بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين خالق الناس من طين رافع السماء وباسط الأراضين منزل المطر ومنبت الشجر لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وصَلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين والسارين على نهجهم إلى يوم الدين ، أما بعد ..
---
- لا إستغراب ولا إستعجاب من الكاتبة و المكتوب ، فإن الكاتبة عوّدتنا هي و مواضيعها المفيدة التي إما أن تُـنصح أو تُـصحح أو تُـرشد أو تُـصلح ، وأظن أنها لم تزل على العهد كما عهدناها بارك الله فيها .
---
- بالنسبة لهذا الموضوع الذي صـار متفشي بكثرة والعياذ بالله ، فوجب مواجهته والتصدّي له ، لا تجاهله لأسباب غير مقنعة كنعته بالموضوع المحرج أو أنه خارج نطاق الأدب ، فإن تجاهله يؤدي إلى زيادته .
وعلى المسلم أو المسلمة أن يأمرا بالمعروف وينْهيا عن المنكر ، قال الله تعالى : { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان ) .
وفي حال ترك ذلك تذل الأمة وتهون وتضعف كما هو حالنا الأن للأسف ..
ولا ننسى أن الصامت عن المنكر موافق له ومؤيّد ، حين سألت فاطمة الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت : ( أنهلك وفينا الصالحون؟ ) ردّ عليها فقال عليه الصلاة والسلام ( نعم إذا كثر الخبث ) ، فلذلك يجب علينا المدوامة والحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهما فرض عين ، والله العالم .
- ومن هذا الجانب ، نشكر الأخت الكريمة على أمرها بالمعروف ونهْيِها عن المنكر ، ونأمر المسلمين أجمع أن لا يتخاذلوا أو يتكاسلوا في النصحِ وإرشادِ من ضل و انحرف عن الطريق المستقيم .
---
- للأسف .. أن بعض الناس ينزل إلى منزلة الحيوان ، إما عن طريق شهوته المسيطرة عليه ، أو عن طريق شرب المسكرات ، المسكر مُفقِدٌ للعقل ، فيشربه ليفقد عقله فيكون كالحيوان دون عقل فيتصرف تصرف الحيوان ، وهذا الهدف من المُسْكِر .
وإن هذا لهو السبيل الأول
والسبيل الثاني هي عدم القدرة على السيطرة على الشهوة الفطرية بل تقويتها عن طريق النظر إلى المحرمات وسماع المعازف .
ولذلك حرّم الإسلام هاذين السبيلين ، وأغلق جميع السُّبُل إلى المعصية وكذلك الهلاك .
فعجب لهذا الإنسان الذي يتهاون بسخط ربه عليه ويتهاون بالمعصية ويتهاون بصحته لأجل شهوته .
أمـر محزن .. من أحكمت عليه شهوته وصار كالحيوان الهائج ، خاسر في الدنيا والآخرة .
قال تعالى : { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } .
- عقوبة شديدة في الدنيا ، وجمع المفسدين بعضهم لبعض ، هذا الجزاء في الدنيا .
لنرى في الآخرة .. قال تعالى { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً ( ) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً } .
إذن الخسران في الدنيا والآخرة ، العذاب في الدنيا والآخرة .
---
- فأنصح نفسي أولاً وكل من وقع بحرام أو معصية أن يتقي الله في نفسه ، وأن يذكر الله ، فإن الشيطان يريد أن يهلكه ، ولنضع حد لشهواتنا و لنضعها في الحلال فيما يرضي الله عز وجل ، وإن الحلال بيّن والحرام بيّن .. وكل الأمور واضحة أمام عينك ، جنة أو نار ، نعيم أم عذاب لك الخيار والإختيار ، فلا تكون من الذين أبوا أن يدخلوا الجنة ، التي لا يأبى لدخولها عاقل .
---
وفي الختام لا يسعني إلا أن أشكر الأخوة الأعضاء المشاركين في الموضوع ، وأيضاً أذكّر الأخوة أن يمكنهم في بريدهم الإلكتروني حظر هذه الرسائل كليّا العربية منها والأجنبية .
نسأل الله أن يثبتنا أمام الفتن ، وأن يثبت قلوبنا على دينه وطاعته ، وأن يجعلنا من الصالحين المصلحين الهادين المهتدين التابعين لنهج كتابه وسنة نبيّه و تابعين لم سرى على نهجهم إلى يوم الدين.
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته