عائلة الجوهري.. قصة كفاح ونجاح
الجوهري الكبير: المشير عبدالحكيم عامر هددني بالحبس بسبب الفناجيلي
الجوهري الصغير: أنا أول من لعب بطريقة الظهير المهاجم
![]()
الشقيقان الجوهري..ربما لايعرفهما أحد الآن.. من أبناء الأجيال الحالية لابتعادهما عن الأضواء والشهرة بارادتهما ورغبتهما.. واتجاه كل الأضواء إلي ابن عمهما محمود الجوهري المدير الفني السابق لمنتخب مصر
ولكن ذاكرة التاريخ لايمكن أن تنسي عبدالكريم الجوهري ومحمود الجوهري اللذين يعرفهما الناس بالجوهري الكبير والجوهري الصغير والاثنان لهما قصة كفاح ونجاح مع نادي الزمالك ومع الزمن الجميل في كرة القدم المصرية.
الجوهري الكبير عشق الكرة ووقع في غرامها منذ صغره وهو في حواري إمبابة ولعبت المصادفة دورا كبيرا في حياته أكثر من مرة منها حين شاهده علي شرف ـ أبو الناشئين في ميت عقبة ـ وهو يلعب في حواري إمبابة فاختاره للعب في مدرسة الكرة بنادي الزمالك، وهو الاختيار الذي بعث السعادة والفرحة في قلب الجوهري الكبير، الذي انضم لقائمة اللاعبين الموهوبين بعد أول مران له في المدرسة واحتاره علي قنديل مدرب فريق الناشيئن في ذلك الوقت للعب مع الفريق ضد نادي الطيران، وفاز الزمالك في هذه المباراة 6/صفر سجل منها الجوهري الكبير أربعة أهداف.
وعقب هذه المباراة رشحه حسن حلمي للانضمام إلي فريق الدرجة الأولي وأداء المران ضمن صفوفه، واستمرت رحلة الجوهري مع الفريق الأول من عام 1963 وحتي عام 1971.. وكان أساسيا وهدافا رغم أنه كان صانعا للألعاب وتمكن الجوهري الكبير من أن يصبح الهداف الثاني لفريق الزمالك بعد حمادة إمام سواء في مباريات الدوري أو كأس مصر أو مباريات الزمالك مع الأندية الأوروبية.
ورغم أن الجوهري الكبير شارك في كل مباريات القمة بين الزمالك والأهلي خلال رحلته مع الكرة فإنه لم يسجل أهدافا في شباك الأهلي وبرر الجوهري الكبير ذلك قائلا: رغم أنني كنت صانع ألعاب ولا أجيد الأمور الدفاعية الصريحة فإنني كنت الحارس الخاص لرفعت الفناجيلي عملاق الكرة المصرية والنادي الأهلي.. وكان المشير عبدالحكيم عامر قبل مباريات الأهلي والزمالك يقول: لو أفلت منك الفناجيلي وسجل هدفا في الزمالك فسوف أحبسك. وعلي فكرة أول مباراة شاركت فيها أمام الأهلي كانت في عام 1964، وانتهت بالتعادل 2/2 وكان عمري 17 سنة وفي العام نفسه انضممت إلي صفوف منتخب مصر وشاركت معه في الكثير من المباريات الدولية الودية والرسمية مثل كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بالسودان في عام 1970 ومن المباريات الدولية الودية التي لعبتها مع المنتخب مباراتنا مع منتخب بلغاريا بالقاهرة التي فزنا فيها 2/صفر وسجلت هدفا ومصطفي رياض هدفا وكان ذلك في عام 1966 وهذا الهدف كان رقم مائة بالنسبة لي في المباريات المحلية والدولية واحتفلت به مع زملائي في المنتخب.
![]()
ويتذكر الجوهري الكبير أفضل المباريات التي لعبها ويقول: من أهم هذه المباريات مباراة الزمالك مع وستهام الإنجليزي التي فاز فيها الزمالك 5/1، واحرزت فيها هدفا ومباراتنا مع فريق سراييفو اليوغوسلافي وفاز فيها الزمالك 3/1 وسجلت أيضا هدفا فيها وبعد هذه المباراة حصل اللاعبون علي وسام الرياضة من الرئيس الراحل عبدالناصر.
ويواصل الجوهري الكبير التفتيش في ذاكرته ويقول: في الوقت الذي كنت فيه أساسيا في الزمالك ومنتخب مصر أصبت بحساسية في الجلد، وكانت عبارة عن حروق شديدة بكل جسمي، وفشل الأطباء في علاجها مما جعل الرئيس أنور السادات يصدر توجيهاته بسفري إلي لندن للعلاج علي نفقة الدولة، وسافرت بالفعل إلي هناك وفشل الأطباء أيضا في علاج هذه الحالة وفضلت العودة إلي مصر واللعب مع الزمالك وهذا المرض جعلني اتجه للعب في نادي الصفوة اللبناني، ولكن لم تستمر هذه التجربة طويلا بسبب المرض نفسه، وقد حير هذا المرض الأطباء وأتعبني جدا وكانت المفاجأة أنني عولجت منه بوصفة شعبية قدمها لي فراش في مدرسة القناطر الإعدادية وهي عبارة عن خلطة من المراهم المصنوعة من الأعشاب استخدمتها لمدة شهر واحد فقط وبعدها ذهب المرض وتماثلت للشفاء تماما.
ويكمل الجوهري الكبير كلامه قائلا: بعد اعتزالي في عام 1973 اتجهت للعمل في مدرسة الكرة ثم عملت بالفريق الأول من عام 1984 وحتي 1986 وخضت معه أول بطولة أفريقية في عام 1984 وسافرت إلي الخليج وعملت في نادي الشارقة الإماراتي لمدة أربع سنوات وبعد هذه التجربة عدت إلي الزمالك وواصلت عملي مع مدرسة الكرة التي أعشق العمل بها. وأعشق صناعة النجوم كما أن العمل في الفريق الأول لا يشجع علي الاستمرار فيه لما يحيط به من أجواء ملغمة بالمشكلات والانقسامات وأنا لا أحب هذا المناخ السيئ
وإذا كان الجوهري الكبير قد بدأ حياته مع الكرة في حواري إمبابة فإنه بعد انتقاله إلي الزمالك سعي لمساعدة شقيقه الجوهري الصغير في الانضمام لمدرسة الكرة، وقدمه لحمادة الشرقاوي مدرب مدرسة الكرة في ذلك الوقت، وبعد ثلاث سنوات لفت الجوهري الصغير الأنظار بمستواه ومهاراته العالية مما جعل علي شرف يسمح له باللعب في أكثر من مرحلة سنية مثل 14 و17 و19 سنة، وفي إحدي المباريات شاهده اليوغوسلافي «فاندلر» المدير الفني للفريق الأول فرشحه للعب في الدرجة الأولي رغم أنه لم يتعد السابعة عشرة من عمره.
ويقول الجوهري الصغير: لن أنسي أول مباراة لعبتها مع الفريق الأول وهي مباراة ودية أمام النادي الأوليمبي وكانت عام 1963، فقد أبلغني الكابتن حسن حلمي مدير الكرة بأنني سألعب مع الفريق في هذه المباراة وستكون مهمتي إيقاف خطورة فاروق السيد مهاجم الأوليمبي الذي كان أخطر مهاجم في مصر في ذلك الوقت وكان يخشاه كل المدافعين فلم أنم طوال الليلة التي سبقت هذه المباراة التي قدمت فيها عرضا طيبا واختارني الجهاز الفني كأحسن لاعب فيها وبعد هذه المباراة أصبحت أساسيا في الفريق، رغم أن يكن ورفاعي كانا يلعبان في نفس مكاني وهو الظهير الأيسر، وانضممت أيضا لمنتخب مصر في عام 1964 وتواصلت رحلتي مع الكرة التي توقفت في مصر من عام 1967 وحتي عام 1973 بسبب النكسة، وحققت مع نادي الزمالك بطولتي كأس مصر في عام 1975 والدوري عام 1978.
وأضاف الجوهري الصغير قائلا: لعبت مع الزمالك أكثر من مائتي مباراة، وشاركت معه في بطولة أفريقيا عام 1976 التي خرج فيها من الدور قبل النهائي أمام شتونج ستارز النيجيري، ورغم أنني أولمن لعب بطريقة الظهير المهاجم في مصر فإنني اعتزلت اللعب وعمري 31 سنة، وذلك في عام 1979 بعد أن أصبت في الركبة وأجريت عملية جراحية بالغضروف، وبعد الاعتزال حصلت علي دراسات تدريبية وعملت في النادي العربي السعودي ثم الوحدة الإماراتي حتي عام 1986 وبعد هذه التجربة عدت لنادي الزمالك وعملت مع مدرسة الكرة من هذا العام وحتي الآن.. ورفضت كل العروض للعمل مع الفريق الأول، والتي كان آخرها مع كرول بمقابل عشرة آلاف جنيه شهريا والسبب أن العمل في الدرجة الأولي لايناسبني بمعني أنه يحتاج إلي مقومات شخصية لا أقبل أن اتصف بها، كما أنني لا أسعي للشهرة في ظل مناخ غير مناسب للعمل.
ويتفق الجوهري الصغير مع شقيقه في أن محمود الجوهري ابن عمهما المدير الفني لمنتخب مصر كان أكثر منهما شهرة ونجومية واكتسب شهرته الواسعة من عمله في التدريب سواء في الأهلي أو منتخب مصر.