*** عرض تفصيلي لأحداث قصة سايلنت هيل 2 مع ترجمة كافة الحوارات و أهم المذكرات ***
يخرجُ جيمس من استراحة دورة المياه الواقعة على مشارفِ التل الصامت – بعد أن غسل وجهه و أزاح جزءاً ضئيلاً من همومه التي أثقلت كاهله – ثم اتجه إلى حيث أوقف سيارته.
و بما أن الطريق للمدينة كان مغلق بسبب بعض أعمال التطوير والبناء.. فقد توقف جيمس بسيارته على حدود المدينة ونزلَ باحثاً عن طريق آخر سيراً على الأقدام .
و من خلال مشهدٍ هادئٍ جميل نسمعُ صوت سيدة تنطقُ بكلمات حالمة و كأنها تُناجي شخصاً ما :-
( في أحلامي الأرقة، أرى تلك المدينة... التل الصامت.
لقد وعدتني بأنك ستأخذني إلى هناك مرة أخرى يوماً ما..
ولكنك لم تفي بوعدك أبداً...
حسناً إذن.... أنا وحيدةٌ هناك الآن...
في "مكاننا الخاص" ...
منتظرةً إياك )...
ثم يقولُ جيمس مُخاطباً نفسه :-
لقد استملتُ رسالة...
الاسمُ على المظروف كان " ماري" ...
اسمُ زوجتي!!
هذا سخيف، لا يمكن أن يكون حقيقةً على الإطلاق... هذا ما أُخبرُ نفسي به على الدوام...
الموتى لا يمكنهم كتابةُ الرسائل.
لقد ماتت ماري بسبب ذلك المرض اللعين منذ ثلاث سنواتٍ مضت.
لِمَ إذن أنا أبحثُ عنها؟
"مكاننا الخاص"؟؟...
ما الذي يمكن أن يكون قصدها؟
هذه المدينة بأكملها كانت مكاننا الخاص.
هل تعني بذلك الحديقة المطلة على البحيرة؟
لقد قضينا يوماً كاملاً هناك. نحن الاثنين وحدنا ، نحدقُ بالمياه...
أيمكن فعلاً أن تكون ماري هناك؟ هل هي على قيد الحياة حقاً... تنتظرني؟؟
تعليق شخصي :-
( تلك كانت ماري .. زوجة جيمس .. جيمس يلبّي دعوة ماري في الرسالة للحضور إلى التلِ الصامت مشتاقاً لذكراها ولقاءها من جديد... لكنها متوفاة منذ ثلاثةِ أعوام كما ذكر جيمس.. أو هكذا يبدو لنا .. لكن مادام هو موقنٌ هكذا بأنها ميتة ، فلِمَ هو مقتنع في نفس الوقت بأنها تنتظرهُ في مكانهما الخاص؟؟! )
تعليق من MASAHIRO ITO:-
(( بداية سايلنت هيل 2 تكون بمشهد يظهر فيه جيمس و هو يُحدّق بانعكاس وجهه في المرآة... و في ذلك إشارة للغرض من وجوده في مدينة التلّ الصامت . فكل مذنبٍ يدخلها يجد نفسه يغوص في رحلة لاستكشاف الذات و معرفة حقيقة نفسه .. و هذه هي التلّ الصامت ... فالتواجد فيها أشبه بالتحديق في نفسك في مرآة مظلمة تفضح أعمق أسرارك!! )).
جيمس متواجد الآن في استراحة على مشارف مدينة التل الصامت يحاول إقناع نفسه بأن ما يفعله معقول وأن زوجته من الممكن فعلاً أن تكون موجودة هنا ومنتظرة إياه ، ولكن جيمس يبدو عليه الحزن واليأس منذ البداية . وبين مد وجزر في تصديق الرسالة وعدم تصديقها يبدأ جيمس رحلته في البحث عن زوجته وهو غير مقتنع تماماً بما هو مقدم عليه.
عند وصول جيمس لمقبرة تقع على الحدود الخارجية لمدينة التل الصامت سيقابل هناك بالصدفة فتاةً مراهقة تبدو تائهةً ومشوشةً الذهن...
جيمس: المعذرة، أنا...
*تأخذُ الفتاة خطوات للخلف وتشهقُ من وقع المفاجأة.*
الفتاة: أنا، أنا آسفة... أنا، أنا... أنا كنتُ فقط...
جيمس: لا، لا عليكِ. لم أقصد إخافتكِ .... أنا تائهٌ نوعاً ما.
الفتاة: تائه؟؟...
جيمس: نعم، أنا أبحثُ عن التل الصامت. هل هذا هو الطريق الصحيح؟
الفتاة: آه، نعم... من الصعب الرؤية بوضوح مع هذا الضباب، ولكن لا يوجد غير هذا الطريق. لا يمكنك تضييعه.
جيمس: شكراً.
الفتاة: لكن...
جيمس: نعم...؟
الفتاة: أعتقدُ بأنه من الأفضل أن تظل بعيداً عنها. هذه ال... آآه.. هذه المدينة ... ثمة شيء... "خطبٌ ما" بها. من الصعب شرح ذلك ، ولكن...
جيمس: هل هي خطرة؟
الفتاة: ربما... وليس بسبب الضباب و حسب .. بل أيضاً...
جيمس: حسناً، فهمتكِ. سأكونُ حذراً.
الفتاة: أنا لا أكذب!
جيمس: لا، أنا أصدقكِ. ولكن ... أعتقد بأني لا أكترثُ ما إن كانت خطرة أم لا. أنا ذاهبٌ للمدينة على أيّ حال.
الفتاة: و... ولكن لماذا؟
جيمس: أنا أبحثُ عن... شخصٍ ما.
الفتاة: مَن.. مَن.. مَن هو؟
جيمس: شخصٌ ما... عزيز ومهم جداً بالنسبة لي ، سأقوم بأي شيء مقابل أن أكون معها من جديد.
الفتاة: حتى أنا. أنا أبحث عن ماما... أقصد والدتي. لقد مضى وقتٌ طويل منذ أن رأيتها.
ظننت بأن والدي وأخي هنا، ولكني لم أتمكن من العثور عليهما أيضاً... أنا آسفة... هذه ليست مشكلتك...
جيمس: لا، أنا... أنا آمل أن تجديهم.
الفتاة: نعم ، و أنت أيضاً.
تعليق شخصي :-
(أنجيلا هي أول شخصية سيقابلها جيمس أثناء طريقه للتل الصامت .. و في مشهد اللّقاء الذي جمع بينهما تبدو أنجيلا قلقة ومرتبكة و سريعة التوتر و الانفعال ، وعلى ما يبدو أنها كانت منهمكة في تفحّص شاهد قبرٍ ما بحيث لم تلحظ جيمس و هو يدنو منها . تُحذّر جيمس من دخول المدينة – لا بد أنها شعرت بأن المدينة غير طبيعية على نحوٍ ما ، لكن جيمس لا يكترث لتحذيراتها و يواصل بحثه بإصرار لمعرفة حقيقة رسالة ماري)...
يواصلُ جيمس مسيرته لدخول المدينة لتبدأ الأمور الغريبة بالحدوث .. خطوطٌ من الدماء تلطّخ الطريق .. يتبعها جيمس بفضول ليصل لمنطقة عمل وبناء مهجورة ويسمعُ صوت تشويش مزعج ..
يتبع جيمس مصدر الصوت ليكتشف بعده بأنه قادم من جهاز راديو مرمي على الأرض ، يلتقطُ جيمس الراديو ليظهر له فجأةً من وراءه مخلوق مشوّه وغريب الشكل ..
يُدرك جيمس على الفور بأن هذا المخلوق غير بشري!! ودفاعاً عن نفسه يقوم جيمس بالتقاطِ خشبةٍ ويضربه بها حتى الموت ...
ثم يتذكّرُ الراديو الذي التقطه فيُخرجه من جيبه ويحاول تشغيله فيصدر منه صوت أنثى متذبذب ومتقطّع يخاطبه هو:-
جيـ ... ... أنا... نـا. تعال لـ .... تـ.... ـيء مـ... الذي... جيمـ...
وبدون أن يفهم شيئاً .. يقرر جيمس أن يُكمل بحثه.. فيمر بمبنى شقق .Wood Side
في مبنى شقق Wood Side - وبالتحديد الشقة 205 -- يجد جيمس مانيكان ( دمية عرض أزياء ) بلباس يشبه لباس ماري ويحملُ كشافاً ... فيلتقط جيمس هذا الكشاف.
و في محاولةٍ من جيمس للانتقال للقسم الآخر للمبنى المطل على الجانب الآخر للمدينة يواصل تفتيش هذا المبنى ليلمح شيئاً صغيراً معدنياً يلمع خلف القضبان الحديدية...
جيمس: يوجد مفتاح على الأرض في الجهة الأخرى من القضبان. إذا مددتُ ذراعي، قد أتمكن من الوصول إليه.
يجثو جيمس على يديه وركبتيه ثم يمدُ ذراعه ليلتقط ذلك الشيء و يعاني في الوصول إليه .. ولكن....
* إذ بشخصٍ ما في الجهة الأخرى من القضبان يركله فجأة بعيداً عن مناله ، ثم يدوسُ على يد جيمس فيصرخ من الألم .. ثم يُسمع صوت ضحكات فتاة صغيرة*.
جيمس: هيه.. انتظري!!
*تركض الفتاة الصغيرة لأسفل الردهة المظلمة في الجهة الأخرى من القضبان الحديدة حتى تختفي و هي لا تزال تضحك ساخرةً من جيمس.*
جيمس: تباً!
تعليق شخصي :-
(((لورا الفتاة الشقراء الشقية تظهر أمام مرأى عيني جيمس لأول مرة في هذا المشهد القصير ، يبدوا أنها تستمتع بإزعاج جيمس و تتعمّد إيذاءه ))).
يغضب جيمس من تصرفها الطائش و يستمر بيأس بالبحث على ما يمكّنه من الانتقال للجانبِ الآخر للمبنى . و مع استمراره في البحث و الاستكشاف يسمعُ صوت صرخة مفزعة ...
فيتقدم جيمس داخل رواق الشقة 208 ليرى وميضاً .. يتضح تدريجياً بأنه لقامة طويلة مخيفة وغريبة المظهر .. يزداد صوت تشوّش الراديو ...
لنتفاجأ بمشهد يجمّد الدم في العروق تظهر فيه أوّل لمحة عن الوحش ذا الرأس الهرمي (مُــطـبّـق أحـكــام الإعــدام في طائفة التل الصامت الدينية)....
يقف هذا الكائن المروّع بثبات خلف القضبان كتمثال من شمع!! .. و يظلُ واقفاً بسكون هكذا و دون أدنى حركة وكأنه يحرس الجانب الآخر من المبنى!! فيترددّ جيمس الآن و يبتعد عنه و الخوف ينخر عظامه...
وللصدفة .. داخل الشقة 208 ذاتها يصعق جيمس من منظرٍ دموي مقزز لجثة تجلس على أريكة أمام التلفاز!!...
يستمر جيمس بتفتيش مبنى الشقق .. ثم يعثر على جريدة مرمية في مكبّ للنفايات تحمل خبر عن انتحار قاتل متسلسل يُدعى والتر سولفان .. مفاده:-
(( أعلنت الشرطة اليوم بأن والتر سوليفان، الذي تم القبض عليه في الثامن عشر من هذا الشهر لقتله الوحشي للطفلين الشقيقين بيلي و مريم لوكين ، أقدمَ على الانتحار في زنزانته مبكراً في صباح الاثنين والعشرين ، وفقاً لتصريح الشرطة، استخدمَ والتر ملعقة حساء لطعن نفسه في الرقبة، مخترقاً الشريان السباتي. مع الوقت الذي اكتشفه الحرس، كان سوليفان قد مات من النزيف الذي أحدثته . و قد قال رفيق مدرسة قديم لسوليفان من مدينته بليزينت ريفر: "لم يبدو من نوع أولئك الرجال الذين يقتلون الأطفال. ولكني أتذكر تماماً قبل أن يقبضوا عليه أنه كان يهذي بأمورٍ غريبة مثل "إنه يحاول قتلي. إنه يحاول معاقبتي. الوحش... الشيطان الأحمر. اغفر لي. لقد فعلتها، ولكنه لم يكن أنا!." ثم أضاف رفيق المدرسة قوله: "أعتقد الآن - بعد التفكير في ذلك - بأنه كان مجنوناً نوعاً ما" )) .
و في الشقة 101 يتناهى لمسمع جيمس صوت غريب لم يميزه في البداية .. و مع تقدّمه يتضح له بأنه صوت قيء .. شخصٌ ما يتقيأ!! .. ولكن أين هو؟ يفتّشُ جيمس الشقة ليتفاجأ بمنظر جثة ممزقة في ثلاجة المطبخ !! ومن ثم يفتح باب دورة المياه ليدرك مصدر صوت القيء..
لقاءه الأول مع ادي .. ثالث شخصية بشرية...
ادي: لم أكن أنا الفاعل! لم أفعلها!
جيمس: تفعل ماذا؟
ادي: لم أفعل شيئاً. أقسمُ بذلك! لقد كان هكذا حين دخلت...
جيمس: آآ .. اسمي هو جيمس. جيمس ساندرلاند.
الرجل: امممم.... إدي.
جيمس: إدي، من ذاك الرجل الميت في المطبخ؟
إدي: لم أفعلها. أقسمُ بأني لم أقتل أحداً.
جيمس: أنت لستَ صديقاً لذا الرأس الهرمي ذاك، صحيح؟
الرجل: ذا الرأس الهرمي؟ لا أعرفُ ما الذي تتحدثُ عنه صدقاً. ولكني رأيتُ فعلاً وحوشاً بمظهرٍ غريب. لقد أفزعوني جداً، لذلك هربتُ إلى هنا...
جيمس: إيدي .. اسمع ، لقد... آه، لقد أخبرتك، لا أعرف. أنا لستُ حتى من هذه البلدة. أنا .. أنا فقط...
ايدي : حسناً ، أعتقدُ بأن هذا المكان ليس آمناً كذلك. ما الذي حدث هنا على أية حال؟
جيمس: أنت كذلك، هه. شيءٌ ما جلبك إلى هنا، صحيح؟
إدي: امممم.. نعم. يمكنك قول ذلك...
جيمس: حسناً أياً كان... اعتقد أنه من الأفضل لك الخروج من هنا بسرعة.
إدي: نعم، أنت محق. ماذا عنك؟
جيمس: سأغادرُ فور انتهاء مهمتي هنا. إدي... كن حذراً.
إدي: جيمس، أنا... أنا... آه... أنت كن حذراً كذلك.
تعليق شخصي :-
((إدي السمين يبدو مرعوباً و مصرّاً على إنكار قتله لذلك الرجل الذي رأينا جثته في الثلاجة... دون أن يتهمه جيمس بشيء حتى! .. إلا أنه رغم ذلك يبدوا شديد الاهتمام بتبرئة نفسه على أي حال !! )) ...
بعد تمكّن جيمس من الانتقال لمبنى الشقق المجاور Blue Creek ووصوله للشقة 109 يقابل آنجيلا للمرة الثانية و هي ممدة على الأرض أمام مرآة بوضعيةٍ خطرة حاملةً في يدها سكيناً حادة ...
الفتاة: أوه... هذا أنت!
جيمس: أجل... . أنا جيمس.
الفتاة: آنجيلا...
جيمس: أنجيلا... حسناً. لا أعرف ما تنوين عليه... ولكن يوجد سبيلٌ آخر دائماً.
آنجيلا: حقاً؟ لكن... أنت مثلي. من الأسهل الهرب وحسب. لكن هذا ما نستحقه.
جيمس: لا... أنا لستُ مثلكِ.
آنجيلاً: * تصرخ بغضب *: هل أنت خائف؟!.... *ثم تتراجع بتوتر وتُتَمتِم خجلاً*: أنا، أنا آسفة.
جيمس: لا بأس... هل وجدتِ والدتكِ؟
آنجيلا: ليس بعد... ليست موجودة في أي مكان.
جيمس: هل عاشت في مبنى الشقق هذا؟
آنجيلا: لا أعرف...
جيمس: إذن كل ما تعرفينه هو أنها عاشت في هذه المدينة؟
آنجيلا: ماذا قلت؟ كيف عرفتَ ذلك؟
جيمس: في الواقع... لقد حزرتُ ذلك وحسب، لأن هذا هو المكان الذي تبحثين أنتِ عنها فيه. وكيف سأعرف بغير هذه الطريقة؟
آنجيلا: أ ... أجل...
جيمس: هل أنا محق؟
آنجيلا: أنا متعبةٌ جداً...
جيمس: إذن لماذا جئتِ لهذه المدينة على أية حال؟
آنجيلا: ... أنا، أنا آسفة. هل وجدتَ ... الشخص الذي تبحثُ عنه؟
جيمس: ليس بعد.
*يُخرج جيمس صورة ماري من جيبه ويميل قليلاً ليريها لآنجيلا. *
جيمس: اسمها هو ماري. إنها زوجتي...
*تنظرُ آنجيلا إلى الصورة وتهزُ رأسها مشيرةً إلى أنها لم تتعرف على ماري.*
آنجيلا: أنا آسفة.
جيمس: لا بأس. على أية حال، هي ميتة. لا أعرف لِمَ أعتقدُ بأنها هنا.
آنجيلا: ... ميتة؟
جيمس: لا تقلقي، لستُ مجنوناً. على الأقل، لا أعتقدُ بأني كذلك...
آنجيلا: لابد أن أعثرُ على ماما...
*تقفُ آنجيلا وتبدأ السير نحو الباب. *
جيمس: هل علي مرافقتكِ؟ هذه المدينة خطرة. الآن أعرف ما قصدته بحديثكِ هناك في المقبرة.
آنجيلا: سأكون بخير لوحدي. إلى جانب ذلك ، فإني سأبطئك وحسب...
جيمس: ماذا عن ذاك؟
*يشيرُ جيمس على السكين الحاد الذي ما تزال آنجيلا تحمله. *
آنجيلا: هلاّ احتفظتَ بها لي؟
جيمس: بالطبع. لا مشكلة.
آنجيلا: لو احتفظتُ أنا بها... لستُ متأكدة مما كنتُ سأقوم به بواسطتها.
*يخطو جيمس نحو آنجيلا ويمدُ يدهُ ليأخذ السكين منها،آنجيلا تتراجع فجأة بفزع و تصرخ وهي تصوّب السكين على جيمس.*
آنجيلا: لا!! أنا آسفة... لقد كنتُ سيئة... أرجوك لا تفعل...
*تضعُ آنجيلا السكين على طاولة قبل أن تخرج من الغرفة. و يلتقط جيمس السكين بعد مغادرتها. *
تعليق شخصي :-
(( حوارُ جيمس و آنجيلا يوضّح الكثير عن ماضيها .. آنجيلا تبدو وكأنها كانت على وشك الانتحار بالسكين .. حين يصلُ لها جيمس ينصحها بعدم الإقدام على ما تنوي فعله مذكّراً إياها بوجود طريقٍ آخر دائماً للخروج من أي مأزق .. لكن آنجيلا تذكّرهُ هي الأخرى بأن لا مخرج من المأزق سوى الهرب .. تؤكد له بأنه هو مثلها يهربُ من شيءٍ ما .. تبدو لنا آنجيلا مدركة لسبب وجود جيمس هنا .. ولكن جيمس غير مستعد أبداً حتى الآن لإدراك الحقيقة فينفي سريعاً أنه مثلها مجرّد شخص هارب هائم على وجهه .. فتصرخُ آنجيلا عليه بغضب متهمةً إياه بالخوف .. الخوف من الاعتراف بالحقيقة ... لابد أنها تعرف تماماً شعوره وما يمر به .. لكنها تظل الفتاة المضطربة والمشوشة الذهن .. فتعود لوضعها المرتبك وتعتذرُ له فيقبلُ جيمس اعتذارها ...
و عندما يسألها عن سبب وجودها هنا من جديد تتهرّب آنجيلا من الإجابة لتسأله ما إذا كان قد عثرَ على من يبحث عنه .. هنا يكشفُ لها جيمس بأنه يبحث عن زوجته ماري ويريها صورتها .. ويصرّح لها بأنها ميتة .. ولكنه لا يعرف لماذا يعتقد بأنها هنا!! تفزع آنجيلا من كلامه و تقرر الخروج لإكمال بحثها عن والدتها .. ترى هل أدركت حقيقة جيمس أم أنها شكّت فقط؟؟...
يوقفها جيمس ليطلب مرافقتها وحمايتها.. ولكن آنجيلا تقررُ الذهاب لوحدها وتضعُ السكين جانباً عادلةً عن قرار الانتحار ))...
في طريق خروج جيمس من المبنى الأخير يلتقي مرة أخرى بالرأس الهرمي .. وهذه المرة لن تكون سهلة لأن ذا الرأس الهرمي يحملُ ساطوراً ضخمة مخيفة الشكل وذات تأثيرٍ قوي وفتّاك .. ولم تمر دقائق إلاّ ويصدح صوت إنذارٍ ما في الأرجاء لنرى ذا الرأس الهرمي يعدلُ عن مطاردة جيمس ويتجه لأسفل الدرج ملبياً نداء الصافرة ..
( نلاحظ أن ذا الرأس الهرمي يظهر لجيمس كلّما اقترب قليلاً من إدراك فعلته و الاستيقاظ من حالة الإنكار التي غشي بها عقله ، هل بدأ جيمس بالقلق الآن اثر الكلمات التي وجهتها له أنجيلا ؟؟ هل بدأت مخاوفه تتجلّى أمام ناظريه؟! )..
من هو الوحش ذا الرأس الهرمي ؟؟؟
هذا المخلوق يتخّذ هيئة مطبّق الإعدام في ماضي المدينة ، ولكنه في الواقع مولود من أوهام جيمس وشعوره بأنه يستحق العقاب.
تعليق من Masahiro Ito :- (( ذا الرأس الهرمي موجود من الجزء اللا وعي "أو الغير إدراكي" لذهن جيمس، ويتخذ شكل مطبّق إعدام في ماضي التل الصامت يُدعى Pyramid Head )) .
في الأصل لباس ذا الرأس الهرمي يمثّل مطبّق الإعدام في ماضي المدينة المظلم. منذ ثلاث أعوام مضت حين زار جيمس المدينة، تشابك هذا المخلوق مع شعوره بالذنب، ومن ثم ظهر لاحقاً كتمثيل لرغبته للعقاب في العالم الآخر المصنوع من أوهامه ) .
إذا كان " فالتيل" و " ذا الرأس الهرمي" عملاء الآلهة الأصلية للتل الصامت ، فهذا يعني أن لكل منهم دور معيّن يقوم به تنفيذاً لأوامرها. من وجهة نظري أن كلا من "فالتيل" و " ذا الرأس الهرمي" وجهان لعملة واحدة . مثلاً جيمس يراه على هيئة ذا الرأس الهرمي لأنه قوى التل الصامت استدعته لتنفيذ العقوبة عليه ، أما هيذر تراه على هيئة فالتيل لأنه القوى استدعته للحراسة. لذا فمن الممكن أن هاذين الاثنين يظهران بشكل متبادل خدمةً للأهداف الموكلين بها(المعلومة هذه ذكرها أحد أعضاء فريق التصميم).
عند وصول جيمس أخيراً إلى شوارع المدينة يمر بجانب حائطٍ ملوّن برسومات طفولية جميلة و يبدأ حينها مشهد هادىء يتردد من خلاله إيقاعِ صوت غناء طفلة صغيرة تجلسُ على قمة ذلك الحائط... إنها لورا !
جيمس: لقد كان ذلك أنتِ ، صحيح؟
أنتِ مَن داس على يدي.
لورا: * مبتسمة بخبث * لا أدري... ربما فعلتُ ذلك...
جيمس: ما الذي تفعله فتاةٌ صغيرة مثلكِ هنا على أية حال؟
لورا: هه؟ هل أنت أعمى أم ماذا؟!
جيمس: ما تلك الرسالة التي تحملينها ؟
لورا: ليست من شأنك.
*تقفُ الفتاة الصغيرة وتبدأ في السير بعيداً *
لورا: أنت لم تُحب ماري على أية حال!
جيمس: انتظري! كيف عرفتِ اسم ماري؟!
*أثناء إنهاء جيمس لجملته، تختفي الفتاة متواريةً عن الأنظار.*
تعليق شخصي :-
(( هذا ظهورٌ ثانٍ للفتاة الصغيرة لورا التي كانت منهمكة في الدندنة ومعها رسالة تقرأها بسعادة. يكتشفُ جيمس بأنها هي التي داست على يده وهربت، فترد عليه بمكر الأطفال : "لا أدري.. ربما ..".
بالتأكيد منظرُ فتاةٍ صغيرة تدندنُ على قمة حائط كان آخر ما يمكن أن يتوقعهُ جيمس وسط هذه المدينة المجنونة التي تعج بالوحوش الشرسة ! كيف لطفلة مثلها أن تتواجد هنا؟ وبدون حتى أن تحس بالرعب أو تُصاب بخدش واحد ؟ فترد عليه لورا بالنكران!!! لورا تستغربُ تلميح جيمس عن عدم أمان المدينة فتتهمه بأنه أعمى أو شيء من هذا القبيل.
يلحظُ جيمس الرسالة في يدها فيسألها عنها .. ولكن بموقفها العدواني منه ترفض أن تُعلمه عن حقيقة الرسالة وتجيبه بكل بساطة بأن هذا ليس من شأنه .. تقفُ وتبدأ في الركض بعيداً عابسة في وجهه و ناطقةً بكلمات لم يخطر على بال جيمس أن يسمعها أبداً : " أنت لم تحب ماري على أية حال " !!...
يُصدم جيمس و يتساءل بذهول : كيف لهذه الصغيرة أن تعرف اسم زوجته؟؟؟ لماذا تتهمه بأنه لم يحبها؟؟؟...
لورا تعرفُ جيمس .. تعرف شكله .. تعرفُ بأنه زوجُ ماري .. ولكن لماذا تعامله هكذا؟ ولكن يبدو بأن جيمس لا يعرفها !! ، وقبل أن يصله أيّ جواب يشفي غليله كانت الصغيرة قد اختفت عن ناظريه )) .
يصلُ جيمس لحديقة روز واتر المطلة على بحيرة تولوكا .... الحديقة التي أحبها جيمس و زوجته وعدّاها مكاناً مليئاً بالذكريات الجميلة ( و التي قد تكون أول مكانٍ جمع بين الاثنين في الماضي ) .. يحدّثُ جيمس نفسه وهو يرى لافتة تشير لاسم الحديقة :-
إذن هذه هي تلك الحديقة... ماري... هل أنتِ هنا؟
جيمس مفعمٌ بالأمل .. أملُ لقاءِ ماري الزوجة الجميلة الرائعة التي أحبها .. الزوجة التي يريد أن يراها فقط كما يتمنى ...
و أثناء انشغال ذهنه تماماً بماري يلمحُ من بعيد طيف امرأة تتأمل البحيرة بصمت...
يظنُ جيمس للوهلةِ الأولى بأن هذه هي ماري زوجته .. لقد وجدها أخيراً .. خفق قلبه بشدة فيركض نحوها بلهفة وشوق وينادي عليها مستفهماً بصوتٍ عالٍ: "ماري؟! " ...
عندها تستديرُ السيدة نحوه وهي تبتسمُ له فيدرك جيمس على الفور الفوارق بين الاثنتين .. هذه ليست ماري زوجته بل فتاة طبق الأصل منها ولكن بشكلٍ أجمل ..
لقد كان مخطئاً .. فيتمتم بإحباط و خيبة أمل : " لا ... لستِ ماري ".
المرأة: هل أشبهُ حبيبتك؟
جيمس: لا ... بل زوجتي المتوفاة...
لا أستطيع تصديق ذلك... قد تكونين توأمها. وجهكِ، صوتكِ... فقط شعركِ وملابسكِ مختلفة.
المرأة: اسمي... ماريا. أنا لا أبدو كشبح. صحيح؟ تحسّس مدى دفئي.
*تأخذ ماريا بعد ذلك يد جيمس اليمنى وتضعها على خدها، يتراجع جيمس للخلف ويسحب يده بعيداً عن ماريا. *
جيمس: أنتِ فعلاً لستِ ماري!
ماريا: لقد أخبرتك... أنا ماريا.
جيمس: آسف، لقد اختلطَ علي الأمر.
*يبدأ جيمس السير بعيداً عن ماريا نحو الجهة التي أتى منها. *
ماريا: إلى أين أنت ذاهب؟
جيمس: أنا أبحثُ عن ماري. هل رأيتها؟
ماريا: ألم تقل بأنها ماتت؟
جيمس: أوه بلى... منذ ثلاث سنواتٍ مضت. ولكني استلمتُ رسالةً منها. تقولُ بأنها تنتظرني في "مكاننا الخاص"
ماريا: وهذا يعني هنا؟ على أية حال، لم أرها. هل هذا "مكانكما الخاص" الوحيد؟
*يظهر مقطع يبدو كالأسود والأبيض لماري. يبدو هذا كإحدى ذكريات جيمس.*
جيمس: في الواقع، يوجد الفندق كذلك، على ما اعتقد. ذاك المطل على البحيرة... أتساءل ما إذا كان ما يزال موجوداً.
ماريا: تقصد فندق ليك فيو؟ نعم، مازال موجوداً. إذن، الفندق كان "مكانكما الخاص"، هه؟ أراهن بأنه كذلك.
*يبدأ جيمس في السير بعيداً ولكن ماريا تمد يدها وتمسك بذراعه. *
ماريا: لا تغضب هكذا. لقد كنتُ أمزح معك وحسب. على أية حال، إنه ليس من ذلك الطريق، بل من هذا.
*تشير ماريا إلى الجهة المعاكسة للتي أتى منها جيمس. يبدأ جيمس السير بعيداً عن ماريا نحو الوجهة التي أشارت إليها. تتبعه ماريا فينظر جيمس للخلف عليها. *
جيمس: أنتِ قادمة برفقتي؟
ماريا: أكنتَ ستغادر وتتركني هنا لوحدي وحسب؟
جيمس: لا لكن...
ماريا: مع كل هذه الوحوش حول المكان؟
جيمس: لا، لقد...
ماريا: أنا وحيدةٌ هنا. الكل غادر... أنا أشبهُ ماري، صحيح؟ لقد أحببتها، صح؟ أو ربما كرهتها...
جيمس: لا تكوني سخيفة.
*يبدأ جيمس السير بعيداً وماريا تلحقه. *
ماريا: إذن، لا بأس بذلك؟
جيمس: نعم، لا بأس.
تعليق شخصي :-
(( تبدوا لنا ماريا من البداية امرأة غامضة بالفعل ... نلاحظ أنها عندما عرّفت على نفسها لجيمس أول مرة تذكّره مباشرة بأنها لا تبدو كشبح .. (هل هذا يعني أنها مدركة في الواقع بأنها مجرّد طيف يعكس الصورة التي في مخيلة جيمس فقط ؟؟! ) .
يتراجع جيمس للخلف غير مصدّقٍ لما يرى .... رؤية ما كان يتخيله دائماً يتحوّل إلى حقيقة ماثلة أمام عينيه جعله يذعر قليلاً فقرر الرحيل ...
وإذا بماريا تستوقفه بسرعة: "إلى أين أنت ذاهب؟".
جيمس هنا يبدو مشوّشاً فعلاً .. ها هو أمام ماري التي "يريدها" و التي لطالما حلم بها لكنه مازال مصراً على البحث عن ماري التي "توفيت" ... لقد اختلطت الأمور بالنسبة إليه الآن ، ولم يعد يعرف هل يتعلّق بماريا ؟؟ ( التي يراها بأنها هي ماري "كما أرادها") أم يصدق قلبه الذي يدفعه للبحث عن ماري ؟؟ ( التي مازال يريدُ إقناع نفسه بأنها متوفية من ثلاث سنوات ولكنها تنتظره الآن في "مكانهما الخاص" ).
الآن فقط تبدأ الذكرى ترغم نفسها على ذهن جيمس (حين يرى ومضات لماري في الفندق) ، فتعليقاً على الرسالة في بداية اللعبة قال بأن (الحديقة) هي "مكانهما الخاص" ولكن في الحقيقة(الفندق) هو "مكانهما الخاص" .
ماريا تعرفُ الآن عن فندق ليك فيو لأنها تحملُ ذكريات ماري فتخبرهُ بأن الفندق مازال موجوداً .. ولكنها تسخرُ منه .. كيف له ألا يدرك ذلك من البداية ؟ هل هو أبله لينسى ما هو " المكان الخاص " الذي جمع بينه و بين المرأة التي يحبها كما يقول ؟؟ حينها نشعرُ باستياء جيمس من سخرية ماريا فيديرُ ظهرهُ رحيلاً .
تلحق ماريا به لأنها ترفض التجاهل... لماذا يتجاهلها و يبتعد عنها وهي تشبه السيدة التي يحبها .. لكن .. تتساءل ماريا.. هل كان يحبها أصلاً؟ هل كان يكرهها؟ يتفاجأ جيمس من كلامها و يكتم غضبه فيدير ظهره ليرحل من جديد فتلحق به ماريا مرة أخرى .. يبدوا أنها متعلقة به كثيراً ، هذه المرة لا يعترض جيمس ويقبل بصمت مرافقتها له معتقداً أن سبب تعلّقها به هو خوفها من البقاء وحيدة في هذا المكان .
لكن لم يكن هذا ما تفكر به ماريا...هي موجودة من أجله ولابد أن يقبل بها .. لابد أن يترك (ماري) تلك لأنها هي موجودة الآن .. عليه عدم تركها لوحدها بل مرافقتها وحمايتها )) .
.. ولكن كيف وصلت ماريا إلى هنا؟ ما الذي قادها للوجود في نفس المكان الذي كان يبحث فيه جيمس عن ماري ؟؟ هل يُعقل أنها تدرك حقيقتها بالأساس ؟!
يتبع