بعد أن أنتهيت من ساعات التدريب الثلاث, عدت إلى غرفتي بنيه الأستحمام. و لكن بعد ربع ساعه خرجت و بدلت ملابسي و أنا في قمة الغضب.
لم تكن هناك قطرة ماء ساخنه. :mad22:
زفرت بغضب و خرجت من الغرفه و أتجهت إلى الخارج مرة أخرى, هذه المره كنت مرتديه الزي الرسمي للمجندين و مستعدة للتعنيف الذي سأحصل عليه من المدرب آكل لحوم البشر.
كنت مشغوله بربط الحبل حول خصري عندما سمعت صافرة المدرب, لقد بدأ التدريب.
"هيا أيها الطلاب الكسولين, توقفوا عن التثاؤب و أبدأوا التحميه." هذا ليس آكل لحوم البشر... هل فعلاً غيروا المدرب!
لقد كان المدرب طويلاً و ذو عضلات مفتوله, و كان شعره الداكن مربوطاً على شكل ذيل فرس. كانت عيناه الداكنتان تعكسان الغضب و الحنق. هذا رائع, سوف يستمر في الصراخ حتى يفرغ غضبه فينا...
"أنتِ, لم تكوني هنا بالأمس." أشار لي بيده أن أقترب منه. زفرت و أرخيت الحبل حول خصري.
"ماأسمك؟" قطب المدرب حاجبيه و أخذ يقرأ قائمة الطلاب بين يديه.
"مجنده هارتلي, 2545#. سيدي." أديت التحيه و صررت أسناني.
"أين كنت بالأمس, قيل لي أنك لم تكوني موجوده."
"لم أحضر." رفعت رأسي لأنظر في عينيه, بدا منزعجاً أكثر مما كان غاضباً.
"ولماذا لم تحضري؟"
حركت كتفيّ و حشرت يدي في جيبي تنورتي. "من يهتم, هل سنبدأ التدريب أم ماذا؟"
"أنا أقوى منك منصباً, يا آنسه, لا تعبثي معي." أغلق المدرب دفتر المعلومات و أمسك بالصافره في يده.
"أنا لا أعبث, و بقدر ما أريد أن أتسلى بالحديث معك فأنا أريد أن أنتهي بسرعه, لو سمحت." عقصت حاجبي و نظرت إليه باستهزاء.
حدق المدرب في وجهي مده قصيره ثم تنهد. "عودي إلى موقعك. ماذا قلت أسمك؟"
"هارتلي!رينوا هارتلي! على الأقل أحفظ أسماء الطلاب المشاغبين! يا إلهي..." عدت إلى موقعي و أخذت أعقد الحبل بعصبيه. هذا المدرب أهبل. و لكنه يبدو مألوفاً جداً جداً... هل هو صياد يا ترى؟
مضت ساعة التدريب بسلام, و مع أنه لم تكن هنالك حوادث مسليه مثل الأمس فلقد لاحظت أن الكابتن كان يعطيني أصعب التدريبات >_< الجميع تسلق المبنى الشاهق مرتين ما عدى أنا, فلقد أضطررت لتسلقه ثلاث مرات.
"حسناً, أنتهينا من تدريب التسلق اليوم, تجمعوا الآن." نفخ المدرب في الصافره و ذهبت لأقف أمامه مباشره مع بقية الطلاب. كان يحدق في وجهي عندما تحدث. "والآن, الجميع على أيديكم و أرجلكم و قوموا بعشرين حركة ضغط."
علت أصوات النواح و التملل بين الطلاب, و لكني زفرت بهدوء و أنحنيت على يدي و ركبتي. أنا في العادة أقوم بمائه مره, عشرون مره لن تكون صعبه, صح؟
ما أن أنتهيت حتى وجدت أن الكابتن يقف أمامي مباشره. قمت من الأرض و دعست قدمه عن قصد. "أوه, آسفه لم أرك."
لم يبدُ عليه التألم على الإطلاق. "هارتلي, أريد أن أراك بعد أنتهاء التدريب."
نفضت بنطلوني من العشب و قطبت حاجبي. "لدي موعد مع القائد ماري."
"تعالي بعد الموعد."
أبتسمت في وجهه أبتسامه مصطنعه جداً. "سأكون مشغوله."
"تصرفي." أبتعد عني و صفر مرة أخيره. "هيا يا مهملين, لا تتكاسلوا على آخر الوقت. ما الأمرأيتها الفتاه الصغيره؟" لقد كان يحدث شاباً متعباً. "هل تريدين الركض و العوده لماما؟ هيا قم بعشرين مره و إلا ركضتَ حول الفناء!"
زفرت و أتجهت للبوابه الداخليه. بعض الطلاب المحظوظين تمكنوا من القيام بالمطلوب و أنتهوا من تدريباتهم, لذا نحن عائدون للداخل.
"ياإلهي, هذا المدرب مزعج." زعق أحد الطلاب حينما أغلق الباب خلفه. "لماذا البنات يحبونه يا ترى؟"
زميله الذي بجانبه خلع معطفه و أخذ يهرش رأسه. "لا أعلم و لا أريد أن أعلم, الفتيات مهووسات على الدوام."
ضربتهم إحدى الفتيات المارات و أخرجت لسانها. "لا تغلطوا على الدكتور فريدريك! فهو لم يفعل شيئاً خطأ!"
تنهدت و عدت أدراجي إلى غرفتي.
من الإهانه أن أنتمي لنفس المجتمع الذي تنتمي إليه فتيات الجامعه. هل تصدقون أن نصف التعداد النسائي في الجامعه يدرس لدى الدكتور واتاري؟
"هيي, هارتلي, هل أنتهيت من التدريب؟" لحقت بي الفتاه التي كانت تدافع عن المدرب قبل قليل. "مارأيك؟ لقد حدثك شخصياً!! مالذي قال لك؟ هاه؟؟!!"
أبعدت خصلاً عن وجهي و قطبت حاجبي. "يريد أن يعاقبني."
"يعاقبك؟ لماذا؟"
"لأنني أسأل كثيراً." عبست في وجهها و دخلت المصعد. لم تلحق بي.