بسم الله الرحمن الرحيم
أحييكم جميعا بتحية الاسلام, السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختي الكريمة, في البداية أود أن أذكرك بأننا جميعا نخطئ و أن رحمة الله عز و جل وسعت كل شيء و ما فعلته بالماض من
خطايا ستتحول جميعها باذن الله عز و جل الى حسنات تملأ ميزانك اذا تبت توبة صادقة مخلصة لوجه الله عز و جل. فالله
عز و جل كريم رحيم غفور رؤوف, فيا أختي الفاضلة لا تقننطي من رحمة الله. و اعلمي بأن غيرك فعل ما هو أشد من
فعلك. فأنت محظوظة لأن الله عز و جل قد أخرجك من تلك العلاقة القديمة و سترك بالزواج من شخص يبدو من كلامك أنه
يعلم قيمة الحياة الزوجية.
قد يظن البعض من أن زوجك عديم الرجولة أو أن له أسباب مخفية لعدم تطليقك. فأقول و الله أعلم و أحكم, و الله اني أرى
أن ما فعله زوجك من كمال رجولته. ماذا تريد أي زوجة أكثر من رجل لم تأخذه العاطفة بل فكر و من ثم اتخذ قراره فعفى و
سامح وصفح عنك؟ بل انه عرف كيف يحمي بيته من الحاسدين الماكرين. أليس الزواج تضحية من كلا الطرفين للطرف
الآخر؟ فبالله ماذا سيستفيد زوجك اذا طلقك مثلا أو اذا فضحك لغرض الانتقام؟ لا شيء. فاني أرى أن زوجك رجل عاقل اتبع
سنة المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه حيث قال:" ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا". و "لم يكن رسول الله فاحشا ولا
متفحشا، ولا صخابا في الأسواق، ولا يجزيء بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح".
فمن رأيي يا أختي الكريمة أنك تستمري مع زوجك و تبدأي صفحة جديدة مع الله أولا ثم مع زوجك. و انسي الماضي و لا
تدمري حياتك من أجل خطء عاف عليه الزمن.
و في الختام أرجو أن تعلمي بأنك أدرى منا بزوجك و بأن القرار الأول و الأخير يعود لك و أن كلامنا هذا ما هو الى نصائح
و وجهات نظر تحتمل الخطأ و الصواب. و اني أضم صوتي لمن نصحك بأن تجلسي مع زوجك جلسة مصارحة لتكون بداية
الصفحة الجديدة باذن الله و أدعوكما لأن تنسيا هذا الموضوع تماما و كأنه لم يحدث. و اني أدعو الله العلي القدير الذي يجيب
السائلين و يعطي الطالبين أن يستر عليكي و أن يوفقكي في ما تختارين و أن يتقبل توبتك انه هو التواب الرحيم.
أرجو أن أكون أفدتك بشيئ, قد قلت ما قات فان صواب فمن الله عز و جل و ان خطأ فمني و من الشيطان, و الله عز و جل
أعلم و أحكم.
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و ارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه.
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا اله الا أنت أستغفرك و أتوب اليك.