فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبوبكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره : والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة ، فانزل الله تعالى : " ولا يأتل ألوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم"سورة النور الآية (22) .
فقال أبوبكر : بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال : والله لا أنزعها منه أبداً .
وقد نزلت 10 آيات من سورة النور لإظهار براءة السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها وهذه الآيات هي من الآية 11 إلى الآية 20 .
فقد قال الله سبحانه وتعالى "إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل إمرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم "سورة النور الآية 11 .
أي الذين جاءوا بالكذب والبهتان جماعة منكم يا آل أبي بكر لا تحسبوه شراً بل هو خير لكم في الدنيا والآخرة لسان صدق في الدنيا ورفعه منازل في الآخرة وإظهار شرف لهم باعتناء الله تعالى بعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، حين أنزل الله براءتها في القرآن العظيم ، ولهذا لما دخل عليها ابن عباس رضي الله عنه وعنها وهي في سياق الموت قال لها : (( أبشري فإنك زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحبك ولم يتزوج بكراً غيرك ونزلت براءتك من السماء )) وعن محمد بن عبد الله بن جحش قال : تفاخرت عائشة وزينب رضي الله عنهما فقالت زينب : أنا التي نزل تزويجي من السماء ، وقالت عائشة : أنا التي نزل عذري في كتاب الله . وإن لكل من تكلم في هذه القضية ورمى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بفاحشة أو شيء من الفاحشة نصيب عظيم من العذاب ومن ابتدأ بنشر هذا الحديث أو جمعه ونشره فإن له عذاب عظيم .
والذي بدأ بنشر هذا الحديث والإفك هو عبد الله بن أبي سلول قبحه الله تعالى .
والذي جمع هذا الإفك ونشـره هو مسطح بن أثاثة وفي الآية (15) من سورة النور ، قال الله سبحانه وتعالى:" وتحسبونه هينا وهو عظيم " .
أي تحسبون أن ذلك يسيراً وسهلاً كيف وهي إن لم تكن زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لما كان هيناً فكيف وهي زوجة النبي الأمي خاتم الأنبياء وسيد المرسلين ؟ .
يتبع...