قراءة في أوراق فرق دوري كأس خادم الحرمين الشريفين
معسكر برتغالي يعد الهلال وآخر إيطالي يحضر الاتحاد
تترقب جماهير كرة القدم السعودية انطلاقة مغايرة لدوري الموسم الحالي تواصل التصاعد الذي شهده الموسم الفائت الذي ارتفعت وتيرته وأسهم في عودة الجماهير إلى المدرجات، لأول مرة منذ سنوات طويلة.
واختلفت استعدادات الفرق الـ12 المشاركة في دوري هذا الموسم، ما بين معسكرات داخلية وأخرى خارجية، إضافة للاعتماد على أولى مسابقات الموسم وهي كأس الأمير فيصل بن فهد التي شهدت زج بعض الفرق لقائمتها الأساسية في المسابقة.
"الوطن" رصدت تحضيرات الفرق، وتبدأ اليوم الحديث عن الأندية الخمسة الكبيرة المرشحة للظفر باللقب.
الهلال: المحافظة على اللقب
هو حامل اللقب، ولذلك سيسعى لتثبيت تفوقه في الملاعب للحفاظ على لقبه الصعب، لكن مهمته لن تكون سهلة، وهو الذي حقق ثلاثية الموسم الماضي.
المؤشرات الأولية وفقاً لاستعداد الفريق لا تعطي مؤشرات المواصلة بنفس مستوى الموسم السابق، حيث يرى المراقبون أن القائمين على الفريق وفي مقدمتهم مدربه البرازيلي باكيتا ينظرون للفريق على أنه البطل القادر على إعادة الكرة مرة أخرى بنفس الظروف، ويكشف تأخر إقامة المعسكر الاستعدادي عن أسلوب التعاطي مع تجهيز الفريق، فمنذ شهر تقريباً اتضحت نية الفريق بإقامة المعسكر الخارجي، في الوقت نفسه ظهرت أنباء عن فكرة إقامة المعسكر داخلياً، في الطائف أو أبها في حالة عدم إقامته خارجياً، وبعد شهر ظهرت فكرة تونس، لكن المدرب وجد صعوبة بإجراء لقاءات ودية هناك، وكأنه ليس لفرق تونس استحقاقات داخلية وخارجية، وفي النهاية استقر الرأي في البرتغال، حيث عسكر الهلال هناك وخاض 3 مباريات، ففاز على فريق استريلا أمادورا (2/صفر) وعلى سيتوبال (1/صفر)، وخسر من لشبونة البرتغالي (صفر/2).
واعتذر قائد الفريق المخضرم سامي الجابر عن المعسكر بحجة الظروف العائلية التي لم تمنعه من المغادرة إلى باريس الفرنسية، مما يشير إلى أن هذا الموسم قد لا يكون كسابقه بالنسبة للجابر، وربما للهلال.
ويرى المدرب علي كميخ أن الهلال يعيش استقراراً فنياً وإدارياً مع بداية الموسم، وخطا 3 خطوات مهمة في الاستقرار، أولها المشاركة بكأس الأمير فيصل بن فهد بالبدلاء والصاعدين من الشباب والأولمبي مع الاستعانة ببعض اللاعبين الدوليين، وأعطى العناصر الأساسية المؤثرة فترة راحة عطفاً على المشاركة في معسكر المنتخب بعد عناء موسم طويل.
ويتخوف كميخ من المستقبل ووصفه بأنه " ينذر بالخطر" لوجود عدة مشاركات للفريق يصاحبها استحقاقات للمنتخب، لكنه قلل من الخطر بالإشارة إلى الجهد الإداري الواضح الذي يراه مؤثراً جداً من الناحية النفسية للاعبين، إضافة لاستبدال ديسلفا بالبرازيلي جيلسون، وارتفاع المستوى الفني في معسكر البرتغال، وتوفر البدلاء وبدلاء البدلاء.
الشباب: استقرار وعناصر ثابتة
وصيف الموسم الماضي لن يترك مسافة كبيرة بينه وبين الصدارة، وهو يعيش استقراراً فنياً وإدارياً لم يتغير عن المواسم السابقة، لأن سياسة النادي تعتمد على الواقعية وإعداد الفريق لموسم طويل من خلال رفد القاعدة، وطرح الثقة في العناصر الشابة.
ويبدي علي كميخ تحفظه على العناصر غير السعودية عدا أترام، ويقول: "لدى الشباب استحقاق آسيوي، وربما يعاني ضعفاً في أداء اللاعب الأجنبي الذي كان الموسم الماضي الورقة الرابحة، لكن الشباب يكون حاضراً دائماً في المسابقات المحلية لتوفر البديل الجاهز والطموح".
ورأى أن وجود مدرب بمواصفات الأرجنتيني دانيال روميو ومساعد مدرب هو عبد اللطيف الحسين الذي يلعب دوراً مهماً من الناحية الفنية واللياقية سيعطي دافعاً للفريق، خصوصاً مع وجود شخصية رياضية ناجحة مثل خالد البلطان الذي يقدم الدعم المعنوي والمادي للفريق.
لم تنجح محاولات الشباب في إقامة معسكر خارجي في سوريا، بعد الأنباء التي وردت للنادي عن احتمال تقديم مباراته في مسابقة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، لذا ألغى المعسكر الذي كان سيستغرق 12 يوماً، وفشلت المحاولة الثانية في الذهاب إلى المنطقة الشرقية لإقامة المعسكر الإعدادي، لعدم توفر 3 مباريات هناك، لذا اقتصر التحضير على معسكر الرياض لمدة 10 أيام، لعب الفريق خلالها مباراتين وديتين أمام التعاون وفاز (6/صفر)، وأمام الرياض وفاز (3/صفر).
عزز الفريق الشبابي صفوفه بلاعبين محليين في مقدمتهم الحارس محمد خوجة الذي ينتظر أن يغطي نقطة ضعف حراسة المرمى، لتواضع أداء راشد المقرن وسعيد الحربي، كما دعم صفوفه باللاعب بشار عبد الله كلاعب محور مقابل 3.5 ملايين ريال، وقدم عدداً من الوجوه الشابة في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد يتقدمها سلطان الغنام.
الاتحاد: طموح منافسة
لا يختلف اثنان على أن الاتحاد يملك عدداً من المقومات التي تضمن النجاح كالجهاز الإداري البارع الذي يقوده الرئيس منصور البلوي، ومدرب كبير بحجم يوردانيسكو، ولاعبين كثر قادرين على الحسم، وبدلاء بدرجة جيد جداً، وأجانب معروفين تماماً.
وعن تحضيرات الفريق يقول كميخ: " التحضيرات جيدة للمحافظة على اللقب الآسيوي، فالاتحاد فرط بكأس الأمير فيصل بن فهد ، ليعد فريقه بشكل جيد، وهو حالياً يعيش طفرة فنية يقودها 80% من تشكيلة المنتخب السعودي، كما أن الانسجام عالٍ جداً بينها، ومتى كان لاعبو الاتحاد في توهجهم سيكونون أبطال الموسم".
لكن كميخ يشير إلى حاجة الاتحاد إلى قلب دفاع إضافي وحارس مرمى بديل.
ولأن معسكر الفريق في إيطاليا شابه الكثير من الانتقادات حيث اعتبره البعض معسكراً ترفيهياً، إلا أن كميخ يرى أن: "المعسكر خطوة صائبة لعدة معطيات، أولها الاستعداد لمباريات الأدوار النهائية لدوري أبطال آسيا، إضافة لتأثيره في تنظيم النوم والغذاء وتوفر 3 وحدات تدريبية باليوم، وخلق الانسجام, ويكفي أن آخر وديتين فيه كانتا ضد أفضل فريقين إيطاليين، إنتر ميلان وميلان، كما تكفي إشادة المدرب العالمي روبرتو مانشيني بالاتحاد وإمكانات لاعبيه".
الأهلي : ربع قرن ينتظر الجديد
لم يعرف الأهلي طريقاً لإحراز كأس المسابقة منذ عام 1984م، وظل اللقب مستعصياً عليه ما يقارب ربع قرن، رغم أنه يملك لاعبين قادرين على رسم الفرحة، إضافة إلى حلوله وصيفاً 4 مواسم 90-96-2000-2003م، لذا وهو يستعد في بداية كل موسم، يطمح لاعتلاء منصة التتويج حاملا الكأس.
وقدم الأهلي نفسه بشكل جيد مطلع الموسم الحالي بوجود نخبة من اللاعبين أمثال طلال المشعل وحسين عبد الغني وصاحب العبد الله وتيسير الجاسم، وكان الفريق يعد نفسه للبطولة الآسيوية قبل أن يودعها بفارق هدف أمام شينزهين الصيني، كما أعطى فرصة جيدة لمواهب يعتبرون بدلاء من أمثال هزازي والثقفي والجحدلي ومسعد.
لكن اللافت للنظر لدى كميخ هو بروز عبد الغني والمشعل ووليد الجيزاني بصورة لافتة للنظر، فهو يقول: " يعيش الأهلي طفرة معنوية ونفسية، لارتياح اللاعبين لعودة إيليا للتدريب، وعبد الرزاق أبو داود لرئاسة النادي، واستمرار دعم الأمير خالد عبد الله، واعتقد أن الفريق سيكون أحد فرسان المسابقات المحلية، رغم عدم اعتماده على الأجانب الذين لم يظهروا بالصورة المطلوبة"
وحدد كميخ حاجة الأهلي إلى أجانب مؤثرين، على اعتبار أن يوسف رابح موجود مع الفريق ولم يقدم المستوى، إضافة للبحث عن حارس بديل.
وجاء خروج الفريق من دوري أبطال آسيا ليقسم الفريق إلى نصفين، نصف متفائل يرى أنه على طريقة رب ضارة نافعة، لأن الخروج سيعدل الأوضاع ويصحح الملفات، ونصف متشائم يسير على رأي أن الخروج متوقع في ظل تواضع الجهاز الفني وأداء اللاعبين غير السعوديين، ويأتي الخروج ليؤكد أن علة الفريق مستمرة بتواجد بعض اللاعبين.
النصر : التغيير المنتظر أم الشكلي
منذ منتصف التسعينات الميلادية والفريق النصراوي لم يعرف طعماً للفوز بالكأس، طموحه متجدد، بإحراز البطولات، بيد أن واقعه مرير، وأوضاعه تحتاج إلى تصحيح جاد، واستبشرت جماهيره خيراً بتكليف الأمير سعد بن فيصل برئاسة النادي، على أمل أن يعيد البهجة والفرحة لشفاهها، وكان شعاره (منا العمل ومنكم الصبر)، ولكن الفريق الأصفر لم يقدم نفسه في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد بما يوحي بأنه بطل إحدى المسابقات المحلية هذا الموسم، ويبرر كميخ: "عدم قناعة الجمهور بمستوى اللاعبين الأجانب لأنهم في مستوى اللاعبين المحليين، إضافة إلى الإبقاء على بعض العناصر التي قدمت نفسها في الـ10 سنوات الماضية ولم تضف شيئاًَ، وعدم استقطاب لاعبين محليين واستغلال فترة نظام الإعارة والتسجيل، لتدعيم الصفوف".
ويرى كميخ أن الفريق استقطب جهازاً فنياً متكاملاً، يسجل للإدارة الحالية، كذلك وضعت آلية لصرف رواتب اللاعبين، إلا أن الفريق ومن خلال المباريات الرسمية لم يظهر بالصورة التي تؤكد أحقيته ، متمنياً أن يقتنع ربان السفينة النصراوية بأن فريقه لن يكون بطلاً دون محليين مؤثرين وأجانب أكثر من مؤثرين، ويضيف: " يحتاج النصر إلى حارس مرمى، وظهيري جنب، ومحور تقليدي، حتى يحقق إحدى البطولات، إضافة لإعطاء العناصر الشابة الفرصة أمثال الجمعان وهزازي، وعادل وعواد العتيبي وموسى الخير وأحمد سعد، ومحسن القرني وسلطان بخيت ومحمد معجب الدوسري".