• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • صفحة 20 من 23 الأولىالأولى ... 10151617181920212223 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 286 إلى 300 من 336

    الموضوع: جناحا الذبابة

    1. #286
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      ايرنست زندل




      ايرنست زندل مفكر ألماني كان عضوا في بعض الجمعيات اليهودية في ألمانيا، ومن بينها “الهيئة التاريخية اليهودية الألمانية” وفي عام 1958 انشق عن هذه الجمعيات، بعدما اكتشف عنصريتها وزيفها، وهاجر إلى كندا وعاش فيها حتى عام ،2001 وخلال هذه الفترة نشر كتابا يقول فيه إن عدد ضحايا الهولوكوست أثناء فترة الحكم النازي لألمانيا يقل بكثير عن الرقم الذي تزعمه المصادر الصهيونية، وهو ستة ملايين، مما أثار أعشاش الزنابير في وجهه، فاعتقلته السلطات الكندية عدة مرات واستجوبته، وفي عام 2001 هرب من ملاحقة سلطات الأمن الكندية وهاجر إلى الولايات المتحدة وأقام في ولاية تنيسي الأمريكية ليفاجأ بزوار الفجر من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية يقتحمون منزله ليلا، ويعتقلونه، ويعيدونه إلى كندا، حيث أودع السجن، وفي عام 2005 أعادته السلطات الكندية إلى ألمانيا حيث قُدِّم للمحاكمة وحُكم عليه قبل أيام بالسجن لمدة خمس سنوات.
      وإيرنست زندل نزيل السجن حالياً، وهو لم يكن أحسن حالاً عندما كان خارجه، فقد كان مطارداً ويتعرض للتهديد والمضايقات منذ نشر كتابه، رغم أنه اعتمد على مراجع رسمية أو موثوقة في تحقيق مادة الكتاب، وليس هنالك أي مرجع على الإطلاق يذكر أن عدد الضحايا من اليهود ستة ملايين، إذ ان بعض المراجع رفعت العدد إلى خمسة ملايين، وخفضته محكمة نورمبرج إلى أربعة، وذكرت أكبر وأهم صحيفة لليهود في المانيا في دراسة نشرتها في 26 يوليو/ تموز 1990 أن العدد أربعة ملايين، ثم عادت وخفضته في مقال نشر في 11 يونيو/ حزيران 1992 إلى مليون ونصف المليون، بينما أجمعت صحف ديفيلت وفوكس وفيلت أم سونتاج على أنه 700 ألف، ويذكر بعض المؤرخين ان عدد الضحايا لا يتجاوز 74 ألفا، وكل هذه الأرقام التي يستطيع الباحث اعتمادها بثقة ليس بينها ستة ملايين، والمنطق يقول أن رقم الستة ملايين رقم زائف لأنه لم يرد في أي مرجع تاريخي، ولكن الثابت أن عدد اليهود ارتفع من عام 1939 الى 1945 ما يعادل 584 ألف نسمة، فكيف يمكن ان يزداد العدد بهذه النسبة لو كانوا خسروا ستة ملايين أثناء الحرب.
      ولنا أن نستغرب كيف يجري اعتقال زندل وحبسه لأنه أعرب عن شكه بضخامة عدد ضحايا الهولوكوست من اليهود دون أن يرتفع صوت واحد في الغرب للدفاع عن حريته في إبداء رأيه، بينما ترتفع الأصوات مسعورة للدفاع عن حرية الذين يسيؤون للإسلام في إبداء رأيهم، من سلمان رشدي إلى آيان هيرسي علي إلى الصحف التي نشرت رسوما كاريكاتيرية مسيئة للإسلام، علما أن حرية الرأي ينبغي أن تحجب عن هؤلاء لأنهم أسأوا إلى دين سماوي يصل اتباعه الى المليار نسمة، بينما زندل يناقش قضايا تاريخية هي دائما بحاجة إلى بحث وتدقيق. وفي مناقشة الأمور التاريخية، لا حدود للحرية، إذ إنها يمكن ان تشمل تحت جناحيها الرأي الخاطئ، والغبي، والسخيف إلى جانب الرأي العلمي السليم. ولو جاز محاكمة كل ذي رأي على رأيه لاضطرت بولندا التي تستنكر جرائم ستالين مثلا إلى محاكمة كل الشيوعيين من مواطنيها الذين ينظرون إلى ستالين نظرة تقدير ويرفضون الاعتراف بما ينسب إليه من جرائم.
      ولكن حرية الرأي تصبح معلقة على ما يبدو، عندما يتعلق الأمر باليهود، فقد قدمت فرنسا روجيه جارودي للمحاكمة لأنه فعل ما فعله زندل وشكك بالمحرقة، بينما هي لم تقدم الذين يشككون بالمذابح ضد الأرمن للمحاكمة مثلاً.
      والطريف ان الصحف الغربية التي تعتبر حرية الرأي غذاءها الرئيسي طالبت، أثناء محاكمة زندل، بحرمان الذين يشككون بالهولوكوست من المحاكمة واعتقالهم وزجهم بالسجن بإجراء إداري، وهكذا فإن هذه الصحف التي يفترض أن تدافع عن حريات المواطنين العاديين تعرض هذه الحريات في المزاد العلني.







      أبو خلدون



    2. #287
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      شجاعة القرار




      يتذكر الأمريكيون الحرب الفيتنامية ويقولون إن الخروج من ورطتهم في العراق وأفغانستان بحاجة إلى قرار شجاع من نوع القرار الذي اتخذه نيكسون بزيارة الصين عام ،1972 وقبل أيام صدر كتاب عن زيارة نيكسون للصين والمفاوضات التي أعقبتها بعنوان “نيكسون وماو: أسبوع غيَّر العالم” من تأليف المؤرخة الكندية مارجريت ماكميلان.
      ولعله من المبالغة القول إن زيارة نيكسون للصين في فبراير/شباط 1972 غيرت العالم، إذ لا شيء تغير في العالم بعد هذه الزيارة، وخلال المفاوضات التي جرت في شنجهاي أصر ماو تسي تونج على أن تايوان جزء من الصين ينبغي أن تعود إليها عاجلا أو آجلا، كما أنه لم يوقف ثورته الثقافية، ورفض التعهد بالضغط على فيتنام الشمالية لتقديم تنازلات في الحرب الفيتنامية بما يحفظ ماء وجه الولايات المتحدة، واضطر الأمريكيون إلى الانسحاب من فيتنام بالإكراه، وعندما كان الفيتكونج يحيطون بمبنى السفارة الأمريكية في سايجون اضطر السفير الأمريكي إلى الهروب بطائرة هليكوبتر نقلته من فوق سطح مبنى السفارة إلى بارجة أمريكية تنتظره في عرض المحيط، وفي الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لم يتعهد ماو في مفاوضاته مع نيكسون بالوقوف إلى جانب الولايات المتحدة، ولذلك فإن وصف الزيارة بأنها غيرت العالم في غير محله.
      وأبرز ما في الكتاب هو ذلك الضوء الذي تلقيه المؤرخة على التغير الذي حدث في فكر ماو ونيكسون، ودفعهما إلى اللقاء، فقد كان ماو يعاني من تدهور كبير في صحته، ويحس بأن الثورة الثقافية التي كان لا يزال يدعمها تشيع الانقسام في بلاده، وكان نيكسون يرغب في الخروج من وحول الأزمة الفيتنامية بأي ثمن، وهذا الضعف لدى الاثنين هو العامل الأول الذي مهد للقائهما. ومن طريف ما ترويه المؤلفة في كتابها أن الفريق الأمريكي الذي كان يفاوض الصينيين للتمهيد للزيارة، اضطر إلى ترك آلة نسخ مستندات في بكين ليستخدمها الصينيون في أخذ صور عن الوثائق الأمريكية، لعدم وجود آلة من هذا النوع في الصين، كما أن الصينيين أصروا على قيام طيارين صينيين بقيادة طائرة الرئاسة الأمريكية أثناء وجودها في المجال الجوي الصيني رغم أن تكنولوجيا أجهزتها مجهولة تماماً بالنسبة لهم. وعندما وصل نيكسون إلى بكين لم يكن قد حصل على تأكيد على أنه سيقابل ماو ولذلك فإنه شعر بالدهشة عندما دعاه الزعيم الصيني لمقابلته في مكتبه.
      وأثناء الزيارة، زود الأمريكيون الصين بمعلومات استخبارية مهمة جداً عن الهند والاتحاد السوفييتي، وعند مناقشة قضية التبادل التجاري بين البلدين قبل صياغة بيان شنجهاي قال كيسنجر للصينيين “لا تضيعوا وقتكم بهذه الأمور، وسنمنحكم أكثر مما تحلمون من تسهيلات” وقد التزمت أمريكا بهذا الموقف حتى الآن، وفي عام 2006 وصل الفائض التجاري بين البلدين إلى 230 مليار دولار لمصلحة الصين.
      ومع ذلك يظل الحديث عن ضرورة اتخاذ قرار شجاع بالنسبة للوجود الأمريكي في العراق وأفغانستان، شبيه بالقرار الذي اتخذه نيكسون بزيارة الصين أو إنهاء الحرب الفيتنامية، في مكانه. بل إن قرارا من هذا النوع يمكن أن يساهم في تغيير العالم بالفعل.






      أبو خلدون



    3. #288
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      شرق وغرب




      “الشرق شرق، والغرب غرب، ولن يلتقيا”، هكذا كان يقول روديارد كيبلينج، شاعر الأمبراطورية البريطانية الذي كانت قصائده دروسا وتدريبات عملية حول الطريقة التي ينبغي أن يعامل بها المستعمرون البيض سكان مستعمراتهم من أهل البلاد.
      وروديارد كيبلينج كان يرى أن الرجل الأبيض يحمل على كاهله عبئا ثقيلا هو محاولة “تحضير” شعوب العالم الثالث ونقلها من “الطور البدائي الهمجي إلى الطور الحضاري الإنساني”، بالمفهوم الغربي للحضارة، ولكنه كان يدرك أيضا أن الفرق بين الرجل الأبيض والشرقيين من سكان المستعمرات أكثر من مجرد شعر أشقر وعينين زرقاوين، إنه الفرق بين المادة والروح.
      والحضارة الغربية حضارة مادية مبنية على الفردية، والانعزالية، والشك بالآخرين والتوجس منهم. والحضارة الشرقية حضارة روحية تذوب فيها الذات في المجتمع، وأساسها الثقة بالآخرين.
      وفي قصة “ارفضني” يتحدث بول فيج فيما يشبه أدب السيرة الذاتية عن نشأته التي هي صورة لنشأة الشاب الغربي، فيقول على لسان بطل القصة: “كنت أتوقع الأذى من الآخرين في أية لحظة، وكنت أصرف معظم طاقتي في التفكير بالوسائل التي تبعد الأذى عني، ففي طفولتي، علمني الذين تولوا تنشئتي في البيت والمدرسة أن التزم جانب الحرص في كل شيء، وخطط هؤلاء مستقبلي، وبرمجوه منذ تلك السن المبكرة، فالأشرار يمكن أن يفاجئوني في الطريق في أية لحظة، وارتياد الأماكن غير المألوفة لي مغامرة غير محمودة العواقب، والاختلاط بالأشخاص الذين لا أعرفهم خير المعرفة يمكن أن يدمر حياتي أو حتى ينهيها، لقد كان الكبار الذين تولوا تنشئتي يزرعونني بالخوف، وبعد وصولي إلى سن النضج أخذت أجهزة الإعلام على عاتقها هذه المهمة، إذ إن هذه الأجهزة تعامل جمهورها وكأنه مجموعة من الأطفال الذين بحاجة إلى التحذير بشكل مستمر، إلى درجة أنها خلقت لي “كاتالوجا” من المخاوف شمل كل شيء في حياتي. وهذه المخاوف تعيش معي الآن وتتحكم في شخصيتي وتصرفاتي، رغم أنني أعرف أن معظمها غير موجود، إلا أنها تهيمن علي، والشرطي ليس بحاجة إلى إطلاق النار عليك ليثبت لك إنه يستطيع ردعك، إذ إن مجرد وجود البندقية في يده يكفي”.
      ولا أعتقد أن طفلا شرقيا نشأ نشأة مشابهة لهذه التنشئة، فالطفل الشرقي يتعلم منذ صغره ضرورة حب الناس والاقتراب منهم، لا الابتعاد عنهم وتجنبهم، والثقة بالآخرين، لا التوجس منهم، ولذلك تتكرر في المجتمعات الغربية جرائم يصعب تصور حدوثها في المجتمعات الشرقية، مثل ذلك الطفل الذي أشهر مسدسه وأطلق النار على زملائه الطلاب في مدرسة كولومبين في الولايات المتحدة الامريكية، أو أولئك الذين تطلق الصحف الغربية عليهم لقب ass killers حيث يخرج الواحد منهم من منزله للبحث عن ضحية، فإذا وجدها قتلها ومثل بجثتها وعاد للبحث عن ضحية جديدة، لا لشيء إلا لأن القتل يحقق له متعة ذاتية.
      وليس في الثقافة الشرقية حرية للفرد، لأن الحرية للمجتمع، وإذا أقر المجتمع منهجا فليس من حق أحد الخروج عليه، وإلا نبذه الجميع، بعكس الثقافة الغربية التي تعطي اهتماما لحرية الفرد، حتى لو كانت هذه الحرية صادمة للمجتمع، بل إنها تحاسب أفراد المجتمع الذين يدينون التصرفات الصادمة لهم، وتكون النتيجة: أفراد يشعرون بالغربة والعزلة والتوجس من كل شيء.
      الشرق شرق، والغرب غرب، ولن يلتقيا، ولكن يمكن أن تقوم بينهما علاقة حوار مثمرة وإنسانية.







      أبو خلدون



    4. #289
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      7 يوليو في المزاد




      يتفاءل البعض بالرقم 7 ويعتبره رقم الحظ، ويتذكر الأمريكيون ان استقلالهم أعلن في الشهر السابع، وأن رئيسهم السابع كان بطلا قوميا يعتبر من أفضل الرؤساء الأمريكيين. وعندنا يتعاطف الرقم 7 مع قليلي البخت، وفي الموال الشعبي أن هنالك “سبع سواقٍ تبكي على اللي بخته قليل”.. ولكننا لا نعتقد ان “السبعاوي” الذي يولد في الشهر السابع من الحمل أوفر حظاً من الآخرين.
      واليوم السابع من الشهر السابع من هذا العام الذي يعتبر السابع في الألفية الجديدة يحتوي على 3 سبعات، وهذا الأمر يحدث في القرن مرة واحدة، ولذلك يعتبره الأمريكيون يوما مميزا، وبعض الفنادق والمحلات التجارية في الجنوب الأمريكي التي ضربها إعصار كاترينا أجلت افتتاحها إلى 7 يوليو/تموز، ومن ذلك فندق وكازينو هارد روك بولاية ماساشوستس، وفي سباق سنوي للسيارات تجريه إحدى شركات المرطبات في 7 يوليو المقبل أصرت شركة شيفروليه على أن تحمل سيارتها المشاركة في السباق الرقم ،7 على أمل ان تفوز. أما توني بلير تابع الرئيس بوش فإنه لا يشارك الأمريكيين هذه النظرة، إذ إنه سيقدم استقالته في ذلك اليوم.
      و7 يوليو/تموز المقبل أشاع حركة غير عادية في القطاع الفندقي وقطاع الزواج في الولايات المتحدة، إذ إن حجوزات الفنادق كاملة لذلك اليوم منذ الآن، وزادت على سبعة أضعاف مثيلتها في العام الماضي، وحجوزات حفلات الزفاف وصلت إلى 41 ألف حجز، بزيادة تعادل 70% عن يوم 7 يوليو/تموز من العام الماضي، ويقول مدير شركة فنادق ريتز إن كل فروع فنادقه في كل الولايات الأمريكية لديها حجوزات لثلاث حفلات زفاف أو أكثر ليوم 7 يوليو المقبل، ويضيف: مقابل كل حجز قبلناه، اضطررنا للاعتذار عن قبول تسعة حجوزات، لأن كل المقبلين على الزواج يرغبون في إقامة حفل زفافهم في ذلك اليوم.
      وعلى هامش الإقبال على إقامة حفلات الزفاف في ذلك اليوم، ولدت تجارة جديدة هي: بيع 7 يوليو، بمعنى: إن يتنازل العروسان اللذان يملكان حجزا لذلك اليوم عن حجزهما لعروسين آخرين مقابل مبلغ من المال، خصوصا وأن هنالك الآلاف على قوائم الانتظار، وهنالك طالبان يدرسان في جامعة برنستون قررا إقامة حفل زفافهما في حرم الجامعة في ذلك اليوم لأنهما لم يتمكنا من الحصول على حجز.
      وبعض الشركات المختصة بترتيب حفلات الزفاف أجرت بعض التعديلات على برامجها العادية لتصبح أكثر انسجاما مع الرقم ،7 فهي تشترط مثلا أن يكون عدد ضيوف الحفل 77 أو ،777 وأن يبدأ الحفل في الساعة السابعة مساء بالضبط، وأن يجلس الضيوف كل سبعة على طاولة، وأن تكون تورتة العرس مؤلفة من 7 طبقات، كما انها تقدم للعروس 7 فصوص صغيرة من الماس، وبدلا من الأقامة ليلة واحدة في الفندق بعد حفل الزفاف تمتد الضيافة إلى سبعة أيام، في غرفة تحمل الرقم 7 أيضا، وبعد ذلك يبدأ العروسان إجازة شهر العسل وبالطبع فإن العريس هو الذي يدفع الفرق في التكاليف الإضافية، وهو كبير جدا بهذه المناسبة، إذ إن تكاليف حفلة من هذا النوع تضم 777 مدعوا تصل إلى 777،77 دولارا، بما يوحي أن رقم 7 لن يكون رقم حظ بالنسبة له.
      ومن بين الذين يعتقدون أن 7 يوليو المقبل غير مناسب للزواج بعض خبراء الأرقام، فهم يقولون أن تكرار هذا الرقم 3 مرات يخلق صعوبة في الاتصال بين الزوجين في المستقبل، ويقلل التفاهم بين الطرفين. ويقول دانيال هارت، خبير الأرقام: إن الزواج، بحد ذاته يحتاج إلى جهود غير عادية لإنجاحه، وهو مملوء بالثغرات التي يمكن ان تخلق سوء تفاهم بين الزوجين، فإذا أضفنا إلى ذلك رقما غير مناسب يؤدي إلى صعوبة التفاهم بينهما، فإن يوم 7 يوليو المقبل يصبح ليس هو التاريخ المثالي للزواج.






      أبو خلدون



    5. #290
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      الدنيا انقلبت




      لن يكون بعيدا ذلك اليوم الذي تستحدث المحاكم فيه عقوبة جديدة ضد المرأة هي: “العمل في منزلها”، وعندما ينظر القاضي في قضية امرأة تتعاطى المخدرات لا يحكم عليها بالسجن مع الأشغال الشاقة لمدة سنتين مثلا، وإنما يحكم عليها بالعمل في منزلها لمدة سنتين، وسوف تعتبر النساء هذا الحكم من أقسى العقوبات التي يمكن أن تفرض عليهن.
      والمرأة أصبحت أكثر سطوة وحضوراً من الرجل في معظم قطاعات الحياة، وها نحن نراها تحتل منصب المستشارية الذي كان يحتله هتلر في ألمانيا، وتتطلع للوصول إلى الكرسي الذي كان يشغله ديجول وأيزنهاور في الماضي، وأسرع الوظائف نموا في المجتمعات الغربية هي الوظائف التي تخضع لهيمنة المرأة مثل العناية بالأطفال والخدمات الصحية ومبيعات المفرق والكمبيوتر، كما ان نسبة الطالبات اللواتي ينهين دراستهن الجامعية أكبر من نسبة الطلاب، وحتى في الجيش الذي كان خلال القرون الماضية حكراً على الرجل أصبح دور المرأة فيه ملحوظاً. وقبل مدة نشرت جامعة هارفارد دراسة قالت فيها إن الرجولة، بمفهومها التقليدي، بدأت تتراجع، وإذا كان أحد المطربين يغني في الستينات من القرن الماضي “إنه عالم الرجل”، فإن العلماء يرون أن المرأة تجاوزت في هذا القرن ما كانت تحلم به من مساواة مع الرجل، وتمكنت من تحويل العالم إلى عالم امرأة. أما صحيفة “الصنداي تايمز” البريطانية فقد نشرت مقالا على صفحتها الأولى نسبت فيه إلى البروفيسور برايان سايكس، أستاذ علم الجينات في جامعة أوكسفورد، قوله إن العالم لن يكون عالم المرأة فقط، إذ رن جنس الرجال نفسه في طريقه إلى الانقراض، وإن الجنس البشري في المستقبل سيكون من النساء فقط، وقبل مدة نشر البروفيسور برايان كتابا بعنوان “لعنة آدم” يتحدث فيه عن تراجع نسبة الخصوبة لدى الرجال في العالم بأسره ، ويقول إن الكروموزوم الذكوري “ع” في الجسم حساس جدا، ولا يستطيع إصلاح أي عطب يتعرض له، على عكس الكروموزوم الأنثوي “ظ” الذي يستطيع المقاومة واصلاح نفسه، وهنالك دلائل علمية تشير إلى أن الكروموزوم الذكوري “ع” تعرض خلال الحقب التاريخية الماضية لتلف خطير، وأنه يموت تدريجيا ولا يولد من جديد، وبالتالي فإنه معرض للانقراض، وعند انقراضه سيتوقف الحديث عن الذكورة تماما، لأن النسل بعد ذلك سيكون مؤلفا من الاناث فقط.
      ولكن، من أين سيأتي ذلك النسل الذي يتألف من كروموزومات أنثوية فقط، مادام الرجال غير موجودين؟
      يقول الدكتور سايكس إن الرجل سيظل مطلوبا لفترة وجيزة لا تزيد على 125 ألف سنة، وبعدها يتغير الوضع، إذ ان العلماء، حتى في الوقت الحاضر، يشعرون بأن الأسباب التي تحول دون الاستغناء التام عن الرجل في عملية التلقيح بسيطة جدا، وسيتمكن العلم من تجاوزها في المستقبل، ويضيف إن الأسرة في المستقبل لن تتكون من أب وأم تنجب الأم فيها أطفالا وتتعهد تربيتهم، وإنما من أم وأم، تقيمان في منزل واحد، تنجب كل منهما، بالدور، وحسب الرغبة، ويتم تلقيح بويضتها نوويا، لأن الرجل لن يكون موجودا، فالشوارب ستكون قد تساقطت منذ قرون، والملامح الحادة في جسم الذكور تغيرت وتحولت إلى تكورات وارتفاعات، والخشونة غابت تماما من صوته، والكروموزوم الذي كان يمنحه الرجولة لم يعد موجودا.
      125 ألف سنة، ويتحول العالم بأسره إلى نساء يتلقين التلقيح نوويا، وينجبن نساء، ولكن البروفيسور سايكس يقول إن العالم لن ينتظر كل هذه المدة لكي يسلم زمامه للمرأة، ويرى البروفيسور سايكس ان الحضور الأنثوي في الحياة العامة سيرتفع بشكل مطرد خلال العقود المقبلة، وليس من المستبعد أن يحدث انقلاب في الأدوار مع نهاية القرن، بحيث تقوم المرأة بالأعمال التي يقوم بها الرجل في الوقت الحاضر، بينما يبقى هو في المنزل للغسيل والطبخ ورعاية الأولاد. وتصبح من أقسى الأحكام المذلة التي يمكن ان تفرضها المحاكم على المرأة هي العمل في المنزل. وبصراحة، الدنيا انقلبت.







      أبو خلدون



    6. #291
      التسجيل
      15-10-2004
      الدولة
      حائر
      المشاركات
      1,537
      المواضيع
      99
      شكر / اعجاب مشاركة
      بطاقات الألعاب

      Gamertag: OmarIQ

      رد: جناحا الذبابة

      الدنيا انقلبت
      مسألة إنقراض الرجال .. أراها خيال طافح عن حده ^_^
      لأنها سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا

      و125 الف سنة مو هينة, حتى نقوم نصرح ونتخيل إيش اللي يصير فيها
      ^_^

      - للأسف فاتتني كثيرا من المقالات لم أقرأها, سأقرأها فيما بعد إن شاء الله -

      في أمان الله
      جديد موقعي .


      رابط الصفحة .. من هنا:
      من المدونة [هنا]


    7. #292
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      الرقم والقصة




      عندما كانت القوات “الإسرائيلية”، تحاصر مخيم جنين بينما سكانه العزل يدافعون عنه بالحجارة، قال أحد المسؤولين “الاسرائيليين” “إن الفلسطينيين سينتجون فيلما سينمائيا عما حدث في المخيم”.
      وبعد انتهاء الحصار الذي استشهد فيه 58 فلسطينيا وهُدم 400 منزل، أنتج الفلسطينيون عدة أفلام لا فيلماً واحداً حاربتها “اسرائيل” أكثر مما حاربت المخيم، فقد منعت عرضها داخل الأراضي التي تخضع لسيطرتها، ومن هذه الأفلام: “جنينجراد الشاهد والشهيد” للمخرج فراس عبدالرحمن، و”يوميات جنين”، و”جنين.. جنين” وكل هذه الأفلام ليست وثائقية بالمعنى المفهوم، وإنما هي رحلة في عقول المحاصَرين داخل المخيم، واستشراف لأحاسيسهم. والفلسطينيون يتذكرون ما قاله أحد الزعماء “الإسرائيليين”: “قتيلهم رقم، وقتيلنا قصة”. فأجهزة الإعلام الفلسطينية تركز على عدد الضحايا الذين يسقطون في العمليات “الإسرائيلية”، والرقم لا يعني الكثير بالنسبة للمواطن الغربي، أما أجهزة الإعلام “الإسرائيلية” فإنها تحول كل “إسرائيلي” يسقط في عملية مع الفلسطينيين إلى قصة، وتنسج حوله روايات مؤثرة تستدر عطف القراء. ويبدو أن الجيل الجديد من السينمائيين الفلسطينيين بدأ يحول شهداءه إلى قصص إنسانية مؤثرة.
      وإذا كانت النكبة عام 1948 قد افرزت محمود درويش وسميح القاسم وغيرهما كشعراء أعادوا تشكيل اللغة، وأعطوا الشعر بعدا لم يعرفه من قبل، فإن النكسة وأوسلو وكامب دايفيد وغيرها من المحطات التي مرت بها القضية الفلسطينية أفرزت جيلاً من السينمائيين كشف للعالم كيف توظف الحرب لتغيير الجغرافيا، وكيف تصبح الجغرافيا لا تصلح إلا للحرب. في أحد أفلامه، يسخر رشيد مشهراوي الذي حاز جائزة بينالي الشارقة من الحدود التي تفرضها “إسرائيل”، وفي فيلم “يد إلهية” يجتاز بالون يحمل صورة عرفات الحدود، دون أن تتمكن نقاط التفتيش من “التدقيق في أوراقه”، ويمر بكنيسة القيامة قبل أن يتوقف فوق قبة الصخرة. وفي فيلم “كتاب الحدود، رحلة في الأراضي الفلسطينية” تركز الكاميرا على نقاط التفتيش حيث مدافع الدبابات والبنادق مصوبة باتجاه المارة الذين وقفوا في صفوف انتظار مملة، كما تركز على مزارع يبكي حقل زيتونه الذي صادرته”إسرائيل” وقطعت أشجاره بالمنشار بطريقة منهجية من أجل شق طريق يسمح بمرور جدار العنصرية والظلم الذي أقامه شارون.
      ويتناول فيلم “يد إلهية” للمخرج إيليا سليمان، الذي حاز أرقى جائزة لفيلم أجنبي في مهرجان كان الدولي، قضيتين: الأولى هي الحب الذي لا يعرف الحدود، والثانية الحواجز التي تعرقل الحياة. وتدور قصة الفيلم حول عاشقين يعيش أحدهما في رام الله، والثاني في القدس، وبسبب المظالم “الاسرائيلية” لا يستطيعان الالتقاء إلا عند أحد الحواجز. ويجلس الاثنان في سيارة، يراقبان المعاملة الظالمة التي يلقاها الفلسطينيون على أيدي قوات الاحتلال. وفي محاولة للهروب من الواقع يلجأ الاثنان إلى الخيال، ويبتكران عالماً هما بطلاه، فتتحول الفتاة الى فدائية تتمتع بمهارة تتغلب فيها على أمهر الرماة، ويلقي الشاب بنواة حبة مشمش، فتنفجر دبابة “إسرائيلية”.
      والحوار في الأفلام الفلسطينية قليل، والتركيز على المشاهد التي تكتبها الكاميرا دون كلمات، ربما لأن الفلسطينيين يشعرون بأن “الحوار مع الآخر” غير متوافر.







      أبو خلدون



    8. #293
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      زنزانة كبيرة




      كيف يفكر “الإسرائيليون” حالياً؟ وهل القنابل والرؤوس النووية التي أنتجها مفاعل ديمونا، والشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، والمذابح الوحشية التي ارتكبها شارون وغيره، هل كل هذه الأشياء تمكنت من زرع شيء من الثقة في نفوسهم بأن مستقبلهم سيكون أفضل من حاضرهم؟
      المؤرخ “الإسرائيلي” يعقوب تالمون يتحدث عن هزيمة “إسرائيل” في حرب أغسطس/ آب الماضي أمام حزب الله ويقول: “حتى الانتصارات التي حققناها في حروبنا الماضية أفرزت انتصارات عقيمة لم تسهم في دعم المشروع الإسرائيلي”، والمفكر شلومو رايخ ينظر إلى المستقبل، ويتوقع هولوكوست جديدة في فلسطين، ويقول: “إسرائيل تركض من نصر إلى نصر حتى تصل إلى هزيمتها النهائية المحتومة”. ويذكر الجنرال الفرنسي بوفر الذي قاد القوات الفرنسية في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 أنه عندما ذهب، بعد انتهاء المعارك، ليهنيء إسحق رابين الذي كان يشغل منصب رئيس أركان الجيش “الإسرائيلي” في ذلك الحين، فوجئ برابين يقول له: “ولكن، ماذا سيتبقى من كل هذا”؟
      ونحن نتحدث عن “نكبة يونيو/ حزيران”، أما اليهود في “إسرائيل” فإنهم يتحدثون عن “نكتة حزيران”، نكتة هيأت لهم أنهم احتلوا مساحات واسعة من الأراضي العربية تفوق مساحة دولتهم، فإذا بهم يضطرون، بعد سنوات، إلى إخلاء جزء كبير من الأراضي التي احتلوها، وسيضطرون إلى إخلاء الجزء الباقي، ولذلك فإنهم لا يطلقون على “الانتصارات” التي يحققونها في المعارك اسم “انتصارات” وإنما “انتشارات”، انتشارات لجيشهم سيتبعها حتماً إعادة تجميع، وعودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل الانتشار.
      وهذا التصور، عبر عنه أحد طلاب الجامعة العبرية، أو ربما أحد الأساتذة، بقصيدة كتبها على جدار دورة المياه في الجامعة تكشف الإحساس العميق بالورطة التاريخية التي وجد “الإسرائيليون” أنفسهم فيها: وجاء في القصيدة: “ليذهب السفارديم إلى إسبانيا/ والإشكناز إلى أوروبا/ واليهود العرب إلى الصحراء/ ولنعد هذه الأرض إلى يهوه/ فقد سببت لنا من المتاعب ما فيه الكفاية”.
      و”الإسرائيليون” يعيشون هاجس الحرب، وكلما خرجوا من حرب شعروا أنهم في مرحلة إعداد لحرب مقبلة. وكان موشيه ديان يقول: “تنتهي حياة “الإسرائيلي” إذا سقط السيف من يده” وفي الكلمة التي ألقاها في جنازة صديقه روي روتبرج الذي قتله الفدائيون الفلسطينيون، قال دايان: “إننا جيل من المستوطنين لا يستطيع غرس شجرة، أو بناء بيت، دون الخوذة الحديدية والمدفع، وعلينا ألا ندير رؤوسنا حتى لا ترتعش أيدينا، إنه قدرنا، أن نكون دائما مستعدين” ويقول الشاعر الإسرائيلي حاييم جوري بمرارة: “إن المواطن الإسرائيلي يولد وفي داخله السكين الذي سيذبحه”.
      نعود إلى السؤال الذي طرحناه في البداية ونقول: إن المواطن “الإسرائيلي” يسير في الشارع وهو يلبس كفنه، وينام على السرير في منزله وهو يتصور انه لن يرى صباح اليوم التالي، ويحس أن ما تطلق عليه التوراة وأحبار اليهود الصهاينة اسم “أرض الميعاد” هو مجرد زنزانة كبيرة تحتوي على ما يزيد على أربعة ملايين يهودي هم عدد سكان “إسرائيل” ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام بهم، أو العودة إلى المنافي التي جاؤوا منها، وهذا أروع ما حققه الصمود العربي حتى الآن، وأروع ما حققته المقاومة الفلسطينية واللبنانية.






      أبو خلدون



    9. #294
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      أطفالنا والرسوم المتحركة




      في منطقة أسوان في مصر، دفع طفل في العاشرة من العمر حياته ثمنا لتقليد بطل مسلسل الرسوم المتحركة التلفزيوني “هرقل”. ولدى التحقيق في هذه الحادثة التي ضج لها الشارع المصري، تبين أن الطفل اتفق مع صديق له في مثل عمره على تعليق نفسه في حبل ربطه في سقف الغرفة، لكي يحضر بطل المسلسل ويضرب الحبل بسيفه البتار وينقذه. ولكن البطل لم يحضر، ومات الطفل شنقا. وفي الولايات المتحدة، حاول طفل وضع شقيقته الصغيرة في الثلاجة تقليدا لمشهد رآه في حلقة من حلقات توم وجيري، وفقأ آخر عين صديقه لأنه رأى توم يفعل ذلك، وألقى ثالث نفسه من شرفة منزله اعتقادا منه أنه سيطير مثل السوبرمان.
      والطفل يجد صعوبة في التفريق بين الخيال الذي يراه على شاشة التلفزيون، وحقائق الحياة التي يعيشها، بل إن الدراسات أثبتت أن الكبار يمرون بحالات من هذا النوع، إذ إن الجانب المتعلق بالمنطق في أدمغتهم يتوقف عن العمل عندما يجلسون أمام التلفزيون، فهم لا يحاولون إخضاع ما يرونه للمنطق، بل يتقبلونه كما هو، على أساس أنه حقيقة. وأذكر أننا عندما كنا صغارا ونشاهد قطارا على شاشة السينما يتجه نحو الجمهور، كنا نختبئ تحت المقاعد لكي لا يدوسنا القطار، وفي التجارب التي أجراها العلماء تبين أن مشاهدة حادث سيارة على شاشة التلفزيون تنشط في دماغ المشاهد نفس المناطق التي تنشط عندما يشاهد هذا الحادث في شارع عام.
      وأفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة تضخ كميات هائلة من العنف والخيال والسحر وتشويه العقائد وتعليم الأطفال الانتقام والسرقة وكل ما يفتح لهم آفاق الجريمة. ويتلقى أطفالنا كل هذه الأشياء وينشأون عليها باعتبارها حقائق في الحياة. وفي الكثير من المسلسلات وأفلام الكرتون تكريس للسحر والشعوذة، حيث الأبطال يوقفون الزمن ويتنقلون بين الماضي والحاضر والمستقبل بغمضة عين، ويتجولون في الفضاء ويتعاملون مع الجن والملائكة ويستخدمونهم في الصعود والهبوط بين السماء والأرض وغير ذلك من المفاهيم التي لا تتناسب مع التوجيه الذي نريده لأطفالنا.
      وحتى في الحالات النادرة التي تقدم فيها قيماً وأخلاقاً حميدة للأطفال، تفعل ذلك من خلال بيئة بعيدة كل البعد عن البيئة التي يعيش أطفالنا في كنفها. ومثال على ذلك إن الثقافة الغربية التي تنتج هذه الأفلام تشجع الفردية والحرية الشخصية ولا تؤمن بوصاية الوالدين على الأطفال، وحقهما في التربية والتوجيه، الأمر الذي يخلق في نفوس أطفالنا دوافع نفسية متناقضة بين ما يتلقونه على الشاشة، وما يعيشونه داخل أسرهم وبيئاتهم ومجتمعاتهم، فيكون ذلك بداية الانحراف لديهم. يضاف إلى ذلك أن هذه المسلسلات تكرس الحياة الغربية في الملبس والمأكل والسكن وأسلوب العيش، ما يورث الطفل إحساساً بالدونية، وبضرورة التمرد على حياته إلى درجة تصل أحيانا إلى الانسلاخ عن واقعه، وارتباطه بالمجتمعات الغربية، خصوصاً وأن “القدوة” التي تقدمها هذه المسلسلات له تحمل اسما غربيا وملابسها وعاداتها غربية.
      وأخطر ما في المسلسلات الكرتونية التي تقدم لأطفالنا هي أنها تبرر ما تقدمه من عنف وثقافة مشوهة، لأن “بطل المسلسل” هو الذي يرتكبهما، والبطل مسموح له بأي شيء، في نظر الطفل، كما أن الجريمة تمر دون عقاب. وفي دراسة أجرتها شركة ميديا سكوب الأمريكية خلال التسعينات تبين ان 73% من مشاهد العنف التلفزيوني تتجاهل تماما عقاب المجرم.والعنف أصبح هو الثقافة الأكثر رواجا لدى الأطفال. ويروي أحد الباحثين أن طفلة في الرابعة من عمرها علمت بوفاة والد صديقتها، فكان السؤال الأول الذي طرحته هو: من قتله؟ لأن التلفزيون علمها أن القتل هو السبب الوحيد للموت.







      أبو خلدون



    10. #295
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      القدس




      أليس غريباً أن يستولي نبوخذ نصر على القدس، ويدمرها، ويحرق مبانيها، ويفتك بسكانها، ويسبي يهودها إلى بابل، ويزيل هيكلهم الذي يتعبدون فيه، ثم يترك جداراً من الهيكل من دون إزالة هو “حائط المبكى” (البراق) الذي يزعم اليهود أنه الجزء المتبقي من الهيكل؟
      شيء آخر، إذا كان السيد المسيح، عليه السلام، قد خرج على الناموس اليهودي، كما تقول الروايات اليهودية التي تصفه وتصف والدته بأبشع الصفات، وجرى تقديمه للمحاكمة على هذا الأساس، فكيف يجري دفنه في أقدس مكان لدى اليهود، في ساحة هيكلهم، إذ إن المعروف أن كنيسة القيامة التي يزعمون أن المسيح عليه السلام دفن فيها تبعد مسافة قصيرة عن حائط البراق؟ أليس الأقرب إلى العقل والمنطق أن نقول إن نبوخذ نصر دمر الهيكل كله، وإنه لم يكن قائماً في المكان الذي يزعم اليهود إنه كان قائماً فيه، مكان المسجد الأقصى؟
      ومن المثير للانتباه ألا نجد ذكراً لمدينة القدس (التي يتمسك بها اليهود أكثر من تمسكهم بدينهم نفسه)، في الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم، المسماة التوراة، وحتى وفاة رسول الله سليمان لم تكن هذه المدينة تتمتع بأية قداسة لدى اليهود، فهي لم تكن تعني شيئاً (من وجهة النظر التوراتية) لسيدنا إبراهيم، ولم يذكرها ابنه اسحق على الإطلاق، ولا حفيده يعقوب، ولا الأسباط، ولم يذكرها كذلك سيدنا موسى عليه السلام. بل إن أسفار أنبياء بني إسرائيل تحتوي على مقاطع فيها حديث طويل عن انحرافات أورشليم وضلالاتها، بما لا يؤهلها للتقديس، وفجأة، ومن دون سابق إنذار، نأخذ علماً في سفر الملوك أن “الرب اختار أورشليم”، في عبارة تبدو كأنها حشرت حشراً في النص، ومن دون تبرير لأسباب هذا الاختيار.
      وليس العقل والمنطق هما، فقط، اللذان يرفضان مزاعم اليهود حول أهمية القدس، بالنسبة لليهود، إذ إن الحفريات الأثرية التي أجريت في المدينة، منذ بعثة تشارلز وارن عام 1868 حتى الآن لم تتمكن من ربط تاريخ هذه المدينة وآثارها بما جاء في التوراة عنها، ومنذ سقوطها بيد “إسرائيل” عام 1967 والحفريات تجري على قدم وساق في مناطق متعددة للبحث ولو عن دليل واحد يبرر ربط القدس بأحداث التوراة من دون جدوى، رغم أن أعمال التنقيب كشفت أن كل الشعوب والأمم التي كانت لها صلة بهذه المدينة تركت أثاراً تشهد على هذه الصلة.
      وربما كان ه. ج. ويلز على حق عندما كتب يقول: “إن حياة العبرانيين في فلسطين تشبه حياة رجل يصر على الإقامة وسط طريق مزدحم، فتدوسه الأقدام والحافلات والشاحنات باستمرار، ومملكتهم لم تكن سوى حادث طارىء في تاريخ مصر وسوريا وآشور وفينيقية، ذلك التاريخ الذي هو أكبر وأعظم من تاريخهم”. وأن المؤرخ البريطاني كان يستشرف المستقبل عندما قال لموشيه دايان في مناظرته الشهيرة معه “إن الحتمية التاريخية تقول إن “إسرائيل” ستزول”.
      ولكن الحتمية التاريخية، كما يقول توينبي نفسه، بحاجة لمن يحدثها، ولذلك رد عليه موشيه دايان قائلا: لقد انتظرنا 200 سنة حتى امتلكنا القدس، فلينتظر العرب هذه المدة ليخرجونا منها.







      أبو خلدون



    11. #296
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      عبقرية التوحد




      العباقرة الذين عانوا من مرض التوحد، ولازمهم المرض حتى المراحل الأخيرة من حياتهم كثيرون، لعل أشهرهم السير إسحق نيوتن الذي كان المرض يدفعه إلى اعتزال الناس، وتمضية معظم وقته في حديقة منزله، وتوحد إسحق نيوتن هو الذي أهدى نظرية الجاذبية للعالم، لأنه هو الذي دفعه إلى العزلة في ذلك اليوم، والجلوس تحت شجرة تفاح في حديقته، لكي تسقط تلك التفاحة الشهيرة على رأسه وتهدينا نظرية الجاذبية.
      والذين قرأوا سيرة حياة البرت إينشتاين، مكتشف النسبية، وأكبر عبقرية في التاريخ، لا بد لاحظوا الكثير من أعراض التوحد في حياته وسلوكه، فهو لم يبدأ النطق إلا في الرابعة من العمر، وظل حتى التاسعة عاجزا عن استخدام اللغة للتعبير عن رأيه ورغباته، كما كان يعاني من أحلام اليقظة، ومن نوبات الغضب التي تشل تفكيره وتجعله عاجزا عن الكلام، وكل من يعرفه، بمن في ذلك والداه، كان يقول إنه يعاني من الإعاقة. وفي المدرسة كان بليدا، إلى درجة أن أساتذته كانوا يقولون: “هذا الطالب سيظل فاشلا طوال حياته، ولن يتمكن من تحقيق أي شيء في المستقبل”.
      والأطباء الذين شرّحوا دماغ إينشتاين قالوا إن حجم مخه أكبر من الحجم العادي، وهي ظاهرة مألوفة لدى مرضى التوحد الذين يكون المخيخ لديهم أصغر من المعتاد أيضا، ولم يكشف الأطباء حجم مخيخ إينشتاين، ولكنه صغير حتما، وكبر حجم مخه لم يساعده على تعلم قيادة السيارات، وقد أمضى فترة من حياته يتعلم القيادة، ورغم ذلك ظلت مهارته فيها تقتصر على تشغيل مفتاح المحرك، وفتح باب السيارة وإغلاقه، فاكتفى من الغنيمة بالإياب، وظل طوال حياته يستخدم سيارات الأجرة.
      وبيل جيتس، امبراطور الكمبيوتر ومؤسس شركة مايكروسوفت وأغنى رجل في العالم، ثبت بالفحص الطبي انه لا يزال حتى الآن يعاني من عارض اسبيرجر، وهو أحد أعراض مرض التوحد، فقد كان في طفولته فضوليا وغريب الأطوار، وفي شبابه لم يكن متزنا، وفي فيلم “قراصنة وادي السيليكون” الذي أدى الممثل أنطوني مايكل هول فيه دور بيل جيتس، بدا عبقري الكمبيوتر في الفيلم خجولا (وهو بالفعل كذلك في حياته الخاصة)، لا ينظر إلى وجه محدثه، وإنما يدير بوجهه إلى الجانب الآخر لكي يتفادى التقاء العيون، وفي أحد مشاهد الفيلم يقول لصديق له، محاولا تبرير عدم مشاركته لزملائه في نشاطاتهم الرياضية: “إن الرياضة تضر الجسم”، ولا أحد في العالم يعتقد أن الرياضة تضر الجسم، إلا الذين يرغبون في اختراع سبب لتبرير ابتعادهم عن الآخرين.
      وفي الفيلم يظهر بيل جيتس يعاني من مخاوف من أشياء صغيرة، ويشغل نفسه أحيانا، كما يفعل ضحايا التوحد، بأشياء لا جدوى منها، مثل: الافتراض أنه سيعيش إلى سن الثمانين، وحساب عدد دقات قلبه طوال حياته، وعندما يحسب الأرقام ويحصل على جواب، يشعر بالغضب، ويتمدد فوق السيارة وهو يقول: “إن الجواب يفوق التصور”. وتصرفات من هذا النوع ليست بعيدة عن مرضى التوحد الذين كثيرا ما يشغلون أنفسهم في أشياء لا تفيد أحدا، ومن ذلك أن المفكر الفرنسي بودلير كان يعاني من الهواجس، وكان يخرج ليلا في الشوارع، ويحصي عدد النوافذ المضاءة، وآخر كان يحصي أرقام السيارات، ويحاول معرفة عدد السيارات التي تقبل أرقامها القسمة على 3 وغير ذلك.
      وأحيانا يكون التوحد طريقا إلى العبقرية، وفي الماضي كانوا يقولون: “بين العبقرية والجنون خيط رفيع جدا” لعل هذا الخيط هو التوحد.







      أبو خلدون



    12. #297
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      مجرد فكرة



      تهتم الصحف الغربية باستطلاعات الرأي إلى حد كبير، ولا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ فيها استطلاعاً حول هذا الموضوع أو ذاك، مما يدخل في باب اهتمامات القارئ: من رأيه بسياسة الحزب الحاكم، أو إنجازات الرئيس، إلى رأيه في تطوير مدينته، أو جامعة، أو ناد في المدينة، إلى مواضيع أخرى لا تذهب من ذاكرة الناس، إلى تلك التي تعيش على هامش الذاكرة، أو لا تدخل في الذاكرة إلا لفترة محدودة.
      واستطلاعات الرأي من الأمور التي توليها الصحف الغربية عناية خاصة، وترى فيها وسيلة لمعرفة توجهات الناس وآمالهم وتطلعاتهم. والذين يزورون المدن الغربية يجدونها تعج بشبان وفتيات يحملون بين أيديهم أوراقاً تحمل سؤالاً واحداً يطرحونه على الناس بشكل مفاجئ وفي أي مكان، وقد يكون ذلك أثناء تناول فنجان قهوة في أحد مقاهي الرصيف في فيينا، أو أثناء تناول سندويش همبورجر في الشارع الرئيسي في برلين، أو في حافلة في لندن. وقد يكون السؤال طريفاً مثل: أيهما تفضل زيارة حماتك أم زيارة طبيب الأسنان؟ أو.. هل قلت لشريك حياتك إنك تحبه الأسبوع الماضي؟ أو: إذا أتيحت لك الفرصة، هل توافق على إجراء عملية تجميلية على يد جراح ماهر مجاناً؟.. وقد يكون السؤال جدياً مثل: هل توافق على بقاء بلادك داخل المجموعة الأوروبية؟ ومعظم الذين يشاركون في طرح الأسئلة، على الناس، هم من الشباب المتطوع، الذين يضعون أنفسهم تحت تصرف جريدة أو مؤسسة لاستطلاع الرأي لمدة معينة، أثناء إجازاتهم المدرسية، أو إجازاتهم من العمل، ويخضعون لفترة تدريب قصيرة، ينطلقون بعدها وهم يحملون أوراق الاستطلاع بحماس، يختلطون بالناس، ويتعاملون معهم، ويطرحون الأسئلة عليهم، ويتلقون الإجابات، ويحملونها إلى الجريدة (أو محطة الإذاعة، أو التلفزيون)، أو إلى مؤسسة العلاقات العامة التي كلفتهم بالاستطلاع، كي يقوم الخبراء بدراستها وتحليل نتائجها.
      وإذا كانت الانترنت قد عززت جانبا ما من جوانب حياتنا الحديثة، فإنها عززت جانب استطلاعات الرأي، إذ إن هذه الاستطلاعات أصبحت موجودة بشكل يومي، في كل جريدة أو مجلة، وفي معظم المواقع الإخبارية والجماهيرية.
      ورغم التقدم الذي أحرزته الصحف العربية خلال السنوات الماضية ورغم أن محطات إذاعاتنا أصبحت مسموعة في كل أرجاء العالم، وشبكاتنا التلفزيونية تحولت إلى شبكات فضائية، فإن هذا النوع من الخدمة لايزال يحظى باهتمام ثانوي، رغم الفائدة الكبيرة التي تعود منه على المؤسسات التي تستخدمه، والشباب المتطوع الذي ينفذه، والمواطن بشكل عام. هي دعوة، وربما مبادرة، وربما مجرد فكرة.







      أبو خلدون


      التعديل الأخير تم بواسطة -Cheetah- ; 16-03-2007 الساعة 01:58 PM

    13. #298
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      النوم موسيقياً



      يروى عن الفارابي الذي كان أعلم الناس بالموسيقا في عصره أنه دخل مجلس سيف الدولة الحمداني في حلب وهو يحمل في يده آلة بدت غريبة في نظر الجالسين هي آلة البزق، فسألوه عن الآلة، فقرر أن يجيبهم بطريقة عملية، فدوزنها وبدأ العزف، فإذا بهم يضجون في ضحك هستيري وكأنهم تعاطوا حبوبا للضحك، ثم عاد ودوزن الآلة من جديد وبدأ يعزف فبدأت الدموع تنهال من أعينهم وارتفعت الأصوات بالنحيب وكأنهم في مأتم. ودوزن الآلة ثالثة وعزف فبدأوا يتثاءبون، ثم غطوا في نوم عميق، فتركهم نياما ومضى. وعلم سيف الدولة بالقصة، فأرسل من يبحث عن الفارابي ليحضره إليه ويكرمه. ويقال إن الفارابي هو مخترع آلة البزق، وكانت الآلة تحمل في الأصل اسم “بي ذوق” وتحول الاسم فيما بعد إلى بزق، وفي عصرنا الحاضر كان غجري من لبنان يدعى “سعيدو” أفضل من يعزف على هذه الآلة في الشرق الأوسط. ويقال إن الفارابي اخترع آلة القانون أيضا، التي تعتبر الآلة الرئيسية في فرقنا الموسيقية.
      تذكرت قصة الفارابي التي كنا نعتقد أنها تدخل في باب مبالغة الأقدمين من كتابنا وأنا أقرأ عن موسيقار ياباني يدعى ماين كوا كامي أجرى تجربة فريدة هي الأولى من نوعها في الغرب، فقد قدم عرضا في العزف على البيانو في إحدى الساحات في إسبانيا لم يكن الجمهور فيه يجلس على الكراسي وإنما على فرش، وبعد فترة من عزف موسيقا هادئة تريح الأعصاب بدأ الجمهور يتثاءب، وبعد دقائق غط الجميع في نوم عميق بينما العازف الياباني مستمر في العزف.
      وفي مقابلة تلفزيونية أجريت مع منير بشير الذي يعتبر أفضل عازف عود في تاريخ الموسيقا العربية الحديث تحدث عن حفلة أحياها بعزف منفرد على العود، كان العود يقوم فيها بمقام فرقة موسيقية كاملة، وأثناء العزف، خرجت بالورينا معروفة ورقصت على المسرح، على أنغام العود، أمام الجمهور، وقال منير: “لقد أخرجها العزف عن طورها وأحدث لديها حالة دفعتها لمغادرة مقعدها والرقص على المسرح”.
      والموسيقا تخاطب الأحاسيس مباشرة، وتتأثر بها حتى الحيوانات، وقبل مدة نشر باحث أمريكي دراسة قال فيها إن البقر تتأثر بموسيقا الروك الصاخبة وتطرب لها، بينما الدجاج تتأثر بالسيمفونيات الكلاسيكية. وقال الباحث إن معظم الحيوانات تطرب لما يطلق عليه الأغاني الشعبية، وخصوصا القطط، أما الحيتان فإنها تطرب للموسيقا والأغاني التي تتكرر نغماتها، فهي على استعداد لأن تسمع النغمة الواحدة مرتين أو ثلاثا دون أن تمل، وقال الباحث: “إن الحيتان مغرمة بالإعادة”.
      وأتصور أن البدوي في الصحراء عندنا أدرك تأثير الموسيقا والغناء على الحيوانات قبل عشرات القرون، ولذلك كان يطلق صوته بالحداء أثناء ركوبه الإبل والخيل، وأغلب الظن إنه لم يكن يفعل ذلك لكي يسلي نفسه، حيث الصحراء موحشة ولا أنيس، وإنما لتسلية العيس وتشجيعها على احتمال المشقة والاستمرار في السير، وأتمنى لو أن المختصين بالشعر الجاهلي يبحثون عن أشعار تكشف أن ناقة الشاعر وحصانه أصبحا أكثر نشاطا في السير بعد أن بدأ الشاعر يحدي، أو لو أن مختصا في علم الأعصاب يكشف تأثير الحداء على الحيوان لكي نضع هذا البحث حصوة في عين الباحث الأمريكي ونقول له إن شمس العرب لا تزال تسطع على الغرب، وأن البحث الذي كتبه يعرفه حادي العيس عندنا منذ ما يزيد على ألفي سنة.
      والموسيقا غذاء الروح، وكان حكماء اليونان القدامى يستخدمونها في العلاج.







      أبو خلدون



    14. #299
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      تعاونيات مدرسية لمكافحة الجريمة



      كل الوسائل جربها الأمريكيون لاحتواء أعمال العنف واستخدام الأسلحة والمسدسات في المدارس، من تركيب كاميرات تلفزيونية لمراقبة الطلاب في قاعات الدروس وأثناء الفسحة على مدار الساعة، إلى استخدام اجهزة كشف المعادن عند الباب الرئيسي في كل مدرسة، ومطالبة الطلاب بالمرور عبر هذا الباب لمعرفة من يحمل منهم سكينا أو مسدسا في جيبه أو حقيبته، إلى إجراء دراسات ميدانية لتحديد الطلاب الذين يمكن أن يلجأوا إلى العنف في المستقبل، ومراقبتهم وإرشادهم.
      وبعد حادث مدرسة كولمبين الذي أطلق فيه طالبان النار على زملائهما من الطلاب وقتلا وجرحا ما يزيد على 16 طالبا، قال علماء النفس إن الطالبين يعانيان من اضطراب نفسي، ولكن الفحوص التي أجريت لهما كشفت أنهما لا يعانيان من أي اضطراب من هذا النوع، وبعد هذا الحادث بفترة بسيطة ضبطت إدارة إحدى المدارس مسدسا بحوزة طالب في الحادية عشرة من العمر أحضره معه إلى المدرسة لقتل مدرِّسته لأنها وبّخته أمام الطلاب. وتشاء الصدف أن يعترف هذا الطالب لأحد زملائه بما ينوي فعله، فأبلغت إدارة المدرسة الشرطة التي حالت دون حدوث الجريمة.
      وقبل مدة صدر كتاب في الولايات المتحدة عن هذه القضية بعنوان “لم يتبق من نكرهه، تعليم التعاطف بعد كولمبين” من تأليف إليوت أرينسون أستاذ علم النفس في جامعة ستانفورد التي تعتبر من بين الجامعات الأمريكية الراقية، ويقول المؤلف في كتابه إنه من الخطأ القول إن أعمال العنف التي تجري في المدارس سببها انحراف بعض الطلاب ومعاناتهم من ندوب نفسية، لأن من يقومون بهذه الأعمال أصحاء من الناحية النفسية، ولكن البيئة المدرسية دفعتهم للانحراف بسبب غياب الرقابة والتوجيه.
      ويقول أرينسون إن الشباب في سن المراهقة من طلاب المدارس الثانوية غالبا ما يعانون من “الغرور العضلي” ويميلون إلى السخرية من بعضهم بعضا، وإذلال بعضهم بعضا، وتكوين “شلل” تحمي أفرادها وتعتدي على الطلاب، ويتم ذلك أمام أعين وآذان المدرسين الذين يغضون البصر عن الكثير من تجاوزات طلابهم تفاديا للمشاكل، فلا يجد الطلاب الذين يتعرضون للعنف والإذلال في جو مدرسي يتسم بالعداء وعدم التسامح إلا الانتقام، وحيث إن خبرة الطالب في الحياة لا توفر له الكثير من الخيارات، فإنه يلجأ للانتقام باستخدام الأسلحة.
      ويقول أرينسون إن السبيل الوحيد للقضاء على أعمال العنف في المدارس هو خلق بيئة مدرسية أكثر تسامحا، بتعويد الطلاب على الواجبات الجماعية بحيث يشعر كل واحد منهم بأن نجاحه يعتمد على تعاونه مع الغير، ويطالب بتغيير مفهوم التدريس في المدارس الأمريكية لكي يصبح “تدريسا تعاونيا” لتغيير المناخ المعادي في المدارس إلى مناخ تكون علاقة الطلاب فيه مرتبطة بروابط من المودة.
      ولكن، هل المدارس بيئة خاصة جاءت من الفضاء الخارجي، وهل يجدي التدريس التعاوني فيها، إذا كان كل ما في المجتمع يشجع على الجريمة ويفرض عدم التسامح واستغلال الآخر والنيل والسخرية منه؟








      أبو خلدون



    15. #300
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: جناحا الذبابة

      فنجان قهوة


      تجريد هتلر من جنسيته



      قد لا يعرف البعض أن هتلر، عندما قرر خوض الانتخابات التي حملته إلى المستشارية الألمانية لم يكن يحمل جنسية الدولة التي حكمها بعد الانتخابات، بل إنه لم يكن يحمل جنسية أية دولة، فقد كان من “البدون” الذين يعيشون على هامش الحياة السياسية ولا تعترف أية دولة بتبعيتهم لها.
      وهتلر من مواليد النمسا، وكان يحمل الجنسية النمساوية منذ ولادته عام 1889 إلى عام ،1925 عندما تخلى عنها طائعا مختارا على أمل الحصول على الجنسية الألمانية، وقد شارك في الحرب العالمية الأولى ضمن قوات الإمبراطورية النمساوية وليس إلى جانب القوات الألمانية، ولكنه كان يعتبر النمسا جزءا من ألمانيا، وبعد الحرب انتقل للعيش في ألمانيا وشارك عام 1923 في محاولة انقلابية ضد نظام الحكم فيها انتهت بالفشل واتهم بالخيانة العظمى ودخل السجن، وطرحت قضية طرده من البلاد وإعادته إلى النمسا، حسب القوانين الألمانية، ولكن القاضي رفض اتخاذ قرار بذلك وقال: “إن قوانين جمهورية وايمر لا يمكن تطبيقها على رجل يفكر كما يفكر الألمان ويشعر كما يشعرون” واكتفى بإصدار قرار بحبسه.
      وهتلر حصل على الجنسية الألمانية في 25 فبراير/شباط عام ،1932 وعندما حاول البعض تهنئته على ذلك قال لهم: “ألمانيا أولى بالتهنئة، لأنني حصلت على جنسيتها”.
      وقصة حصول الزعيم النازي على الجنسية الألمانية فيها الكثير من الطرافة، فقد كان هتلر حريصا على الحصول على هذه الجنسية ليتمكن من ممارسة نشاطه السياسي، ولكنه رفض الوقوف في طابور وتقديم الطلب الخاص بذلك، وكان يريد أن تأتيه الجنسية على طبق من ذهب، دون جهد. وفي عام 1930 تمكن أحد أصدقائه النافذين من أعضاء الحزب النازي من تأمين وظيفة له كرئيس شرطة في مدينة هيلدبير هاوسن في منطقة ثورينجيا الألمانية، على أمل أن عمله في هذه الوظيفة يخوله الحصول على الجنسية تلقائيا، ولكن هتلر رفض، وقال لصديقه: “هل تريدني أن أمضي حياتي شرطيا في قرية؟”.
      وحاول النازيون بعد ذلك تعيينه أستاذا في جامعة براونسفيج للتكنولوجيا فلم تنجح مساعيهم، كما إنهم لم ينجحوا في تعيينه في قسم المساحة في المدينة، إلى أن تمكنوا في النهاية من إيجاد وظيفة إدارية له في بعثة براونسفيج في برلين، وحيث أنه لا يمتلك المؤهلات اللازمة للقيام بهذه الوظيفة، فإنه طلب إجازة فور التحاقه بها، وظل يمدد الإجازة إلى حين حلول موعد الانتخابات، ولكنه كان خلال ذلك قد حصل على الجنسية الألمانية التي تؤهله لخوض الانتخابات. وقد فاز هتلر في الانتخابات بأغلبية ساحقة لا مثيل لها في التاريخ الألماني.
      نتحدث عن جنسية هتلر الذي لا يشك أحد أنه ألماني حتى العظم، حتى لو لم يحمل الجنسية الألمانية، لأن عضوا في برلمان ولاية سكسونيا الألمانية هي إيسولد سالمان قدمت اقتراحا بسحب الجنسية الألمانية من هتلر لكي لا يظل التاريخ يقول إنه ألماني. ومع اعتراف إيسولد أن العملية رمزية، إلا أن القوانين الألمانية لا تجيز سحب الجنسية من شخص يصبح، إذا سحبت الجنسية منه، من دون، وهتلر يصبح من دون إذا سحبت الجنسية منه، لأنه تخلى عن جنسيته النمساوية، يضاف إلى ذلك أن هتلر انتحر قبل ما يزيد على 62 سنة، ولا نظن أن عظامه ستضطرب في القبر إذا سحبوا الجنسية منه، وقد علق أحد المسؤولين في وزارة العدل في مقاطعة سكسونيا على اقتراح ايسولد قائلا: “لا أحد يستطيع أن ينتزع شيئا من الأموات”.







      أبو خلدون



    صفحة 20 من 23 الأولىالأولى ... 10151617181920212223 الأخيرةالأخيرة

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •