأنك السبب
      سلمان: ولماذا يا أيها اللقيط؟
      لم يرغب قيس بمشاجرته فاتجه إلى الطريق المضاد ليعود إلى منزله، فأمسكه سلمان من معصمه: إلى أين أنت ذاهب؟
      قيس: عائد إلى المنزل
      سلمان: لماذا؟ لقد تقابلنا للتو؟
      قيس وقد سحب يده من بين أصابع سلمان: أريد معرفة ما سبب مضايقتك لي؟
      سلمان: لا يوجد سبب آخر غير أنك تعجبني وتحيرني
      قيس: معذرة، لكنني لست شاذًا
      سلمان: ولا أنا
      قيس: إذًا اتركني وشأني
      ثم غادر المكان، حاول سلمان إيقافه بإمساك كتفه ولكن قيس دفع يده وتابع سيره، دخل منزله مرة أخرى واتجه نحو غرفته، رمى بنفسه على السرير وبدأ يحدث نفسه: *أردت الترويح عن نفسي وإذا بي ألتقي بذلك القرد، يبدو أنني لن أرتاح أبدًا من هذا العناء*
      وفجأة طرق أحد الباب، ثم دخلت أخته شيماء
      شيماء: قيس، لقد أتى صديقك لزيارتك، إنه ينتظرك في المجلس
      صمت قيس للحظات: *أيعقل أنه لحقني؟* أنا آتٍ الآن
      نزل الدرج واتجه إلى المجلس، أمسك بالمقبض وهو متردد في الدخول، ولكنه دخل وكان الغضب بانٍ على وجهه، وعندما رأى الزائر إبراهيم، ابتسم وقال: يا لي من غبي
      إبراهيم بتعجب: ولماذا؟
      قيس: ظننتك شخصًا آخر، على أية حال، ما الذي جاء بك في صباح يوم الجمعة؟
      إبراهيم: سمعت بأن هناك إمام حسن الصوت سيصلي الجمعة في مسجد الحي المجاور، فأردت الذهاب معك
      قيس: ولكنني لم أغتسل بعد!
      إبراهيم بتعجب: وماذا تنتظر؟
      قيس: لماذا؟ كم الساعة؟
      إبراهيم: إنها الحادية عشرة!
      قيس: لم ألحظ ذلك؟ دقائق وسآتي إليك

    5. #20
      الصورة الرمزية THE M A S K
      THE M A S K غير متصل عضو مميز في المنتديات الرياضية
      رئيس رابطة الهلال السعودي
      التسجيل
      10-03-2005
      الدولة
      المملكـــــــ(العربيه السعوديه )ـــــــــــــــــــة
      المشاركات
      3,025
      المواضيع
      37
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      كح كح كح كح غبااااااااار

      هاي سينسي انا صراحه قطعت المنتدى تماما ولا كان لي نيه ارجع بس اليوم مادري وش جاني

      قلت ادخل اشوف اخباره تفاجأت برساله من العضو سينسي قلت مين ذا سينسي ههههه < نسى

      دخلت على الرساله وانصدمت اوووووووووووووووو وبدت ترجع لي الذاكره < كان فاقدها

      قيس وشيما والدكتور ايييييييي تذكرتها القصه

      وسينسي اييه صح هي الكاتبه هع هع

      وفيه جزء ثاني واااااااااااااااااااااااااو تحمست عاد وبديت اقرا صراحه روعه روعه روعه

      واتوقع انها بتكون افضل بكثيييييييييييييييييييير من الجزء الاول ان شالله

      وزين انك رسلتي لي لو مارسلتي كان مادريت ان في جزء ثاني اصلا هع هع

      وواصلي الكتابه وانا معاك على الأقل احلى من المسلسلات

      ايه عجبتني بداية القصه ذكرتني بمسلسل هيروز اول مابدا<<< لازم يشبه القصه بشي ثاني


      وو و و و بس


    6. #21
      الصورة الرمزية sensei
      sensei غير متصل فارسة الرسم
      الفائزة الثانية لمسابقة الأنمي
      التسجيل
      23-02-2005
      المشاركات
      1,666
      المواضيع
      67
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      ..::|| الفصل الثامن عشر ||::..
      عند الساعة الثانية ظهرًا، كانت شيماء في غرفتها ترسم لوحة جديدة، دق جرس المنزل فتركت لوحتها ونزلت إلى الطابق السفلي لتفتح الباب، ففتحت الباب ورأت في الواجهة رجل سمين، فابتسم لها عندما رآها وقال: لا أظن أنني أخطأت في العنوان، فأنتِ تشبهين والدك كثيرًا
      شيماء: أأنت...
      فيصل: أجل، أنا عمك فيصل
      شيماء: حسنًا... تفضل
      بدأ فيصل ينقل حقائبه للداخل وما إن انتهى جلس على الأريكة الموجودة بالصالون وهو يتنهد: تعبت، حقًا هذا متعب
      شيماء بتعجب: ولكنك لم تفعل شيئًا
      فيصل بتعجب: لم أفعل شيئًا!! نقلت كل هذه الحقائب
      نظرت شيماء إلى الحقائب ثم عادت بنظرها إلى عمها وقالت: إنهم مجرد ثلاث حقائب، حقًا إنك كسول...
      ثم أدارت ظهرها وقالت: الحق بي لأريك غرفتك وملاحق المنزل
      نظر فيصل إلى ظهرها بتعجب وهو يفكر: *أحاول أن لا تشعر بغربتي ولكنني بدأت أشعر بالغربة أكثر منها، إنها جريئة*
      ثم نهض ولحقها، كانت شيماء قد رتبت غرفة والدتها لعمها، فساعدته على صف أغراضه وترتيبها، ثم انعزلت عنه ودخلت غرفتها وفتحت حاسوبها على أمل أن تلقى عبد الله، وعندما فتحت الماسنجر كان قيس ينتظرها
      شيماء: السلام عليك
      قيس: وعليك السلام، كيف حالك؟
      شيماء: بخير
      قيس: كنت أنتظرك منذ زمن، أردت الحديث معك أكثر
      شيماء: أتعني التحقيق؟
      قيس: تحقيق؟
      شيماء: أجل، حوارك البارحة كان مجرد أسئلة وكأنك تستجوبني في جريمة ما
      قيس: دون الأسئلة لن نستطيع معرفة بعضنا
      شيماء: هذا صحيح...
      قيس: إذًا أخبريني، هل أتى عمك للعيش معك؟
      شيماء: أجل، وصل منذ قليل
      قيس: تبدو علاقتك بعمك جيدة
      شيماء: لا، فهذه أول مرة أراه فيها
      قيس:حقًا!؟
      شيماء: أجل، في الحقيقة أنا لا أعرف أهلي من جهة أبي أبدًا، إن كان والدي رأيته لأول مرة منذ ثلاث سنوات فقط
      قيس: ولماذا فكر والدك لرؤيتك بعد تلك السنين؟!
      شيماء: أنا من ذهبت إليه وليس هو
      قيس: وكيف عرفتِ عنوانه؟ أم والدتك أخبرتك بذلك؟
      شيماء: من المستحيل أن تخبرني والدتي عنه، فلم ترد أن أقابله، قيس هو من دلني على مكانه
      قيس وقد انبهر من حديثها: قيس!؟
      شيماء: أجل، قال بأنه عرف موقع منزله بالمصادفة، فعندما أردت مقابلته دلني على المكان، وذهب معي أيضًا
      قيس: أود أن أسألك سؤالاً، ولكن لا تكذبي علي، فلا داعي للكذب ما دام قيس متوفٍ
      شيماء: اسأل، قد أجيب وقد لا أجيب
      قيس: هل كان قيس سفاحًا؟ فلقد رأيت لوحات له وهو يقتل، فهل هذه حقيقة لا تريدين إظهارها للناس أم حقًا مجرد خيال؟
      شيماء: لا تقل سفاحًا بل مصفيًا
      قيس: مصفيًا
      شيماء: أجل...
      قيس: إذًا فقد قتل من قبل؟
      شيماء: لا دخل لك في هذا، فما الفائدة التي ستجنيها إن عرفت؟ ولكن لا تخف، فأنا لم أقتل يومًا
      قيس: إذًا فقد قتل
      شيماء: وماذا لو قتل حقًا؟
      قيس: ولماذا يقتل؟ أكان مريضًا نفسيًا؟
      شيماء وقد غضبت: لا تقل هذا عنه فأنا لا أسمح لك بذلك، قيس لم يقتل سوى من يستحق الموت، فما قتل إلا لينقذ النفوس البريئة التي كانت ستقع تحت سيطرة أولائك المجرمين، فإن لم يقتلهم لزاد فساد البلاد
      قيس في نفسه: *إذًا فأنا قتلت أناسًا من قبل! ولكن لماذا لا أذكر؟ ما الذي يجري هنا؟!*
      ثم سأل: وكم عدد الضحايا على يده؟
      شيماء: مئات الألوف... وربما وصلوا الملايين وما أدراني
      قيس: ألم تخافي منه عندما علمت بأنه قاتل؟ أو قل حبك له؟
      شيماء: بالتأكيد لا، فقد أخبرني بذلك في أول لقاء بيننا... اسمع، لا تخبر أحدًا بهذا وإلا قتلتك...
      قيس: لا تخافي، فلن أخبر أحدًا، هذا وعد... ولكنني لم أر يومًا في الصحف عن جرائمه! أليس ذلك غريبًا؟
      شيماء: إن كنت تتكل على الصحف في معرفة كل الأخبار فلن يصلك شيئًا... إذًا... أخبرني عن نفسك؟ عرفت عني الكثير، فماذا عنك؟
      قيس: اسألي أي سؤال وسأجيبك عليه
      شيماء: أي سؤال؟
      قيس: أجل
      شيماء: حسنًا إذًا... كم كان المبلغ الذي دفعته للدكتور؟
      قيس: أما زلت تفكرين بالمبلغ؟
      شيماء: أجبني، فقد قلت لي بأنك ستجيب على أي سؤال
      قيس: حسنًا... دفعت له مائة ألف ريال
      تعجبت شيماء: مائة ألف!؟ هل جننت؟
      قيس: ربما... نادني بالمجنون فلا مانع لدي
      شيماء: ولكن لماذا؟
      قيس: أنا بنفسي لا أعلم لماذا، أردت فقط الحصول على بريدك بأية وسيلة دون معرفة السبب
      شيماء: أنت غريب
      قيس: أعلم، أية أسئلة أخرى؟
      شيماء: امممم... هل لديك إخوة؟ وفي أي مرحلة تدرس؟
      قيس: لدي أخت صغرى فقط وأنا في الصف الثاني ثانوي
      شيماء: ما زلت صغيرًا!!
      قيس: ربما العمر، لكنني لست صغيرًا كمل تتصورين
      شيماء: أستطيع معرفة ذلك من أسلوبك في الحوار
      قيس: إذًا... أخبريني عن حياة قيس، قلتِ بأن حياته كانت صعبة ولكنه مع ذلك كان دائم الابتسامة، كيف كانت حياته وما الصعوبات التي مر بها؟
      شيماء: لماذا أنت كثير الأسئلة عن قيس؟ ولماذا علي البوح عن حياته؟ كانت أسرار بيني وبينه، وغيابه لا يعني بأن أبوح بأسراره
      قيس: أنا آسف لن أتطفل مرة أخرى
      شيماء: يستحسن ذلك
      قيس: أنت عصبية حقًا
      شيماء: وهل تمانع؟
      قيس: ومن أكون لأمانع؟
      شيماء: إذًا لا تبدي رأيك!
      قيس: تبدين غاضبة فأفضّل السكوت، أراكِ يومًا آخر وأنتِ بمزاج حسن...
      شيماء: انتظر
      ولكن لم يصل إليه ما قالته لأنه فصل الاتصال، فتنهدت شيماء وأغلقت الحاسوب، ثم نهضت من مكانها واتجهت نحو المطبخ لتأكل شيئًا...

      ..::|| الفصل التاسع عشر ||::..
      على الشاطئ، كانت مي تلعب مع دلال ودانة بالرمل، فأتى الصبيان ليلعبوا معهن
      زايد: هيه يا فتيات، ماذا تفعلن؟
      دانة: لا دخل للصبيان بنا
      خالد: ولماذا؟
      دلال: اصمت، لا أستطيع التركيز وأنت تتحدث
      زايد: أي تركيز هذا هههههه... من يسمعك يظنك تنحتين
      دانة: لا تسخر من أختي وإلا قتلتك
      التفتت إليها مي وسألتها: وكيف ستقتلينه؟
      تعجب الأطفال من ردها والتفت إليها الجميع، فقالت دانة بتردد: بـ...بالسكين... سأقتله بالسكين
      مي: وهل تظنين أن القتل كاللعب بالرمل؟
      قالت دانة وهي خائفة: ما بك تتحدثين بهذه الطريقة؟ كنت أمزح فقط عندما قلت ذلك فلا تأخذي الأمور بجدية!
      مي: القتل ليس بالأمر الملائم للمزاح
      دلال: ما بك يا يمامة؟ الجميع يمزح هكذا
      خالد: يمامة رأت والدها وهو يُقتل
      ضرب زايد رأس خالد وهو يقول بصوت منخفض: اصمت أيها الأحمق
      خالد بصراخ: لا تضرب؟ وماذا قلت؟ إنها الحقـ...
      أمسك زايد بفم خالد وقال للفتيات: آسفون، نحن ذاهبون للعب لوحدنا، يبدو أنه لا مكان لنا هنا
      ابتسمت مي في وجهه وقالت: لا داعي لذلك، تعالوا والعبوا معنا، فكلما زاد العدد زادت المتعة
      دلال ودانة: ولكن...!!
      مي: وماذا لو لعبوا معنا؟ ما المانع؟
      خالد: أسمعتما؟
      ثم جرى نحوهن وجلس بين أختيه وقال: بما أن اليمامة سمحت لنا فأنا سأجلس هنا
      غضبت دلال وبدأت تدفعه: ابتعد عنا!
      أخرج خالد لسانه وقال: لا أريد
      أتى خليل وجلس في حضن دلال: وأنا هنا
      دلال: انهض أيها القذر
      بدأ الشجار بين أبناء طارق وحاول زايد التفكيك بينهم، في هذه الأثناء، شعرت مي بصداع ودوار وبدأت لا تستطيع الرؤية جيدًا، فالتفتت نحو البحر وإذا بها ترى قيس يمشي على البحر، لم يكن سوى وهم ولكنها صدقته، فتح قيس ذراعيه ليضمها...
      فقالت بصوت منخفض: ها هو... لقد وجدته!
      لم يسمعها أحد فكان المكان مزعج من الشجار المتواصل بين الأطفال، نهضت مي من مكانها واتجهت نحو البحر، وبعد أن غطى الماء ساقيها لاحظ زايد بأن مي ليست بجوارهم، فوقف في مكانه يلتفت يمينًا وشمالاً باحثًا عنها، فوجدها تسير في البحر، فجرى إليها وهو يناديها ليوقفها ولكنها لم تعره اهتمامًا، فأراد اللحاق بها ولكنه تأخر، فقد دخلت مي البحر واختفى أثرها، فجرى مسرعًا هو والبقية نحو الرجال، ودخلوا عليهم الخيمة
      قال زايد بفزع وصراخ: أسرع يا عم صقر، يمامة دخلت البحر وغرقت!
      نهض الرجال فزعين وأسرعوا إلى البحر ودخلوه جميعهم باحثين عنها، وبعد دقائق وجدها سالم وأخذها إلى الشاطئ...
      طارق سائلاً: أما زالت حية!؟
      غضب فالح وصرخ عليه: اذكر الله بدلاً من هذا الكلام الفارغ
      سالم: هل أحدكم يجيد التنفس الصناعي؟ أنا لم أجربه قط!
      أخذها صقر وأسعفها حتى خرج الماء من رئتها وعادت تتنفس بصورة طبيعية ولكنها لم تستعد وعيها بعد، فحملها ووضعها داخل الخيمة على الفراش ثم خرج إلى الشباب
      صقر: أظنها ستكون بخير
      طارق: لم أعلم أنك تجيد الإسعاف أيضًا
      صقر: علمني مدرب السباحة عندما كنت في المرحلة المتوسطة
      فالح: جيد أنك ما زلت تتذكر
      صقر: وكيف أنسى شيء طبقته مئات المرات؟
      خليل: إذًا سنسميك البطل سوبرمان ههههههه
      ابتسم صقر في وجهه ثم عاد بنظره إلى أصحابه وتنهد ثم قال: قلت لكم بأن الأطفال لن يسببوا لنا سوى المتاعب
      سالم: لا داعي لأن تتحسر على شيء مضى، الأهم هو أن تنهض اليمامة شافية
      في الصالون، كانت شيماء جالسة على الأريكة وهي تشعر بضيق شديد
      شيماء: *لماذا خاطبته بتلك الطريقة؟ ما كان علي قول ذلك، يبدو أنني ضايقته كثيرًا بكلامي ولكنه لا يستحق ذلك، يكفي بأنه يكون متصلاً طوال الوقت فقط لأستطيع إيجاده في أي وقت أريده، ولكن أسئلته عن قيس كثيرة، هل ما فعلته صحيحًا أم لا؟ ولكن، لماذا أشعر بضيق فمن يكون لأجهد نفسي من أجله؟!*
      ثم قطع تفكيرها عمها فيصل عندما أتى وجلس بجوارها
      فيصل بابتسامة عريضة: بماذا تفكرين؟
      بدأت تنظر شيماء في وجهه بتعجب فاستغرب من ذلك، فبدأ يمسح وجهه بكفيه وهو يقول : هل توجد بقايا من كريم الحلاقة على وجهي؟
      بدأت تضحك عليه شيماء: ههههههه، لا وجهك نظيف، فقط تعجبت من أسنانك، فهي تظهر بأكملها عندما تبتسم
      فيصل بإحراج: أها... ههههه، حقًا إنني غبي
      شيماء: أسنانك جميلة، ناصعة البياض، لم أر مثلها من قبل، أهي طبيعية أم قمت بتبييضها في المستشفى؟
      فيصل: بالتأكيد طبيعية
      ثم بدأ ينظر إلى وجهها وهو مبتسم دون أن يقول شيئًا فسألته: لماذا تنظر إلي هكذا؟
      فيصل: قال لي أخي بأنك لا تبتسمين كثيرًا وإن ابتسمتِ فلا تكون حقيقية بل مجاملة فقط، وأنكِ قليلة الضحك أيضًا، ولكنني لا أراك كذلك، ها أنت تبتسمين وتضحكين كباقي البشر
      شيماء في نفسها: *تصرفك هو ما أضحكني* ثم قالت: لا ولكن أبي بارد جدًا وقليل الكلام، كيف سأضحك معه إن كان أسلوبه لا يشجعني
      فيصل: أها... إذًا أجيبي عن سؤالي
      شيماء: أي سؤال؟
      فيصل: بماذا كنتِ تفكرين؟ كان وجهك شاحبًا جدًا!
      شيماء وقد عادت ملامح الضيق لها: تشاجرت مع أحد أصدقائي للتو...
      فيصل: كنت تحدثين صديقتك وأنتِ في غرفتك؟
      شيماء: على الماسنجر
      فيصل: أها... ومن المخطئ؟
      شيماء: أنا بالتأكيد
      فيصل: إذًا فحلها بسيط، بما أنكِ أحسستِ بالذنب فتأسفي منها
      شيماء: وهل ستعود الأمور إلى مجاريها كالسابق؟
      فيصل: إن شاء الله، جربي فلن تخسري شيئًا، وإن كانت صديقتك تهتم بك وتحبك فسترضى بسرعة أما إن لم يكن لك مكانًا في حياتها فلا تبالي لها كثيرًا
      شيماء: *أظنه سينسى ما حصل، فشخصيته ليست جافة، غير ذلك فقد دفع الكثير للحصول على بريدي، وقبل خروجه دل كلامه على أنه ظن من كلامي أني كنت بمزاج سيء وأراد مقابلتي في وقت لاحق... ولكن لماذا أهتم له كثيرًا؟ لم أتحدث معه سوى مرتين فقط! أمر غريب! ألأنه يذكرني بقيس؟*
      ثم قالت: سأذهب وأحاول الإصلاح بيننا
      ابتسمت له وغادرت المكان، ذهبت إلى حاسوبها لعلها تراه ولكنه لم يكن موجودًا، فغضبت ورمت لوحة المفاتيح بقوة على الأرض، ثم رمت بجسدها على السرير وغطت وجهها بالوسادة
      كان قيس جالسًا في غرفته يذاكر، كان قلقًا قليلاً من أن شيماء قد حجبت بريده أو أنه لن يقابلها مرة أخرى، لكنه حاول تناسي الأمر بالمذاكرة

      ..::|| الفصل العشرون ||::..
      عند الشاطئ بعد العشاء، استيقظت مي من نومها ولم تجد أحدًا حولها، فخرجت من الخيمة لترَ جثث الجميع ملقاة على الأرض وقد مثلت بجثثهم حتى صعب عليها التمييز بين الأشخاص، فعندما رأت منظر الجثث والدماء وأعضائهم المنتشرة في كل مكان، صرخت فزعة من هذا المنظر الشنيع...
      سمع الشباب صوت صراخها فاتجهوا نحوها مباشرة، كانت مي قد استيقظت من كابوس مفزع، فهرع إليها صقر وأمسكها من كتفيها
      صقر بفزع: ما بك صرخت هكذا؟
      رفعت عينيها الدامعتين وقالت: أنت... أنتم ما زلتم أحياء؟
      صقر: بالتأكيد... ألا تريننا؟
      مي: كان مجرد حلم إذًا؟
      صقر: أجل... ولكن أخبرينا لماذا دخلتِ البحر؟
      هنا تذكرت مي ما رأته قبل غرقها فقالت لصقر: هل رأيته؟ أين هو؟
      فالح: عن من تتحدثين
      مي: رأيته، كان يقف في البحر، أردت الذهاب إليه
      أدرك صقر بأن من تعنيه هو قاتل والدها فقال: كنت تتوهمين، لا يمكن له أن يكون هنا...
      مي: بل كان هنا
      فالح: من تعنين
      صقر: لا يهـ...
      قالت مي لفالح ولم تلحظ ما كان سيقوله صقر: قاتل أبي
      فالح: ماذا...؟!
      وضع صقر كفه على جبهتها فلاحظ ارتفاع حرارتها فقال: حرارتك مرتفعة، استرخي قليلاً وكل ما رأيته كان وهمًا
      ثم قال لأصحابه: بما أن حرارة اليمامة ارتفعت سأجمع أمتعتنا ونعود إلى المنزل، نأسف على إزعاجكم
      سالم: لا بأس... قد نعود نحن معك
      صقر: لا داعي لذلك، ابقوا هنا واستمتعوا بوقتكم...
      ثم تركهم وقام بنقل أمتعتهما إلى السيارة، وما إن انتهى عاد إلى مي ورآها نائمة، فحملها ووضعها في سيارته ثم غادر المكان...
      في صباح اليوم التالي، كان قيس جالسًا على سريره ينظر إلى الحاسوب عن بعد، دخل عليه والده ورآه على هذه الحال
      ناصر: ما بك يا بني؟ الطلاب ينتظرون الإجازة الأسبوعية ليقضوا وقتهم مع عائلتهم وأنت لم تخرج من هذه الغرفة طوال اليومين الماضيين!
      قيس: لا أرغب في النزول الآن
      ناصر: هل حدث مكروه لأحد أصحابك؟ حالك متغير اليوم
      عندها دخلت شيماء الماسنجر فقفز قيس من مكانه وجلس أمام الحاسوب قائلاً بفرح: وأخيرًا دخل من كنت أنتظره!
      تنهد ناصر ثم خرج وهو يقول بصوت مسموع: أتمنى أن أرى فتًا واحدًا في هذا العصر لا يرتدي النظارات، انتظر دورك يا قيس للبس النظارات أنت أيضًا
      لم يبدأ قيس المحادثة، فقد خشي أن يضايقها أو أن تكون بمزاج سيء كالبارحة، لكنها بدأت الحديث
      شيماء: السلام عليكم
      قيس: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته –ابتسامة- كيف حالك؟
      شيماء: بخير... وماذا عنك؟
      قيس: في أحسن حال
      شيماء: هذا جيد... بالنسبة لما قلته البارحة
      قيس: أنا آسف، أعلم بأنني أكثرت من أسئلتي وتماديت
      شيماء: لا، الأمر ليس كذلك، أنا المخطئة فأردت الاعتذار... أنا آسفة
      قيس: لا بأس، كلانا أخطأ، ولكنه أمر جرى وانتهى
      شيماء: حسنًا، نيابةً عمّا حصل سأخبرك بقصة قيس
      فرح قيس وقال بصوت مسموع: أجل!!
      ثم كتب لها: حسنًا، سعيد لسماع ذلك
      شيماء: ولد قيس يتيمًا، فقد توفي والده عندما كان جنينًا في بطن أمه، لم تعترف به عائلته من جهة والده لأن والدته كانت أجنبية ولم يكونوا موافقين على زواجها بابنهم، أما والدته فكانت تعيش لوحدها هنا وأهلها كانوا في بلادهم، فتربى قيس فقط على يد والدته ولكنه اعتنق الاسلام لانسجامه مع أبناء الحي، أما والدته تعرفت على رجل آخر وكان يأتي إلى منزلهما كل يوم يشرب الخمر معها ويسكران، أما هو فما كان عليه سوى الانعزال عنهما، لم يملك أصحابًا في المدرسة ولم يهتم لهذا الأمر فكان طفلاً هادئًا، وأصحابه في الحي غادروا الديار، كان راضيًا بحياته هكذا ولكن الأمور ازدادت سوءً، فبعد أن تزوجت والدته ثانية قررا قتل قيس عندما وصل سنه الرابعة عشرة حيث أصبح يشبه والده أكثر، مما زاد من ضيق زوجها، لكنه علم بالأمر فحاول الهرب ولكن علما بأمره ولم يستطع الهروب فاضطر لقتلهما دفاعًا عن نفسه ومن ثم هرب ولم يمسكه أحد، وبعد ذلك قرر قتل المجرمين لكي لا يرى أطفالاً يعيشون الحياة التي عاشها... إنها قصة غريبة وقد لا تصدقها ولكن هذا ما جرى حقًا
      انبهر قيس بما قرأه: *أهذه حقًا الحقيقة أم أنها كذبت علي واختلقت هذه القصة؟ وإن كانت كذلك كيف لي أن أكون ابنًا لعائلة غير عائلتي هذه ولي ذكريات معهم منذ طفولتي؟ هناك جزء ممحي من القصة!!*
      ثم كتب: لم أعلم بوجود وحوش كهؤلاء...
      شيماء: ولكن لو لم يحدث هذا لما قابلته في هذه الدنيا
      قيس: لماذا
      شيماء: إنها أمور معقدة ولا تستطيع فهمها أو تصديقها فلا يستطيع فهمها "الأطفال"
      قيس: أطفال!؟
      شيماء: كنت أمزح معك... لا يهم الآن، إنسَ أمر قيس وأخبرني عن حياتك
      قيس: *كيف أنسى أمره؟ ما تسميه بالأمور المعقدة قد يكون مفتاح اللغز* وعن ماذا تريدينني أن أتحدث؟
      شيماء: قلت لك الكثير من أسراري ولم تقل لي شيئًا، هذا ليس عدلاً
      قيس: قد يكون الأمر سهلاً عندك بأن تبوحي بأسراك لأنكِ بحتيها لفتًا قبلي، أما أنا فأسراري لم أخبرها لأحد حتى الأن... فيحتاج البوح بها فترة أطول
      شيماء: تعني بأنك لن تخبرني هاه! أنت مخادع
      قيس: أنا مخادع؟ حرام عليك
      شيماء: قلت لي من قبل اسألي عن أي شيء وسأخبرك عنه
      قيس: ولكن لي خصوصياتي
      شيماء: ولكنني بحت بالكثير!
      قيس: أنا لم أجبرك وسألتك فقط فكان لك الخيار بالبوح أو الكتم
      شيماء: ها أنت الجبان الآن تتهرب مني
      قيس: أنا لم أتهرب من شيء، أنتِ لم تطلبي معرفة أمر معين
      شيماء: انتصرتَ...
      قيس: أرأيتِ؟
      شيماء: يبدو أنني لن أتحدث عن نفسي أبدًا حتى تبوح بما عندك
      قيس: وعن ماذا سنتحدث إذًا؟ عن البطل قيس؟
      شيماء: ربما، لم لا؟
      قيس: ما زلت متعجبًا لماذا اختاركِ أنت بالذات؟
      شيماء: قد يكون السبب غريبًا بالنسبة إليك
      قيس: وما هو؟
      شيماء: لأنني ولدت بنفس الطريقة التي ولد بها
      قيس: ماذا تعنين؟
      شيماء: كلانا ولدنا في الأول من يناير مساءً وبعملية قيصرية
      قيس: *هذا مستحيل!! أختي ولدت بهذه الطريقة ولست أنا*
      شيماء: أخبرني... كم هو تاريخ ميلادك؟
      قيس: الثالث عشر من إبريل
      شيماء: مسكين، تاريخ مولدك ليس مميزًا
      قيس: *ولكن يبدو أن هذا ليس بالتاريخ الصحيح كما تقولين* لا أهتم للتاريخ إن كان مميزًا أم لا
      شيماء: ومن يهتم، أردت فقط إغاضتك –ابتسامة-
      قيس: مشاكسة
      شيماء: ماذا!؟ تتحدث وكأنك بعمر أبي، لا تنسَ بأنني أكبر منك
      قيس: لم أنسَ ولكنني قلت الحقيقة... *هل أحدثها بأمر الصحف! بالتأكيد سمعت بخبر ذلك المجرم الذي يبحث عني!!* أود أن أسألك
      شيماء: إن كان سؤال عني فلن أجيب عنه حتى تخبرني بأسرارك أما إن كان عن أمر آخر فسأجيب
      قيس: لا... ليس بأمر خصوصي ولكن لنتعرف على بعضنا أكثر لا غير
      شيماء: وما هو؟
      قيس: هل تقرئين الصحف؟
      شيماء: لا
      قيس: ولا تشاهدين الأخبار؟
      شيماء: لا... لا أحب الأخبار أولاً، وثانيًا لا أملك الوقت الكافي... ولمَ تسأل؟ أأنت مهووس بالأخبار كالشيوخ؟
      قيس: لا ولكن هناك خبر منتشر يذكرني بك
      شيماء: وما هو... لحظة قليلاً
      قيس: ماذا؟
      شيماء: يبدو أن أحد يتجسس على حاسوبي
      قيس: ماذا؟!
      شيماء: أحدهم يرسل الفايروسات! أهو أنت يا عبد الله!!
      قيس: بالتأكيد لا
      ولكن لم تصلها آخر رسالة كتبها
      قيس: تبًا!! *ما الذي حدث لحاسوبها!! ألم يتعطل إلا في هذه اللحظة؟!!*
      نهض من الكرسي وهو غاضب ولكنه حاول الالتزام بحلمه... أما شيماء فثار غضبها وقامت تحاول فتح الحاسوب ولكنه تعطل كليًا! فبدأت تركله وهي غاضبة حتى سقط ثم خرجت من غرفتها
      رآها فيصل وهي بهذه الحالة فسألها: ماذا حدث لك؟ لماذا كل هذا الغضب؟ هل تصالحتِ مع صديقتك؟
      شيماء: أجل ولكن الحاسوب اندمر وقطع المحادثة
      فيصل: المهم أنكما تصالحتما أما الحاسوب فسأصلحه لك
      شيماء: وهل تجيد التصليح؟
      غمز لها فيصل وقال: كيف لا وهذا عملي؟
      شيماء بفرح: شكرًا لك
      عاد عمها إلى غرفته وأخذ عدته اللازمة وفتح الحاسوب ليصلحه، ظل عليه دقائق ثم قال: هناك قطع تحتاج إلى تغيير... سأشتري القطع فيما بعد، أمن المهم استخدامه الآن؟
      شيماء: لا، فلا أملك عملاً عليه الآن
      فيصل: إذًا سأشتريهم غدًا، قد أنسى فذكريني، فأنا كثير النسيان
      شيماء: حسنًا

      ..::|| الفصل الحادي والعشرون ||::..
      بعد صلاة العصر، عاد صقر إلى منزله وأخذ مي إلى المستشفى، وفي طريقهم
      مي: آسفة صقر... أفسدت رحلتك
      صقر: لا داعي للاعتذار فأنت لم تجلبي المرض لنفسك
      سكتت مي لفترة ثم سألت: هل وجدت شيئًا عنه؟
      صقر: حتى الآن، لا
      مي: أشعر بأنني لن أجده أبدًا
      صقر: بل سأحضره لك، أعدك
      مي وهي تنظر إلى وجه صقر وهو ينظر إلى الطريق: *لماذا هو متحمس للأمر كثيرًا؟*
      عند المساء...
      فيصل: شيماء، ما رأيك أن نخرج للعشاء في مطعم ما
      شيماء: ولماذا لا أطهو الطعام هنا؟
      فيصل: أحب الأكل في المطاعم
      شيماء: *لهذا أنت سمين* حسنًا، فقط أرتدي ملابسي وآتي إليك
      خرجا سويًا وكان ذلك اليوم هو بداية تغير حياة شيماء، حيث أن فيصل أراد أن يعوض سنوات الوحدة التي عاشها، فأصبح يأخذ شيماء كل يومٍ إلى مكان ما ولا يجلسان في المنزل إلا دقائق معدودة أو للنوم، وأحيانًا يذهبان إلى زيارة محمد في المشفى... مضى يومان وكان فيه قيس يقضي معظم وقته في الدراسة وينتظر عودة شيماء، أما مي فشفيت وعادت نشيطة كالسابق، وشيماء نسيت أمر الحاسوب بعد أن ألهاها عمها بالجولات التي كان يأخذها فيها... وبينما كانت شيماء ترتب غرفة نومها، رأت الحاسوب وهو ملقى على الأرض فتذكرت ما كان سيقوله عبد الله (قيس) ولكن تعطله أفسد الأمر، فخرجت من الغرفة وذهبت إلى غرفة عمها وطرقت بابه
      فيصل: تفضلي
      دخلت شيماء وسألته: عمي، هل اشتريت القطع؟
      فيصل: قطع ماذا؟
      شيماء: أنسيت؟ قطع الغيار لحاسوبي
      فيصل وقد لطم جبهته: أووووووه نسيييييت!!! لماذا لم تذكريني؟
      شيماء: أنت أنسيتني اسمي من كثرة أخذي معك للتنزه، جعلتني أرى أماكن لم أرها من قبل
      فيصل: هذا جيد إذًا فقد استمتعت
      ابتسمت له وقالت: بالتأكيد... -ثم عاد وجهها الطبيعي- ولكن ماذا عن الحاسوب؟
      فيصل: غدًا بعد الدوام سأشتري القطع في الطريق وسأعود لأصلحه
      شيماء وهي ذاهبة: ولكن احذر وأنت تقود السيارة لكي لا تقع في حادث مروري ويبقى حاسوبي معطل طوال حياته
      فيصل: فأنتِ تخافين على حاسوبك أكثر مني؟
      شيماء بابتسامة عريضة: أمزح معك، تصبح على خير
      فيصل: تصبحين على خير
      اتجهت شيماء إلى غرفتها وارتدت ملابس النوم وخلدت في نومها حتى الصباح، نهضت وأكلت فطورها ثم ذهبت إلى الجامعة... أما قيس فنهض من نومه وذهب إلى غرفة أخته ليوقظها، دخل عليها فرآها تهتز وهي على فراشها وكأن بها جان، فخاف عليها وجرى نحوها يحاول إيقاظها
      قيس بصراخ: شيماء ما بك!! اصحي من نومك!! شيماء!!!
      لم تستيقظ فبدأ قيس يتلفت يمينًا ويسارًا بحثًا عن كوب ماء ليسكبه على وجهها، فلم يجد واحدًا فاتجه نحو الباب جريًا ليجلب الماء ولكن شيماء صرخت فجعلته يدير رأسه وينظر إليها، فرآها جالسة في مكانها مرتعبة وهي ممسكة بقلبها
      فاقترب منها وهو يحدثها: شيماء، ماذا حصل؟!
      لم تقل شيئًا ولكنه لاحظ اللعاب يسيل من فمها وفجأة بدأت تتقيّأ
      فأسرع إليها وأمسكها من كتفها وبدأ يحدثها بصراخ وفزع: هدئي من روعك يا شيماء، ماذا رأيتِ هذه المرة أيضًا؟!!
      كانت شيماء تعبة ولم تجبه فقال لها: أنا ذاهب لأخبر أبي بالأمر ليأخذك إلى طبيب
      ثم أراد تركها ولكنها أمسكت بيده قائلة: لا داعي لذلك، أنا بخير ولكن ما رأيته جعلني أتقيأ
      قيس: وماذا رأيتِ؟
      شيماء: كالعادة، رأيتك تقتل، ولكن هذه المرة فتاة مراهقة وقتلتها بصورة مشمئزة!!
      قيس: أما زلت ترين هذه الكوابيس؟ انسي الأمر وانهضي للاستحمام، أنا سأنظف لك فراشك
      اتجهت نحو الحمام أما هو فحمل المفارش وخرج من الغرفة، فرأته والدته
      خلود: ما هذا؟ لماذا تبدل سرير أختك؟
      قيس: نهضت من كابوس فتقيّأت عليه
      خلود: يا إلهي! وهل هي بخير الآن؟
      قس: أجل ولله الحمد، ذهبت لأخذ حمامًا
      خلود: هذا جيد
      بعد أن انهى قيس من ترتيب الفراش نزل الدرجات ليتناول الفطور مع عائلته، كان يمرر ناظريه إلى والديه وهما يأكلان، ولم يتناول شيئًا بعد، فنظرت إليه أمه متعجبة
      خلود: ما بك يا قيس؟ لماذا تنظر إلي هكذا؟
      قيس: كنت أفكر... لماذا أنا لا أشبهكما...؟ وبالتحديد، من أين ورثت العين الزرقاء؟
      خلود: وما أدرانا؟ خلقك الله هكذا!
      قيس: هناك سبب بالتأكيد... أيعقل أنني لست ابنكما؟
      سقطت الملعقة من يد شيماء عندما سمعت أخاها يقول ذلك، فغضبت والدته منه وقالت: ما الذي تقوله! أنت ابننا بالتأكيد! ما هذا الكلام الفارغ؟
      قيس: وقيس... لماذا اخترتما لي هذا الاسم الغريب؟ أنا الشاب الوحيد في البلاد الآن الذي يملك هذا الاسم
      بدأ كل من والديه ينظر إلى الآخر، فتعجب من نظراتهما فسألهما: ما الأمر؟ لماذا تنظران إلى بعضكما هكذا؟ أقلت شيئًا غريبًا؟
      ناصر: لماذا أتت هذه الأسئلة في ذهنك الآن؟
      قيس: أليس لي الحق بأن أسأل؟ فهذه أمور غريبة حقًا
      خلود: حلمت بالاسم
      قيس: حلمتِ؟
      خلود: أجل، عندما كنت حاملةً بك، رأيت في منامي أنني أملك فتًا في الخامسة والعشرين من عمره تقريبًا... وكان أزرق العينين ويشبهك تمامًا، وكنت أناديه باسم قيس... ولكنني لم أبالي بالحلم كثيرًا فقد وجدته غريبًا وحتى عندما أخبرت ناصر بالحلم طلب مني أن لا أبالي له أيضًا وعساه أن يكون خيرًا...
      ناصر: ولكن عندما ولدت ورأينا عينيك فتعجبنا من الأمر وتذكرنا الحلم فأسميناك قيس...
      قال قيس بتعجب: هكذا إذًا... أمر غريب *خمس وعشرون عام... أقد يكون عمر قيس الذي كان يتردد إلى شيماء منذ طفولتها؟ ولكن كيف؟!!*
      ناصر: لقد نسيت...!
      قيس: ماذا؟
      ناصر: في اليوم الذي ولدتك أمك، وقبل الولادة بساعات قليلة كنت نائمًا فرأيت في منامي شيئًا غريبًا أنا أيضًا، كان هناك رجل وسيم وجسمه جميل ورياضي أعطاني طفلاً وكان ذلك الطفل هو أنت، وقال لي بأن أهتم بك فأنت أمانة عندي، وقال لي الرجل اسمه... كان اسمه... نسيت
      خلود: ألم يكن سيف؟
      ناصر: ربما لا أذكر...
      قيس: سيف؟ *يبدو من حديثهما أنهما صادقين وأني ابنهما... ولكن من سيف؟ أيعقل أنه والد قيس الذي تعرفه شيماء؟ لا لا فأنا قيس نفسه الذي تعرفه... سأسألها ولكن متى ستدخل؟*
      ثم نهض قيس من مكانه وحمل كتبه: إلى اللقاء، أنا ذاهب الآن
      ناصر: لم تأكل بعد!
      قيس: لست جائعًا، سآكل في المدرسة فهناك فسحة فلا تخافا علي... لن أموت جوعًا –ثم غمز له وابتسم-
      خلود: رافقتك السلامه
      خرج قيس من المنزل وإذا به يجد إبراهيم أمام وجهه
      قيس: بسم الله! ما الذي أتى بك؟
      إبراهيم: أردت الذهاب معك اليوم إلى المدرسة
      قيس: لماذا لم تدخل المنزل وبقيت في الخارج
      إبراهيم: وصلت لتوي
      قيس: إذًا لنذهب
      وبينما كانا يمشيان...
      إبراهيم: هل قالت لك شيماء شيئًا قيمًا؟
      قيس: ليس بعد... ما زلنا في بداية المشوار *لا أستطيع البوح بما قالته شيماء حتى أعرف كل شيء*
      إبراهيم: هذا سيء... إذًا فقد ذهبت نقودك سدًى
      قيس: لا، لا تقل ذلك، فقد أصبحنا أصدقاء، فهي لطيفة جدًا
      إبراهيم: لا يبدو عليها اللطف، تبدو عصبية
      قيس: قليلاً
      إبراهيم: حظًا موفقًا، فلا أريد معرفة المزيد في هذا الأمر، مللت منه
      قيس: هذا أفضل حتى لا تزعج نفسك
      عند الساعة العاشرة، استقبل هاتف قيس رسالة حيث أخذ معه هاتفه هذه المرة إلى المدرسة
      إبراهيم: من يرسل الرسائل في هذا الوقت؟
      قيس: وما أدراني
      فتح الرسالة وكان محتواها "أنا ووالدتك ذاهبان إلى الشمال لزيارة جدتك فهي متعبة جدًا، قد لا نعود حتى المساء فاحضر أختك من مدرستها"
      قيس: إنها من والداي يريدان مني أن اصطحب شيماء من مدرستها
      إبراهيم: وأين ذهبا؟
      قيس: ذهبا لجدتي فقد مرضت
      إبراهيم: شفاها الله

    7. #22
      التسجيل
      08-04-2009
      الدولة
      المملكة الظلامية
      المشاركات
      55
      المواضيع
      2
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      مو معقول!!!أنا أستنى من يومين التكملة أرجو أن لا تتأخري أكثر

    8. #23
      الصورة الرمزية sensei
      sensei غير متصل فارسة الرسم
      الفائزة الثانية لمسابقة الأنمي
      التسجيل
      23-02-2005
      المشاركات
      1,666
      المواضيع
      67
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      يا اختي نحن في رمضان @@ شهر العبادة والغفران... قد أتأخر بعد وضع هذه الفصول فلم أكتب السادس والعشرون بعد
      لك هذه الفصول حتى الخامس والعشرين
      ____________________________________

      ..::|| الفصل الثاني والعشرون ||::..
      عند الساعة الثالثة عصرًا، عاد فيصل ومعه قطع الغيار وقام بتصليح حاسوب شيماء
      قفزت شيماء عليه وضمته: أشكرك
      فيصل: لا شكر على واجب
      شيماء: يبدو أن أحد المواقع التي كنت أتصفحها كانت السبب ولم يكن أحد قراصنة الحاسوب
      فيصل: وكيف عرفت ذلك
      شيماء: فتحت الموقع نفسه على حاسوب الجامعة ولكن الحاسوب كان محمي ببرنامج ضدهم فأعلمني بذلك
      فيصل: هكذا إذًا... حسنًا أنا ذاهب لأرتاح، استمتعي به
      شيماء: حسنًا، وشكرًا لك مرة أخرى
      ما إن خرج عمها قفزت إلى الحاسوب وفتحت الماسنجر وكان كالعادة قيس متصل
      شيماء: السلام عليك
      قيس: وعليك السلام، مضى وقت طويل، هل دمر حاسوبك كليًا؟
      شيماء: أجل، وأخذ وقتًا لتصليحه
      قيس: فهمت...
      ثم تذكر قيس حوارًا دار بينه وبين أخته شيماء بعد أن عادا إلى المنزل...
      [قيس: شيماء، هل لكِ أن تخبريني ماذا رأيت اليوم في منامك؟
      شيماء بوجه مرتبك: حسنًا... رأيتك تدخل من شباك غرفة فتاة تدعى سعاد، ولكنها لم تلحظ وجودك وكأنها لا تراك، أقفلتَ الباب ثم رميتَ المفتاح من الشباك، فخافت وبدأت تستنجد بأهلها وتضرب الباب، ولكنك سحبتها من ساقها وأسقطتها أرضًا ثم أخرجت سكينًا وقمت بشدخ ساقها كاتبًا (هذا من أجل شيماء)، ومن ثم طعنتها في بطنها لأنها كادت أن تصرخ باسم شيماء فصمتت بسبب ألم الطعنة ووجدْتها فرصة لقطع لسانها فقطعته، بعدها وقفت بصعوبة وأرادت كتابة رسالة ولكنك بدأت تكسّر أصابع كفيها واحدًا تلو الآخر ثم قطعت ساقها لكي لا يراها أحد ويقرأ ما عليها وشوهت وجهها بالسكين وفقعت عينها، وبالنهاية حملت ساقها المقطوعة ونزلت من الشباك متجهًا نحو المطبخ وفرمت رجلها بمفرمة اللحم أما هي فماتت من النزيف الشديد]
      ثم قال قيس لشيماء: شيماء... لدي بعض الأسئلة... عن قيس
      شيماء: يبدو أنك معجب بقيس حقًا... لا بأس اسأل
      قيس: هل قتل قيس يومًا عدوًا لك من أجلك؟ وإن كان كذلك، هل أنت من أمره بذلك؟
      شيماء: سؤالك غريب، ولكن سأجيب عليه، لقد قتل مرة فتاة كانت تدرس معي وكانت تضايقني لسنوات عدة، ومرة تسببت بفقد أغلى ما عندي وهي سكين كانت هدية من قيس، كذبت على والدتي وقالت بأني آذيتها بها فأخذتها والدتي مني، فذهبت حينها إلى قيس وعزمت بأن أقتل تلك السافلة سعاد، لكنه لم يسمح لي بأن أقتل وغضب من صنيعها فقتلها، ارتحت من إيذائها لي، ليته يقتلها مرة أخرى
      قيس: ماذا تعنين بـ "يقتلها مرة أخرى"؟
      شيماء: أعني أن أراها تتعذب مرة أخرى وهو يقتلها
      قيس: وهل عذبها أيضًا؟
      شيماء: أجل، بدأ بشلخ ساقها ثم طعنها وقطع لسانها وهشم عظامها وشوه وجهها المغترة به وانتهى بفرم رجلها، عندما سمعت بما فعله سعدت كثيرًا، كانت تسكن في المنزل المقابل لمنزلنا ودائمًا تنشر الإشاعات عني، فوصفتني بالسافلة، تظنني مثلها، كنت أتعارك معها دائمًا ولكن عندما يكون قيس بجواري يمنعني من ذلك
      قيس: *إذًا ما رأته أختي كان حقيقة، ولكن كيف حدث ذلك وكنت في الرابعة عشرة كما وصفت أختي شيماء! لحظة! سعاد... ألم يكن اسم جارتها التي قادتني إلى عنوانها؟ وكانت تقذف شيماء أيضًا! أيمكن أن تكون... عادت إلى الحياة!!؟ أهذا ما تعنيه بأن يقتلها مرة أخرى؟ مستحيل! ما هذا الهراء؟*
      شيماء: لماذا سكتّ؟
      قيس: لا أملك شيئًا أقوله... ولكن لدي سؤال آخر... هل وصف لك قيس شكل والده؟
      ثم قال مباشرة: أوه نسيت، لقد توفي قبل أن يولد
      شيماء: ولكنه وصفه لي، رأى صور له بالتأكيد، كان رجل وسيم يشبهه وذو جسم مقسم، يدعى سيف
      قيس: *لا يمكن هذا! إنه الرجل الذي رآه والدي بالمنام!*
      شيماء: هل لي أن أقول شيئًا؟ منذ أن دخلت وأنت تتحدث
      قيس: تكلمي.. آسف لكثرة أسئلتي ولكنني كنت أفكر بهذه الأمور
      شيماء: لا بأس، ما أريد قوله هو ماذا كنت ستقول قبل أن يتعطل حاسوبي؟
      قيس: أوه، عن الخبر...
      شيماء: أجل
      قيس: هناك جرائم قتل منتشرة يبدو أن قاتلهم رجل واحد، يقتل الرجال ويقلع أعينهم ويضع مكانها كرات زجاج زرقاء بلون عيني قيس كما رأيتها في لوحاتك، ويكتب بالدم جمل كـ(تعال إلي أيها القاتل) و (أين أنت) و (أين أنت يا ذو العينين الزرقاوتين)... أظنه يعني قيس، قتل حتى الآن على ما أظن سبعة رجال
      شيماء بتعجب: لم أسمع بهذا الخبر من قبل
      قيس: ألا تصدقين؟ ها هو رابط الصحف
      ثم أرسل لها رابط الصحيفة المحلية وبها كان الخبر، ما إن قرأت شيماء الخبر خافت بشدة على قيس فهو الآن لا يعرف أي شيء عن ماضيه كما تظن، فتركت الحاسوب مباشرة وارتدت عباءتها وخرجت من المنزل وركبت سيارتها، أما قيس فواصل حديثه
      قيس: أين ذهبتِ؟.... هل قرأتِ الموضوع؟.... هاي شيماء....
      بقي قيس في مكانه وترك المحادثة مفتوحة، وأمسك كتابًا وبدأ يقرؤه وهو ينتظر ردًا منها، أما شيماء فاتجهت مباشرة نحو منزل قيس، ما إن وصلت نزلت سيارتها ودقت الجرس دون تردد، فتحت لها شيماء الباب
      شيماء ناصر: مرحبًا –ثم تغيرت ملامحها- *هذه الفتاة!!*
      شيماء محمد بصوت متقطع وأنفاس ثقيلة: هل قيس موجود؟
      شيماء ناصر: أجل، إنه في غرفته، ولكن أ...
      لم تنهِ الصغيرة شيماء حديثها إلا دخلت شيماء محمد المنزل واتجهت مباشرة إلى غرفة قيس، فتحت باب غرفته فالتفت ليرَ الداخل فارتبك عندما رأى شيماء، فأغلق المحادثة مباشرة ونهض من الكرسي ووقف في مكانه متعجبًا ومنبهرًا من وجودها في منزله
      قيس: *ما الذي أتى بها إلى هنا؟*
      اقتربت منه أكثر فعاد بخطواته إلى الخلف، أمسكت بكتفيه وقالت بفزع: قيس! هل اعترض أحد طريقك؟ هل حاول أحد إيذاءك أو هددك؟
      قيس: *ما بها تمسك بي دون خجل؟ ولماذا تتحدث هكذا! هل جنت عندما قرأت الخبر؟*
      ثم قال لها: لا... ولكن... هل لك أن تبعدي يديكِ عني؟
      أدركت شيماء بأن قيس الذي أمامها ليس بقيس الماضي فابتعدت عنه وقالت: أنا آسفة... أعلم أنك لا تعرف من أكون ولكن، أود إخبارك بأن هناك أحد يطاردك، يريد الانتقام
      قيس: الانتقام؟
      شيماء: أردتك أن تنسى الماضي وأن لا تعره اهتمامًا ولم أرغب بأن أحدثك أو أحاول أن أذكرك به ولكن، يبدو أنني يجب أن أخبرك لكي تأخذ الحذر
      أتت شيماء الصغيرة من خلفها وسألتها: أأنت شيماء نفسها -التفتت إليها شيماء محمد- التي كان يزورها أخي قيس في غرفتها؟
      تعجبت شيماء مما قالته فلا أحد يعرف عن هذا سواها وأحمد، حتى قيس نفسه لا يذكر ذلك، فقال قيس ليسكتها: شيماء، قلت لك إنها مجرد أحلام
      شيماء ناصر: ولكن...
      قاطعتها شيماء محمد: أجل... –ثم جلست أمامها- من الذي أخبرك؟
      شيماء: رأيته بنفسي، أراك أنتِ وأخي في المنام وأحيانًا وأثناء اليقظة، رأيت الكثير من الأحداث منذ أن كنتِ طفلة حتى كبرتِ... من أنتِ؟
      نهضت شيماء وقالت: أظن أن أختك ستفيدك أيضًا، يجب أن نتحدث سويًا...
      سارت شيماء أمامهما ولحقاها، اتجهت نحو غرفة المعيشة وجلست على الأريكة، نظرت إلى اللوحة المعلقة التي رسمتها له في الماضي، جلست شيماء أخت قيس بجانبها وبدأت تنظر إليها وهي تتأمل اللوحة، أما قيس فظل واقفًا ينظر إليها بتعجب: *كيف تسير في المنزل وتعرف ملحقاته على الرغم من أنها المرة الأولى التي تدخله؟*
      شيماء محمد: هذه اللوحة، أتذكر عندما أهديتها لك؟
      قيس: لا
      شيماء: قد تبدو لوحة عادية الآن لكنها كانت غالية عليك في الماضي
      قيس: ماذا كانت أمنيتي حينها؟
      شيماء: هاه؟!
      قيس: قلت في اللقاء الذي وضع بالمجلة بأن اللوحة كانت عن حلمي فأعجبتني كثيرًا عندما أهديتني إياها، أنا لا أرَ بها شيئًا مميزًا... فأين الحلم؟
      شيماء: هل قرأت...؟!
      قاطعتها شيماء الصغرى قائلة: (سيأتي اليوم الذي سنرى فيه ضوء الشمس ينير السماء الزرقاء معًا)
      التفت إليها شيماء بتعجب: هذه الجملة... أنا من قالها لقيس في الماضي!
      شيماء ناصر: رأيت ذلك... الآن... ولكن ما معنى هذا الكلام؟ ألم يستطع قيس رؤية السماء؟ وما المانع في ذلك؟ لم أفهم كل شيء جرى بينكما...
      قيس بتعجب: أهذا كان حلمي؟ ها أنا أرى السماء كل يوم فماذا كنتِ تعنين؟
      شيماء محمد: لو كنت تعيش في الفترة المسائية فقط، ألن تتمنى أن ترى النهار؟
      قيس: أكنت أعيش في الليل فقط؟ وأين أكون في النهار؟
      شيماء: نائمًا... لا يستطيع أن يوقظك أحد
      قيس: نائمًا!؟ وكيف عدت طبيعيًا؟
      شيماء: ولدت من جديد
      تعجب قيس ولم يستطع قول شيء...
      شيماء: علي أن أخبرك بتفاصيل ما حدث
      ثم رن هاتف المنزل فقالت شيماء ناصر: أنا سأجيب عليه
      وتركت المكان، فوجد قيس فرصته ليتحدث بطلاقة فلم يشأ أن يدخل في التفاصيل وأخته الصغرى جالسة بينهما: كنت أقتل المجرمين لأنقذ الأبرياء ولم أكن أملك أصحابًا، وفي الحقيقة لم أكن ابن هذه العائلة بل كنت ابن سيف وامرأة أجنبية لا أعرف اسمها حتى الأن... كنت أزورك كل ليلة عبر نافذة غرفتك وهناك أمور كثيرة جرت بيننا أليس كذلك
      شيماء بتعجب: هل تذكرت الماضي!!
      قيس: لا، بل أنتِ أخبرتني بذلك...
      بدأت شيماء صامتة لدقائق تفكر ثم قالت متعجبة: أأنت عبد الله؟
      قيس: أجل
      شيماء: ألهذا كنت تسأل كثيرًا عن قيس!! ولكن لماذا فعلت ذلك؟
      قيس: منذ أن قابلتك في الحديقة، لم أعرف في بادئ الأمر أين رأيتك، ولكن بعد مغادرتك تذكرت هذه اللوحة، فعزمت على نفسي بأن أقابلك... يبدو أن علاقتي بك كانت قوية جدًا، فعند التفكير بك أشعر بأنني أصبح شخصًا آخر...
      أتت أخته شيماء وقالت: المتصل كان والدي، قال بأنهما في طريقهما للعودة، وأحضرا جدتي معهما
      شيماء محمد: يبدو أنني سأذهب الآن، ولكن سأعود لأحضر لك مدونة كتبتها منذ عامين تحتوي على قصتي معك بأكملها... قد تفيدك كثيرًا... وأرجوك، لا تخرج من المنزل كثيرًا فأخشى أن يراك ذلك الشخص الذي ينوي القضاء عليك، سأبحث في الأمر ولن أرتاح حتى أعرف من يكون هذا القاتل
      قيس: حسنًا، أنتظر لقاءنا القادم
      شيماء: مع السلامة
      قيس وشيماء: مع السلامة
      خرجت شيماء من منزل قيس ودخلت سيارتها، أمسكت الهاتف وأوشكت على الاتصال بطبيبها أحمد، ولكنها ترددت *هل أخبره بما جرى بيننا؟ هل آخذ رأيه في إخبار قيس بالماضي...؟ لا أظن أن أحمد سيؤيد هذه الفكرة... ولكن سأخبره*

      ..::|| الفصل الثالث والعشرون ||::..
      اتصلت بأحمد بينما كان في عمله مع أحد المرضى، فاستأذن من المريض وأجاب على شيماء: السلام عليكم
      شيماء: وعليك السلام
      أحمد: آسف ولكنني مشغول الآن، سأتصل بك لاحقًا
      شيماء: لا بأس إلى اللقاء
      أحمد: مع السلامه
      أغلقت الهاتف وقادت سيارتها نحو منزلها... وصلت المنزل ونزلت من السيارة، كانت في ضيق شديد وفي مزاج سيء، بالإضافة إلى قلقها على قيس ومن يكون ذلك الرجل الذي يسعى وراءه، عندما دخلت المنزل كان عمها آتٍ من المطبخ يحمل شطيرة جبن في يده، فرآها وهي بذلك الوجه العابس فاقترب منها
      فيصل: خيرًا يا شيماء؟ خرجتِ للتو على عجلة والآن أتيتِ بلون مختلف!
      شيماء بضيق وهي تجلس على أريكة غرفة المعيشة: لا أعرف ماذا عساي أن أفعل
      فيصل: لماذا؟ ما الأمر؟ قد أستطيع مساعدتك...
      شيماء: لا تستطيع، أعلم ذلك
      فيصل: قولي لي ما المشكلة، قد أستطيع جربي
      شيماء: لا أريد... أمر خاص
      ابتسم فيصل وقال: هكذا إذًا... لماذا لم تقولي ذلك من قبل؟
      وقفت شيماء من مكانها متجهة نحو الغرفة وهي تقول: لأنك حقًا لا تستطيع فعل شيء... أنا ذاهبة لأسترخي...
      قال فيصل في نفسه وهو ينظر إلى ظهرها بتعجب: *إنه تحبيط شديد لي*
      استلقت شيماء على سريرها وبدأت تتأمل السقف، بدأت عيناها تدمع وهي تحدث نفسها: *لا أستطيع مقابلة قيس مرة أخرى!! أمر صعب... لا أستطيع الحديث معه وكأنه رجل غريب... نظراته لي وأسلوبه في مخاطبتي يخاطبني وكأنه رجل غريب، لا أحتمل هذا!! ولكن علي أن أساعده وأن لا أتركه بمفرده*
      قطع تفكيرها هاتفها عندما أتاها اتصال من الطبيب، فجلست في مكانها وأخذت الهاتف بيمينها وأجابت عليه...
      شيماء: مرحبًا...
      أحمد: مساء الخير يا شيماء
      شيماء: مساء الخير... كيف حالك؟
      أحمد: بخير وأنت؟
      شيماء: لا أعلم
      أحمد: كنتِ تبكين أليس كذلك؟ ما الذي حدث لكِ؟
      شيماء: هناك مجرم يطارد قيس فاضطررت لمقابلة قيس لتحذيره! أحمد... لا أستطيع احتمال مقابلة قيس وهو يجهل من أكون ولكنني قررت أن أخبره بالماضي
      أحمد: لماذا يوجد هناك شخص يطارد قيس؟ أليس من المفترض أن الجميع لا يعلم بأن قيس كان قاتلاً؟
      شيماء: هذا ما يحرني... أريدك أن تبحث معي أرجوك... أريد أن أعرف من يعرف عن ماضي قيس؟ وهل هناك أحد من الضحايا لم يعد على قيد الحياة؟ لأنه لو عاد الجميع لما أدرك أحد أن قيس قاتلاً!! أظنك تجيد هذه الأمور فأرجوك ساعدني
      أحمد: حسنًا حسنًا... سأبحث لك فورًا!!
      شيماء: أشكرك
      أنهت شيماء مكالمتها مع الطبيب بعد أن ودعته ونهضت من مكانها باحثة عن المفكرة التي كتبت بها قصتها حتى وجدتها داخل الدرج...
      شيماء: *علي أن آخذها إليه ولكن لا أريد مقابلته!!*
      وضعت المفكرة في حقيبتها ثم اختبأت تحت فراشها وغطت وجهها
      عند المساء في منزل صقر... كانت مي غارقة في نومها، فدخل عليها صقر بهدوء لكي لا يوقظها، فتح قنينة الكرات الزجاجية التي تحوي الكرات الزرقاء المطابقة للون عيني قيس، فأخذ اثنتين ووضعهما في جيبه ثم أغلق القنينة وخرج دون أن تشعر مي به.
      خرج من النزل ذاهبًا إلى حي بعيد، نزل من سيارته في مكان مظلم خالٍ من البشر، ولكن كان هناك رجلاً واحدًا يقف هناك وكأنه ينتظر أحدًا، فعندما رأى صقر قال له: صقر؟! ما الذي تفعله هنا؟
      صقر: اعتذر حسام عن المجيء وطلب مني مقابلتك نيابة عنه
      الرجل بتعجب وهو ممسك بذقنه: هذا غريب! -ثم رفع عينيه ونظر إلى صقر- وماذا أراد مني؟
      أدخل صقر يده في جيبه وأخرج مسدسًا ووجهه نحو الرجل قائلاً: أن أقتلك!
      ارتعب الرجل وكاد أن يهرب ولكن ما إن أنهى صقر جملته لم يمنح له فرصة للهرب أو النقاش وباشر بإطلاق النار على رأسه، فسقط الرجل ميتًا.
      اقترب منه صقر وبدأ يركله ليتحقق من موته، ثم جلس أمامه وأخرج سكينًا من جيبه الآخر وبدأ يعبث في عينيه ليخرجهما ووضع مكانيهما الكرتين الزجاجيتين، ثم أخذ بأحد العينين وهي مغطاة بالدم ليكتب بها على ثوب الرجل (إن لم تأتِ إليّ فأنا سآتيك)، ثم وقف من مكانه وغادر الحي بعد أن جمع أدواته.
      في صباح اليوم التالي، بينما كانت شيماء غارقة في نومها عند الساعة التاسعة، أيقظها هاتفها المحمول عندما أتاها اتصال مفاجئ من أحمد. فتحت عينيها بتعب ونظرت إلى الهاتف، فأمسكت به وجلست ثم أجابت عليه...
      شيماء بتعب وثقل: صباح الخير
      أحمد: صباح الخير... آسف يبدو أنني أيقظتك من نومك
      شيماء: لا بأس...
      أحمد: لكنني وجدت أمرًا مهمًا بخصوص ما طلبته مني
      شيماء وقد اعتدل صوتها وعادت حيويتها: وجته!! أعرفت من المجرم؟
      أحمد: من بين الضحايا الذين قتلهم قيس واحد منهم لم يعد للحياة
      شيماء: مستحيل!!
      أحمد: بل يستحيل... أتذكرين آخر ضحية قتلها، كان رجل قتله قبل وفاته وأخذ رأسه معه إلى مركز الشركة
      شيماء: أجل أجل أذكره...
      أحمد: هذا الرجل ما زال ميتًا والقاتل مجهول، الخبر يقول أن الجسد وجدوه في فناء منزله أما الرأس فكان أمام مركز الشرطة، أما بالنسبة لجثة قيس والكلام الذي كتبه مسبقًا لم يكن موجودًا!!
      شيماء: هكذا إذًا... حقًا إنك رائع يا أحمد! وجدت كل هذه المعلومات بكل سهولة!؟ أنا لم أنم جيدًا البارحة وأنا أبحث ولم أجد شيئًا
      أحمد: قولي ما شاء الله قبل أن يحدث لي مكروه
      شيماء: ما شاء الله، ما شاء الله
      أحمد: ولكن أتساءل لماذا هذا الرجل بالذات؟
      شيماء: ربما لأن قيس قتله بعد أن فات الأوان
      أحمد: فات الأوان؟ ماذا تعنين بذلك؟
      شيماء: هناك أمر لم أخبرك به حتى الآن، قيس لم يكن يقتل عبثًا أو لنشر السلام في الدولة فقط، بل كان عليه أن يقتل ليعيش فهو كالماء والهواء الذي لا يستطيع التخلي عنهما، لم يخبرني بذلك إلا قبل وفاته بدقائق معدودة، وكان سبب موته هو لعدم قتله أي شخص لمدة طويلة، وقبل أن يموت استطاعت والدتي مشاهدته فقال لي (إذًا لا فائدة الآن من القتل فلن يجدي ذلك نفعًا) ولكنه فيما بعد قتل ذلك الرجل...
      أحمد: تحليلك منطقي... إذًا هذا يعني أن قيس ما زال قاتلاً ومطلوبًا لدى العدالة
      شيماء: لا تقل هذا! قيس حتمًا لا يذكر شيئًا وربما يملك دليلاً قاطعًا يثبت المكان الذي كان فيه عند حدوث الجريمة، قلت لك من قبل، قيس ليس بقيس الذي كنا نعرفه
      أحمد: هذا صحيح...
      شيماء: أعطني اسم الضحية كاملاً سأبحث عنه
      أحمد: لا داعي لذلك، فقد بحثت عنه قبلك
      شيماء بتعجب: وهذا أيضًا!!
      أحمد: *سأصاب بعين من قبلها* هل سمعتي بالفتاة التي اختفت من الميتم؟
      شيماء: كلا... وما علاقتها في الموضوع؟
      أحمد: الرجل يدعى قاسم قطري الجنسية وتوفي وهو في الحادي والأربعين من العمر، كان يعمل في الشرطة وهذا ما يجعل من كشف ما كان سيفعله أمر صعب، فلو كان مجرمًا مكشوفًا لما بقي في عمله حتى آخر لحظة، يقال أنه عندما توفي كانت بجانبه بندقية، وأغلب الظن أنها وقعت منه فكانت بصماته فقط عليها، وأيضًا قُتل قاسم بالسكين وليس بسلاح ناري، ولم يملك عائلة سوى ابنة صغيرة وتوفي بينما كانت في الرابعة، يقال أنها رأت المجرم وشهدت وفاة والدها، وبعد عامين أي في هذا العام وبالتحديد منذ أسابيع قليلة فُقدت الفتاة ولم يتم العثور عليها بعد، لا نعلم إن كانت اختطفت أو أنها هربت بإرادتها
      شيماء: بما أنها شهدت الجريمة ربما ما زالت تذكر قيس... لأن الاحتمال الأكبر هو أنه لم يكن هناك شاهد آخر للجريمة، ولكن من المستحيل أن تقتل فتاة في السادسة رجال بعمر والدها!!
      أحمد: أظن أن هناك من يعتني بها الآن ليأخذ منها المعلومات عن قيس...
      شيماء: أيريدان الانتقام؟
      أحمد: هذا أغلب الظن
      شيماء: ولكن إن كانت قد شهدت الجريمة فلا بد أنها تعرف السبب الذي جعل قيس يقتله
      أحمد: هذا صحيح... ولكن هناك أمر غريب، قيل أنها لم تشأ أن تذكر صفاته أبدًا للشرطة وغالب الظن هو خوفها من أن يأتي لقتلها إن أباحت بأمره للشرطة، حتى أنها لم تقدر عمره لهم أو ماذا كان يرتدي على الأقل!
      صمتا للحضات ثم قالت شيماء: حسنًا إذًا، شكرًا على كل شيء
      أحمد: لا شكر على واجب
      شيماء: إلى اللقاء
      أحمد: مع السلامه

      ..::|| الفصل الرابع والعشرون ||::..
      بعد أن أغلقت الهاتف، بدأت تستعد للخروج، فأخذت حمامًا وفرشت أسنانها وارتدت ملابسها، ثم نزلت الدَرج ورأت عمها على مائدة الإفطار
      فيصل: ألن تأكلي شيئًا؟
      شيماء: بلى
      ثم وضعت حقيبتها بجوارها وجلست لتأكل معه، كانت تأكل القليل بلقيمات صغيرة، وكان فيصل ينظر إليها، أراد الحديث معها ففتح موضوعًا...
      فيصل: لماذا حقيبتك كبيرة جدًا؟
      شيماء: تعلم أنني بجامعة للرسم فبالتأكيد حقيبتي ستكون بهذا الحجم
      فيصل: وهل عليكِ نقل أدواتك كل يوم معك؟
      شيماء: ليس دائمًا، فقط إن كان علي أن أكمل بعض اللوحات في المنزل أو أتمها
      فيصل: متى سينتهي دوامك الجامعي اليوم؟ أفكر بأن نذهب لزيارة محمد بالمستشفى فلم نذهب إليه منذ أسبوع
      شيماء: هذا صحيح... كدت أن أنسَ أمره من كثرة الأعباء التي علي، مسكين والدي حقًا –ثم نهضت وحملت حقيبتها- إذًا سأكون هنا الساعة السادسة مساءً... مع السلامة
      فيصل بابتسامة حارة: رافقتك السلامة
      صعدت شيماء السيارة وقامت بتشغيلها، ثم أخرجت الكراسة التي تريد إيصالها إلى قيس ووضعتها خارجًا، ثم بدأت تخاطب نفسها بعد أن بان عليها الضيق والارتباك
      شيماء: *ماذا عساي أن أفعل؟ إنه في المدرسة الآن فكيف أوصلها له؟ هل أضعها عند باب المنزل؟ أم عند نافذة غرفته؟ لا، لا... من المحرج أن أتسلق أمام الملأ... سأعبر من أمام منزله وإن وجدت طريقة أهديها إليه سأفعل وإلا فسآتيه عند عودتي...*
      انطلقت شيماء بسيارتها نحو هدفها، وقفت عند باب المنزل وظلت تنظر إليه، بدى هادئًا ولا يوجد به أحد، وفجأة لاحظت خروج فتى في التاسعة من عمره تقريبًا من المنزل المقابل
      شيماء بتعجب: *أوه!... هذا الفتى!*
      نزلت من سيارتها وأخذت معها المذكرة، ثم اتجهت نحو الصبي...
      شيماء بابتسامة: مرحبًا يا صبي
      الفتى: ماذا تريدين؟
      شيماء: تتغيب عن المدرسة، هاه؟
      الفتى وقد أشاح بوجهه: أولاً أنا مريض، وثانيًا هذا ليس من شأنك
      شيماء: حقًا إنك طويل اللسان... على أيٍ، أريد منك خدمة
      الفتى وهو مبتسم: وما المقابل؟
      عبست شيماء في وجهه وقالت له: لم تتغير أبدًا منذ أن كنت صغيرًا...
      تعجب الفتى وسألها: وهل تعرفينني؟ هل تقابلنا من قبل؟
      شيماء: أجل، ولكنك كنت صغيرًا ولا تتذكر... على أية حال، ماذا تريد بالمقابل؟
      الفتى: فقط خمسون ريالاً
      شيماء: فقط؟ -ثم تنهدت وفتحت محفظتها- حسنًا، خذ أيها الطماع
      فأعطته المال وأعطته المذكرة أيضًا وقالت له: أتعرف الشاب الذي يعيش في المنزل المقابل لكم؟ أعني قيس
      الفتى: بالتأكيد أعرفه... أتريدينني أن أهديه هذه الكراسة البالية؟
      غضبت شيماء لوصف مذكرتها بالبالية ولكنها لم ترد عليه واكتفت بقول: أجل...
      الفتى: أنا لست واسطة بين حبيبين، أو بالأصح لا أريد توصيل رسالة غرامك إليه فهو رجل عاقل...
      غضبت شيماء ولكنها لم تبدِ ذلك وقالت: أيها الغبي –ثم أشاحت بوجهها وقالت بصوت حزين- في الحقيقة... قيس يكون صديق أخي ولكن... –دمعت عين شيماء بدمعة زائفة وقالت- توفي أخي الأسبوع الماضي وأوصاني بإعادة هذه المذكرة لصديقه –عادت بنظرها إلى الفتى- ولكن... ولكن لا أستطيع مقابلة شاب غريب وهذه أمانة وضعت بين يدي وعلي إيصالها...
      أحس الصبي بالندم على ما قاله فقال: أنا آسف، أخطأت في حقك
      شيماء: ولكن، أرجو أن لا تفتحها أو تقرأ ما بداخلها، حتى أنا لم أقرأها كما وصاني أخي.. فأرجوك...
      قاطعها الفتى قائلاً: أعلم أعلم... اطمئني، لن أفتحها
      مسحت شيماء على رأسه وقالت: شكرًا لك
      ثم تركته وعادت إلى السيارة لتتجه إلى الجامعة وهي تقول في نفسها: *لا أستطيع تيسير الأمور إلا بالكذب والتمثيل... حقًا إن الأطفال فضوليين*
      [أمر يخالف المعالم... طفل يولد بعينين زرقاوتين دون وراثتهما من أبويه]
      ظل صقر يتأمل في خبر وجد في أحد المنتديات الشبكية وكان ذلك عنوانه
      صقر: *أيعقل هذا الطفل... كيف لطفل في الرابعة عشر قتل قاسم...!؟ لحظة...! قد يكون الخبر زائفًا فلا أحد يصدق المنتديات، ولكن لون العينين... إن كان هذا الطفل هو نفسه فأحسد اليمامة على ذاكرتها القوية*
      بدأ بقراءة المقال ولكن لم يُذكر اسم المولود أو اسم والديه أو عائلته، فغضب صقر وبدأ يحطم الحاسوب ويصرخ. كانت مي تسمع الضجيج من الخارج ولكنها لم تفكر بالدخول لخوفها منه...
      عند الساعة الواحدة ظهرًا، كان قيس يسير لوحده أمام منزله عائدًا من المدرسة، فرآه ابن جارهم فأوقفه...
      الفتى مناديًا إياه: قيس..!
      التفت نحوه قيس وابتسم له: مرحبًا سعود، كيف حالك؟
      سعود: بخير... أفضل من الأمس
      قيس وهو يربت على رأسه: هذا جيد
      أخرج سعود المذكرة التي أعطته شيماء من جيب ثوبه وقدمها له وقال: هذه الكراسة أعطتني إياها أخت صديقك المتوفي
      قيس: *صديق متوفى؟!*
      وأكمل سعود كلامه قائلاً: عظم الله من أجرك
      قيس: وإياك... *لماذا كذبت كذبة كهذه؟ لو أعطته المفكرة دون قول شيء لكان أفضل، أو أنها تعطيني إياها بمفردها إن كانت تخشى من إساءة الظن... أمرها غريب!*
      وضع قيس المفكرة بين كتبه المدرسية ودخل المنزل، وما إن وضع قدمه داخل غرفة المعيشة رأته جدته ونادته: تعال قيس حبيبي لأقبلك
      وضع قيس كتبه جانبًا واقترب من جدته مبتسمًا وقبل رأسها، ثم أمسكت بوجهه وقبلته على خده...
      قيس: تبدين في حالٍ أفضل اليوم، حمدًا لله
      أم ناصر: ما شعرت بالتعب إلا لفراقك يا بني...
      ابتسم قيس وقال: لا تقولي هذا يا جدتي أمام الملأ، فهناك من يغار...
      رفعت أم ناصر ناظريها عنه وألقت بنظرها خلفه فوجدت شيماء جالسة تنظر إليهما، فقالت أم ناصر: أهي تغار مني أم منك؟
      قيس: اسأليها...
      بدأت أم ناصر تناديها: شيماء... شيماء...
      لكن شيماء لم تحرك ساكنًا وكانت تنظر إلى الأمام سرحة تفكر بأمر ما، فنظرا إليها بتعجب، فقام قيس بمناداتها أيضًا بصوت هادئ وهو يقترب منها: حبيبتي شيماء، ما بالك؟
      لم تجبه شيماء، ولكن فجأة، نزلت دمعة من عينها اليمنى وسالت على خدها، فسألت جدته: ماذا حل بها؟ تبدو غريبة
      أحس قيس بأن شيماء ليست في عالمهم الآن، فهي حتمًا تشاهد شيئًا من الماضي، فهرع إليها خشية أن ترَ شيئًا لا يسر وبدأ يهزها: شيماء، استعيدي وعيك..!!
      التفتت إليه شيماء بعد أن عادت إلى حالتها الطبيعية وسألته: ماذا هناك..
      ثم أحست ببرودة على خدها فمسحته وقالت: هاه! دموع...؟!
      قيس: اذهبي واستريحي... سآخذك إلى غرفتك
      حملها قيس فضمته ووضعت رأسها على كتفه، فظلت جدتها تتأمل وجهها وأحست بأنها تفكر بشيء ما، فالابتسامة كانت ممحية من وجهها وكادت أن تبكي حتى
      أم ناصر: *ما الهم الذي تحمله فتاة في السادسة؟*

      ..::|| الفصل الخامس والعشرون ||::..
      بعد ما غابت الشمس واحمرت السماء، عادت شيماء إلى المنزل مرهقة وصعدت فورًا إلى غرفتها، وضعت أشياءها واستلقت على سريرها قليلاً لترتاح، وبعد دقائق قليلة طرق فيصل عليها الباب
      شيماء: ادخل... لماذا الرسميات؟
      دخل فيصل عليها وقال: طرق الباب ليس من الرسميات فقط، قد تكونين على هيئة لا تريدين أحد أن يراكِ عليها
      شيماء: لدي القفل لو كان كذلك
      تعجب فيصل ولكنه لم يقل شيئًا لأن أسلوبها جاف على الرغم من أنها لم تعني شيئًا
      فيصل: ألن تذهبي لزيارة محمد؟
      شيماء بعد أن جلست في مكانها وقطبت حاجبيها: أوووه..! نسيت ذلك... آسفة... اسبقني وسآتيك حالاً...
      كان قيس مستلقٍ على ظهره على السرير، واضعًا ذراعه اليسرى تحت رأسه أما بيده اليمنى فقد أمسك مذكرة شيماء وكان يقرؤها سريًا وأنهى جزءً كبيرًا منها...
      [...بعد أن اجتزت سن الثالثة عشر، اتجهت نحو التصوير الفوتوغرافي فأردت أن تكون أول صور ألتقطها تكون لقيس الشاب الذي كرس حياته من أجلي، ولكن على الرغم من أنني أستطيع رؤيته عبر عدسة الكاميرا لم يظهر قيس بالصورة وظهرت الخلفية فقط، هذا ما توقعه قيس عندما قلت له بأنني أريد التقاط صورًا له، قال لي حينها (أنتِ قادرة على رؤيتي ولكن الكاميرا ليست قادرة) كنت أريد أن ألتقط له صورًا كثيرة وفي وضعيات مختلفة كما رسمته في الأسبوع الماضي، عندما لم تظهر صورته في الكاميرا قلت له (أود أن ألتقط لك صورًا أثناء القتل أو أثناء اتساخ ثوبك بالدم، تبدو حينها جذابًا حقًا) تعجب مما قلته ورد علي (لم أسمع أحد قط يرى الناس المتسخين جذابين!!) لا يعلم أنه بالنسبة لي أكثر الناس جاذبية مهما كانت حالته...]
      قطع عليه القراءة دخول والده عليه...
      ناصر: قيس عزيزي، أريدك أن تذهب إلى الجمعية وتشتري الأغراض التي تريدها والدتك لطهي العشاء، فأنا سآخذ جدتك لموعد في المشفى
      قيس: حسنًا أبي...
      نهض قيس ليبدل ثيابه وكان يفكر في ما قرأه: *قصة خيالية حقًا... أن أعيش دون أن يراني أحد سوى شيماء... يا ترى هل حقًا قتلي للناس كان مجرد لتجريد الدولة من المجرمين؟ ولكن أشعر أن هناك سببًا آخرًا... سأنهي قراءة المفكرة بعد أن أعود*
      نزل قيس العتبات فرأته شيماء فعرفت أنه سيخرج عندما رأته مرتدٍ هكذا فسألته بابتسامة بريئة: إلى أين أنت ذاهب؟
      قيس: للجمعية لاشتراء مستلزمات العشاء
      جرت نحوه شيماء فرحة وقالت: أريد أن أذهب معك
      التفتت أم ناصر إلى قيس وقالت: ماذا..!؟ تذهب بمفردك!!
      قيس بعد أن التفت إلى جدته: وما المانع يا جدتي؟
      أم ناصر: سيرًا أم بالسيارة؟
      قيس: بالتأكيد بالسيارة فهي بعيدة
      أم ناصر: لا تذهب
      قيس وناصر: ماذا؟!!
      ناصر: أمي ولكن...
      قاطعته: لماذا لا تذهب أنت؟ تترك هذا الطفل الذي لا يملك رخصة قيادة بالذهاب!؟
      ناصر: ولكنني سآخذك إلى المشفى
      أم ناصر: لنذهب بعد ذلك ونشتري ما تحتاجه خلود
      تنهد ناصر ثم قال: أمي... أولاً أنتِ مريضة ولا أريد أن أتعبك، وثانيًا سوف نتأخر وستتأخر خلود في إعداد العشاء، ثالثًا إنها ليست المرة الأولى التي يذهب بها، عدم امتلاكه لرخصة قيادة لا يعني بأنه لا يجيد القيادة
      أم ناصر: قلت لن يذهب.. ماذا لو أوقفته الشرطة؟ قيس ابقَ هنا
      قيس: ولكن... سأكون بخير بإذن الله لا تقلقي
      أم ناصر: قلت لا تذهب
      خلود: يكفي... لا داعي للذهاب قيس، افعل ما تأمرك جدتك... سأغير الطبق –ثم اقتربت من أم ناصر وقبلت رأسها- أرضيتِ الآن؟
      أم ناصر وهي مبتسمة: هذه الأم الصالحة، ليست مثلك أيها الابن العنيد
      ناصر: أمي، لا تقولي هذا، ولكنكِ حقًا تبالغين في الأمر... لنذهب الآن فقد نتأخر
      أما في مستشفى حمد الطبي، دخلت شيماء مع عمها على أبيها فرأت جميع أبنائه وزوجته معه...
      شيماء: أوه، يبدو أن الجميع أتى لزيارتك اليوم
      جرت نحوها أختها رقية مسرعة وضمتها، ثم ابتعدت عنها وقالت لها: كنا نتحدث عنكِ منذ قليل
      شيماء: إذًا فعمري طويل –ثم ابتسمت- في ماذا ذكرتموني؟
      حمد: كنت أسأل عنك فلم نرك منذ زمن، لماذا لا تأتين؟
      شيماء: لم أجد وقتًا مناسبًا –ثم خطت نحو والدها- دعوني أسلم على والدي قبلاً –قبلته وابتعدت عنه-
      محمد: كيف حالك وحال الدراسة؟
      شيماء: كل شيء على ما يرام، ولكن أشعر أن مستواي يتدنى شيئًا فشيئًا وفي النهاية سأطرد
      محمد بتعجب: لماذا؟
      شيماء: ظروفي النفسية، أصبحت لا أطيق الدراسة
      شعر محمد بالأسى نحوها، فلم يمضِ نصف شهر على وفاة والدتها وهو أيضًا طريح الفراش ولا يستطيع فعل شيء، وعيشها مع عمها الذي لم تره مسبقًا قد يحسسها بالغربة، ولكن كان هذا ظن والدها فقط فهو لا يعرف سبب ضيقها الحقيقي، والذي كان قبل حدوث هذه الأمور كلها، ألا وهو قيس الذي تمنت لو أنها لم تقابله على أن تقابله وهو لا يذكر شيئًا عنها، وكيف أن تكون نفسه البريئة مهددة للخطر وهو لم يقترف ذنبًا...
      تعدت الساعة الواحدة وقيس كان جالسًا على مكتبه في غرفة نومه وما زال يقرأ مفكرة شيماء على ضوء المصباح الخافت بصوتٍ سري...
      [...وعندما عدت إلى المنزل بعد أن أوصلني قيس إليه وتركني، دخلت المنزل سعيدة وبمزاج حسن بعد حديثي معه، ولكن والدتي صفعتني بقوة وكانت المرة الأولى التي تضربني بها، سألت والدتي عن السبب فكان أن سعاد الحقيرة كذبت على والدتها قائلة أنني خدشتها بسكيني، ووصل الخبر إلى أمي، أظنها فعلتها بنفسها فقط لتوريطي ولكن هل كراهيتها لي وصلت إلى أن تؤذي نفسها فقط لتسبب لي المشاكل؟ وأخذت والدتي سكيني مني على الرغم من مقاومتي لها، فبعد أخذها لم أحتمل وخرجت جارية أبحث عن قيس فهو الوحيد الذي يستطيع تخفيف همي، وحمدًا لله وجدته في طريقي والدم يغطيه فبدى أنه تركني ليذهب ويكمل عمله، عندما رآني أبكي تعجب فهرعت إليه وضممته بقوة ولم أستطع شرح الأمر له، فبدأ يحاول تهدئتي، أراد أن يعيدني إلى المنزل فأبيت وفضلت الذهاب إلى منزله...] نزلت فجأة دمعة من عين قيس فمسحها متعجبًا *لماذا أنا أبكي...؟!*...
      أغلق المفكرة وأطفأ المصباح ونهض إلى فراشه، وضع رأسه على الوسادة ولكنه ظل يفكر بالقصة: *أريد أن أعرف ماذا سيحدث بعدها؟ ولكن الأهم... ما هذا الشعور الذي يراودني عندما أقرأ المفكرة؟! على الرغم من أنني لم أتذكر شيئًا بعد إلا أنني أشعر أن قلبي يتقطع عندما أقرؤها... أشعر بدوار شديد... ما كان علي أن أرهق نفسي كثيرًا حتى ساعة متأخرة من الليل...*
      في صباح اليوم التالي، دخل قيس الفصل فلم يجد صاحبه، فتساءل في نفسه: *ما به إبراهيم متأخر اليوم فهذا ليس من عادته؟ هل سيتغيب؟*
      لم يهتم قيس كثيرًا ولكنه قرر الاتصال به بعد عودته إلى المنزل. لم يأتِ إبراهيم في ذلك اليوم إلى المدرسة فكان يومًا مملاً بالنسبة له، فقد ظل طوال الوقت بمفرده ينعزل عن الطلبة بجلوسه في الساحة الخلفية بمفرده، وعلى نهاية الفسحة قبل أن يرن الجرس سمع شجار بين شابين وأحس أن أحدهما صوته مألوف، وأدرك أنه سلمان لذا أراد التطفل قليلاً ومشاهدة الشجار، خطى نحو مصدر الصوت ورأى سلمان مرمي على الأرض وآثار ضرب على وجهه، أما الآخر فرأى قيس بطرف عينه ثم ترك المكان، بدأ سلمان يحدق النظر في وجه قيس ثم التفت إلى الجهة الأخرى ونهض من مكانه وترك المكان، سمع قيس صوت جرس المدرسة فعاد إلى فصله.
      أثناء الدرس الخامس في ذلك اليوم، سمع قيس نداء له من إدارة المدرسة، فترك الفصل وذهب إلى هناك. فور دخوله رأى سلمان جالسًا على المقعد والشاب الذي تشاجر معه على المقعد الآخر
      قيس: خيرًا؟
      المشرف: اجلس وارتاح، وسنتحدث في الموضوع
      جلس قيس على مقعد وجد بجوار المقعد الذي كان ذلك الشاب الذي تشاجر معه سلمان يجلس عليه، ثم بدأ المشرف حديثه
      المشرف: فقد شيك بمبلغ مائة ألف من عند الأستاذ حسين عندما أخذ سلمان أمتعة الأستاذ ليأخذها إلى مكتبه، ومن ثم اتهم عبد الرحمن بسرقة الشيك منه، وعلى الرغم من ذلك وجدناه بين كتب سلمان، ولكنه قال بأنك رأيت الشجار الذي دار بينهما بينما كان يحاول استعادة الشيك وأخذه إلى حسين فهل هذا صحيح؟
      قال قيس بكل هدوء وهو ينظر إلى وجه المشرف: لم أرَ شيئًا...
      سلمان: ماذا؟! تكذ...
      قاطه المشرف: أأنت صديق أحديهما؟
      قيس: كلا، لا أعرفهما...
      غضب سلمان وبدأ يصرخ في وجه قيس: لا تكذب! رأيت الشجار الذي...
      قاطعه قيس وقال بصوت عالٍ قليلاً وبدأ ينخفض تدريجيًا: قلت لم أرَ شيئًا... كل ما رأيته هو سلمان مرمي على الأرض برضوض في وجهه، هذا كل ما رأيته
      عبد الرحمن: يبدو أنه استغل رؤية قيس للشجار الذي دار بيننا فأراد رمي التهمة علي
      سلمان بغضب: بل أنت من وضعت الشيك بين أمتعتي بعد أن خشيت أن يكون قيس شاهدًا على فعلتك
      المشرف: إذًا ما كان سبب الشجار يا عبد الرحمن
      عبد الرحمن: شجار عادي كباقي المشاجرات التي تحدث بين عائلتينا، فوالده يدين لأبي بأموال باهضة وأبي يطالبهم منذ فترة طويلة لذا يأتي لمضايقتي، لا عجب أنه أراد سرقة هذا المبلغ لتسديد الديون، يمكنني إثبات ذلك فهذا بسيط
      ظل سلمان صامتًا فلم يستطع رد حقيقة الديون هذه، لذا انقلب الأمر ضده، ثم علا صوت قيس قائلاً: أيمكنني الذهاب الآن يا أستاذ؟ لا أريد أن يفوتني الدرس
      المشرف: بإمكانك الذهاب، شكرًا
      قيس: العفو...
      لاحظ قيس تحديق سلمان له ببغض وهو يغادر المكان لكنه لم يلتفت نحوه أو يعره اهتمامًا.

    9. #24
      layte غير متصل الفائز في مسابقة " لنلعب أسد الفلوجة "
      التسجيل
      24-02-2007
      الدولة
      الـــعـــــــالــــــــــم الــجـــديـــــــــــــــد
      المشاركات
      1,343
      المواضيع
      113
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      السلام عليكم :

      قرائة الان بعض من الفصل الاول ولدي استفسار

      هل تقصدين بكرات الزجاج لعبة الاطفال تلك التي تدعى باللغة الام الكلال وهاهي


    10. #25
      الصورة الرمزية sensei
      sensei غير متصل فارسة الرسم
      الفائزة الثانية لمسابقة الأنمي
      التسجيل
      23-02-2005
      المشاركات
      1,666
      المواضيع
      67
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      لا... بل كرات بحجم العين... من خيالي لم أرَ مثلها
      الكلال أصغر حجمًا وملونة "وليست بلون واحد كما في الصورة"

    11. #26
      layte غير متصل الفائز في مسابقة " لنلعب أسد الفلوجة "
      التسجيل
      24-02-2007
      الدولة
      الـــعـــــــالــــــــــم الــجـــديـــــــــــــــد
      المشاركات
      1,343
      المواضيع
      113
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      اه توقعت ذالك !

      الان اخيرا اكملت قرائة جميع الفصول انتظر الفصل القادم بشغف
      الحقيقة ان هذا الجزء مشوق اكثر من الجزء الاول الا انه يحتوي الكثير من الغموض جعلني احتار كثير لكن الان اخت قيس سنها ست سنوات اليس كذالك ؟ اي ان مي مثلها تماما اذا هل هذا يعني ان كل من ازداد في 1 يناير يستطيع ان يستذكر حيات قيس الماضية ؟

    12. #27
      الصورة الرمزية sensei
      sensei غير متصل فارسة الرسم
      الفائزة الثانية لمسابقة الأنمي
      التسجيل
      23-02-2005
      المشاركات
      1,666
      المواضيع
      67
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      هل هذا يعني ان كل من ازداد في 1 يناير يستطيع ان يستذكر حيات قيس الماضية ؟
      كلا، لأن الأمر لا ينطبق على أحمد ومي... بل يتذكره من أثر في حياته بقوة "غير شيماء التي كان لا بد من أن تتذكره كي يعود"
      أي، لو سارت الأمور كما يفترض، يجب أن تكون شيماء الوحيدة التي تذكر قيس
      كما لو أنك تتذكر ما حدث في الجزء الأول، سامي صديق يوسف لا يذكره

    13. #28
      layte غير متصل الفائز في مسابقة " لنلعب أسد الفلوجة "
      التسجيل
      24-02-2007
      الدولة
      الـــعـــــــالــــــــــم الــجـــديـــــــــــــــد
      المشاركات
      1,343
      المواضيع
      113
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      اه فهمت الان

      نقطة اخرى لم افهمها : صقر يجب ان يكون شاكرا لقيس لقتله لابو مي اذا لماذا يجري ورائه هل حقا يريد قتله ؟

    14. #29
      الصورة الرمزية sensei
      sensei غير متصل فارسة الرسم
      الفائزة الثانية لمسابقة الأنمي
      التسجيل
      23-02-2005
      المشاركات
      1,666
      المواضيع
      67
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      إن لم يتضح السبب حتى الآن سيتضح فيما بعد

    15. #30
      التسجيل
      07-09-2009
      الدولة
      كندي
      المشاركات
      21
      المواضيع
      1
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: في 13 سنة مضت "الجزأين"... متجدد~

      لا إنه يتبعه لإجل مي
      الصورة مخالفة لقوانين المنتدى .. يرجى عدم وضع صور نسائيه مهما كانت ..

      * المشرف العام

    صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

    المواضيع المتشابهه

    1. مشاركات: 18
      آخر مشاركة: 11-06-2007, 08:30 PM
    2. """"""" ألقاب الصحابة رضوان الله عليهم""""""""
      بواسطة : InterVideo Win , في منتديات اسلامية
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 12-04-2007, 05:17 PM
    3. """""""" تعديلي الجديد و المنتظر على Bmw تعديل المسابقه """"""""
      بواسطة : GT-R lover , في معرض تعديلات الأعضاء
      مشاركات: 9
      آخر مشاركة: 06-03-2007, 02:18 PM
    4. معرض تصاميم الأعضاء جديد""""" Ninja Gaiden""""" in Design """"""""
      بواسطة : HaiderCheat , في ادوبي جرافيكس - Adobe Graphics
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-12-2005, 06:05 PM

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •